زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚 @zadi2 Channel on Telegram

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

@zadi2


الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•

للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚 (Arabic)

هل تبحث عن مصدر موثوق للخطب والمحاضرات الدينية؟ إذا كنت كذلك، فقد وجدت المكان المناسب! قناة "زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚" هي الشبكة الدعوية الرائدة المتخصصة في تقديم محتوى متميز للتأمل والاستفادة. ستجد في هذه القناة أفضل الخطب والمحاضرات التي تغنيك عن البحث في مصادر متعددة

من خلال مساهمتك في نشر المحتوى القيم والمفيد عبر القناة، ستكون لك أجر عظيم بإذن الله. فلا تتردد في توجيه الآخرين نحو هذه القناة القيمة

تتيح القناة أيضًا فرصة التواصل مع إدارتها من خلال الرابط الخاص بهم. بإمكانك التواصل معهم للإبداع، الاقتراحات، أو حتى الطلبات الخاصة

انضم اليوم إلى "زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚" واستمتع بمحتوى فريد وقيم يثري روحك وفكرك ويقربك أكثر إلى الله.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

12 Jan, 03:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


فاتقوا الله عباد الله: واستغفروه وتوبوا إليه، وترجموا أخلاق دينكم الحنيف إلى واقع فى حياتكم تفوزوا برضوان ربكم جل وعلا،
أقول قولى هذا، واستغفر الله العظيم لى ولكم..


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الإسلام دين الرحمة والتسماح والعدل والإخاء جاء لإسعاد الإنسانية؛ فنجده يُرسخ مفهوم التعايش السلمى؛ فالناس على اختلافهم إخوة في الإنسانية تنشأ بينهم علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية قوامها التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمنافع

ثالثاً: التعايش السلمى؛ لقد رسخ الإسلام مفهوم التعايش السلمى بين الناس جميعاً، فلم يفرق بين إنسان وآخر من أجل لونه أو جنسه أو دينه؛ قال تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات: ١٣)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ» رواه الترمذي.
ومن الشواهد التاريخية على ترسيخ الإسلام لمبدأ التعايش السلمي بين جميع الناس:

- صحيفة المدينة المنورة؛ لقد كانت صحيفة المدينة بمثابة دستور للتعايش السلمى وضح فيه سيدنا رسول الله ﷺ دعائم الإخوة بين الناس جميعاً وأمن اليهود على دينهم وأموالهم وعاهدهم على الحماية والنصرة فكتب ﷺ كتاباً بين المهاجرين والأنصار ووادع اليهود..
قال ابن القيم رحمه الله: وادع رسول الله من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتاب وبادر حبرهم عبدالله بن سلام فدخل في الإسلام.. زاد المعاد.
وهذا خير شاهد على أن الإسلام دين التعايش السلمي لقد استوعبت تشريعاته كل الملل والنحل الأخرى فجعل للإنسان حقوقاً فاقت كل ما أنتجه الفكر البشرى في مجال حقوق الإنسان؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
«يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ» أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان.

- كتاب سيدنا رسول الله ﷺ لنصارى نجران؛ لقد وفد نصارى نجران على النبي ﷺ بالمدينة المنورة فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال: «دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم وكتب لهم النبي عهداً وقال فيه: «لنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل دين النصارى في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله ﷺ على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير أن احمى جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبٍيعهم وبيوت صلواتهم أن لهم ما على المسلمين وعلى المسلمين ما عليهم حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم» زاد المعاد.
-
- ولم يكن هذا مجرد ميثاق لا حظ له في أرض الواقع بل طبق النبي ﷺ ذلك عملياً وخلفاؤه فلم يهدموا كنيسة ولا صومعة بل صانوا جميع أماكن العبادة واحترموها؛ فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه لما كان في طريقه إلى الشام رأى معبداً لليهود قد غيبه الرومان بالتراب فأخذ يزيل عنه التراب حتى يتمكن اليهود من معاودة العبادة فيه مرة أخرى.

- موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند فتح بيت المقدس عام ١٥ - ١٦ هجرياً؛ لقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهل إيلياء عهد أمان عرف بالعهدة العمرية فأعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وبرهم وبحرهم وأن لا ينتقص من ذلك شىء؛ وكذلك فقد رفض رضي الله عنه أن يصلى داخل الكنيسة لئلا يتخذها المسلمون مسجداً مبررين ذلك بقولهم هنا صلى عمر وصلى خارجها وبجوارها بنى مسجد عمر بن الخطاب ولا يزال قائم إلى يومنا هذا ليكون خير شاهد على أن الإسلام دين السلام؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)،
-
- عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه لما فتح مصر؛ أحسن إلى القبط ورد الأنبا بنيامين إلى كنيسته وأعطاه أماناً لأهل ملته بعدما كان القبط مضطهدون من إخوتهم في الدين النصارى الرومان؛ فساد السلام أرض مصر وجميع الأراضي التي فتحها المسلمون.
-
اللهم اجعل مصر آمنا أماناً وسلما سلاماً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
وأقم الصلاة؛

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


ملئ الضلوعَ وفاض عن أجنابها
قلبُ إذا ذكرَ الحبيبُ يذوبُ
ما زال يخفقُ ضارباً بجناحه
يا ليت شعري هل تطيرُ قلوبُ
- ولقد كان الحلم من أجل شمائله ﷺ فعندما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه كثيراً، وقالوا: لودعوت عليهم ! فقال: «إنى لم أبعث لعاناً، ولكنى بعثت داعياً، ورحمة، اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون» رواه البخارى.
-
فكان ﷺ أجمل الناس صفحاً، ممتثلاً قوله تعالى:﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾(الحجر: ٨٥-٨٦)، وقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(الزخرف: ٨٩)، فكان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، وكان من عظيم حلمه ﷺ أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً»، وموقفه مع أهل مكة خير شاهد على عفوه عند المقدرة فلما فتح مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت.. قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين﴾(يوسف: ٩٢)، اذهبوا أنتم الطلقاء.

أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان؛ لقد كان لحسن الأخلاق بالغ الأثر فى فتح القلوب للهداية والإيمان بالله عز وجل من ذلك:
- إسلام الغلام الذى كان يخدم سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم .. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.
-
- إسلام ملك عمان، لقد ذكر ابن حجر في الإصابة، أن الجُلَنْدى ملك عُمَان قال: لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي ﷺ أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغْلِب فلا يَبْطَرُ، ويُغْلب فلا يجبر - لا يتلفظ بقبيح - وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي، فأسلم الجُلَنْدى حُباً فى أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ.
-
- إسلام خصم على بن أبي طالب، لقد فقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه، فوجدها في يد رجل من غير المسلمين كان قد عرضها في السوق يريد بيعها، فلمّا رآها عرفها، فقال له: هذه درعي كانت قد سقطت عن جمل لي في مكان كذا، فأنكر الرجل، ورفع الأمر إلى القاضي الذى طلب من أمير المؤمنين البينة، فأراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يشهد له الحسن، فأجابه القاضي شريحٌ بأن شهادة الولد لا تجوز لأبيه، فقال عليّ: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، إلّا أنّ القاضي شريح أصرّ على موقفه بأنّه لا تجوز شهادة الولد لأبيه، فلما رأى الخصم مثل هذا، قال لعليّ: أشهد أنّها درعك يا أمير المؤمنين.. ثم قال مُتعجباً: أميرُ المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!!، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلم لِما رأى من العدل في القضاء، فكان موقف شريح وقضاؤه بالحقّ وقَبول أمير المؤمنين وخضوعه لحكم القاضي دون اعتراض سبباً في دخول سارق الدرع فى الإسلام.
-
- إسلام أهل سمرقند؛ ففى عهد عمر بن عبدالعزيز فتح قتيبة بن مسلم سمرقند عنوة فشكى أهلها ذلك إلى عمر بن عبدالعزيز فأحال الأمر إلى القضاء فحكم القاضي المسلم بخروج جيوش المسلمين منها فدخل أهلها فى دين الله أفواجاً، فما أحوج أمتنا إلى إرساء مثل هذا العدل حتى تنعم بالأمن والأمان، والمحبة والإخاء.
-
- إسلام جار عبدالله بن المبارك لحسن أخلاق بن المبارك؛ لقد كان لعبد الله بن المبارك جار غير مسلم فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين. فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً؟ قال: صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فأعطاه ثمن الدار، وقال له لا تبعها، فأسلم الرجل لحسن أخلاق بن المبارك..
- إسلام كثير من الشعوب متأثرين بمكارم أخلاق التجار المسلمين؛ لقد انتشر الإسلام بين الصينيين عن طريق التجار المسلمين، وكذلك وصل إلى دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين وجزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا، ودخل الإسلام فيتنام، وألبانيا وغيرها من مناطق البلقان عن طريق لغة الأخلاق الراقية التى تمسك بها التجار المسلمين، لقد غزت مكارم الأخلاق القلوب فلم يملك أصحابها إلا أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*« وَلَكِــنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ*
*بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ »*
*للشـيخ/ أيمـن حمـدي الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة:*
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ثانياً: أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان.
ثالثاً: التعايش السلمى.

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون:

لقد حثت جميع الشرائع على مكارم الأخلاق، لأن الأخلاق هى عنوان الأمم المتحضرة، والأخلاق مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله عز وجل الناس عليها، كالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح وغيرها من المعانٍ المحمودة، وهذا يعنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، حتى إن العرب قبل الإسلام كانوا يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته؛ ولقد علل سيدنا رسول ﷺ بعثته بقوله: «إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخْلاقِ» رواه أحمد.
وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

فالأخلاق تمثل ركيزة أسياسية من ركائز ديننا الحنيف التي لا يلحقها نسخ ولا تبديل وهي العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات؛ وسوف نلقى الضوء على ذلك من خلال العناصر التالية:

أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يمتاز بسمو الأخلاق التي لا يحيط بوصفها بيان، حتى فاضت القلوب بإجلاله، من ذلك:
- سيدنا رسول الله ﷺ أكمل البشر خُلقاً، قال تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(آل عمران: ١٥٩)، وقال تعالى:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾(التوبة: ١٢٨)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء: ١٠٧)، ولما سئلت أمنا عائشة رضى الله عنها عن خلق سيدنا رسول الله ﷺ قالت: «كان خُلُقُه القُرآنَ» رواه مسلم.
-
- ولقد استدلت أمنا خديجة رضى الله عنها بمكارم أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ على حسن عاقبته فى الأمور كلها فقالت له حين رجع من الغار خائفاً على نفسه: «كَلاَّ وَاللهِ لا يُخزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الكَلَّ، وَتَكسِبُ المَعدُومَ، وَتَقرِي الضَّيفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» رواه البخارى.
-
- وُصِفَ سيدنا رسول الله ﷺ فى الكتب السابقة بكمال الأخلاق، فعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة؟ فقال: «أجل؛ والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا» رواه البخاري.
-
- ولقد ملك سيدنا رسول الله ﷺ القلوب بمكارم أخلاقه، فعن عمرو ابن العاص قال: «كان رسول الله ﷺ يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟ فقال «أبو بكر»، فقلت يا رسول الله أنا خير أم عمر؟ فقال «عمر»، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عثمان؟ فقال «عثمان»، يقول عمرو: «فلما سألت رسول الله فصدقني فلوددت أني لم أكن سألته» شمائل الترمذي.
لقد ظن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه أحب الناس وأقرب الناس لقلب النبى ﷺ من حسن تعامله معه.
يا من يذكرني بعهدِ أحبتي
طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ
أعد الحديثَ علي من جنباته
إن الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


*( لتسكنوا إليها )*
*للشيخ/ محمد المهوس*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ آيَاتِ الزَّوَاجِ الْعَظِيمَةِ وَمَقَاصِدِهِ الْمُبَارَكَةِ الْكَرِيمَةِ: حُصُولُ السَّكَنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؛ حَيْثُ جَعَلَ اللهُ الْمَرْأَةَ سَكَنًا لِلرَّجُلِ يَسْكُنُ إِلَيْهَا قَلْبُهُ، وَيَهْنَأُ بِهَا بَالُهُ، وَالرَّجُلُ كَذَلِكَ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا خَالِصَ الْحُبِّ، وَهُوَ الْمَوَدَّةُ الْمُقْتَرِنَةُ بِالرَّحْمَةِ؛ كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].

وَفِيِ قَوْلِهِ: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) بَيَانٌ لِلْعِلَّةِ مِنْ خَلْقِهِمْ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ؛ أَي: أَنَّ اللهَ خَلَقَ لَهُمْ مِنْ جِنْسِهِمْ أَزْوَاجًا، لِيَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَيَمِيلَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ -سُبْحَانَهُ- أَنْ جَعَلَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَرَاغًا وَافْتِقَارًا وَحَاجَةً إِلَى الطَّرَفِ الآخَرِ؛ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[الأعراف: 189].

وَقَوْلُهُ: (لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)؛ لِيَأْنَسَ بِهَا وَتَأْنَسَ بِهِ، وَيَأْوِيَ إِلَيْهَا وَتَأْوِيَ إِلَيْهِ؛ وَهَذَا مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ، وَفِطْرَتِهِ السَّوِيَّةِ أَنَّهُ يُحِبُّ أَجْوَاءَ الْهُدُوءِ النَّفْسِيِّ، وَالطُّمَأْنِينَةِ الرُّوحِيَّةِ، وَالاِسْتِقْرَارِ الْغَرِيزِيِّ، وَالْهُدُوءِ الْعَاطِفِيِّ.

وَلاَ يَتَحَقَّقُ ذَلِكَ إِلاَّ بِهَذَا الزَّوَاجِ الْمُبَارَكِ؛ حَيْثُ يَشْعُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ الآخَرَ جُزْءٌ مِنْ ذَاتِهِ وَقِطْعَةٌ مِنْ نَفْسِهِ، بِحَيْثُ يَعِيشُ فِي فَرَاغٍ شُعُورِيٍّ هَائِلٍ عِنْدَمَا يَشْعُرُ بِالاِبْتِعَادِ عَنْهُ وَالْحِرْمَانِ مِنْهُ؛ يَشْعُرُ بِأَنَّ هُنَاكَ إِنْسَانًا يَنْتَظِرُهُ وَيَخُصُّهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ مَسْؤُولِيَّةَ الْحَيَاةِ كُلِّهَا، كَمَا يَعِيشُ مَعَهُ مَسْؤُولِيَّتَهُ تِجَاهَ نَفْسِهِ، وَالإِحْسَاسَ بِهِ.

وَسِيرَةُ نَبِيِّنَا -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- زَاخِرَةٌ عَطِرَةٌ بِالْمَوَاقِفِ الْحَسَنَةِ وَالطَّيِّبَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِهَذَا الْجَانِبِ الْمُهِمِّ، وَهُوَ الْقَائِلُ: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"(متفق عليه)، وَالْقَائِلُ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

تَقُولُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"؛ قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: "أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"؛ قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (متفق عليه).

وَقَوْلُهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ"؛ أَيْ أَنَّهَا لاَ تَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَ الرَّسُولِ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- حِينَ تَحْلِفُ، وَفِي حَالِ الْغَضَبِ الَّذِي يَسْلُبُ الْعَاقِلَ اخْتِيَارَهُ، مَعَ بَقَاءِ صِدْقِ الْمَحَبَّةِ لَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ فَأَيُّ عِتَابٍ خَفِيٍّ لطَيِف مِنْهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا– تَعْتِبُ فِيهِ عَلَى زَوْجِهَا مَعَ إِبْقَائِهَا لِلْمَحَبَّةِ بَيْنَهُمَا.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


وَتَأَمَّلُوا -عِبَادَ اللهِ- حَالَ بَعْضِ الزَّوْجَاتِ الْيَوْمَ مَعَ زَوْجِهَا فِي حَالِ الْغَضَبِ: تَهْجُرُ اسْمَهُ وَرَسْمَهُ، وَتَمْتَنِعُ عَنْ خِدْمَتِهِ، وَتُنْكِرُ جَمَالَ عِشْرَتِهِ؛ فَضَلاً عَنِ الْحَدِيثِ مَعَهُ وَالأُنْسِ بِجِوَارِهِ.

وَفِي حِوَارٍ لَطِيفٍ جَمِيلٍ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لِعَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ-أَيْ: رَأَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ يَحْمِلُ عَائِشَةَ فِي قِطْعَةٍ مِنْ حَرِيرٍ - وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: "أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"(صححه الألباني).

فَانْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحِوَارِ الْهَادِئِ اللَّطِيفِ الَّذِي تَفْقِدُهُ كَثِيرٌ مِنَ اْلبُيُوتَاتِ فِي عَالَمِنَا الْيَوْمَ؛ وَالَّذِي مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِه: غِيَابُ الْمَنْهَجِ الإِسْلاَمِيِّ فِي الْعَلاَقَةِ الَّتِي بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَالَّتِي تُنَظِّمُ أَحْوَالَ الأُسْرَةِ بِأَكْمَلِهَا؛ فَدِينُنَا عَلَّمَنَا الاِحْتِسَابَ فِي الْمُعَاشَرَةِ، وَعَلَّمَنَا الْبَشَاشَةَ فِي الْمُقَابَلَةِ، وَالاِحْتِرَامَ الْمُتَبَادِلَ، وَالْمَشُورَةَ فِي شُؤُونِ الأُسْرَةِ، وَعَلَّمَنَا الْهَدِيَّةَ لِكَسْبِ الْقُلُوبِ النَّدِيَّةِ، وَجَمَالَ الْمَظْهَرِ وَالْمَخْبَرِ، كُلُّ هَذَا وَغَيْرُهُ لأَجْلِ حَصْولِ السَّكَنِ بَيْنَ الزَّوْجَين.

اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ رَبَّنَا أَنْ تَهَبَ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ حُصُولِ السَّكَنِ فِي الْعَلاَقَةِ الزَّوْجِيَّةِ: تَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-؛ قَالَ -تَعَالَى-: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[التوبة: 109].

فَتَقْوَى اللهِ وَالتَّعَلُّقُ بِهِ، يُقَرِّبُ الْقُلُوبَ لِبَعْضِهَا؛ وَسَبَبٌ لِلْحُصُولِ عَلَى السَّعَادَةِ وَالْوِصَالِ الْمُتَبَادَلِ، وَالسَّكَنِ الْعَادِلِ الَّذِي يَقْضِي عَلَى أَسْبَابِ الْجَفَاءِ الَّذِي مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِهِ: انْشِغَالُ الزَّوْجَيْنِ عَنْ بَعْضِهِمْ إِمَّا بِمُتَابَعَةِ وَسَائِلِ اتِّصَالاَتِهِمُ الْمُتَنَوِّعَةِ، أَوْ بِزِيَارَاتِهِمُ الْمُتَعَدِّدَةِ، وَتَمْشِيَاتِهِمُ الْمُسْتَمِرَّةِ، أَوْ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَاصَّةِ؛ حَتَّى أَصْبَحَ بَعْضُهُمْ لاَ يَأْنَسُ مَعَ الآخَرِ بِحَدِيثٍ، وَلاَ يَهْنَأُ مَعَهُ بِطَعَامٍ، وَلاَ يَسْعَدُ بِجُلُوسٍ، فَضْلاً عَنِ الْحُبِّ وَالْمَوَدَّةِ وَالسَّكَنِ؛ فَأَصْبَحَا يَعِيشَانَ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ الْوَاحِدِ وَكَأَنَّهُمَا مُنْفَصِلاَنِ!

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- فِي حَيَاتِكُمُ الزَّوْجِيَّةِ، فَمَا أُوتِيَتِ الأُمَّةُ الْمُسْلِمَةُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ أُسَرِهَا بِتَفْرِيقِهَا وَتَمْزِيقِهَا، ثُمَّ التَّسَلُّطِ عَلَيْهَا.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


تنتهين؟ قال: وجعل يبكي وهو لا يشعر بمكاني، فلما رأيت ذلك، انصرفت وتركته"؛ [تاريخ دمشق].

قال الغزالي: "عرف أرباب البصائر من جملة العباد أنهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات، وتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة، وصدق المراقبة، ومطالبة النفس في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يُحاسب، خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسُن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه، دامت حسراته، وطالت في عَرَصَات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته، فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر، ألَّا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها، وسكناتها، وخطراتها، وخطواتها".

قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى لرجل: "كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك، يوشك أن تبلغ، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال الفضيل: أتعرف تفسيره؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن علم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليُعِدَّ للسؤال جوابًا، قال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة، قال: ما هي؟ قال: تُحسِن فيما بقيَ يُغفَر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هِرَمِك، وصحتك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))؛ [أخرجه الحاكم في مستدركه، والبيهقي في الشعب، وصححه الألباني في صحيح الجامع].

أيها الأحبة الكرام، من لم يغتنم حياته في طاعة الله، ندِم بعد مماته، وتمنى العودة إلى الدنيا، وأنَّى له ذلك؟ وظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن؛ قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30].

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 17:00


إلى الفردوس: وفي صفة الصفوة والإحياء كذلك نُقل عن توبة بن الصمة: "أنه جلس يومًا ليحاسب نفسه فعدَّ عمره، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي واحد وعشرون ألفًا وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: يا ويلتى، ألقى المَلَكُ بواحد وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم آلاف الذنوب؟! ثم خرَّ فإذا هو ميت، فسمعوا قائلًا يقول: يا لها من ركضة، إلى الفردوس الأعلى"؛ قال الغزالي رحمه الله معلقًا على هذه القصة: "فهكذا ينبغي أن يحاسب العبد نفسه على الأنفاس، وعلى معصيته بالقلب والجوارح في كل ساعة، ولو رمى العبد بكل معصية حجرًا في داره لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك: ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ [المجادلة: 6]".

عمر بن عبدالعزيز: ففي محاسبة النفس لابن أبي الدنيا عن عطاء قال: "دخلت على فاطمة بنت عبدالملك بعد وفاة عمر بن عبدالعزيز، فقلت لها: يا بنت عبدالملك، أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: أفعل، ولو كان حيًّا ما فعلت، إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وَصَلَه بليله، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه، فدعا بسراجه الذي كان يُسرج له من ماله، ثم قام فصلى ركعتين، ثم أقعى واضعًا رأسه على يده، تتسايل دموعه على خده، يشهق الشهقة، فأقول: قد خرجت نفسه، وانصدعت كبده، فلم يزلْ كذلك ليلته حتى برق له الصبح، ثم أصبح صائمًا، قالت: فدنوت منه، فقلت: يا أمير المؤمنين، رأيت شيئًا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك، فما كان منك؟ قال: أجل، فدعيني وشأني، وعليكِ بشأنكِ، قالت: فقلت له: إني أرجو أن أتعِظَ، قال: إذًا أخبركِ، إني نظرت إليَّ فوجدتني قد وُلِّيتُ أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، والفقير المحتاج، والأسير المفقود، وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض، فعلمت أن الله سائلني عنهم، فخِفْتُ على نفسي خوفًا دمعت له عيناي، ووجل له قلبي، فأنا كلما ازددت لها ذكرًا، ازددت لهذا وجلًا، وقد أخبرتكِ؛ فاتعظي الآن أو دعي".

ما حملكِ على ما صنعتِ: وحكى صاحب للأحنف بن قيس قال: "كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل، وكان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه حتى يحس بالنار، ثم يقول لنفسه: يا أحنف، ما حملكِ على ما صنعتِ يوم كذا؟ ما حملكِ على ما صنعتِ يوم كذا؟"؛ [الزهد].

قال عبدالله بن قيس رضي الله عنه: "كنا في غزاة لنا فحضر العدو، فصِيحَ في الناس فقاموا إلى المصاف في يوم شديد الريح، وإذا رجل أمامي وهو يخاطب نفسه ويقول: أي نفسي، ألم أشهد مشهد كذا، فقلتِ لي: أهلك وعيالك؟! فأطعتكِ ورجعت، ألم أشهد مشهد كذا، فقلتِ لي: أهلك وعيالك؟! فأطعتكِ ورجعت، والله لأعرضنك اليوم على الله، أخذكِ أو ترككِ، فقلت: لأرمقنَّكَ اليوم، فرمقته فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس، فانكشفوا – أي: هربوا - فكان في موضعه، حتى انكشفوا مرات وهو ثابت يقاتل، فوالله ما زال ذلك به حتى رأيته صريعًا، فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنة".

فلنحاسب أنفسنا على أوامر الله ونواهيه، وعلى كل فعل وترك، وإقدام وإحجام

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى؛ أما بعد:

فيا عباد الله، أرأيتم كيف ارتبطت قلوبهم بالله، فكانوا أجسادًا في الأرض، وقلوبًا في السماء، وما إن يحصل من أحدهم تقصير أو زلة إلا ويسارع في معالجة خطئه، ومعاقبة نفسه على ذلك، حتى لا تكاد تأمره إلا بخير؟

قال الذهبي: "ويُروى أن يحيى بن يحيى شرب دواء فقالت زوجته: قم فتمشَّ في الدار، قال: "أنا أحب أن أحاسب نفسي أربعين سنة على خُطاي، فما أعلم ما هذه المشية؟"، فتأمل – أخي - حال يحيى بن يحيى كيف أنه توقف عن المشي؛ لأنه ما يعلم هذه المشية التي تريد زوجته أن يمشيها، وما ذاك إلا لأنهم كانوا يحاسبون أنفسهم عن كل خطوة، هل هي حلال؟ وهل تعود عليهم بالخير أم بالشر؟

رياح القيسي: قال مالك بن ضغيم: "جاء رياح القيسي يسأل عن أبي بعد العصر، فقلنا إنه نائم، فقال: نوم هذه الساعة؟ أهذا وقت نوم؟ ثم ولى منصرفا فأتبعناه رسولًا، فقلنا: قل له: ألَا نوقظه لك؟ فأبطأ علينا الرسول ثم جاء وقد غربت الشمس، فقلنا: أبطأت جدًّا، فهل قلت له؟ قال: هو أشغل من أن يفهم عني شيئًا، أدركته وهو يدخل المقابر وهو يعاتب نفسه، وهو يقول: أقلتِ أنوم هذه الساعة؟ أفكان عليكِ ينام الرجل متى شاء؟ وقلتِ: هذا وقت نوم؟ وما يدريكِ أن هذا ليس وقت نوم؟ تسألين عما لا يعنيكِ، وتكلمين بما لا يعنيكِ، أما إن لله عليَّ عهدًا ألَّا أنقضه أبدًا، ألَّا أوسدكِ الأرض لنومٍ حولًا، إلا لمرض جاء بكِ، أو لذهاب عقل زائل، سوءة لكِ سوءة لكِ، أما تستحين كم توبخين عن غيك؟ ألا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


رابعًا: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحًا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظَّفَر به؟

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالآتي:

أولًا: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصًا تداركه.

ثانيًا: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئًا، تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

ثالثًا: محاسبة النفس على الغفلة، ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.

رابعًا: محاسبة النفس على حركات الجوارح؛ كلامِ اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟

ثمرات المحاسبة: أيها المسلمون، إن لمحاسبة النفس ثمراتٍ كثيرة، أذكر منها أن المرء بالمحاسبة:

يطلع المرء على عيوب نفسه ونقائصها ومثالبها، ومن اطلع على عيوب نفسه عرف قدره، ومعرفة العبد بقدر نفسه تُورِثه تذللًا لله، وتعظيمًا وإجلالًا وعبودية لله عز وجل، فلا يمنُّ بعمله مهما عظُم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر، وبالمحاسبة كذلك يتعرف العبد على حق الله تعالى عليه، وعظيم فضله ومنِّه سبحانه، عندما يقارن نعمة الله عليه بتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك دافعًا له إلى الطاعات والقربات، رادعًا له عن القبائح والسيئات، عند ذلك يعلم أنه من حقه سبحانه أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكَر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفَر، وبالمحاسبة كذلك تكون تزكية النفس وتطهيرها من كل الأمراض والأدران، وبتزكيتها يكون الفلاح والنجاح؛ قال سبحانه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمَّها، ثم خَطَمَها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائدًا.

وبالمحاسبة يكون التغيير نحو الأفضل والأحسن؛ فلا خير فيمن لا يستفيد من ماضيه ويتدارك أخطاءه؛ قال تعالى في وصف عباده المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]؛ فلا يكون الإقلاع عن الذنب وتفاديه في المستقبل، إلا بمحاسبة النفس وتقويمها.

عباد الله: ولما أدرك السلف مفهوم المحاسبة، ضربوا لنا أروع الأمثلة في ذلك، وإن الهدف ما هو إلا التذكير فحسب؛ لأن في إيراد القصة أثرًا لا يخفى على القارئ والسامع، فكيف إذا كانت هذه القصص من حياة صفوة الأمة وخيارها، وهم سلفها الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم؟! ولا شك أن البحث والاستقصاء عن كل ما ورد من نماذجَ رائعة، وصور مشرقة لمحاسبة السلف الصالح لأنفسهم، يتطلب مجهودًا جبارًا ووقتًا طويلًا، وحسبنا هنا أن نذكر طرفًا من ذلك عمر بن الخطاب والمحاسبة: ففي كتاب الزهد للإمام أحمد وموطأ الإمام مالك أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب يومًا - وقد خرجت معه حتى دخل حائطًا - فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: "عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، بخٍ، والله لتتقينَّ الله ابن الخطاب أو ليعذبنَّك".

وفي مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي، "أنه جاء رجل يشكو إلى عمرَ وهو مشغول، فقال له: أتتركون الخليفة حين يكون فارغًا حتى إذا شُغل بأمر المسلمين أتيتموه؟! وضربه بالدرة، فانصرف الرجل حزينًا، فتذكر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرة، وقال له: اضربني كما ضربتك، فأبى الرجل وقال: تركت حقي لله ولك، فقال عمر: إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقك، فقال الرجل: تركته لله، فانصرف عمر إلى منزله فصلى ركعتين، ثم جلس يقول لنفسه: يا ابن الخطاب، كنت وضيعًا فرفعك الله، وضالًّا فهداك الله، وضعيفًا فأعزك الله، وجعلك خليفةً فأتى رجل يستعين بك على دفع الظلم فظلمته؟! ما تقول لربك غدًا إذا أتيته؟ وظل يحاسب نفسه حتى أشفق الناس عليه".

ورُوي عن عمر بن الخطاب كذلك: أنه كان يضرب قدميه بالدرة كل ليلة، ويقول: ماذا عملت اليوم؟ ورُوي عنه أيضًا: أنه عاقب نفسه حين فاتته صلاة العصر في جماعة بأن تصدَّقَ بأرضٍ كانت له قيمتها مائتا ألف درهم؛ [الإحياء].

اعملي يا نفس: وفي كتاب الزهد للإمام أحمد أن إبراهيم التيمي قال: "مثلَّتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس، أي شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا فأعمل صالحًا، قلت: فأنتِ في الأمنية فاعملي".

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*محاسبة النفس سبيل النجاة*
*للشـيخ / محـمـد سـويـدان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي لا مانعَ لِما وهب، ولا معطيَ لِما سلب، طاعته للعاملين أفضل مكتسب، هيَّأ قلوب أوليائه للإيمان وكتب، أحمده على ما منحنا من فضله ووهب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هزم الأحزاب وغلب، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي اصطفاه وانتخب، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الفائق في الفضائل والرُّتَب، وعلى عمر الذي فر الشيطان منه وهرب، وعلى عثمان ذي النورين التَّقِيِّ النَّقِيِّ الحسب، وعلى عليٍّ صهره وابن عمه في النسب، وعلى بقية أصحابه الذين اكتسَوا في الدين أعلى فخر ومكتسب، وعلى التابعين لهم بإحسان ما أشرق النجم وغرب، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا أيها الكرماء الأجلاء عباد الله: فنحن نودع عامًا قد طُوِيَ من عمر الزمان، ولا بد لنا من وقفة محاسبة نودع بها عامًا مضى وفات، ونستقبل بها عامًا حل وحضر، فما أحوجنا إلى محاسبة النفس ومراجعتها؛ لعلها تنتبه من غفلتها، وتستفيق من رَقدتها، وتقوم من سُباتها، وترجع عن غيِّها وضلالتها!

ومحاسبة النفس أمرُ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

وروى الترمذي وقال: حديث حسن، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكيِّسُ من دان نفسه، وعمِل لِما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني))؛ دان نفسه: أي: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يُحاسب يوم القيامة.

وروى ابن ماجه عن ابن عمر أنه قال: ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار، فسلم على النبي، ثم قال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكيس (أعقل)؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لِما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس)).

وهي وصية السلف؛ فقد روى أحمدُ في كتاب الزهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا؛ فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية".

وفي شعب الإيمان للبيهقي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى بعض عماله أن: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد مرجعه إلى الرضا والغِبطة، ومن ألْهَتْهُ حياتُه وشُغله بهواه، عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة".

وروى النسائي في السنن الكبرى أن الحسن البصري قال: "إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة"، وقال أيضًا: "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته"؛ [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا].

وفي حلية الأولياء عن ميمون بن مهران، أنه قال: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حِلٍّ ذلك أم من حرام؟".

وفي حلية الأولياء أيضًا: أن سهل بن عبدالله قال: "المؤمن من راقب ربه، وحاسب نفسه، وتزوَّد لمعاده".

أحبتي الكرام: إذا كانت محاسبة النفس هي أمر الله ورسوله، ووصية السلف، فتعالَوا بنا لنرى ما هي المحاسبة:

المحاسبة وأنواعها: يقول الماوردي في تعريفه للمحاسبة: "أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل".

ومحاسبة النفس نوعان؛ النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل؛ فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه؛ قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبدًا وقف عند همِّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر".

أما النوع الثاني، فهو محاسبة النفس بعد العمل؛ وهو ثلاثة أنواع:

أولًا: محاسبتها على طاعة قصَّرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقِعْها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله في الطاعة ستة أمور: الإخلاص لله في العمل، النصيحة لله فيه، متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، شهود مشهد الإحسان فيه، شهود منة الله عليه، شهود تقصيره فيه، بعد ذلك يحاسب نفسه، هل وفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها في هذه الطاعة؟

ثانيًا: أن يحاسب نفسه على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة، والاستغفار، والحسنات الماحية.

ثالثًا: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركُهُ خيرًا من فعله.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*من مقوِمات البيت الناجح*
*للشــيخ/ عـمـــر المـشـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: عباد الله: إنَّ البيت الناجح هو البيت الذي يؤدي كل فرد من أفراده الحق الذي عليه، فالأب والأم والبنون، كل له دوره المهم في نجاح البيت وسعادته، في حلقة متكاملة، هدفها الوصول إلى ألفة ومحبَّة دائمة، ومن مقوِّمات البيت الناجح ما ألخِّصه في أمور: أولاً: كل بيت يقوم على أركان، وأركان البيت وأعمدته هما الأب والأم، إذ بهما تعمر البيوت، فالأمُّ منبع للحنان والعطف، والحب والرحمة، ودورها هو الدور الأكبر في نجاح البيت.

عباد الله: إنَّ الأم في البيت هي المربية لأبنائها، فإذا كانت كثيرة الخروج منه لغير حاجة، فمن الذي يربي؟ من الذي يملأ البيت عطفاً وحناناً وحبَّاً ووئاماً؟

إنَّ الأمَّ مثل الشمعة المضيئة في بيتها، وبقدر خروجها تنطفئُ تلك الإضاءة، ويحصل فيه ظلمة حتى تعود إليه، وإنَّ الأم التي تقوم بوظيفتها على أكمل وجه في بيتها، لها من الأجور العظيمة ما لا يعلمه إلا الله.

والمرأة إن احتاجت إلى الخروج من بيتها، سواء لوظيفتها أو لغير ذلك، فإنَّها تخرج بكامل حجابها، ثم إذا عادت إليه تقوم بالواجب نحوه ولا تهمل بيتها، فالله الله أيتها الأمهات قُمنَ بواجبكنَّ في البيوت تربية وتأديباً وخدمةً وقدوةً حسنة، جزاكنَّ الله خيراً.

ثانياً: من مقومات البيت الناجح: قيام الأب بحقِّ بيته عليه، فهو الساعي على أهل بيته، يكدح نهاره طلباً للرزق، لينفق على زوجته وأبنائه وبناته، ويُكرم ضيفه، ومن حقِّ أهل بيته عليه، حسن التوجيه والتأديب والتربية، فلا بد أن يكون قريباً منهم، لا لاهياً عنهم، لا غافلاً عن تربيتهم، لا معرضاً عنهم إلى سهر خارج البيت، فأنت أيها الأب خصيم نفسك إن أخللت بدورك في البيت، وإن أردت بِرَّ أبنائك بك فبُرَّ بهم تربية وتوجيهاً وتقويماً وإصلاحاً ونصحاً، تأمرهم بمعروف وتنهاهم عن منكر، تأمر أبناءك بالصلاة لسبع سنين وتضربهم عليها وهم أبناء عشر سنين، لا تقل هؤلاء ما زالوا صغاراً وقد أمرك النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فاحرص أن تصحبهم معك إلى المسجد ليكونوا بجانبك ولتأدبهم بآداب المسجد حتى لا يشوشوا على المصلين.

ثالثاً من مقومات البيت الناجح: أن يكون مبنياً على التقوى، فإذا كان أهل البيت متقين لله، فلا تسل عن سعادة أهله وهناءتهم، وقوة ترابطهم ومحبَّتهم فيما بينهم، وفرق كبير بينه وبين بيت لا يُذكر الله فيه، وتكثر فيه الآثام من غيبة وسلاطة لسان، وتلاعن وشتام، وصوت معازف وآلات لهو، وصور محرَّمة وغيرها من الآثام، فهذا بيت لا يعيش أهله السعادة ولا ينعمون بقوة التماسك ولا تتعمق فيه روابط الألفة والمحبة، ولا يجدون ما يجده أهل البيت المتقين من فوائد وثمرات قطوفها يانعات.

رابعاً من مقومات البيت الناجح: تعاون أهله على الخير كلٌّ منهم يعين الآخر على ما يحتاجه، وبعضهم يكمِّل بعضاً، فالأمُّ تُعين زوجها وأبناءها، والأب يعين زوجته وأبناءه، والأبناء يعينون الأب والأم ويعينون بعضهم، وكذلك إذا احتاجت الأخت إلى أخيها خدمها، وإذا احتاج إليها أخوها خدمته، وفي ذلك أجر عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ" يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى (أخرجه ابن أبي شيبه وصححه الألباني)، وإذا احتاج الأب أو الأم شيئاً تسابق الأبناء والبنات تلبيةً وخدمةً وبِرَّاً

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


أيُّهم يسبق فيظفرُ بالأجر، ولا يأتي في بال أحدهم أنَّه أفضل من غيره في خدمة والديه، فإنَّ الفضل فضل الله أن منَّ عليه بخدمتهما، ولكم أن تتصوروا بيتاً لا تعاون فيه، ما هو حاله.

خامساً من مقومات البيت الناجح: كثرة ذكر الله فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"(أخرجه مسلم)، فإذا رأيت أهل البيت هذا يصلي النافلة ويقوم الليل، وهذا يتلو القرآن الكريم، وآخر يدعو ويستغفر ويُسبِّح، وآخر يقرأ في علم نافع يرفع عنه الجهل، وإذا دخل أحدهم البيت ذكر الله وسلَّم على أهله، فإنَّ هذا من أعظم مقومات البيت الناجح السعيد، فأحيوا بيوتكم بذكر الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"(أخرجه مسلم).

سادساً من مقومات البيت الناجح: الحرص على نظافته الحسية والمعنوية وتعاون أفراده على ذلك.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: سابعاً من مقومات البيت الناجح: عدم التكلف في تأثيثه، ذلك أنَّ بعض الناس قد يضطر إلى الاقتراض لأجل تكلُّفه في الأثاث، فيصاب بالهمِّ والغم، كيف يُسدده ومتى يقضيه؟ ولو أنَّه اكتفى بما يقدر عليه من أثاث وتبسَّط في ذلك لما تكدَّر همَّاً وغمَّاً، وأنتم ترون كيف الناس يحنُّون إلى البساطة في حياتهم، ولا يحبُّون التكلف فيها، وكما قيل: الكلفة ترفع الألفة.

ثامناً من مقومات البيت الناجح: تخلُّق أهله بالرفق، كلٌّ منهم يرفق بالآخر، فإنَّ ذلك مفتاح عظيم من مفاتيح سعادة أهل البيت، والرفق إذا حلَّ في البيت حلَّ فيه خير عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَرَادَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني) فرفق أهل البيت بعضهم لبعض، رفق في التعامل، رفق في التخاطب، رفق في التفاهم رفق في المناقشة، رفق في حل المشاكل، من أهم الأمور التي تجعل أهل البيت في سعادة، فلا غلظة ولا قسوة ولا صراخ ولا تراشق للعبارات الغليظة، ولا غضب يغلِب هذا أو ذاك، هذا من أهمِّ مقومات البيت الناجح.

تاسعاً من مقومات البيت الناجح: قلَّ بيت إلا وفيه خلاف في بعض وجهات النظر بين الأب والأمِّ، وعليهما حل ذلك فيما بينهما، ولا يصلح أن يظهر ذلك عند الأبناء، وعلى الزوج أن يصبر على زوجته وأن تصبر هي عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(أخرجه مسلم)، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لزوجته: "إذا رأيتني غ ضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب"، وقال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].

عباد الله: ومن مقومات البيت الناجح: التسامح بين أفراده، وحسن اعتذار المخطئ إن أخطأ في حق أحدهم، وقبول الاعتذار، وأهمية تخلقهم بخلق العفو والصفح.

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن

اللهم اغفر ذنوبنا، ووسع لنا في دورنا، وبارك في أرزاقنا.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

09 Jan, 16:59


"يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك، ووكل بك ملكان: أحدهما عن اليمين وعن الشمال، فصاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، فإذا مت طُويت صحيفتك حتى يوم القيامة، فيقال لك: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، ثم قال: "عدل والله من جعلك حسيب نفسك".

عبد الله! اجلس مع نفسك وحاسبها، وقل لها: يا نفس أتعلمين أن كل من يلتفت إلى ملاذ الدنيا، ويأنس بها، فمصيره الموت، يا نفس أو ما تنظرين إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا ثم ذهبوا، أما ترينهم كيف يجمعون ما لا يأكلون، ويبنون ما لا يسكنون، ويؤملون ما لا يدركون، يبني كل واحد قصرًا مرفوعًا إلى جهة السماء ومقره قبر محفور تحت الأرض.

ويحكِ يا نفس، أما تستحين من الله تزينين ظاهرك للخلق، وتبارزين الله في السر بالعظائم.
ويحك أهو أهون الناظرين إليك، أتأمرين الناس بالخير وأنت ملطخة بالرذائل، فانظري يا نفس بأي بدنٍ تقفين بين يدي الله، وبأي لسان تجيبين فأعدي للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا.

يا نفس اخرجي من الدنيا خروج الأحرار قبل أن تخرجي منها على الاضطرار.

عبد الله قل:

أنا العبد الذي كسب الذنوبا *** وصدته المنايا أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا *** على زلاته قلقاً كئيبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك لن يخيبا
فيا أسفى على عمرٍ تقَضّى *** ولم أكسب به إلا الذنوبا
ويا حزناه من حشري ونشري *** بيوم يجعل الولدان شيبا
فيا من مد في كسب الخطايا *** خطاه أما آن الأوان أن تتوبا

قال مالك بن دينار -رحمه الله تعالى -: "مكتوب في التوراة: كما تدين تدان، وكما تُزرع تحصد، فتب إلى مولاك من قريب فو الله ما ظلمك من جعلك حسيب نفسك".

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "يقول العبد يوم القيامة: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، وبالكرام الكاتبين شهودًا" فيُختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بُعداً لكُنّ وسُحقًا، فعنكُنّ كنت أُناضل.

أخي: حاسب نفسك لنفسك وأخلص تخلص، فالناقد بصير..

العمر ينقص والذنوب تزيد *** وتُقال عثرات الفتى فيعود
هل يستطيع جحود ذنب واحد *** رجل جوارحه عليه شهود

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Jan, 10:00


قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 طريق النجاة والفلاح
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------

للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:20


حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» رواه البخاري.

– وعن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَ حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ عَرَضَ لَنَا فِي بَعْضِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ، لَا يَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، فاشْتَكَيْنَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمَّا رَآهَا أَلْقَى رِدَاءَهُ وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ» ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَلَعَ الثُّلُثَ الْآخَرَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ» ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَلَعَ الثُّلُثَ الْآخَرَ وَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرَ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا السَّاعَةَ» رواه النسائي.
إنها رسالة أمل إلى المستضعفين فى أرض فلسطين

استعينوا بالله، وكونوا على يقين من أن الله ينصر أوليائه، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾(المائدة: ٥٦)،
أمل يخاطب خُلسةً وجداني
والطير يُثقل كاهل الأغصان
أمل أحس به إذا انهار الظلام
وقام صرح الصبح كالبنيان
وأحسه والطفل يبتدئ الخطى
يهوي فينهض واهن الأركان
والنمل يطلب رزقه متجلداً
والنحل ينعش روضة البستان
وأُحسه والعشب يخترق الحصى
ويقيم دولته على الكثبان
والزهر يخلف غيره ببهائه
والماء يخرس ألسن النيران
وأُحسه في الكون في حركاته
وأُحسه في لوحة الفنان
ويظل يحدوني على رغم الجراح
تفتني وتغوص في وجداني
أملٌ يحدثني بعودة عِزّتي
وكرامتي وجحافلِ الإيمان

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه لا ينقطع رجاء المؤمن بربه أبداً، فاعملوا وآملوا خيراً فرب الخير لا يأتى إلا بالخير أقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم..

*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد: فيا عباد الله: إن الأمل هو إكسير الحياة، ودافع نشاطها، ومخفف ويلاتها، وباعث البهجة والسرور فيها.

واليأس ضد الأمل؛ ومعناه انطفاء جذوة الأمل في الصدر، وانقطاع خيط الرجاء في القلب، فهو العقبة الكؤود والمعوق القاهر الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويوهي في الجسد دواعي القوة. وصدق القائل:
واليأس يحدث في أعضاء صاحبه
ضعفًا ويورث أهل العزم توهينًا.

– قال ابن مسعود: الهلاك في اثنتين القنوط والعجب.
– قال الإمام الغزالي: إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمر، والقانط لا يسعى ولا يطلب.

– واعلموا عباد الله: أن من أهم وسائل غرس الأمل فى القلوب أن يستجيب العبد إلى نداء ربه جل وعلا: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(الزمر: ٥٣)،

– ولقد دَخَلَ سيدنا رسول الله ﷺ عَلى شاب وَهُوَ في النَّزْعِ فَقالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قالَ: أَجِدُني أَخافُ ذُنُوبي وَأَرْجُو رَحْمةَ رَبّي فَقال ﷺ :«مَا اجْتَمَعا في قَلْبِ عَبْد في هذا الْمَوْطِنِ إِلاّ أَعْطاهُ اللّهُ ما رَجا وَآمَنَهُ مِمّا يَخافُ»رواه الترمذى.
– قالَ عَلِيٌّ بن أبي طالب رضى الله عنه: لِرَجُل أَخْرَجَهُ الْخَوْفُ إِلَى القُنُوطِ لِكِثْرَةِ ذُنُوبِهِ: يا هذا يَأْسُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذُنوبِكَ.

– الوعيد الشديد لمن أغلق باب الأمل فى عفو الله عزّ وجل أمام عباده؛ فعَنْ جُنْدَبِ الغِفاري أَنَّ رَسُولَ اللّهِ ﷺ قالَ: «إِنَّ رَجُلاً قالَ يَوْماً وَاللّهِ لا يَغْفِر اللّهُ لِفُلان، قالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذي تَألى على أَنْ لا أَعْفُر لِفُلان؟ فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلان وَأَحْبَطْتُ عَمَلَ الْمُتَألّي بِقَوْلِهِ لا يَغْفِرَ اللّهُ بِفُلان»رواه مسلم.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:20


– ومن وسائل غرس الأمل فى القلوب ما جاء فى هذا الهدى النبوى الكريم: «إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا» رواه أحمد.
فالنبي ﷺ يوجهنا، ويريد منا بأن لا تقتصر آمالنا في الحياة على مجرد حاجاتنا، ولكن علينا أن نعمل لحاضرنا ولمستقبلنا.

– ولقد مر كسرى ملك الفرس يوماً بشيخ كبير يزرَع شجرة زيتون، فقال له متعجباً : أيها الشيخ، ما بالك تغرِس هذه الشجيرة، وهي لا تُثمر إلا بعدَ أعوام عديدةٍ وأنت شيخ هرم؟ فهل تأمُل أن تأكل من ثمرها؟ فقال له الشيخ الكبير: أيها الملك، لقد غرس من قبلنا فأكلنا، ونحن نغرِس لكي يأكل من يأتي بعدَنا، فاستحسن جوابه، وأمر له ببعض المال.

– ومن هذا المنطلق فالأمل الإيجابي قرين العمل، لأن الأمل بلا عمل أمانيٌّ كاذبة، ووعود زائفة، وجهل مردود على صاحبه، ولا يَجني من ورائه إلا تعذيب نفسه وتحطيم قلبه، والأمل بلا عملٍ كالطائر بلا جناحين.

– إنْ الأمل يدفع الإنسان دائماً إلى العمل، ولولا الأمل لامْتَنَعَ الإنسانُ عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه، وأصبح يحرص على الموت أكثر من حرصه على الحياة. لذلك قيل: اليأسُ سلّمُ القبر، والأملُ نورُ الحياة.. وقيل: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس..
وصدق القائل:
ما بين طَرْفَةِ عـينٍ وانتباهَتِها
يُحَوِّلُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ

– ومن وسائل غرس الأمل فى القلوب ما جاء فى قصة سيدنا موسى عليه السلام مع قومه، فإن الواقع الذى نعيشه من تجاهل لحقوق إخواننا المستضعفين فى فلسطين، وما نراه من حصار ظالم، واذواجية فى المعايير الدولية حيث تُغمض القوى الكبرى أعينها عن جرائم الإحتلال، قد يدفع البعض إلى اليأس، وفقد الأمل فى تغير تلك الأوضاع.

– ونقول لهؤلاء: إن سيدنا موسى عليه السلام لم يعتريه اليأس لحظة رغم جبروت فرعون وضعف أتباع موسى عليه السلام لقد ظهر الأمل والثقة في نصر الله بصورة جليَّة في موقفه عليه السلام مع قومه ممن آمن معه، حين طاردهم فرعون وجنوده، فظنوا أن فرعون سيدركهم، وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم، وليس أمامهم إلا البحر، فقالوا لموسى: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾(الشعراء:٦١)، فما كان من سيدنا موسى عليه السلام إلا أن زرع الأمل في قلوبهم، وأحيا الرجاء في نفوسهم، وقال لهم في ثقة ويقين: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾(الشعراء:٦٢)، فأمره ربه عزّ وجل أن يضرب بعصاه البحر، فانشقّ نصفين، وتقدم موسى وقومه، فعبروا البحر في أمان واطمئنان، ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان، فغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى ومن آمن معه.

– لقد أيقن سيدنا موسى عليه السلام بتحقُّق أمله ورجائه في الله تعالى، وأيقن من آمن معه أنه لا يأس، فينبغي ألا يسري اليأس إلى أمتنا وهي تخوض معاركها مع أعدائها.

فيا عباد الله: اصبروا وصابروا وآملوا فى نصر الله عزّ وجل، واستعينوا بالعمل الجاد فى أوقات الأزمات تفتح لكم أبواب الرحمات، وينصركم رب البريات.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واجعل راية مصر عالية خفاقة واحفظها بحفظك وسائر بلاد المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:20


اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾*
*للشـيخ/ أيمـن حـمـدي الحـداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين الذى خلَق كلَّ شيء فقدره تقديراً، وكان بعباده بهم لطيفاً خبيراً، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، أرسَلَه ربه بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد؛ فيا أيها المسلمون:
إن الأمل فطرة أودعها الله عزّ وجل بداخل الإنسان، نراها في كل تصرفاته، فما بعث الله رسولاً إلا وكان الأمل في هداية قومه ماثلاً بين عينيه، فبالأمل تنمو شجرة الحياة، ويرتفع صرح العمران، والمتأمل فى القرآن الكريم يجد كثير من الآيات التى توقظ الأمل فى القلوب قال تعالى: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾(المائدة: ٥٢)، وقال تعالى: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾(الطلاق: ١)، وأكّد ربّنا ذلك بقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾(الطلاق: ٢-٣)، لذلك كانت حياة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام عامرة بالأمل.

– فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام وقد بلغ من الكبر عتياً ولم يرزق الولد ولكنه لم ييأس ودعا ربه قائلاً: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾(الصافات: ١٠٠-١٠١)، إنها رسالة أمل إلى كل محروم لا تيأس من رحمة الله فربك على كل شيء قدير؛ قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾(الشورى: ٤٩-٥٠)،

– ونبى الله يعقوب عليه السلام لم يفقد الأمل في عودة يوسف وأخيه، ولم يستسلم بل ظل يحدوه الأمل قرابة أربعين سنة وكله ثقة وأمل في عودة أبنائه فيقول لأبنائه: ﴿يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾(يوسف: ٨٧)، إنها رسالة أمل إلى كل مسلم لا تيأس من رحمة الله وأحسن الظن بمولاك جل وعلا ففى الحديث الربانى يقول الله عزّ وجل: «أنا عِندَ ظَنِّ عَبْدي بي» رواه مسلم.

– وهذا نبي الله أيوب عليه السلام لم ييأس، ولم يفقد الأمل فى الشفاء رغم مرضه العضال فتضرع إلى ربه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾(الأنبياء: ٨٣-٨٤)، إنها رسالة أمل إلى كل مريض لا تيأس من رحمة الله، ولا ينقطع أملك فى الشفاء قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾(الشعراء:٨٠)، – ولقد عاد النبيّ ﷺ أعرابياً به حمّى فقال له مواسياً إياه: «لا بأس طَهورٌ إن شاء الله»، فلم يقبل الأعرابي هذا الفأل الحسن؛ بل قال: بل حُمّى تفورُ على شيخ كبير تُزِيرُهُ القبورَ، فقال النبي ﷺ: «فنعم إذن»رواه البخاري.

– ونبي الله يونس عليه السلام ابتلعه الحوت، ووجد نفسه فى ظلمات مطبقة بعضها فوق بعض فلم ييأس من رحمة الله ولم يفقد الأمل فى النجاة قال تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾(الأنبياء: ٨٧-٨٨)، إنها رسالة أمل إلى كل مكروب لا تيأس من رحمة الله قال تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، وأعلم أن الفرج مع الكرب وأن النصر مع الصبر.

– وسيدنا رسول الله ﷺ مع صعوبة الموقف، وشدة البلاء يغرس الأمل في قلوب أصحابه، ويبشرهم بالنصر؛ فعَنْ خَبَّابٍ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: «قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ،

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


وأصاب الفاروق عمر -رضي الله عنه- أرضا بخيبر؛ فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليوجهه إلى أفضل أبواب الخير ليستثمر هذه الأرض؛ فقال له: "إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا؛ فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُوهَبُ وَلاَ يُورَثُ فِي الفُقَرَاءِ وَالقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ، لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ"(متفق عليه).

إخوة الإيمان: هكذا كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرصون على الأعمال التي أجورها دائمة وحسناتها متواصلة، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لذكر المزيد من أوقاف الصحابة الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم-، والسلف الصالح من بعدهم على مر العصور كانوا يفعلون ما يجلب لهم الخير في حياتهم وبعد مماتهم، ولا زلنا نرى الكثير من أهل الإسلام من يبارد إلى هذا العمل الفضيل ابتغاء مرضاة الواحد الجميل.

فسارعوا إلى هذا العمل الجليل تدوم به أجوركم بعد الرحيل، ورحم الله الإمام السيوطي حيث قال:

إذا مات ابن آدم ليس يجري *** عليه من فعال غير عشر
علوم بثها ودعــــاء نجــــل *** وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغر *** وحفر البئر أو إجراء نهر
وبيت للغريب بناه يأوي *** إليه أو بناءُ محل ذكر ِ
وتعليم لقرآن كريم *** فخذها من أحاديث بحصرٍ

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: وإن مما يزيد الوقف أجرا والصدقات الجارية ثوابا؛ اختيار الأزمنة الفاضلة؛ كشهر رمضان المبارك؛ كما كان يفعل سيد ولد عدنان -صلى الله عليه وسلم- الذي كان أجود الناس بالخير في حياته كلها؛ لكن جوده في رمضان مختلفا عن سائر العام؛ كما روى عنه ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ فقال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أجْوَدَ النّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ؛ فَلَرَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ".

وما هي إلا أيام معدودة وساعات محدودة ويحل عليها شهر الجود والخير.

يا باغي الخير هذا شهـر مكرمة *** أقبل بصدق جزاك الله إحسانـا
أقبل بجود ولا تبخل بنافلة *** واجعل جبينك بالسجدات عنوانا
وصدّق المال وابذل بعض أعطية *** لن يَنقص المال لو أنفقت إحسانا

أيها المسلمون: بادروا إلى المشاركة في مشاريع الأوقاف الخيرية والصدقات الجارية، وتحينوا الأزمنة الفاضلة كشهر رمضان الكريم ويوم الجمعة وعشر ذي الحجة، والأماكن المباركة؛ كمكة المكرمة والمدينة المنورة، أو البقاع التي تعظم الحاجة فيها؛ ففي ذلكم ثواب كثير وأجر كبير وربح في الدنيا والمصير.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


*فضل الوقف (الأوقاف )*
*والصـــــدقـات الجـــارية*
*للشيخ/ عـبـدالله الـــــبرح*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

معاشر المؤمنين: أكرم الله عباده المؤمنين بالهداية التي من خلالها يبصرون ما يصلح شؤونهم في الدارين، وتقودهم إلى ما يجلب لهم السعادة في الحياتين؛ ورحمة من الله -تعالى- بعباده أرشدهم إلى فعل الخير والتزود منه والتسابق على فعله؛ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الحج:77]، وقال -جل في عليائه- في موضع آخر: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[البقرة:148]؛ وفي الآية حث على المبادرة إلى فعل الخير بدءا من تحقيق توحيد رب البريات وإقامة الفرائض والواجبات، ومفارقة المنهيات؛ فمن فعل ذلك فاز بالمطلوب ونال المرغوب، ونجا من المكروب وسلم من المرهوب.

والخير درجات متفاوتة ومنازل متفاضلة؛ ومن أعظم أبوابه ودرجاته ومنازله؛ ما يدوم ثوابه لصاحبه ويجري له في حياته وبعد وفاته؛ كالأوقاف الدائمة والصدقات الجارية والمشاركة فيهما، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم -رحمه الله- من حديث أبي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ ‌وَلَدٍ ‌صَالِحٍ ‌يَدْعُو ‌لَهُ".

والوقف هو: "تحبيس الأصل، وتسبيل المنفعة على بر أو قربة بحيث يصرف ريعه إلى جهة بر تقرباً إلى الله تعالى والمراد بالأصل ما يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه".

عباد الله: هذا هو المفهوم الشرعي للوقف وتلك حقيقته ومعناه، وحسبه منزلة ومكانة؛ أنه يصل صاحبه بالأجور المتواصلة والحسنات المتتابعة؛ كما أن الوقف كان له نصيب من اهتمام النبي الكريم -عليه الصلاة والتسليم- حيث جعله أول مشاريعه وأعماله فور وصوله إلى المدينة المنورة يوم الهجرة؛ فقام ببناء مسجد قباء المبارك الذي يعد أول المساجد في الإسلام؛ كما في قوله -تعالى-:(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 108]، وقام النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك ببناء المسجد النبوي الشريف في حائط بني النجار الذين رفضوا ثمنه لعلمهم بفضل الوقف وآثاره ومنافعه على الواقف في الدنيا والآخرة.

وحين أدرك الصحابة الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم- فضل الوقف وآثاره على صاحبه في الدنيا والآخرة تسابقوا إلى فعله؛ يقول جابر -رضي اللهُ عنه-: "ما بقي أحدٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- له مقدرةٌ إلا وقَفَ"، وقال الشافعيُّ -رحمهُ اللهُ-: "بلغني عن ثمانينَ رجلاً من الصحابةِ من الأنصارِ وَقَفَوا".

ولما كان الناس في المدينة في حاجة شديدة للماء بعد مقدم خير الأنام -عليه الصلاة والسلام- قال النبي الكريم لأصحابه: "مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَجْعَلُ فيها دَلْوَهُ مع دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ له منها في الْجَنَّةِ"(صححه الألباني)؛ فبادر عثمان -رضي الله عنه- إلى ذلك الفضل وقام بشرائها وجعلها صدقة جارية للمسلمين.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


ولَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ الأَمْثَالَ وَالْعِبَـرَ، لِأَقْوَامٍ وَقَعُوا فِي أَسْبَابِ زَوَالِ النِّعَمِ، فقَابَلُوا مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِالنُّكْرَانِ وَالْجُحُودِ، وَالْكُفْرِ وَالصُّدُودِ، قَالَ تَعَالَى: )(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) [إبراهيم:28]، فَأَبْدَلَهُمْ مِنْ بَعْدِ الأَمْنِ خَوْفًا، وَمِنْ بَعْدِ الِاطْمِئْنَانِ اضْطِرَابًا، وَمِنْ بَعْدِ الْغِنَى فَقْرًا؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا سَابِغَةٌ تَتْرَى لَيْلًا وَنَهَارًا، نَتَقَلَّبُ فِيهَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَإِنَّ شُكْرَهَا هُوَ الِاعْتِرَافُ بِهَا لِلْمُنْعِمِ سُبْحَانَهُ، وَحُبُّهُ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، وَاسْتِعْمَالُ هَذِهِ النِّعَمِ فِي طَاعَتِهِ وَالْخُضُوعِ لَهُ، فَاللَّهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ غَنِيٌّ عَنْ عِبَادِهِ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ عَنْ نَبِيِّهِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:((قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].

