قول القائل: إن الإمام النووي رحمه الله ليس بمبتدع لأنه مجتهد يعني أن الكلام على مسائل الصفات اجتهادي،فلا يوصف المخطئ عالم أو جاهل بالبدعة،وعليه فلا يطلق الحكم بالبدعة على عوام الأشاعرة وعلمائهم،وأما إن كان العذر للنووي رحمه هو الجهل فالجهل أولى بعوام الأشاعرة وطلبة العلم منهم من النووي رحمه الله،وأيّا ما كان فلا بدعة يمكن أن يتلبس بها الأشاعرة وفق ما ذهب إليه بعض السلفية المعاصرة،فمذهبهم الذي ذهبوا إليه ليس له تحقق في الواقع إنما حكم ذهني بالبدعة لا مصداق له،وهذا اضطراب ظاهر لا يخفى على ذوي الألباب.