وَلْيَتَجَنَّبِ الشَّاكِرُ لِهَذِهِ النِّعْمَةِ المَعَاصِيَ وَالسَّيِّئَاتِ، وَالإِسْرَافَ وَالوُقُوعَ فِي المُنْكَرَاتِ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى هَذَا الوَطَنِ الغَالِي بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَأَدَاءِ الحُقُوقِ وَحِفْظِهَا، وَلْنَحْذَرْ مَا يُخَالِفُهُ مِنَ الفَسَادِ وَالبَغْيِ وَالظُّلْمِ؛ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: »الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ! « [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


لَكِنْ – يا عِبَادِ اللهِ – مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يُحْسِنُ حِفْظَ النِّعْمَةِ، ولَا يَشْكُرُ وَاهِبَ المِنَّةِ، وقَدْ عَمَّتْ هَذِهِ البَلِيَّةُ بِشَكْلٍ يَسْتَرْعِي التَّنْبِيهَ والتَّوْجِيهَ، والنُّصْحَ والتَّذْكِيرَ، فَالتَّعْبِيرُ عَنْ حُبِّ الوَطَنِ هُوَ أَنْ نَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ تعالَى وطَاعَةِ رَسُولِهِ شُكْرًا لَهُ وَاعْتِرَافًا بِفَضْلِهِ، وَأَنْ نَحْذَرَ مِنْ كُفْرِ نِعَمِهِ بِالعَمَلِ بِمَا لَا يَرْضَاهُ ، فَنَحْنُ في مُجْتَمَعٍ وَاحِدٍ كَسَفِينَةٍ تُبْحِرُ في بَحْرٍ مُتَلَاطِمِ الأَمْوَاجِ، وَأَيُّ خَرْقٍ لِهَذِهِ السَّفِينَةِ مِنْ أَيٍّ مِنْ رُكَّابِهَا، فَإِنَّمَا هُوَ إِعْلَامٌ بِغَرَقِهَا وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، أَلَا فَلْنَلْزَمِ الشُّكْرَ؛ فَإِنَّهُ قَيْدُ النِّعمِ، وَضَمَانَةُ بَقَائِهَا، وَسَبَبُ ازْدِيَادِهَا.

فَاللهُ لَمْ يُسَخِّرْ لِعِبَادِهِ النِّعَمَ إِلَّا لِيَشْكُرُوهُ، قَالَ سُبْحَانَهُ: )وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل:78].

وما مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَهُوَ مَسْؤُولٌ غَداً عَنْ شُكْرِهِ لِرَبِّهِ؛ قالَ : «يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا بْنَ آدَمَ: حَمَلْتُكَ عَلَى الخَيْلِ وَالإِبِلِ، وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ، وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ وَتَرْأَسُ، فَأَينَ شُكْرُ ذَلِكَ؟!» [رواهُ مُسْلِم]. فَعَطَايَا اللهِ هِيَ اخْتِبَارٌ وامْتِحَانٌ لِلْعِبَادِ، فَهُمْ إِمَّا أَنْ يَشكُرُوا فَيُؤْجَرُوا وَيُزَادُوا، أَوْ أَنْ يَكْفُرُوا فَيُوبَقُوا، قَالَ سُبحَانَهُ عَن نَبِيِّهِ سُلَيمَانَ -عَلَيْهِ السَّلامُ-:)(قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].

بَارَكَ اللهُ لِي ولَكُمْ في القُرْآنِ العَظِيمِ، ونَفَعَنِي وإِيَّاكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآيَاتِ والذِّكْرِ الحَكِيمِ
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


*الخطبة الثانية:*
الحَمْدُ للهِ علَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ علَى تَوْفِيقِهِ وامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأْنِهِ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وإِخْوَانِهِ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعْصُوهُ، اتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ، وَتَذَكَّرُوا أَنَّ العَبْدَ إِمَّا أَن يَكُونَ في سَرَّاءَ فَيَشْكُرَ، أَوْ ضَرَّاءَ فَيَصْبِرَ، لَا يَتِمُّ لَهُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهَذَيْنِ، قَالَ سُبحَانَهُ:((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور) [لقمان:31].

عِبَادَ اللهِ: لَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى قُرَيْشٍ بِنِعْمَةِ الأَمْنِ وَكِفَايَةِ العَيْشِ، وَجَعَلَ شُكْرَ ذَلِكَ إِقْرَارَهُمْ بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَالبَرَاءَةَ مِنَ الشِّرْكِ وَالبُعْدَ عَنْهُ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: )(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ( [قريش:1 – 4].

فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ مِنَ الرِّزْقِ، وَمَا أَوْلَاكُمْ بِهِ مِنَ النِّعَمِ، وَاعْرِفُوا لِرَبِّكُمْ حَقَّهُ، وَلَا تَكُونُوا كَمَنْ قَابَلَ نِعَمَ اللهِ بِالإِعْرَاضِ، فَكَانَ سَبَبًا لِزَوَالِهَا وَتَحَوُّلِهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ:15 – 17]؛
لِذَلِكَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ نَبِيِّنَا الكَرِيمِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: »اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ « [رَوَاهُ مُسْلِم].

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:18


*نعمة الأمن والإيمان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحَمْدُ للهِ الوَاحِدِ المَعْبُودِ، الكَرِيمِ الوَهَّابِ فَلَيْسَ لِعَطائِهِ حُدُودٌ، الجَوَادِ فَلَيْسَ بَعْدَ جُودِهِ جُودٌ، أَحْمَدُهُ سُبْحانَهُ وأَشْكُرُهُ علَى عَظِيمِ عَطَائِهِ الْمَمْدُودِ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً أَرْجوُ بِها النَّجَاةَ مِنَ ضِيقِ اللُّحُودِ، والفَوْزَ بِجَنَّاتِ الخُلُودِ، مَعَ المُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ، الرُّكَّعِ السُّجُودِ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ نَشَرَ اللهُ بِهِ مِلَّةَ التَّوْحِيدِ، ودَحَرَ بِهِ أَهْلَ الكُفْرِ والجُحُودِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَدَدَ مَا خَلَقَ اللهُ في الوُجُودِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ - ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ اللهُ تعالَى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ الَّتِي تَنْعَمُ بِها البِلَادُ، ويَسْتَظِلُّ بِها العِبَادُ: نِعَمَ الأَمْنِ وَالإِيمَانِ، والسَّكِينَةِ والِاطْمِئْنَانِ، وَالتَّمَاسُكِ وَالتَّكَاتُفِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْفُرْقَةِ وَالاخْتِلاَفِ. وإِنَّنَا نَنْطَلِقُ فِي وَحْدَتِنَا مِنْ تَوْحِيدِ خَالِقِنَا جَلَّ فِي عُلاَهُ كَمَا قَالَ رَبُّنا عَزَّ وجَلَّ:(وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]
وَمِنْ إِيمَانِنَا بِرَسُولِنَا مُحَمَّدٍ :(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29]
وَمِنْ وَحْدَةِ إِسْلاَمِنَا الذِي رَضِيَهُ اللهُ دِينًا لِلْعَالَمِينَ، وَلاَ يَقْبَلُ مِنْ بَعْدِهِ دِيناً سِوَاهُ مِنَ الـمَخْلُوقِينَ:(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْـلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُـوَ فِي الآخِـرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين) [آل عمران: 85].

وَمِنْ كِتَابِ رَبِّنَا نَسْتَمِدُّ وَحْدَتَنَا الإِيَمانِيَّةَ، وَنَسْتَنْهِضُ قُوَّتَنَا الإِسْلامِيَّةَ، وَأَيُّ كِتَابٍ أَعْظَمُ مِنَ الْقُرْآنِ الَّذِي يَدْعُو إِلَى أَعْدَلِ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ وَالاِعْتِقَادَاتِ: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9]

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اعْلَمُوا أَنَّ وَحْدَةَ الأُمَّةِ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، وَنَحْنُ مَسْؤُولُونَ عَنْهَا أَمَامَ اللهِ: أَحَفِظْنَا أَمْ ضَيَّعْنَا؟ فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ بِجِدٍّ وَصِدْقٍ، وَإِخْلاَصٍ وَمُثَابَرَةٍ؛ لِنَعيِشَ الإِيـمَانَ الَّذِي لاَ يَعْرِفُ التَّرَدُّدَ، وَالْوَحْدَةَ الَّتِي لاَ تَعْرِفُ التَّفَرُّقَ، لِنَتَعَاوَنْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَنَتَنَاهَ عَنِ الإِثْمِ وَالْمُنْكَرِ وَالْعُدْوَانِ، وَلْنَكُنْ يَداً عَلَى مَنْ سِوَانَا: دِينُنَا الإِسْلاَمُ، وَمَنْهَجُنَا الْقُرْآنُ، وَقُدْوَتُنَا رَسُولُ اللهِ، وَلْتَكُنْ آمَالُنَا مُشْتَرَكَةً، وَآلاَمُنَا مُقْتَسَمَةً. لِيَعْطِفْ فِينَا الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ، وَلَيَنْصُرِ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، وَلْيَرْحَمْ كَبِيرُنَا صَغِيرَنَا، وَلْيُوَقِّرْ صَغِيرُنَا كَبِيرَنَا، وَلْنَجْتَمِعْ عَلَى كَلِمَةِ الْـحَقِّ وَنَنْبُذْ مَا دُونَهَا مِنَ الْبَاطِلِ؛ لِتَجْمَعَنا أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ، وَتَرْبُطَنَا رَابِطَةُ الرَّحِمِ وَالْقَرَابَةِ، وَتَقُودَنَا الأَخْلاَقُ الْكَرِيمَةُ، )(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ( [الأنبياء:92]،

وَقَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثاً وَيسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثاً: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ َأمْرَكُمْ . وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْـمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:17


*وقفات مع شهر رجب*
*للشيخ/ عبدالله الطيار*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، الرّحمنِ الرّحيمِ، مالكِ يومِ الدّينِ والعاقبةُ للمتقينَ ولا عُدوانَ إِلّا على الظالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُؤَمِّنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر:18].

عبادَ الله: لقد تفرّدَ اللهُ بالخَلْقِ والأمرِ والحكمةِ والعلمِ والحُكْمِ، قال -تعالى-: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[القصص:68]، واختيارُه -جلّ وعلا- وتقديرُه يدلُّ على كمالِهِ وجلالِهِ وحكمتِهِ وعلمِهِ وقدرتِهِ. وانفرادِهِ باختيارِ من يختارُه ويختصُّهُ، من الأشخاصِ والأوامرِ والأماكنِ والأزمانِ.

ومنْ عظيمِ اختيارِهِ -جلَّ وعلَا- تلكَ الأشهُرُ الحُرُمُ التي ذكرَهَا في قولِهِ -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..)[التوبة:36]، والأشهرُ الحرمُ هي شهرُ رجبٍ وذو القعدةِ وذو الحجّةِ والمحرمُ. وقد خَصّها اللهُ -تعالى- بالذكرِ ونهى فيها عن الظلمِ لما لها من التشريفِ والمكانةِ.

أيُّهَا المسلمونَ: وهَا أنتمْ قد دخلتُمْ في شهرِ رجبِ، وهو أحدُ هذهِ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُمِ، ففي الصحيحينِ عن أبي بكرةَ -رضي اللُه عنهُ- أنّ النبيَّ -صلّى اللُه عليهِ وسلّمَ- خطبَ في حجّةِ الوداعِ فقالَ: "إِنّ الزّمَانَ قَد اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السّمَاوَاتِ والْأَرضَ، السّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم، ثِلِاثِةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو القعدةِ وذو الحجةِ والمحرمُ، ورجبُ مُضر الذي بين جُمادى وشعبان". فاحذروا أشدَّ الحذرِ أنْ تَظْلِموا أنفسكم في هذا الشهرِ بالبِدعِ والضّلالاتِ، والظلمِ والعدوانِ، والقتلِ والاقتتالِ، والغِشِّ والكذبِ، والغيبةِ والبُهتانِ، والحسدِ والغِلّ، فإنَّ الله -جلَّ وعَلا- قدْ زجركُمْ ونَهَاكُمْ عن ذلك.

وهذا الشّهرُ ليس له مزيةٌ أو مزيدُ عبادةٍ على غيرهِ من الشهورِ، يقول ابن حجر -رحمه الله-: "لمْ يَرِدْ في فضلِ شهرِ رجبٍ، ولا في صيامِهِ، ولا في صيامِ شيءٍ منهُ معينٍ، ولا في قيامِ ليلةِ مخصوصةٍ فيهِ حديثٌ صحيحٌ يَصْلُحُ للحُجّةِ" ا.هـ.

عبادَ اللهِ: وفي هذا الشّهرِ تنتشرُ بعضَ الأعمالِ البدعيّةِ فينبغي التنبيهُ عليها كي يتجنبها المسلمُ ويُحذّرْ إخوانَهُ منَ الوقوعِ فيها، ومِنْ ذَلِكَ:

أولاً: تخصيصُهُ بالصّيَامِ: وقدْ أكّدَ أهلُ العلمِ أنّهُ منَ الأمُورِ المبتدعةِ، قالَ ابنُ تيميةَ -رحمهُ اللهُ-: "إنّ تعظيمَ شهرِ رجبِ من الأمورِ المحدثةِ التي ينبغي اجتنابُها، وإنَّ اتّخاذَ شهرِ رجبٍ موسمًا بحيثُ يُفردُ بالصومِ مكروهٌ عن الإمامِ أحمدَ -رحمه اللهُ- وغيره".

وقالَ ابنُ القيّمِ -رحمهُ اللهُ-: "لمْ يصمْ النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ- الثلاثةَ الأشهرِ سردًا -رجبُ وشعبانُ ورمضانُ- كما يفعلُه بعضُ الناسِ، ولا صامَ رجبًا قط، ولا استحبّ صيامَهُ، بل رُويَ عنهُ -صلى الله عليه وسلم -النّهيُ عن صيامِهِ (رواه ابن ماجه)".

فيجبُ عدمُ تخصيصِهِ بصيامٍ دون غيرهِ من الأشهرِ؛ لأنهُ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- لم يفعلهُ أو يأمرْ بهِ ولا خلفاؤه الرّاشدونَ ولا التّابعونَ ولا غيرُهم، وكلُّ ما وردَ في صيامهِ من النصوصِ اتّفَقَ جمهورُ العلماءِ على أنّها موضوعةٌ إلا القليلَ منها ضعيفٌ جدًّا لا يصلُح الاحتجاجُ بهِ.

ثانياً: احتفالُ بعضِ المسلمينَ بليلةِ الإسراءِ والمعراجِ: في ليلةِ السّابعِ والعشرينَ من شهرِ رجبٍ، باعتبارِ أنّ النّبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- أُسرِيَ به في هذه الليلةِ، والصحيحُ أنّهُ لمْ يثبتْ في ذلك شيء.

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "وهذهِ الليلةُ التي حصلَ فيها الإسراءُ والمعراجُ لمْ يأتِ في الأحاديثِ الصحيحةِ تعيينُها، لا في رجبَ ولا غيرِهِ، وكلُّ مَا وردَ في تعيينِها فهو غيرُ ثابتٍ عن النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- عندَ أهلِ العلمِ بالحديثِ، وللهِ الحكمةُ البالغةُ في إنساءِ النّاسِ لهَا، ولو ثبتَ تعيينُها لمْ يجزْ للمسلمينَ أنْ يَخُصُّوهَا بشيءٍ من العباداتِ، ولمْ يَجُزْ لهمْ أنْ يحتفلوا بهَا؛ لأنّ النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- وأصحابَه لم يحتفلوا بها ولمْ يخصّوها بشيء، ولو كانَ الاحتفالُ بها مشروعًا لبيَّنه

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:17


الرسولُ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- للأمّةِ إمّا بالقولِ وإمّا بالفعلِ، ولو وقعَ شيءٌ من ذلكَ لعُرفَ واشتهرَ، ولَنَقَلَهُ الصّحابةُ إلينَا".

ثالثاً: عتيرةُ رجبٍ: وهي الذبيحةُ التي كانَ المشركونَ يذبحونَها للأصنامِ في العشرِ الأُوَلِ من رجبٍ، وهي من أفعالِ أهلِ الجاهليةِ. وقدْ اختلفَ العلماءُ في حكمِهَا، والصحيحُ النهيُ عنها، والقولُ ببطلانِها لاتفاقِ جمهورِ العلماءِ على أنّ ما وردَ في العتيرةِ منسوخٌ بقولِهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-: "لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ"(متفق عليه)، ولِمَا في العتيرةِ من التشبُّهِ بأهلِ الجاهليةِ وهذا منهيٌّ عنه، ولأنّ الذبحَ عبادةٌ، والعباداتُ توقيفيةٌ. ولكن ليس هذا معناه أنّهُ لا يجوزُ الذّبحُ عمومًا في شهرِ رجبٍ، ولكنَّ المرادَ بالنهيِّ هو ما ينويهِ الذّابحُ أنّ هذه الذبيحةَ هي عتيرةُ رجبٍ، أو أنّهُ ذبحهَا تعظيمًا لشهرِ رجبٍ ونحوِ ذلكَ، واللهُ أعلم.

رابعاً: صلاةُ الرّغائِبِ: وما وردَ فيها حديثٌ موضوعٌ عن النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-. قال النوويُّ -رحمهُ اللهُ-: "هي بدعةٌ قبيحةٌ منكرةٌ أشدَّ إنكارٍ، مشتملةٌ على منكراتٍ، فيتعينُ تركُها والإعراضُ عنها، وإنكارُها على فاعلِهَا".

وقالَ ابنُ تيميةَ -رحمهُ اللهُ-: "وأمّا صلاةُ الرّغَائِبِ: فلا أصلَ لهَا، بل هي محدثةٌ، فلا تُستَحَبُّ، لا جماعةً ولا فرادى؛ فقد ثبتَ في صحيحِ مسلمٍ أنّ النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- نهى أنْ تُخَصَّ ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ أو يومَ الجمعةِ بصيامٍ، والأثرُ الذي ذُكِرَ فيها كذبٌ موضوعٌ باتفاقِ العلماءِ، ولم يذكرهُ أحدٌ من السلفِ والأئمةِ أصلاً".

خامساً: تخصيصُ العمرةِ في رجبٍ: وهذا يفعلُهُ بعضُ الناسِ ظنًّا منهمْ أنّ الاعتمارَ في رجب له مزيةٌ عن غيرهِ، وهذا لا أصلَ لهُ؛ فقد روى البخاري عنِ ابن عمرَ -رضيَ اللهُ عنهمَا-، قالَ: "إنَّ رسولَ اللهِ اعتمرَ أربعَ عمراتٍ إحداهنّ في رجبٍ، قالتْ –أي: عائشةُ رضي الله عنها-: يرحمُ اللهُ أبَا عبدِ الرحمنِ، ما اعتمرَ عمرةً إلا وهو شاهدُه، وما اعتمرَ في رجبٍ قط".

وقد نصَّ الشيخُ ابنُ بازٍ -رحمهُ اللهُ- على أنّ أفضلَ زمانٍ تُؤدى فيهِ العمرةُ: شهرُ رمضان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عمرةٌ في رمضانَ تعدلُ حجةً"(متفق عليه)، ثمّ بعدَ ذلكَ: العمرةُ في ذي القعدةِ؛ لأنَّ عُمَرَهُ كلّها وقعتْ في ذي القعدةِ، وقدْ قالَ اللهُ -سبحانهُ وتعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[الأحزاب:21].

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ يغفرْ لي ولكُم إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيم.


*الخطبة الثانية:*
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الذي علَّم أمتَه كلَّ خيرٍ، وحذَّرهم من كلِّ شرٍّ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ: فاتقوا الله أيها المؤمنون، واعلموا أنّ من الأعمال البدعيّة في شهر رجب التي ينبغي التنبيه عليها أيضاً، ما يلي:

سادساً: تخصيصُ شهرِ رجبٍ بإخراجِ الزكاةِ الواجبةِ: فقد انتشرَ في بعضِ البلدانِ تخصيصُ رجبٍ بإخراجِ الزّكاةِ، وهذا غيرُ صحيحٍ. قالَ ابنُ رجبٍ -رحمهُ اللهُ- عن ذلك: "ولا أصلَ لذلكَ في السُنةِ، ولا عُرِفَ عن أحد من السلفِ.. وبكلِّ حالٍ: فإنّما تجبُ الزكاةُ إذا تمّ الحولُ على النّصابِ، فكلّ أحدٍ له حولٌ يخصُّه بحسبِ وقتِ ملكِهِ للنّصَابِ، فإذا تمَّ حولُهُ وَجَبَ عليهِ إخراجُ زكاتِهِ في أيِّ شهرٍ كانَ"، ثمّ ذكرَ جوازَ تعجيلِ إخراجِ الزّكاةِ لاغتنامِ زمانٍ فاضلٍ كرمضانَ، أو لاغتنامِ الصّدقَةِ على منْ لَا يوجَدُ مثله في الحاجةِ عندَ تمامِ الحَوْلِ… ونحو ذلك".

سابعاً: ما قيلَ بحصولِ حوادثَ عظيمةٍ في شهرِ رجبٍ: قال ابنُ رجبٍ -رحمهُ اللهُ-: "وقد رُويَ أنّه كان في شهرٍ رجب حوادثُ عظيمةٌ، ولم يصحَّ شيءٌ من ذلك، فرُوِيَ أنّ النّبِيّ وُلِدَ في أوّلِ ليلةٍ منهُ، وأنّهُ بُعِثَ في السّابِعِ والعشرينَ منهُ، وقيل في الخامسِ والعشرينَ، ولا يصحُّ شيء من ذلك…".

عبادَ اللهِ: منَ الأمورِ المقرّرَةِ شرعًا أن ّالعبرةَ بِحُسْنِ العملِ لا بكثرتِهِ، وأنه يجبُ الالتزامُ بالكتابِ والسّنةِ وما جاءَ فيهما ممّا هو مشروعٌ من الأعمالِ والعباداتِ والأزمانِ والأماكنِ. والتحذيرُ من البدعةِ بجميعِ صورِهَا وأنواعِهَا؛ استجابةً لقولِهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- في الصحيحينِ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".

وقالَ الإمامُ سفيانُ الثوري -رحمهُ اللهُ-: "كَانَ الْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ: لَا يَسْتَقِيمُ قولٌ إلّا بعملٍ، ولَا يستقيمُ قولٌ وعملٌ إلا بنيةٍ، ولا يستقيمُ قولٌ وعملٌ ونيةٌ إلا بموافقةِ السُّنَّةِ".

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:17


فانتبهوا يا عبادَ اللهِ، وتمسّكوا بما جاءَ في كتابِ ربّكم -جلّ وعَلَا-، وسُنّة نبيّكم -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- ففيهمَا النّجاةُ لكمْ في العاجلِ والآجلِ.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:17


11- أَنَارَ اللهُ عُقولَ المُحْسِنين بالعِلْمِ: وجَعَلَها صالِحَةً للعلمِ والمَعرِفَةِ، والتَّفَكُّرِ والتَّأَمُّلِ والنَّظَرِ؛ كما قال تعالى - مُمْتَنًّا على يوسفَ عليه السلام: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)[يوسف: 22]. وقال سبحانه – مُمْتَنًّا على موسى عليه السلام: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)[القصص: 14]. ومعلومٌ أنَّ عِلْمَ الأنبياءِ عن طَرِيقِ الوَحْيِ الإلهي، وأمَّا أتباعُهم فقد جَعَلَ اللهُ لهم بصائِرَ يُمَيِّزون بها، وقُدْرَةً على فَهْمِ الدِّين.

12- رَفْعُ الحَرَجِ عن المُحْسِنين؛ لِصِدْقِ نَواياهم: يقول اللهُ تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 91]. قال القرطبيُّ رحمه الله: “وَهَذِهِ الآيَةُ أَصْلٌ فِي رَفْعِ العِقَابِ عَنْ كُلِّ مُحْسِنٍ”.

13- الثَّبَاتُ على الدِّينِ، والقُوَّةُ فِيه: قال سبحانه: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)[لقمان: 22]. أي: فقد ثَبَتَ في أَمْرِه، واستقامَ على الطَّريقِ المُثْلَى، والصِّراطِ المُستقيم، وتَمَسَّكَ من الدِّينِ بأقوى سَبَبٍ.

14- البُشْرَى الحَسَنَةُ للمُحْسِنين، وانْتِفاءُ الخَوفِ والحُزْنِ بعدَ وفَاتِهم: قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)[الأحقاف: 12]. قال الطبريُّ رحمه الله: “وَهُوَ بُشْرَى -يعني: القرآنَ العظيم- لِلَّذِينَ أَطَاعُوا اللَّهَ؛ فَأَحْسَنُوا فِي إِيمَانِهِمْ، وَطَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا؛ فَحَسُنَ الجَزَاءُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَلَى طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ”.

15- يُجَازَى المُحْسِنون بِأَحْسَنِ أعمالِهم، ويُضَاعَفُ لَهم الثَّوَاب: قال تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 96]؛ (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف: 90]؛ (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)[الزمر: 34].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ؛ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ” رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ... إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ” صحيح – رواه أبو داود.

16- المُحْسِنُ مِنْ أَقْرَبُ النَّاسِ مَحَبَّةً ومَنْزِلَةً من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ؛ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا” صحيح – رواه الترمذي.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

02 Jan, 20:17


اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


وقد أهلك الله أيضا تبع الأول حينما أراده بسوء، وأهلك تبع الثاني، وأراده تبع الثالث بسوء فسلط الله عليه مرضا أعجز الأطباء،فجمع العلماء والرهبان فقال له أحدهم لعلك أردت البيت بسوء، أرجع عن نيتك فإنه لاسبيل لك إلى هذا البيت، فأصلح نيته وخدم البيت فعافاه الله ورفعه بخدمة البيت الحرام ، فإن الله سبحانه وتعالى سماه البيت العتيق؛ لأن الله أعتقه من الجبابرة، فكل من أراده بسوء أهلكه الله،هذا لتعلموا مكر اليهود والنصارى بدين الإسلام،فهم يريدون أن يجتثوا الإسلام من جذوره، ويريدون أن يجتثوا عقيدة المسلمين من قلوبهم.

ولا يخفى عليكم ماذا يصنعون بإخواننا في فلسطين من القتل والتشريد والتدمير،ما رحموا حتى الأطفال والنساء، فماذا تريدون بعد هذا، أفيقوا من غفلتكم يا أيها المسلمون،فلا تتشبهوا بهم ولا تغتروا بأنظمتهم وعاداتهم وتقاليدهم،ولا تعجبوا بأموالهم وثرواتهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا والآخرة كما أخبر الله في كتابه،ونختم بهذا السؤال،هل قد تشبه اليهود والنصارى بعادة من عادات المسلمين أو احتفلوا بعيد من أعيادهم؟الجواب لا،فمابال كثير من المسلمين يسارعون بالتشبه بهم ويحتفلون بأعيادهم؟ فمن تشبه بقوم فهو منهم.
وختاما نعيد قراءة حديث خطبتنا الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال:"لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبرا بشر وذراعا بذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا اليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال:" فمن" أي: نعم هم هم فمن يكون غيرهم؟ فحصل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من متابعة اليهود والنصارى والتشبه بهم حذو القذة بالقذة إلا من رحم الله وثبته الله.

اللهم أهلك اليهود والنصارى، اللهم عليك باليهود والنصارى والصليبيين والعلمانيين والشيوعيين،وأعوانهم من المنافقين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم من أراد بنا وبديننا كيدا فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، يا قوي يا متين، اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا، اللهم أصلح الراعي والرعية، اللهم ارحم الأمة المحمدية، برحمتك يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ }[ سورة المائدة : 52 ]
{يسارعون فيهم}أي: يسارعون في مودتهم،وفي موالاتهم،ويسارعون في التشبه بهم وفي تقليدهم،:[ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ ] أي:تكون الدائرة والنصر لليهود والنصارى،فنواليهم ليكافئونا،وهذا من سوء ظنهم بربهم [فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ }

فقد روى الإمام أبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال :"ومن تشبه بقوم فهو منهم" من تشبه باليهود والنصارى، وحذا حذوهم في عاداتهم وتقاليدهم فهو منهم, فمن تشبه بهم في العقائد أو في العبادات فهو منهم،أي: مشرك كافر، ومن تشبه بهم في المعاصي والمخالفات فهو مسلم عاصي. والحديث ينص على أن التشبه هنا يكون بالمعاصي :"لتتبعن سنن من كان قبلكم": أي في المخالفات والمعاصي وليس بالكفر، قاله الإمام النووي رحمه الله تعالى،لكن لو وجد من يتشبه بهم في العقائد والعبادات فاعتقد عقائدهم في أن عيسى وعزيرا أبناء الله،أو أنهما أرباب من دون الله وعبدوهم من دون الله،أو اعتقد أن غير الله يستحق العبادة من دون الله، أو أن غير الله من الأنبياء والأولياء يتصرف في الكون أو ينفع ويضر من دون الله،أو أنه يجوز الدخول في دينهم،أو صحح مذهبهم،أو شك في كفرهم فهو مثلهم مشرك كافر، فمن المؤسف أنه يوجد من المسلمين من يتشبه باليهود والنصارى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في العقائد، وفي العبادات، وفي المعاملات وفي الأعياد والمناسبات، وفي الملابس والاحتفالات، تشبهوا بهم تشبهًا كبيرًا وتقليدًا عريضًا، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،فإلى الله المشتكى، فقد تشبه كثير ممن ينتسب إلى الإسلام باليهود والنصارى في كثير من العقائد، فبدعة الرفض وبدعة التجهم وبدعة القدر،جاءت من اليهود والنصارى،بل صار لها أنصار ودعاة في أوساط المسلمين ،فبدعة القدر:هي نفي علم الله المسبق،أخذت هذه العقيدة عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ،فصارت فرقة القدرية تعتقد أن الله تعالى لا يعلم الشيء إلا بعد حدوثه وهذا كفر بالله رب العالمين،وبدعة سب الصحابة والغلو في آل البيت رضوان الله عليهم وتأليه علي رضي الله عنه، أُخذت هذه البدع عن عبدالله بن سبأ اليهودي، وبدعة التجهم أخذت عن لبيد بن الأعصم اليهودي أيضا، وهي تعطيل أسماء الله وصفاته، تعتقد هذه الفرقة أنه ليس لله أسماء ولا صفات،وهذا أيضا كفر مخرج من الملة، فكل هذه العقائد الباطلة والبدع المنكرة جاءت عن اليهود والنصارى، فإن كل بلاء وشر في أوساط المسلمين لاشك أن مصدره الرئيسي اليهود والنصارى، فهذه عقائد كفرية،وهي نفي أسماء الله وصفاته،وأن الله تعالى لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها،تعالى الله عن ذلك، فإن صاحب الفطرة السليمة ولو كان عاميا يعتقد أن لله أسماء حسنى وصفات عليا،ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى يعلم الأشياء قبل حدوثها،بل قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة،علمها ،ثم كتبها،ثم شاءها،ثم أوجدها، ثم يأتي من ينتسب إلى الإسلام ويقول إن الله تعالى لا يعلم الأشياء إلا بعد حدوثها!ويقول ليس لله أسماء وصفات!نعوذ بالله من هذا الضلال ،هذا كفر بواح والعياذ بالله.

- ومن العقائد الباطلة عند المعتزلة أن الإنسان يخلق أفعاله، ولا علاقة لمشيئة الله بذلك،تعالى الله عن ذلك ،فإنه لا يكون شيء في الوجود إلا بمشيئة الله تعالى،وإن كان للعبد مشيئة لكنها تابعة لمشيئة الله تعالى كما قال تعالى: { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }[ سورة التكوير : 28 إلى 29 ]
بمعنى أن العبد إذا شاء شيئا فإنه لا يقع إلا إذا شاءه الله،وإذا لم يشأه الله فإنه لا يقع.
الشاهد:أن هذه بدع وعقائد باطلة جاءت من اليهود والنصارى أخذها بعض المسلمين منهم واتخذوها دينا،كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام:"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" فاحذروا اليهود والنصارى ياعباد الله وحذروا منهم ،فقد حذر الله منهم في كتابه وحذرمنهم نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته،واحذروا المقلدين لهم والمتشبهين بهم،والداعين إلى مناهجهم، والمسارعين إلى مودتهم فإنهم كُثر لا كثرهم الله.

-ومن التشبه بالكفار الأخذ بالديموقراطية، وما أدراك ما الديموقراطية؟ إنها:(حكم الشعب نفسه بنفسه) فمن أين جاءت؟ما جاءت إلا من اليهود والنصارى لمحاربة شرع الله وتفكيك المسلمين فهل من مدَّكِر؟
نظام الديموقراطية

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


-ياعبادالله- هو أن الشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه ويستغني عن الشرع، وتفرع عن الديموقراطية الحزبية التي فرقت المسلمين إلى شذر مذر، { كل حزب بما لديهم فرحون} كل حزب يظن أنه المحق وغيره هو المبطل،وعند المحاققة كلهم على باطل،خالفوا الصراط المستقيم،وسلكوا السُبل التي فرقتهم عن سبيل الحق،وأخلوا بالإخوة الدينية، فصار كل حزب يكيد للحزب الآخر، وصار المسلم يقتل أخاه المسلم بحجة أنه ليس في حزبه،فمن أين جاء هذا البلاء يا عباد الله ؟أليس من اليهود والنصارى؟بلى فإن الله تعالى يقول: { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) }[ سورة الروم : 31 إلى 32 ]
{ولا تكونوا من المشركين} قال المفسر البغوي رحمه الله:"هم اليهود والنصارى"ا.ه
وقال الله:{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }[ سورة الأنعام : 159 ]
قال المفسر البغوي رحمه الله في قوله تعالى:( وكانوا شيعا ) أي : صاروا فرقا مختلفة وهم اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي
وقيل : هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة "ا.ه
وتفرعت عن الحزبية الانتخابات والمظاهرات وكلها جاءت من اليهود والنصارى لتمزيق الشعوب الإسلامية وخروج المسلمين على أولياء أمورهم، أما هذه فقد أهلكت الحرث والنسل،وفتكت بالمسلمين فتكا، والواقع خير شاهد ولا يستطيع أحد إنكار ذلك، استوردها المسلمون إلى بلادهم،وحصل ماأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"
قال النووي رحمه الله والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم .

ومما به تشبه المسلمون باليهود والنصارى الاحتفالات بأعيادهم، كعيد السنة الجديدة وعيد العمال وعيد الأم،والاحتفال بيوم الزواج من كل سنة، والاحتفالات بأيام الموالد، حتى الاحتفال بعيد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو من قبيل التشبه بالنصارى بعيد ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، أحدثه الفاطميون في القرن الرابع حينما رأوا النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، ومعلوم من الدين بالضرورة أنه لا يوجد في دين الإسلام غير أعياد ثلاثة،وهي عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، هذه هي أعياد المسلمين، فلا يجوز الاحتفال بغيرها ،فالاحتفالات بغير هذه الأيام الثلاثة بدعة منكرة،وهي مما غزانا به اليهود والنصارى وأدخلوا في ديننا ما ليس منه،فقد صار بعض الحمقى والمغفلين من المسلمين يحتفلون برأس السنة الميلادية الجديدة،ولم يعلموا أن ذلك الاحتفال هو احتفال بعيد ميلاد الرب عند النصارى وهو عيسى عليه السلام،فهل لهؤلاء من عقول .

فلا يجوز الاحتفال بهذا اليوم ولا تعطيله من الأعمال ولا يجوز تهنئة النصارى بهذا اليوم ولا تقديم الهدايا لهم،فيخشى على من أقرهم بهذا الاحتفال من الكفر والعياذ بالله،لأن الإقرار بهذا الاحتفال اقرار بأن عيسى ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوا كليرا.

-ومن الخرافات والبدع التي جاءت من النصارى في الزواج خرافة الدبلة، وهي إلباس العريس للعروسة هذه الدبلة عند الخطوبة،وذلك بأن ينزعها من أُصبعه ويضعها في أُصبعها، ويزعمون أنها سبب للمودة بين الزوجين، وهذه خرافة وتِوَلةٌ شركية،فإن المحبة -يا عباد الله- لا تكون إلا من الله ،فهو الذي يهَبُها للزوجين ، قال الله في كتابه الكريم { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[ سورة الروم : 21 ]

-ومن التشبه بالنصارى أخذ اللباس الأبيض للعروسة،وهو الفستان الأبيض ذو الذيل الطويل ،هذا من تقليد النصارى وتشبه بهم، وأما التشبه باليهود والنصارى في الزينة فحدث ولا حرج لا سيما أيام الأعياد والأعراس، فما أكثر المتشبهين بالكفار، وما أكثر المتشبهات بالكافرات،فما أكثر المخالفات في اللباس! فيا عباد الله لا بد أن نعتز بديننا، فإن العزة تكون في دين الله والأخذ بتعاليمه،لا بعادات وتقاليد الكفار،فإذا أردنا العزة فعلينا أن نأخذ بتعاليم الإسلام وأن نتزين بالزينة الشرعية،وهي ما تزين به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأن نتأسى بهم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم*** إن التشبه بالكرام فلاح.
قال ربنا في كتابه العزيز:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[ سورة الأعراف : 31 ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


فياعباد الله:ينبغي أن يكون المسلم بين يدي الله في أحسن زينة،كيف يناجي ربه في صلاته وهو يلبس الألبسة المزرية والمشينة لباس الكفار،ولا زينة أحسن من زينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي القميص أو الإزار واللحية والعمامة،فلقد كانت زينة نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته القمص أو الأزر وإطلاق اللحى ولبس العمائم، هذه هي التي ارتضاها الله لنبيه،هذه هي الزينة التي يحبها الله سبحانه وتعالى ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم، أما لبس البناطيل والكرفتة والقصات الغربية وحلق اللحى هذه من زينة اليهود والنصارى فلا يجوز التشبه بهم، فالقميص واللحية زينة عربية أصيلة أقرها الإسلام،فلقد كان العرب عموما يتزينون بالقُمص والأُزر واللحى ،أما هذه الألبسة وهذه القصات ما عرفها المسلمون إلا عن طريق القنوات الفضائية،ثم استوردوها من الكفار،وبعضها جاءت عن طريق كثير من أبناء المسلمين الذين رحلوا إلى بلاد الكفر فجاءوا بهذه العادات المخالفة لشرع الله والله المستعان، "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، شبرا بشبر وذراعا بذراع"

فهذا البنطال يا عباد الله ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا جاء عن الصحابة ولا عن التابعين ولا تابع التابعين إلى قرونٍ قريبة،إنما جاء عن اليهود والنصارى، جاء عن العلمانيين، جاء عن المستشرقين ،فأي زينة فيه؟بل إنه يشين بصاحبه ويزريه، ويحجم عورته ويصفها لاسيما في الصلاة عند الركوع والسجود،والله تعالى أمر بأخذ الزينة الكاملة في الصلاة،ومن مفاسد البنطال أنه ينزل على الكعببين،وقد ثبت في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله وسلم إنه قال:"وما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" وفي البنطال تشبه باليهود والنصارى، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:" ومن تشبه بقوم فهو منهم" فيجب مخالفة اليهود والنصارى،فقد روى الإمام أحمد عن أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِيضٌ لِحَاهُمْ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ". قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلُونَ وَلَا يَأْتَزِرُونَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ". .الحديث

-ومن التشبه باليهود والنصارى حلق اللحى،فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحلق لحيته ولم يقصرها قط،وهكذا صحابته وتابعوهم وتُبَّع تابعيهم إلى أزمنة قريبة،بل حتى الآباء والأجداد فقد كانوا يطلقون لحاهم،حتى جاء هذا البلاء عن طريق القنوات والمستشرقين، وسافر بعض المسلمين إلى بلاد الكفر فرأوا الكفار يحلقون لحاهم فبادر أكثر المسلمين إلى حلقها،وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق اللحية وإعفائها وأمر بمخالفة الكفار، والأمر يقتضي الوجوب ،فعلى هذا لايجوز حلق اللحية ولا تقصيرها،ويجب مخالفة الكفار،فقد روى البخاري ومسلم ﻋَﻦِ اﺑْﻦِ ﻋُﻤَﺮَ،رضي الله عنه ﻋَﻦِ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ: "ﺧَﺎﻟِﻔُﻮا اﻟﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ: ﻭﻓﺮﻭا اﻟﻠِّﺤَﻰ، ﻭَﺃَﺣْﻔُﻮا اﻟﺸَّﻮَاﺭِﺏَ"
وروى مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ ". وجاء عند النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما :"أعفوا اللحى"وكلها تدل على وجوب إطلاق اللحية وعدم أخذ شيء منها.

وجاء نصرانيان من باذان إلى نبينا صلى الله عليه وسلم قد حلقا لحاهما، فقال عليه الصلاة والسلام :"من أمركما بهذا؟" قالا: ربي، أي باذان، فقال عليه الصلاة والسلام :"أما أنا أمرني ربي بقص شاربي وإعفاء لحيتي"
ولقد كان العرب يتباهون ويتفاخرون باللحى ويتزينون بها،فاللحيةهي زينة الرجل،فما بال أكثر المسلمين تركوا هذه الزينة،وضيعوا هذه السنة،وكيف رغبوا عنها وقد جاءت عن نبيهم صلى الله عليه وسلم،أفغير سنته يبغون؟فمالهم كيف يحكمون؟ وقد ذكر الله اللحية في القرآن الكريم وأنها من صفات الأنبياء،قال عز مِن قائل عن موسى وهارون عليهما السلام: { قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }[ سورة طه : 94 ]

ولما جاءت موضة العصر في اللحية الجديدة،وهي أن يحلقها من جوانبها ويجعلها طويلة مثل الفأس ترى كثيرا من أبناء المسلمين يسارعون إلى إطلاقها على الصفة المذكورة، ليس لله ولكن تقليدا للكفار،فإنا لله وإنا إليه راجعون،هذه والله مصيبة على المسلمين،كلما جاء شيء من الكفار سارع كثير من المسلمين إليه وتركوا السنة وراءهم ظهريا إلا من رحم الله، حينما كان إطلاق اللحية سنة عن نبينا صلى الله عليه وسلم زهد

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


عنها كثير من المسلمين،ولما جاءت عن اليهود والنصارى بصفات معينة مخالفة للسنة سارع كثير من أبناء المسلمين إلى إطلاق لحاهم! أين اللحية التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم كاملة؟
صدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ يقول:"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"الحديث.

-ومن التشبه باليهود والنصارى يا عباد الله هذه القصات الجديدة،وهذه الحلاقة المشينة،وهي أخذ الشعر من بعض جوانبه دون بعض،وهو القزع،وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. قَالَ : قُلْتُ لِنَافِعٍ : وَمَا الْقَزَعُ ؟ قَالَ : يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ، وَيُتْرَكُ بَعْضٌ.

وهذا هو المشاهد عند كثير من شباب المسلمين المماسيخ، الذين يسارعون في مشابهة اليهود والنصارى باللباس والحلاقة، فيأخذ بعض شعر رأسه من المقدمة أو من المؤخرة أو من الجوانب ويعتبرون ذلك تطورا والعياذ بالله، فلا بارك الله بتطور أحدثه الكفار ،لا بارك الله بعمل يخالف السنة،وقد أحسن من قال:
إذا كان ترك الدين يعني تطورًا :::: فيا نفس موتي قبل أن تطوري
صار بعض الشباب اليوم يتفاخرون بهذه القصات،وهي تخالف الفطرة وتخالف السنة وتخالف الجمال،وتخالف الزينة الشرعية، فيا أيها المسلم:إن الله تبارك وتعالى أكرمك بهذا الشعر وأنت تهينه هكذا، وتشوه به ،وتتشبه بالكفرة والفسقة والفجرة،روى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ ". ومن إكرامه المحافظة على حسن منظره،فترَفَّعوا عن مشابهة الكفار يا شباب الإسلام،اعتزوا بدينكم، واعملوا بسنة نبيكم،لا تبتغوا العزة من غيركم:{أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }[ سورة النساء : 139 ]

فانتبهوا لأبنائكم يا أصحاب الفطرة السليمة ،اتركوا شعورهم على ما هي عليه،ليكن حلق الشعر كله أو تقصيره كله من جميع جوانبه أو تركه كله، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يطلق شعره إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، أما أخذ بعض الشعر وترك بعضه فهذا قزع منهي عنه،بل مشابهة لليهود والنصارى، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :"ومن تشبه بقوم فهو منهم"
ووصل الحد ببعض الناس إلى أن تشبه بالنساء، وصارت بعض النساء تتشبه بالرجال،نعوذ بالله من الفطر المنكوسة،ومن العقول المعكوسة فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ".

فصار بعض الرجال من أبناء المسلمين اليوم يلبس لبس امرأة أو يمشي مشي امرأة، ويستعمل بعض الأشياء التي تخص النساء والعياذ بالله، وصارت بعض النساء المسلمات اليوم تتشبه بالرجال،في كثير من الأمر وقد لعن رسول الله المرأة المترجلة، فلا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجال ولو عند زوجها ، فلا يجوز لها أن تلبس الألبسة الخاصة بالرجال ولو عند زوجها فهذا داخل في النهي،ولا يجوز للمرأة أيضا أن تتشبه بالنساء الكافرات في اللباس وفي العادات والتقاليد،فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء المتشبهات بالرجال،ولعن الرجال المتسبهبن بالنساء، ونهى عن تشبه المسلم بالكافر،فصار كثير من المسلمين يتشبهون بالكافرين في لباسهم وكثير من عاداتهم، فلا تكاد تفرق بين بعض المسلمين وبين النصراني إلا باللون كالصفرة والبياض والسمرة ونحو ذلك،فتجد النصراني حليقا مقزَّعا مبنطلا مكرفتا، وهذا المسلم قد حلق لحيته ولبس الكرفته والبنطال وشعر رأسه مقزّع، فما تستطيع أن تفرق بين هذا المسلم والنصراني في المظهر والله المستعان،

فلنتقِ الله يا عباد الله ،ولنرجع إلى ديننا ولنعتز بسنة نبينا إذا أردنا أن يعزنا الله سبحانه وتعالى وينصرنا على أعدائنا، وإلا فالذلة والهوان علينا،قال عمر الفاروق رضي الله عنه :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" نستغفر الله العظيم ونتوب إليه.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
عباد الله ليكن من المعلوم لدى كل مسلم أن اليهود والنصارى هم ألد أعداء الإسلام، لا تظنوا أنهم يريدون لنا خيرا أبدا، لا تظنوا أنهم سيرضون عنا إن نحن تشبنها بهم أو واليناهم أوأخذنا بعاداتهم وتقاليدهم،بل إنهم يحاربوننا ليلا ونهارا، وقد أخبر الله عن حالهم معنا،ومن أصدق من الله قيلا حيث قال:{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }[ سورة البقرة : 120 ]

فالذي يسارع في مودة اليهود والنصارى ويظن أنهم سيرضون عنه هذا مغفل، فإنهم لن يرضوا عنه حتى يكون يهوديا أو نصرانيا مثلهم، فيجب على كل مسلم أن يبغض اليهود والنصارى وأن يحارب عاداتهم وتقاليدهم، وأن يعمل بالسنة ،سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،فإنها أشد عليهم من الصواريخ،ولذلك فإنهم يحاربون أهل السنة أكثر من غيرهم ويخافون منهم أكثر من غيرهم، ولن يفتروا عن حرب المسلمين حسيا ومعنويا،إما عن طريق القنوات والنت،والغزو الفكري والعادات الهدامة للقيم، والأساليب المفسدة للشباب،فإن أعظم أمانيهم هو إبعاد المسلمين عن دينهم وعن سنة نبيهم،قال سبحانه وتعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ سورة البقرة : 109 ]

فالذي يبتغي العزة من اليهود والنصارى سيذله الله، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين،يعز أولياءه الذين تمسكوا بدينه، ويذل أعداءه الذين عصوه، فبعض المسلمين يذهب يذل نفسه عند الكفار ليعيش في أوساطهم فيبتغي العزة عندهم أو يتكسب عندهم، وقدروى أبو داود عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. " أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ ؟ قَالَ : " لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا" أي يجب الابتعاد عنهم حتى لايراهم .

فالعزة ياعباد الله هي في دين الله ،وفي العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبمخالفة سنن اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر، ليست العزة بالمال ولا بالجاه، وليست بالسلطان إنماالعزة بالتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله، العزة بتوحيد الله، و بإقامة شعائر الله، العزة بالمحافظة على الصلاة وبإقامة دين الله،

لعزة لله ولرسوله وللمؤمنين،فلا تغفلوا أن اليهود والنصارى يمكرون بالمسلمين ليلا ونهارا، وكثير من المسلمين يسارعون في مودتهم وفي موالاتهم ويتشبهون بهم ويثنون عليهم ويدافعون عنهم، بل بعضهم يفضلهم على المسلمين من أجل لعاعة الدنيا ،فهذا على خطر عظيم،يخشى عليه من الكفر والعياذ بالله،يامسكين أولئك حطب جهنم،لأنهم يعبدون غير الله ويقولون عيسى وعزير ابن الله،ويطعنون في الله قالوا إن الله فقير وقالوا يدالله مغلولة،أما تقرأ القرآن؟! فلا تفضل الكفار على المسلمين، أخوك المسلم الموحد خير من الكفار كلهم بل لا مقارنة،فإن مسلمًا واحدا،ولو كان عاصيا أو سارقا أو خائنا خير من ملء الأرض من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار؛ لأنه يقول: لا إله إلا الله ويحافظ على الصلاة ،فليكن هذا في الحسبان، وإن كانت هناك أخطاء عند بعض المسلمين لكنها لاتقارن بشركيات وكفريات اليهود والنصارى، ابذل النصيحة "الدين النصيحة" كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في مسلم عن تميم رضي الله عنه،فلا تغتر يامسلم بحسن معاملاتهم ونظافة شوارعهم وما عجل الله لهم من المتاع الزائل في الدنيا، ليست أعمالهم لله،وليس حسن تعاملهم مع الناس من أجل الله، فإن ذلك كله حرصا منهم على الدنيا كما أخبر الله عنهم، قال تعالى:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }[ سورة البقرة : 96 ]

فيا عباد الله:اليهود والنصارى يمكرون بنا وبديننا حتى على مستوى الأطفال فقد صمموا لهم لُعبًا في الجوالات وبعض الأجهزة لتفسدهم فانتبهوا لأبنائكم،وهي لعبة البوبجي حيث أخذها الأغبياء منهم ولم ينتبهوا للمغزى منها، اللعبة الأولى وفيها صنم لا يفوز اللاعب حتى يسجد للصنم.

فانظروا ياعباد الله كيف يريدون يربون أبناء المسلمين على الشرك بالله والسجود لغير الله، واللعبة الأخرى،صمموا فيها الكعبة والحرم المكي،ثم يأتي اللاعب وفي يده فأس يقتل المصلين حتى يخلص إلى الكعبة فيهدمها،هذه هي غاية أمانيهم،وهي تهديم الكعبة المشرفة وقتل المسلمين ونزع حب البيت من قلوب أبناء المسلمين، لكن نقول لهم :هيهات هيهات، فإن الله سبحانه وتعالى قد حفظ بيته الحرام ولا يزال يحفظه إلى ما شاء الله، حفظه من إبرهة الحبشي وقصمه الله وأهلكه كما ذكر الله في سورة الفيل، وحفظه من كل جبار عنيد، فكل من أراد بيت الله بسوء قصمه الله .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*تحذير الأخيار من مشابهة الكفار*
*للشيخ/ موفق الفاضلي العودي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

عباد الله:
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ".

ففي هذا الحديث عَلَم من أعلام النبوة، ومعجزة لنبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حيث إنه وقع ما أخبر به حذو القذة بالقذة،فقد أقسم النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هذا الحديث أن أمته سيتابعون اليهود والنصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع،فقال: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم)) فاللام موطئة للقسم، حيث أقسم النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن كثيرا من أمته سيتابعون اليهود والنصارى في مناهجهم وفي عاداتهم وفي تقاليدهم وفي أعيادهم، وهذا هو معنى قوله ))سَنن)) أي الطرق والمناهج ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) وفي رواية :((ولو أن أحدهم جامع امرأته في الطريق لفعلتموه))
وقوله)): لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) الضب هو حيوان معروف كانت العرب تأكله، له بيت ضيق فيه ألوية ومداخل، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم متابعة المسلمين لليهود والنصارى ببيت الضب لنتنه وضيقه وصعوبته كناية عما يصدر من اليهود والنصارى من المخالفات والمعاصي الرذيلة، ومع هذا يوجد من المسلمين من يتابعهم ويحذو حذوهم ويقلد تقاليدهم ويعتاد عاداتهم ويحتفل بأعيادهم،( حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟)أي: فمن يكون غيرهم؟فهم هم، و في رواية عند الحاكم )):ﺣَﺘَّﻰ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺃَﺣَﺪَﻫُﻢْ ﺩَﺧَﻞَ ﺟﺤﺮ ﺿَﺐٍّ ﻟَﺪَﺧَﻠْﺘُﻢْ ﻭَﺣَﺘَّﻰ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺃَﺣَﺪَﻫُﻢْ ﺟﺎﻣﻊ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﺑِﺎﻟﻄَّﺮِﻳﻖِ ﻟَﻔَﻌَﻠْﺘُﻤُﻮﻩُ)) فما بقي إلا هذا والعياذ بالله، فلو أن اليهود والنصارى جامعوا زوجاتهم في الشوارع لوجد من المسلمين من يجامع زوجته في الشوارع وفي الطرقات أمام الناس، تقليدا لليهود والنصارى،بل ويعتبرون ذلك تطورا، لأنه جاء عن اليهود والنصارى،لعن الله هذا التطور المزري بصاحبه المخالف للدين والعقل والفطرة السليمة.

فيا عباد الله: اعلموا أن أرذل الخلق وأن أشر الخلق وأن ألعن الخلق وأبعدهم عن الله تعالى لهم اليهود والنصارى، فقد ذمهم الله في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولقد لعنهم وغضب عليهم ومسخهم قردة وخنازير، ومع هذا تجد كثيرا من المسلمين من يأخذ بعاداتهم وبتقاليدهم ويشيد بهم ويفتخر بهم ويثني عليهم، قال عز من قائل { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }[ سورة البينة : 6 ]
وقال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ }[ سورة المائدة : 78 ]
وقال سبحانه: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ }[ سورة المائدة : 60 ]

فمن هم أهل الكتاب يا عباد الله؟ إنهم اليهود والنصارى،فمن غيرهم؟ حكم الله عليهم بأنهم في النار خالدين فيها لايخرجون منها، وحكم الله عليهم بأنهم شر البرية أي شر الخليقة، ومع هذا تجد من ضعفاء الإيمان من المسلمين، ومن أصحاب الأطماع الدنيوية، من يدافع عنهم ويثني عليهم ويقلدهم ويتشبه بهم نعوذ بالله من الخذلان، قال الله :{ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*خطر الحسد على القلب والجسد*
*للشـيخ/ موفق الفاضلي العودي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71]

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

عباد الله: نتكلم اليوم عن خصلة ذميمة يتصف بها بعض الناس هذه الخصلة قد تكون سببا للكفر وقد تكون سببا للقتل وقد تكون سببا لكتمان الحق وإظهار الباطل ,وهي خصلة اتصف بها إبليس واتصف بها المشركون واتصف بها أبو جهل لعنه الله وأمثاله من صناديد قريش ألا وهي الحسد.

فالحسد ياعباد الله, مرض خطير من أمراض القلوب,وهو تمني زوال النعمة على الغير.
ولو كان يعلم الحسود على من أساء الأدب وعلى من اعترض لعلم أنه اقترف ذنبا عظيما,وذلك لأن الحسد اعتراض على رب العالمين سبحانه وعدم إيمان بأقداره لأنه هو المعطي المانع يعطي من يشاء لحكمة ويمنع من يشاء لحكمة ويختبر من شاء من عباده بأنواع من العطاء.
وكان الواجب على الحاسد أن يسأل الله من فضله ولا يتمنى زوال النعمة عن غيره ,ولا بأس أن يتمنى أن يرزقه الله مثل فلان فهذه غبطة وليست حسدا إنما الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير.
قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}[النساء:54]

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد وحث على الأخوة وسلامة الصدور لأن الحسد يفكك الأخوة ويدفع صاحبه إلى الكيد والمكر بأخيه المسلم فقد جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» وإن حصل الحسد عند العبد وجب إخفاؤه ومجاهدته فهذه هي صفة الكرماء أما إظهار الحسد فهي صفة اللئام قال شيخ الإسلام: ما خلا جسد من حسد ولكن كريم يخفيه أولئيم يبديه. اهـ

والحاسد لن يرضيه شيء إلا زوال النعمة عن غيره.
قال بعض السلف: أستطيع أن أرضي كل الناس إلا الحسود فلن يرضى إلا بزوال النعمة عني. أو كما قال.
فيجب سلامة الصدر من الحسد وسؤال الله أن يذهبه كما قال الله في كتابه الكريم : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}[الحشر:10]

والغل هو الحسد.
قال المفسر البغوي: وَهُمَ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بَعْدَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِمَنْ سَبَقَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَالْمَغْفِرَةِ، فَقَالَ:" يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا"أي: غَشًا وَحَسَدًا وَبُغْضًا. اهـ
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}[الحشر:9]
قال المفسر ابن كثير: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} أَيْ: وَلَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَسَدًا لِلْمُهَاجِرِينَ فِيمَا فَضَّلَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ وَالشَّرَفِ، وَالتَّقْدِيمِ فِي الذِّكْرِ وَالرُّتْبَةِ. اهـ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


بل إنهم استقبلوهم وآووهم وعرضوا عليهم أن يشاطروهم أموالهم فهؤلاء هم أصحاب القلوب السليمة التي سلمت قلوبهم من الشرك والكفر وسلمت من الغل والحسد فأولئك هم خير الناس.

فمن سلم قلبه من الحسد فهو من أفضل الناس لما روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ"
فإذا ذهب الحسد من قلوب الناس حل فيهم الخير ونزلت البركات وحيثما وجد الحسد حصل الشر ونزعت البركات,فقد روى الطبراني عَنْ ضَمُرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ رضي الله نه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا»

والحسد مرض من أمراض الأمم السابقة ونُقل إلى هذه الأمة فقد روى البيهقي عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لاَ حَالِقَةَ الشَّعْرِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ».

فالحسد علامة على ضعف الإيمان وكل قلب فيه حسد فصاحبه ناقص الإيمان لما روى ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ وَلَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ والحسد)
أي لا يجتمع الإيمان الكامل مع الحسد في القلب أبدا لأن كمال الإيمان ينفي الحسد ويخرجه من قلب صاحبه.

فالحسد له أخطار جسيمة وعواقب وخيمة وقد يكفر الحسود بسبب حسده لغيره كما كفر إبليس حسدا لآدم عليه السلام وإبليس كان من العباد , وكفرت اليهود حسدا للعرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء منهم وكانوا يظنون أن النبي سيأتي منهم ثم يؤمنون به وهذا موجود في كتبهم, وكما كفرت قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم حسدا لبني قصي.
قال سبحانه وتعالى عن سبب كفر إبليس: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين}[البقرة:34] وقال تعالى عنه: { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء:61] وقال: { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين}[الأعراف:12]

استنكف إبليس عن السجود لآدم وافتخر بأصله أنه من النار وأن آدم من الطين وأنه أفضل من آدم وهذا قياس باطل فإن أصل الطين أفضل من أصل النار وأصل البشر أفضل من أصل الجان وإبليس من الجن لكنه الحسد والكبر أعمى إبليس وحمله على عصيان ربه فكان ذلك سبب كفره .

وكذلك اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم حسدا للعرب قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير}[البقرة:120]

هذا وهم يعلمون أنه نبي حق,قال تعالى مخبرا عن علمهم بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال سبحانه: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِين}[البقرة:89]

لكنهم كتموا هذا الخبر وحرفوه من كتبهم
قال المفسر ابن كثير في تفسير قوله تعالى: { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ }: أَيْ: وَقَدْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ مَجِيءِ هَذَا الرَّسُولِ بِهَذَا الْكِتَابِ يَسْتَنْصِرُونَ بِمَجِيئِهِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا قَاتَلُوهُمْ، يَقُولُونَ: إِنَّهُ سَيُبْعَثُ نَبِيٌّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ... فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ مِنْ قُرَيْشٍ اتبعه من اتبعه من قريش وكفر به اليهود.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَسْتَنْصِرُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُشْرِكِي الْعَرَبِ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ابْعَثْ هَذَا النَّبِيَّ الذِي نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عِنْدَنَا حَتَّى نُعَذِّبَ الْمُشْرِكِينَ وَنَقْتُلُهُمْ. فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَوْا أَنَّهُ مِنْ غَيْرِهِمْ، كَفَرُوا بِهِ حَسَدًا لِلْعَرَبِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
ونزل فيهم قوله تعالى : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ } الآية

فمن خطر الحسد أنه قد يحمل صاحبه على الكفر بالله والعياذ بالله كما كفر إبليس حسدا لآدم عليه السلام ,وكما كفر اليهود حسدا للعرب,وكذلك كثير من كفار قريش كفروا حسدا لبني قصي لحيث أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء منهم.

فقد روى البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة قال:"إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل: "يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله" فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك, فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا: فينا الحجابة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا السقاية. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا الندوة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا اللواء. فقلنا: نعم. ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي والله لا أفعل). ما منعه من الإسلام إلا الحسد لعنه الله.
وقال الله عن كفار قريش: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ] [الزخرف : 31 ، 32]

قال ابن كثيرفي تفسيره : [وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ]أي :مكة والطائف ويعنون بأحد الرجلين الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي أو غيره أي على رجل كبير من أي البلدتين فرد الله عليهم أن الله لا ينزل الرسالة إلا على أزكى الخلق قلبا ونفسا وأشرفهم بيتا وأطهرهم أصلا. اهـ

ولا يخفى على مسلم أن سبب القتل في الأرض هو الحسد وذلك في قصة أحد أبناء آدم عليه السلام إذ كان أول من سن القتل فقتل أخاه حسدا له لأن الله قبل من أخيه ولم يتقبل منه كما قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِين * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِين * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِين }[المائدة:27-30]

قال المفسر ابن كثير: يَقُولُ تَعَالَى مُبَيِّنًا وَخِيمَ عَاقِبَةِ الْبَغْيِ وَالْحَسَدِ وَالظُّلْمِ فِي خَبَرِ ابْنَيْ آدَمَ لِصُلْبِهِ -فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ- وَهُمَا هَابِيلُ وَقَابِيلُ كَيْفَ عَدَا أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَقَتَلَهُ بَغْيًا عَلَيْهِ وَحَسَدًا لَهُ، فِيمَا وَهَبَهُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وتَقَبّل الْقُرْبَانِ الَّذِي أَخْلَصَ فِيهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَفَازَ الْمَقْتُولُ بِوَضْعِ الْآثَامِ وَالدُّخُولِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَخَابَ الْقَاتِلُ وَرَجَعَ بِالصَّفْقَةِ الْخَاسِرَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} أَيْ: وَاقْصُصْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْبُغَاةِ الْحَسَدَةِ، إِخْوَانِ الْخَنَازِيرِ وَالْقِرَدَةِ مِنَ الْيَهُودِ وَأَمْثَالِهِمْ وَأَشْبَاهِهِمْ-خَبَرَ ابْنَيْ آدَمَ وهما هابيل وقابيل فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف. اهـ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


نسأل الله أن يعافينا من الحسد وأن يكفينا شر الحاسدين.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
فإن من أخطار الحسد أنه قد يحمل صاحبه على رد الحق وكتمانه حسدا لقائله أو لحامله وهذا حرام فإنه يجب الصدع بالحق والأخذ به مهما كان قائله وحامله قال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين }[الحِجر:94-95]

فإن كتمان الحق من صفات اليهود إذ كتموا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الموجودة في كتبهم حسدا للعرب قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون}[البقرة:146]
قال ابن كثير: يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ عُلَمَاءَ أَهْلِ الْكِتَابِ يَعْرِفُونَ صِحّة مَا جَاءَهُمْ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) كَمَا يَعْرِفُ أحدُهم وَلَدَهُ..

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ مَعَ هَذَا التَّحَقُّقِ وَالْإِتْقَانِ الْعِلْمِيِّ {لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ} أَيْ: لَيَكْتُمُونِ النَّاسَ مَا فِي كُتُبِهِمْ مِنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. اهـ

ويحصل من بعض المسلمين أنه يعرف الحق لكن سرعان ما ينكره لأن قائله فلان,وهذا غالبا ما يحصل من أهل البدع,إذ يكتمون الحق لترويج بدعهم ونشرها وهذا لا يجوز فإن الله سبحانه وتعالى قد توعد من يكتم الحق بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون} [البقرة:159]

فالعالم الذي يبين للناس الحق ويعلمهم دين الله يستغفر له من في السماوات والأرض, بخلاف العالم الذي يكتم الحق على الناس وهو قادر على إبلاغه فإنه قد عرض نفسه للعن والإبعاد وهو الطرد من رحمة الله والعياذ بالله.

فاحذر يا مسلم أن يحول الحسد بينك وبين قبول الحق, وبينك وبين قول الحق, ما دام أنه جاء من عند الحق سبحانه وتعالى,فلا يجوز رد الحق فإن رده من الكبر ومن يتكبر على الحق فإنه لا يدخل الجنة,لما روى مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ».أي رد الحق واحتقار الناس.
فقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون} وإن كانت نزلت في اليهود لكنها عامة في كل من كتم الحق والعلم عن الناس بحسد أو بغير حسد لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذا معروف من قواعد الشرع .

ومن كان يرجو أن تتحقق له نعمة فليكتمها حتى تتحقق احترازا من مكر وكيد الحاسدين, فقد روى الطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ»

فاحذر من مكر الحاسدين فإن الحاسد ربما يحمله حسده على تمني زوال دينك الذي هو أعظم نعمة أو يحلمه على تمني زوال نعمة السنة والاستقامة منك أو زوال العلم فيسعى جاهدا بكل الأسباب لتحقيق مآربه ,وإزالة النعمة عمن أنعم الله بها عليه من فضله.

وهذه هي طريقة اليهود والنصارى الذين من أبرز صفاتهم المكروالكيد والحسد, فإنهم يسعون ليل نهار برسم الخطط وفعل الأسباب لإزاحة المسلمين عن دينهم الذي أنعم الله به عليهم, ومن ذلك الغزو الفكري عبر القنوات واستخدام أساليب خطيرة وإغراءات كثيرة لنزع حب الدين من قلوبهم,حتى صار بعض المسلمين يحبون اليهود والنصارى ويدافعون عنهم ويكرهون المسلمين ويحذرون منهم.

وهذا جهل عظيم ,فمما يحزن القلب أن كثيرًا من المسلمين صاروا يلهثون وراء اليهود والنصارى ويقلدونهم ويتشبهون بهم في العادات والتقاليد والمآكل والملابس ويأخذون بأفكارهم ويستوردون أنظمتهم ويفرضونها في بلاد المسلمين ويهرعون مهرولين إلى بلاد الكفار لجلب الرزق ونسوا أن الله حذرنا منهم ونهانا عن الإقامة في بلادهم, وأخبرنا أنهم ليسوا راضين عنا حتى نكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ونتبع دينهم وملتهم قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}الآية

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 21:36


وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[البقرة:109]

ومن المؤسف جدا أن بعض الغوغاء من المسلمين من عباد الدراهم والدنانير صاروا يمدحون اليهود والنصارى ويثنون عنهم والله سبحانه وتعالى قد أخبر أنهم شر الخليقة فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة}[البيِّنة:6]

وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى فمن مدحهم وأثنى عليهم فإنه قد شاق الله ورسوله بل من صحح مذهبهم أو شك في كفرهم فهو كافر بالله رب العالمين لأنه مكذب بالقرآن الكريم.

فإن المسلم العاصي خير من ملء الأرض كفار,فلا تغتر بدنياهم ,فمهما تزخرفت لهم فإنها فانية ,ومهما حسنت معاملاتهم فكلها حرصا من أجل على الدنيا, ولن تنجيهم من عذاب الله, قال تعالى:" وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [البقرة : 96]

ولا تنبهر بما أعطاهم الله من حطام الدنيا وعلومها وتطوراتها فإن الدنيا جنتهم وليس لهم في الآخرة من نصيب قال تعالى:" يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم : 7]وروى مسلم

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ».
فالحاصل أن الحاسد ضر نفسه وأغاضها ولن يضر المحسود شيئا إلا أن يشاء الله,وعلى المحسود أن يستعيذ بالله من شره حتى لا يصاب بعين أو نحو ذلك مما يقدره الله قال سبحانه وتعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُون}[القلم:51]

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: {لَيُزْلِقُونَكَ} لَيُنْفِذُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ، أَيْ: لَيُعِينُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ، بِمَعْنَى: يَحْسُدُونَكَ لِبُغْضِهِمْ إِيَّاكَ لَوْلَا وِقَايَةُ اللَّهِ لَكَ، وَحِمَايَتُهُ إِيَّاكَ مِنْهُمْ. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ إِصَابَتُهَا وَتَأْثِيرُهَا حَقٌّ، بِأَمْرِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا وَرَدَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الصحيحة. اهـ

وأمر الله سبحانه وتعالى أن نستعيذ به من شر الحاسدين فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق * مِن شَرِّ مَا خَلَق * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَد * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد }[الفَلَق:1-5]

قال السعدي: والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العائن، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس. اهـ

وما أحسن ما قيل:
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ::: كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
نعوذ بالله من الحسد ومن شر كل حاسد
اللهم طهر قلوبنا من النفاق والغل والحسد ولا تجعل في قلبونا غلا للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم.
اللهم إنا نعوذ بك من شر الأشرار وكيد الفجار.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

اللهم أصلح البلاد والعباد
اللهم من أراد بنا أو بديننا أو ببلادنا كيدا فاجعل كيده في نحره ولكفنا شره واجعل الدائرة عليه ياقوي يامتين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 17:15


تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 17:15


أيها المؤمنون عباد الله: إن الأحداث والهواجس والمخاوف التي يعيشها المسلم مهما كان تأثيرها على مسيرة حياته وعلاقته بربه وبمن حوله وعلى واقع الحياة ومستقبل الأفراد والشعوب والمجتمعات، قد لا يدرك وهو في حالة ضعف من الإيمان والصلة بالله أن طوق النجاة قريب منه، وأن الخير في متناول يده، وأن الفرج قاب قوسين أو أدنى.

ورب محنة كانت منحة ربانية للفرد المسلم والمجتمع المسلم إذا أحسنوا التعامل معها؛ فمن ذلك: تكفير الذنوب والخطايا، ورفع الدرجات، وتطهير النفوس وتزكيتها، وربطها بخالقها، والتمكين والنصر والتمييز والتمحيص بين العباد، ومعرفة أهل الصدق والصبر والإيمان، وكشف وفضح أهل الخيانة والكذب والنفاق؛ قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَهِدِينَ مِنكُمْ وَلصَّبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَرَكُمْ) [محمد:31]، وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155].

فإذا زارتك شدة فإنما هي سحابة صيف، فلا يخيفنك رعدها ولا برقها، فربما تكون محملة بالغيث

هبّت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة، ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم، مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار، وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة، ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها، فأخذ يصرخ: لماذا؟! حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا، وأنا غريب في هذا المكان، والآن يحترق الكوخ الذي أنام فيه!! لماذا كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!
نام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره، إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وينزل منها قارب صغير لإنقاذه، فلما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه وما الذي دلهم عليه؟! فأجابوه: لقد رأينا دخاناً، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ!! فإذا ساءت ظروفك فلا تخف، فقط ثِق بأن الله له حكمة في كل شيء يحدث لك، وأحسن الظن به.

والأحداث من حولنا والمصائب والكوارث والفتن قد تكون طوق نجاة لنا جميعاً؛ لأن الله هو العدل الذي لا يجور، فأحسنوا العمل وثقوا بالله وأحسنوا الظن به، فإنه كريم عظيم. اللهم اهدنا بهداك، ولا تولنا أحداً سواك.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: لقد نسي الكثير من الناس في غمرة الأحداث والفتن والمصائب والكوارث أن الله هو الذي بيده الموت والحياة، وكل شيء عنده بمقدار، وأنه كتب الآجال وقدّر الأقدار وحكم بين العباد، ولا يجري في هذا الكون أمر إلا بإرادته ومشيئته، وعنده علم الغيب لا ينازعه فيه أحد؛ قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].

وكان لضعف الصلة بالله والثقة به والتوكل عليه، والتساهل في العبادات والطاعات، والتكاسل عن الواجبات، وعدم شكر النعم؛ الدور الأكبر في ضيق النفوس وتكدر الأحوال.

فكيف ترجو السعادة وتريد العون وتتطلع إلى الفرج والأمن النفسي وثقتك بالله ضعيفة، وتوكلك عليه ضعيف!! قال عامر بن قيس: "ثلاث آيات من كتاب الله استغنيت بهن على ما أنا فيه: قرأت قول الله تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) [الأنعام:17]، فعلمت وأيقنت أن الله إذا أراد بي ضرًّا لم يقدر أحد على وجه الأرض أن يدفعه عني، وإن أراد أن يعطيني شيئًا لم يقدر أحد أن يأخذه مني، وقرأت قوله تعالى: (فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة:152]، فاشتغلت بذكره -جل وعلا- عمّا سواه، وقرأت قوله تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 17:15


الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [هود:6]، فعلمت وأيقنت وازددت ثقة بأن رزقي لن يأخذه أحد غيري".

إننا بحاجة إلى هذا الإيمان بالله وهذا اليقين وهذه العقيدة في زمن فسدت فيه القيم والأخلاق، وتجرّأ الناس فيه على المعاصي والسيئات، وارتكبت المحرمات وسفكت الدماء وانتهكت الأعراض، وتعدى المسلم على أخيه المسلم، إننا بحاجة إلى هذا الإيمان لنتجاوز المحن والفتن والابتلاءات وقد حفظنا ديننا وأخوتنا وأوطاننا ومجتمعاتنا، إننا بحاجة إلى تقوية هذا الإيمان في قلوبنا حتى نشعر بمعية الله وتوفيقه، وحتى لا تطول تعاستنا ويزداد شقاؤنا وتكثر همومنا ومشاكلنا.

عباد الله: إن بعد العسر يسرًا، وإن بعد الشدة فرجاً ومخرجاً، وإنها لسنة من سنن الله الذي بيده كل شيء، وأمره بين الكاف والنون، وإرادته فوق كل شيء مهما كانت قوة البشر ومهما أحكمت خططهم ومهما كثرت عدتهم وأعدادهم، ومهما بلغ كيدهم وبطشهم وجبروتهم، هذا يوسف -عليه السلام- وقد ألقاه إخوته في البئر وهو طفل صغير في مكان مهجور وبعيد، ولا يعلم بذلك أحد من الناس، كيف جاءه الفرج وطوق النجاة رغم هذه الشدة البلاء الذي يعيشه، لقد جاء الفرج وهو يلقى في البئر: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، أي فرج هذا؟! أوحى الله إليه وحي إلهام، لا تخف من الهلاك، لا تخف ستعيش، وستصل إلى مكانة ومنزلة تنبئهم بأمرهم، بكيدهم وهم لا يشعرون.

لما أخرج الله يوسف -عليه السلام- من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم، فيطلب من سيدنا يوسف أن يفسرها ويخرج من السجن عزيزًا كريمًا، وأنت، كم من مصيبة كنت تظنها ستكون القاضية، وكم من حزن ظننت أن الدنيا لن تحلو بعده، وكم من عزيز فقدته فتوهمت أنه لم يعد بعده شيء يستحق الحياة، كم وكم؟! لكن الحياة عادت كما كانت، ولربما بطعم أحلى وأقدار أجمل، فلا تتضايق وانتظر الفرج، فثقوا بالله وتوكلوا عليه تصلح أحوالكم وتطيب نفوسكم، وقدموا بين يدي ربكم عبادة خالصة وعملاً صالحًا وخلقًا حسنًا وسلوكًا سويًا.

اللهم اجعلنا ممن يتوكلون على ربهم حق التوكل واحفظنا بالإسلام وأدم علينا نعمة الإيمان، احفظنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر وبلاء، اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ما فسد من أحوالنا، واهدنا صراطك المستقيم، وتولنا في عبادك الصالحين.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 17:15


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*لا تيأس فطوق النجاة..*
*قد يكون قريباً ( اليأس )*
*للشـيخ/ حـسـان العـمـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء، وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة دار البقاء، وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء، وأنزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء، وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، نحمده -تبارك وتعالى- على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء، ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتة الأعداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء، محيط بخلقه فليس لهارب منه نجاء، قادر مقتدر فكل الممكنات في قدرته سواء، سميع بصير يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء، ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء، أجرى الأمور بحكمته وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء. وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتم الرسل والأنبياء، وإمام المجاهدين والأتقياء، سبح الحصى في كفه بخير الأسماء، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء، وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء ما تعاقب الصبح والمساء، وما دام في الكون ظلمة وضياء.

أما بعد: عباد الله: مع تسارع الأحداث حولنا وكثرة المتغيرات، وظهور الصراعات، واحتدام المشاكل والنزاعات بين الأفراد والشعوب والمجتمعات، وتوالي الابتلاءات، يظن الإنسان وهو في حالة ضعف إيماني وصلة بالله وعدم استيعاب لحقيقة هذه الدنيا، أنها نهاية الحياة، وأنه لا خير فيها ولا نجاة منها، ويتوقع الشر بكل صوره، فيملأ قلبه بالخوف والقلق والاضطرابات النفسية، وتأتيه التكهنات والهواجس في أقبح صورها وأبشع مظاهرها، فتضعف القيم العظيمة في نفسه، وتسوء أخلاقه وتنعدم الثقة بمن حوله، فيخسر حياته وسعادته ودينه وآخرته.

ونسي هذا الإنسان أن لهذا الكون رباً عظيماً يحكم فيه بمشيئته، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، يبتلي العباد لحكمة هو يعلمها وهو أرحم بهم من أنفسهم، ملكٌ يُدبِّر أمرَ عباده، يأمرُ وينهَى، ويُعطِي ويمنع، ويخفضُ ويرفع، أوامرُه مُتعاقبةٌ على تعاقُب الأوقات، نافذةٌ بحسب إرادته ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29].

لا يغفل ولا ينام، يُفرِّج كربًا، ويجبِر كسيرًا، ويُغنِي فقيرًا، ويُجيبَ دعوةً، ويدفع شراً وينصر مظلوماً ويبطش بجبارٍ ويطعم جائعًا ويشفي مريضاً؛ قال عن نفسه: (وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17].

لذلك كان لزاماً على المسلم أن لا يستسلم أو يضعف أو ييأس حتى لا تعتريه هذه الهموم والمخاوف والأوهام، وليثق بالله وليتوكل عليه، وإن نزل البلاء كان على يقين بأن هذه سنة الله في هذه الحياة، وأن الله -سبحانه وتعالى- لا يريد بهذا البلاء مهما كان إلا الخير لعباده لحكمة قد لا نعلمها وقد لا ندركها، وعليه أن يبذل ما يستطيع من جهد لدفعه بالوسائل الشرعية والمادية، ولو بدعاء أو كلمة أو نصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، والله -سبحانه وتعالى- يتولى بعد ذلك أموره كلها، فيجعل بعد الضيق فرجًا، وبعد العسر يسرًا.

وانظروا إلى أصحاب الإيمان من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب وقد تكالبت عليهم ورمتهم بقوس واحدة وحاصرت مدينتهم، وقد بلغت القلوب الحناجر من شدة الحال، واليهود قد نقضوا الصلح وتآمروا عليهم، وفي هذه اللحظة العصيبة والموقف الحرج والجوع والليلة الظلماء والريح ماذا قال أصحاب الإيمان؟! قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) [الأحزاب:22]، ويوم أن خوفوهم بأعدائهم وعدتهم، وكيف أنهم قد أجمعوا أمرهم على حربهم والقضاء عليهم بعد معركة أحد، وما زالت جراحهم تنزف، لم يخف الصحابة ولم يعترِهم الهم والقلق، ولم يتطرق اليأس إلى قلوبهم، بل صور -سبحانه وتعالى- موقفهم وثباتهم وقوة إيمانهم وكيف كانت عاقبتهم، قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) [آل عمران173]، فما الذي حصل؟!

كان الفرج الإلهي والتوفيق الرباني حظهم ونصيبهم جزاءً لهذا الإيمان واليقين بالله والتوكل عليه: (فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ) [آل عمران: 173، 174]، ولذلك قال تعالى بعدها: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ)، يعني: يخوفكم بأوليائه ومناصريه: (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران175].

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 17:15


ومن أهمِّ أسباب العفة: الصُّحبة الصالحة؛ فإنها تُعِين على غَضِّ البصر، وحِفْظِ الفَرْج، وسَبَقَ ذِكْرُ الأثرِ السَّيِّئ لِصُحبة امرأةِ العزيز حين شَجَّعْنَها على الاستمرار في مُراوَدَةِ يوسف - عليه السلام - والضَّغْطِ عليه.

وأخيرًا: الدعاء؛ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» رواه مسلم؛ ويقول: «اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العِفَّةَ والعَافِيَةَ فِي دُنْيَايَ وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي» صحيح - رواه البزار. فالعَفاف والعِفَّة: هو التَّنزُّه عمَّا لا يُباح، والكَفُّ عنه.


عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Dec, 01:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:29


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:29


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:29


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:29


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:26


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:22


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


الاحتفال بالكريسماس فرية وهزيمة

الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الواحد الأحد، الفرْد الصمد، الذي لم يتَّخذ ولدا ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شَريكَ له، ولا مِثلَ ولا كُفْءَ ولا ندّ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا لا حصرَ له ولا عدّ، أما بعد:

فاتقوا الله عِبادَ الله، واعلموا أنَّ مَنِ اتَّقى اللهَ جعل له مِن كلِّ هَمٍّ فرَجًا، ومِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا.

إِخوةَ الإسلام: يقول رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَد». رواه البخاري

إنَّ مِن أعظمِ الفِرى التي افتراها الإنسانُ على ربِّ العالمين قولَه: اتخذ الله ولدًا، إنها سُبَّة في حق الله تعالى، واتهامٌ له بالحاجة والنقص، وهو الغني سبحانه.

قال الله: ﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.

هذه الفِرية التي كادت تتصدَّع السماوات من فظاعتها، وتَنْشقُّ الأرض وتندكُّ الجبال من شناعتها.

قال الله: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾.

وعلى الرَّغْمِ مِن ذلك فإنَّه في يومِ الخامسِ والعشرين من شهر دِيسِمْبَرَ في كُلِّ عام، يحتفِل ملايينُ الكَفَرة بِعيدِ ميلاد المسيح، المسمَّى بالكريسماس، ومعناه عيدُ ميلاد المسيح المخلِّص.

ولئن كانَ هذا فِعْلَ الضالّين، فإن الذي يُدْمي الفؤادَ أن ترى جُموعًا غَفيرة من المسلمين يشاركون هؤلاء الاحتفالَ بهذا الإفكِ المبين.

إنَّ النبي ﷺ يقول: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الأُولَى وَالآخِرَة، قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ». رواه البخاري ومسلم

النبيُّ الرسولُ محمد ﷺ أولى بالنبيِّ الرسولِ عيسى بن مريم عليه السلام من هؤلاء الذين كَذَبوا على الله وعلى عيسى، فادَّعَوا زُورًا أنه اللهُ أو ابنُ الله.

إنَّ عيسى عليه السلامُ عبْدُ الله ورسوله، وهكذا كانت أول كلماته إذ أنطقَه الله في الـمَهد.

﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾.

إنّ المؤمن لا يقول الزور، ولا يشهَد الزور، وأيُّ زُورٍ أعظمُ وأخبَثُ مِنَ الافتراءِ على الله بأنَّ له ولدا، تعالى عمَّا يقولُ الظالمونَ علوًا كبيرًا.

يقول الله سبحانه في صِفَة عِبادِ الرحمن: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾، وقد فسَّر شهودَ الزورِ في الآية ابنُ سيرين وجماعةٌ من التابعينَ بأنه: شُهود أعياد المشركين.

ولقد تواترتِ النُّصوصُ عن الصحابةِ تُحذِّر مِن مشاركةِ المشركين على اختلافِ مِلَلِهم في أعيادِهم، واتَّفقَ علماءُ الأمّة على تحريمِ تَهنِئتهم أو مشاركتِهم في هذه الأعياد.

قال الفاروق عمرُ رضي الله عنه: «اجتنبوا أعداءَ الله في عيدهم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسِهم يومَ عيدهم، فإن السَخْطةَ تنزل عليهم».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «من بَنى ببلاد الأعاجم وصنَعَ نَيْروزَهم (يعني عيدهم) ومِهْرَجانهم، وتشبَّه بهم حتى يموتَ وهو كذلك، حُشِر معَهم يومَ القيامة».

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


يقول ابنُ القيم رحمه الله: "التَّهنئة بشعائر الكُفْر المختصَّةِ بهِ حرامٌ بالاتفاق، مِثْلُ أن يهنِّئَهم بأعيادهم وصَومِهم، فيقول: عيدٌ مباركٌ عليك، أو: تَهْنَأُ بهذا العيد، ونحوُه، فهذا -إن سَلِمَ قائلُه من الكفر- فهو مِنَ المحرَّمات، وهو بمنزلة أن يهنِّئَه بسجودِه للصليب، بل ذلك أعظمُ إثمًا عند الله، وأشدُّ مقتًا مِنَ التَّهْنِئة بشُرْبِ الخمر، وقتلِ النفس، وارتكابِ الفَرْجِ الحرامِ ونحوِه. وكثيرٌ ممَّن لا قَدْرَ للدين عندَه يقعُ في ذلك، ولا يدري قُبْحَ ما فعل، فمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كُفرٍ فقد تعرَّض لـمَقتِ الله وسَخَطه".

عِبادَ الله: لقد أدَّتِ الهزيمةُ النفسية، والانبِهارُ بالغربِ والشَّرقِ إلى التَّسامُحِ في ثوابتِ العقيدة، بل إلى مَسْحِ الهُوِيَّةِ الإسلامية، والتَّفاخر بالتَّقْليد الأعمى لكلِّ ما هم عليه، دونَ تمييزٍ بينَ ما هو من أمورِ الدنيا مما فيه نَفْع، وما هو من أمورِ الاعتقادِ والـمِلَّة الذي لا يجوزُ التشبُّه بهم فيه، ولا إقرارُهم عليه بتهنئةٍ ونحوِ ذلك.

ولقد حذَّر النبيُّ ﷺ من التشبُّه باليهود والنصارى، ووصَفَ مَنْ فعل ذلك أنه مِنْهم، فأيُّ مسلم يُحِبُّ أن يُنْسَبَ إلى اليهود أو النصارى؟

قال النبي ﷺ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ، لَتَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟». رواه البخاري

وقال النبي ﷺ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». رواه أبو داود.

لقدْ أكْمَلَ اللهُ الدين، وأتَمَّ علينا النِعْمة، ورَضيَ لنا الإسلامَ دينًا، عقيدةً وشريعةً، وعَوَّضَنا بالعيدينِ الفطرَ والأضحى عما سِواهُما منْ أعيادِ المشركين، فاعتزَّ بإيمانكَ وشريعتك، وإياكَ وأعيادَ أعداءِ الله، فلا كريسماسَ ولا رأسَ سنة، بل أنتَ مُسْلمٌ مُوَحِّدٌ مُتَّبِع.

لقد حاولَ دُعاة الضَّلالة أن يَلْبِسوا الحقَّ بالباطل، ويوهموا الناسَ أنَّ الاحتفالَ والتهنئةَ بمثل هذه الأعيادِ التي تُناقِضُ أصلَ العقيدة مما أباحه الله من البِرِّ والقِسطِ مع غيرِ الـمسلمين، وادّعَوا أنّ ذلك من الإسلام، وهذه مُداهَنةٌ منكَرةٌ، وضلالٌ مبين، وتبديلٌ لمحكَمات الدّين.

إنَّ ما دعا إليه الإسلامُ هو البراءةُ من الكُفرِ وأهلِهِ، مع مُعاملةِ غيرِ المحارِبين منهم بالـمَعروفِ والقِسط، وبَذْلِ الإحسانِ إليهم، دُونَ التَّهاوُنِ في حَقّ أو الإقرارِ على بَاطل، فَضْلًا عَن الاحتفالِ بأمرٍ يُناقِضُ عقيدةَ التَّوحيد، وهو ادِّعاء الوَلَدِ والشَّريكِ لله، تعالى سُبحانَه عن ذلك علوًّا كبيرًا.

لقد كانت آياتُ الله في غاية الوضوحِ حينَ أمَرَتْ أهلَ الإيمان بمُفارَقَة أيِّ مجلِسٍ من مجالسِ الباطل، التي تعارِض آياتِ الله وشرعَه.

قال سبحانه: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾.

باركَ الله لي ولكم في القُرآنِ العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على رسولِه وعبدِه، وعلى آلِه وصحْبِه ومَن وَالاهُ مِنْ بَعْدِه، أما بَعْد. فاتقوا اللهَ عباد الله حقَّ التقوى، وراقِبوه في السِّرِّ والنجوى.

عِبادَ الله: إنَّ سِرَّ قوة المسلمِينَ في ثَباتِ عقيدتـِهِم، وإنَّ أعداءَهُم اليومَ قد رمَوهم عن قوسٍ واحدة، وائْتَمَرَ ظَلَمةُ أهل الكتاب مِنَ اليهود والصليبِيِّين للفَتْك بهم، والقضاءِ عليهم، فكيف يغيبُ عن عقل المسلم الواعي الحِفاظُ على سِرِّ قوَّتِهِ، وسببِ نصره، وسبيلِ سعادته وعزَّتِه؟!

إن واجبَ المسلمين اليوم، أن يَسْعَوا إلى إنقاذِ هذا العالمِ الفاسدِ مِنَ الظلمات إلى النور، ومِنَ الشرك إلى التوحيد، ومن الضلالِ إلى الهدى، فكم خَسِرَ العالم بتقاعُسِ المسلمين عن هذا الواجب، حتى ذاقَتِ الدنيا وأهلُها السُّوءَ والظُّلمَ والضَّنْكَ بالابتعادِ عن الإيمان بالله واتِّباعِ شرعِه ومنهجِه، فهل يُعقَلُ أن يكونَ بأيدينا سبيلُ النجاةِ لنا وللعالَمِ أجْمَعَ، ثم نذهَبَ معهُم لنعيشَ الضَّلالَ والظلمَ والشقاءَ بتقليدهم واتِّباعهم على كُفرِهم وضلالِهم؟

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.

نسألُ الله تعالى أن يجعلَنا برحمته منهم، ويُثبِّتنا على سبيلهم.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


كيف سننتصر ؟
إنما التقليد من الأدنى إلى من هو أعلى ،
فكيف أصبح التقليد من الأعلى إلى من هو أدنى؟
كيف تفرح بقوم هم إخوة القردة والخنازير؟!
كيف تفرح بقوم ، وتقلد قوما هم أكلة الخنزير ويشربون الخمور ،ويتراكبون في الشوارع كما تتراكم البهائم ؟!
كيف تفرح بقوم سفكوا دماء الأبرياء من الموحدين ؟!
كيف تفرح بقوم وتتشبه بقومٍ إنتهكوا أعراض المسلمات ، إنتهكوا عرض أختك فاطمة ،
وعرض أختك خديجة ،
وعرض أختك زينب ،
إنتهكوا عرضها وفعلوا بها ما فعلوا ؟!

كيف تفرح بقومٍ وتتشبه بقومٍ أخذوا ـ المسجد الأقصى ـ؟

كيف تفرح بقومٍ وتتشبه بقومٍ يسبون ـ رسولِ الله ـ كانوا يقولون: السَّامُ عليكَ يا محمَّدُ ،

جاء عند الإمام أحمد ، من حديث بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : أسمع إلى الحديث ، أسمع إلى هذا الحديث العظيم ، الذي ترتعد منه فرائس المؤمنين ، قال: « منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ ، منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ »

قال شيخ الإسلام بن تيمية : أقل أحواله التحريم ، هذا إن سلم من الكفر ، فاقل أحواله التحريم ، التحريم من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم ،

أعزك الله بالإسلام ، أرفع رأسك وافتخر بالإسلام ، *﴿ وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ ﴾ [٣:١٣٩] - آل عمران*

👈والله وبالله وتالله إن التراب الذي يمشي عليه بنعليك وقدميك ، أفضل من ذلكم الكافر وأفضل من ذلكم المشرك ، لا تتشبه بالمشركين ، فإن الفرقة والشتات والحزبية والحزبية من أعمال المشركين ، فلا تتشبهوا بالمشركين.

قال ربنا ـ جل وعلا ـ: *﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا كُلُّ حِزبٍ بِما لَدَيهِم فَرِحونَ ﴾ [٣٠:٣٢] - الروم*

دمرتنا سنن اليهود والنصارى
دمرتنا سنن اليهود والنصارى أصبحنا في ملابس ممزقة ،
وفي حلاقات سخيفة مُضحكة،
وافضيحتاه منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ ،
أصبح أعداء الله يضحكون علينا ، نأخذ كل جديد ، ونقبل كل جديد ،

يا أمة محمد : لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ ، في رَسولِ اللَّهِ ليس في الممثلين ، ولا في المغنين ، ولا في اللاعبين من الكافرين ، بل في رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أُسوَةٌ حَسَنَةٌ ،


❗️إحذر يا أخي الكريم فإن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ كما في الحديث
المتفق عليه ، من حديث أبي سعيد الخدري « لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، خذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه ، قال الصحابة : اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن القوم »

فمن غيرهم ها نحن نتبعهم ،
ها نحن نسير بعدهم ،
ها نحن نتشبه بهم ،
وافضيحتاه إلا من رحم الله ، إلا من رحم الله ،
قال: حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ،
كم من عورات كشف في القاعات ، والسهرات والمدرجات بإسم الموضة ، واسم التطور الغربي ،
إذا كان ترك الدين يدعى تقدما !! فيَا نفس؛ فيَا نفس موتي قبل أن تتقدمي !! -

كيف ستقبل على الله وأنت غربياً في فكرك ، وفي مبادئك ، وفي منهجك، وفي أفكارك ، وفي ملبسك ، وفي شكلك ،

أصبحنا اليوم إلا من رحم الله ، إلا من رحم الله ، وإن كان هذه البلاد الطيبة المُباركة ، ما زال أهلها في خير ، وعلى خير ، وإلى خير بإذن الله.

لكننا نرى اليوم في الظاهر ، قد لا تفرقوا بين المسلم والكافر ، في ملبسه في مشيته ، في شكله إلا من رحم الله، إلا من رحم الله ،

يقولُ بن مسعود : (لا يشبه اللباس اللباس حتى يشبه القلب القلب ، لا يشبه اللباس اللباس حتى يشبه القلب القلب ،.) فلا إله إلا الله أمة الإسلام

يقول عمر بن الخطاب: ـ رضي الله عنه ـ اجتنبوا أعداء الله في أعيادهن ، لا تفرح بالكافر ، إنهم إخوة القردة والخنازير ، العِزَّةَ لنا ، العِزَّةَ لنا ،*﴿ أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا ﴾ [٤:١٣٩] - النساء*

العِزَّةَ ليست لليهود ولا للنصارى ولا للمشركين ، أنهم قد لعنهم الله ، إنهم غَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِم.

📌إحذر يا أخي الكريم :

إحذر يا أخي الكريم من هذا الأمر ، الجلل الذي إستهان به كثير من المسلمين ، ها نحن سنكمل بعد أيامُ على عيدهم ، على باطلهم ، على فجورهم ،

إحذر يا مسلم : وكن قويا في دينك، ولا تكن بوجهين ، فإن أصحاب الوجهين إلى جهنم وبئس القرار ،
قلت ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه ويا فوز المستغفرين

الحَمْدُ للهِ ربِ العَالمِين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين ،

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


جاء عند أبي داوود من حديث ثوبان ـ رضي الله عنه ـ أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: « يوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَداعَى عليكم؛ كما تَداعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعتِها. » تداعت علينا الأُمَمُ ،
تكالبت علينا الأُمَمُ ،
تكالبت على دمائنا ،
على خيراتنا، على بلادنا ، على دينا ، على مقدساتنا ، فتعجب الصحابة لأنهم نصروا الأمصار ، لأنهم فتحوا البلاد ، قالُوا: يا رسولَ اللهِ أمِن قِلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟
لم هذا ذل؟
كيف سيحصل هذا ؟!
«أمِن قِلَّةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسولَ اللهِ؟
قال: أنتم كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ غُثاءٌ ،» أمريكا في قلبه ليس في صدره قرآن ، بل في صدره مزمار الشيطان ، لا يعرف بيوت الله ، لا يعرف دين الله ،
غُثاءٌ، تنظر إليه فلا تعرفها مسلم أم أجنبي كافر؟
في الظاهر ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ،
غُثاءٌ يُدافع عن الكافرين ،
غُثاءٌ يتقرب إلى الكافرين ،
غُثاءٌ يهنئ الكافر بأعيادهم وامصيبتاه ،
أي ذُل بلغناه؟
أي ذُل وصلنا إليه؟
إحذر أن تتشبه بالشيطان ، فإنه أول الكافرين، وإنه عدوك الرجيم ، *فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا*

كيف تتشبه بمن يتربص بك ، ويريدُ إيصالك إلى جهنم وبئس القرار ،

ألا وإن الشيطان يأكل بشماله ، ويشرب بشماله ،

كما عند الإمام مسلم : فلا تتشبه بالشيطان ،
إحذر أن تتشبه بالشيطان، فإن الشيطان حاسد ، فلا تكن حاسداً أبدأ حسد أدم وكانت أول معصية في السماء ، وأول معصية في الأرض مع إخوة يوسف ، إنه الحسد ، فلا تتشبهوا بالشياطين.

قال: ـ عليه الصلاة والسلام ـ « على ما يقتُل أحَدُكُمْ أخاهُ، » فسمى الحسد قتلاً ، فلا تتشبهوا ، فلا تتشبهوا بالشيطان *﴿ إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا ﴾ [٣٥:٦] - فاطر*

قال ربنا ـ جلَّ وعلا ـ : *﴿ وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إيمانِكُم كُفّارًا حَسَدًا مِن عِندِ أَنفُسِهِم كُفّارًا حَسَدًا مِن عِندِ أَنفُسِهِم ﴾ [٢:١٠٩] - البقرة*

فاحذر يا رعاك الله : *﴿ وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً﴾ [٤:٨٩] - النساء* ـ أي: في الملة ـ *﴿ وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ﴾ [٢:١٢٠] - البقرة*

مهما سعيت وتقربت إليهم ، لا يرضون عنك ، لا يرضون عنك ، حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ، وتكون أنت وهم في الكفر سواء.

إحذر يا رعاك الله ، فقد جاء في الحديث المتفق عليه ، من حديث أنَسٌ أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لذلك الرجل: « أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. » أي: يوم القيامة ، قَالَ أنَسٌ: فوالله فوالله ما فَرِحْنَا بمثل هذا ، أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ


فأنظر يا رعاك الله : إلى الفضيحة إلى الفضيحة ، أن تحشر يوم القيامة
مع الكافرين ،
من الممثلين والمغنين والمشركين ،
أن تبعث معهم وأن تحشر معهم ،
وأن تكون في زمرتهم ،
وأن تكون في فوجهم ، *﴿ احشُرُوا الَّذينَ ظَلَموا وَأَزواجَهُم ﴾ [37:22] - الصافات*
ذاك يحشر مع رسول الله ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-
وذاك مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي،

وأنت تحشر مع الكافرين ،
وأنت تحشر مع الكافرين وافضحتاه الذين كنت في الدنيا تدافع عنهم وتجعلهم في ملبسك ، وخلف ظهرك، وتتسمى باسمائهم ، وتتشكل بأشكالهم، وتحذو حذوهم ،

ها أنت اليوم تبعث معهم ،
هذا أنت اليوم تبعث معهم وفضيحتاه ،
كيف ستقبل على رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وقد تركت سنته

📌يا مسلم : أما أن لك أن ترجع إلى دينك؟! وأن تعتز بدنيك ،
فالإسلام صالح لكل زمان ومكان، إنهم إخوة القردة والخنازير ،


جاء عند الإمام أحمد من حديث بن عمر أيضاً ـ رضي الله عنهما ـ أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: وجُعِلَت الذِّلَّةُ والصَّغارُ ، وجُعِلَت الذِّلَّةُ والصَّغارُ ، ها نحن في ذِّلَّةُ ، ها نحن في ذِّلَّةُ ، أخواتنا يصرخن بالليل والنهار ، ومعتصمنا ، واسلاماه ، ينتهك الأغراض ، ويقتلو الأبرياء ، وتشكك دماء الموحدين ، وتؤخذ المقدسات ، قال : « وجُعِلَت الذِّلَّةُ والصَّغارُ ، وجعلَ الذلةَ والصغارَ على من خالفَ أمري»

الذلةَ والصغارَ : على من تشبه بكفار
الذلةَ والصغارَ : على من تتبع سنن اليهود والنصارى.

الذلةَ والصغارَ : على من هنأ الكفار ،
الذلةَ والصغارَ : على من تشبه بالكفار، يا ويلك من الله ، يا ويلك من الله ،

يا ويلك من الله يوم الفضيحة ، وقد أماتك الله ، وأنت غربياً ، ليس معك من الإسلام إلا الأسم إلا الأسم ،

ألا فاعتز بدينك ، واصبر على طاعة ربك، وكن متأسي برسولك -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


وأعلم أنك ستبعث وحدك ،
وستسأل وحدك ،
وستقف غداً بين يدي الله وحدك ،
ما سينفعك اليهود ؟!
ولا سينفعك النصارى !
ولا سينفعك أعداء الله ؟
ولا سينفعك الممثلين !
ولا سينفعك المغنين !
ولا سينفعك المشركين !
👈ستقف عارياً بين يدي الله ،
سيسألك الله عن العظيم والحقير ، أصبر يا أخي الكريم على دينك ،
أصبر علَى دينك ، « فإن الجَنَّةُ حُفَّتِ بالمَكارِهِ ، وإن النَّارُ حُفَّتِ بالشَّهَواتِ» ،
« والدُّنيا سِجنُ المؤمنِ ، ، الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وجَنَّةُ الكافِرِ. ، »
وأما قليل سنقبل على الله ليس بينك وبين النعيم ،
وليس بينك وبين الجحيم إلا أن يقال فلان مات ،
*﴿ وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ ﴾ [١٨:٢٨] - الكهف*

أصبر على هذا الدين ، وتمسك بهذا الدين ، وكن من المستقيمين ،
وأما قليل ستقبل على الله ،
ستقبل على الله ، وأنت من الأمنين ، مع النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا ﴾

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ،
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ،
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ،
اللهم عليك بأعداء الدين أجمعين ،
اللهم عليك بأعداء الدين أجمعين ،
اللهم عليك بأعداء الدين أجمعين ،
اللهم عليك بأمريكا رأس الكفر والفساد ،
اللهم عليك بدولة اليهود يا رب العالمين.
اللهم اجعلهم غنيمة للإسلام والمسلمين ،

اللهم أحفظ علينا ديننا ،
اللهم أحفظ علينا ديننا ،
اللهم أحفظ علينا ديننا يا رب العالمين ،
اللهم أنصر دينك وكتابك وسنة رسولك وعبادك الموحدين.

اللهم أحفظ بلد الإيمان والحكمة.
اللهم احفظنا يا رب العالمين ، من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ، ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا،

اللهم أحفظ بلد الإيمان والحكمة من كيد الكائدين ومكر الماكرين وحسد الحاسدين وعدوان المعتدين يا رب العالمين

اللهم أحفظ علينا ديننا وامننا وصلاتنا وصيامنا يا رب العالمين وعلمائنا يارب العالمين.

اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير،
اللهم أحفظ شباب المسلمين.
اللهم أحفظ شباب المسلمين.
اللهم أحفظ شباب المسلمين ، وردهم إليك مرداً جميلاً يا رب العالمين ،

اللهم أشفي مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين، وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


🎤
*خطـبة جمعة بعنـوان:*
*الذل والصغار على من تشبه بالكفار*
*للشيخ/أبي عبدالرحمن محمدالزواعقي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطـبة الأولـى:*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وآصحابة وسلم تسليماً كثيراً.

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠٧١].*

"أمـا بعـدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الكلام كَلامُ اللهِ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

*معاشـر المـسلمـين:-*

يقولُ ربنا -جلا وعلا- :

*﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾ [٥:٣] - المائدة*

فأعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام ، فما جعلك اللهُ يهودياً ولا نصرانياً ولا مشركاً تعبدُ شجرة ، وتسجد لبقرة ! *﴿ وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ ﴾ [٣:٨٥] - آل عمران*

فأعظم نعمة هي نعمة الإسلام، هو عزنا ، هو شرفنا ، هو سعادتنا ، هو فخرنا ، *﴿ وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ ﴾ [٦٣:٨] - المنافقون*

أمة الإسلام : يقول عمرَ بنِ الخطابِ ـ رضي اللهُ عنهُ ـ:« إننا قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، فمن ابتغى العزَّة في غيره أذلَّه الله ، أذلَّه الله ،» 


ويقول ربنا ـ جل وعلا ـ : *﴿ وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ﴾ [٦:١٥٣] - الأنعام*

وجاء عند الدارمي وغيره ، أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ « خطَّ خطًّا مستقيمًا ، وقال: هذا صراط الله المستقيم ، وخطَّ عن يمينِه وعن شمالِه خطوطًا ، وقال: هذه السبلُ وعلى كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه ،» ـ إنهم دعاة على أبواب جهم ، ـ

وأنت يا أخي الكريم ، تقول : في كل صلاةٍ بل في كل ركعةٍ *﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾ الفاتحة ،* فتطلب من الله ، صِرَاطَ الأنبياء وصِرَاطَ الصالحين وصِرَاطَ المؤمنين وصِرَاطَ الأتقياء والأولياء ، وتبرأ إلى الله ، وتلجأ إلى الله ، وتستعيذُ بالله من صِرَاطَ اليهود، وصِرَاطَ النصارى ، فعجباً والله ،
كيف بعد أن تطلب هذا في كل صلاة؟

👈تذهب بعد أفكارهم، ومبادئهم وأشكالهم ، وأعيادهم ، وطقوسهم ، *﴿ آللَّهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَى اللَّهِ تَفتَرونَ ﴾ [١٠:٥٩] - يونس*

⚠️إحذر يا أخي المُوفق فإن الله يقول: *﴿ وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ ﴾ [١١:١١٣] - هود*

لا تفرح باليهود ، ولا بالنصارى ، إنهم إخوة القردة والخنازير ، *وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ*

يقول ـ ربنا جل وعلا ـ : *﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم ﴾ [٥:٥١] - المائدة*

وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم : وامصيبتاه ألا تخاف من هذا الوعيد الشديد ؟

ويقول ربنا ـ جل وعلا ـ : *﴿ تَرى كَثيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذينَ كَفَروا لَبِئسَ ما قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيهِم وَفِي العَذابِ هُم خالِدونَ ﴾ [٥:٨٠] - المائدة*


هل ترضى بسخط الله؟
بل أنت أبغض الناس إلى الله ،
يا من تتشبه باليهود وبالنصارى وبالمشركين.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


جاء عند البخاري أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: « أبغضُ الناسِ إلى اللهِ ثلاثةٌ : قال ومنهم مُبتغٍ في الإسلامِ سُنَّةَ الجاهليةِ ، مُبتغٍ في الإسلامِ سُنَّةَ الجاهليةِ ، » فلا تكن بوجهين : فشر الناس ذو الوجهين كما في الحديث المتفق عليه ،

لا تكن بوجه مع المؤمنين ، ووجه تعطيه للكافرين ، *﴿ فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ (ـ قال الله : ـ) فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ ﴾ [٥:٥٢] - المائدة*

سيفضحك الله ، سيفضحك الله ، في الدنيا وفي الأخرة.

وأنظر يا رعاك الله ، كيف كان النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يخالف المشركين، واليهود، والنصارى، في كل شيء ،حتى قال: الكفار ما أراد هذا الرجال ، إلا أن يخالفنا في كل أمرنا ،في كل أمرنا .

جاء عند أبي داوود من حديث أنسٍ أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ« قَدِمَ إلى المدينةَ ولَهم يومانِ يَلعَبونَ فيهما فقال: النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما هذانِ اليَومانِ ؟
قالوا : يومانِ نَلعَبُ فيهما في الجاهِليَّةِ، ، قال: أبدَلَكما الله بيومين خيرًا منهما ؛ يَومُ الفِطْرِ ويوم الأضحَى »

وأيضاً عند الإمام مسلم ، «أمر النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ بصيام يَومَ عَاشُورَاءَ فلما علم أن اليهود يصومه ، قال: لأن عِشْتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ والعاشر، » مخالفة لهم ، مخالفة لهم

وجاء أيضاً عند الإمام مسلم أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ « نْهَى عِنِ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وعِنْدَ غُرُوبِهَا. »


وقال : « فإنَّها تطلعُ على قرني شيطانٍ وحينئذ يسجد لها الْكفَّارُ. »

بل ولما علم النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ « أن اليهودَ و النَّصارَى يُؤَخِّرونَ الفِطرَ ، قال : ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يزالُ هذا الدِّينُ ظاهرًا ، علق إنتصار الدين، لا يزالُ هذا الدِّينُ ظاهرًا ما عجلتم الفِطرَ ، ما عجلتم الفِطرَ ،» رواه أبو داوود

فلا إِلهَ إلَّا اللهُ ، مخالفة اليهودَ و النَّصارَى ، مطلبٌ شرعيٌ وأساسٌ متين في شرعنا ، وأنظر إلى رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وهو في اللحظات الأخيرة وهو يفارق الدنيا ، وفي أنفاسه الأخيرة ، وهو يقولُ: ( لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ لسَكَرَاتٍ )

جاء في الحديث المتفق عليه ، من حديث أبي هريره أن النبيُّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو يودع الدنيا يقول : (لَعْنَةُ اللَّهِ علَى اليَهُودِ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ.)
فمن عبد القبور،
ومن توسل بالأضرحة ،
ومن أدخل القبور إلى المساجد ،
فإنه تشبه باليَهُودِ والنَّصارَى ،
فإنه قد تشبه باليَهُودِ والنَّصارَى ،
ومن أكل الربا فإنه قد تشبه باليَهُودِ والنَّصارَى ، *﴿ وَأَخذِهِمُ الرِّبا وَقَد نُهوا عَنهُ ﴾ [٤:١٦١] - النساء*

ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد تشبه باليَهُودِ والنَّصارَى ، *﴿ لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)﴾ ٥ - المائدة*

⚠️إحذر يا أخي الكريم ،
⚠️إحذر يا أخي الكريم ، يا من تقول: ـ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ـ وتقرأ في كل حين ـ،لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ،ـ كيف تشارك من يقولُ: أن لله ولد ، *﴿ وَالَّذينَ لا يَشهَدونَ الزّورَ وَإِذا مَرّوا بِاللَّغوِ مَرّوا كِرامًا ﴾ [٢٥:٧٢] - الفرقان*

قال أهل التفسير: لا يَشهَدونَ الزّورَ
📍هي أعيادُ الكافرين ، هي أعيادُ الكافرين ، فلهم أعيادُ لا نشاركهم ونبرأ إلى الله منها لا يجوز.

👈 كما قال شيخ الإسلام بن تيمية :
حرامٌ حرامٌ تهنئة الكفار بأعيادهم !
كان عيد أخر السنة الميلادي!
وما يسمى بالكريسميس، !
📍أو عيد الحب !
أو الأعياد الميلادية إلى غير ذلكم.

وامصيباه أن تهنئهم ، كانوا معك في العمل ، أو في الشركة ، أو في المصنع ، أو تهنئ المسلمين ، أو تهنئ المسلمين فهذا حرام هذا حرام ،

نعم يا أخي الكريم وا سفاه وامُصِيبتاه أن تلبس الأحمر والوردة الحمراء ، ثم تقول : نحنو في يوم عيد الحب ، نحن في يوم عيد الحب ، إنها مصيبة ،
كيف سننتصر على قوم نحن أصبحنا نتشبه بهم؟
كيف سننتصر على أمريكا ؟
وعلى أعداء الله وهم في لباسنا ،
وهم على رؤوسنا ، وهم في قلوبنا ، وهم في بيوتنا ، وهم في أخلاقنا ، وهم في أفكارنا.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


بِهَا، وَهَذَا مِنَ التَّسَاهُلِ فِي شَعَائِرِ الْكُفْرِ الظَّاهِرَةِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَسْتَهِينَ بِذَلِكَ.

وَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَيُعَظِّمُ شَرِيعَتَهُ أَنْ يَجْتَنِبَ حُضُورَهَا أَوِ الْمُشَارَكَةَ فِيهَا، أَوِ الْإِعَانَةَ عَلَيْهَا بِبَيْعِ أَدَوَاتِ الْعِيدِ وَشَعَائِرِهِ وَرُمُوزِهِ، أَوْ إِعَارَتِهَا أَوْ إِجَارَتِهَا أَوْ هِبَتِهَا، أَوِ التَّهَادِي بِمُنَاسَبَتِهَا، أَوْ قَبُولِ هَدَايَاهَا، أَوْ تَهْنِئَةِ الْغَيْرِ بِهَا، أَوِ الرَّدِّ عَلَى تَهْنِئَتِهِمْ بِمِثْلِهَا، بَلِ الْوَاجِبُ رَحْمَتُهُمْ إِذْ ضَلُّوا عَنِ الْهُدَى، وَتَمَنِّي الْهِدَايَةِ لَهُمْ، وَحَمْدُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى نِعْمَتِهِ.

وَقَدْ أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ وَالْأَئِمَّةُ بَعْدَهُمْ عَلَى إِنْكَارِ أَعْيَادِ الْكُفَّارِ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا فِي الْمَدِينَةِ وَخَيْبَرَ وَمَا نُقِلَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُشَارَكَتُهُمْ فِي أَعْيَادِهِمْ، أَوْ حُضُورُهَا، أَوْ إِعَانَتُهُمْ عَلَيْهَا، أَوِ التَّهَادِي بِمُنَاسَبَتِهَا، أَوْ تَهْنِئَتُهُمْ بِهَا.

وَلَمَّا فُتِحَتْ كَثِيرٌ مِنْ بُلْدَانِ النَّصَارَى فِي مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا - وَكَانَ فِيهَا نَصَارَى بَقُوا عَلَى دِينِهِمْ وَدَخَلُوا فِي ذِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِالْجِزْيَةِ - لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ مُشَارَكَتُهُمُ النَّصَارَى فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا صَالَحَ نَصَارَى الشَّامِ، وَكَتَبَ شُرُوطَهُ عَلَيْهِمْ كَانَ مِنْهَا أَلَّا يُظْهِرُوا الِاحْتِفَالَ بِأَعْيَادِهِمْ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَجْمَعَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ، وَلَوْ سَاغَ مُشَارَكَتَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَوْ تَهْنِئَتَهُمْ بِهَا لَمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِظْهَارِهَا.

وَكُلُّ النُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ تَتَنَاوَلُ النَّهْيَ عَنِ التَّشَبُّهِ بِهِمْ فِي أَعْيَادِهِمْ أَوْ مُشَارَكَتِهِمْ فِيهَا، نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ـ: (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الْحَدِيدِ:16] وَقَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ـ: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.وَقَدِ اتَّفَقَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَلَى مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ.

وَقَدْ يَعْجَبُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ هَذَا التَّشْدِيدِ فِي أَعْيَادِ الْكُفَّارِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِعَجِيبٍ عِنْدَ مَنْ يَفْهَمُ شَرِيعَةَ اللَّهِ تَعَالَى ـ، وَيَعْلَمُ أَنَّ حِمَايَتَهَا لَا تَكُونُ إِلَّا بِمَنْعِ شَعَائِرِ الْآخَرِينَ مِنَ الدُّخُولِ فِيهَا وَذَلِكَ بِتَحْرِيمِ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ، وَمَنْعِ الِابْتِدَاعِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى ـ، فَيَبْقَى الدِّينُ عَلَى صَفَائِهِ وَنَقَائِهِ، لَا يَدْخُلُ فِي شَرِيعَتِهِ مَا لَيْسَ مِنْهَا، وَلَا يَخْرُجُ عَنْهَا مَا هُوَ مِنْهَا، وَهَذَا هُوَ حِفْظُ الدِّينِ الَّذِي تَكَفَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ قَدَرًا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ ـ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الْحِجْرِ:9] وَجَعَلَ مِنَ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ لِذَلِكَ: الْمَنْعَ مِنَ التَّشَبُّهِ وَالِابْتِدَاعِ.

وَقَدْ عَلِمْنَا آنِفًا كَيْفَ أَنَّ الشَّعَائِرَ وَالْأَعْيَادَ الْوَثَنِيَّةَ الْيُونَانِيَّةَ وَالرُّومَانِيَّةَ أُدْخِلَتْ فِي دِينِ النَّصَارَى، وَابْتَدَعَ الرُّهْبَانُ فِيهِ مَا ابْتَدَعُوا، فَكَانَ دِينُهُمْ بَعِيدًا عَنْ شَرِيعَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِسَبَبِ التَّشَبُّهِ وَالِابْتِدَاعِ.

وَأَمَّا الْمَنْعُ مِنْ تَهْنِئَتِهِمْ بِأَعْيَادِهِمْ؛ فَلِأَنَّ أَعْيَادَهُمْ مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِهِمْ سَوَاءٌ كَانَتْ مُبْتَدَعَةً أَمْ مُحَرَّفَةً، وَالصَّحِيحُ مِنْهَا - إِنْ كَانَ مَوْجُودًا - مَنْسُوخٌ بِأَعْيَادِنَا، فَأَعْيَادُهُمْ مِنْ دِينِ الشَّيْطَانِ الَّذِي لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا يَرْضَاهُ لِعِبَادِهِ دِينًا وَلَا عِيدًا، وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إِنْكَارُ ذَلِكَ، وَلَيْسَ مِنَ الْإِنْكَارِ فِي شَيْءٍ التَّهْنِئَةُ بِهَا؛ بَلْ هِيَ مُشْعِرَةٌ بِقَبُولِهَا وَالرِّضَا بِهَا.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Dec, 20:11


وَلَوْ أَنَّ وَثَنِيًّا سَجَدَ لِصَنَمٍ، أَوْ نَصْرَانِيًّا سَجَدَ لِقِسِّيسٍ أَوْ صَلِيبٍ فَهَنَّأَهُ مُسْلِمٌ عَلَى سُجُودِهِ لَاسْتَعْظَمَ النَّاسُ مِنْهُ ذَلِكَ؛ لِمَا فِي تَهْنِئَتِهِ مِنْ إِقْرَارِ السُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى ـ، وَيَرَوْنَ أَنَّ الْوَاجِبَ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِ وَدَعَوْتُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَكَيْفَ يَعْجَبُونَ مِنْ تَحْرِيمِ تَهْنِئَةِ الْكُفَّارِ بِأَعْيَادِهِمْ، وَأَعْيَادُهُمْ مِنْ أَظْهَرِ شَعَائِرِهِمْ وَأَبْيَنِهَا؟!

وَأَيْنَ التَّهْنِئَةُ بِشَعِيرَةٍ فَرْدِيَّةٍ خَاصَّةٍ سَجَدَ صَاحِبُهَا لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشَعَائِرَ ظَاهِرَةٍ مُعْلَنَةٍ هِيَ مِنْ صَمِيمِ الْوَثَنِيَّةِ الَّتِي أُدْخِلَتْ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ الْمُحَرَّفَةِ؟!

وَلَكِنَّ النَّاسَ يَسْتَعْظِمُونَ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى لِقِلَّةِ مُشَاهَدَتِهِمْ لَهُ، وَلَا يَسْتَعْظِمُونَ شَعَائِرَ الْكُفْرِ الظَّاهِرَةَ الْمُعْلَنَةَ الَّتِي مِنْهَا الْأَعْيَادُ وَمَظَاهِرُهَا وَهِيَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ لِإِلْفِهِمْ لَهَا، وَكَثْرَةِ الْوَاقِعِينَ مِنْهُمْ فِيهَا، وَقَدْ قِيلَ: كَثْرَةُ الْإِمْسَاسِ تُقَلِّلُ الْإِحْسَاسَ.

وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِتَعْظِيمِ شَعَائِرِهِ، وَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّقْوَى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الْحَجِّ:32] وَلَيْسَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ تَعَالَى الِاسْتِهَانَةُ بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ الَّتِي مِنْ أَظْهَرِهَا وَأَعْظَمِهَا الْأَعْيَادُ، فَمَنْ عَظَّمَ شَعَائِرَ اللَّهِ تَعَالَى قَامَ فِي قَلْبِهِ إِنْكَارُ شَعَائِرِ الْكُفْرِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، فَلَا يُدَاهِنُ وَلَا يُجَامِلُ أَحَدًا فِيهَا، وَلَوْ كَثُرَ الزَّائِغُونَ، وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْمُطَبِّلِينَ لَهَا، الْمُحْتَفِينَ بِهَا؛ فَإِنَّ أَهْلَ الضَّلَالِ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَصْحَابَ النَّارِ أَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الْأَنْعَامِ:116].

فَاحْذَرُوا - عِبَادَ اللَّهِ - مُشَارَكَةَ الْأُمَّةِ الضَّالَّةِ فِي أَعْيَادِهَا وَشَعَائِرِهَا، أَوْ إِعَانَتَهَمْ عَلَيْهَا، أَوِ التَّهَادِيَ بِمُنَاسَبَتِهَا، أَوْ تَهْنِئَةَ أَحَدٍ بِهَا؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ رِضًا بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ وَمَنَاسِكِهِ، وَالْمُؤْمِنُ لَا يَرْضَى أَنْ يُكْفَرَ بِاللَّهِ تَعَالَى شَيْئًا، بَلْ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَأْبَاهُ، وَيُحَذِّرُ النَّاسَ مِنْهُ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْحَقِّ الَّذِي هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ، وَهَذَا مِنَ الِاعْتِزَازِ بِالْإِسْلَامِ وَالْفَخْرِ بِهِ، وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

21 Nov, 10:00


قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------

للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


فيا مَن أصابتْهُ الهمومُ، وتكالبَ عليه العسرُ تلوَ العسرُ: اعلم أنه كلَما قويَ رجاؤُكَ بربِك، واشتدتْ حاجتُك، وبلغَ بك الاستيئاسُ ذروتَه فاعلمْ "أَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". واعلمْ أن اللهَ حينما ابتلاكَ بتراكُمِ الشدائدِ لا ليعذبَك، ولكنْ ليهذبَك.

7- الأصل السابع: كل عسر معه يسران، لتكرار النكرة {يُسْرًا} الذي يدل على التعدد، ولذلك قال كثير من السلف: "والله لا يغلب عسر يسرين". مهما تروجت الصعاب لا تحزن ولا تجزع وتعلّق بمن بيده مقاليد كل شيء.

- الابتلاءات هي المقياس الحقيقي لقوّة الإيمان ؛ لا يدوم البلاء قط ، وعد الله حق ومن أصدق من الله قيلاً ؛ فحسن الظن بالله سبحانه وانتظار الفرج من أجلّ العبادات ؛ من حفظ يونس في بطن الحوت لن يعجزه حفظك وتدبير أمرك ؛ إن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا﴾

مهما كان اليسر يحيط به من كل جانب توكل على مولاك وثق بالفرج
كلما ضاقت أنفاسك بكربٍ .. تذكَّرْ:. لن يغلب عُسْرٌ يُسرَين ربما تقلق إذا وعدك مخلوق مشيئته تحت مشيئة الله ، لكنك ستنام قرير العين ، بوعد من بيده ملكوت كل شيء إذ قال (فإن معسر العسر يسرا إن معسر يسرا) وفلسفتها: ﻻ (عسر) يدوم
(إن مع العسر يسرا) "هي طب للقلوب: {إن مع العسر يسرا} قالها علام الغيوب
ولعلي أسمع صوتا يخرج من بواطن المخلصين من المسلمين ,هل سيدوم هذا الحال المزري الذي تمر به الأمة اليوم؟

عبد الله: لا تيأس واعلم أن بعد الجوع شبعاً، وبعد الظمأ ريّاً، وبعد السهر نوماً، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضال، ويفك العاني، وينقشع الظلام, {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} (52) سورة المائدة.

بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.

إذا رأيت الصحراء تمتد تمتد فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال, إذا رأيت الحبل يشتد يشتد فاعلم أنه سوف ينقطع. مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمناً، ومع الفزع سكينة, النار لا تحرق إبراهيم التوحيد لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة برداً وسلاماً, البحر لا يغرق كليم الرحمن لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (62) سورة الشعراء.

المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إذن فلا تضق ذرعاً فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، والأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، وإن مع العسر يسر

8- الأصل الثامن: استثمار الفراغ من أصول السعادة، من قول الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ} [الشرح من الآية:7]، تُشير الآية إلى ضرورة أن يكون للإنسان المسلم عمل يشتغل فيه وألا يترك نفسه فريسة لأوقات الفراغ وما تتسبب فيه من فساد للنفس لذلك هناك أمر إلهي متمثل في قوله {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ}.

فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يكون له فراغ، وجاء في الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ : الصِّحَّةُ والفراغُ» (صحيح البخاري [6412]).

من علامات سعادة العبد: مراعاته لأوقاته. قال عمر رضي الله عنه: إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سهلا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة ويمكن استغلال أوقات الفراغ في الإقبال على عبادة الله تعالى أو في تحصيل العلوم بدلًا من تضييع هذه الأوقات في اللهو
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: ثم تبرُق له بارقة أخرى، يرى في ضوئها عزة وقته، وخطره وشرفه، وأنه رأس مال سعادته، فيبخل به أن يضيعه فيما لا يقربه إلى ربه، فإن في إضاعته الخسران والحسرة والندامة، وفي حفظه وعمارته الربح والسعادة، فيشحُّ بأنفاسه أن يضيعها فيما لا ينفعه يوم معاده.

عباد الله الأعمال كلها يُفرغ منها ، والذكر لا فراغ له ، ولا انقضاء تنقطع الأعمال بانقطاع الدنيا ويبقى الذكر!

-  الدراسات تقول بمجرد تحديدك لهدفك وتحديك له بالعمل فإنك ستصبح أكثر نشاطاً وأفضل فكراً وأكثر سعادة. فالعمل فيتامين السعادة والضمير يرتعد من الفراغ.

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه غافر الذنوب والخطيئات


*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله العلي العظيم، الذي لا يُغلَب ولا يقُهَر وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

-  إنّ السعادة الحقيقية هي أن نستغل وجودنا لتحقيق غاية ما وعندئذ يكون وجودنا هذا عظيماً. السعادة هي الشعور العجيب الذي يستولي عليك عندما تكون كثير الأعمال بحيث لا تجد فراغاً تشعر فيه بالتعاسة. فالفراغ يجلب التعاسة.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


هل تريد أن يشرح الله لك صدرك؟ ويضع عنك وزرك؟ وهل تريد أن يرفع لك ذكرك؟ ويبدلك الله بعسرك يسرين؟ "فإذا فرغت فانصب إذا تفرغت من أشغالك ، ولم يبق في قلبك ما يعوقه ، فاجتهد في العبادة والدعاء. فليس أجمل من وقت تدع به أشغال الدنيا وهمومها خلف ظهرك ، لتخلو بين يدي ربك فمن تمسك بركن قوي فكيف له أن يضعف{و إلى ربك فارغب}كل طريق إن خطوته لله ، انتظر فلاحه وكل نية إن جعلتها لله ، فانتظر بركتها فمن جعلته لله وجه الله له الخير
(وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ عظّم رغبتك في إجابة وقبول عباداتك ، ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره ﷻ ، فتكون من الخاسرين.

9- الأصل التاسع: العبادة، من قول الله تعالى: {فَانصَبْ} [الشرح من الآية:7]، أي أقبل على الطاعة والعبادة، والعبادة هي بوابة السعادة الكبرى، وكل من زادك عبادة زادك سعادة، ومن مشهور كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية". قال تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [النحل: 97] 

10- الأصل العاشر: الإخلاص في صرف وجوه الرغبات لله تعالى وحده لا لسواه، من قول الله جل جلاله: {وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب} [الشرح:8]

وتحقيق هذا المعنى العظيم هو مسك الختام قال ذو النون رحمه الله: من علامات السعادة: الإخلاص في السعي.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: عنوان سعادة العبد، إخلاصه للمعبود. وقال: لا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق، فمن وفِّق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة، والنجاح والفلاح.

فسورة الشرح تؤكد على أن الإنسان يجب عليه أن يتفرغ إلى عبادة ربه بعد الانتهاء من أعماله. من أهم ما تنطوي عليه فوائد من سورة الشرح وجوب صرف الوجه والرغبات إلى الله تعالى وحده لأنه هو القادر على تحقيقها.

كما أن صدق اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبب للسعادة وانشراح الصدر , أعظم السعادة : أن تُدمِنَ الدعاء ، وأعظم أسباب محبة الدعاء :

أن تَثِقَ في الله وقُدرته البالغة ، وأن تستشعر تدبير الله للأمور ، وأن تُوقِنَ بحكمة الله فيما غاب عنك كيقينك فيما ظهر لك من أمور الحياة ، وأن تستشعِر عظيم افتقارك إلى الله مهما أُوتيت مِنْ قوَّة وعافيةٍ وذكاءٍ ومال
فلذا ينشرح صدر الإنسان عندما يدعو الله ويحسن الظن بالله وكثرة دعاء العبد مستجاب ولا مفرّ من ذلك، فقد قال الله تعالى في كتابه: {ادعوني استجب لكم}

فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعة إلى مولاك، وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، واعلم رعاك الله تعالى: أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصحابتك وبنيك

إني أويت لكل مأوى في الحياة * * * فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة * * * فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً * * * فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا * * * أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي * * * وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي * * * ما خاب يوماً من دعا ورجاك

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


🎤
*خطـبة جيدة بعـنـوان :*
*أصول.السـعادة.العشـرة.tt*
*مـن.ســـورة.الـشــــرح.ee* 2️⃣
14شوال 1444هـ 5 مايو 2023م
*إعداد الأستاذ/ محـمــد الجـرافـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
الحمد لله على إحسانه والشكر على تفضله وإمتنانه، المتفضل الشكور الغني الحميد المولي الرحيم اللطيف الودود السميع المجيب يجيب دعاء المضطرين ويكشف هم المكروبين وينفس ضيق المهمومين، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الشاكر الصابر على البلاء والأذى والهم والأسى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير

*أما بعد :*
عباد الله أوصيكم بتقوى الله
عباد الله تكلمنا في الجمعة الماضية عن أصلين اثنين من أصول السعادة من سورة الشرح وهما أن السعادة من الله والأصل الثاني أن محلها هو القلب واليوم نكمل الأصول العشرة للسعادة

3- الأصل الثالث: مغفرة الذنوب، من قول الله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} [الشرح:2]
يوجد ارتباط بين السعادة وبين مغفرة الذنوب، فإذا تخفف الإنسان من ذنوبه، اقترب أكثر من السعادة. وقد شبه القرآن الأوزار بالثقل الذي يكاد يقصم الظهر: فالذنوب تقصم الظهور {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح:3]، فإذا كان وزره -وهو المعصوم- قد أثقل ظهره ، فكيف بذنوبنا ؟!
وإنما تغفر الذنوب بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحيات ومواسم الخيرات.

وبيان هذا في المستقبل يتبين بذكر الماضي، وهو أنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك أو أطعته.
فأين لُذة معصيتك؟! وأين تعبُ طاعتك؟! هيهات! رحل كل بما فيه! فليت الذنوب إذا تخلت خلت!!

وأزيدك في هذا بيانًا: مثل ساعة الموت، وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط، ولا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات؛ لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلاً فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم!
أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه؟! فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحسن فتندم.

عبد الله الفرار من الشقاء إلى السعادة يكون بالتوبة والإنابة إلى الله ، قال ابن القيم : " ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار " (زاد المعاد) فمهما كانت ذنوبك كبيرة، ومعاصيك مخزية ومخجلة ومخيبة...

فإن الله قادر على مغفرتها بلمح البصر، وبمجرد أن تتوب إلى الله توبة صادقة من قلبك. بل أكثر من ذلك... الله قادر على أن يبدل سيئاتك حسنات!!
فاطرق أبواب التوبة وأوصد أبواب المعاصي لتذوق طعم السعادة، فعافية القلب في ترك الآثام والذنوب على القلب منزلة السموم إن لم تهلكه أضعفته، ومن انتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة أغناه الله بلا مال وآنسه بلا صاحب والشقي من أعرض عن طاعة مولاه، واقترف ما حرم الله. إنّ الذنب يورث في النفس الهم والحزن والنكد والغم.

4- الأصل الرابع: رفع الذكر الحسن ، من قول الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4]، فالذكر الحسن يستجلب دعاء الناس، ويستنطق الألسنة بالثناء، والنفوس تطرب للثناء، ونستفيد من قوله سبحانه {وَرَفَعْنَا}

أن الذكر الحسن يوهب ولا يطلب، لذلك لا ينفع التصنع بل الإخلاص لله جل جلاله وحده. وليس سعادة الأمّة وعزّة ديارها بكثرةِ أموالها ولا بجمَال مبانيها ولكن سعادتها وعزّتها برجالٍ تثقّفت عقولهم وحسُنت أخلاقهم وصحّت عقائدُهم واستقامت تربيّتهم واستنارت بصائرُهم، أولئك هم رجالُ الأخلاقِ والقوّة، وذلكم هو بإذن الله مصدرُ العزّة.
﴿ ورفعنا لك ذكرك ﴾

وكل من أحب سنة النبي ﷺ ،فله نصيب من رفعة الذكر وعلو الشأن ،فـ أكثروا عليه من الصلاة والسلام ﷺ فالمؤمن .. يرفع الله ذكره تكريماً له

5- الأصل الخامس: ما خلق الله تعالى عسرًا بلا يسر، من قول الله سبحانه: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5]، وعندما يعرف المرء أن الله سبحانه ما جعل عسرًا بلا يسر، ولا مشكلة بلا حل، ولا هما بلا مخرج، ولا ضيقًا بلا فرج، فإن هذا يذهب عنه أكثر الهم ، فهو يوقن أن هناك حلاً، ولكن المطلوب منه هو البحث عنه فقط. المتفائل يعرف أن بعد العسر يسراً وبعد الضيق فرجاً فهو دائماً سعيد ويسعد من حوله.

-المتشائم يرى في المصيبة نهاية العالم ويرى أنّه لن يستطيع الخروج منها فلا يفعل شيئاً فيشقى ويشقي من حوله. مهما كثرت الهموم .. اطمئن ..﴿ سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً ﴾

6- الأصل السادس: اليسر ينزل في لحظة نزول العسر، من قول الله تعالى: {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5]، ولم يقل بعد العسر يسرًا، لو قال ﷻ : (بعد) لاستبشرنا. فكيف وقد قال "مع" !!فمنذ حصول العسر والمشكلة والهمّ يبدأ لطف الله تعالى ويسره وتنفيسه، وهكذا يتوالى يسر الله جلّ جلاله ولطفه حتى ينجل الهم ويندحر الضيق ويرتفع العسر. إذا ضاقت بك الدنيا فـتذكر: "إن مع العُسْر يُسراً" نعم معه ..مع الضيق الفرج مع الفقر الغنى مع المرض الصحة

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


🎤
*خطـبة جيدة بعـنـوان :*
*أصول.السـعادة.العشـرة.tt*
*مـن.ســـورة.الـشــــرح.ee* 1️⃣
14 شوال 1444هـ 5 مايو 2023م
*إعداد الأستاذ/ محـمــد الجـرافـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
الحمد لله على إحسانه والشكر على تفضله وإمتنانه، المتفضل الشكور الغني الحميد المولي الرحيم اللطيف الودود السميع المجيب يجيب دعاء المضطرين ويكشف هم المكروبين وينفس ضيق المهمومين، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الشاكر الصابر على البلاء والأذى والهم والأسى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير أما بعد عباد الله أوصيكم بتقوى الله

عباد الله السعادة جنة الأحلام ومنتهى الآمال، كل البشر ينشدها، وقليل من يدركها، ومع اختلاف العباد ومعايشهم وتباين وسائلهم وغاياتهم وتنوع لغاتهم وأجناسهم، ومع افتراق مشاربهم وطموحاتهم، إلا أنهم متفقون على طلب السعادة، لتوجعهم من مكابدة الحياة وآلامها، لطمعهم في حياة سعيدة هنيئة لا أحزان فيها ولا هموم، ونوال السعادة منحة من الرحمن يهبها لمن يشاء من عباده، فمنهم من ينعم في جناها، ومنهم من يحرمها ويعيش في أمانيها، والموفق من هدي إليها فسلكها وخطى إليها وعمل لها وجانب ما يضادها مما يجلب له الشقاء .

عرف إبراهيم بن الأدهم - رحمه الله - حقيقة السعادة، فوجَّه حبَّه وقلبه ونفسه ومشاعره للخالق، فأسكن الخالقُ في قلبه نفحةً من نفحات السعادة، وقطرةً من بحرها الكبير، فقال: "لو علم الملوكُ وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم، لجالدونا بالسيوف
السعادة في أدق عبارة وأرق إشارة: سكينة النفس، واطمئنان القلب، وراحة البال، ورضى بالحال، وشعور بسعة الصدر وانشراحه.

• السعادة في الإسلام جاءت في الكتاب والسنة بألفاظ وتعابير متعددة، فقد جاءت باسم (الحياة الطيبة)، كما قال - تعالى-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

• كما جاء التعبير عن السعادة بنفي الشقاء، والضلال، وبذكر مقابلها، وهو الضنك، قال - تعالى-: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124]، فالشقاء الذي هو ضد السعادة مقرون بالإعراض عن ذكر الله، وإتباع هدى الله هو سبيل البعد عن الشقاء، وتحقيق السعادة.

• كما جاء التعبير عن السعادة بانشراح الصدر، قال - تعالى -: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125].

وجاء التعبير عنها بطمأنينة القلب، قال - تعالى-: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، فطمأنينة القلب، وانشراح الصدر كلها من السعادة، وتتحقق بذكر الله، والاهتداء للإسلام.

فإلى الباحثين عن السعادة اللاهثين وراءها!! إلى الذين يريدون حياة طيبة هنيئة مطمئنة!! إلى الذين أفقدهم الخوف والقلق كل معاني الأمن والاستقرار!! إلى الذين وقعوا في أوهام السعادة الزائفة فلم يجنوا منها إلا الحسرة والندم!! إلى الذين يشعرون بالشقاء يحيط بهم من كل جانب!! هذا طريق السعادة واضح لذي عينين.. وهذا سبيل النجاة ينتظر السالكين.. وهذا درب الهدى والفلاح في الدنيا والآخرة. فأين الباحثون عن السعادة؟ أين المشمرون لها؟
إنها موجودة في كتاب الله قد دلنا عليها  في سورة من قصار السور دلنا على عشر أصول للسعادة في سورة الشرح سورة تملأ الصدر انشراحا وسرورا حقا-من انكب عليها خرج بكل نعمة ومنحة وسرور- من لجأ إليها في ضيقه فتحت له آفاق السعادة
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8]. : فيا محزون .. اشرح صدرك بـ ﴿ أَلَم نشرح لك صدرك ﴾ يا من أبكته الآلام والأحزان والهـموم: أرِحْ فكرك بـ {ألم نشرح لك صدرك ونبدأ بذكر الأصول العشرة للسعادة من هذه السورة

1- الأصل الأول: أن السعادة بيد الله تعالى وحده سبحانه، من قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشرح من الآية:1]، فهو سبحانه الذي يشرح لا غيره، السعادة مخلوق من مخلوقاته، فالله جل جلاله خلق الأعيان وخلق المعاني كالموت والحياة {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك من الآية:2]، ومن هذه المعاني (السعادة)، فيضع هذا المخلوق في قلب من يشاء بفضله فيسعد ويضحك، وينزعه من قلب من يشاء فيشقى ويبكي ، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ} [النجم:43].

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


الله هو الذي يبدل الضيق ، انشراح ، والغم طمأنينة جبال الهموم يفتتها بكلمة "كن فيكون" ولكن أكثر الناس ﻻ يشكرون فَالسَّعَادَةُ لَا تُباعُ وَلَا تُشْتَرَى، وَإِنَّمَا هِيَ هِبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَهْمَا بَحَثَ الْإِنْسَانِ عَنْهَا فِي غَيْرِ طَرِيقِ اللَّهِ فَلَنْ يَحْصُدَ إِلَّا الضَّنْكَ وَالشَّقَاءَ،
وقد جعل الله طريق للسعادة دل عباده عليها ومنها الإيمان وتقوى الله وطاعته والسعادة لن تُنال إلا بتقوى الله عز وجل بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالبعد عن المعاصي والسيئات، قال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [الأحزاب: 70-71] .
قال شيخ الإسلام : " الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها " (فتاوى شيخ الإسلام) فالحياة وما فيها من متاع لا سعادة فيها بلا تقوى .

ومن ذاق طعم الإيمان ذاق حلاوة السعادة، وعاش منشرح الصدر مطمئن القلب ساكن الجوارح
ومن الطرق للسعادة الصلاة فالصلاة التي هي صلة بين العبد وبين الله باب للسعادة قال الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون] فالذين خشعوا في صلاتهم وجعلوها صلة بربهم هم السعداء في حياتهم وآخرتهم.

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبلال: "يا بلال، أرحنا بالصلاة" [رواه أحمد وأبو داود.] والمعنى: أقم الصلاة لنرتاح ونطمئن ونسعد. أما الشقي الذي حُرم السعادة فيقول: أرحنا منها متى تنقضي؟ متى ستخرج من المسجد؟

- وكذلك ذكر الله والتوكل عليه. فتوكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك. وترفع إليه حاجتك". والذكر للقلب كالماء للسمك. فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء". وكان حبيب يخلو في بيته ويقول "من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنِس".
- وكذلك الرضا فارض بما قسم الله لك. ارض بوضعك وراتبك وجنسك وما قدره الله عليك. فالله يريد بنا الخير دائماً.و بعض ما نراه شراً أحياناً هو الخير الحقيقي لنا.
-
- عبد الله يجب أن تعتقد يقيناً أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله... عند هذه اللحظة سوف ترمي بهمومك وراء ظهرك، ولن تندم على أمر مضى، كما أنك لن تخاف أبداً مما سيأتي... لسبب بسيط وهو أن الله هو الذي سيختار لك ما يناسبك في هذه الحياة.
-
- يجب أن تعلم أن الله قدر عليك كل شيء، ولن يتغير هذا القدَر ... فلا تحمل مزيداً من الهموم، ولا تخف من المستقبل لأن المستقبل بيد الله، والله لا يريد لك إلا الخير، فاحذر أن ترمي نفسك في أحضان الشيطان وتتخلى عن خالقك ورازقك وهو القادر على كل شيء..
-
- إذا كنتَ تنتظر أمراً فاعلم أن الله سييسره لك إذا كان هذا الأمر خيراً لك، وسوف يصرفه عنك إذا كان شراً لك، بشرط أن تتوكل على الله، وتسلم الأمر لله، وتستخير الله في كل شؤونك.
-
- لماذا لا تشعر بوجود الله إلى جانبك دائماً؟ فالله تعالى أقرب إليك من نفسك، والله معك أينما كنت، والله يراك ويسمعك ويعلم مشاكلك وقادر على تغيير حياتك بالكامل، ولكن في الوقت المناسب، لأنك لا تعلم المستقبل ولا تدري أين الخير، لذلك لابد من تسليم الأمر لمن يعلم الغيب.
-
فالإيمان هو السياج الذي يحمى المسلم من القلق والضياع. وهو الذي يدفعه إلى عمل الخير وتحقيق السلام والطمأنينة مع النفس ومع الناس، ومع جميع الكائنات.

قال الشاعر العربي
ولست أرى السعادة جمع المال ** ولكـن التـقي هـو السـعيد
وتقوى الله خير الـزاد ذخـرًا ** وعنـد الله للأتقــى مزيـد
فالمؤمن قوي الإيمان.. لا يعرف الخوف والقلق، ولا يخشى الموت؛ لأن الآجال بيد الله تعالى، ولا يخاف فوات الرزق؛ لأن الله قد ضمنه له، ولا يقنط لأن القنوط كفر ومعصية.
ولا يأسى على ما فات, ولا يهتم بما هو آت، فهو في معية الله – تعالى - وفي كنفه ورعايته.

- السعادة عباد الله سلوة مؤمنٍ بحق يحمله ويثبت عليه، وانشراح صدرٍ لمبدأٍ يعيشه، وراحة قلبٍ لخيرٍ يكتنفه"
كما قيل
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط *** ضع عنقي على الســـكين
لن تستطيع حصار فكري ســــاعة *** أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي بين يدي ربــــي *** وربــــي ناصري ومعيني
ســـــأعيش معتصماً بحبل عقيدتي *** وأموت مبتسماً ليحيا ديني

2- الأصل الثاني: السعادة تكون في القلب وليس العقل، من قول الله تعالى: {لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح من الآية:1]، فالصدر يكنى به عن القلب كما قال الله تعالى: {وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج من الآية:46]، والقلب لا يملكه إلا الله سبحانه فهو مقلب القلوب ومصرفها، وصلاح القلوب إنما يكون بالطاعة: «إذا أذنبَ العبدُ نُكِتت في قلبِهِ نُكتةٌ سوداءُ فإن تابَ ونزعَ واستغفرَ صُقِلَ قلبُهُ»

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

20 Nov, 17:13


حدثوا أن زوجًا غاضب زوجته فقال لها متوعدًا: لأشقينك!! فقالت الزوجة في هدوء لا تستطيع أن تشقيني كما لا تملك أن تسعدني!
فقال الزوج في حنق: وكيف لا استطيع؟ فقالت الزوجة في ثقة: لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون! فقال الزوج في دهشة: وما هو؟
فقالت: الزوجة في يقين: إني أجد سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي.
حكى الإمام ابن القيم: عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان يقول: «إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة».

وكان بقول: ما يصنعُ أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري.. أينما رحت فهي معي لا تفارقني. إن حبسوني فحبسي خلوة.. وإن قتلوني فقتلي شهادة.. وإن نفوني فإخراجي من بلدي سياحة.
ولما دخل القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾ [الحديد: 13].

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه غافر الذنوب والخطيئات


*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله العلي العظيم، الذي لا يُغلَب ولا يقُهَر وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فلا بد من تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات، وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي .

وسعادة القلب وأنسه وطمأنينته وراحته وسعادته في الدنيا لا يكون إلا بعمل القلوب؛ فالذكر يطمئن القلوب كما قال سبحانه:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] لكنه الذكر الذي يصاحبه أعمال القلوب «فإن الله لا يستجيب من عبد ذاكر لاه» (رواه الترمذي وأحمد).

فالسعادة عباد الله، ليست سلعة معروضةً فى الأسواق تُباع وتُشترى، ليست سلعة يشتريها الأغنياء، ويُحرم منها الفقراء، السعادة ليست في وفرة المال وتنوع الممتلكات، ولا سطوة الجاه، ولا في كثرة الولد، ولا في براعة الجمال، ولا في قوة البدن والعضلات، ولا بالتمكن من الشهوات، مع الغفلة عن حق رب الأرض والسماوات.. بل هي صفاء في النفس، وطمأنينةٌ في القلب، وانشراح في الصدر، وراحة في الضمير وهدوءٌ في البال
الصدور الواسعة التي يشرحها اللّه تعالى فإنها تستوعب المشاكل والهموم والمتاعب لا تضيق بهموم العمل ومتاعبه،، وتتحول فيها إلى الصبر والاستعانة باللّه.

أما الصدر الضيق هو الذي لا يستوعب هموم العمل ومتاعب المواجهة، فتطفح عليها المتاعب وهموم العمل، وتتحول الى "الجزع" و"التعب" و"اليأس".

إذن; الصدور وعاء شخصية الإنسان، وهي على طائفتين:
الصدور الواسعة إلى شرحها اللّه. والصدور الضيقة الحرجة.
في الصدور الواسعة تتحول الهموم والمتاعب إلى الصبر والذكر، وفي الصدور الضيقة تتحول الهموم والمتاعب إلى الجزع والسقوط.

في الصدور الواسعة تتحول الإساءة إلى الحلم والعفو. وفي الصدور الضيقة تتحول الإساءة إلى الانفعال والغضب والانتقام.
وفي الصدور الواسعة تتحول الفتن والمغريات الى التقوى. وفي الصدور الضيقة تتحول الفتن والمغريات إلى الانزلاق والى الإثم.
وفي الصدور الواسعة يتحول الرزق والنعمة إلى الشكر. وفي الصدور الضيقة يتحول الرزق والنعمة إلى السكر (سُكر النعمة) والطغيان.
وفي الصدور الواسعة يتحول العلم والموقع إلى التواضع. وفي الصدور الضيقة يتحول العلم والموقع إلى الغرور.
إذا تكلمنا عباد الله عن أصلين من أصول السعادة العشرة في سورة الشرح
وهما أن السعادة من الله والثاني ان السعادة لا تكون إلا في القلب ونكمل بقية الأصول في الجمعة القادمة ان شاء الله

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:44


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:43


تراهم على المحراب تجري دموعهم بكياً وهم فيها أسرّ وأنعــــم
ينـــــادونه يا رب يا رب إننا عبيدك لا نبــــــغي سواك وتعلم
وهـــــانحن نرجو منك ما أنت أهله فأنت الــذي تعطي الجزيل وتنعم
فمــــا منكم بد ولا عنكم غنى ومــــا لنا من صبر فنسلو عنكم
ومــــن شاء فليغضب سواكم فلا إذا إذا كنتم عن عبدكم قد رضيتم
فلله ذاك المشهد الأكرم الذي كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنــوا به الجبـــار جل جلاله يباهي بهم أملاكه فهــــو أكرم
يقــول عبادي قد أتوني محبة وإني بهم برٌ أجــــود وأكرم
فـــأشهدكم أني غفرت ذنوبهم وأعطيتهــــم ما أملوه وأَنعَم
حاسبوا أنفسهم أشد المحاسبة ، وصاحوا بها بألسن المعاتبة ، وبارزوا إبليس بالمحاربة ، علموا أن عدوهم الأكبر هو إبليس ، تكبر أن يسجد لأبيهم آدم ، ثم كاد له فأخرجه من الجنة ، ثم أقسم ليحتنكن ذريته إلا قليلاً ،
لم يفرح إبليس منهم بمعصية ، فعجباً لهم من أقوام :
جن عليهم الليل فسهروا ، وطالعوا صحف الذنوب فانكسروا ، وطرقوا باب المحبوب واعتذروا ،
واستمع إلى قصة من أعجب القصص أوردها أبو نعيم في حلية الأولياء وأشار إليها ابن حجر في الإصابة وابن حبان في الثقات
وهي عن شاب من الصحابة
غلامٌ لم يتجاوز عمره ست عشرة سنة
ثعلبةُ بن عبد الرحمن ..
فما زالوا يترقبونه حتى نزل ..فإذا هو كأنه فرخ منتوف بالٍ من شدة البكاء ..
نزل منكسَ الرأس .. كسيرَ الفؤاد .. دامعَ العينين .. يجر خطاه على الأرض حزناً وذلاً ..
أيها الأخوة الكرام
هذه هي الجنة .. وهؤلاء هم المشتاقون إليها
الذين راغموا الشيطان .. وتقربوا إلى الرحمن ..
المشتاقون إلى الجنة الذين أخلصوا لله تعالى توحيدهم فلم يدعوا غير الله ، ولم يتوجهوا إلى قبر في طلب حاجة ولم يحلفوا بغير الله تعالى ، ولم يتدنسوا بسحر ولا شعوذة ..بل حرصوا على أن تصفو عقائدهم من شوائب الشرك حتى يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..
كيف يكون مشتاقاً إلى الجنة ..ويرجو دخولها من يتمسح بالقبور لطلب البركات ؟ أو يذبح عند هذه القبور تقرباً إلى أهلها ؟ أو يعتقد أن من الأولياء والصالحين من يملك له ضراً أو نفعاً فيتبرك به ويعظمه طلباً لهذا النفع أو دفعاً لذلك الضر ؟
المشتاقون إلى الجنة الذين حفظوا نساءهم ، وأحسنوا تربية أولادهم فعلموهم الصلاة وحفظوهم القرآن ، وأخلصوا في عبادة ربهم ..
المشتاقون إلى الجنة الذين عزموا على الرجوع إليها إذ هي منازلهم الأولى قبل أن يكيد لهم إبليس مكائده ..
فإن تكن اشتقت إلى الجنة فهي قريبة ..
فــحي على جنات عدن فإنهـا منازلنا الأولى وفيها المخـيم
ولــكننا سبي العدو فهل تـرى نعود إلى أوطاننـا ونسلـم
وحي على السوق الذي فيه يلتقي المحـ ـبون ذاك السوق للقوم يعلم
وحي على روضاتها وخيامها وحي على عيش بها ليس يسأم
وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش فاليوم موسـم
فلله برد العيش بين خيامهـا وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المز يـد لوفـد الحب لو كنت منهـم
بذيالك الوادي يهيم صبابـةً محب يرى أن الصبـابة مغنـم
ولله أفراح المحبيـن عنـدمـا يخاطبـهم من فـوقهم ويـسلم
وللـه أبـصارٌ ترى الله جهرة فلا الضيم يغشـاها ولا هي تسـأم
فيا ساهياً في غفلة الجهل والهوى صريع الأماني عن قريب سيندم
أفق قد دنى الوقت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضرم
وهيئ جواباً عندما تسمع الندا من الله يوم العرض ماذا أجبتموا ؟
به رسلي لما أتوكم فمن يكن أجاب سواهم سوف يخزى ويندم
وخذ من تقى الرحمن أعظم جنة ليوم به تبدوا عياناً جهنم
وينصب ذاك الجسر من فوق متنها فهاوٍ ومخدوشٌ وناج مسلّم
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى كذاك على فيه المهيمن يختم
فيا ليت شعري كيف حالك عندما تطاير كتب العالمين وتقسم
أتأخذ باليمنى كتابك أم تكن بالأخرى وراء الظهر منك تسلم
وتقرأ فيه كل ما قد عملته فيشرق منك الوجه أو هو يظلم
فبادر إذا ما دام في العمر فسحة وعدلك مقبول وصرفك قيم
فهن المنايا أي واد نزلنه عليها القدوم أو عليك ستقدم
اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار ، وأسكنا معهم في دار القرار ، ولا تجعلنا من المخالفين الفجار ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، يا من لم يزل ينعم ويجود ، برحمتك …

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:43


فليتك تحلوا والحياة مريرة . .
الأنصار في العقبة :
عن جابر . قال : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ، عكاظ و مجنة ، و في المواسم يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ حتى أبلغ رسالة ربي و له الجنة فلا يجد أحداً يؤويه و لا ينصره ، حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر ـ كذا قال فيه ـ فيأتيه قومه و ذوو رحمه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ، و يمضي بين رحالهم و هم يشيرون إليه بالأصابع ..
فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة ..
فقلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟
قال : تبايعونني على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل ، و النفقة في العسر و اليسر ، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و أن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم ، و على أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم و أزواجكم و أبناءكم
فقال العباس بن عبادة الأنصاري : يا معشر الخزرج ، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟
قالوا : نعم !
قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال ، و قتل الأشراف ، فخذوه ، فهو و الله خير الدنيا و الآخرة .
وقام أسعد بن زرارة فقال : رويداً يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة و قتل خياركم و تعضكم السيوف . فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه . فبيبنوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله .
قالوا : يا رسول الله إن بيننا و بين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها ، وإنا نأخذك على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا ؟
قال : الجنة
قالوا : ابسط يدك ،
فبسط يده فبايعوه “
فعلوا كل ذلك طمعاً في مغفرة الله تعالى ، وخوفاً من شر يوم الحسرة والندامة
[ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا * ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا * ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا * قوارير من فضة قدروها تقديرا * ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا * عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ] .
وفي معركة أحد : كان للمحبين امتحان آخر ..
روى مسلم في صحيحه : عن أنس بن مالك أن المشركين لما رهقوا النبي وهو في سبعة من الأنصار ورجل من قريش ، قال : من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة ؟ فجاء رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل . فلما رهقوه أيضاً قال : من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة ، حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله : ما أنصفنا أصحابنا ..
فهؤلاء السبعة ملوك على الأسرة في الجنة ، ومن صدق الله صدقه الله
وهم الملوك على الأسرة فوق ها * تيك الرؤوس مرصع التيجان
ولباسهم من سندس خضور ومن * إستبرق نوعان معروفان
هذا وتصريف المآكل كل منهم * عرق يفيص لهم من الابدان
كروائح المسك الذي ما فيه خلـ * ط غيره من سائر الألوان
فتعود هاتيك البطون ضوامرا * تبغي الطعام على مدى الازمان
لا غائط فيها ولا بول ولا * مخط ولا بصق من الانسان
ويرونه سبحانه من فوقهم * رؤيا العيان كما يرى القمران
أو ما سمعت منادي الايمان يخبر عن منادي جنة الحيوان
يا أهلها لكم لدى الرحمن وعد وهو منجزه لكم بضمان
قالوا أما بيضت أوجهنا كذا * أعمالنا ثقلت ففي الميزان
وكذاك قد أدخلتنا الجنات حين أجرتنا من مدخل النيران
فيقول عندي موعد قد أن أن * أعطيكموه برحمتي وحناني
فيرونه من بعد كشف حجابه * جهرا روى ذا مسلم ببيان
والله لولا رؤية الرحمن في الـــجنات ما طابت لذي العرفان
والله ما في هذه الدنيا ألـــــــذ من اشتياق العبد الرحمن
المشتاقون إلى الجنة ، قد يذنبون ويخطئون ، فكل بني آدم خطاء ، لكنهم يسرعون إلى التوبة والاستغفار ، ويغلبهم الخوف من العزيز الجبار ..
أولئك الصالحون قد يذنبون لكنهم إذا لاحت لهم ذنوبهم تجافت عن المضاجع جنوبهم ، وإذا ذكر الله وجلت قلوبهم ..
صفوا أقدامهم في المحراب ، وأناخوا مطاياهم على الباب ، في طلب مغفرة الرحيم التواب ..
فهم في محاريبهم أسعد من أهل اللهو في لهوهم ..
فلو أبصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطوا تلك الأكــــف ليرحموا
فــلا تــرى إلا خــــاشعاً متذللاً وآخـــر يبكـــي ذنبه يترنم

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


فلما دخل المسلمون المدينة بدأ الأطفال يتسابقون إلى آبائهم ، والنساء تسرع إلى أزواجها ، والعجائز يسرعن إلى أولادهن ، .. وأقبلت الجموع تتتابع ..
جاء الأول .. ثم الثاني .. والثالث والعاشر والمائة ..ولم يحضر حارثة بن سراقة ..
وأم حارثة تنظر وتنتظر تحت حرّ الشمس ، تترقب إقبال فلذة كبدها ، وثمرةِ فؤادها ،
كانت تعد في غيابه الأيام بل الساعات ، وتتلمس عنه الأخبار ، تصبح وتمسي وذكره على لسانها ..
تســــائل عنه كل غاد ورائح وتومــيء إلى أصحابه وتسلــم
فـللـه كـم مـن عـبرة مهراقة وأخـرى على آثارها لا تقــدم
وقــد شرقت عين العجوز بدمعها فتنظــر من بين الجموع وتكتم
وكانت إذا ما شدها الشوق والجوى وكاد <ن® <ب@يل تفصم
تذكـــر نفسـاً بالتلاقي وقربه وتوهمهــا لكنهـــا لا توهم
وكـــم يصبر المشتاق عمن يحبه وفي قلبـه نـار الأسى تتضــرم
ترقبت العجوز وترقبت فلم تر ولدها ..
فتحركت الأم الثكلى تجر خطاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودموعها .. ..
فنظر الرحيم الشفيق إليها فإذا هي عجوز قد هدها الهرم والكبر ، وأضناها التعب وقلّ الصبر ، وقد طال شوقها إلى ولدها ، تتمنى لو أنه بين يديها تضمه ضمة ، وتشمه شمة ولو كلفها ذلك حياتها ..
اضطربت القدمان ، وانعقد اللسان ، وجرت بالدموع العينان ..
كبر سنها ، واحدودب ظهرها ، ورق عظمها ، ويبس جلدها ، واحتبس صوتها في حلقها ..
وقد رفعت بصرها تنتظر ما يجيبها الذي لا ينطق عن الهوى ..
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلها وانكسارها ، وفجيعتَها بولدها ، التفت إليها وقال :
ويحك يا أم حارثة أهبلت ؟! أوجنةٌ واحدة ؟! إنها جنان ، وإن حارثة قد أصاب الفردوس لأعلى ..
فلما سمعت العجوز الحرى هذا الجواب : جف دمعها ، وعاد صوابها ، وقالت : في الجنة ؟ قال : نعم .
فقالت : الله أكبر .. ثم رجعت الأم الجريحة إلى بيتها ..
رجعت تنتظر أن ينزل بها هادم اللذات ..ليجمعها مع ولدها في الجنة ..
لم تطلب غنيمة ولا مالاً ، ولم تلتمس شهرة ولا حالاً ، وإنما رضيت بالجنة ..
ما دام أنه في الجنة يأكل من ثمارها الطاهرة ، تحت أشجارها الوافرة ، مع قوم وجوههم ناضرة ، وعيونهم إلى ربهم ناظرة ، فهي راضية ، ولماذا لا يكون جزاؤهم كذلك ..
وهم طالما يبست بالصيام حناجرهم ، وغرقت بالدموع محاجرهم ..
طالما غضوا أبصارهم عن الحرام ، واشتغلوا بخدمة العزيز العلام ..
فهم في جنة ربهم يتنعمون ] على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزِفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون * جزاء بما كانوا يعملون * لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما [
وأينما سرت في ركب الصالحين لتجدن طلب الجنة يملأ قلوبهم ويشغل نفوسهم .. قد تعلقت بها أرواحهم حتى لم تقم لغيرها وزنا .. فهان عليهم كل شيء في سبيل الوصول إليها ..
أبو الدحداح ثابت بن الدحداح .. كان له نبأ عجب ..
روى البخاري ومسلم عن أنس y : أن غلاماً يتيماً من الأنصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين ، فأراد الغلام أن يبني جداراً يفصل بستانه عن بستان صاحبه ..
نعم خرجت أم الدحداح وخرج أبو الدحداح وتركوا البستان والأشجار ، وفارقوا الظلال والثمار
نقلوا عيشَ دنياهم من الحدائق إلى المضائق ،
تركوا الشهوات ، واشتغلوا بالقربات ، عطشوا في دنياهم وجاعوا ، وذلوا لربهم وأطاعوا ، فارقوا في طلب رضاه كلَّ شيء وباعوا
فعل ذلك أبو الدحـداح حتى يكون هو وزوجته مع أولادهما في ظلال على الأرائك يتكئون ] “إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رب رحيم [
ولا يزالون في مزيد فهو سبحانه البر الرؤوف الرحيم
] “إن المتقين في جنات ونعيم * فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم * كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون * متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين * “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين * وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون * يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم * ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم [
المشتاقون إلى الجنة : لم يكتفوا بقيام الليل وصيام النهار ، والعفة عن النظر إلى المحرمات ، والاشتغال بالطاعات ، بل نظروا إلى أعز ما يملكون ، إلى أنفسهم التي بها قوام حياتهم ، ثم قدموها في سبيل رضا العزيز الحكيم ..

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


في معركة بدر .. اشتدّ البلاء على المسلمين ..
إذ قد خرج المسلمون لا لأجل القتال وإنما خرجوا لأخذ قافلة لقريش كانت قادمة من الشام ، ففوجئوا بأن القافلة قد فاتتهم وأن قريشاً قد جاءت بجيش من مكة كثيرِ العدد والعدة لحربهم ..
فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ضعف أصحابه وقلة عددهم وضعف عتادهم ..
فاستغاث بربه ، وأنزل به ضره ومسكنته ، ثم خرج إلى أصحابه فإذا هم قد لبسوا للحرب لأمتها ، واصطفوا للموت كأنما هم في صلاة ،
تركوا في المدينة أولادهم ، وهجروا بيوتهم وأموالهم ، شعثاً رؤوسهم ، غبراً أقدامهم ، ضعيفة عدتهم وعتادهم .
فلنا رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، صاح بهم وقال :
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة ..
فقام عمير بن الحمام ..
نعم رحل عمير من دار الأشرار ونزل في جوار الملك الجبار ، انتفع بما قدم من صيام النهار ، ورفعه بكاء الأسحار ، وسكن في جنات تجري من تحته الأنهار ..برحمة العزيز الحكيم ..
الذي أجزل لهم الثواب ، وسماهم الأحباب ، وأمنهم من العذاب ، الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ، ولا يزالون في مزيد
] في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا * لأصحاب اليمين [
المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار وأسرار
كلما زاد ربهم في بلائهم وامتحانهم ، ازدادوا صبراً واحتساباً
فهو سبحانه أكبر المنعمين ، ولا يقبل أن يعامله عباده بالمجان بل يعظم لهم الأجور
وما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها ..
استمع إلى هذا الخبر العجيب
روى البخاري عن عطاء بن أبي رباح
الأمة السوداء :
جاءت إليه صلى الله عليه وسلم تلتمس منه أن يغير مجرى حياتها فقد تعذبت فيها أشد العذاب ..لا أحد يتزوجها .. ولا يجلس معها .. الناس يخافون منها .. والأطفال يضحكون منها .. تصرع بين الناس في أسواقهم .. وفي بيوتهم .. وفي مجالسهم .. حتى استوحشوا من مخالطتها .. ملت من هذه الحياة فجاءت إلى الرحيم الشفيق .. ثم صرخت من حرّ ما تجد :
إني أصرع .. فادع الله تعالى أن يشفيني ..
فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه ..
نظرت المرأة وتأملت في حالها ومرضها .. ورددت كلامه صلى الله عليه وسلم في عقلها ..
فإذا هو يخيرها بين المتعة في دنيا فانية يمرض ساكنها ، ويجوع طاعمها ، ويبأس مسرورها ، وبين دار ليس فيها ما يشينها ، ولا يزول عزها وتمكينها ،
دار قد أشرقت حِلاها ، وعزت علاها ،
دار جلَّ من بناها ، وطاب للأبرار سكناها ، وتبلغ النفوس فيها مناها
فقالت الأمة المريضة يا رسول الله : بل أصبر .. أصبر يا رسول الله ..
وصبرت حتى ماتت .. وليتعب جسدها ..ولتحزن نفسها ..ما دام أن الجنة جزاؤها ..
الله أكبر .. زال نصبهم ، وارتفع تعبهم ، وحصل مقصودهم ، ورضي معبودهم ..ما أتم نعيمهم ، وأعز تكريمهم ، يتقون في الدنيا .. ليفوزوا يوم القيامة ..
] إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا * وكأسا دهاقا * لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا * جزاء من ربك عطاء حسابا”[
في الجنة :
أعد الله لهم القصور والأرائك ، وأخدمهم الغلمان والملائك ، وأباحهم الجنان والممالك ، وسلم عليهم الرب العظيم المالك ] سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار [
قال الله ] والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم
صبروا —— على الأمراض والأسقام ، وعلى الأدواء والأورام ،
صبروا —— على الفقر واللأواء ، والضيق والبلاء ..
صبروا —— على حفظ الفروج ، وغض الأبصار ، ومناجاة ربهم في الأسحار ..
] صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار * جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” [
أولئك الصابرون الذين اشتاقوا إلى الجنات ، واستبشروا فتحملوا مرضهم ، وكتموا أنينهم ، وسكبوا في المحراب دموعهم ، فما مضى إلا قليل حتى فرحوا بجنات النعيم
وإذا رأى أهل العافية يوم القيامة ما يؤتيه الله تعالى من الأجور لأهل البلاء ودوا لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض ..
[ “جناتِ عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ]
بل استمع إلى هذا الامتحان الصعب الذي أثبت فيه المحبون أنهم إلى ربهم مشتاقون ، وفي رضاه راغبون ، ولسان حالهم :

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


إن يقم يوماً خطيباً يُسمعُ الصمَّ خطابَه
أو يسر في الدرب يوماً أبصر الأعمى جنابه
مسلم يكفيه فخراً أن للدين انتسابه
المشتاقون إلى الجنة ، ارتفع قدرها عندهم ، حتى لم يرضوا لها ثمناً إلا أرواحَهم التي بين جنوبهم ..
ولماذا لا يبذلون للجنة ذلك وأكثر
وهي الدار التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأقل أهلها نعيماً ، وأدناهم ملكاً فكان له في ذلك نبأ عجيب ..
ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
” آخر من يدخل الجنة : رجل فهو يمشي على الصراط مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين .
فترتفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها وأشرب من مائها
فيقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟
فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره ، لأنه يرى مالا صبر له عليه ، فيدنيه منها فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها .
ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها ، وأستظل بظلها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ؟
فيقول : لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين
فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظلَّ بظلها وأشربَ من مائها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال : بلى يا رب ، هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة
فيقول: يا رب أدخلنيها
فيقال له : ادخل الجنة فيقول : رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم
فيقول الله : يا ابن آدم ما يرضيك مني ؟!
أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا ؟
فيقول : رضيت رب
فيقول : لك ذلك ومثله ، ومثله ، ومثله ، ومثله
فيقول في الخامسة : رضيت رب
فيقول الله تعالى : لك ذلك وعشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك
ثم يقول الله تعالى له : تمن ، فيتمنى ، ويذكره الله : سل كذا وكذا ، فإذا انقطعت به الأماني
ثم يدخل بيته ويدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك
فيقول: ما أعطى أحد مثل ما أعطيت .
قال ( يعني موسى عليه السلام ) : رب فأعلاهم منزلة ؟
قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ) فـ
سبحان من غرست يداه جنة الفردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت لبنائها فتبارك الرحمن أعظم بان
لما قضى رب العباد العرش قا * ل تكلمي فتكلمت ببيان
قد أفلح العبد الذي هو مؤمن * ماذا ادخرت له من الاحسان
فيها الذي والله لا عين رأت * كلا ولا سمعت به الأذنان
كلا ولا قلب به خطر المثا * ل له تعالى الله ذو السلطان
هي جنة طابت وطاب نعيمها * فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنزل عسكر الايمان والقرآن
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسك خالص ياذلة الحرمان *
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا * ثين التي هي قوة الشبان
وبناؤها اللبنات من ذهب وأخـ ـرى فضة نوعان مختلفان *
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد أو فضة أو خالص العقيان *
وكذاك من در وياقوت به * نظم البناء بغاية الاتقان
والطين مسك خالص أو زعفرا * ن جابذا أثران مقبولان
حصباؤها در وياقوت كذا ك لآليء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المسك الذي ما استل من غزلان
أنهارها في غير أخدود جرت * سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا مفجرة وما للنهر من نقصان
عسل مصفى ثم خمـــــــر ثم أنهار من الالبان
سبحان ذي الجبروت والملكوت وال * إجلال والاكرام والسبحان
والله أكبر عالم الاسرار والاعلان واللحظات بالاجفان *
والحمد لله السميع لسائر الأصوات من سر ومن اعلان *
وهو الموحد والمسبح والممجد والحميد ومنزل القرآن *
والأمر من قبل ومن بعد له * سبحانك اللهم ذا السلطان
المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم أخبار وأسرار بل كانوا إذا حـصلوا الجنة لم يلتفتوا إلى غيرها أبداً
حارثة بن سراقة غلام من الأنصار .. له حادثة عجب ذكرها أصحاب السير وأصلها في صحيح البخاري
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إلى بدر ..
فلما أقبلت جموع المسلمين كانت النساء ..
وكان من بين هؤلاء الحاضرين عجوز ثكلى ، كبدها حرى تنتظر مقدم ولدها ..

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


قلت : أعندك والدة ؟
قال : نعم ، قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنة تحت قدمها
فقال : أما تعرف أمي ؟ قلت : لا ،
قال : أمي هي صاحبة الوديعة ، قلت : أي وديعة ؟
قال : هي صاحبة الشكال ، قلت : أي شكال ؟
قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال ؟؟
قلت : بلى ، قال : هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع ..
وإنها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله ، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة ، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ
ثم ضمتني إلى صدرها ، ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي ، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي ، وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه من أبيه ..
سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سني ..
قال أبو قدامة : فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه ، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً …
………..
إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذا جوار يرفعن الستور ، وجوههن كالأقمار ..
…..
تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنه الشمس ، لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..
فلما رأتني الجارية قالت : مرحباً بولي الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي
فلما اقتربت منها قالت : .. ..
.. .. ..
فجالت الأبطال ، ورميت النبال ، وجردت السيوف ، وتكسرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل ..
واشتد علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ، وقال كل خليل كنت آمله ..
.. .. .. .. ..
فالتفت أبو قدامة إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام
وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه
فمزقت اللحمان ، وأدمت اللسان
وفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام ..
وإذا هو يتيم ملقى في الصحراء
قال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : هاأنا أبو قدامة .. هاأنا أبو قدامة ..
فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتي
قال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمه ، وأخذت طرف ثوبي أمسح الدم عن وجهه
فقال : تمسح الدم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك ..
قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..
فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرقة ، ثم تبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنة ، ..
ثم قال : يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم ، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وأن الموعد الجنة إن شاء الله ..
يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات .. ما دخلت المنزل إلا استبشرت وفرحت ، ولا خرجت إلا بكت وحزنت ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وفجعت بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر :
يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..
ثم تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها ..ثم انتفض وشهق شهقتين ، ثم مات ..
قال أبو قدامة : فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ رسالته لأمه ..
.. .. .. .. .. .. ..
قدمت هذه المرأة الصالحة كل ذلك في سبيل أن تدخل الدار التي اشتد شوقها إليها ،
وقدم ولدُها نفسَه رخيصةً لله ، وتناسى لذاتِه وشبابه ، فليت شعري ماذا قدم للجنة المفرطون أمثالُنا ؟!
رحم الله فتى هـذب الدين شبابه
ومضى يزجي إلى العلياء في عزم ركابه
مخبتــاً لله صــير الزاد كتابه
وارداً من منهل الهادي ومن نبع الصحابة
إن طلبت الجود منه فهو دوماً كالسحابة
أو نشدت العزم فيه فهو ضرغام بغابة
جاذبته النفس للشر فلم يبد استجابة
متــقٍ لله تعلــو من يلاقيه المهابة
رقّ منه القلب لكن زاد في الدين صلابة
بلسـم للأرض يمحو عن محياها الكآبة
ثابت الخطو فلم تُطف الأعاصير شهابه
جــرّبته صولة الدهر فألفت ذا نجابة

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


🎤
*محاضرة قيمة بعنوان:*
*المـشـتاقون إلى الجـنـة*
*للشـيخ/ محمـد العريفي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا
ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا
وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا
وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا.
الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا
وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
والحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل
وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل
وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة
وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ، ولم يتركهم سدى
بل خلقهم لأمر عظيم وخطب جسيم
عرض على السموات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقاً ووجلا
وحمله الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً
والعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه
وكل نفس من أنفاسه إذا ذهب لم يرجع إليه
وإنما يتبين سفه المفرط يوم الحسرة والندامة
إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا وسيق المجرمون إلى جهنم ورداً
فالأولون في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها يجلسون وعلى بطائنها يتكئون
وأولئك في أودية جهنم يصطلون ، جزاء بما كانوا يعملون
ومن هنا اشتاقت نفوس الصالحين إلى الجنة
حتى قدموا في سبيل الوصول إليها كلَّ ما يملكون
هجروا لذيذ النوم والرقاد ، وبكوا في لأسحار ، وصاموا النهار ، وجاهدوا الكفار ،
فلله كم من صالح وصالحة اشتاقت إليهم الجنة كما اشتاقوا إليها
من حسن أعمالهم ، وطيب أخبارهم ، ولذة مناجاتهم ،
وكان لكل واحد منهم ، ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار وأسرار ، لا يعرفها غيره أبداً، جعلوها بين أيديهم عُدداً
لا يطلبون جزاءهم إلا منه ، فطريقهم إليه ، ومعولهم عليه ، ومآلهم يكون بين يديه
فلا إله إلا الله .. كم بكت عيون في الدنيا خوفاً من الحرمان من النظر إلى وجه الله الكريم
فهو سبحانه أعظم من سجدت الوجوه لعظمته ، وبكت العيون حياءً من مراقبته ، وتقطعت الأكباد شوقاً إلى لقائه ورؤيته
فالمشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار وأسرار
فإليكم شيئاً من أخبارهم ، وطرفاً من أسرارهم ..
أول هذه الأخبار
ما أورده ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..
وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ، فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل مع المسلمين فيه ، فجلس مرة في الحرم المدني فسأله سائل فقال :
يا أبا قدامة أنت رجل قد حبب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزو
فقال أبو قدامة : إني محدثكم عن ذلك :
خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدود البلاد الإسلامية لصد الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقة ( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي ، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله ، فلما جن علي الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلما ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلنا فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها ،
فقلت : ما تريدين ؟
قالت : أنت أبو قدامة ؟
قلت : نعم ،
قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟
قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية ،
فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها : إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي ،
قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة .
فلما أصبحنا خرجت أنا وأصحابي من الرقة ، فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ،
قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلما رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً ،
فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .
فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك .
فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنة
فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟ قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


مُبِينًا﴾(النساء: ١٠٥-١١٢)، لقد ظن رسول الله ﷺ أن السارق هو اليهودي لوجود القرائن ضده، ولكن الوحي نزل بخلاف ذلك؛ فلم يكتم شيئاً -وحاشاه- بل قام وأعلن بوضوح وصراحة أن اليهودي بريء، وأن السارق مسلم!!

إن التبرئة تأتي في حق يهودي اجتمع قومه من اليهود على تكذيب الإسلام، والكيد له، والطعن في رسوله، وبثِّ الفرقة بين أتباعه.. ومع ذلك، فكل هذه السلبيات والخلفيات لا تبرِّر اتهام يهودي بغير حق،
فإنه من الخطر تجاهل العدل والإنصاف، ولكن أين نجد مثل هذا الإنصاف فى عالمنا المعاصر!!

وقد أمنعت قوات الإحتلال فى الظلم والبغى فى الأرض بغير الحق فأهلكوا الحرث والنسل ودمروا البنيان والعمران؟!
لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ
وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ
وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامْ
وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ
ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيِّزًا للمنام
وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ
مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ
وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين،
فكر بنفسك قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلام،

فيا عباد الله: إن الإسلام بحقٍ هو دين الإخاء الإنسانى، فلا يقبل بظلم أحد من الناس حتى ولو كان يدين بغير الإسلام، لذلك فإنا نناشد الضمير الإنسانى لدى كل أحرار العالم تحركوا من أجل وقف العدوان على الأطفال، و النساء، والشيوخ والعجائز، تحركوا من أجل وقف نزيف الدم الإنسانى،
واعلموا أنه من الخطر تجاهل حق الشعوب فى الحياة الآمنة المطمئنة، فلا تتخلوا عن نصرة الحق فإن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه.

وصدق القائل؛
اللهُ قد خَلقَ الشُّعوب سواسيًا
لا رَبَّ بينهمو ولا مربوبا
لن يستقيم لكم سلامٌ ما شكًا
شعبٌ ضعيفٌ حقَّهُ المغصوبا

فاتقوا الله أيها الناس: وتمسكوا بالحق الذى جاءكم من عند ربكم جل وعلا، اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء، واجعلنا من الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رجلًا مِن أهلِ الباديةِ كان اسمُه زاهِرًا وكان يُهدي إلى النَّبيِّ ﷺ الهَديَّةَ فيُجَهِّزُه رسولُ اللهِ ﷺ إذا أراد أن يخرُجَ فقال رسولُ اللهِ ﷺ إنَّ زاهرًا بادِيَتُنا ونحن حاضِروه وكان النَّبيُّ ﷺ يُحِبُّه وكان دَميمًا فأتى النَّبيُّ ﷺ يومًا وهو يبيعُ متاعَه فاحتَضَنه مِن خَلفِه وهو لا يُبْصِرُه فقال أرْسِلْني مَن هذا؟ فالتفَت فعرَف النَّبيَّ ﷺ فجعَل لا يَأْلو ما ألصَقَ ظَهرَه بصَدرِ النَّبيِّ ﷺ حينَ عرَفه وجعَل النَّبيُّ ﷺ يقولُ مَن يشتري العبدَ فقال يا رسولَ اللهِ إذن تجِدَني كاسِدًا فقال النَّبيُّ ﷺ لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسِدٍ أو قال عندَ اللهِ أنت غالٍ» رواه الهيثمى فى مجمع الزوائد.

ولقد حرم ديننا الحنيف التعالى على الناس بأى صورة؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «لينتَهينَّ أقوامٌ يفتخرون بآبائِهم الَّذين ماتوا إنَّما هم فحمُ جهنَّمَ، أو لَيَكونُنَّ أهونَ على اللهِ عزَّ وجلَّ من الجُعلِ الَّذي يُدَهْدِهُ الخُرْءَ بأنفِه إنَّ اللهَ أذهب عنكم عبيَّةَ الجاهليَّةِ وفخرَها بالآباءِ. إنَّما هو مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ» رواه الترمذي.

فأكد الإسلام على الحرية التامة للإنسان، وأن العلاقة بين الناس قائمة على الإحترام والتقدير؛ فعن قَيْسَ بنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، أنهما كَانَا بالقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بهِما جِنَازَةٌ فَقَامَا، فقِيلَ لهمَا: إنَّهَا مِن أَهْلِ الأرْضِ، فَقالَا: إنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ، فَقَامَ فقِيلَ: إنَّه يَهُودِيٌّ، فَقالَ: «أَليسَتْ نَفْسًا» رواه مسلم.

ولقد مرّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ كبير يشحذ فقال: ما حملك على ما أرى قال: أعيتنى الجزية. فقال: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه، وعلى أمثاله من بيت المال.
وكتب علي رضى الله عنه إلى مالك الأشتر: وأشعر قلبك الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم واللطف بهم ولا تكوننَّ عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان، إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق.

فاتقوا الله عباد الله: وأقيموا علاقاتكم على الإحترام والتقدير للرحم الإنسانية تسعدوا فى الدنيا والآخرة.
أقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد: فيا عباد الله: لقد أرسى الإسلام دعائم الإخوة الإنسانية التى من شأنها أن تحقق السلام بين البشر جميعاً، فجعل العدل والقسط أساساً للتعامل بين المسلمين وغيرهم؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾(المائدة:٨).

ثالثاً: العدل مع أهل الأديان؛ لقد رسخ الإسلام مبدأ المساواة بين المسلمين وغيرهم في القضاء وفي سائر المعاملات؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)

ووقف الإسلام حيال الأديان الأخری وأهلها موقفا إنسانياً يتسم بالتسامح واحترام عقائدهم وشعائرهم، وإنصافهم، من ذلك ما حدث عندما سرق رجل من المسلمين من إحدى قبائل الأنصار من بني أبيرق اسمه «طعمة بن أبيرق»، أو «بشير بن أُبيرق»، فقد سرق درعاً من جارٍ له مسلم يقال له: «قتادة بن النعمان»، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى إلى الدار، ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له: «زيد بن السمين»، فالتُمِسَتِ الدرع عند «طعمة» فحلف بالله ما أخذها، فقال أصحاب الدرع: لقد رأينا أثر الدقيق في داخل داره.

فلما حلف تركوه، واتبعوا أثر الدقيق إلى منزل اليهودي، فوجدوا الدرع عنده، فقال اليهودي: دفعها إليَّ طعمة بن أُبيرق!! فجاء بنو ظفر -وهم قوم طعمة- إلى رسول الله ﷺ وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، فهَمَّ رسول الله أن يعاقب اليهودي، فأنزل الله هذه الآيات من سورة النساء: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

19 Nov, 16:42


فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» رواه البخاري.

– سخر الله عز وجل للإنسان الكون كله وأسبغ عليه النعم؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾(لقمان: ٢٠)،

– أرسل الله عز وجل الرسل مبشرين ومنذرين ليعلموا الإنسان مراد ربه جل وعلا منه في هذه الحياة؛ قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾(النساء: ١٦٥)،

– حرم الله عز وجل التعدي على حياة الإنسان لا من الغير ولا من نفسه؛ قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: ٣٢)، وقال تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾(الأنعام: ١٥١)، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ:«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ نفسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه ابن ماجه.

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ: «لاَ يَزَالُ الْمُسلم فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا» رواه البخاري.
كما حرم الله عز وجل على الإنسان التعدي على نفسه بإزهاق روحه، فجعل ذلك حرامًا عليه قال تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: ١٩٥)، وقال تعالى:﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾(النساء: ١٢٩)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَمات، فإنه يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» رواه البخاري.

– ومن تكريم الله عز وجل للإنسان أن جعل جزاء الأعمال مضاعفة؛ قال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾(الأنعام: ١٦٠)،
– ومن مظاهر تكريم الله عز وجل إجابة دعائه؛ قال تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي﴾(البقرة: ١٨٦)، وقال تعالى:﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾(غافر: ٦٠﴾

– جعل الله عز وجل الإنسانية شيئاً واحداً من حيث النظر العام، كلهم خلق الله، وعبيده جلَّ وعلا ليس اللون ولا اللغة ولا الجنس لتفضل البعض على البعض إنما التفاضل بالإيمان والتقوى؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات: ١٢﴾، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ:«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فرق بين عَرَبِي ولا عْجَمِي، وَلاَ أَسْوَدَ ولا أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى» رواه البيهقى.

– ومن تكريم الله عز وجل للإنسان أن فتح له باب التوبة والإنابة إليه، ليتوب من خطاياه وسيئاته؛ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾الشورى: ٢٥﴾،

– ومن مظاهر تكريم الله عز وجل له أنه سن لبنى آدم الاعتناء بميتهم بأن يغسل ويكفن ويصلى عليه ويوارى في لحد تكريماً له؛ قال تعالى:﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾(عبس: ٢١)، وجعل كسر عظم الميت ككسر عظم الحي تكريماً للإنسان وتعظيماً له؛ فعن عائشة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: « كَسْرُ عظمِ الميِّتِ كَكسرِه حياً» رواه أبو دواد

ثانياً: إحترام الرحم الإنسانية؛ لقد حث الإسلام على إحترام تلك الرحم، لأن أصل البشر واحد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾(النساء: ١)

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

18 Nov, 22:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

15 Nov, 02:27


📚 زكاة الزروع والثمار 📚
#زكاة_الزروع_والثمار

#ملخصات_فقهية

✍🏻 د. يوسف حسين الرخمي.


💡 بمناسبة موسم الحصاد في كثير من المناطق، أحببت أن أذكّر بأهم مسائل الزكاة في الزروع والثمار بشكل مختصر.

🌾 تجب الزكاة في كل ما أنبتت الأرض على الراجح من أقوال الفقهاء، فيشمل ذلك كلما استزرعه الناس من الزروع أو الثمار أو الخضروات أو نحوها؛ لعموم قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ومما أخرجنا لكم من الأرض)؛ فإن (ما) اسم موصول يفيد العموم، أي: من كل ما أخرجنا لكم من الأرض، ولعموم حديث: (فيما سَقَتِ السماء والعيون العُشْر، وفيما سُقي بالنضح نصف العُشْر) رواه البخاري، فلم يخصّ نوعا دون آخر.

🌾 تجب الزكاة في كل حصاد مرة، فلو كانت الثمرة تحصل في السنة أكثر من مرة فالواجب زكاتها في كل مرة.

🌾 إنما تجب الزكاة في الزروع إذا بلغ كل صنف منها نصابا، فنصاب البُرّ مثلا مستقل عن نصاب الذرة، ونصاب البطاط مستقل عن نصاب الطماط ... وهكذا، ولا تُجمع الأصناف بعضها إلى بعض لتبلغ النصاب، ومن لم يبلغ محصوله نصابا فلا زكاة عليه شرعا إلا ما طابت به نفسه.

🌾 مقدار النصاب على النحو التالي:

1⃣ ما يكال: كالحبوب ونحوها، فنصابه: (300 صاع)، والصاع يساوي أربعة أحفان بكفي الإنسان المتوسط، وهو يعادل نصف ثُمْنة (نصف علبة النيدو الكبير)، وبحساب الأقداح فإن النصاب يساوي (19 قدح إلا ربع)، (ويمكن لكل منطقة أن تحسب نصابها بأن يأخذ المزارع علبة النيدو الكبيرة ويملأها 150 مرة فيحصل على النصاب).
2⃣  ما يوزن: كبعض الخضروات مثلا، فنصابه: (647 كيلو) كما خلص إليه العلامة القرضاوي في كتابه فقه الزكاة.
3⃣  ما لا يكال ولا يوزن: كالكراث والبصل الطويل والجرجير ونحوه، فنصابه أن تبلغ قيمة الثمرة ما يعادل سعر نصاب المكيل، وهو في اليمن يساوي تقريبا (250.000 ريال طبعة قديم) أو (500.000 ريال طبعة جديد) .. [اعتمدنا في التقدير على أشهر المكيلات وأوسطها سعرا وهو البرّ، واعتمدنا متوسط السعر في السوق].

🌾 القدر الواجب من الزكاة هو:

1⃣ عُشر الثمرة: إن كانت سُقيت بالمطر، أو سُقيت بما لا مشقة فيه كالغيول والأنهار ونحوها.
2⃣ نصف العُشر: إن كانت سُقيت باستخدام الآلات ونحوها.
3⃣ فإن سُقيت بالمطر وبالآلات معا فالحكم للأغلب منهما، فإن كان الغالب هو المطر فالواجب العُشر، وإن كان الغالب هي الآلات فالواجب نصف العُشر، فإن استويا تماما كانت الزكاة الواجبة ثلاثة أرباع العشر.

🌾 تُخصم تكاليف الزراعة قبل إخراج الزكاة إن أراد المزارع ذلك على الراجح، إلا تكاليف السقي فلا تخصم مهما بلغت، وكذا لا تخصم قيمة السموم الممنوعة قانونا؛ فإنه يحرم استخدامها أصلا لما فيها من الأضرار الصحية، ولا تحسب ضمن التكاليف المخصومة بطبيعة الحال.

🌾 زكاة العسل واجبة في قليله وكثيره على الراجح، والقدر الواجب فيه هو العُشر، فإن تطلبت تربية النحل تكاليف ونفقات مالية لرعايتها (كما هو الغالب في عصرنا) كان الواجب هو نصف العشر فقط قياسا على الزروع، وقد تقدم تفصيل المسألة في منشور: #زكاة_العسل .

🌾 يجوز تقديم زكاة أكثر من عام ملاحظةً لأحوال الناس وحاجاتهم، وطريقة ذلك أن يقدّر المزارع زكاة العام القادم كم ستكون بحسب خبرته وتجربته ثم يقوم بإخراجها، فإن ظهر بعد ذلك في وقت الوجوب أن الزكاة الواجبة عليه أقل مما أخرج أكمل الباقي، وإن ظهر أنه أخرج أكثر من الواجب فله أن يحتسب الزيادة من زكاة العام الذي بعده، وإن ظهر أنه لا زكاة عليه فيمكن حسابها من زكاة أي عام قادم.

🌾 لا يُحسب في الزكاة ما أكله المزارع قبل الحصاد؛ كون هذا مما جرى به العرف.

🌾 الأصل أن تُخرج الزكاة من المحصول الزراعي قبل بيعه، فإن لم يخرجها حتى باع المحصول فيجب إخراج الزكاة نقدا، عُشر القيمة أو نصف العُشر بحسب ما بيّناه.

🌾 من أجّر أرضه لشخص آخر ليزرعها بجزء من المحصول (عقد مزارعة) فالزكاة واجبة على من قام بزراعتها، إلا إذا اتفقا أو جرى العرف على أمر آخر فلا مانع؛ فالذي يهمنا هو إخراج مقدار الزكاة الواجب كاملا، منهما أو من أحدهما.

🌾 مصارف الزكاة هم الأصناف الثمانية المذكورون في الآية: (إنما الصدقات للفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل)، وأولاهم بها الفقراء والمساكين، ويتأكد دفعها للأقارب الفقراء الذين لا تجب عليك نفقتهم، وكذا الفقراء الذين يسكنون قرب مزرعتك؛ فقد تعلقت أبصارهم وقلوبهم بثمرتك فينبغي ملاحظتهم عند إخراج الزكاة.

💐 أخلف الله عليكم بخير، وفرّج عن البلاد والعباد 💐

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط، ثم اضغط اشتراك
http://t.me/alrkhme

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:39


سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ))[2].

هذه هي الصورة التي يريدها الإسلام لكل فرد مسلم وهي الصفة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم كما رباهم عليها القرآن وهذه هي الصفة ا لتي تقلق الأعداء .

فالقرآن الكريم يوقظ الهمم العالية ويحرك المشاعر الحية ويخاطب العقول السليمة ويربط العبد بربه ويربط الأحداث بخالق الكون فهو خالقها ومدبرها.

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) )) سورة فاطر الآيات (5-6).

إن استشعار الإنسان بالعداوة بينه وبين عدوه يجعله يزن الأمور بموازين العدالة وما ينظر من العواقب فيزيد وسوسة الشيطان بميزان القرآن فلا يتخبط في تصرفاته تخبط التائه ولا يلتمس الشاطئ التماس الغريق بل يكون ثابتا على اتجاه مستقيم ومسيره على نور وتصرفاته على سداد وأعماله على نجاح .

ولكن المصيبة كل المصيبة فيما إذا أصيب بالغرور وأعجب بنفسه وأغري بتصرفاته وادعى الكمال لنفسه والعصمة من الخطاء فيخطئ ويرى أنه مصيب ويسئ ويرى أنه محسن سواء فيما بينه وبين ربه أو فيما بينه وبين الناس وهذه هي نقطة الضعف التي يدخل منها عدوه من الجن والإنس ويزين أعماله ويحسنها في عينه فلا يفرق بين الحق والباطل ولا يعرف الطيب من الخبيث والنافع من الضار ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) سورة فاطر آية (8).

الغرور هو مفتاح الشر وهو طريق الفشل والهزيمة فمن أعجب برأيه ورأى كل عمل يعمله هو الحق والصواب هلك لأنه لا ينظر في عمله ولا يقيسه بالمقاييس هذا هو البلاء الذي يصبه ا لشيطان على الإنسان و هو المقود الذي يقوده إلى الظلال والخسران.

فالجاهل الذي يعلم جهله والمسئ الذي يعلم إساءته يعيد النظر ويتوب . والجاهل الذي لا يعلم جهله والمسئ الذي لا يعلم أساءته لا يرجع ولا يتوب فيتمادى في إساءته حتى ترديه إلى الهلاك وكل ذلك بإرادة الله عز وجل و مشيئته وهو الحليم الخبير)).

إن الثلاثة الذي تخلفوا في غزوة تبوك عرفوا الإساءة فتابوا فتاب الله عليهم والذين رجعوا من منتصف الطريق في غزوة أحد تمادوا في غيهم فهلكوا.

فاتقوا الله أيها المسلمون :

إن المسلم دائما في معركة مع الشيطان فيعد له عدته من ذكر الله وقراءة القرآن ودائما يتوقع المعركة مع عدو الرحمن فيعد له عدته بما استطاع من قوة وإيمان والذي لا يكون كذلك قد استسلم لعدوه ووقع في حباله والله المستعان .

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم قلت ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم ولسائر المسلمين .


*الخطبة الثانية*
إخوة الإسلام:
فإذا كان الإنسان له عدو فله في أمره أحد طريقين إما أن يتخذه عدوا ويقابله بالمثل وإما أن يرضيه وينزل على رغبته فيكون تابعا له يقوده إلى أسوء مآل.

وقد ينقاد إلى عدوه رغبة في رئاسة وعزة ورفعة في هذه الدنيا ولكن العزة بيد الله وملكه يعطيها من يشاء فمن أرادها فليطلبها من مالكها وليعمل الأسباب لينالها قال الله تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) سورة فاطر آية (10).

والأسباب لنيل العزة مذكورة في قوله تعالى ((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)) سورة الحج آية (41).

فاتقوا الله أيها المسلمون وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .

والرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل ((فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ))

وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير فقد أمركم الله بذلك قديما ولم يزل قائلا حكيما ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) سورة الأحزاب آية (56)..

الدعاء

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:39


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:39


🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
(*القــرآن يربـي الأجــــيـال*)
*للدكتـور/ عقـيـل المقطـري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى*
العناصر:
1- صمود القرآن أمام خصومه
2-الحكمة من إنزال القرآن
3- خطورة العجب بالنفس
4- عداوة الشيطان للإنسان.

*الخطبـــة.الاولـــى*
((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2))) سورة الكهف الآيات(1-2).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل :((مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) سورة فاطر آية (2).

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كان خلقه القرآن صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ومن سار على سبيله إلى يوم الدين.

أما بعد :
أيها الناس: اتقوا الله واهتموا بكتاب الله قال الله عز وجل ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30))) سورة فاطر الآيات (29-30).

وقال صلى الله عليه وسلم ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))[1]

فالقرآن الكريم المعجزة الخالدة الذي صمد أمام جميع التيارات الباطلة مع كثرة خصومة وقد تحدى خصومه وقت نزوله بأن يأتوا بمثله فعجزوا ((قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)) سورة الإسراء (88).

ثم خفف فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) سورة هود (13).

فتحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله فلم يستطيعوا أن يأتوا ولو بآية ((وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) سورة البقرة (23) وقال: ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) سورة يونس (38).

ولا يزال التحدي قائما .

لقد حفظ الله القرآن من كيد الأعداء وأصحاب الأهواء قال تعالى:((كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ))سورة الحجر (12).

لقد أنزل الله القرآن لتكوين أمة مؤمنة بربها تصمد أمام الأحداث تهدي إلى الحق وتجادل من أجله وتدافع عن الحقوق فأوجد أمة متعاطفة متراحمة فيما بينها قوية شديدة على عدوها قال الله تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) سورة الفتح آية (29).

نعم لقد كانت تلك الأمة آية من آيات القدرة الإلهية أنشأت في الأرض ما شاء الله أن تنشئ وسادت في الأرض ما شاء الله أن تسود قدمت للإنسانية عقيدة طاهرة نقية وتصورا سليما وموازين حققت العدالة والأمن والاستقرار.

إن القرآن قادر اليوم بإذن الله تعالى أن يربي أمة كذلك على غرار تلك الأمة ولكن لا بد من الشباب الذي يحمل معاني هذا القرآن وتوجيهاته ولا بد من الطائفة التي تعيش مع القرآن الكريم في جو الحقيقة التي عليها آيات القرآن ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18))) سورة الأنعام الآيات (17-18).

فالإيمان الراسخ بالله والتوكل عليه سبحانه والاعتصام به وحده والإيمان بقدره والتصديق بوعده ووعيده هي المعاني التي كانت خلق النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه والقرون المفضلة وهذه الصورة لو استقرت في قلب إنسان لصمد أمام جميع الأحداث وأمام جميع الخصوم فعن ابن عباس قال : ((كنت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


2- رُد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها، فهذا من تمام التوبة.
3- من لزِم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزَقه من حيث لا يَحتسب.
4- أتْبِع السيئة الحسنة تَمْحُها، فالحسنات يذهبن السيئات.
5- صاحِب التائبين وجالِس الصالحين، يُذكروك بالله فالمرءُ على دين خليله.
6- لا تنسَ سيد الاستغفار صباحًا ومساءً، قل: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتَ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أَبوءُ لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفِر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»؛ [رواه البخاري في صحيحه من حديث شداد بن أوس].

يا نفسُ توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى ما زال فتَّانا
في كل يومٍ لنا ميت نشيّعه *** نحيي بمصرعه أثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أجمعها خلفي *** وأخرُج من دنياي عُريانا

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


*مع التوبة والتائبين*
*للشيخ/ أمـير المـدري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إلا الله القائل: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله القائل: «أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروا فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم، رقم: «2702»].

عباد الله، أوصيكم ونفسي أولًا بتقوى الله ومراقبته بالليل والنهار، فهو القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

عباد الله، ماذا بعد الصحة إلا السقم، ماذا بعد البقاء إلا الفناء، ماذا بعد الشباب إلا الهرم، ماذا بعد الحياة إلا الممات.

إخوة الإيمان، إنما مرض القلوب من الذنوب وأصل العافية أن تتوب.

التوبة وما أدراكم ما التوبة، التوبة باب الأمل، التوبة باب مفتوح، التوبة دموع حارة؛ يقول: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49].

سبحانه غفورٌ رحيم، من أعظم منه جودًا والخلق له عاصون وهو يراقبهم ويكلؤهم ويحفظهم كأنهم لم يعصوه. من ذ الذي دعاه فلم يجبه، من ذا الذي سأله فلم يعطيه، من ذا الذي رجاه فقطع رجاءه؟

وهو الكريم منه الكرم، ومن كرمه أن غفر للعاصين والسائلين وأُحبَّ التوابين والمتطهرين.

عباد الله، التوبة أن يقف العبد المذنب المقصر, وكلنا مذنبون وكلنا مقصِّرون، يقف العبد التائب أمام ربه مُنكسر القلب خاشع الجوارح, ولسان حاله ومقاله يقول يا رب: ليس لي رب سواك يقبل توبتي، من يغفر لي إن لم تغفر لي، من يرحمني إن لم ترحمني يا رب العالمين.

فهب لي توبةً واغفر ذنوبي *** فإنك غافر الذنب العظيم

أيها المسلمون، قد يقول قائل: لماذا نتوب ما هي معاصينا ما هي جرائمنا؟ فأقول: تتوب يا عبد الله؛ لأنَّ الله أمرك وأمر كل مؤمن معك، فقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، تتوب؛ لأن ميزانك سيُنصب أمام عينيك يوم القيامة، فتوضَع حسناتك في كِفة وسيئاتك في كفة، ولا ترجح الحسنات إلا بالتوبة النصوح التي تمحو السيئات.

تتوب يا عبد الله؛ لأن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين.

تتوب يا عبد الله حتى يفرح الرب، وتُغيظ الشيطان، وتُفرح الإخوة، وتُخزي الأعداء، وتُبيض صحيفتك، وترفع درجتك، وتوسع قبرك، وتُعلي قدرك.

تتوب يا عبد الله لأن الله يقول: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

عبد الله، هل أتاك خبر تلك المرآة المؤمنة التي زَنت وغفلت عن رقابة الله للحظات؛ لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن، أقَضَّت مضجعها، فلم يهدأ بالها ولم يقر قرارُها، والمعصية تتأجج نارًا في قلبها، وقُبح الفاحشة تشتعل في صدرها، فقالت: « يا رسول الله، أصبت حدًّا، فطهِّرني»، فينصرف صلى الله عليه وسلم عنها يَمنةً ويَسرةً ويردُّها، وفي الغد تأتي وتقول: لِمَ تردني يا رسول الله؟ لعلك تريد أن تردني كما رددت ماعزًا، فوالله إني لحُبلى من الزنا, فقال صلى الله عليه وسلم لها: « اذهبي حتى تلدي»، فيا عجبًا لأمرها تمضي الشهور والأيام وحرُّ المعصية يتأجج في صدرها، وتأتي بالصبي في خرقةٍ تتعجَّل أمرها قائلة: «يا رسول الله، ها قد ولدتُه فطهِّرني»، عجبًا لها، فقال: « اذهبي فأرضعيه حتى تَفطميه». سنتان ولم يُطفأْ حرُّها، فلما فطمتْه أتت بالصبي وفي يده كِسرة خبز دليلًا لها، وقالت: «قد فطمته يا رسول الله»، وأكلُ الطعامِ بُرهانُها. فدفع صلى الله عليه وسلم الصبي إلى رجلٍ من المسلمين، ثم أُمِرَ بها فحُفِر لها إلى صدرها، وأُمِرَ بها فرُجمت، فيُقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فينضح الدم على وجه خالد فسبَّها، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبَّه إياها, فقال: «مهلًا يا خالد، فو الذي نفسي بيده، لقد تابت توبة لو وُزِّعت على أهل المدينة، لكفتْهم». وفي رواية: «لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكسٍ لغُفر له»، فصلَّى عليها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودعا لها.

عباد الله، هل من توبة؟ هل من أوبة؟ هل من عودة إلى الله؟ فالله يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار، ويبسط يده بالنهار وليتوب مُسيء الليل، وليست التوبة لأصحاب الفواحش والمنكرات فقط، بل هي لكل مؤمن؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة، وفي رواية أكثر من مائة مرة.

وعن ابن عمر رضي الله عنه يقول: كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»؛ [رواه البخاري في الأدب المفرد: «618»، وأخرجه أحمد: «4726»].

والله جل وعلا ينزل إلى سماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله كل ليلة، فيقول: « هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من صاحب حاجة فأقضيها له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟».

فيا عبد الله: فارِق المعصية وأهل المعصية ومكان المعصية، وكل ما يُذكِّرك بالمعصية، وأكثِر من قوله تعالى: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

ارفع صوتك بالنداء: يا رب إن ذنوبي قد كثُرت، وليس لي بعذاب النار من طاقة، ولا أطيق لها صبرًا ولا جلَدًا، فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي، ولا تُذقني حرًّا لجهنم غدًا.

عبد الله، يا من عوَّدت لسانك على الغيبة والنميمة وقول الزور، تُب إلى الله، يا من أهملت أولادك وتركتهم لقرناء السوء، تُب إلى الله، يا من تعوَّدت على تأخير الصلاة، بادِر من الآن، وتُب إلى الله.

عبد الله، يا من تعوَّدت على أكل الحرام، تُب إلى الله، وعُد إلى الحلال قبل أن يهجم عليك ملك الموت.

عبد الله، لا تؤخر توبتك، كيف بك لو نزل بك الموت وأنت على غير توبة؟ ما أكثر نِعمَ الله علينا وما أجلَّها، وما أشد تقصيرنا في شكرها، ومع ذلك لم يحرِمنا، وما أكثر ما عصيناه ومع هذا لم يَمنعنا!

عباد الله، نحن مع مَن تتعامل؟ نحن نتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار، وفتح طريق الرجعة أمام الفجَّار. نحن نتعامل مع من لو عفا عن الخلق كل الخلق ما نقص من ملكه شيء؛ القائل: ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15]. نحن نتعامل مع من رحمته سبَقت غضبه، نحن نتعامل مع من اسمه التواب الغفار.

عباد الله، أحلى الأقوال وأجمل الألفاظ يوم يقول العبد: يا رب أذنبت، يا رب أخطأت، يا رب أسأت, يا رب:

إن الملوك إذا شابت عبيدهم *** في رقِّهم عتَقوهم عتقَ أبرار
وأنت يا سيدي أَولى بذي كرمِ *** قد شبنا في الرِّقِّ فأعتِقنا من النار

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

عباد الله: دعونا نقف وقفة تأمل مع التائبين ونعيش وإياكم في رحابهم:
رُوي أن رجلًا جاء إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا أبا إسحاق، إني مُسرفٌ على نفسي بالمعاصي، فأعرض عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومستنقذًا لقلبي، قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها، لم تضرَّك معصية، ولم توبقك لذة، قال: هات يا أبا إسحاق، قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى فلا تأكل من رزقه، قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُنُ أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال: لا هات الثانية، قال: إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده، قال الرجل: هذه أعظم من الأولى، يا هذا إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له، فأين أسكن؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُن أن تأكل من رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال: لا، هات الثالثة، قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده، فانظُر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له، فاعْصِه فيه، قال: يا إبراهيم، كيف هذا وهو مطَّلع على ما في السرائر؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُن أن تأكل من رزقه وتسكُن بلاده، وتعصيه وهو يراك، ويرى ما تُجاهر به؟ قال: لا، هات الرابعة، قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبضَ رُوحَك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، وأعمل لله عملًا صالِحًا، قال: لا يُقبل مني، قال: يا هذا، فأنت إذا لم تقدِر أن تدفع عنك الموت لتتوبَ، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف ترجو الخلاص؟ قال: هات الخامسة، قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة؛ ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم، قال: لا يتركونني ولا يقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاة إذًا؟ قال له: يا إبراهيم، حسبي، حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه.

عبد الله:
1- جدِّد توبتك كل ليلة قبل أن تنام، وحقِّق شروطها فلعلها تكون آخر نومة.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


والمؤمن في مثل هذه الأحوال لا يَغتَرُّ بنفسِه، ولا يركن إليها؛ بل يلتجأ إلى المُعِينِ تبارك وتعالى، تقول امرأةُ العزيز: ﴿ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ﴾؛ أي: استعانَ بالله تعالى، وامْتَنَعَ. ومن أعظم أسباب الوقوع في الفواحش، والاستهانةِ بها، والتَّلذُّذِ بها، الصُّحبةُ السَّيئة، ألا ترى أنَّ امرأةَ العزيز لَمَّا انتشرت هذه الفضيحة بين النساء؛ رجعتْ لِمَنْ حولها من صُوَيْحِباتِ السُّوء، فشَجَّعْنَها على ذلك، وذهَبْنَ إلى يوسفَ يَطْلُبنَ منه أنْ يَرضَخَ لِطَلَبِها! فقال: ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [يوسف: 33، 34].

أيها المسلمون.. إنَّ الحديث عن صِيانةِ الأعراض، وتزكيةِ النفوس، وتنميةِ دواعي العفة والطهارة ليست شِعاراتٍ عاطفيةً، أو مُجرَّد كَمَالاتٍ خُلُقِيَّة؛ إنها أصلُ تماسُكِ المجتمع، وأساسُ ِبَقاِئه، ومقصدٌ عظيم من مقاصدِ الشرع الحنيف. تأمَّلْ كيف جَمَعَ اللهُ تعالى العفافَ والأمنَ في آيةٍ واحدة مع توحيدِه، وجعل إزهاقَ الأرواح وانتهاكَ الأعراض قَرِينَ الشِّرك: ﴿ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 68، 69].

وفي الكتاب العزيز والسُّنة المُطهَّرة آدابٌ شتَّى: للنظر، والاستئذان، والتَّستُّر، والتَّكشُّف، والزِّينة، وسفرِ المرأة، وخَلوَتِها، وعودةِ الرجل إلى بيته، وموقفِ المرأة من أقاربِها وأقاربِ زوجِها؛ كلُّ ذلك من أجل العِفَّةِ والعفاف، فإنَّ أوَّل مداخلِ الشيطان: هو إِطْلاقُ البصرِ والاختلاط: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31]. ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]. كلُّ ذلك سَدٌّ لمنافذ الشيطان.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية*
الحمد لله حمدا يليق بجلال الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على طريقته ونهجه.

عباد الله.. من أعظم أسباب العفاف: التربية الإيمانية؛ وتقوية الصِّلَة بالله تعالى؛ فتعلَمْ أنَّ الله سبحانه يراكَ في السِّر والعَلَن، يقول تعالى: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 3]، يقول ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما - في قوله: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]: (هو الرجل يكون في القوم، فتَمُرُّ بهم المرأةُ، فيُرِيهم أنه يَغُضُّ بَصَرَه عنها، وإذا غَفَلوا لَحَظَ إليها، وإذا نظروا غَضَّ بصرَه عنها، وقد اطَّلَعَ اللهُ من قلبه أنه وَدَّ أنْ يَنظُرَ إلى عَورتِها).

ومن الوسائل التي تُقوِّي الإيمان، وتَحُدُّ من الشهوة: الصيام فله أثَرٌ عظيم في تحقيق العَفاف؛ به يستعين المُتَعَفِّفون، وبه يَتَحصَّن المُتَحَصِّنون، وبه ينشغل العاجِزُون، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه البخاري ومسلم. ومن الوسائل أيضًا: مراقبةُ اللهِ تعالى والحياءُ منه؛ فإنه تعالى سميع بصير. قال بعضهم: (استحيي من الله على قَدْرِ قُربِه مِنكَ، وخَفِ اللهَ على قَدْرِ قُدرتِه عليك. وإذا تكلَّمْتَ فاذكر سَمْعَ اللهِ لك، وإذا سَكَتَّ فاذكر نظَرَه إليك).

ومن أسباب العفة: التربية الأخلاقية؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» صحيح - رواه الترمذي. ومن الأسباب: تَجَنُّب المُثِيراتِ الجِنْسية، وهذا يتأتَّى بِغَضِّ البصر، والابتعادِ عن مَواطِنِ الفتنةِ.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


ومن أهمِّ أسباب العفة: الصُّحبة الصالحة؛ فإنها تُعِين على غَضِّ البصر، وحِفْظِ الفَرْج، وسَبَقَ ذِكْرُ الأثرِ السَّيِّئ لِصُحبة امرأةِ العزيز حين شَجَّعْنَها على الاستمرار في مُراوَدَةِ يوسف - عليه السلام - والضَّغْطِ عليه.

وأخيرًا: الدعاء؛ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» رواه مسلم؛ ويقول: «اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العِفَّةَ والعَافِيَةَ فِي دُنْيَايَ وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي» صحيح - رواه البزار. فالعَفاف والعِفَّة: هو التَّنزُّه عمَّا لا يُباح، والكَفُّ عنه.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الـعـفـة طـريـق للجـنـة*
*للشيخ/ محمود الدوسري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أمَّا بعد: عَجَّ الزمانُ بالفِتن، وكثرت دواعي الانحرف؛ ولزم المسلم الاستعفاف عن مُواقَعَةِ الحرام، والاستعلاء عن مُقارفةِ الفواحش، والاستعصام عن الرغبات الجامِحَة والإرادات المُهلِكة، ومُجاهدة النفس وصونها عن الأقذار، وكَبْتَها عمَّا لا يحل. ومتى استسلم المرءُ لنوازع الشهوة والغَرِيزة واللَّذة المُحرَّمة؛ فقد تردَّى في مُستنقع البؤس والخَيبة، وخَرَّ في دركات الضَّياع والقلق، والتَّوتر والحَيرة، ﴿ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا﴾ [النساء: 38].

والعِفَّة هي: كفُّ النفس عمَّا لا يَحِل، ولا يَجمُل، وضبطُها عن الشهوات المُحرَّمة، وقَصْرُها على الحلال مع القناعة والرِّضا. فالعِفَّة خُلُق زَكِيّ؛ لِمَا فيه من سُمُوّ النفس على الشَّهوات الدَّنيئة. وأصبحت العِفَّة عند طائفةٍ من الناس من الأمور القديمة البالية، مع أنها برهان على صِدق الإيمان، وطهارةِ النفس، وحياةِ القلب، وهي عِزُّ الحياة وشرفُها وكرامَتُها، بها تحصل النَّجاة من مَرارات الفاحشة، وآلامِ المعصية، وحسراتِ عذاب الآخرة، الخارِجُ عنها موصوفٌ بأقبح الأوصاف.

فيا سعادةَ مَنْ عَفَّ، ويا فوزَ مَنْ كَفَّ، ويا هَناءَةَ مَنْ غَضَّ الطرف، طُوبى لِمَنْ حَفِظَ فرجَه، وصان عِرضَه، وأحصنَ نفسَه، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» رواه البخاري. ففيه إشارةٌ إلى وجوب حِفْظِ اللسان والفرج. والمرادُ بالضَّمان هنا: ترك المعاصي بهما. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ! احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، لاَ تَزْنُوا، أَلاَ مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ» حسن - رواه الحاكم والبيهقي. ولمَّا ذَكَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أهلَ الجنة - ذَكَر منهم: «عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ» رواه مسلم.

وأهلُ العفافِ مِمَّنْ يرثون الجنة؛ لأنَّ العفيف أكْرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدَّنايا، فأكرمه الله تعالى في الآخرة بأعلى الدرجات، وأحسنِ العطايا، واستحقَّ مِيراثَ الجِنان: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.... ﴾ ﴿ أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 5-11]. فاستحقَّ ميراث الجِنان؛ لأنَّ العِفَّة جُنَّةٌ وكرامة. ومِنَ السَّبعة الذين يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يوم ظِلَّ إلاَّ ظِلُّه: «رَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ» رواه البخاري.

وحِين تُعرَض قَصَصُ العفاف؛ فإنَّ أحسَنَها وأعظمَها قِصَّةُ الكريمِ ابنِ الكرام، سَيِّد العَفَاف في ظرفٍ تتهاوى فيه عزائِمُ الرجال الأشِدَّاء، فضلًا عن فتًى غريبٍ نائي الأهلِ والدِّيار، حين راودته التي هو في بيتها عن نفسِه، ﴿ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23]. فرَغْمَ الوعدِ والوعيد، والسِّجنِ والتَّهديد، إلاَّ أنَّ الله تعالى نَجَّاه بالعفة، فحقيقتها مراقبة الله تعالى في السِّر والعلن، فـ﴿ مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].

فمِنْ أعظمِ سُبلِ العفاف الاستعانة بالله تعالى، واللجوء إليه، والاستعاذة به، والفرار إليه، ﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النور: 21]؛ فالله تعالى هو الذي يحفظك من الفتنة، فلا بد من الاستعانة بالله؛ ليصرف عنك السُّوءَ والفحشاء. وها هو يوسف - عليه السلام - لَمَّا طَلَبَتْه امرأةُ العزيز، وهمَّتْ به؛ قال: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ أي: أستعيذُ بالله مِنْكِ، ومِنْ شرِّك.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ".

فلا يجوز لمسلم أن يقيم في بلاد الكفار إلا لضرورة لا تُقضى في بلده،فقد روى أبو داود عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، َقَالَ : " أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ ؟ قَالَ : " لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ".والمعنى لا يجوز لمسلم أن يسكن بجوار مشرك،بل يجب على المسلم القادر على الهجرة أن يهاجر من بلدته الكافرة إذا لم يستطع إقامة دينه،فقد قال الله في كتابه الكريم: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) }[ سورة النساء : 97 إلى ٩٨ ]

فانظروا يا عبادالله: هذا الوعيد في حق الذين أقاموا في بلادهم الكافرة ولم يهاجروا إلى ديار الإسلام، فكيف بمن يسافر الى بلاد المشركين من المسلمين ويقيم فيها،فإن هذا نوع من مولاة المشركين؛لأن مجالستهم ذريعة لمحبتهم وربما لمناصرتهم، فإن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله وجليسه،فاعتزوا بدينكم وببلادكم المسلمة ولن يضيعكم الله،فإنه مامن نفس منفوسه إلا وقد كتب الله رزقها،أيرزق الله أعداءه ويترك أولياءه؟! هذا لا يكون،وقد قال الله في كتابه الكريم: { ۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[ سورة هود : 6 ]

وروى الترمذي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ".

اللهم أعز الإسلام والمسلمين،وأذل الشرك والمشركين، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ،وسريع الحساب اهْزِمْ اليهود والنصارى وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ ،اللهم دمرهم تدميرا ولا تبقِ منهم صغيرا ولا كبيرا،اللهم إنا نجعل في صدورهم ونعوذ بك من شرورهم،اللهم عليهم بدولة الكفر أمريكا حلفائها، اللهم مزقهم كل ممزق،اللهم اجعل لهم يوما كيوم عاد،وفرعون ذي الأوتاد،اللهم كن لهم بالمرصاد،ياذا القوة والجبروت.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) }[ سورة الأنفال : 9 إلى 12 ]
وقال الله عن يوم حنين: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }[ سورة التوبة : 25 إلى 26 ]

فإذا رجع المسلمون إلى دينهم وساروا على ما كان عليه سلفهم من الصحابة والتابعين فبإذن الله أن الله سيورثهم أرض أمريكا وحلفاءها وما معهم من أموال وقوات،كما ورث الله نبيه وصحابته مشارق الأرض ومغاربها،ليس ذلك ببعيد،وماهو على الله بعزيز، ولا يعزب عنه شيء،ولكن هذا الأمر يحتاج من المسلمين إلى عقيدة صحيحة وتوحيد قوي وتمسك بالسنة على منهج سلف الأمة فبذلك يسودون الأمم وتخضع لهم العرب والعجم.

-ولهم عبرة بثمود قوم صالح، فإن في قصتهم عبرة للمعتبرين، حيث أهلكهم الله لما كذبوا نبيهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله إليهم آية،وقد كان عندهم من القوة العظيمة ما أخبر الله عنهم في كتابه أنهم كانوا ينحتون الجبال بيوتا،قال الله { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ }[ سورة الفجر : 9 ]

وكانوا قد أقسموا الأيمان المؤكدة أنهم سيغتالون صالحا وأهله ليلا،ثم ينكرون ذلك ويحلفون على صدقهم، فمكر الله بهم وقتلهم قبل أن يصلوا إليهم،والله خير الماكرين،ثم أهلك الله من بقي منهم بعد ثلاث كما أخبرهم بذلك نبيهم عليه السلام،قال تعالى:{ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) }[ سورة النمل : 48 إلى 53 ]

وكان صالح عليه السلام قد أمهلهم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب، فصاح بهم جبريل عليه السلام صحية شديدة قطعت قلوبهم، وقيل صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة جعلتهم فرسى جاثمين لا حراك لهم.
قال الله:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ (68) }[ سورة هود : 66 إلى 68 ]
ومن العقوبات التي أرسلها الله على قوم صالح الرجفة حيث زلزل الله الأرض من تحت أقدامهم،قال تعالى: { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }[ سورة الأعراف : 78 ]

وبنفس العقوبة عاقب الله قوم شعيب عليه السلام حينما كفروا بربهم وكذبوا نبيهم ،وهي الرجفة والصيحة،قال تعالى:{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }[ سورة هود : 94 ]
ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب ، أهلكهم الله بالصيحة ; غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم ، وقوم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم .فأصبحوا في ديارهم جاثمين أي ساقطين على وجوههم ، قد لصقوا بالتراب كالطير إذا جثمت"

ومن العقوبات التي أرسلها الله على قوم شعيب الرجفة وهي الزلزلة الشديدة،زلزل الله الأرض من تحت أقدامهم، قال تعالى{ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) }[ سورة الأعراف : 90 إلى 91 ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


وكذلك أرسل عليهم عذاب يوم الظلة،حيث أصابهم بالحر الشديد ثم جاءتهم سحابة فدخلوا يستظلون تحتها من شدة الحر فأرسل الله عليهم شررا من نار ، ولهبا ووهجا عظيما،قال تعالى: { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }[ سورة الشعراء : 189 ]،فاجتمعت عليه ثلاث عقوبات:وهي الرجفة والصيحة وعذاب يوم الظلة.
-ولنا عبرة بمملكة فرعون أين ذهبت؟فقد كان عاقبة أمرها خسرا،وقد كان فرعون يقول: أنا ربكم الأعلى وهذه الأنهار تجري من تحتي،وكان يقول إنه خير من موسى، وزعم أنه يهديهم سبيل الرشاد،ويحذرهم من موسى عليه السلام ومما يدعو إليه،كما أخبر الله عنه:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }[ سورة غافر : 26 ]

ففرعون لعنه الله كان يزعم أنه المصلح وموسى المفسد،كما يزعم اليهود والنصارى أنهم دعاة السلام في هذه الأمة، وأنهم شعب الله المختار،فقد أغرق الله فرعون وقومه في البحر بعد شدة مرت على قوم موسى عليه السلام ،حيث كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويستضعف رجالهم،فجعله الله عبرة للمعتبربن وآية للعالمين،فسبحان ذي القوة والجبروت الذي لا يعجزه شيء إذ يقول للشيء كن فيكون،فنسأل الله أن يرينا في أمريكا وحلفائها ما أرى موسى في فرعون وقومه،قال الله:{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) }[ سورة الشعراء : 61 إلى 68 ]

-ونختم بقصة قرى قوم لوط كيف دمر الله عليهم وأهلكهم وجعل عاليهم سافلهم،حيث أرسل جبريل عليه السلام فاقتلع قراهم بجناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم وأتبعهم الحجارة،وذلك أنهم كذبوا لوطا عليه السلام وآذوه في أضيافه،وكانوا يفعلون الفاحشة ويأتون الذكران دون النساء ولم يسبقهم بها أحد من العالمين،قال بعض السلف :"لولا أن الله تعالى ذكر خبرهم في القرآن،ما ظننا أن ذكرا يقع على ذكر" أو كما قال رحمه الله،ولذلك جاء في شرعنا أن الفاعل والمفعول به يقتلان،وقال بعض أهل العلم ويرميان من شاهق مرتفع على رؤوسهما لأنهما قلبا سنة الله تعالى، قال الله عن قوم لوط: { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }[ سورة هود : 74 إلى 83 ]


*الخطبة الثانية*
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيدا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسلم تسليما مزيدا.

أما بعد:
فيقول الله في كتابه الكريم:{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[ سورة يوسف : 111 ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


فلنا عبرة في الأمم السابقة التي أهلكها الله بكفرها وظلمها وعتوها،وتكذيب رسلها،ممن قص الله علينا في القرآن ونبينا في السنة،فنأمل من الله تعالى ونرجوه أن يجعل لأمريكا وحلفائها يوما كيوم قوم نوح، أو يوما كيوم قوم هود، أو يوما كيوم قوم صالح، أو يوما كيوم فرعون وقومه،كما نسأله تعالى أن يجعل لهم يوما كيوم قوم لوط بأن يمطر عليهم حجارة من السماء وأن يجعل عاليهم سافلهم،فإنهم قد فعلوا أفاعيل قوم لوط ،وقد قال الله عنهم ومنذرا للظالمين أمثالهم:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) } الشاهد قوله: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}

أي أن هذا العذاب ليس ببعيد عن الظالمين أمثالهم،فإن دولة الكفر أمريكا ومن معها ظالمون،قد فعلوا مافعله قوم لوط وزيادة،وهي جريمة اللواط والدعوة إلى ذلك وتشجيع من فعل ذلك بالأموال والمغريات وحماية أصحاب هذه الجريمة ممن يتعرض له، وزادوا على قوم لوط بأن جعلوه زواجا مشروعا وبعقود رسمية،وفرضوا العقوبات على من يعترض على ذلك أو يخالف،وكل هذا من أجل نشر الرذيلة في المجتمعات ومحاربة الفضيلة وإفساد الشباب ومحاربة سنة الله ،إضافةً إلى ما هم عليه من الشرك والكفر والظلم والطغيان واستضعاف الصالحين،والمكر بالمؤمنين، فنسأل الله أن يرينا فيهم عجائب قدرته،نسأل اللهَ أن يرينا فيهم بطشه ونقمته،فليسوا خير منهم،وليس لهم عهد ولا ذمة ،ليس كفار هذا الزمان خير من كفار ذاك الزمان،فكلهم كفار ومن أحطاب النار، ومصيرهم واحد وهو الهلاك والدمار والعذاب الأليم بإذن الله الواحد القهار،بل كفار هذا الزمان ربما أشر من كفار تلك الأزمنة المتقدمة لأنهم كفروا بخير الرسل وكذبوه وسخروا منه واستهزؤا به حيا وميتا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ (53) }[ سورة القمر : 43 إلى 53 ]

فمهما تجبرت أمريكا بقوتها وأعجبت بها، فإن قوة الله أعظم ولا مقارنة،فلو أراد الله إهلاكهم لأرسل عليهم من شاء من جنوده التي لا يعلمها إلا هو،فلله جنود لا تُقهر ،سواء كانت من الملائكة أو الريح أو الطير أو الحشرات أو الرعب أو نحو ذلك من جنوده التي لا يحصيهم إلا هو،فواللهِ وباللهِ وتاللهِ إن قوات أمريكا وحلفائها ما تستطيع أن تواجه مَلَكا واحدا من الملائكة،فلو أذن الله لجبريل عليه السلام لدمر دول الكفر كلها،بل قادر على أن يرفعها بجناحه إلى السماء ثم يقلبها عليهم كما فعل بقوم لوط،ولو أرسل عليهم جزءا يسيرا من الريح لدمرتهم وأهلكتهم كما دمرت عاد، ولو شاء لقذف في قلوبهم الرعب فيستسلمون ويورث الله المسلمين أرضهم وديارهم كما حصل ليهود بني النظير ،ولكنْ لله فيهم الحِكَم البالغة، قد يبتلى بهم المسلمين،ويسلطهم عليهم بسبب ذنوبهم ليرجعوا إلى ربهم ويتمسكوا بدينهم،فما أصبر الله على الظلمة وما أحلمه على الفجرة،وقد جعل لهم يوما لا ريب فيه ولا مناص،فأين المفر. { كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) }[ سورة القيامة : 11 إلى 12 ]

فيا هول مصيبة من يواليهم ويدافع عنهم،يا ويل من يتعاون معهم من الزنادقة والمنافقين ضد المسلمين ،فالحذر الحذر -أيها المسلمون- من موالاة الكافرين والمشركين، الحذر من موالاة اليهود والنصارى وغيرهم،ثم الحذر الحذر من التشبه بهم في العادات والعقائد والعبادات،حاربوا أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم قبل أن تحاربوهم بالسيف،وليحذر المسلمون الذين أقاموا في دولة الكفر أمريكا لغير ما ضرورة،وليحذروا من موالاتهم،فيخشى عليهم إن نزلت بهم العقوبات أن تأخذهم معهم،بسبب مخالطتهم،فقد روى البخاري عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ".

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

14 Nov, 21:34


وقال تعالى:{ ۞ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) }[ سورة القمر : 9 إلى 16 ]

ولهم عبرة بعاد قوم هود إذ كفروا بربهم وعادوا نبيهم،وقد كانوا ذا قوة وشدة،فكانوا يصنعون الحصون المشيدة ويظنون أنها تخلدهم وتنجيهم،فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا،قال تعالى:{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) }[ سورة الشعراء : 128 إلى 129 ]
فكانوا يتبجحون بقوتهم،ويتحدون نبيهم ،ونسوا قوة الله الذي خلقهم،قال تعالى:{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) }[ سورة فصلت : 15 إلى 16

فأرسل الله عليهم الريح العقيم ماتذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم،أرسل عليهم ريحا شديدة البرودة مزعجة الصوت،فصاروا كأعجاز نخل خاوية،{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }[ سورة الحاقة : 7 ]
وقال تعالى:{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) }[ سورة القمر : 19 إلى 21 ]

ذكر بعض المفسرين أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا كمثل الخاتم،ومع هذا أهلكت الحرث والنسل وجعلتهم كما أخبر الله لا يُرى إلا مساكنهم، فالله قادر على أن يرسل الريح على أمريكا وحلفائها فتدمر قصورها ورجالها وقواتها،وما ذلك على الله بعزيز، فينبغي على المسلمين أن يصبروا،وأن يراجعوا دينهم، وأن يدعوا الله بدمارهم،فإن الله سريع الحساب، وشديد العقاب،وهازم الأحزاب،فمهما تحزبوا على المسلمين فإن الله ناصرٌ أولياءه،وحافظٌ دينه،فقد أرسل الله الريح على المشركين في غزوة الأحزاب فكفأت قدورهم وردتهم بغيضهم منهزمين، وأنجى الله المؤمنين بإيمانهم وتوحيدهم ودعائهم،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) }[ سورة الأحزاب : 9 إلى 11 ]
إلى قوله تعالى:{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) }[ سورة الأحزاب : 25 إلى 27 ]

ونصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين في غزوة بدر وحنين وكذلك في غزوة الأحزاب فأيدهم بالملائكة ،وإذا شاركت الملائكة مع المؤمنين فساء صباح المنذَرين،قال الله عن يوم بدر: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

10 Nov, 18:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

08 Nov, 18:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 22:08


🎤
خطبة جمعة بعنوان:

(الآيات والبشارات لنهاية اليهود)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌


الحمد لله منشئ الموجودات ،.. وباعث الأموات ،.. وسامع الأصوات ،.. ومجيب الدعوات .. وكاشف الكربات.. و عالم الأسرار والخفيات....

وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له... له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،..ربنا ورب جميع الكائنات ...

إن كُنتَ تشكو من الدنيا وقسوتها
فمَن تُراهُ من الأكدار قد سلما؟!

ما دام عيشك في أمن وعافية
لم يبق في العمر ما يخشى وإن عظما

يا حامل الهم لا تحزنك عاصفة
هبت على قلبك الموجوع فانهدما

سيبعث الله من آفاق رحمته
لطفاً يُرمم في جنبيكَ ما هُدِما

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا. محمدا عبد الله ورسوله ..وصفيه من خلقه وحبيبه ،..

شوقي إلى لقيا النبي عظيم
لا الحبر يرويه ولا الترنيم

كلا ولا غيث الغمام إذا همى
إلا الصلاة عليه والتسليم

صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين...

أماااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة اولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون َ))..[آل عمران: 102]

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً* ) [النساء:1].

-أيها المؤمنون :
ورد في صحيح البخاري.. عن حذيفة ابن اليمان قال: " لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئًا إلى قيام السَّاعة إلا ذكره؛ علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيته، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه " ،
. ففي هذه الخطب منه صلى الله عليه وسلم... كان يحدث أصحابه ...عن أصول الملاحم والفتن التي ستقع.. وعن اشراط الساعة وعلاماتها؛ حتى يبين لاصحابه .. كيف يتصرفوا.. إذا أدركوا عصور تلك الملاحم والفتن،... أو شاهدوا بعضاًً من علامات الساعة الصغرى؛... لان الانسان اذا كان على جهل وأدرك شيئاً من ذلك؛ .. فإنه لا يدري كيف يتعامل معها.. لكن النبي عليه الصلاة والسلام... كان يبين لأمته هذه القضايا... حتى يحصنهم إذا أدركوا تك العصور والأزمنة.

-ايها المؤمنون : إن الناظر إلى الأحداث الجارية في المنطقة العربية بشكل خاص... وإلى الشرق الاوسط بشكل عام.. قبل طوفان الاقصى.. كان يرى.. أن الأمور تتجه الى تصفية القضية فلسطينية.

عبر ما يسمى بصفقة القرن...وما هي صفقة القرن؟.. صفقة القرن ملخصها:
تهجير أهل قطاع غزة إلى سيناء في مصر.... وتهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن، ..
-وبعد ذلك يدخل اليهود الى كامل أراضي فلسطين ويهدمون المسجد الأقصى.. ويقومون ببناء هيكلهم المزعوم ..على أنقاض المسجد الأقصى.. ثم بعد ذلك.. تعلن جميع الدول العربية التطبيع .. مع دولة الكيان الصهيوني،..
وبعد بذلك يعلن عن قيام دولة إسرائيل الكبرى... حدودها من النيل الى الفرات ...
كان العالم يتجه في هذا الاتجاه،
لكن.. يشاء الله تبارك وتعالى...أن يأتي طوفان الأقصى... فيبعثر على العالم خططهم ...ويربك عليهم استراتيجياتهم.... فحصل باذن الله تبارك وتعالى، ...ما لم يكن يتوقعه أحد،..
-وهنا تطرح بعض الأسئلة التي تبحث عن إجابة...
، ومنها :
هل هذه الاحداث الجارية اليوم في قطاع غزة ...مقدمة لزوال دولة الكيان الصهيوني.؟
-هذا سؤال يحتاج الى اجابة.

السؤال الثاني : ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد طوفان الاقصى؟.
-السؤال الثالث : ما واجبنا تجاه قضية فلسطين؟
@-هذا ما سنفصل فيه المقال في هذه الخطبة.

-أيها المؤمنون : خص الله تعالى نفسه بعلم الغيب والشهادة، فقال تعالى: ((عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتَعالِ))[الرعد:٩] ،...
والإيمان بالغيب ..من صفات المتقين...قال الله تعالى: ((المَ۝ ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَّقينَ۝الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ))[البقرة].

-والغيب.. هو كلما غاب عنا من أمور الآخرة ..ومن امور الساعة.. أشراطها.. وعلاماتها... التي اخبر عنها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ..أو أخبر عنها رسوله عليه الصلاة والسلام.
فوجب على المؤمن ان يؤمن بكل تلك الغيوب.

-أيها المؤمنون : قال أهل العلم إن الغيب على نوعين:
@-(غيب مطلق):
هو الذي استأثر الله بعلمه،...ولم يطلع عليه أحدا من الخلق،.. قال تعالى: ((قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشعُرونَ أَيّانَ يُبعَثونَ))..[النمل: ٦٥]،.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 22:08


وهذا النوع من الغيب... لا يعلمه ملك مقرب..ولا نبي مرسل،..وقد أخبر الله عن نبيه محمد.. أنه لا يعلم هذا النوع من الغيب، قال تعالى: ((قُل لا أَملِكُ لِنَفسي نَفعًا وَلا ضَرًّا إِلّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَما مَسَّنِيَ السّوءُ إِن أَنا إِلّا نَذيرٌ وَبَشيرٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ))..[الأعراف: ١٨٨].

@-النوع الثاني: من أنواع الغيب، هو (الغيب النسبي): وهذا النوع من الغيب هو الذي يطلع الله تبارك عليه من يشاء من أنبيائه ورسله، ..قال تعالى:((عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدًا۝إِلّا مَنِ ارتَضى مِن رَسولٍ فَإِنَّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ رَصَدا))..[الجن: ٢٦-٢٧]،...
-والله تبارك وتعالى عندما يطلع نبيه على هذا النوع من أنواع الغيب،.. فيخبر به الناس فيقع كما أخبر به... يكون ذلك شاهد صدق.. على انه رسول من عند الله تعالى ..الذي اطلعه على ذلك.

-ايها المؤمنون : وأنواع الغيب الذي اطلع الله تبارك وتعالى عليه رسوله عليه الصلاة والسلام ...ثلاثة انواع :
-غيب (الماضي) : وهو الإخبار بقصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم.. وما حال من آمن بهم.. ومن كذب بهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم... لم يشهد تلك القصص.. وهي من أمور غيب الماضي.. التي اطلع الله رسوله عليه، وعندما يقرأها أهل الكتاب في كتاب الله تعالى... فيجدونها موافقة لما في كتبهم ...الغير محرفة.. فيدل ذلك على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم..قال تعالى: عن قصة مريم، ((ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نوحيهِ إِلَيكَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقونَ أَقلامَهُم أَيُّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمونَ))[آل عمران: ٤٤].

-النوع الثاني.. من أنواع الغيب غيب (الحاضر) : وهو أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قضايا وأمور.. وقعت في زمانه.. فتحدث كما أخبر عنها صلى الله عليه وسلم، ..فلما جاء (باذان)، والي ملك الفرس في اليمن،.. لما جاء إلى رسول الله ليأخذه إلى ملك الفرس،.. فاخبره رسول الله أن ابن ملك الفرس قد قتل والده، ..
وجاءت الأخبار بعد أشهر ..من فارس ...مؤكدة لما اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
..عند ذلك..أسلم -باذان- ومن معه..

-أيها المؤمنون:
النوع الثالث.. من أنواع الغيب الذي اطلع الله عليها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم غيب (المستقبل).. وهو أن يطلع الله رسوله ..على أمور ستقع في المستقبل... فيخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم...فتقع كما أخبر عنها صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك... أخباره صلى الله عليه وسلم..عن اشراط الساعة.. وعن علاماتها، ...قال تعالى: ((فَهَل يَنظُرونَ إِلَّا السّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً فَقَد جاءَ أَشراطُها فَأَنّى لَهُم إِذا جاءَتهُم ذِكراهُم))..[محمد: ١٨|

فالساعة قبل وقوعها.. جعل الله لها علامات ..حتى يستعد الناس لها.. وحتى يستعدوا للقاء الله تبارك وتعالى...
@-وعلامات الساعة ..على نوعين :
-علامات كبرى ...وهذه لم يقع منها شيء؛.. لأنها ستقع في آخر الزمان...
-وعلامات صغرى... وهذه العلامات قد وقع معظمها.. كما اخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام،..
@-وفي مقامنا هذا ..سوف نقف عند حديث نبوي...أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.. عن بعض علامات الساعة الصغرى.. منها :
-ما قد وقع.. ومنها لم يقع بعد.. روى البخاري وابن ماجه وأحمد،
عن عوف بن مالك قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: (( اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة..ِ مَوْتِي.. ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.. ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ.. ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا.. ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِن الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ.. ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة،ً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ))..

-فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.. ست علامات من علامات الساعة الصغرى،.. وقد وقع منها خمس علامات....وبقيت السادسة،.. وهذه العلامات هي:

1/ موت النبي صلى الله عليه وسلم. وكان موته صلى الله عليه وسلم... أولَ أمر دَهَمَ الإسلامَ؛ حيث انقطعَتْ النبوَّةُ،.. وكان أولَ ظهور الشر... بارتداد العرب، ..وأولَ انقطاع الخير،.. وأولَ نقصانه، ..وأظلمت الدنيا في عيون الصحابة رضي الله عنهم عندما مات صلى الله عليه وسلم، قال أنس رضي الله عنه: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ أضاء منها كُلُّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه.. أظلمَ منها كُلُّ شيء، وما نَفَضْنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ..حتى أنكرْنا قلوبَنا»؛ أخرجه الترمذي.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 22:08


2/ فتح بيت المقدس، وكان ذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه... في السنة (السادسة عشرة).. من الهجرة النبوية،.. وقد ذهب عمر رضي الله عنه بنفسه إلى بيت المقدس، وصالح أهلَها، وفتحَها، وطهَّرها، وبنى بها مسجدًا في قبلة بيت المقدس.

3/ كثرة الموت، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم"، ومعنى قوله: ((موتان)): هو الموت الكثير الوقوع...
-وعقاص الغنم هو: داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة،فهو طاعون ينتشر كانتشار الداء في الأغنام. قال ابن حجر: ويقال إن هذه الآية ظهرت في(طاعون عمواس) في خلافة عمر... وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس.
وقد انتشر هذا الطاعون في أرض الشام فمات بسببه خلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم، ومن غيرهم. وقد قيل: إنع بلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرون ألفاً من المسلمين، ومات فيه من المشهورين أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين هذه الأمة رضي الله عنه،..ومعاذ بن جَبَل، ..وكثيرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

4/ استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطاً، ومما يدل على هذه العلامة قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه: ( *(لا تقومُ الساعةُ حتى يكثُرَ فيكم المالُ فيَفيضَ، حتى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يَقبله منه صدقة، ويُدعى إليه الرجل، فيقول: لا أرَبَ لي فيه ))؛ ..وقد تحقق هذا في زمن عمر بن عبد العزيز ..

5/ فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته...
وهي كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح : والفتنة المشار إليها.. افتتحت بقتل عثمان، واستمرت الفتنة بعده.

6/ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً، هذه الهدنة والتي يعقبها غدر الروم بالمسلمين... لم تقع ..وهي ستقع لا محالة؛.. لأنها مما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام عنه،..وفي هذه العلامة بشارة... وذلك.. أنه دل على أن العاقبة للمؤمنين مع كثرة ذلك الجيش..

-أيها المؤمنون : ومما اخبر عنه الله في كتابه الكريم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية... نهاية اليهود... ونهاية مستقبلهم في ارض فلسطين..
كيف ستكون نهايتهم؟ ..وما مستقبلهم في ارض فلسطين؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب...
فاستغفروه.. يا فوز المستغفرين.


الخطبة الثانية👇

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا.. تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. ..وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا. ...والصلاة والسلام على البشير النذير محمد. صلى الله وسلم وبارك عليه. وعلى اله واصحاب واخوانه.

اما بعد :
أيها المؤمنون :
إن حِقد اليَهودِ.. وعَداءهم لِلإسلامِ وأهلِه.. قائِمٌ مُنذُ ظُهورِ الإسلامِ، وسيُستَمِرٌّ إلى أنْ تَقومَ الساعةُ،..
،ولما بعث نبينا محمد ..حرّضوا الناس عليه وقاتلوه، ..آذوه عليه الصلاة والسلام، .. وتآمروا على قتله.. والغدر به مراراً، ...وهمّوا بإلقاء حجر كبير عليه في بني النضير.. من أعلى بيت كان يجلس تحته،... وأهدوا إليه شاة مشوية فيها سم، فلاك منها عليه الصلاة والسلام شيئاً،... وظلّ متأثراً بما أكل منها حتى توفي،.

وقد واجه اليهود..الإسلام..ونبي الإسلام والمسلمين..بالعداء الصارخ،.....واحتضنوا النفاق والمنافقين،.. وحرضوا المشركين وتآمروا معهم ضد المسلمين،.. إكتوى المسلمون بنار عداوتهم وكيدهم.

-أيها المؤمنون : وقد أبان الله في كتابه أحوالهم ...تصريحاً وإسهاباً،.. إيماءا واقتضاباً، ..في مئات الآيات.. ووصفهم وصفاً مطابقاً عادلاً، حذّر منهم، ..ووضعهم في مقدمة صفوف أعداء المؤمنين: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ)) [المائدة:82].

وقد عاقب الله اليهود بجملة من العقوبات، .. ومن أعظم عقوبات الله تعالى .. التي عاقب بها اليهود ..أنه سيبعث عليهم.. من يسومهم سوء العذاب الى يوم القيامة،.. قال عزَّ وجل:((وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبعَثَنَّ عَلَيهِم إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن يَسومُهُم سوءَ العَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَريعُ العِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفورٌ رَحيمٌ ))..
الأعراف: ١٦٧]..

فهذه الآية .. تفيد بأن الله قضى على اليهود.. بالعذاب المستمر.. بأيدي الناس إلى يوم القيامة،.. وقد حصل لهم من ذلك الشيء الكثير،...
فقد ذكر أهل التواريخ والسير... أنه.. في زمن سيطرة الرومان على فلسطين ...قام اليهود بثورات ضد الرومان، ..مما جعل القائد الروماني عام (70) .. يجتهد في استئصالهم ..والفتك بهم.. وسبي أعداد كبيرة منهم.. ودمَّر بيت المقدس.. ومعبد اليهود،..وكان هذا التدمير الثاني للهيكل ...وقد زاد في تدمير الهيكل-الحاكم الروماني(أدريان) سنة (135) م، حيث أمر جنوده بتسوية الهيكل بالأرض،...وبنى فيها معبداً.. لكبير آلهة الرومان.. الذي يسمونه (جوبتير)...

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 22:08


اللهم وانصر اخاننا المجاهدبن في ارض فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة اللهم انصرهم على اليهود المعتدين وحلفائهم من الامريكان والاربيين اللهم ثبت اقدامهم وسدد رمتهم اللهم وكن لهم ناصرا ومعينا
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،

..للهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً .. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين،
.. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ غي مقامنا هذا ذنباً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....والحمد لله رب العالمين، وقموا الى صلاتكم يرحمكم الله

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
====================
د/عبدالرقيب الراشدي.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 22:08


وهدم كل شيءٍ في المدينة،.. ولم يترك فيها يهوديًّا واحداً، ..ثم منع اليهود من دخول المدينة، وجعل عقوبة ذلك الإعدام، ..ثم سمح لليهود بالمجيء... إلى بيت المقدس يوماً واحداً في السنة،.. والوقوف على جدار بقي قائماً من سور المعبد،.. وهو الجزء الغربي منه، ..وهو الذي يسمَّى اليوم.. (حائط المبكى)...واسمه الحقيقي-حائط البراق.

-أيها المؤمنون " ومن العقوبات كذلك تقطيع اليهود في الأرض وتشتيتهم فيها جزاء كفرهم وفسادهم، قال تعال :((اسكنوا الأرض))..
-وقال: ((وَقَطَّعناهُم فِي الأَرضِ أُمَمًا مِنهُمُ الصّالِحونَ وَمِنهُم دونَ ذلِكَ وَبَلَوناهُم بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ))..[الأعراف: ١٦٨]، ...

-وهذه الآية.. تفيد بتمزيق الله لليهود في الأرض، ..وتفريقهم في الأرض، وقدظل اليهود ..في حالة تشتت وتفرُّق في جميع أنحاء الأرض،.. ولم يكن يسمح وقتها لليهود بالسكنى ..في بيت المقدس،... وقد كان من بنود المعاهدة.. بين نصارى بيت المقدس.. وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن لا يسمح لليهود بالسكن في بيت المقدس، وقداستمرَّ اليهود في التشتت والتمزُّق.. في أنحاء الأرض.. إلى عام 1948م-حين اقيمت لليهود دولة على أرض فلسطين، ...
وهذا دليل.. على قرب نهايتهم قبل قيام الساعة،.. وصدق الله القائل:(( فإذ جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا )).

أيها المؤمنون : لا يختلف اثنان في أن اليهود الصهاينة.. قد أفسدوا في زماننا هذا... افساداً كبيرا،.. فحربهم الظالمة على قطاع غزة ..هذه الايام لاتخفى عليكم، ..وقد مضى عليها سنة كاملة ودخلت في السنة الثانية، شهرا..ولا يكاد يمر يوم على هذه الحرب،.. إلا ولليهود في غزة مجازر بشعة.. يروح ضحيتها المئآت من الشهداء والجرحى،.. ويساندهم في ذلك.. الامريكان.. والاوربيون، وبتواطؤ.. من بعض الدول العربية..وسكوت كثير من الدول الاسلامية،... كل هذا الاجرام والافساد لن يستمر بإذن الله تعالى،... بل إن عذاب الله وسخطه سيحل باليهود.. عاجلاً أم آجلاً، ... فستشهد أرض فلسطين ..أعظم ملاحم آخر الزمان.. وأشدها وأقواها،... إنها المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود،..حيث ستشارك في هذه المعركة.. الجمادات، ...وستكون في صف المسلمين..
ففي صحيح مسلم يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لَا تَقُومُ السَّاعَة حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ المُسْلِمونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " -وشجر الْغَرْقَد... نَوْع مِنْ شَجَر الشَّوْك مَعْرُوف في بَيْت الْمَقْدِس.

-أيها المؤمنون : وما في هذا الحديث.. ما كان أحد يتصور كيف سيقع من قتال مع اليهود ونهايتهم؛ لان اليهود لا دولة لهم تجمعهم؛.. حتى جمع الله اليهود في أرض فلسطين.. وذلك مقدمة لنهايتهم واستئصالهم، .. والانتصار عليهم، .. وهذا النصر على اليهود الموعود به على اليهود ... لا يعني القعود وترك العمل لنصرة إخواننا؛.. بحجة أن المعركة نهايتها معلومة ، والنصر فيها قادم، لا وألف لا. فالنصر.. لا يهبه الله للقاعدين والكسـالى؛...
بل.. إن النصر.. هبة من الله -عز وجل- للمجـاهدين والصابرين والمرابطين، ...يقول الله -عز وجل-: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[آل عمران: 20،...
وعند أبي داوود.. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)) .

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ،ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: *{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ* } [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56]. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 16:21


‏مستند من .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*ليــس في الدنيا حيــاة..!!*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،
الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ،
الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ،
ثم غفرها لهم ومحا السيئات ،
فله الحمد ملئ خزائن البركات ،
وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ،
وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ،
وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ،
وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ،
وعدد الحركات والسكنات ،
سبحانه .. سبحانه ،

الطير سبحه والوحش مجده
والموج كبره والحوت ناجاه ...
والنمل تحت الصخور الصم قدسه
والنحل يهتف حمدآ في خلاياه...
والناس يعصونه جهرآ فيسترهم
والعبد ينسى وربي ليس ينساه  ..

وأشهد أن لا إله إلا الله، لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا مدبر للملكوت إلا هو ، ولاسامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ، وما انتصر دين إلا بمداد عزته ، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته ،

وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله، قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ،

صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلي يوم الدين...

عبـاد الله :
فإني أوصيكم ونفسي الخاطئه بتقوى الله العظيم وطاعتِهِ، في السروالعلن ،
وأحذركم وأحذر نفسي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله سبحانه:

بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعد :

عبــــــاد الله :

جاء في صحيح مسلم من حديث عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادى منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ) (مسلم) ..

إنه نداء عظيم وبيان واضح جلي قرر أسباب السعادة وحقيقة الراحة ومنتهى الأمنيات لكل إنسان في هذا الوجود ،

ولكنه لا يمكن أن يتحقق في هذه الدنيا لأنها جبلت على كدر ومصائب وفتن وابتلاءات ..

ففيها الأمراض والأسقام بجميع أنواعها والتي لا يكاد يخلو منها بيت كالضغط والسكري والسرطان وأمراض المعدة والقولون وامراض القلب والروماتيز والمفاصل والعظام وغيرها ، والتي تسبب للناس المشقة والعناء وتسلبهم السعادة والراحة والاستقرار ،

أما في الجنة فإن المنادي ينادي: يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ..
لا أمراض ولا أوجاع ولا آهات أبداً ،
ولا موت يقصم الرقاب ويكدر الأحوال ويجلب الأحزان ولا حروب ولا صراعات ولا دماء واشلاء ولا قتل فيها ولا إزهاق للأرواح ولا خوف من الموت لأن المنادي ينادي يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا فيشعر المرء بالراحة والسعادة والطمأنينة فلا يخاف على فوات النعيم الذي اعطاه الله ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به مناد يا أهل الجنة: فيشرئبون وينظرون ،
فيقول هل تعرفون هذا؟
فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه .
ثم ينادي مناد يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا؟
فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه .
فيذبح بين الجنة والنار ،
ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ،
و يا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ: ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) (مريم 93) وأشار بيده إلى الدنيا ) (البخاري ومسلم) ..

أما الدنيا فإن الله قصم بالموت رقاب الجبابرة, وكسر به ظهور الأكاسرة ,
وقصر به آمال القياصرة, الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة, حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة, فنقلوا من القصور إلى القبور , ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود,

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان,
ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في التراب,
ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة,
ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل ,
فانظر هل وجدوا من الموت حصنا وعزا واتخذوا من دونه حجابا وحرزا؟
وانظر هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا .. دار ما أضحكت ويم الله إلا وأبكت، ولا أفرحت إلا وأحزنت، جميع ما فيها نهاية: قوتها الضعف، وشبابها الهرم، بل وحياتها الموت، جميع ما فيها ظل زائل وعارية مستردة، ..

نظر ابن مطيع رحمه الله ذات يوم إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى وقال: والله لولا الموت لكنت بك مسرورا, ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرّت بالدنيا أعيننا, ثم بكى بكاء شديدا حتى ارتفع صوته..

قال تعالى: ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [يونس: 24]..


أيها المؤمنون /عبـاد الله :

إن الغفلة التي نعيشها اليوم عن حقيقة الحياة وما بعدها والصراع من أجلها ونسيان الآخرة؛ جلب للناس والمجتمعات والشعوب والدول التعاسة والشقاء والحروب والصراعات والاختلافات ،
وظهرت العصبيات الجاهلية بجميع مسمياتها،
حتى تجرأ الفرد على ظلم أخيه وسالت الدماء ،
وفسدت الأخلاق وظهر الكبر والعجب في النفوس،
واغتر هذا بماله وهذا بسلطانه وهذا بأتباعه،
وتساهل الناس في الطاعات والعبادات ،
وأخذوا من أحكام الدين ما يوافق هواهم ويحفظ مصالحهم ويحقق رغباتهم ،
وسعى كل فرد لتحقيق مستقبله في هذه الحياة وحسب فهمه وتصوره ،
فجمع الأموال وبنى الدور والقصور و رزق العديد من الأولاد وتقلد الكثير من المناصب وكافح في هذه الحياة وبذل ما في وسعه ! يريد بذلك السعادة والراحة والتمتع بما جمع وتعب من أجله ،
وفجأة يأتي الموت يأخذ الولد والزوجة والصديق والقريب ثم يهجم على هذا الإنسان ..
فتذهب اللذات وتنقطع الشهوات وتبقى الآهات والحسرات والتمنيات ويرتهن كل إنسان بعمله ..


خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له بُهلول قد اعتزل الناس وعاش وحيداً ..
فقال هارون : عظني يا بُهلول .
قال : يا أمير المؤمنين !!
أين آباؤك وأجدادك من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيك ؟
قال هارون : ماتوا ..
قال : فأين قصورهم ؟
قال : تلك قصورهم ..
قال : وأين قبورهم ؟
قال : هذه قبورهم ..
فقال بُهلول : تلك قصورهم .. وهذه قبورهم .. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم ؟
قال : صدقت .. زدني يا بهلول ..
قال : أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع .
فبكى هارون وقال : زدني.
فقال : يا أمير المؤمنين : قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط ،
فزاد بكاءه وقال : زدني يا بهلول ..
فقال : يا أمير المؤمنين :
هب أنك ملكت كنوز كسرى ...
وعُمرت السنين فكان ماذا ؟
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ ...
وتُسأل بعده عن كل هذا ؟

قال : بلى ..
ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك ..
و انطرح على فراشه مريضاً .. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت ..

قال تعالى: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (آل عمران/185) ..

نعم ..

إن الموت أكبر فاحعة تصيب الإنسان وهو قدر الله لا يستثني أحدا ..
يموت الصالحون و يموت الطالحون و يموت المجاهدون ،
و يموت القاعدون و يموت الشجعان الذين يأبون الضيم و يموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ،
و يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة و الأهداف العالية،
و يموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص،
و يموت الأغنياء ، و يموت الفقراء ، و يموت الحكام ، و يموت المحكومون ...

كل حي سيموت ...
ليـــــس في الدنيا ثبـــــــوت
حركات سوف تفنــــــى ...
ثم يتلوها خفــــــوت
وكلام ليس يحلــــــو ...
بعده إلى السكــــــوت
أيها السادر قل لــــــي ...
أين ذاك الجبـــــــروت
كنت مطبوعا على ...
الــــنطق فما هذا الصمــوت
ليت شعرى أهمـــود ...

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


مـــا أراه أم قنــــــــوت
أين أملاك لهـــم ...
فــي كل أفق ملكــــــــــوت
زالت التيجان عنهــــم ...
وخلت تلك التخــــوت
وعمرت منهم قبــــور ...
وخلت منهم بيــــــوت
إنما الدنيا خيـــــال ...
باطل سوف يفــــــــــوت
ليس للإنسان فيهــــا...
غير تقوى الله قــــــــوت

قال تعالى: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) [الرحمن: 26 - 27]..

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...


*الخطــبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد:

عبــــــاد الله :

في الجنة لا يهرم الإنسان ولا يتقادم سنة ولا تعترية الشيخوخة والكبر وامراضهما ،
بل يكون في مقتبل العمر صحيحاً معافا في جسده وعقله ونفسه ،

ولذلك ينادي المنادي في الجنة: "إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا .."

فلا تخاف من الضعف والكبر والشيخوخة وما يصاحب ذلك من عجز وكثرة الامراض ونقص في القدرات السمعية والنظرية وصعوبة الحركة وكثرة التردد على الاطباء، وضعف في القدرات العقلية واختلال الذاكرة ..

ففي الجنة سعادة لا قلق فيها ولا اضطرابات نفسية ولا هم ولا حزن ولا نقص في المواد الغذائية ، ولا ارتفاع في الأسعار ،
ولا أمراض القلوب كالحقد والحسد والغل والبغضاء وفساد ذات البين ؛ التي أهلكت الناس اليوم وسببت لهم التعاسة وقامت لأجل ذلك الحروب والصراعات وسفكت لأجل ذلك الدماء وقطعت الأرحام، وضعفت الأخوة وذهب المعروف وظهر الشح والبخل،،،

وتناسى الناس في غمرة ذلك أن هناك جنة ونار وجزاء وثواب ودين وأحكام وقيم يجب الإلتزام بها في كل الظروف والأحوال ،
وأن هناك رباً يجب أن يعبد كما أراد يراقب الأعمال ويحصي الأقوال والأفعال ، جعل الدنيا دار عمل واختبار وجعل الآخر دار جزاء وثواب،
وجعل طريق السعادة الحقيقية في الآخرة مرتبط بصلاح المرء في دينه واعماله وأخلاقه وأقواله وتعدد منافعه في هذه الدنيا ،،

قال تعالى: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى) (سورة طـه: 77. 76)...


عبــــــاد الله :

لنصلح أحوالنا ونقوي أخوتنا ونتعاون فيما بيننا وننزع الحقد والغل من قلوبنا،
ونسعى جميعا لبناء مجتمعاتنا وأوطاننا ونحذر من أعداء هذه الأمة ومن اساليبهم وخططهم في تدمير الشعوب والمجتمعات،
ونعود إلى الله بتوبة صادقة وعمل صالح...

عند ذلك سيأتي الفرج وتتنزل الرحمات وتأمن البلاد ويحل الرخاء ،،،

ولنتذكر أن هذه الدنيا ليس فيها حياة حقيقة أبدبة ولكن محطة عبور إلى الحياة بكل معانيها وصورها ...

قال تعالى (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت/ 64) ..

وإنما الدنيا دار ممر والكل سيرحل عنها ولا ينفع المرء إلا إيمانه الصادق بالله وعمله الصالح.

فلنتذكر ذلك جيداً حتى لا نطغى او تفسد أعمالنا او تسوء أخلاقنا أو تضعف قيمنا ..

قال تعالى( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [الزمر: 54 –58] ..

اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومرد غير مخز ولا فاضح ..

اللهم أجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر، وإن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ..


هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..


اللهم يا موضع كل شكوى!
ويا سامع كل نجوى!
ويا شاهد كل بلوى!
يا عالم كل خفية!
ويا كاشف كل بلية!
يا من يملك حوائج السائلين،
ويعلم ضمائر الصامتين!
ندعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلّت حيلته،
دعاء الغرباء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت، يا أرحم الراحمين!

اللهم إنا نستودعك أنفسنا و أهلنا وأحبابنا وجميع المسلمين..

اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الأمراض والأوبئة واجعل جميع ساكنيها في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك ,

اللَّهُمَّ إِنِّا أنعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَام ,

اللهم بك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا، فاغفر لنا وارحمنا، وأنت أرحم الراحمين...


اللهم أصلح ما فسد من أحوالنا وأهدنا سبلنا وألف بين قلوبنا,
اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ماظهر منها وما بطن, برحمتك يا أرحم الراحمين,


اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. برحمتك يا أرحم الراحمين..

اللهم اجعل قلوبنا عامرةٌ بالإيمان سليمة من الأدران لا تحمل حقدا ولا غلاً لأحدٍ من المسلمين ،


ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾*
*للشيخ/ أيمـن حمـدي الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة:*
أولاً: الماء من أعظم النعم.
ثانياً: حرمة الإسراف فى الماء.
ثالثاً: فضل سُقيا الماء.

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله المتفضل على عباده بالنعم أحمده حمداً يليق بكماله وجلاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صلّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
لقد أثبت العلم استحالة الحياة على وجه الأرض دون الماء لارتباط الأنشطة البشرية المختلفة به، ولأنه المكون الهام في تركيب الخلية الحية، حيث يدخل في تكوين جميع خلايا الكائنات الحية بمختلف صورها وأشكالها وأحجامها وأنواعها، ممّا يؤكد على أهمية الماء فى حياة جميع المخلوقات؛ قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾(الأنبياء: ٣٠)، إن كلمة الماء هي المرادف لكلمة الحياة، والماء يعنى الزراعة والغذاء، والشراب والطاقة، ويصل الأمر إلى أن حجم الأراضي الزراعية يتحدد في كثير من دول العالم ليس فقط بحجم الأراضي القابلة للزراعة ولكن بكميات المياه العذبة المتوفرة فيها لذلك كان الماء من أعظم نعم الله عز وجل التى تستوجب الشكر.

أولاً: الماء من أعظم النعم؛ قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾(الواقعة: ٦٨- ٧٠)، وقال تعالى: ﴿فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ﴾(عبس :٢٤-٣٢)، وقال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾(الحجر:٢٢)،

– الماء من أعظم نعم الله علينا فبدونه لا يعيش إنسانٌ ولا حيوانٌ ولا ينبت زَرْعٌ ولا شَجَر، فمِنَ الماءِ يَشربُ الإنسانُ ومنهُ يَخرجُ المَرعَى، وبهِ تُكْسى الأرضُ بِساطاً أَخضرَاً فتبدو للناظرين أَجْملَ وأَنضرَ؛ قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(النَّحْلِ: ١٠- ١١)، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾(الْأَنْعَامِ: ٩٩)،

– ونعمة الماء من النعيم الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾(التكاثر: ٨)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «أوَّلُ ما يسألُ عنْهُ العبدُ يومَ القيامةِ من النَّعيمِ أن يقالَ لَهُ ألم نُصحَّ جسمَكَ ونروِكَ من الماءِ الباردِ» رواه الترمذي.
ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ حفياً بنعم الله يعظمها ويشكرها، فكان إذا أكل أو شرب قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا.» رواه أبو داود.

– لكن هناك صنف من الناس تَعوَّدُوا وجود النعم وأَلِفُوها فهم تحت تأثير هذا الإِلْفِ وهذهِ العادةِ قد ينسون قدرها لأنها دائماً حاضرةٌ بين أيديهم، فينسون شكرها، ونعمة الماء لو فقدت ولو لزمن يسير حينها يعلم العبد عظيم فضل الله عليه، وأن فقدها جسيم؛ قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾(الملك: ٣٠)، كذلك فإن عذوبة الماء نعمة فلو كان مِلحاً أُجاجاً فمن يستسيغه وينتفع به؛ قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُون﴾
(الواقعة: ٦٩- ٧٠)،

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


– ويُعد الاعتداء على الماء بأى وسيلة محرمة اعتداء على حق المجتمع كله؛ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾(الأحزاب ٥٨)،
ولقد قرر الإسلام مبدأ لا ضرر ولا ضرار، ومما لاشك فيه أنه لا ضرر أشد من الضرر الذى يقع بسبب تلويث الماء الذى هو مصدر الحياة.

فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على نعمة الماء واعلموا أن الماء حق مشترك بين جميع الناس.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
لقد تجلت قدرة ربنا تبارك وتعالى فى خلق جميع الدواب من الماء قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾(النور: ٤٥)، فالماء هو سر الحياة لذلك حرم ديننا الحنيف منعه مع القدرة على بذله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي ﷺ:«يقولُ اللهُ: «استطعَمتُك فلم تُطعِمني، قال: فيقولُ: ياربِّ! وكيفَ استَطعمتَني، ولم أُطْعِمْك، وأنت ربُّ العالمينَ؟ أمَا علِمتَ أنَّ عَبدي فلانًا استطعَمَك فلم تُطْعِمْهُ؟ أمَّا علِمتَ أنَّك لَو كُنتَ أطعمتَهُ لوجَدتَ ذلكَ عندي؟ ابنَ آدمَ ! استَسقيتُك فلَم تَسقني ، فقا : يا ربِّ ! وكيف أَسقيكَ وأنتَ ربُّ العالَمينَ؟ فيقولُ: إنَّ عبدي فلانًا استسقاك فلم تَسْقِه، أمَّا علِمتَ أنَّك لَو كنتَ سَقيتَه لوجدتَ ذلكَ عندي؟ يا ابنَ آدمَ ! مَرِضتُ فلم تَعُدني، قال: يا ربِّ ! كيفَ أعودُك وأنتَ رَبُّ العالمينَ ؟ قال : أمَّا علِمتَ أنَّ عبدي فُلانًا مريضٌ، فلو كُنتَ عُدْتَه لوجدتَ ذلكَ عِندي؟ أو وجدتَني عندَه؟» رواه مسلم.

ثالثاً: فضل سُقيا الماء؛ إن لسُقيا الماء فضائل عظيمة وجليلة فى الدنيا والآخرة من ذلك:

– التصدق بسُقيا الماء من أعظم القربات، لما قدِم المهاجرون المدينة المنورة لم يستسيغوا ماءها، وكان بئر رومة من أعذب مياه الآبار في المدينة، فكانوا يستقون منه بالثمن، فأرهقهم ذلك، فعندئذٍ حثَّ رسول الله ﷺ أصحابه إلى شراء بئر رومة والتبرع به للمسلمين، ووعد على ذلك بعين في الجنة، فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعلها وقْفاً للمسلمين، فعن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه حِينَ حُوصِرَ، أَشْرَفَ عليهم وقالَ: «أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، ولَا أَنْشُدُ إلَّا أَصْحَابَ النبيِّ ﷺ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: مَن حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ، فَحَفَرْتُهَا؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ قالَ: مَن جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ، فَجَهَّزْتُهُمْ؟ قالَ: فَصَدَّقُوهُ بما قالَ» رواه البخارى.
– من سقى الماء يسقيه الله من الرحيق المختوم في الجنة، قال رسول الله: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ» رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي.

– مغفرة الذنوب؛ لما جاء في الصحيحين من أن امرأةً سقت كلبًا فغفر الله لها، قال رسول الله ﷺ: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ» -أي يدور حول بئر- «قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا -أي خفها- فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ»،
قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء.. تفسير القرطبي.

– سُقيا الماء من الصدقات الجارية، عن الآباء والأمهات، والبنين والبنات، والأنفس والذوات، لقد جاء سعد بن عبادة رضي الله عنه إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها ؟ قال : نعم. قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال:«سقْيُ الماءِ» رواه النسائي.

– فى كل كبد رطبة أجر؛ فعَنْ أبي هُريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرًا، فنزل فيها فشَرِبَ، ثم خرج فإذا كلبٌ يلهثُ، يأكلُ الثَّرَى من العَطشِ، فقال الرَّجلُ: لقد بلَغَ هذا الكلبُ من العطشِ مثلَ الذي كان قد بلَغَ منِّي، فنزل البئرَ فملأ خُفَّه ماءً، ثم أمْسكَه بفِيه، حتَّى رَقَى فسَقَى الكلبَ، فشَكَرَ له، فغَفَرَ له» قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟ فقال: «في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ»متفق عليه.

– حث النبى ﷺ بنى عبد المطلب على سُقيا الماء؛
ففي حَجة الوداع قال ﷺ: «انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ»، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ» رواه مسلم.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


– ونعمة الماء تستوجب شكر الله وحمده؛ لقد دخل ابن السماك على الرشيد فاستسقى الرشيد ماءً؟ فقال له ابن السماك: بالله يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال: بنصف ملكي.
قال: لو منعت خروجها بكم كنت تشتريه؟
قال: بنصف ملكي، فقال: إن ملكًا قيمته شربة ماء لجدير ألا ينافس عليه.

– ولقد حث الإسلام الحنيف على المحافظة على نعمة الماء بكافة الوسائل فدعا إلى تغطية أواني الماء لحمايته من الملوثات التي قد تنتقل إليه من الهواء أو الحشرات الناقلة للجراثيم والطفيليات؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء فان في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء» رواه مسلم.

– ولقد أكد سيدنا رسول الله ﷺ على ضرورة المحافظة على طهارة الماء وسلامته حيث نهى عن النفخ في الشراب ليحميه من نفس الشارب ورائحة فمه كي لا يتلوث؛ فعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن النَّبيّ ﷺ: «نَهَى أَن يُتنَفَّسَ في الإِنَاءِ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
لأن الشارب الأول قد لا يشرب الماء كله، وقد يحتاج بقيته شخص آخر.

– وكذلك نهي سيدنا رسول الله ﷺ عن الشرب من فم السقاء مباشرة؛ فعن أَبي سعيدٍ الخدْرِيِّ رضي اللَّه عنه قَالَ نَهَى رسولُ اللَّه ﷺ: «عنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ. يعني: أَنْ تُكسَرَ أَفْوَاهُها، وَيُشْرَب مِنْهَا» متفقٌ عَلَيْهِ.

ثانياً: حرمة الإسراف فى الماء أو تلويثه؛ لقد أقام الإسلام منهجه على الأمر بالتوسط والاعتدال في كل تصرفات الإنسان، وأقام بناءه كله على الوسطية والتوازن والقصد.

– فالإسراف يعتبر سبباً من أسباب تدهور البيئة واستنزاف مواردها، مما يؤدي إلى إهلاك الحرث والنسل، وتدمير البيئة؛ قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(الأعراف:٣١)، وقال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾(الإسراء: ٢٦-٢٧)، لذلك دعا الإسلام أتباعه إلى ترشيد الإستهلاك من أجل حماية التوازن البيئي فيما يتعلق بالماء وغيره من الموارد الطبيعية.

– ولأهمية الماء وضرورته للحياة وقفت شريعتنا الغراء ضد الإسراف في استهلاكه، سواء في أغراض الشرب أو الزراعة أو الصناعة، أو حتى في مجال العبادات، فعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: «كُلُوا، واشْرَبُوا، والبَسُوا، وتصدَّقوا، من غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعْمَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ» رواه أحمد.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» رواه أحمد وابن ماجه.

– ولقد كان ترشيد الإستهلاك من هدي سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أَنس رضي الله عنه قال: «كانَ النبيُّ ﷺ يَغسِلُ، أو كانَ يَغتسِلُ بِالصَّاعِ، إلى خَمسةِ أَمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ» رواه أحمد ومسلم.
وعن عائشة رضي الله عنه: «أنها كانت تغتسل هي والنبي ﷺ في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك».
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»

– وجاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: يـا بن عباس كم يكفيني من الوضوء؟ قال: مد، قال: كم يكفيني لغسلي؟ قال: صاع، فقال الرجل: لا يكفيني، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أم لك! قد كفى من هو خير منك، رسول الله ﷺ.
وقال محارب بن دثار: كان يقال: من ضعف علم الرجل ولوعه بالماء في الطهور.

– عباد الله: إذا كان الإسراف في الماء واهداره لا يحوز؛ فإن الإسلام قد حَرَمَ كذلك كل تصرف يؤدي إلى تلويث الماء، فعن جابر رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ» رواه مسلم. وعنه قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الْجَارِي»
وعَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ ﷺ:
«اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ» رواه أبو داود.
ويلحق بذلك إلقاء القاذورات والقمامة والمخلفات وكل ما يعكر صفو الماء.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:41


– سُقيا الماء من أعظم الأبواب التي تقود إلى الجنان. قال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى﴾(محمد:١٥)،

– مدوامة الأسقام بسُقيا الماء؛ فعن ابن شقيق: سمِعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله؛
سير أعلام النبلاء للذهبى.

– سُقيا الماء بحفر الآبار في الأماكن التي يحتاج إليها الناس، وهذا أمر ميسور، يقول النبي ﷺ: «مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.

فاتقوا الله عباد الله: واحذروا أشد الحذر من البخل بالماء، أو منعه عمن يحتاجه، واعلموا أن من فعل ذلك كان من الآثمين، الموعودين بغضب رب العالمين، والمطرودين من رحمته التي وسعت كل شيء، يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -وذكر منهم- وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ» رواه البخاري.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:40


كثيرٌ من الناس يظنُّ أنَّ العطاء دليلُ المحبَّة ؛ كما يتوهم الكثير وهذا خطأ عظيم،
وإن كان مُحْسِنَ الظنِّ، فإنَّ الله لَم يَحجب الرزق عن الكفَّار لكفرهم، أو الفجار لفجورهم، وإنما يُعطي ويَرزق، ويَحلم ويَصبر؛
كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ما أحد أصبرَ على أذًى يَسمعه من الله تعالى؛ إنهم يجعلون له ندًّا، ويجعلون له ولدًا، وهو مع ذلك يَرزقهم ويُعافيهم ويُعطيهم) (رواه مسلم، والبخاري)..

ــــ.. ومن هنا يتَّضح أنَّ العطاء ليس دليلَ المحبَّة دائماً إذا كان العبد قائم على مبارزة الله بالمعاصي حتى وان لم يتعدى ضررها إلى الآخرين،
وقد قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -:"إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يعطي الدنيا مَن يحبُّ ومَن لا يحبُّ، ولا يعطي الدِّين إلاَّ لِمَن أحبَّ، فمَن أعطاه الله الدين، فقد أحبَّه" (صحيح، رواه أحمد، والحاكم، وغيرهما)...
فهذا عطاء إمهال وإملاء واستدراج، لا عطاء محبَّةٍ كما يظنُّون؛
قال تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ) [المؤمنون: 54 - 56]..

.. أيها المؤمنون: عبـاد الله :
ــــ.. لقد أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وأقام الحجج فأعرضوا عن الآخرة، وأقبلوا على
الحياة الدنيا ، قال تعالَى (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
قَليل)[التوبة: 39].
وتستمر النعم تتوالى عليهم حتى يعتقدوا أنهم نالوا الرضا ، ويرون أنه كلما ازدادوا معصية شاهدوا زيادة نعمة، فشعروا باستقرار النفس، ولسان حالهم نَحن مرضي عنا

ــــ..  ومن جهة بعض المؤمنين الذين من لَم يتمكن الإيمان من قلبه يؤثر فيه ما يراه من إنتفاشة العصاة ، و يظنوا إنتصار اليهود و الصهاينة و عملاؤهم ، و يشاهدوا تعرضُ كثير من أهل الإيْمان لأنواع الاختبارات والْمحن، و نسوا أن الكفرة و اليهود و الصهاينة و الظلمة يحاربون الله و رسوله ودين الإسلام ، قال تعالَى ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ )الزخرف 37
و نسوا كذلك أن هذا الإمهال من الله لهم إنما هو إستدراج من الله لهم ليعذبهم في الدنيا
و أن ما يعيشه أولئك من حياة وعيش يراه الناسُ جميلا هو نوع من العقوبة يقع فيه من يستحقه، عقوبة بسبب الإعراض عن دين الله،
قال عز من قائل: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)[التوبة:55
وذلك بًما قدمت أيديهم وليس ظلما لَهم، قال تعالَى ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت:46].

ــــ..  أيّها المؤمنون .... إن الذين بسطت لَهم الدنيا عقوبة من الله لن يستطيعوا رفع رؤوسهم ليبصروا حقيقة، ويعرفوا زيفاً، ويكشفوا باطلاً،
قال تعالَى (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ -أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ - نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ)[المؤمنون:56ـ54]
وفي الآية: أي هل يعتقدون أن ما نُمدهم به من مال وبنين وخيرات خير لَهم، ونوع من الإكرام والتفضيل على باقي خلق الله .. وقوله: (أَنَّمَا نُمًدُّهُمْ) أي يُملي لَهم ويزيدهم، وَبَيَّنه في قوله تعالَى(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )[آل عمران: 178]..

ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :
و من يتدبر التاريخ وحوادث الزمان فإنه يلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن سنة
الاستدراج، سنة قاصمة ماحقة مهلكة ، بحق الأفراد والجماعات والدول والحضارات ،،،

ــــ..  أين عاد وثمود ؟؟!! وأين فرعون وهامان والنمرود ؟؟!!
أين دولة الفرس والرومان ؟؟!! وأين ذهب التتار؟؟!!
أين الظلمة والطغاة في الماضي والحاضر ؟؟!! أين أموالهم وقصورهم وأولادهم؟

ــــ.. أين من حارب دين الله و حارب سنة رسول لله سابقاً بالمال والجاه والسلطان والسلاح والاعلام ومكر الليل والنهار، ونعم الله تتنزل عليه من بين يديه ومن خلفه ، ، ،
أعطاهم الله كل شيء واستدرجهم إلى الهلاك ، قال تعالَى: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ - وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)[القلم:45ـ44]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:40


وقال تعالَى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )[الأنعام:44]

ــــ.. فاتقوا الله : عباد الله ،واثبتوا على دينكم، ولا تغتروا بحلم الله وإمهاله، ولا يغرنكم تقلب الذين كفروا من اليهود و النصارى و عملائهم و الظلمة و المفسدين و أعوانهم في هذه الحياة فمصيرهم إلى الهلاك و العذاب،،
قال الله : (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) آل عمران(196-197)

ــــ.. و أن الله سينصر هذا الدين بلا أدنى ذرة من شك، ويقينُنا في ذلك أكبرُ من يقيننا بوجود الشمس والقمر ويقيننا مستمدٌّ من وعد الله الذي لا يتخلَّف، ومن بشارات نبينا صلى الله عليه وسلم
قال جل ذكره و تعالى شأنه: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا ‌نُورَ ‌اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 8-9].
• يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: "يحاولون أن يردوا الحق بالباطل، ومثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس بفيه، وكما أن هذا مستحيل، فذلك مستحيل".
و قال الله : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‌لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور: 55].

ــــ.. قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه: نزلت هذه الآية، ونحن في خوف شديد كمثل أيامنا هذه، فالخوفُ والرعبُ يسود البلاد، والقتل والتشريد والاضطهاد؛ ولكننا مؤمنون بنصر من الله العزيز، كما نصر المؤمنين من قبلنا، ونعلم أن هذه الآية الكريمة هي كقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ ‌يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].
اللهم لا تستدرجنا بنعمك، وثبتنا على دينك حتى نلقاك...
قلت ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم


*الخطبة الثانيـــة*
الحمد لله و كفى ...... و صلاة على من اصطفى.
وأشهد ألا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وصيتي لنفسي وإياكم يا عباد الله بتقوى الله وطاعته.

أما بعد:
‏ إن غزة ولادة بالأبطال الشجعان ومقتل القادة يولد قادة ورحيل العظماء   ينتج  عظماء والفكرة لاتموت لن نحزن على قتله بقدر ما نحزن على أنفسنا أننا لم نقدم شيئا لفلسطين ولغزة نحزن لأن حكامنا هم من قتلوه وهم من خذلوه وخذلوا المجاهدين في غزة وفلسطين عموما..

ــــ..  رحم الله كل الشهداء الذين ارتقوا على درب العزة والكرامة وهم يواجهون أنجس وأخبث وأقذر عدو عرفته البشرية ، في ظل أسوء و أجبن حُكام في تاريخ هذه الامة ،
. فمنذ معركة (بدر ) في السنة الثانية للهجرة حتى معركة ( الطوفان ) في سنة 1445هجرية ، وستستمر هذه الامة  بانجاب عُظماء الرجال حتى  يرث الله الارض ومن عليها.

ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :
إنّنا نؤمن أنّ الله عزّ وجلّ يدبّر الكون، ويريد الخير لهذه الأمة، وأنه سينصر من ينصره،
فلعل كل ما يجري اليوم يفتح الله به أبواب الفتح للأمة غداً، بعد أن تستيقظ وتعمل وتجد وتقدم الآخرة على الدنيا وتوالي أولياءها وتعادي أعداءها.

ــــ..  لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام قبل 90 عامًا ، نحن نعمل بإرادة اللَّه وعلى عينه، يخلف القائد قادة والجندي عشرة والشهيد ألف مقاوم، وهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت غصون الزيتون

ــــ..  فيا أهلنا في غزة سيأتي مايفرح قلوبنا وقلوبكم ليس علما بالغيب بل ثقة برب رحيم. فلا يعقب الأحزان إلا سعادة .ولا يعقب الوجع إلا راحة.ولايعقب الظلم إلا عدالة السماء .ولايعقب الانكسار إلا جبر القلوب.هذا يقيننا برب العالمين"
يا أهلنا في غزة ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾*
سيهزم الجمع يااقصى وينكسر ويكبت الله من كادوا و خذلوا و من مكروا
وعد من الله والرحمن منجزه لسوف تنتفض الاشجار والحجر بدلاً من الحكام و الجيوش

ــــ..  ألم يحملوا أبناء القسام شعار (و إنه لجهاد نصر أو استشهاد) ليست مجرد عبارة ،  بل واقع . فبيض الله وجوهكم يا قادة الأمة ويا حملة الراية
أيّها المؤمنون ....

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

06 Nov, 14:40


ــــ..  إن نصرة غزة و الحديث عنها واجب ديني و أخلاقي لابد منه ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"
فيا دار غزَّة بالدماء تكلَّمي ** وعمي صباحاً دار غزَّة واسلمي
العلج فيك غدا يمور بجيشه ** قمعاً وتقتيلاً وســفكاً للــدمِ
حكَّامنا خانوكِ يا بلد الأحرار ** مازالوا رجالاً وصفهم كالأنجمِ
ملكوا جيوشاً وصفها جرَّارة ** لكنَّها ليســــت إلينا تنتمي
ليست لنُصرة ديننا أو شعبنا ** لكن لنُصرة باطلٍ أو حاكمِ
يا فتنة الحكَّام بالعرش الَّذي ** سيكون يوم البعث أصل المندمِ
صبراً أيا داراً غدت مذبوحة ** بالعزِّ والصَّبر الجميل تعمعمي
فكتائب القسَّام تسومهم ** ناراً وتقطــــع دابـــر المتقدِّمِ

ــــ..  أيّها المؤمنون ....
ربما نعجز عن القتال، ولا يمكننا دخول فلسطين لنجاهد!
لكننا سنجاهد بكل ما يمكِّننا الله منه،
سنجاهد بالدعاء دومًا و أبدًا حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا ،
و سنتستمر ندعو الله تعالى أن ينصر إخواننا في غزة ، وأن يرفع عنهم البلاء،
و لنعلم أن سلاح الدعاء كسلاح القتال باليد

ــــ..  و سنمتنع كذلك عن دعم الأعداء ومن يناصرهم، فلا حاجة لنا بمنتجاتهم التي
أغرقت أسواقنا وقوت شوكتهم علينا

ــــ..  و علينا أن نعلم جميعاً أن كل الدماء التي نزفت في غزة ، و كل الأرواح التي إرتقت
إلى الله و كل الجوعى و المشردين في رقاب حكام العرب و المسلمين سيلقون الله بها يوم إقامة محكمة العدل الإلهية الكبرى لتلاوة فصل الخطاب عند الله رب العالمين

ملاحظة : بإمكان الخطيب أن يضيف مايراه مناسباً عن مستجدات الأحداث في غزة و غيرها

ــــ.. هذا و صلو و سلموا ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ، ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ صاحب الحوض والشفاعة. فقال ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ... ) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

.. أيها المؤمنون الفضلاء : إدعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ .
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
اللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة فلسطين ، و كن لهم ناصراً ومعيناً ومؤيّداً وحافظاً.
ــــ.. سدّد اللهم رميهم ، وقوّ عزائمهم ، وثبّت الأرض من تحت أقدامهم
و اشف يا ربنا جريحهم ، وتقبل شهيدهم ، وآوي شريدهم و اطعم جائعهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ، ..

اللَّهُمَّ أَغِثْ أهلَ غَزَّةَ خاصة و أهل فِلَسْطِينَ عامة
اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُم، و ارْبُطْ على قُلُوبِهِم.. و انْشُرِ اللهم السَّكِينَةَ على قُلُوبِهِم..
و أَنْزِلْ علَيِّهِم دِفْئًا وسَلامًا وأمْنًا وأمَانًا.. و تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم..

ــــ.. اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اغفر لهم وارحمهم ويسر أمورهم، اللهم آنس وحدتهم ونور ظلمتهم، اللهم في كل دقيقة تمر عليهم إجعل اللهم نسمات رحمتك
تهب عليهم و أفتح لهم أبواب جنتك يا أكرم ....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

03 Nov, 10:00


قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 أواب🍃📖
•| 🔘 @Aowab9

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 📖التفسير والعلم الشرعي من الكتاب والسنة📚
•| 🔘 @taliba_al3lm

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 🍃📖 قصص وعبر 📖🍃
•| 🔘 @stories_772

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------

للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

31 Oct, 02:20


إن (غزة) بأطفالها ونسائها وعجائزها وشيبها ومرضاها ؟.... أمة من إخواننا تشهدُ شَهادة الحق، ...وتُصلِّي صلاتَنا، وتستقبل قبلتَنا، ..وفي الأرض منهم على دينها من المسلمين.
..قرابة اثنين مليارمسلم.
ومن عرقها ولغتها ثُلُث مليار، ولا يستطيعون تَخفيف الظلمِ عنها،.. ولا فَكَّ الحصار المفروض عليها.. ولا نَجدتَها...بطعامٍ يُقيم الأَوَد،.. ولا بحليب.. يُسكِت ضَغْوَ صبية يَبكون إلى الموت، ...ولا بِدَواءٍ لمرضى.. يصلون ليلَهم بنهارهم من شِدَّة الألم.. إلى أنْ يُفارقوا الحياة.

أيُّ خِذْلانٍ أصاب أمَّةَ الحقِّ؟! وكان ذلُّها وهوانها على أحقر الأمم وأحطها، على من ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ﴾ [آل عمران: 112]، ....يستنجد السياسيُّون بالضمير العالمي..وما أهلك إخوانهم إلاَّ الضميرُ العالمي،... ويَلوذون بالمجالسِ الأُممية الطاغوتيَّة،.. وما أوصلهم إلى ما هُم فيه.. إلاَّ قراراتُها،.. ويستصرخون الدول الكبرى،... وهي التي زرعت دولةَ صِهْيَون في أرضهم، ..وتعاهدتْها.. بالمال والسلاح..لتمتصَّ دماء المسلمين.
..وتَهتك حرماتِهم،... وتطوعهم لمشاريعها..وطموحات مَن يقفون خلفها.

وتالله، ما بلغت أمةُ الحق.. هذا المبلغَ من الذل والهوان،... إلاَّ لَمَّا تعلَّق كثيرٌ من أفرادِها بغير الله - تعالى - وفرطوا في اتِّباع الحق الذي أنزله، ...واتَّخذوا المنافقين وغير المسلمين...بطانةً لهم من دون المؤمنين،.. وأطاعوا الكُفَّار والمنافقين،... ورَكنوا إلى الذين ظلموا،.. وانساقوا خلفَ الدُّنيا وملذَّاتِها،.. فتنافسوها ..واختلفوا عليها، وتَفرَّقوا لأجلها...وكل أولئك...
فَصْمٌ لعُرى الرابطة الإيمانية فيهم، ..فما عاد الأخ يأبَه بأخيه، ولا يَعنيه أمرُه، ..ولا يتألم لألمه، -لقد صُمَّت الآذان.. عن سماع الاستغاثات المتكرِّرة، ..وعميت الأبصارُ.. عن مناظر المحاصرين وهم يَموتون من الجوع والأمراض،... وقَسَتِ القلوبُ.. أنْ تُحركَها مناظر صبية.. يَتضاغَوْن من الجوع، وأرامل يبكين العائلَ، ويَشتكين قلةَ ذات اليد..ومرضى يئنُّون من آلام الجراح والأمراض.
قلوب جعلتها المادية والأنانية.. كالحجارةِ.. أو أشَدَّ قسوة.

أيهاالأحبة:
إن الخذلان الحقيقي لغزة وأهلها
ليس:
-إعراض المجتمع الدولي..
-ولاإعراض المجتمعات الغربية..
-ولا إعراض الدول العربية..
فهذا أصبح شبه معتاد ومألوف أيضا منهم..
-الخذلان الحقيقي...هو..إعراض الأمة الإسلامية عن استثمار هذه الحالة..التي صنعها طوفان الأقصى..وهذه الأرضية التي خلفها هذا الطوفان...لبناء مشروع حقيقي...في تفكيك الصهيونية...واستمرداد الحق الفلسطيني..

إنَّ الأخوة الإيمانية ..لما ضَعُفَت، انتشرت الأنانيةُ والنفعية،.. فكان في أُمَّة العرب مَن يبيع أخاه..بل يبيع أباه وأمه ورعيته؛.. لأَجْلِ مصلحته،.. وما سلط أولئك الخونة على الناس..ليسودوهم... إلا بذنوبِ العباد، ...والله يُسلط الظالم على الظالم.

وقد ((دخلت امرأةٌ النارَ في هِرَّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خَشَاشِ الأرض))...فكم سيدخل النار.... بأُمَّةٍ كاملة.. حُوصِرَت ..وجُوِّعت ..حتى الموت،... وهي تشهد شهادة الحق؟!

((وبينما كلبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كاد يقتلُه العطش إذ رَأَتْه بَغِيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَها فسقته، فغُفِرَ لَها به)).

ولَمَّا حُوصِر بنو هاشم في الشِّعب، هجر النومَ بعضُ أشراف قريش.. وكُرمائها ...وهم على الشِّرك، وسعوا في نقض صحيفة الظُّلم.. والحصار... إلى أن نقضوها، ...فسجلَ التاريخُ منقبتهم هذه،.. ولا تزال الأجيالُ تذكُرُها.. إلى يومنا.

والله إن هذا لعار....لا تغسله البحار.. مهما امتدت ...وإنه لا ينسى التاريخ أبدا ..هذا الجرم العظيم

{ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم* يوم يقوم الناس لرب العالمين} [ المطففين:5,4,3]....فيا ليت شعري.. ماذا عسى أن نجيب..إذا سألنا ربنا يوم القيامة... لماذا خذلتم إخوانكم لأعدائكم ليقتلوهم.. وليحاصروهم وليبيدوهم وليذلوهم؟!...هل كان ينقصكم العدد وأنتم أمة مليار؟ وهل كانت تنقصكم الأموال... ألم أمدكم بأموال وبنين... ومن جميع صنوفه ...ومن أصفره وأبيضه؟..ألم تكونوا أمة محمد؟ وخير أمة أخرجت للناس؟!!ألم تروا.. من كتابي العزيز ...ومن سنة نبيكم ..وجوب نصرة المؤمنين المظلومين ؟ ألم ألم.....

اللهم إنا نبرؤ إليك مما صنع هؤلاء.. من بني جلدتنا.. وأشتكي إليك.. مما يصنعه هؤلاء.. إخوان القردة والخنازير ... وأسلك.. أن تبرم لأمتك أمر رشدا تعز فيه أهل طاعتك.. وتهدي به أهل معصيتك... وتقيم علم الجهاد.. حتى ننصر إخواننا..وننتصر على أعدائنا.. وحينئذ يشفي الله صدور قوم مؤمنين... ويذل ويقمع.. أهل الكفر والفساد والعناد...
((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).. [ الشعراء: ]

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم....

-الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده...والصلاةوالسلام على من لانبي بعده...

-أمااااابعد:

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

31 Oct, 02:20


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مـن أســـباب الـخــذلان*
*العمالة وضعف رابطة الإيمان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله.. ذي العزِّ والقوة.. والكبرياء والعظمة،... نصر المؤمنين وهم أذلَّة،.. ودحر الكافرين وهم أعزة؛ ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ [آل عمران: 123]،...

نَحمده سبحانه. كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه، ..
فإنه لايذل من وا لاه...ولايعز من عاداه...

-وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له،... من كان معه.. فلن يُخذَل، ...ومن نصره فلن يُهزَم،.. ومن وَكَله إلى نفسه، ..أحاط به الخِذلان من كلِّ جانب.. (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ)) [آل عمران: 160]...

وإذا تعلقت القلوب بربها
طابت لها الدنيا برغم أساها

قل للأماني السائرات لربها
الله يسمعها ولا ينساها

-وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله،.. دعا أمته إلى الهُدى ودين الحق لينقذها ،.. ونصح لأُمَّته وأرشدَها، ..وبيَّن لنا أسبابَ النصر والعز؛ لنأتِيَها،.. وأسباب الذُّلِّ والخِذْلانِ؛. لنجتنبها، ...

إن الصلاة على النبي محمد
من أفضل الأعمال والأقوال

فالزم لسانك بالصلاة مرددا
صلى عليك الله ذو الإفضال

صلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أمَّاااا بعد:
عباد الله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))..

-أيها الأحبةالكرام:
لقد أسست الشريعةُ الربانية.. المجتمعَ المسلم ...على أساسٍ متين،.. وشيدته بناءً محكمًا مُتراصًّا.. لا يُمكن اختراقه.. ولا اقتحامه،.. فضلاً عن صدعه وهدمه، وهو ما بينه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: ((المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه))،..

وفي حديث آخر: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطفهم مَثَل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))،

وفي رواية: ((المسلمون كرجل واحد، إِنِ اشتكى عينه، اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسُه، اشتكى كله))، وتكون قوة هذا البنيان.. على قَدْرِ ما يُحقِّقه المؤمنون من لوازم الأخوة.. وتفصيلاتها المبثوثة في الشريعة.
-وقد جعل الحبيب صلى الله عليه وسلم..أحد قواعد هذه الدولة وأحد أركانها.(الأخوة).... فآخا بين المهاجرين والأنصار..
حتى كانوا...يتوارثون بها...ثم نسخ التوارث في بينهم..وبقية الأخوة..

ولما كان الصحابة رضي الله عنهم قد حقَّقوا الأُخُوة كلها.. أو أكثرها، وأدُّوا لوازمها وحقوقها،.. عَجَز المشركون العرب بقوتهم.. عن كسرهم وهم قِلَّة، ...وعجز اليهود.. بدهائهم ، ومكرهم ، ودسائسهم... عن اختراق ذلك المجتمع الرباني الإيماني،..
وعجز المنافقون.. وهم مندسون في داخل الصف.. عن تصديعه وتفريق المسلمين.

اجتمعوا على الإيمان، وتنافسوا في تحقيق كماله،.. ووضعوا كلَّ ما يَملكون فداءً لهذا الإيمان، وبذلوه في سبيل تحقيق رابطة الأُخُوة، ...حين قاسم الأنصار إخوانَهم المهاجرين أموالَهم.. ودورهم ومزارعهم... فلا عجب وهم كذلك.. أنْ لا تقفَ قوة أمامهم،... ولا تُجدي دسيسة.. أو شائعة في أوساطهم.

قارِنُوا كمالَ الأُخُوة عندهم بأنانية كثيرٍ من المسلمين اليومَ؛ لتعلموا ..أنَّ مِن أهمِّ أسباب الذل والهوان والهزيمة والخِذْلان -هو: (ضعفَ رابطة الأخوة بين المؤمنين)؛... حتى إنَّه لَيبيعُ بعضهم بعضًا بعَرَضٍ من الدنيا قليل، ..ويَكيد بعضُهم لبعضٍ في سبيل مصالِحَ خاصَّة، ...فأذلهم أهلُ الكتاب وأهانوهم،.. واخترقهم المنافقون وفرَّقوهم، وجرعهم مَن ضُرِبت عليهمُ الذِّلَّة من يهود ألوانَ الذُّل والهوان،...
ولا يَملكون إلا استجداءَ أعدائهم،.. والذل في مَجالسهم؛ لعلَّهم يعطفون عليهم، فيخففون الأذى عن إخوانهم،.. فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم؛ (( وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال: 46]،..

أيها المسلمون:
لا شيءَ أشدُّ وطأةً على النفسِ من الظُّلم، ويكون أعظمَ مضاضةً حين يشارك في الظلم.. مَن تربطهم بالمظلوم رابطة العرق واللُّغة،.... ويشتد ذلك على المظلوم.. حين يرى إخوانه في الدين.. يَخذلونه في مَظلمته، ويتخلَّوْنَ عنه في مِحنته،.. وهو أحوجُ ما يكون إلى عونِهم ونُصرتهم... هذا هو وَقع الظلم على النفس.. إذا كان فردًا، ..أو أفرادًا،.... وكانت المظلمة... في جحد حقٍّ، أو نَهب مال، أو نحو ذلك.

فبالله عليكم...ما وَقْع الظُّلم على المظلومين ...إن كان حصارًا مُحكمًا.. من فوق الأرض.. ومن تحتها،..وتجويعًا مميتًا للجميع،.. والقتل ..بأنواع الوسائل...

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

31 Oct, 02:20


أيهاالأحبةالكرام:
نكمل خطبتنا هذه بالحديث عن:
(خُذلان النُّخب)!
فنقول:
أقبحُ من الجهلِ هي تلكَ الحكمة الباردة، ...هذا الجُبنُ والخور الذي يرتدي عباءة الفلسفة، ...جعجعة مُنمّقة،.. ومفرداتٌ رنانة،.. ولا طحين!

كان بإمكان هذه النُّخب المخصيَّة.. أن يسعها الصمتُ، ..وهذا بحدِّ ذاته خذلان،.. وتذكرة مجانيَّة إلى مزبلة التَّاريخ!

ولكنَّهم أبوا.. إلا أن يطعنوا ظهرَ أشرفَ وأطهر وأنبل هذه الأُمَّة....وهم المقاومة الفلسطينية.. في أقدس معاركهم!....في الدفاع عن مقدسات الأمة..ومسرى نبيها...
وكذا العاجزُ.. إذا أراد أن يبرر لعجزه.. كي لا يبدو أمام نفسه عارياً ...صارَ له في شؤون الرِّجال... وجهة نظر!
-فنقول له...منذ متى لربَّات الحِجال... رأيٌ في معارك الرِّجال؟!

وأقبحُ من جماعات العُصاة،..وأحقر....وأقذر... هي قطعان فقهاء السلاطين!
هؤلاء ..الذين يعملون "بالريموت كونترول" فإذا ما أُمروا،.. تنادَوا مصبحين،.. يبحثون في النُّصوص.. على ما يمكن ليُّه، ...ليرضى وليُّ النِّعمة،.. وصاحب رغيف الخبز!...نعم...يلوون أعناق النصوص...على حسب طلب الممول...قبحهم الله.

رحمَ اللهُ زماناً.. كان الشَّافعيُّ يقول فيه:
أن أسترزق بالرَّقص.. أحبُّ إليَّ من أن أسترزق بالدِّين!

-ومن قرأُ قولَ النَّبيِّ ﷺ:(( لا تزالُ طائفةٌ من أُمّتي على الحقِّ ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضُرُّهم من خذلهم ، إلا ما أصابهم من لأواءَ، حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك))!
قالوا: أين هم يا رسول الله؟
قال: ((ببيتِ المقدسِ، وأكنافِ بيتِ المقدس))!

يحسُ أحدنا فيه.. مرارة طعم الخذلان... حين يشعرُ المرءُ أنّه مقطوعٌ من شجرة! والغريبُ... أنَّ النَّبيَّ ﷺ.. لم يقل..لا يضرُّهم من عاداهم،.
..فالعدوُّ.. لا يُتوقَّعُ منه.. إلا الضَّرر! ..
وإنما قال (من خذلهم)،..

لأنَّ الخُذلان ..يأتي.. ممن يُرتجى منه الخير!..ويكون قادرا على النصرة..
-أن يعطشَ.. والأنهار تجري في بلاد إخوانه!
-أن تتوقَّفَ سيّارات إسعافه ..بسبب نفاد الوقود.. وأهله أكثر الأمم نفطاً!
-أن يجوع ...ولا يُدخل له جاره من طعامٍ ...إلا ما يأذنُ به عدوُّه!
-أن يُجلدَ على المنابر... تارةً باسم التَّهور، ...وتارةً باسم البدعة!
-أن تنهشه وسائل الإعلام... دون أن تحترمَ مشهد بطولاته، ...ولا مشهد جنائزه!
-وأن تنغرسَ.. في جسده الأقلام،... موجعٌ جداً... أن يتطاول ..الحِبرُ.. على الدَّم!

وأن تُحاضرَ فيه التَّجمعات والجماعات.. تريدُ أن تُعلّمه العقيدة،.. والولاء والبراء!...

وإنَّ من مصائب الدَّهر.. أنَّ يُفتيَ القاعد.. للمجاهد، ويتطاول من على الأريكةوالكراسي..تحت المكيفاة.. على من في الميدان،...
وأن ينشبَ مخالبه ..على المجاهد.. من لم يرمِ عدواً لهذه الأمة ...ولو بوردة!

غير أنَّ مفردةً واحدة ...من النَّبيِّ ﷺ.. تحيلُ كلَّ مرارة الخذلانِ... إلى حلاوةِ الثَّبات: ((لا يضُرُّهم))!
وأعرفُ أنَّ هذا الجهاد ماضٍ.. ولن يوقفه خذلان حبيبٍ... ولا إجرام عدوٍّ، ..وأنَّ التَّاريخ الآن يُكتُبُ.. وهو لن يرحمَ أحداً!

فإن أُكلتْ لحومهم على المنابر... فقد أفتى ستُّون فقيهاً... بقتل الإمام أحمد بن حنبل! ...ذهبوا جميعاً ...إلى مزابل التَّاريخ... وبقيَ اسمُ الإمام أحمد... خالداً بحروف من نور!

وإن نهشتهم الأقلامُ ...فقد كتبتْ صحيفة "برقةَ" يوم أُلقيَ القبضُ على... عمر المختار.. بالخطِّ العريض: القبض على زعيم المتمرّدين عمر المختار!
ذهبَ الذين كتبوا.. إلى مزابل التّاريخ،... وما زال اسم ..عمر المختار.. ناصعاً!

وإن تطاولتْ عليهم الجماعاتُ.. والأحزاب.. فشأنُ القاعدِ... أن يُشعره المجاهد.. بنقصه.

إنّهم يرتأون ثقباً.. في عباءتهم،.. فمن قصُرَ فعله... طالَ لسانُه! ...ولن يسلمَ المرءُ من النَّاسِ... ولو كان نبيًّا.. أو صحابيًّا،...

وتذكّروا أنّه قد أتى يومٌ على هذه الأُمَّة ...كانت الخوارج.. ترى (عليَّ ابن طالبٍ).. كافراً حلال الدّم!
ذهبَ الخوارجُ إلى مزابل التّاريخ أيضاً، ...وعليُّ ابن أبي طالبٍ.. في الجنَّةِ بجوار حبيبه ﷺ!

هي أيّامٌ ستمضي ..بطولها أو بعرضها،... سيخرجُ الحقُّ منها مكلوماً،.. ولكنّه.. سيداوي.. جرحه.. سريعاً، وسيُكمل طريقه.. غير عابىءٍ.. ولا ملتفت، ..وعند الله موعدنا!

-أيها الأحبة:
إن مما يجبر الخاطر ويزيل الحزن من قلوب المظلومين..قول الله سبحانه:
((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ))

ولكن...بعض المظلومين .. ينتظرون أن تكون عقوبة الله للظالم سريعة بعد ظلمه مباشره

‏ولكن القرأن أخبرنا بأن الظالم يمر بأربع مراحل ، لا بد من فهمها.. كي تطيب النفس ..وتطمئن.. أن عين الله لا تنام ..
وأنه سبحانه الحكم العدل المنتقم الجبار..

-المرحلة الأولى : ‏هي الإمهال والإملاء
"وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين "

-المرحله الثانية : ‏الاستدراج
" سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "

-المرحلة الثالثة : ‏التزيين
" وزين لهم الشيطان أعمالهم "

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

31 Oct, 02:20


-المرحلة الرابعة: ‏هي الأخذ
" حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة "

" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ "

-إلهي:
غزة أغلقت جميع معابرها.. وبواباتها،... ولم يبقى لها إلا أبواب السماء ،
*يارب*:
*اللهم أمدد أهل غزة بقوة.. و بجند من عندك يا الله ،*..مدهم بملائكةمن السماء..منزلين..ومردفين...ومسومين...
اللهم أطعهم من جوع...وأمنهم من خوف.
﴿ اللهم آمين ﴾


@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


25- هذه نصائح اكتسبتها بالتجربة والخبرة لما يزيد عن عشرين سنة من الخطابة؛ أجتهد دوماً في تحقيقها وتحصيلها, والكمال لله عز وجل, والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا تقل: هل تتوفر فيك هذه كلها, والسعيد من اتعظ بغيره, والشقي من لا يتعظ إلا بنفسه.
والله الهادي إلى سواء السبيل...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


*🎤 زاد.الخطـيـب.الـدعــــوي.tt*
* طريقك إلى الخطابة وفن الإلقـاء*
رابط التيليجرام 👈 t.me/ZADI2
*•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•*

*أخي.خطـيـب.الـجمـعــة.tt*
╯┅━━━━━━━━━━┅╰

1- إياك وتطويل المقدمة
فالناس في شوق لمعرفة موضوع خطبتك .

2- إياك واعتماد مقدمة لخطبك وتكرارها بما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كخطبة الحاجة. (إن الحمد لله نحمده ونستعينه...).

3- إياك وتقليد الآخرين
فما يصلح لغيرك قد لا يصلح لك.

4- إياك والسجع المتعمد
فلست في حضرة الخلفاء والبلغاء.

5- إياك وإرضاء الناس في خطبتك؛ فإرضاء الناس غاية لا تدرك؛ فأرضِ ربك يرضى عنك الناس.

6- أنت في زمن لم تعد مراقب فيه من الأجهزة الأمنية ولا مفتشي الأوقاف ولا لجنة المسجد بل الكل يراقبك وينتظر وقوعك في الخطأ ليوجه سهام النقد الجارحة لك ولأمثالك، فأحسن العمل في مراقبة الله وحده ترشد.

7- إياك والاستهانة بمن يستمع إليك فربما في القوم من هو من أهل العلم والدعوة والفضل؛ فانتبه لهذا يا رعاك الله.

8- إياك والخطب الحزبية أو الفئوية أو الطائفية أو المذهبية؛ فأنت تعظ ولا تنظر لحزبك أو جماعتك وفي الناس من ليس من جماعتك أو جماعة غيرك.

9- إياك والخطب الشخصية
من مدح أو ذم لك أو لغيرك .

10- إياك وإثارة الفتنة بين المصلين؛ فأنت بمثابة طفاية الحرائق لا مشعلها.

11- إياك ومطالبة المصلين بما تعلم أنهم غير قادرين عليه من أوامر أو نواهي فتدخلهم في الحرج.

12- كن قدوة عملية لما تعظ الناس به؛ فالناس تراقب أفعالك وتصرفاتك وأخلاقك فتزنها بميزان أقوالك.

13- تكرار الكلام ثلاثاً لفائدته أو أهميته سنة نبوية ليقع الكلام موقعه من القلب قبل الأذن فاحذر من التكرار أكثر من ذلك, وليس كل الكلام يكرر؛ فإلى أن يفهم من لا يفهم، سيملّ من يفهم.

14- بين رفع الصوّت والصّراخ ثمّة فارق مؤثّر جدّاً، وبكلّ حال تحتاج مراجعة شرح حديث: "احمرّت عيناه وعلا صوته كأنّه منذر جيش يقول صبّجكم ومسّاكم" لتكتشف بنفسك أن رفع الصوت ليس بالصراخ والعويل والتهديد, وانتبه _ هداني الله وإياك _ لضبط سماعات المسجد بما لا يزعج الحاضرين.

15- خطبة الجمعة موعظة إيمانية؛ وليست محاضرة علميّة إن كنت عالماً، ولا مناظرة فقهية إن كنتَ فقيهاً؛ فإن لم تكنهما فهي بكلّ حال ليست مداخلة تلفزيونية ولا جلسة عائلية حيث يجوز لك أن تقول ما تشاء كيفما تشاء، فالقوم ما جاؤوا ليسمعوا رأيك وإنّما جاؤوا يشحنون إيمانهم بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم, ورأيك احتفظ به أو انشره على مواقع التواصل.

16- أمرك للمصلين بـــ "اذكروا الله" أو "صلّوا على النّبي" ونحو ذلك يصلح استعماله في الدرس والمجلس والديوان والمضافة، أمّا في الخطبة فهم مأمورون بالإنصات والاستماع، فيكفيك الحشف ودع سوء الكيلة لحين ميسرة.

17- راجع - رحمك الله ووفقك لمرضاته - على الأقل الآيات والأحاديث التي ستستشهد بها، فقبيح أن تذكر خمسة آيات فتخطئ في ستة! وعيب أن تضيق بك السبل عن طلب الأحاديث الصحيحة فتكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنسب إليه ما لم يقله.

18- طول خطبتك دليل على حبّك للثّرثرة فقط، وأمّا قصر صلاتك فعلامة عل قلّة فقهك، فاعكس تفز، ولا يغرّنّك كثرة هذا الفعل من المعاصرين وإن عظموا في عينك، فالمنكر أبداً منكر, والأمر في هذا يختلف باختلاف الأحوال؛ فسدد تصب السنة.

19- إذا كان صوتك بالقرآن حسناً، فسنعرف ذلك في الصلاة إن شاء الله فلا تعجل بتعريفنا ذلك في الخطبة، فإنّه لا حاجة له، والقول ببدعيّته غير بعيد.

20- القضايا السياسية والاقتصادية والانتخابات المحلية والبرلمانية والنقابية والطلابية يمكن مناقشتها دوماً في الدروس بعد أو قبل الصلاة، فأسمع الحاضرين لصلاة الجمعة ما يجب عليهم فيه الإنصات مما ينفعهم ويرحم الله بك الأسماع والأبصار.

21- نظرك للسقف وأنت تخطب حيلة قديمة وعادة قبيحة تنقلها أجيال من غَبر لمن هو على الأثر بزعمهم أنّ ذلك ينجيك من رهبة الجماهير، والحقّ _ إن فعلتَ هذا _ فإنّه ينجيك من رهبة الجماهير وينجي الجماهير من ضرورة الإنصات لما تقول فيتابعون ما تنظر إليه بأبصارهم حتّى يشغلهم ذباب السقف وزخارفه فلا يوقظهم إلاّ " قد قامت الصلاة ".

22- إن كنتَ خطيباً مبتدئاً فلا بأس من كتابة الخطبة وقراءتها من الورقة أو الهاتف الذكي أو اللحوح الإلكتروني؛ ولكن هذا ليس بمبرر للاستمرار على هذا الحال؛ فتمرن على الارتجال؛ فقارئ الخطبة ليس بخطيب, وقراءة الخطبة يحسنه أكثرُ الناس.

23- خطبة الجمعة ليست مبارزة شعرية؛ فلست في سوق عكاظ ولا مجنة؛ فأقلل من الشعر بقدر الحاجة لا تزد يرحمك الله.

24- اعتنِ بنظافتك ورتابة هندامك؛ فالناس ينظرون إليك نظر خطَّابة العرائس؛ فكن عروس المنبر, وأحسن ما يتزيّن به خطيب الجمعة قميص النبي صلى الله عليه وسلم .

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


الله،وقد قلب الله قرى قوم لوط فجعل عاليها سافلها وأتبعهم حجارة من سجيل؛لأنهم أتوا الذكران من العالمين، فعاقبهم بأشد عقوبة لشناعة ما عملوه ، إذ أرسل جبريل عليه السلام فاقتلع قراهم بجناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم وأتبعهم بالحجارة،فقد روى أبو داودعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ".
وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من هذا الذنب القبيح،ومن هذا الفعل الشنيع،فقد روى الترمذي عن جَابِر رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ "
فكيف يفرح هؤلاء بالمثليين ويتكثرون بهم ويفتخرون بتشجيعهم؟ اللهم سلَّم سلَّم

- ومن مفاسد كرة القدم -ونختم بهذه المفسدة- أن أصحاب كرة القدم صاروا يعظمون الكأس الذي يسمى بكأس العالم وفيه مافيه من المنكرات ،وربما بعضهم يحبه أشد من حب الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة والعياذ بالله،قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }[ سورة البقرة : 165 ]

بالإضافة إلى أن في ذلك الكأس الذي يتهالكون عليه ويتسابقون إليه صورة صنم كما في كأس سابق لعام من الأعوام السابقة،وهذه الصورة بشكل تمثال ربما يعبدونه من دون الله،أو يشير إلى عقيدة باطلة من عقائد اليهود والنصارى يدعون الناس إليها بواسطة هذا الكأس،فلا يستبعد منهم ذلك فإنهم قوم مشركون،فانتبه لدينك وعقيدتك يا مسلم،فما هذه الغفلة التي أصابت كثيرا من المسلمين وأطبقت على الكثير منهم فإلى الله المشتكى.

هذه أهم المفاسد التي تترتب على كرة القدم وهناك مفاسد أخرى أعرضنا عنها خشية الإطالة،بالإضافة إلى أن هناك مفاسد دنيوية، فإن كرة القدم ضعيت كثيرا من الناس حتى عن أمور دنياهم،وقصر كثير من الناس في طاعة آبائهم وأمهاتهم،وقصر كثير من الناس في نفقات زوجاتهم وأولادهم،فكرة القدم ضياع للناس بمعنى الكلمة،فقد ضيعت كثيرا من الناس في دينهم ودنياهم والله المستعان.

تلك البالونة البلاستيكية المملوءة بالهواء التي إذا دخلت بين عودين يفرحون ويصيحون ويطلقون الرصاص وكأنهم حرروا فلسطين أو انتصروا على اليهود،وفي الحقيقة إنما انتصر عليهم اليهود والنصارى لأنهم نفذوا خطتهم ونجحوا في ضياع المسلمين،إذ أغرقوهم في الملهيات، وشغلوهم عما هو أنفع لهم،بل شغلوهم عن دينهم وزرعوا بينهم العداوات والمشاحنات وغير ذلك مما ذكرنا.

ألا فلنتق الله ياعباد الله في أوقاتنا وفي صلاتنا وفي أُخُّوتنا وفي أموالنا وفي جميع أمورنا،لايضحك علينا اليهود والنصارى في كل شئوننا،فقد صار كثير من المسلمين يقلدون اليهود والنصار في جميع شؤونهم،حتى في لباسهم وقصاتهم وكثير من عاداتهم وتقاليدهم.

فنسأل الله أن يصلح المسلمين ويأخذ بأياديهم إلى كل خير،اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ،اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِنا دِيننا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشنا، وَأَصْلِحْ لنا آخِرَتنا الَّتِي فِيهَا مَعَادنا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لنا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ ،اللهم انصر الإسلام والمسلمين ،واخذل الشرك والمشركين،اللهم انصر من نصر الدين ،واخذل من خذل الدين،اللهم عليك باليهود المعتدين والنصارى الضالين وسائر الكفر والمشركين ومن تعاون معهم من المنافقين يا قوي يامتين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


وروى الترمذي عن الزُّبَيْر بْنَ الْعَوَّام ،رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ ؛ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ : تَحْلِقُ الشَّعَرَ. وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "

وقد سمعتم أن الله تعالى حرم الخمر والميسر لأسباب، منها: أنها تجلب الشحناء والبغضاء بين الناس،ويقاس على ذلك كل ما كان وسيلة إلى الشحناء والبغضاء فإنه حرام ،قال تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }[ سورة المائدة : 91 ]
نسأل الله العافية والسلامة


*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين،ولا عدوان إلا على الظالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد:
فإن تاريخ كرة القدم قديم،فقد أحدثها الصينيون منذ قرون بعيدة، ولعبها الانجليز وغيرهم فترة من الزمن حتى لحقهم الضرر ثم منعوها؛لأنهم رأوا أنها ستعيقهم عما هو أنفع لهم وأهم،ثم أدخلوها إلى بلاد الإسلام ليشغلوهم بها عما هو أنفع لهم فنجحوا بذلك،فصار أكثر المسلمين مشغولين بها،بل صار بعضهم يسافر من بلد إلى بلد من أجلها،وينفق الأموال الطائلة في سبيلها.
كرة القدم جاءت من عند الكفاريا عباد الله،ما جاءت من عند الصحابة ولا التابعين ولا من أصحاب القرون المفضلة.-فمن مفاسدها: أن اللعب بها على نظام تلك المنتخبات تشبه بالكفار،وقد روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ، حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ".
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ،رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ ".
وفي رواية عند الحاكم:" ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺟﺎﻣﻊ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻔﻌﻠﺘﻤﻮﻩ"
فليس العز والتمكين بالتشبه بالكافرين،إنما العز منوط بالتمسك بأحكام الدين،وهل يريد الكفار للمسلمين خيرا؟ لو كان في كرة القدم خير للمسلمين لمنعوهم منها،ولحاربوهم عليها،كيف لا وقد قال الله في كتابه الكريم:{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }[ سورة البقرة : 120 ]

-ومن مفاسد الكرة الموالاة والمعادة المحرمة،بحيث صار بعض المسلمين يوالي اللاعبين الفسقة بل والكفرة ويشجعونهم ،ويعادي اللاعبين المسلمين ،حتى بلغ الحد ببعض المغفلين من المسلمين إلى أنه يناص ويوالي ويحب اللاعب فلان اليهودي الذي يطعن في رب العالمين سبحانه،ويناصر اللاعب النصراني الذي يقول إن عيسى هو الله ،كيف يناصرون ويشجعون أناسا هم أكفر خلق الله،يناصرون ويوالون أناسا يقتلون إخواننا في فلسطين و يفعلون بهم الأفاعيل،حتى قال أحد القرود من اليهود :أنا لا أتشرف أن يشجعني كلب عربي!ويقول: لو كانت أصبعي عربية لقطعتها،فانظروا إلى حقدهم الدفين على العرب والمسلمين،فكيف ذهب بعض المسلمين يواليهم ويهين نفسه عندهم؟!فانظروا إلى المستوى الذي وصل إليه بعض المسلمين من الإهانة والانحطاط والذلة! نسأل الله العافية.

اعتز بدينك يامسلم فإنك خير من اليهود والنصارى كلهم،بل مسلم واحد موحدٌ لله ولو كان عاصيا فاسقا خير من ملء الأرض كفارا،فموالاتهم ذل،وبغضهم عز،قال عمر الفاروق رضي الله عنه :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغيناوالعزة بغيره أذلنا الله"

ومن القبائح والفضائح عند بعض أصحاب كرة القدم أنهم يستضيفون الكفرة والفجرة والفسقة ويتكثرون بهم، ومنهم أولئك السقط والشواذ من المثليين من الرجال والنساء الذين يعملون عمل قوم لوط،ومعلوم أن حكم الله في الذين يعملون عمل قوم لوط القتل ،وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنهم يقذفون على رؤوسهم من شاهق مرتفع ثم يرمون بالحجارة؛لأنهم قلبوا سنة

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


وروى البخاري عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا : قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ "
فكم تهدر من أموال في سبيل كرة القدم،كم تُنفَق من أموال في تجهيز الملاعب واللاعبين؟ إنها مليارات الدولارات تهدر في تجهيز الملاعب واللاعبين،وتبذل ملايين الدولارات جوائز للفائزين،ولو أُنفقت هذه الأموال للأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحة لسدت حاجات كثير من الشعوب والدول،وتالله ليُسألن أصحاب هذه الأموال عن كل ريال،"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"،إن كانت في حلال فحساب،وإن كانت في حرام فعقاب،فكيف لو أنفقت هذه الأموال في الباطل،وكيف لو أنفقت رياء وسمعة كحال كثير من المشجعين،ربما يأتيه المسكين ما يعطيه شيئا، وربما جاره فقير يبيت جائعا،ثم يأتي موسم اللعب فيهلك الأموال الطائلة للاعبين يعبثون بها،والله المستعان، فقد روى البخاري عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

فيا أرباب الأموال اتقوا الله في هذه الأموال التي أعطاكموها ،اجعلوها في بابها،يوجد أسر فقيرة لا تجد ماتقتات به،يوجد فقراء ومساكين قد ملأوا البلاد،يوجد أرامل اكفلوهم،ويوجد عزاب زوجوهم،ويوجد مرضى داووهم،شاركوا في بناء المساجد واتركوا هذه الملاعب، أبواب الخير مفتوحة،ما رأيتم أين تضعون أموالكم إلا في ملاعب الكرة؟فهذا والله من الخذلان،الذي يؤدي بصاحبه إلى الحرمان،ويترتب عليه الخسران،والله المستعان.

-وربما ترتب على كرة القدم -يا أيها المسلمون-: إزهاق أرواح،وإهلاك أنفس وسفك دماء:

قد يقول قائل: أما هذه مبالغة فإنه لا يوجد ذلك،نقول بل يوجد والواقع خير شاهد،فإنه يحصل في بعض الملاعب مشاحنات ومضاربات من قبل اللاعبين أو المشجعين،ثم تتطور القضية حتى تصل إلى القبائل وربما نشبت حرب بين قبيلتين ويحصل أمور لا يحمد عقباها من القتل والتهاجر والثأرات والمقاطعات ونحو ذلك.

الأمر الآخر لايخفى عليكم من إطلاق الرصاص إلى الهواء عند فوز بعض المنتخبات، فيروعون الآمنين، ويخوفون الأطفال،ويزعجون المرضى ،وترجع بعض الرصاص من الهواء فتصيب بعض الناس،فتقتل أطفالا وتصيب آخرين ،ولا يبالون بمن قُتل أو أصيب، فمن يحمل مسؤولية هذه الجرائم يا عباد الله؟
يحمل وزرها كل من أطلق الرصاص إلى الهواء وشارك ورضي بذلك،فلكل واحد منهم نصيب من وزر هذه الأنفس التي قتلت ظلما،فيا عباد الله:بأي ذنب قتلت ؟وفي سبيل من أزهقت؟هل قتلت في معركة بين المسلمين والكفار،أم أنه الفرح المذموم،والطيش المعلوم ؟ ولو أن قيمة هذه العيارات والرصاص جهزت بها جيوش لقتال اليهود لنفع الله بها،ولكنها أحرقت في الهواء وذهبت هباء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم اعلموا يا عباد الله أن نفس المؤمن أغلى عند الله من الدنيا وما فيها،بل إن حرمتها أعظم من حرمة الكعبة المشرفة،لأن تزول الكعبة حجرا حجرا أهون من أن تقتل نفس مسلمة،ولأن تزول السماوات والأرض أهون من قتل مسلم بغير حق،فقد روى الترمذي وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ،رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ".
فأين تعظيم الأنفس التقية والدماء الزكية،قال الله:{ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[ سورة الحج : 32 ]

ثم كيف يسوغ لهؤلاء أن يفرحوا بالانتصارات الرياضية،وإخوانهم يقتلون ويقصفون ويهجَّرون،وتُدمر بيوتهم،كان الأولى بهم أن يحزنوا بحزن إخوانهم وأن يدعوالهم،كيف يفرحون بالانتصارات الرياضية وهم مهزومون في الحروب العسكرية،فهذه مصائب نزلت بالمسلمين،فإنا لله وإنا إليه راجعون.

-ومن مفاسد كرة القدم أيها المسلمون:أنها تجلب الشحناء والبغضاء بين الناس؛لأنها تقوم على القمار كما تقدم،فإلم يكن هناك قمار فهناك أسباب أخرى تسبب الشحناء وتوغر الصدور،منها ما يسمى بتسديد الأهداف على حد تعبيرهم،وأن الفريق الذي يتم تسديد الأهداف عليه يحمل الحقد والبغضاء والشحناء على الفريق الآخر،ربما لا تجد هذا الحقد والكراهية لليهود والنصارى،فيصير الفريق المهزوم يكره الفريق الآخر أكثر من اليهود والنصارى،وهم من إخوانه المسلمين،وقد حرم الله البغضاء والحسد والشحناء،فقد روى الإمام مسلم عن أَنَسٍ ،رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ".

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


وقال سبحانه: { ۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }[ سورة مريم : 59 ]

ومن هذه الشهوات الملهية عن الصلوات شهوة كرة القدم لعبًا ومشاهدةً وتشجيعًا،وقد توعد الله مضيعي الصلاة بغي:{ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } وهو عذابٌ عظيم.

فيا عباد الله:إن كرة القدم من الملهيات عن ذكر الله وعن الصلاة وربما تعدى شرها إلى بلدان شتى،فيبقى الكثير منهم أمام التلفاز يشاهدون اللاعبين فتشغلهم المباريات عن أداء الصلوات حتى يخرج وقتها.

واعلموا -عباد الله - أن أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة هو الصلاة،ما سيسأل عن المباراة لماذا لم يشاهدها، ولا عن الكرة لماذا لم يلعبها،فهل لهؤلاء من عقول أم قد أخذها باريها؟
فالصلاة الصلاة ياعبادالله، الله َاللهَ في الصلاة، فإن كل شيء يشغل عن الصلاة فهو محرم،وقد علمتم أن من أسباب تحريم الميسر أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة،حيث قال تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }[ سورة المائدة : 91 ]

ولا يشترط وجود دليل على كل معصية أو مخالفة بعينها،فهناك عمومات يدخل تحتها مسائل وأحكام كثيرة،وهناك أدلة عامة وقواعد شرعية يدخل تحتها فروع كثيرة،مثل حديث : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " متفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه.

فهذا الحديث عام يدخل تحته كل مسكر، مأكولا كان أو مشروبا،شجرةً كانت أو ثمرة،ورقة كانت أو عشبة؛لأن العلة واحدة وهي الإسكار،فكل ما أسكر فهو حرام بهذا الدليل العام،وهكذا كل خبيث أو مُضِر فإنه حرام،بدليل قوله تعالى: { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }[ سورة الأعراف : 157 ]

فهكذا كرة القدم فإن علل التحريم موجودة،فإنها قد اشتملت على مخالفات كثيرة، ومنكرات عديدة، فيها أدلة صريحة في تحريمها قد ذكرنا بعضها وسيأتي ما تبقى منها.

فيا أيها المسلمون: يقول ربنا:{فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }أي:هل أنتم منتهون عما يلهي عن الصلاة؟،فإن كرة القدم من أعظم الوسائل لترك الصلوات، فاتقوا الله يا أيها المولعون بكرة القدم،ويا أيها المشجعون لكرة القدم،فإن الراضي كالفاعل في الحكم ولو لم يشارك،فقد روى أبو داود عَنِ الْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ ،رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الْأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً : أَنْكَرَهَا - كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا ".

-ومن مفاسد كرة القدم ياعباد الله:ضياع الأوقات،فقد صار كثير من الشباب هذه الأيام مولعون بها لا يكاد يمر يوم من الأيام إلا وهم في ملاعب الكرة، ويظنون أن هذه الأوقات التي تهدر في سبيل كرة القدم غير محاسبين عليها؟كلا والله، سيحاسب كل إنسان عن كل ساعة قضاها،وسيندم على كل ساعة ضيعها،فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "
وروى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ".

الشاهد قوله:" حتى يسأل عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ" سيسأل عن عمره،وهوساعاته وأيامه،وشهوره وأعوامه،أين قضاها؟
قال ابن القيم رحمه الله:"من لم يجعل وقته كله لله،فالموت خير له من الحياة"

وقال يحيى بن أبي كثير رحمه الله:"الفوت أشد من الموت"أي فوات الوقت أشد على الإنسان من الموت.
وقتك يا أيها المسلم هو رأس مالك، وهو سبب سعادتك أو شقاوتك،ولهذا أقسم الله بكثير من الأوقات لأهميتها ،فأقسم بالفجر وأقسم بالضحى،وأقسم بالعصر،وأقسم بالليل،وأقسم بالنهارونحوذلك؛ولأنها محل أعمال العباد فاعمل فيها فإنها تعمل فيك،ولا تضيعها في اللهو واللعب والمنكرات.

-ومن مفاسد كرة القدم ضياع الأموال وإهدارها بالباطل،وقد أمر الله ورسوله بحفظ الأموال والمحفاظة عليها، وأمربوضعها في مكانها المناسب لها،ونهى الله عن التبذير فقال سبحانه: { وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }[ سورة الإسراء : 26 إلى 27 ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


رضي الله عنه وكان مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ ، قَالَ : جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا وَفَخِذِي مُنْكَشِفَةٌ، فَقَالَ : " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ ؟ ".

وقد جاء الوعيد الشديد في حق من لم يستر عورته،فإن من أسباب عذاب القبر عدم التستر عند قضاء الحاجة،كما عند البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ "
ومن معاني :"لا يستتر من بوله":أي لا يستر عورته عند بوله ولا يستتر عن أعين الناس

فلا يجوز هذا اللباس للاعبي كرة القدم ولا لغيرهم ،ولا يجوز للناظرين أن ينظروا إليهم وهم في هذه الحالة،ومن باب أولى النساء فإن النظر منهن أقبح من نظر الرجال،بل ذهب بعض أهل العلم إلى عدم جواز نظر المرأة إلى الرجل أصلًا،فكيف بالنظر إلى عورته أو إلى شيء من عورته،قال تعالى: { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ }الآية[ سورة النور : 31 ]

-ومن مفاسد كرة القدم اختلاط الرجال بالنساء في ملاعب كرة القدم ونظر بعضهم إلى بعض ،وربما التقطوا صورا لهذه النسوة،ثم يبثونها على شاشات التلفاز فيعم الشر،وقد حرم الله الاختلاط والنظر إلى النساء،قال تعالى: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }الآيتان،[ سورة النور : 30 إلى 31 ]
وقال تعالى: { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ }الآية[ سورة الأحزاب : 53 ]

وروى البخاري ومسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ،رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ ".

-ومن مفاسد كرة القدم -يا عباد الله القمار-،وقد حرم الله القمار في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ سورة المائدة : 90 ]

والميسر هو القمار، وصفته أن يدفع الفريقان مالا ثم يأخذه الفريق الفائز، فيربح فريق ويخسر فريق،وهكذا فإن كل مسابقة أو لعبة تقوم على ربح أو خسارة من مال الفريقين،بأن يربح طرف ويخسر الطرف الآخر فهي قمار، وهذا من أكل أموال الناس بالباطل، ولذلك حرم الله القمار؛لأنه يؤدي إلى الشحناء والبغضاء بين الناس،قال تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }[ سورة المائدة : 91 ]
وقال الله:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }[ سورة النساء : 29 ]

-من مفاسد كرة القدم- ياعباد الله- الصد عن ذكر الله وعن الصلاة،فهل قد هل سمعتم لاعبا أو مشاهدا يذكر الله أو يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل قد رأيتم اللاعبين أو المشجعين يتوقفون عن اللعب وقت الصلاة ثم يقيمون الصلاة ؟هل رأيتموهم يجيبون داعي الله إذا قال المؤذن حي على الصلاة؟الجواب لا،بل ربما يلعبون من قبل صلاة العصر إلى بعد صلاة المغرب لأن هذا الوقت هو المناسب لهم،فيضيعون صلاتي العصر والمغرب،اللاعبون والمشجعون،فمن الذي أباح لهم أن يلعبوا وقت الصلاة؟ومن الذي أسقط عنهم الصلاة بحجة اللعب،وما هو عذرهم أمام الله تعالى، ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يعذر المجاهدين في أرض المعركة،فقد صلى بهم العصر صلاة الخوف.

فالخسارة كل الخسارة هي في ضياع الصلوات،وإن زعموا أنهم فازوا بإدخال الكرة بين عمودين،فأي فوز هذا والله تعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }[ سورة المنافقون : 9 ]

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*تحـذير أصحـاب الهمم*
*من مفاسـد كـرة القـدم*
*للشـيخ/ موفـق الفاضلي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمدَ لله نحمدُه تعالى ونستعينُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[ سورة النساء : 1 ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }[ سورة الأحزاب : 70 إلى 71 ]

عباد الله:
اعلموا أن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ تعالى ،وأنَّ خيرَ الهديِ هديُ نبيِنا محمدٍ صلى اللهُ عليه وآلهِ وصحبه وسلم، وشرَ الأمورِ محدثاتُها، وكلَ محدثةٍ بدعة، وكلَ بدعةٍ ضلالة،وكلَ ضلالةٍ في النار.

أما بعد:
فيقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }[ سورة الذاريات : 56 إلى 58 ]

بين الله في هذه الآية الكريمة الحكمة من خلق الناس والغاية من وجودهم، وهي عبادته وحده لاشريك له،فيسر لهم السبل إلى ذلك، وأمدهم بأنواعٍ من النعم التي بها يستعينون على عبادته،ووعدهم بجنته، وحذرهم من معصيته،؛ وتوعدهم بناره إن هم عصوا أمره، فيجب على الناس أن يحققوا الغاية التي من أجلها خلقهم الله تعالى،ثم أخبر الله تعالى أنه ما خلق الناس سدى،ولا أوجدهم عبثا لايؤمرون ولا يُنهون، بل ما خلق الله السماوات والأرض إلا بالحق،والحق هو أن يعبد ويوحد،ويشكر ولا يكفر،ويذكر ولا ينكر،فحذرهم من أن يتخذوا دينهم لهوا ولعبا،قال سبحانه:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) }[ سورة الدخان : 38 إلى 39 ]

ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى لم يأمر عباده إلا بما كان فيه مصلحة خالصة أو راجحة،ولم ينهَهم إلا عما كان فيه مفسدة خالصة أو راجحة، ثم إن الشرع الحنيف جاء بتحقيق المصالح وتكميلها،والتحذير من المفاسد وتقليلها، وأمر بالوسائل المؤدية إلى الأمور المحمودة،وفي القاعدة الشرعية:(ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)،وحذر من الوسائل المفضية إلى القبائح،وفي القاعدة الشرعية:(ما كان وسيلة إلى حرام أو إلى ترك واجب فهو حرام).

فحرم كثيرا من البيوع؛ لأنها تؤدي إلى الشحناء والبغضاء،وهي البيوع التي فيها غرر أوجهالة أو ظلم أو ربا،وحرم الغيبة والنميمة والتنابز بالألقاب؛لأنها تفسد الأُخوة،وتؤدي إلى الفرقة والنفرة.

وفي هذا اليوم نذكر لكم لعبة ترتبت عليها مفاسد عظيمة،وأدت إلى مخالفات كثيرة،وتسببت في ترك واجبات شرعية،هذه اللعبة سحرت كثيرا من الناس،فأذهبت عقولهم وأخذت قلبوهم، ،وكأنها واجبة عندهم، وكأنهم سيسألون عنها في قبورهم ويوم معادهم،ولم يعلم الكثير أنها غزو غربي لزرع العداوة والبغضاء بين المسلمين، ولهوهم عما ينفعهم، فإن أول ما جاءت هذه اللعبة من عند الكفار،ألا وهي كرة القدم،وما أدراك ما كرة القدم.

عباد الله: اعلموا أن الله تعالى حرم لعبة النردشير وما كان في بابه كالشطرنج ونحوه لما يترتب عليها مفاسد كثيرة:
منها:القمار، ومنها: ضياع الأوقات، ومنها: جلب الشحناء والبغضاء بين اللاعبين، ومنها: الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ومنها التشبه بالكافرين، وغير ذلك من المفاسد

فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن بُرَيْدَةَ ،رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ".
وهكذا كرة القدم فإنه يترتب عليها مفاسد كثيرة.

-فمن مفاسد كرة القدم يا عباد الله: كشف اللاعبين عن شيء من عوراتهم والناس ينظرون،بل والعالم يشاهدون، بل والنساء تنظر إليهم،ومعلوم شرعا أن كشف العورات أو شيء منها أمام الناس لا يجوز،فقد أمر الله بالتستر والتجمل،ونهى عن التعري وكشف العورات،فإن هؤلاء اللاعبين يلبسون أنصاف السراويلات التي تصف العورة وتحجمها،ويبقى الفخذ مكشوفا،والفخذ عورة، كما ثبت عند أبي داود وغيره عن جَرْهَد

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:55


يَجْحَدُونَ﴾(فصلت: ١٥)،

– وبينما الصحابة الكرام رضى الله عنهم جلوس إذ مَرَّ بهم رجل عظيم فَقالَ النبى ﷺ: «ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ يُسْتَمَعَ؛ ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِن فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ: «ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ لا يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ لا يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ لا يُسْتَمَعَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: هذا خَيْرٌ مِن مِلْءِ الأرْضِ من مِثْلَ هذا» رواه البخارى.
فالمعول عليه فى الخيرية قوة الإيمان وتقوى الله عز وجل.

– استخدام القوة بغير وجه حق وظلم الناس والإعتداء عليهم مُحرم؛ فعن أبى مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: «كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عليه، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هو رَسولُ اللهِ ﷺ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقالَ: أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» رواه مسلم.

– ولقد كتب عمر بن عبدالعزيز إلى بعض عماله: «أمَّا بَعدُ، فإذا دَعَتك قُدرَتُك على النَّاسِ إلى ظُلمِهم، فاذكُر قُدرةَ اللهِ تعالى عليك، ونَفادَ ما تَأتي إليهم، وبَقاءَ ما يأتونَ إليك»

– وقال مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما:«إنِّي لأستَحي أن أظلِمَ مَن لا يجِدُ عليَّ ناصِرًا إلَّا اللهَ»
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ

– فينبغى للعاقل أن يستخدم قوته فى إعانة الخلق ونصرة المظلومين، ولقد أرشدنا سيدنا رسول الله ﷺ إلى ذلك؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، قالَ: تَعْدِلُ بيْنَ الاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وتُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عليها، أوْ تَرْفَعُ له عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، قالَ: والْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ» رواه السيوطى.

– وكذلك فإن على المسلم أن يتجرد من حوله وقوته ويلوذ بربه جل وعلا؛ فعن أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «يا عبدَ اللهِ بنَ قَيسٍ، ألا أعَلِّمُك كَلِمةً هي من كنوزِ الجنَّةِ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ» رواه أحمد والنسائى والحاكم.
قال النووى: قال العلماء: سبب ذلك أنها كَلِمة استسلامٍ وتفويضٍ إلى اللهِ تعالى، واعترافٍ بالإذعانِ له، وأنَّه لا صانِعَ غَيرُه، ولا رادَّ لأَمْرِه، وأنَّ العبدَ لا يَملِكُ شيئاً من الأمرِ.

فاتقوا الله عباد الله: واستغلوا ما وهبكم الله عز وجل من قوة فى الخير وإسداء المعروف، والسعى فى حاجات الفقراء والمساكين.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:54


–والفارو على الدرب؛ يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه خلف بكرين من الإبل من إبل الصدقة يريد أن يدخلهما في الحمى خوفاً من أن يضيعا فيسأله الله تعالى عنهما وكان ذلك في يوم شديد الحر كأنه نفخ السموم فرآه عثمان بن عفان رضى الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك؟ قال عمر رضى الله عنه: عد إلى ظلك يا عثمان فقال عثمان رضى الله عنه: «من أحب أن ينظر إلى القوى الأمين فلينظر إلى هذا» رواه ابن الأثير في أسد الغابة.

– وهذا التابعي الكبير عامر بن عبدالله التميمي رضى الله عنه لما انتصر المسلمون على الفرس في معركة القادسية بقيادة البطل المغوار سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه وكان سعد قد أمر بجمع الغنائم وتقويمها وبينما الناس كذلك إذ برجل يأتي وهو يحمل صندوق قد ملئ بالأشياء النفيسة غالية الثمن ووضعه عند من يقومون على جمع الغنائم وولى منصرفاً فقالوا له: يا هذا أين وجدت هذا الكنز العظيم؟ فرد قائلاً: غنمته في المعركة في مكان كذا قالوا: هل أخذت منه شيئاً؟ قال: معاذ الله إن كنوز كسرى وما ملكه الفرس لا يساوى عندي قلامة ظفر ولولا أنى مؤتمن ومسؤول أمام الله ما أتيتكم بهذا الكنز فسألوه من أنت يرحمك الله؟ فرفض أن يخبرهم باسمه حتى لا يكافؤه أو يحمدوه على أمانته، وأيضاً رفض أن يخبرهم باسمه حتى يحافظ على إخلاصه فتبعه رجل منهم فعلم أنه عامر بن عبدالله التميمي.. لقد أعطى أسلافنا الكرام رضي الله عنهم القدوة الصالحة فى القوة وحفظ الأمانات، فما أحوحنا إلى مثل هذا النوع من القوة!!

رابعاً القوة فى حماية الحق؛ لقد ربى سيدنا رسول الله ﷺ أصحابه الكرام رضى الله عنهم على القوة في حماية الحق فكان ممن تحدث الركبان بشجاعتهم وتواترت الأخبار بقوتهم؛

– على بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعبادة بن الصامت، وسعد بن عبادة، وأبو دجانة، والقعقاع بن عمرو التيمي، والمثنى بن حارثة الشيباني، وأبو عبيدة بن الجراح،

– وكان بعضهم يقدر بألف رجل. فقد طلب عمرو بن العاص المدد من الخليفة عمر رضي الله عنه عندما أبطأ عليه فتح مصر فأمده عمر بأربعة آلآف رجل على كل ألف رجل يقوم مقام الألف وهؤلاء هم: الزبير بن العوام، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد فرضى الله عنهم وأرضاهم.

– وهذا حنظلة بن اليمان رضي الله عنه يضرب أروع الأمثلة فى قوة الإيمان؛ إنه شاب بنى بعروسه ليلة أُحد وخرج ملبياً للنداء حي على الجهاد وهو جُنب ولم يفكر لحظة هل سيعود من جهاده لعروسه أم أنه سيقتل في المعركة، إننا أمام جيل فريد من نوعه فعن عبدالله بن الزبير رضى الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول عند قتل حنظلة بن أبى عامر: «إن صاحبكم تغسله الملائكة فسألوا صاحبته عنه - زوجته - فقالت: إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب. فقال رسول الله ﷺ: «لذلك غسلته الملائكة»، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾(التوبة: ١١١)، إن الحق يحتاج إلى قوة تحميه، وما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة!!

فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن الأخذ بكل وسائل القوة وأسبابها مطلب شرعى وهدى نبوى كريم
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى؛ أما بعد: فيا أيها المسلمون: إن القوة المحمودة هي التي تستعمل في حماية الحق والدفاع عنه، ورفع الظلم عن الضعفاء، وأما القوة
التى تستخدم فى العدوان على حقوق الضعفاء وقتل الأبرياء وإحتلال الأراضي، والإعتداء على المقدسات فإنها تمثل دماراً على الإنسانية كلها.
وصدق القائل:
الله خلق الشعوبا جميعاً سواسيا
لا رب بينهم ولا مربوبا
لن يستقيم لكم سلام ما شكا
شعب ضعيف حقه المغصوبا

خامساً: القوة التى تحقق السلام؛ لقد ذم الله عز وجل القوة التى تساند الباطل ولا ترحم الضعيف؛ قوة الكبرياء والبغى في الأرض بغير الحق؛ قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ﴾(غافر: ٢١)، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:54


– لقد شهدت إبداعات أسلافنا الكرام لما كانوا عليه من قوة علمية فكرية ونبوغ حضارى فى حين كان الكثيرون يتخبطون فى ظلمات الجهل والضعف.
ومن هذا المنطلق يجب على المسلمين أن يأخذوا بكل وسائل العلم والمعرفة حتى يلحقوا بركب التقدم والتطور التكنولوجى المعاصر وأن يتخدوا من العلم قوة فى مواجهة التحديات المختلفة التى تتوالى عليهم تترا..

ثانياً: القوة الإقتصادية؛ لقد جعل الله عز وجل قوة الأممِ وبقاءَها مرتبط ارتباطاً كبيراً بقوة إقتصادها من أجل ذلك جاءت دعوة الإسلام إلى العمل والكفاح من أجل بناء إقتصاد قوى؛ قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(التوبة: ١٠٥)، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾( الجمعة: ١٠)، وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾(الملك: ١٥)، وعن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ» رواه أحمد.
وهذا أبلغ دليل على أن العمل مطلوب لذاته،

– والمسلم عليه أن يظل عاملاً منتجاً حتى نهاية الحياة وهذه قِمَّة الإيجابية لأنَّ العمل الصالح في حدِّ ذاته عبادةٌ، سواء قطَف فاعلُه الثمرةَ بنفسه، أو استفاد منه غيره من المخلوقات فعن جابر بن عبد الله، عن النَّبيِّ ﷺ أنه قال: «ما من مسلم يَغْرِسُ غرسًا إلا كان ما أُكِلَ مِنهُ له صدقةً، وما سُرقَ له منه صدقةٌ، وما أكل السَّبُعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أكلتِ الطيرُ فهو له صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلا كان له صدقةٌ» رواه مسلم.

– ولقد كان من هدى سيدنا رسول الله ﷺ تحويل البطالة إلى طاقة إنتاجية فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النبي ﷺ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: «أَمَا في بَيْتِكَ شَىْءٌ» قَالَ: بَلَى حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ قَالَ: «ائْتِنِى بِهِمَا» فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ الله ﷺ بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِى هَذَيْنِ» قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ. قَالَ:
«مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِىَّ وَقَالَ: «اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَاماً فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُوماً فَأْتِنِى بِهِ» فَأَتَاهُ بِهِ فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ ﷺ عُوداً بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: لَهُ
«اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ وَلاَ أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً» فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْباً وَبِبَعْضِهَا طَعَاماً. فَقَالَ ﷺ: «هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِىءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً في وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ لِذِى فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِى غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ لِذِى دَمٍ مُوجِعٍ» أبو داود وأحمد وابن ماجة.

– لقد كان رسول الله ﷺ حريصاً على تربية المؤمنين على العفة والاستغناء عن الخلق والجدية والسعي وبذل المجهود لكسب الحلال من أجل بناء إقتصاد قوى.. فما أحوج أمتنا إلى قوة إقتصادية حتى تستطيع أن تمتلك حريتها، وكما قيل إذا أردنا أن تكون كلمتنا من رأسنا فلابد من أن تكون لقمتنا من فأسنا، فقوة الإقتصاد من أهم أسباب البقاء للأمم خاصة فى وسط التكتلات الإقتصادية الكبرى،

ثالثاً: القوة فى تحمل المسؤلية؛ لقد ضرب أسلافنا الكرام رضى الله عنهم أروع الأمثلة في قوة تحمل المسؤلية من ذلك؛

– الصديق رضى الله عنه يضرب أروع الأمثلة في قوة حفظ الأمانة؛ لما نزل الموت بأبي بكر الصديق رضى الله عنه أوصى عائشة فقال: الناقة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبغ فيها والقطيفة التي كنا نلبسها كنا نتفع بذلك حين كنت ألي أمر المسلمين فإذا مت فرديه إلى عمر بن الخطاب فلما مات الصديق رضي الله عنه أرسلت عائشة بهذه الأشياء إلى عمر رضى الله عنه فقال عمر : رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك؟!

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

30 Oct, 13:54


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾*
*للشـيخ / أيمن حمـدى الحـداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة:*
أولاً: القوة العلمية.
ثانياً: القوة الإقتصادية.
ثالثاً: القوة فى تحمل المسؤلية.
رابعاً: القوة فى حماية الحق.
خامساً: القوة التى تحقق السلام.

*الخطبة الاولى:*
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب، وأتمَّ نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، ذو العرش رفيع الدرجات، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، اللهم صلّ وسلِّم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم، وعلى آله وأصحابه ومن أقتفى أثرهم إلى يوم الدين

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
لقد تحالفت قُوَى الشرِّ على أمتنا، وأصبح الصراع عنيف، والميدان واسع، والسلاح متنوِّع، ذلك لأنَّ الصراع بين الحقِّ والباطل قائم وقديم، ومستمرُّ إلى قيام الساعة، وأمتنا اليوم تعيش في معترك فتنٍ عظيمة متنوِّعة، وتواجه حرب شعواء من قبل أعدائها، لذلك كان لزاماً على الأمة أن تأخَذ بكل أسباب ووسائل القوة حتى يرد الله عنها كيد الأعداء ويؤيدها بنصره قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾(الأنفال: ٦٠)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «المؤمنُ القَوِيُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيرٌ احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ واسْتَعِنْ باللهِ ولا تَعْجَزْ فإنْ أَصابَكَ شيءٌ فلا تقولنَّ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كان كذا وكذا ولكنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وما شاءَ فعلَ فإن لوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان» رواه مسلم.

أولاً: القوة العلمية؛ لقد كان لأمتنا سبقاً فى الإبداع والعلوم والمعارف؛ ولا عجب فأول ما نزل من القرآن الكريم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يعلم﴾( العلق:١-٥)، لقد تجاوب أسلافنا الكرام مع دعوة القرآن الكريم إلى العلم فصاروا رواد للعلم والمعرفة؛

– فأضافوا إلى علم الهندسة ما لم يعرفه غيرهم واستخدموا الجبر في حل بعض مسائل الهندسة كما استخدموا الهندسة في حل بعض مسائل الجبر فكانوا أول من وضع أسس الهندسة التحليلية وكان من أعظم علماء العرب في الرياضيات الخوارزمي والطوسي والبيروني والبتاني ولقد ترجمت مؤلفاتهم إلى اللاتينية وانتفعت بها أوربا في بناء الحضارة الغربية الحديثة.

– وفى ميدان الطب نبغ أبوبكر الرازي الذى ترك تراثاً كبيراً من المؤلفات من ذلك؛ كتاب الجُدري والحصبة وكتاب به أبحاث خاصة بالنقرس والحصوة، وأمراض الكلى والمثانة وأمراض الأطفال وقد طبع هذا الكتاب في أوروبا في الفترة ما بين عامي ١٤٩٨ - ١٨٦٦ حوالى أربعين مرة.
– كذلك كان من أشهر أطباء العرب الطبيب الرئيس ابن سينا، ومن أعظم مؤلفاته كتاب القانون في الطب الذى اعتبره الأوروبيون خير ما أنتجته العقلية العربية.

– ومن أبرز علماء الجغرافيا العرب الشريف الإدريسي صاحب كتاب "نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والجزر والمدائن والآفاق" ولقد وضع الإدريسي أكثر من أربعين خريطة بالكتاب وقد ترجم الكتاب إلى اللاتينية وطبع، وصنع الإدريسي كرة سماوية وخريطة للعالم على شكل قرص ووضح مواقع البلدان.
قال الكاتب الفرنسي جوتيه: إن الإدريسي كان هو الاستاذ الذى علم أوربا هذا العلم.
هذا هو ما وصل إليه أسلفنا من النبوغ في كل العلوم والفنون والآداب حتى صارت أمتنا رائدة للعلم والمعرفة.
– وجابر بن حيان يبرع في علم الكيمياء، والحسن بن الهيثم كان أول من فكر في آلة التصوير الفوتوغرافي.

– ولقد أهتم المسلمون بتدوين العلوم حفاظاً عليها ولتستفيد الأجيال منها فطلب الخليفة أبو جعفر المنصور من الإمام مالك رضي الله عنه أن يدون الموطأ وازدادت النهضة التدوينية أيام هارون الرشيد، وبلغت نهضة التدوين غايتها في عصر المأمون الذى كان قد جعل مجلساً للعلماء والأدباء وكانت تدور في المجلس المناظرات العلمية وقام العلماء بالتدوين في مختلف العلوم والفنون والآداب؛ كما ترجموا الكثير من المخطوطات اليونانية والفارسية، والسريانية فأحدث ذلك حركة فكرية ضخمة امتلك بها العرب العلوم العربية والإغريقية، وقدموها ناضجة لجميع الأمم فكان ما بذلوه من جهد سبيلاً لإسعاد الإنسانية وإعماراً للكون.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

28 Oct, 01:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

26 Oct, 10:00


قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 أواب🍃📖
•| 🔘 @Aowab9

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 📖التفسير والعلم الشرعي من الكتاب والسنة📚
•| 🔘 @taliba_al3lm

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 🍃📖 قصص وعبر 📖🍃
•| 🔘 @stories_772

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------

للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


وَجَلُكَ".

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يَرْزُقَنَا خَشْيَتَهُ بِالْغَيْبِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَخَافُ مَقَامَهُ، وَنَعُوذُ بِهِ -سُبْحَانَهُ- مِنْ مُوجِبَاتِ سَخَطِهِ وَعُقُوبَتِهِ.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةٍ، فَإِمَّا أَنْ يَتَشَرَّفَ بِخَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَيُرَاقِبَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ؛ فَيُعِزَّهُ اللَّهُ -تَعَالَى-، وَيَرْفَعَ شَأْنَهُ، وَيُعْلِيَ مَقَامَهُ، وَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. وَإِمَّا أَنْ يَسْتَنْكِفَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى-، فَيُذِلَّهُ اللَّهُ -تَعَالَى-، وَيَحُطَّ مَكَانَهُ، وَيُسَلِّطَ عَلَيْهِ خَلْقًا يَخْشَاهُمْ؛ وَقَدْ نَهَى اللَّهُ -تَعَالَى- فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ عَنْ خَشْيَةِ غَيْرِهِ -سُبْحَانَهُ-؛ لِأَنَّهَا سَبَبٌ أَوْ نَتِيجَةٌ لِعَدَمِ خَشْيَتِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ)[الْمَائِدَةِ: 3]، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[التَّوْبَةِ: 13]، وَأَخْبَرَ عَنِ الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً)[النِّسَاءِ: 77]. وَلِأَنَّ مَقَامَ خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- مَقَامٌ عَلِيٌّ يَتَحَقَّقُ بِهِ الْإِحْسَانُ الَّذِي هُوَ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّينِ؛ كَانَ عَسِرًا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النُّفُوسِ الْمَيَّالَةِ لِلْمَعَاصِي فِي الْخَلَوَاتِ، قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: "أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: الْجُودُ فِي الْقِلَّةِ، وَالْوَرَعُ فِي الْخَلْوَةِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ عِنْدَ مَنْ يُخَافُ مِنْهُ وَيُرْجَى".

وَمِمَّا يُعِينُ الْمُؤْمِنَ عَلَى خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ: "قُوَّةُ الْإِيمَانِ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ... وَالنَّظَرُ فِي شِدَّةِ بَطْشِهِ وَانْتِقَامِهِ وَقُوَّتِهِ وَقَهْرِهِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ لِلْعَبْدِ تَرْكَ التَّعَرُّضِ لِمُخَالَفَتِهِ، كَمَا قَالَ الْحَسَنُ: "ابْنَ آدَمَ، هَلْ لَكَ طَاقَةٌ بِمُحَارَبَةِ اللَّهِ -تَعَالَى-، فَإِنَّ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ حَارَبَهُ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "عَجِبْتُ مِنْ ضَعِيفٍ يَعْصِي قَوِيًّا". وَمِنْهَا: قُوَّةُ الْمُرَاقَبَةِ لَهُ -سُبْحَانَهُ-، وَالْعِلْمُ بِأَنَّهُ شَاهِدٌ وَرَقِيبٌ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِهِ وَأَعْمَالِهِمْ، وَأَنَّهُ مَعَ عِبَادِهِ حَيْثُ كَانُوا، كَمَا دَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ؛ كَقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ)[النِّسَاءِ: 108]، وَقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[الْحَدِيدِ: 4]، فَيُوجِبُ ذَلِكَ الْحَيَاءَ مِنْهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ".

وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ: الْعِلْمُ بِأَنَّ ثِقَلَ الطَّاعَاتِ، وَالْكَسَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ، وَضَعْفَ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ؛ إِنَّمَا كَانَ بِسَبَبِ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ. وَلَوْ تَرَكَهَا الْعَبْدُ لَوَجَدَ مِنْ حَلَاوَةِ تَرْكِهَا أَضْعَافَ مَا قَدْ يَجِدُ مِنْ لَذَّتِهَا، مَعَ مَا يَجِدُهُ مِنْ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ، وَلَذَّةِ الْعِبَادَةِ، وَالنَّشَاطِ فِيهَا.

وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ: أَنْ يَعْلَمَ الْعَبْدُ أَنَّ الْمَوْتَ قَدْ يُفَاجِئُهُ وَهُوَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِسُوءِ عَمَلِهِ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ. وَأَنْ يَتَذَكَّرَ أَنَّ أَيَّ شَهْوَةٍ تُغْرِي الْعَبْدَ فَإِنَّهَا تَزُولُ سَرِيعًا وَيَبْقَى إِثْمُهَا.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


بَلِ الدُّنْيَا كُلُّهَا بِشَهَوَاتِهَا وَزَخَارِفِهَا إِلَى زَوَالٍ، وَأَنَّهَا مَتَاعُ الْغُرُورِ (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[آلِ عِمْرَانَ: 185].

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90]. فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


كَمَا وَصَفَهَا الرَّحْمَنُ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)[الرَّحْمَنِ: 46]، إِلَى أَنْ قَالَ سُبْحَانَهُ: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)[الرَّحْمَنِ: 60]. وَعَلَامَتُهُمْ أَنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ رِضَا اللَّهِ -تَعَالَى- عَلَى أَهْوَائِهِمْ، وَلَا يَنْتَهِكُونَ حُرُمَاتِهِ فِي خَلَوَاتِهِمْ؛ (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[النَّازِعَاتِ: 40-41]. فَإِيمَانُهُمْ بِالْغَيْبِ دَفَعَهُمْ إِلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ، وَخَشْيَتِهِ بِالْغَيْبِ. وَإِلَّا فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يَسْتَحْيُونَ مِنْ مُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي أَمَامَ النَّاسِ، لَكِنَّ الشَّأْنَ شَأْنُ الْعَافِّينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فِي الْخَلَوَاتِ، قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: "اتَّقِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَهْوَنَ النَّاظِرِينَ إِلَيْكَ". وَفِي الدُّعَاءِ الصَّحِيحِ الْمَأْثُورِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ". قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "فَأَمَّا خَشْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَالْمَعْنِيُّ بِهَا أَنَّ الْعَبْدَ يَخْشَى اللَّهَ -تَعَالَى- سِرًّا وَإِعْلَانًا، وَظَاهِرًا وَبَاطِنًا؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يَرَى أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ -تَعَالَى- فِي الْعَلَانِيَةِ وَفِي الشَّهَادَةِ، وَلَكِنَّ الشَّأْنَ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْغَيْبِ إِذَا غَابَ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ -تَعَالَى- مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ".

وَمَنْ خَشِيَ اللَّهَ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ؛ صَانَ نَفْسَهُ عَنِ الْعَيْبِ، وَبَاعَدَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَوَاطِنِ الذُّلِّ، وَحَفِظَ لَهَا قَدْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ -تَعَالَى- وَعِنْدَ الْخَلْقِ، قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصِيبُ الذَّنْبَ فِي السِّرِّ فَيُصْبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّةٌ". وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: "لِيَكُنِ اسْتِحْيَاؤُكَ مِنْ نَفْسِكَ أَكْثَرَ مِنَ اسْتِحْيَائِكَ مِنْ غَيْرِكَ. وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ: مَنْ عَمِلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا يَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ فَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ".

وَإِنَّمَا أَنْقَصَ قَدْرَ نَفْسِهِ؛ لِأَنَّهُ فَعَلَ مَا يُوجِبُ سُخْطَ اللَّهِ -تَعَالَى- عَلَيْهِ، وَإِذَا سَخِطَ اللَّهُ -تَعَالَى- عَلَى الْعَبْدِ أَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ، وَأَسْقَطَ قَدْرَهُ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَلَا يَمْلِكُ الْقُلُوبَ إِلَّا اللَّهُ -تَعَالَى-، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ) وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-: "حَذَرَ امْرُؤٌ أَنْ تُبْغِضَهُ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ"، فَسَأَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ دَاوُدَ بْنَ مِهْرَانَ فَقَالَ: "أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: الْعَبْدُ يَخْلُو بِمَعَاصِي اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَيُلْقِي اللَّهُ -تَعَالَى- بُغْضَهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ".

وَكَتَبَ ابْنُ السَّمَّاكِ نَصِيحَةً لِأَخٍ لَهُ فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِيهَا: "أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ -تَعَالَى- الَّذِي هُوَ نَجِيُّكَ فِي سَرِيرَتِكَ، وَرَقِيبُكَ فِي عَلَانِيَتِكَ، فَاجْعَلِ اللَّهَ -تَعَالَى- فِي بَالِكَ عَلَى حَالِكَ، فِي لَيْلِكَ وَنَهَارِكَ، وَحِبَّ اللَّهَ -تَعَالَى- بِقَدْرِ قُرْبِهِ مِنْكَ وَقُدْرَتِهِ عَلَيْكَ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ بِعَيْنِهِ لَيْسَ تَخْرُجُ مِنْ سُلْطَانِهِ إِلَى سُلْطَانِ غَيْرِهِ، وَلَا مِنْ مُلْكِهِ إِلَى مُلْكِ غَيْرِهِ؛ فَلْيَعْظُمْ مِنْهُ حَذَرُكَ، وَلْيَكْثُرْ مِنْهُ

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*خشية الله تعالى بالغيب*
*للشـيخ/ إبراهـيم الحقـيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا النَّاسُ: إِذَا عَمَرَ قَلْبُ الْعَبْدِ بِالْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ؛ فَإِنَّ مُرَاقَبَةَ اللَّهِ -تَعَالَى- وَخَوْفَهُ وَخَشْيَتَهُ تَكُونُ حَاضِرَةً فِي حَيَاتِهِ جَمِيعِهَا، وَتَحْكُمُ تَصَرُّفَاتِهِ كُلَّهَا، كَبِيرَهَا وَصَغِيرَهَا، جَلِيلَهَا وَحَقِيرَهَا، كَثِيرَهَا وَقَلِيلَهَا. وَيَبْلُغُ صَاحِبُهَا أَعْلَى دَرَجَاتِ الدِّينِ، وَهِيَ دَرَجَةُ الْإِحْسَانِ وَهُوَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ". وَفِي الْقُرْآنِ آيَاتٌ عِدَّةٌ تَزْرَعُ مُرَاقَبَةَ اللَّهِ -تَعَالَى- وَخَشْيَتَهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ؛ لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- عَلَيْهِ رَقِيبٌ. وَالْخَشْيَةُ هِيَ: "تَأَلُّمُ الْقَلْبِ بِسَبَبِ تَوَقُّعِ مَكْرُوهٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، يَكُونُ تَارَةً بِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ، وَتَارَةً بِمَعْرِفَةِ جَلَالِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَهَيْبَتِهِ".

وَمَنْ خَشِيَ اللَّهَ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ فَقَدْ حَقَّقَ كَمَالَ الْإِيمَانِ وَكَمَالَ التَّقْوَى، وَانْتَفَعَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ -تَعَالَى- مِنَ النُّورِ والْهُدَى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 48-49]. قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "الْإِيمَانُ إِيمَانُ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بِالْغَيْبِ، وَرَغِبَ فِيمَا رَغَّبَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِيهِ، وَتَرَكَ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ -تَعَالَى-، ثُمَّ تَلَا الْحَسَنُ: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فَاطِرٍ: 28]".

وَالَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ -تَعَالَى- بِالْغَيْبِ هُمُ الْوَاعُونَ لِآيَاتِ الْإِنْذَارِ، الْمُجْتَنِبُونَ مَوَاضِعَ السُّخْطِ وَالْعَذَابِ؛ (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)[فَاطِرٍ: 18]، وَهُمُ الْمَوْعُودُونَ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ؛ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)[إِبْرَاهِيمَ: 13-14]، وَهُمُ الْمُبَشَّرُونَ بِمَغْفِرَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَأَجْرِهِ؛ (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)[يس: 11]، وَأَجْرُهُمْ كَبِيرٌ عَظِيمٌ؛ (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)[الْمُلْكِ: 12]، وَهُمُ الْأَوَّابُونَ الْمُنِيبُونَ، وَقَدْ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لَهُمْ؛ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)[ق: 31 - 33]، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَنَّتَانِ، هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ،

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


وحسبُنا أنه سبحانه بما نعمل خبير، تأملوا الإخلاص مع الإحسان إلى الآخرين، وقد اجتمعا مع أن إظهار الصدقة لا شيء فيه، إذا لم يقصد الرياء والسمعة، بل قد يكون فضيلة إذا قصد حث الغير على الصدقة.

عباد الله: وأما الصنف السابع المستظل بعرش الرحمن في ذلك اليوم العظيم: رجلٌ ذَكَرَ الله خالياً ففاضت عينها، فاضت عيناه من خوف الله تعالى، فاضت عيناه من تقصيره، فاضت عيناه تصديقاً به وبوعده، فاضت عيناه من ذنوبه ومعاصيه، فاضت عيناه عن عجزه عن شكر النعم، فاضت عيناه من عظمة الخالق، فاضت عيناه لمحبة الله والشوق إليه، وغير ذلك من الدواعي.

وخالياً أي: ليس هناك داعي من الرياء والسمعة إنما هو لوجه الله تعالى، والبكاء عند ذكر الله تعالى فضيلة عظيمة، لا سيما عند قراءة كتابه العزيز: ﴿ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 107-109]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾ [النجم: 59-60].

إن علينا مراجعة أنفسنا، إذا قست قلوبنا، وجفت عيوننا عند ذكر الله تعالى، علينا بتعظيم الله تعالى، والخوف منه، مع تذكر تقصيرنا وذنوبنا، واطلاع الله عليها، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22].

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


أما الصنف الثاني من المستظلين في عرش الرحمن: ((شاب نشأ في عبادة الله تعالى)).
والشباب مظنة الانحراف، لذا يقول عليه الصلاة والسلام: ((إن ربك يعجب من الشاب ليست له صبوة))؛ رواه الطبراني (853).

أيها الشباب: إنها فرصة عظيمة، أن تنشأ في طاعة الله تعالى متميزاً عن أولئك الشباب الغارقين في اللهو والفساد، وإنها لبشرى عظيمة، الاستظلال في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.

هنيئاً للشباب المشتغلين بطاعة الله تعالى، وذكره سبحانه وتعالى بالتردد على بيوت الله، بارين بوالديهم، واصلين لأرحامهم، محافظين على دينهم، داعين إليه، قائمين بواجباتهم، طالبين للعلم.

إن مرحلة الشباب أهم المراحل، لذا يقول عليه الصلاة والسلام: ((اغتنم خمساً قبل خمس، منها: شبابك قبل هرمك))؛ رواه الحاكم في (المستدرك).

اغتنمه بالعلم النافع، والعمل الصالح، وخوف الله تعالى، وبر الوالدين، والاستفادة من الأوقات في طاعة الله تعالى، وبناء الدنيا والآخرة.

وعلينا أن نساعد شبابنا على طاعة الله تعالى ونشجعهم عليها، فهم أعظم استثمار للأمة وأن نعينهم على أنفسهم، ونُفقِّهَهُم في دينهم، لئلا يستغلهم مستغل، فيكونوا وبالاً على أمتهم، فمنهم من يتربص بالشباب كالإفساد، والإخلال بالأمن، ونشر المخدرات، وإشاعة الانحلال، نسأل الله السلامة.

والصنف الثالث ممن يستظل في ذلك اليوم العظيم: هو رجل قلبه معلق بالمساجد، محب لبيوت الله، يتردد عليها في كل صلاة يجد الراحة والطمأنينة بها، في تدبر كتاب الله تعالى والوقوف بين يديه: ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37].

يقول بعض أهل العلم: (للعبد مقاماتٌ بين يدي الله، فإذا قام بحق الأول واستعد له - أي: الصلاة - أمَّنَه الله المقام الثاني).

والصنف الرابع المستظلون في ذلك اليوم العظيم: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، لم تجمعهم المصالح الدنيوية أو الأطماع الذاتية، وإنما حب الله تعالى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثٌ من وَجَدَهنَّ وَجَدَ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ متفق عليه.

تحابا في الله تعالى لطاعة الله تعالى واستجابة لأمره لا لشيء آخر.. إنها أعظم محبة وألفة، إنها العلاقة الباقية: ﴿ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إن من عباد الله ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله))، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس))، وقرأ صلى الله عليه وسلم الآية: ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]؛ رواه ابن حبان (573).

أحبوا المؤمنين لإيمانهم وأخلاقهم، وأحبوا المصلين لصلاتهم، وأحبوا المنفقين لإنفاقهم، وأحبوا العلماء لعلمهم، وأحبوا المقسطين والولاة العدول لعدلهم، وأحبوا المطيعين لطاعتهم لا لشيء آخر.

نسأل الله بكرمه ومنه أن يبلغنا تلك المنازل، وأن يعيننا على أنفسنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا أجمعين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد، عباد الله: فالصنف الخامس من أولئك السبعة المصطفين في ظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، اجتمعت دواعي المعصية، امرأة، وذات منصب، وجمال، وتدعوه وفي هذه اللحظة التي هو بمنأى عن الناس، فإذا هو يراقب الله تعالى، الذي لا تخفى عليه خافية، إني أخاف الله.

كما فعل يوسف عليه السلام: ﴿ إِنَّهُ رَبِّي ﴾ [يوسف: 23]، إنه خوف الله تعالى، إنها العفة، إنه الإحسان ومراقبة الله تعالى، فضلاً أن يبحث عن الفساد ويتمناه، إنها العفة والخوف من الله تعالى.

عباد الله: وأما الصنف السادس المستظل في ذلك اليوم العصيب: رجل تصدَّقَ بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، إنها صدقة السر ﴿ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271].

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*سبـعــة يظلـهـــــم الله*
*للشـيخ/ خـالـد القاسم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أما بعد، عباد الله: نعيش في هذه الخطبة مع حديث نبوي عظيم، يتحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، عن فضل الله العظيم، وكرمه الواسع، وقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [سورة النجم، آية: 4].

فقد روى الشيخان رحمهما الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))؛ رواه البخاري ومسلم.

عباد الله: ما أحوجنا جميعاً أن نستظل في عرش الرحمن في يومٍ عصيبٍ يعظُمُ فيه الخَطْبُ، ويشتد فيه الكرب، وتدنو فيه الشمس من الخلائق، فيغرق الناس في عرقهم، في يوم طويل، عبوس قمطرير، يوم يجعل الولدان شيباً من شدة الهول، وعظيم الخطب، إنه فوق التصور والإدراك، وفوق التحمل والإعلام.

ومن رحمته سبحانه أن أبان لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سبل النجاة والخلاص، ومنها هذا الحديث، في سبعِ خصالٍ، ليست مقتصرة على سبعة أفراد؛ بل قد يفوز بها ملايين؛ بل قد يجمع الشخص الواحد أكثر من خصلة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فمن لم يتيسر له خصلة تيسَّرَت له أخرى، فأين المُشمِّرون، أين المُستعدُّون، أين الخائفون، أين أولي الحزم والعزم، أين أولي النهى، سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وثبت أنه ظل عرش الرحمن.

فأولهم: إمام عادل.
وما أدراك ما الإمام العادل، إنه كل من تولى أمراً من أمور المسلمين، وعدل فيه، وهي ليست خاصة بالولاية العظمى، بل تعم الولايات الصغرى من أمراء المناطق، والقضاة، والوزراء، والمحافظين، بل وبفضل الله ورحمته الواسعة قد يدخلهم فيهم كل من كان عادل في أي ولاية ووظيفة وقام بحق الله تعالى فيها، متجرداً من الأهواء والمطامع، بعيداً عن الظلم، حريصاً على الإنصاف، حاكماً بما أنزل الله تعالى، مراقباً له سبحانه، رفيقاً بالناس، محسن إليهم، مؤدي للأمانة.

عباد الله: إن الولايات مسؤولية عظيمة، بدأ بالولاية الكبرى ثم التي بعدها، لما فيها من مصلحة الأمة، والحفاظ على عقيدتها ومكتسباتها، ونشر الخير بين أفرادها، ومنع الظلم والفساد، الذي يحطم الأمم، ويمنع تطورها ورقيها، وكل إمام ووالٍ بحسب ولايته، يسعى إلى العدل، والنصح للأمة، متجرداً من الظلم والأهواء، فله دور ونصيب في عز الأمة وتطورها، كما أن لكل والٍ بالظلم والهوى ونشر الفساد، فله دور في تخلف الأمة، إن الأمة اليوم وفي كل يوم هي بأمس الحاجة إلى هذا الصنف من الناس، الأئمة العدول أكثر من حاجتها إلى أي صنف آخر لأن بهم صلاح العباد والبلاد.

واستمعوا إلى قوله عليه الصلاة والسلام في بيان عظم هذه المسؤولية: ((من ولي أمر عشرة فما فوقهم جاء يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، حتى يطلقه عدله أو يوبقه))؛ (النووي على شرح مسلم 15/24).

وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا))؛ رواه مسلم (1827).

ويقول عليه الصلاة والسلام: ((خيارُ أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم)) أي: تدعون لهم ويدعون لكم ((وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم))، قالوا: يا رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة))؛ رواه مسلم (1855).

إن الولايات ليست تشريف وتكريم، وإنما مسؤولية وأمانة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من ولاه الله شيئاً من أمر المسلمين - تأمَّلوا عباد الله قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: شيئاً - فاحتجب عنهم دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته يوم القيامة))؛ رواه أبو داود (2948).

وكان عليه الصلاة والسلام يدعو هذا الدعاء: ((اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه))؛ رواه مسلم.

أيها الأمراء، أيها المسؤولون، أيها الموظفون المدراء، تأملوا هذا الدعاء العظيم: ((ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به))؛ رواه مسلم.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:21


– الإصلاح بين الناس؛ قال تعالى: ﴿لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾(النساء: ١١٤)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «ما عُمِل شيءٌ أفضلَ من الصَّلاةِ وإصلاحِ ذاتِ البيْنِ وخُلُقٍ جائزٍ بين المسلمين» رواه المنذرى.

– تعطير الأفواه بالصلاة والسلام على الحبيب ﷺ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾(الأحزاب: ٥٦)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «من ذُكرتُ عِندَه فليُصلِّ عليَّ ، فإنَّهُ من صلَّى عليَّ مرةً صلَّى اللهِ عزَّ وجلَّ عليْهِ عشرًا» رواه النسائي.

وعن أبى بن كعب رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ! إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟! قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ : أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟! قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك» رواه أحمد.

فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ وقولوا التى هي أحسن تفوزوا برضوان ربكم جل وعلا.
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:16


– قال جبير بن عبد الله: شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال: إن فلاناً يقع منك، فقال وهب: أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل، فرفع مجلسه وأكرمه.
– ولقد اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وُضع على عينيك.

–قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين: ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول.

– ولقد روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه
قال: وما ذاك يا ابن أخي؟
قال: أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك
فقال: يا ابن أخي: لا يكبرن هذا عليك، أخبرك بما هو أعجب
قال: وما ذاك يا عم؟
قال: أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم.

– ولقد قال رجل لعمرو بن عبيد: إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ.
فقال له عمرو: يا هذا، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.

– وقال محمَّدُ بنُ واسِعٍ لمالِكِ بنِ دينارٍ: يا أبا يحيى؛ حِفظُ اللِّسانِ أشَدُّ على النَّاسِ مِن حِفظِ الدِّينارِ والدِّرهَمِ..

فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بما كان عليه أسلافكم الكرام رضي الله عنهم تفوزوا في الدارين
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد: فيا أيها المسلمون: إن الإنسان قد يرتفع بقوله فى درجات الجنان، أو يهبط إلى قاع النيران؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال رسول الله ﷺ: «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ» رواه البخاري.
وعنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْـمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» رواه مسلم.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: «ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِعلَى وجوهِهِم أوعلَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم» رواه الترمذي.
فعلى العاقل أن يلجم لسانه عن فضول الكلام وأن يلزم لسانه بالطيب من القول.

ثالثاً: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ لقد وصف
الله عز وجل عباده المؤمنين بالهداية إلى الطيب من القول من ذلك؛

– أطيب كلمة هى كلمة التوحيد؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ ترَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾(إبراهيم :٢٤-٢٥)،

– إنها العروة الوثقى وأجرها عظيم؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «مَن قالَ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قدير، كانَ لَهُ عدلُ عشرِ رقابٍ، وَكُتِبَت لَهُ مائةُ حَسنةٍ، ومُحيَ عنهُ مائةُ سيِّئةٍ، وَكُنَّ لَهُ حِرزًا منَ الشَّيطانِ، سائرَ يومِهِ إلى اللَّيلِ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضَلَ ممَّا أتى بِهِ، إلَّا من قالَ أَكْثرَ» متفق عليه.

– أحب الكلام إلى الله عز وجل؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ» رواه مسلم

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:16


وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»
رواه الترمذي.

– وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ:«يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» رواه مسلم ..

– وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾(الأحزاب: ٤١-٤٢)،
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ»، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:«الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ» رواه مسلم.

– المدوامة على الإستغفار؛ لقد وعد الله عز وجل المستغفرين الجنة؛ فعَن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالَت:«طوبى لِمن وجدَ في صَحيفتِهِ استغفارًا كثيرًا» رواه البيهقى.

– وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ» رواه البخاري.

– الأمر بالمعروف؛ قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(آل عمران: ١١٠)،
وعَنْ حُذيفةَ رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ :«والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ» رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.

– ولا بد أن يكون الأمر بالمعروف بمعروف وأن يكون النهى عن المنكر بغير منكر فلما أرسل الله عز وجل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون أمرهما بالترفق معه في القول؛ قال تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾(طه: ٤٤)، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:١٢٥)، وعن أَبِي هُريرةَ رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا، ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» رواه مسلم.

– التعاون بكلمة خير قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾(المائدة:٢)، وعن أَبِي مسعودٍ عُقبَةَ بْن عمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البدري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلهُ مثلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» رواه مسلم.

– وعن أبى ذر الغفارى قال رسول الله ﷺ: «وإرشادُك الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالةِ لك صدَقةٌ وإماطتُك الأذَى والشَّوْكَ والعظْمَ عن الطَّريقِ لك صدقةٌ وإفراغُك من دلْوِك في دلْوِ أخيك لك صدقةٌ» رواه المنذرى.

– الإخبار بالحب؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مَرَّ رجُلٌ بالنَّبيِّ ﷺ وعِندَ النَّبيِّ ﷺ رجُلٌ جالِسٌ، فقال الرَّجُلُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي لَأُحِبُّ هذا في اللهِ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:«أخبَرْتَه بذلك؟» قال: لا، قال: «قُمْ فأَخبِرْهُ؛ تَثْبُتِ المَودَّةُ بيْنكما»، فقام إليه فأخبَرَه، فقال: إنِّي أُحِبُّك في اللهِ، أو قال: أُحِبُّك للهِ، فقال الرَّجُلُ: أَحَبَّك الذي أحبَبْتَني فيه.
رواه أبو دواد والترمذى والنسائى.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:16


– ويقول فى سلمان الفارسي رضى الله عنه :«سلمان منا آل البيت»رواه الحاكم.
– ويثنى على أبى طلحة رضى الله عنه فيقول ﷺ
:«لصوتُ أبي طلحة في الجيش أشدُّ على المشركين من فئة،» رواه أحمد.
وفى رواية: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل» رواه الحاكم.

– ويقول فى عبدالله بن عمر رضى الله عنهما: « إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» قالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذلكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ» رواه البخارى.
وبين ﷺ فضل أصحابه رضى الله عنهم فيقول: «خيرُ الناس قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه.
– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ :«لا تسبُّوا أصحابي؛ فلوا أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» متفق عليه.

– يدعو لهم ﷺ بالخير؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله ﷺ إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلما رأى ما بهم من النَّصَب، والجوع» قال: «اللَّهُمَ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَة.. فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة»، فقالوا مجيبين له: «نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً» رواه البخاري.

– يجبر ﷺ الخواطر؛ وخير شاهد على ذلك حديثه إلى الأنصار بعد غزوة حنين حيث خاطبهم قائلاً: «يا معشر الأَنصار: مقالةٌ بلغتني عنكم، وجِدَة وجدتموها عليّ في أَنفُسكم؟ ألم آتكم ضُلّالا فهداكم اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ! قَالُوا: بَلَى، اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَار؟ قَالُوا: بِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ للَّه وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ، قَالَ ﷺ: أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، فَلَصَدَقْتُمْ وَلَصُدِّقْتُمْ: أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلًا فَآسَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إلَى إسْلَامِكُمْ، أَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رحالكُمْ؟ فوالّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللَّهمّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ»، فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قَسْمًا وَحَظًّا. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَتَفَرَّقُوا».

– يواسى ﷺ الناس في وقت الشدة والبلاء؛ فعندما رأي ﷺ جابر بن عبد الله مهموماً حزيناً، فقال: «يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِراً قال: يا رسولَ اللَّهِ استُشهِدَ أبي وترَك عليهِ دينًا وعيالًا فقال ألا أبشِّرُك بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ إنَّ اللَّهَ لم يُكلِّم أحدًا من خلقِه قطُّ إلَّا من وراءِ حجابٍ وإنَّ اللَّهَ أحيا أباكَ فَكلَّمَه كفاحًا وقالَ يا عبدي تمنَّ عليَّ ما شئتَ أعطيكَ قال تردَّني إلى الدُّنيا فأقتلُ فيكَ فقال تبارَك وتعالى لا إنِّي أقسمتُ بيمينٍ أنَّهم إليها لا يُرجَعونَ يعني الدُّنيا» رواه الترمذي.
وعن أبي سعيد الخدري قَالَ: «أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ». فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مترفقاً بحاله: «خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ» رواه مسلم..

– يرسخ ﷺ قيمة الإحترام بين الناس؛ فينهاهم عن السخرية؛ فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنْ الْأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتْ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ« مِمَّ تَضْحَكُونَ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ.» رواه أحمد..

– يمزح ﷺ ولا يقول إلا حقاً؛ فكان مزاحه تأليفاً وتفاعلاً مع أصحابه، وإدخالاً للسرور عليهم فلم يمنعه ﷺ مقام النبوة والرسالة أن يكون منبسطاً معهم، ويضاحكهم فعن صهيب أنه قدم على النبي ﷺ وبين يديه تمر وخبز قال :«أدن فكل» فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي ﷺ: «إن بعينك رمداً»، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله ﷺ» رواه أحمد.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:16


– يقدر ﷺ صغار السن؛ فعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: «أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟"، فَقَالَ الغُلاَمُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي يَدِهِ» متفق عليه.
– وعن انس بن مالك انه قال: كانَ النَّبيُّ ﷺ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له: أبو عُمَيْرٍ قالَ: أحْسِبُهُ- فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ، فيُصَلِّي بنَا» رواه البخاري.

عباد الله: إذا أردنا أن تسود بيننا روح المودة والمحبة فعلينا أن نتأسى بما كان عليه سيدنا رسول الله ﷺ من طيب الكلام ومكارم الأخلاق؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾(الأحزاب: ٢١)،

ثانياً: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾؛ لقد علم الصالحون أن الإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج من فمه حيث يسجل ويحاسب عليه؛ قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾(ق: ١٨)، وعنْ أَبي هُريرَة رضي الله عنه قَالَ: قال رسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ وَقَاهُ اللَّه شَرَّ مَا بيْنَ لَحْييْهِ، وشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجنَّةَ» رَوَاه التِّرمِذي وقال: حديث حسنٌ.
وَعَنْ عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسول اللَّهِ مَا النَّجاةُ؟ قَال: «أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ» رواه الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ.
وصدق القائل:
احـفظ لســانك أيهـا الإنســـــان
لا يلــــدغـنـــك إنـــه ثعــبـــان
كـم فـي المقابر مـن قتيل لسـانه
كـانت تخــاف لقـاءه الشــجعان

لذلك كان الصالحون يحرصون على حفظ ألسنتهم عن فضول الكلام من أمثلة ذلك:
– لقد دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مه، غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد.

– وكان عمر رضي الله عنه يقول: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به.
– وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه وهو يقول: ويحك قل خيراً تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا أنك ستندم. فقيل له: يا ابن عباس! لم تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أن الإنسان ليس على شيء من جسده أشد حنقاً أو غيظاً منه على لسانه، إلا من قال به خيراً، أو أملى به خيراً.

– وكان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
– وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ما اتَّقى اللَّهَ أحدٌ حَقَّ تُقاتِه حتَّى يَخزُنَ من لسانِه.
– وقال عَمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: الكَلامُ كالدَّواءِ؛ إن أقلَلْتَ منه نَفَع، وإن أكثَرْتَ منه قَتَل.

– وقال مالِكُ بنُ دينارٍ: كان الأبرارُ يتواصَون بثلاثٍ: بسَجنِ اللِّسانِ، وكَثرةِ الاستِغفارِ، والعُزلةِ.
– وعن الحَسَنِ قال: ما عَقَلَ دِينَه مَن لم يَحفَظْ لِسانَه.
– وعنه قال: اللِّسانُ أميرُ البَدَنِ، فإذا جنى على الأعضاءِ بشيءٍ جَنَت، وإن عَفَّ عفَّت.

– قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: من علم أن كلامه من عَمَلِهِ، قل كلامه إلا فيما يعنيه.
ولقد دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئاً
فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية: ﴿إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾(الحجرات: ٦)، وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية: ﴿هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ﴾(القلم: ١١﴾، وإن شئت عفونا عنك؟
فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبداً.

– ولقد كان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية: قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس هاهنا كيلا يكون كذباً.

– وقال محمد بن عجلان: إنما الكلام أربعة: أن تذكر الله، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به، أو تكلم فيما يعنيك من أمر دنياك. فليس الكلام مأمورا به على الإطلاق ولا السكوت مأموراً به على الإطلاق، بل لا بد من الكلام في الخير العاجل والآجل، والسكوت عن الشر الآجل والعاجل، واللسان ترجمان القلب والمعبر عنه وقد أمرنا باستقامة القلب واللسان، قال ﷺ: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» رواه الإمام أحمد في مسنده.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:16


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْـنًا﴾*
*للشيخ/ أيمن حمدى الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة*
أولاً: باقة عطرة من أقوال الحبيب ﷺ.
ثانياً: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾.
ثالثاً: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾.

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
إن من أجل النعم التي أنعم الله بها على الإنسان نعمة الإفصاح والبيان قال تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾(الرحمن: ١-٤)

ولقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بحسن القول في عدة مواضع من كتابه العزيز؛ قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: ٨٣)، وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً﴾(الإسراء: ٥٣)، فالقول الحسن الطيب يألف بين القلوب ويغرس المحبة والمودة، وفى المقابل فإن فحش القول يفرق بين القلوب والصفوف، ويغرس الأحقاد والضغائن في النفوس فعلى الإنسان أن يلجم لسانه بلجام الإيمان؛ فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «ألَا أُخْبِرُكُم مَنِ المُسلِمُ؟ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، والمُؤمِنُ مَن أمِنَه الناسُ على أمْوالِهِم وأنْفُسِهم، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطايا والذُّنوبَ، والمُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفْسَه في طاعةِ اللهِ» رواه الترمذي وأحمد.

أولاً: باقة عطرة من أقوال الحبيب ﷺ؛ لقد أوتى سيدنا رسول الله ﷺ جوامع الكلام؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ وأُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ» رواه مسلم.
وهذه باقة عطرة من كلام سيدنا رسول الله ﷺ الرقيق الرقراق الذى فتح به القلوب من ذلك؛

– يفتتح ﷺ الكلام باسم الله ولا يتكلم بغير حاجة؛ فعن الحسن بن علي، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافاً، فقلت: صف لي منطق رسول الله ﷺ، قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلُ السَّكْتِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، كَلَامُهُ فَصْلٌ، لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ» الشمائل المحمدية الترمذي.

– يتكلم ﷺ بكلام مفصَّل مبين، يستطيع سامعه أن يعيَ ويفهمَ عنه ما يقول؛ فعن عائشة رضي الله عنها: «إن النبي ﷺ كان يحدث حديثًا لو عدَّه العادُ لأحصاه» متفق عليه.
وعنها: «ما كان يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيْنَهُ فصلٌ، يفهمه كل من سمعه» رواه الترمذي.
وعن أنس رضي الله عنه: «إن النبي ﷺ كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه» رواه البخاري.

– يرفق ﷺ عند النصحية؛ فعن أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى عَلَى رَجُلٍ صُفْرَةً فَكَرِهَهَا، قَالَ: «لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ هَذِهِ الصُّفْرَةَ» قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يُوَاجِهُ أحداً فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ. رواه أحمد.
ولذا كثيراً ما كان يقول ﷺ: «ما بال أقوام يفعلون كذا»

– يفشى السلام؛ فعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» رواه أبو دواد.
– لا يعيب طعاماً؛ فإذا قُدم له طعام وعافته نفسه ولم يعجبه لم ينتقده؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ ﷺ طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ» رواه الشيخان.

– يقدر ﷺ أصحابه؛ فكان يثني عليهم إظهاراً لعلوً قدرهم، فنجده ﷺ يصف أصحابه بصفات تُعَزِّز من الألفة والتقارب بينه وبينهم، فيقول فى الصديق والفاروق رضى الله عنهما: «وَأَمَّا وَزِيرَاي مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»رواه الترمذي.
– ويقول فى أبى عبيدة رضى الله عنه: «وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بِنُ الجَرَّاحِ» رواه البخاري.
ويقول فى الزبير بن العوام رضى الله عنه: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيِّي مِنْ أُمَّتِي» رواه أحمد.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:11


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*فن التعامل مع الابتلاء*
*للشـيخ / سـامي فاسـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عظيمٌ في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حكيمٌ في مقاديره وأحكامه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ابتُلي بالسراء فشكر وبالضراء فصبر، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد معاشر المؤمنين:

فاتقوا الله حق تقاته واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، أيها الأفاضل لم يجعل الله تعالى مقرًّا دائمًا لعباده، ولا دار نعيمٍ لأوليائه، ولكنه أرادها بحكمته دار ابتلاءٍ واختبار يمحص فيها عباده بالبلاء، ويختبرهم بالمحن والرزايا: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

الابتلاء يكون على قدر العطاء، فعن سَعَدِ بنِ أَبي وَقَّاص رضي الله عنه قال: قُلْتُ يا رسول الله أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال الأنبِياءُ ثمَّ الأمْثَلُ فَالأمثلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسَبِ دَينهِ: فَإنْ كَانَ دِينُهُ صَلبًا أَشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وإِنْ كَانَ في دِينهِ رِقَّةٌ ابتُلي على حَسَبِ دِينهِ، فما يَبْرَحُ البَلاءُ بالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَه يمشِي على الأرضِ ما عليهِ خَطيئةٌ؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

أخي المسلم، كيف نواجه الابتلاء؟
إن حسن الظن بالله والصبر من أقوى الأسلحة عند المسلم؛ ليخرج من أي ابتلاء، فالإنسان يمر بأوقاتٍ يشعر فيها بالضيق والحزن والتعب النفسي، وقد يتطور الأمر إلى أن يصاب بالقلق، وهذا يعتمد على قوة صلته بالله عز وجل، فإن كانت قوية ستخرجه من أي حالة نفسية أو قلق يمر به، وإن كانت صلته بالله أقل ستكون هناك مشاكل متتالية وأوضاع نفسية قد تطول؛ لأن الشيطان يبدأ بالوسوسة في عقله بأن الله لم يفرج همه، ومن هنا يبدأ سوء الظن بالله يتسلل إلى قلب الإنسان والعياذ بالله.

وأيضًا قد تكون صلة العبد بالله قوية، ويصاب بالحزن والتعب النفسي بسبب سوء إدارته للبلاء، من حيث التعامل معه، فهو يعيش البلاء ولا يتعايش معه، وبينهما فرق كبير، وباختصار الذي يعيش البلاء هو الذي يستسلم له، أما التعايش مع البلاء، فهو قبوله والتكيف معه ومعالجته، من حسن الظن بالله أن ينظر الإنسان للابتلاء الذي وقع بأنه خير؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5]، وقد بيَّن القرآن أن الصبر على المصائب والابتلاءات له ثوابٌ عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

لزوم الاستغفار والصلاة على النبي صل الله عليه وسلم: إن كثرة الاستغفار سببٌ لدفع البلاء والنقم عن العباد والبلاد، ودفع المحن والفتن؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]، وسببٌ في تفريج الهموم والضيق ففي سُنَنِ أبي داودَ وابنِ ماجَه، ومُسْنَدِ الإمامِ أحمد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفارَ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، ومِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا"، كما إن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الأعمال التي تجلب الخير وتدفع البلاء، وفي الحديث عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ:

يا رسُولَ اللهِ، إنِّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليكَ فَكَمْ أَجعَلُ لَكَ مِن صَلاتي؟ فقالَ: ما شِئتَ، قالَ: قُلت: الربعَ، قالَ: ما شِئتَ، فإن زِدْتَ فَهُو خَيرٌ لكَ، قالَ: قُلتُ: النصفَ، قالَ: ما شئتَ فإنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لكَ، قال: قلتُ: فالثُّلُثَيْنِ، قالَ: ما شئتَ فإنْ زِدتَ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ:

أجْعلُ لكَ صَلاتي كلَّهَا، قالَ: إذًا يُكْفَى هَمُّكَ، ويُغْفَرُ ذنبُكَ؛ أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن.

قول: لا حول ولا قوة إلا بالله: لا حول ولا قوة إلا بالله مأوى المهمومين ومتنفس المكروبين، ولا حول ولا قوة إلا بالله آهات المضطرين، ومستعان العاجزين، فلا تحول من الذل إلى العز، ولا من المعصية إلى الطاعة، ولا تحول من المرض إلى الشفاء، ومن الفقر إلى الغنى، ولا تحول من الفشل إلى النجاح، ومن الهزيمة إلى النصر إلا بالله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فيها التبرؤ من كل حول وقوة من قوى البشر، فالإنسان لا يستقل بحولٍ ولا قوة، فلا يتحول من حالٍ إلى حال، ولا يقوى على حالٍ ومآل إلا بالله الكبير القوي المتعال، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: "لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهَ، تَحْمِلُ الأثْقَالَ وتُكابِدُ الأهْوَالَ، ويَنَالُ رفِيعُ الأحْوَالِ.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:11


التطوعي؛ إذ يؤدي إلى إشباع الحاجات النفسية المتوازنة منها الدينية والاجتماعية، وكذلك إشباع الحاجة إلى الإنجاز والنجاح، وشعور الإنسان بأنه شخص نافع.

وكذلك إشباع الحاجة إلى الحب والانتماء والقبول بين الآخرين.

وما يهمنا أكثر أن العمل التطوعي يجعل الإنسان داخليًّا مطمئنَّ النفس نتيجة مساعدته للآخرين، سواء بالكلمة الطيبة أو بالفعل؛ كتفريج كربة وعلى قُدرَتهِ إدخال ورسم البسمة على وجه الآخرين، مِن مبدأ: أسعدُ الناس مَن أسعد الناس، وأن أحبَّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُم للناسِ، وأحب الأعمال إلى اللهِ سرُورٌ تُدْخِلُهُ على مسلمٍ؛ كما ورد في حديث عبدالله بن عمر صحيح الجامع.

ومن ضمن السلوكيات في علاج الحزن والألم الذي يصيب المؤمن: البكاء، والابتسامة، والتواصل مع الآخرين، وتلبية دعواتهم، والنوم الشرعي الصحي، وأمور أخرى يصعب حصرها في خطبة الجمعة، ورسالتي لك أيها المهموم أن تترك القلق؛ لأن القلق لن يتركك، واجعل اختيارك قويًّا لترك القلق، وإن لم تستطع، فبادر لطلب المساعدة الشرعية أو الاستشارة النفسية، ولا تجعل نفسك أثيرًا لأحزان الماضي والخوف من المستقبل، احذف كلمة ( لو ) من الحياة، لو أني فعلت كذا لكان كذا؛ لأن ( لو ) أكبر سبب للقلق، وهي تفتح عمل الشيطان، وقل: قدر الله وما شاء فعل، واستمتع بالحياة وبالمقومات المتوفرة لديك، فالسعادة قرار وليس قضاء، ولا تقلق؛ لأن الأمر ليس لك، واعرف ربك معرفة تجعلك خاضعًا
عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

25 Oct, 14:11


فإذا ضاقت بك الطرق واشتد المأزق، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا تراكمت عليك الديون، وكَثُرَ المطالبون، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا عظُمَ الخطبُ واشتَد المأزق، فقل:

لاحول ولا قوة إلا بالله، إذا هممتَ بالطاعة وفعل العبادة، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله.

فلا حول ولا قوة إلا بالله دليل الإخلاص والخلاص، وقطع العلائق عن الخلائق وجميعَ الأشخاص.

الصدقة: وهي من أهم ما يرفع البلاء عن المسلم، فقال ابن القيم: إن الصدقة ترفع البلاء حتى عن الكافر والفاجر، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يتصدقن، وقرن ذلك بأن النساء من أكثر أهل النار، فكانت الصدقة سببًا لدفع بلاءٍ عظيم جدًّا وهو عذاب الآخرة، كما أن الصدقة سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة، أنها تطفئ غضب الرحمن وتدفع ميتة السوء وتُظلُ صاحبها يوم القيامة وتفكه من النار.

تقوى الله تعالى فهو عبادة مأمور بها؛ حيث جعلها الله تعالى سببًا للفرج بعد الشدة، وكشفًا للكرب بعد الضيق؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

الدعاء: لا يخفى على أحد أن الدعاء هو لب العبادة، أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " الدُّعَاءَ هُو العِبادة"؛ رواه البخاري، كما أن الدعاء سبب في استجلاب معية الله للعبد، كما جاء في الحديث القدسي: " أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبدِي بي، وأنا معهُ إذا دَعَاني"؛ متفق عليه.

فَبِقدرِ عِظَم البلاء يعظمُ معهُ فضلُ الدعاء، فيصيرُ الإنسان أحوجَ ما يكون إلى طرق باب السماء بالدعاء عند الشدائد والمحن، فإذا انقطعتِ الحيلُ والأسباب وصُدت السبلَ والأبواب، فلا يبقى إلا باب العزيز الجبار والتضرعُ إلى الله المغيث مسبب الأسباب دافع الأخطار، ودافع الضرر والمصائب، كاشف الأسرار والعجائب، فَصِدقُ اللجوء إلى الله تعالى وحسن الظن به، مع الأخذ بالأسباب المطلوبة، حتمًا سيُهدأُ كل تَوجع ويُسكن كل تَفجع، أما الفزع والجزع فلا ينشران مطويًا ولا يردان مقضيًّا، والدعاء كما جاء عن ابن القيم الجوزية رحمة الله عليه من أَنْفَعِ الأدويةِ، فهُوَ عَدو البَلاءِ يُدَافِعُهُ وَيُعَالِجُهُ، ويَمْنَعُ نُزُولَهُ ويَرْفَعُهُ أو يُخَفِّفُهُ، وخير الدعاء ما كان خالصًا خفيًّا من خضوع وخشوع؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55]، والإكثار من أدعية تفريج الكرب وزوال الهم، وهي كثيرة ومنها دعوة نبي الله يونس في بطن الحوت (لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين)، وكذلك الدعاء الوارد في الحديث الصحيح: (الله ربي لا أشركُ بهِ شيْئًا)، ومما لا شك فيه أن الصلاة بخشوع والذكر، وأفضله قراءة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من قول الحمد لله، والتوكل على الله، والتوبة خاصة من ذنوب الخلوات، وقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها، أمورٌ تُريحُ القلب وتبعث الراحة والطمأنينة للإنسان المسلم، وهذا بفضل الله وتوفيقه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها الأفاضل، كذلك هناك علاج سلوكي يساعد على تخفيف الحزن والألم، ويمنح الراحة للنفس ومن هذه السلوكيات:

ممارسة الرياضة: تعد الأنشطة الرياضية من أهم الطرق للمحافظة على الصحة الجسدية والنفسية، فهي تُسهم في تحسين المزاج؛ لأنها تعمل على تحفيز المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ التي تجعلك تشعرُ بالسعادة والاسترخاء، وكذلك تعزز الثقة بالنفس، وترفع من تقديرك لذاتك، وقدرتك على تحمُّل الضغط الزائد، وكذلك تعمَل على تحسين نوعية وجودة النوم، كما أنها تقلِّل من مستوى هرمونات التوتر في الجسم، ويكفي من الرياضة المشي السريع مع أخذ النفس العميق، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لأصحابه: (اسْتَعينوا بالنَّسَلان)، وهو ما يسمى بالهرولة.

وبإمكانك أن تجعل من رياضتك عبادة بالنية للحصول على العقل السليم والجسم السليم لعبادة الله تعالى عز وجل بشكلٍ أفضل وأتم، كما يمكنك أثناء المشي ذكر الله عز وجل والتفكر والتأمل في مخلوقاته تعالى.

العمل التطوعي: يُعد عمل الخير من الأمور المبنية على الفطرة التي تنشأ مع الإنسان، وقد لاقت الأعمال الخيرية في الوقت الراهن اهتمامًا كثيرًا ضمن مؤسسات تختص بتلك الأعمال تحت مسمى العمل التطوعي، فالإنسان يسعى إلى تحقيق الاستقرار النفسي ويبحث عن السعادة، ومن أهم الأمور التي تبعث عن السعادة وتحقق الإيجابية العمل الخيري

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

22 Oct, 22:00


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وقو عزائمهم ووحد صفوفهم واجمع على الحق كلمتهم وسدد سهامهم وآراءهم!

اللهم إنهم حفاة فاحملهم وجياع فأطعمهم وعراة فاكسهم وضعاف فقوهم!

اللهم اجعل الدائرة على أعدائهم اليهود الغاصبين المفسدين ومن شايعهم، وفرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم شديد وخالف يبن قلوبهم وانزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين!

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


• ومن صور نصرة إخواننا في غزة؛ النصرة السياسية؛ بالتواصل مع السياسيين والمسؤولين للتعبير عن دعمنا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ودعوة الحكام والقادة وأهل الحل والعقد إلى إدانة الظلم وملاحقة الظالمين وسن القوانين الصارمة لرعاية الحقوق، وتسخير جميع أجهزة الدولة في تحقيق ذلك.

• ومنها النصرة بالدعاء، وهي من أهم أنواع النصرة وأنفعها للمنصور، وأفتكها بالمنصور عليه، وقد لجأ -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الوسيلة الناجعة لنصرة المظلومين. فلننصرهم بالدعاء الخالص والاستغاثة الصادقة؛ فالدعاء سلاح عظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-:
«لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء..». [الترمذي (2139) وحسنه الألباني].

فلا نستخف بهذا السلاح العظيم، ولنصلح أحوالنا مع ربنا بإيماننا الذي يزيد بطاعة الله وترك الذنوب. ولنعلم أن إخواننا قد يهزمون بذنب أحدنا وقد ينصرهم بتوبته؛ فلنعمل صالحا حتى يزداد إيماننا وننال نصر الله؛ قال تعالى:
﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ [غافر:51].

ولنتب إلى الله جميعا؛ لعلنا نفلح ويستجاب دعائنا، ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا؛ قال تعالى:
{.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : 31]
بارك الله لنا في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين!


الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبعد

• فاتقوا الله واعلموا أن حملات مقاطعة سلع العدو هي أيضا صورة من صور نصرة إخواننا في غزة؛ فإنها مؤثرة جدًا في اقتصاد العدو وأنصاره، فلا نشتر منهم منتجًا؛ فبأموالنا يقتلون إخواننا في غزة وفلسطين.
فلنقاطع الماركات والشركات العالمية التي يذهب ريعها دعما للعدو وجيشه!
وأيضا بالاستغناء عن التعامل بالدولار الامريكي؛ فأمريكا هي أكبر داعم ومساند للعدو الصهيوني ماليا وحربيا...

• ولنعلم أن الحرب الإلكترونية هي صورة مهمة من صور نصرة العدو؛ فيمكن بعض شباب المسلمين من مختلف الأماكن تشكيل ما يسمى بـ (الفيالق السيبرانية)؛ لمحاربة العدو؛ باستخدام التقنيات الهجومية السيبرانية واختراق أنظمة العدو والتسلل إلى شبكاتهم وأجهزتهم للحصول على معلومات سرية وإمداد إخوتهم بها، أو تعطيل خدماتهم؛ كاختراق وتعطيل نظام القبة الحديدية -مثلا- أو غيرها من الأنظمة الخطيرة. وهذه أمور لم تعد أسرارا؛ بل سهلة ومتاحة، وهي تجمع لشبابنا بين المتعة والإبداع والجهاد...

• وإذا عصفنا أذهاننا فستتفتق بكثير من الأفكار، التي قد تسهم في نصرة إخواننا وتوهين عدوهم وعدونا، فلا نبخل بأي فكرة مفيدة، ورب فكرة مفيدة وجديدة فيها عوامل مباغتة للعدو وربما هزيمته! فمن توصل إلى أي فكرة أو عنده علم أو خبرة مما ينتفع به حربيا؛ فلا يبخل به! وليحاول التواصل مع إخوانه بغزة وليمدهم به، فـ "الدال على الخير كفاعله".

• وإن عجزنا عن كل ذلك؛ فلا نعجز عن نصرتهم بالنية الصادقة والمحبة في الله؛ فإن من نوى شيئا بصدق؛ بلغه الله إياه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه» [صحيح مسلم].
وقال:
«إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» [البخاري].

ومن أحب قوما؛ حشر معهم؛ عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها». قال لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: "فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنت مع من أحببت". قال أنس: "فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم؛ بحبي إياهم؛ وإن لم أعمل بمثل أعمالهم". [البخاري (3485)].

ونحن نرجو أن نحب من أحبهم؛ وأن نحب صالح المؤمنين ونحب المنصورين المرابطين في بيت المقدس وأكنافه، ونرجو أن نحشر معهم؛ فهم قوم لا يستهان بهم في الإسلام! فإنهم الطائفة المنصورة من الفرقة الناجية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
قال صلى الله عليه وسلم:
«لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأوى حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله أين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».

فأخلصوا في كل ذلك النية لله وابتغوا وجهه، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

اللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
وارزقنا محبته، واتباعه ظاهراً وباطنا، وتقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.

اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وأمدهم بقوة وجند من جندك!

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*كيف ننصر إخواننا في غزة؟*

*عناصر الخطبة:*
• الأمر بالوحدة والاتحاد والنصرة
• التحذير من خذلان المسلمين وعواقبه
• صور لنصرة إخواننا في غزة منها:
- النصرة العسكرية
- النصرة بالمال والمدد
- النصرة الإعلامية
- النصرة السياسية
- النصرة بالدعاء
- النصرة بحملات المقاطعة
- النصرة بالحرب الإلكترونية
- النصرة بالأفكار والخبرات
- النصره بالنية والحب

الخطبة الأولى:
الحمد لله المعبود وحده؛ الذي بفضله جعلنا أمة واحدة؛ فقال:
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء (92).
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ فرض على المؤمنين موالاة بعضهم فقال:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة 71].
ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله القائل:
«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [متفق عليه].
والقائل:
«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ لله سِوَاهُمْ» [مسند احمد].
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا!

عباد الله أوصيكم بتقوى الله والصبر والمصابرة والمرابطة! فاتقوه -عز وجل- القائل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]
وبعد

• فإن الإسلام قد أمر بالوحدة والاتحاد والترابط بين المسلمين، وأوجب نصرة المسلمين؛
قَال -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». فَقَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»،
وعَنِ الْبَرَاءِ – رضي الله عنه – قَالَ: "أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، -وذكر مما أمر بهن:- وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ..". [متفق عليه].

• وحذر الإسلام من السلبية، والتخاذل والتقاعس في نصرة المسلم أخيه المسلم؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ». [متفق عليه].

• ولنعلم أن خذلان المسلم أخيه عواقبه وخيمة ونتائجه أليمه؛ فهو:

- سبب للخذلان جزاء وفاقا؛ جزاء من جنس العمل؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-:
«مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [مسند أحمد وسنن أبي داود]

- وخذلان المسلم أخيه سبب للفتنة والفساد الكبير! قال تعالى:
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]. أي إن لم توالوا بعضكم بعضا كما يوالي الكفار بعضهم بعضا فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير! والنصرة من لوازم الولاء وأهم أركانه.

- وخذلان المسلم أخيه سبب لعذاب القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال :علام جلدتموني؟ قالوا :إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره». [ابن حبان بإسناد صحيحٍ].

- وخذلان المسلم سبب لللعن؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«لا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُقتلُ فيه رجلٌ ظلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على كلِّ من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُضربُ فيه رجلٌ ظُلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على من حضره حين لم يدفعوا عنه» [رواه الطبراني].

• وقد تعرض إخواننا في غزة لاعتداءات غاشمة، فصارت نصرتهم واجبة على كل مسلم. ونصرتنا لهم هي دفاع عن ديننا، وأرضنا، ومقدساتنا، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين ودفاع عن المظلومين؛ قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].
وللنصرة صور متعددة وأنواع مختلفة، منها:

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


• النصرة العسكرية، وتكون بقتال الظالمين المعتدين، أو إعانة المعتدى عليهم ومدهم بما يدفعون به الظلم، قال تعالى:
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾ [النساء 75].

وهذا اليوم شبه متعذر بسبب حكامنا الخائفين أن تصيبهم دائرة، الذين ستمنع جيوشهم من أراد فعل ذلك.
كما أنه وإن تمكن أحدنا من الذهاب إلى غزة؛ فقد يكون عبئا عليهم؛ في طعامه وشرابه وتأمين سلامته وتدريبه؛ حتى يصل إلى مستواهم وأسلوبهم القتالي الذي يجابهون به العدو؛ فالقوم لا يحتاجون العدد؛ وإنما النوعية المدربة التي تجيد أسلوبهم وتجاري مستواهم في القتال، فمن منا أعد نفسه لمثل هذا؟
كما أن القوم ليسوا بحاجة إلى الرجال والعدد وإنما إلى المال والمدد.

• نستطيع دعمهم ماديا من خلال القنوات المتاحة، شريطة أن تكون موثوقة، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات.. وهذه صورة ثانية من صور نصرهم.

واعلموا أن الجهاد بالمال من أعظم أشكال النصرة! وقد قدمه الله على الجهاد بالنفس في معظم آيات الجهاد بالمال والنفس. ومن جهز أو خلف غازيا فقد غزى؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من جهز غازيا فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا». [مسلم 1895].

ومصارف الزكاة الثمانية تنطبق على أهل غزة، ويجوز تعجيلها لهم. وتوجيه الزكاة لغزة وفلسطين في ظل معركة طوفان الأقصى هو جهاد بالمال ومن أوجب الواجبات.
وفي ذلك قضاء لحاجاتهم وتفريج لكرباتهم وعون لهم، والجزاء من جنس العمل؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ». [متفق عليه].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ». [مسلم].

• ونستطيع نصرتهم من خلال الجبهة الإعلامية، التي لا يستهان بها أبدا؛ بالتوعية، باللسان والقلم والريشة؛ كل بما تيسر له وبما يحسن؛ وبما فتح الله عليه من مواهب وقدرات؛ فالكلمة والموقف لا تقل أهمية عن نصرة السلاح، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-:
«اهجو قريشا، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل» [مسلم].

- ننصرهم إعلاميا بدعمهم نفسيا ومعنويا؛ بتثبيتهم بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.

- وبكشف مؤامرات الخيانة لتتضح الحقيقة للناس.

- وبكشف الحقد الصهيوني ودعاويه الباطلة، لدى الرأي العام العالمي.

- وبتوهين العدو وأنصاره، وحبذا استخدام العبرية مثلما هم يستخدمون العربية في توهين بعضنا وبث الاشاعات المخذلة والمثبطة؛ فكم هناك من يهود بأسماء عربية وبمسميات إسلامية ويجيدون العربية ولهجاتها؛ ينشرون بيننا الشقاق والخلاف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدام هذه الوسائل قد لعب دورًا هامًا في كشف الحقائق، وساهم في توثيق الأحداث وكشف الحقائق وفضح العدو وأنصاره من الكفار والمنافقين. كما أن التواصل مع الشخصيات العامة والمشهورة والمؤثرة وطلب دعمهم وتضامنهم مع قضية غزة قد أثر كثيرا! فكثير منهم غير مواقفه، وكثير من الشعوب الغربية خرجت متظاهرة لصالح فلسطين!
وتغير مواقف الناس تجاه اليهود سلبا يعني تقطيع حبال الناس التي يعتمد عليها اليهود؛ وقد قال تعالى فيهم:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ..} [آل عمران: 112].

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بمهاجمة المنافقين والمخذلين وأصحاب الفتاوى المأجورة المتماشية مع أخلاق وتدليس وتلبيس وكيد اليهود، الذي هو دأبهم، واليوم ينشرونه من خلال (الجامعة الإسلامية بتل أبيب) التابعة للموساد، التي يدرس فيها اليهود اللغة العربية والثقافة والتاريخ الإسلاميين وعلوم الشريعة الإسلامية؛ لتخريج يهود يفتون للمسلمين فتاوى تتماشى مع أجندتهم، ونحن لا نعلم، وربما بعض خريجي هذه الجامعة صاروا أئمة وخطباء وقادات جماعات ومفتين في ظل غفلتنا وسذاجة بعضنا(؟!).

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بتجريم التعاون مع العدو الصهيوني، وتخوين كل من طبع معه أو نصره أو نسق معه ضد المؤمنين والمجاهدين، وقد حذر تعالى من ذلك؛ فقال:
{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) }[النساء].
ومن مسلمات الإيمان الصحيح وأول ثمراته أنه يمنع موالاة الكافرين على حساب المسلمين.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


جريمة أهل غزة أنهم اختاروا لولاية أمرهم ...من يجاهدون اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين بغير حق،.. فأرادوا تطهير الأرض المقدسة من دنس هؤلاء اليهود ومن رجسهم.

جريمة أهل غزة أنهم قالوا: ربنا الله، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير. وقالوا: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جريمتهم أنهم ما نافقوا لليهود ولا لأذنابهم ممن انتعلهم اليهود والغرب، جريمة أهل غزة أنهم ما باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.

غُلِّقت الأبواب دونهم وفُتحت لغيرهم:

نعم أيها الإخوة لقد غُلِّقت الأبواب دون هذه الفئة المؤمنة الصامدة المنكسرة بقلبها إلى الله تعالى.. من قبل حكام العالم العربي والعجمي إلا من رحم الله تعالى،... فقُطِّعت عنهم مقومات الحياة، الماء والطعام والكهرباء ، والدواء ولا إغاثة لهم، ...ولو استطاع العالم أن يقطع عنهم الهواء لفعل.

وأما بالنسبة لليهود فقد فُتحت لهم أبواب حكّام العالم العربي والعجمي... إلا من رحم الله تعالى...
، ووافقهم الجميع على ضرب هؤلاء بدون اعتراض، وبارك حكام العجم... لبعض حكام العرب ..بموقفهم ضد أهلهم في غزة....
بل إن بعض زعماءالخزي والعار من العرب من أرسل جنودا دعماللصهاينة...ولكن جنودالله من أحرار غزة..
أعادوهم إلى أهلهم بالتوابيت بسوء خاتمة، ولاحول ولاقوة إلابالله...

وبضوء اخضر من دول الإستكبار العالمي...ومن أراذل العرب...قام هؤلاء الطغاة الصهاينة المجرمون الذين يملكون أقوى سلاح في الشرق الأوسط... بضرب هؤلاء الذين لا يملكون من السلاح إلا أضعفه وأقله من تصنيع محلي، ..(لكنه بقوة الله صار أقوى وأفتك من سلاح الصهاينة حيث أذاقهم الموت ألوانا)..
لقد قام هؤلاء الجُبَناء بضرب المستضعفين من النساء والأطفال والعجزة...عن طريق الجوّ...بهدم المساكن على رؤوس ساكنيها....
ولم يجترئوا على الاقتحام البري لأنهم يخافون من المجاهدين الذين باعوا أنفسهم لله عز وجل، فهانت عندهم الدنيا وعشقوا لقاء الله عز وجل.

نعم أيها الإخوة صدق الله تعالى القائل في حق هؤلاء المجرمين: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُون}. لجبنهم وخوفهم وحرصهم على الحياة الدنيا كما قال تعالى فيهم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}.

يا أهل غزة: لا يسعنا إلا أن نقول: حسبكم الله، لأنكم توكلتم على الله، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

يا أهل غزة: كونوا مع الله، ومن كان مع الله كان الله معه.

يا أهل غزة استقيموا على ما أُمرتم به فإن وعد الله لا يُخلف، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}.

- وقال جلَّت قدرته: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون}... فأنتم إن شاء الله تعالى من جند الله الذين لا يُغلبون، ولا نزكي على الله أحداً

- لما هاجم أبرهة الحبشي الكعبه ... شاء الله أن يدافع القوي العزيز عنها بنفسه... ولم يسمح لمشركي العرب من قريش وأحلافها ان يدافعوا عن بيته ...اكراما وشرفا للبيت المعظم.... وحتى لا يسجل التأريخ أن مشركا قاتل دفاعا عن بيت الله....فلا إله إلاالله...

واليوم التاريخ يعيد نفسه... يأبى الله أن يدافع عن الأرض المباركة ، والحرم القدسي،... إلا أولياءه الصالحون ، العابدون، المجاهدون ، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، الحافظون لحدود الله...وأنتم كذلك يا أبناء غزة نحسبكم والله حسيبكم..

ويصرف الله المشركين ، والمخذلين ، والمثبطين ، والمبطئين ، والمنافقين ، والمطبعين من زعماء العهر والعار.... يصرفهم عن شرف الجهاد ونيل الشهادة ...
ويختص بها من يشاء من عباده وهو العليم الحكيم...
وأنتم من اختاركم الله...
وجعلكم الطائفةالمنصورة بإذن الله.

تذكروا يا أهل غزة قول الله عز وجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير}. فكونوا مع الله تعالى فالله قادر على نصرتكم.

تذكروا يا أهل غزة وأنتم في مطلع عام هجري جديد قول الله عز وجل: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}. فالله معكم يا أهل غزة.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

(صبراً يا أهل غزة فلكم الله)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب...أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب...وأتم نوره وجعل كيد الكافرين والصهاينةوالمطبعين معهم في تباب...

وأشهد ان لا إله إلاالله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد رفيع الدرجات...المنزه عن الإختصاص بالجهات...حكيم خبير أوجد على مراده الكائنات ، وما لها من حركات وسكنات....

فليحرقوا كل النخيل بساحنا
سنطل من فوق النخيل نخيلا

فليهدموا كل المآذن فوقنا
نحن المآذن فاسمع التهليلا

نحن الذين إذا ولدنا بكرة
كنا على ظهر الخيول أصيلا

وأشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين من حاضر وباد...خير من دعا وهدى وبالخير العظيم جاد....

بمحد حرف البيان يعظم
خير الأنام له المقام الأعظم

والله ما خلق الإله كمثله
فبربكم صلوا عليه وسلموا

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه...حيث الصلاة عليه لنا خير زاد....مانادى للصلاة مناد إلى يوم التناد....

أماااااابعد:
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون)).


- أيها الاحبةالكرام :
ستكون خطبتنا لهذا اليوم بعنوان :
((صبرا يا أهل غزة فلكم الله))

أيها الأحبة:
فإنه مما لا شك فيه بأن المسلمين في هذا اليوم المبارك يتطلَّعون إلى خطباء الجمعة... وينتظرون ما سيسمعون منهم عن الجرائم التي يرتكبها المجرمون شذاذ الآفاق ...الذين ضُربت عليهم الذلة و المسكنة... بأهلنا بإخواننا... بأطفالنا ..
بأعراضنا بممتلكاتنا في غزة الحبيبة في فلسطين الغالية.
أمام صمت عربي.. وإسلامي.. وعالمي..من الحكام..

فنقول:
فرط السكون على فرط الأذى سقم
قد يسكت الجرح لكن ينطق الألم

ومعقل الظل أيا كان صاحبه
لا بد يوما على أهليه ينهدم

فقل لكل عتاة الأرض من غشموا
ومن طغوا قبلكم في الأرض أين هموا؟

وأن للصبر حدا عند صاحبه
من بعده تستوي الأنوار والظلم

فرط السكوت على فرط الأذى سقم
قديسكت العقل لكن تصرخ الشيم

- نقول لأهلنا في غزة الحبيبة:

أيها الإخوة: لا يسعنا ـ ونحن على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...مع أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ أن نقول لأهل غزة إلا كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما تقطعت الأسباب، وعجز عن نصرة المظلومين، ومرَّ على أسرة ياسر ورآهم يعذَّبون وهو صلى الله عليه وسلم لا يملك لهم شيئاً إلا الدعاء، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: (صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدُكُمْ الْجَنّةُ) رواه الحاكم والطبراني والبيهقي.

ونحن نقول لأهلنا في غزة وقد تقطعت الأسباب عندنا ـ نحن عامة الناس ـ متأسين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: صبراً يا أهل غزة فإن موعدكم ؛ إما النصر وإما الشهادة بإذن الله تعالى ، فإن موعدكم النصر ، أو جنة عرضها السماوات والأرض أُعدَّت للمتقين ، وأنتم منهم إن شاء الله تعالى... ببركة صبركم وصمودكم.

يا أهل غزة: لا يسعنا إلا أن نقول لكم : ثبِّتكم الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،...وأن يثبت أقدامكم ويسدد رميتكم....ونسأل الله أن يرسل إليكم المدد من السماء، فهو وحده من بيده ملكوت كل شيء...وهوعلى كل شيء قدير....

يا رب... لقد خانهم الحكّام وأغلقوا الأبواب أمامهم، واتفقت كلمة حكام العرب والعجم ـ إلا من رحم ربي ـ على إغلاق جميع الأبواب والسبل أمام هؤلاء المستضعفين ، بل اتفقت كلمتهم على إبادتهم واستئصالهم....لكنهم قد توكلوا عليك..

ما هي جريمة أهل غزة؟

أيها الإخوة: ما هي جريمة أهل غزة حتى اتفقت كلمة حكّام العرب والعجم على مقاطعتهم ، وإرادة إبادتهم على أيدي هؤلاء الطغاة ، الذين لُعنوا أينما ثقفوا،... الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة،... والذين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين؟

أتدرون ما هي جريمة أهل غزة ؟
جريمتهم أنهم اختاروا لولاية أمرهم.... من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،...وعملوا بمقتضاها...

جريمتهم أنهم اختاروا لولاية أمرهم... أهل حماس الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم،..... هؤلاء الذين جعلوا اعتمادهم وتوكلهم على الله تعالى...فكفاهم وسدد رميتهم وأذل بهم الصهاينة من اليهود...وفضح بهم صهاينةالعرب.

جريمة أهل غزة أنهم اختاروا لولاية أمرهم.. رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ اختاروا رجالاً ما عرفوا النفاق للحكّام، اختاروا رجالاً حُلَماء، عقلاء ، وسعت صدورهم إخواناً لهم من أهل فلسطين... ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل،...

وسعت صدورهم لهؤلاء حتى لا تكون حرباً داخليّة بينهم كما أرادها اليهود لهم.

جريمة أهل غزة أنهم اختاروا لولاية أمرهم رجالاً لا يعرفون النفاق ولا يبيعون دينهم ولا عرضهم ولا أرضهم بعرض زائل....

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


يا حكام العرب والمسلمين: أنتم المسؤولون قبل غيركم عن إخوانكم، عن أهلكم، عن أعراضكم في غزة خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة. فهلاّ اجتمعت كلمتكم وتوحَّد صفكم ووقفتم في محراب العبودية لله، وأنتم تتذكرون قول الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين}.... فما أنتم قائلون لربكم يوم القيامة؟

يا حكام العرب والمسلمين إن القوة التي بين أيديكم والجيوش التي تحت رعايتكم إنما هي بقدرة الله لا بقدرتكم، فوظِّفوها لما جُعِلَت من أجله، هذه القوة والجيوش لحماية المسلمين المستضعّفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولرفع الظلم عن المظلومين ولو كانوا من غير المسلمين.

يا حكام العرب والمسلمين: اغتنموا هذه النعمة نعمة الملك في نصرة المظلومين المقهورين من بني البشر ـ فضلاً عن المؤمنين ـ حتى لا يكون ملككم حسرة وندامة عليكم يوم القيامة، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه}

ما هي النتيجة؟ {خُذُوهُ فَغُلُّوه * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوه}.

فيا أيها الحكام : أترضيكم هذه النتيجة بعد ملككم؟

يا حكّام العرب والمسلمين: أَجَبُنْتُمْ أمام هذه الفئة الطاغية؟
فإنَّ أهلَ غزة العزة..التي تبلغ مساحتها 360كم٢ ...حجةٌ عليكم،..لقدمرغوا أنف المحتل بالوحل...وكسروا هيبتهم...وأبطلوا أسطورة ..
الجيش الذي لا يقهر... بست ساعات فقط...ومازال ينكلون بهم...ويسقوهم الكأس المر الذي طالما أسقوه غيرهم...
لقد صمدوا وثبتوا رغم كل الظروف التي يمرون بها،..وانهم محاصرون لعشرين عاما...وأنتم السبب الأول لحصارهم....فهل مازلتم مهرولين للتطبيع مع الصها ينة؟ ...وهل مازلتم تخافوهم بعدما رأيتم من هشاشة قوتهم..ومافعل بهم على أيدي هذه الطائفة المنصورة..؟

فيا ايها الزعماء : إن أردتم الحماية من بطش الصهاينة، فإنكم لن تجدوها إلا على أيدي أبطال غزة...فالجؤوا إليهم ليحموكم...
ياوصمةالعار على أوطانكم..
أخزاكم الله وقبح وجوهكم القذرة. التي نزع منها الحياء...حيث أصبحتم رغم ماتجدون وتشاهدون من مآسي لايندى لكم جبين..ولم تتمعر وجوكم يوما وأنتم ترون منكر مايصنعه الصهاينة بأبناء جلدتكم...
فعليكم سخط الله وغضبه...

فأبناء غزة بمختلف فصائلهم لم يركنوا على المنبطحين من الزعامات العربية...زعماءالخزي والعار..

وإنما توكلوا على الله...وقاموا بتصنيع سلاحهم بأيديهم...لأن الحاجة أم الإختراع...
فصنعوا القنابل وقذائف المدفعية بأنواعها...ومنها قذائف (الآربيجي)وماتسمى
ب(الياسين)...التي دمرت دبابات (الميركافة) والتي طالما تفاخروا الصهاينة فيها على العالم كله..
وصنعوا الصواريخ التي يبلغ مداها اليوم /250/كم،أو يزيد...وقد صارت كل المدن والقرى المحتلة في جميع انحاء فلسطين تحت مرماهم..
هذه الصواريخ التي قال المنبطحون حميرالصهاينة ومركوبهم انها عبثية... أقلقت الصهاينة.. وأقضّت مضاجعهم...وكسرت شوكتهم..وحطمت كبرياءهم....ودمرت أحلامهم...وجعلتهم يسكنون الملاجئ...حكومة وشعبا.. ولله الحمد والمنة...

- لقد علَّمتْنا غزَّة!

. علمتنا غزَّة أن مجلس الأمن عصابة، وأن القانون الدولي مجرَّد حبر على ورق، ... وأن شِرعة حقوق الإنسان نكتة!وكذبة...ليس للجميع...وإنما للإنسان الذي هم يريدوه .

. علمتنا غزَّة أن هذا العالم أعور، يديرُ عينه المبصرة حيث شاء، ويدير العوراء حيث شاء، فأطفال غزَّة ليسوا كأطفال أوكرانيا!
أولئك رومٌ مثلهم، أما نحن عرب!

. علمتنا غزَّة أنَّ الحقَّ يُنتزع انتزاعاً ولا يُستجدى، لن يأتي أحدٌ إليكَ ليقول أنتَ طيَّب وسأعطيكَ ما تريدُ! إذا كنتَ تريدُ شيئاً مُدَّ يدكَ وخذه رغماً عن العالم!

. علمتنا غزّة أن تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها ممكن، وأنَّ ما حدت هذه المرَّة ما هو إلا "بروفة" مصغَّرة لما سيأتي!

. علّمتنا غزّة أنّ من يريدُ يستطيع، وأن المسألة لم تتعلّق يوماً بالإمكانيات وإنما بالإرادة، من كان يتخيَّل، مجرَّد تخيلٍ أن غزَّة المحاصرة بإمكانها أن تصنع سلاحها وتُحارب به وتُدهش أحبابها قبل أعدائها!

. علّمتنا غزَّة أنْ نحترم النِّعم، هناك حيث تغدو شربة الماء النَّظيف حُلُماً، والرَّغيف الطازج انجازاً، والاستحمام رفاهية تُشبه التمدد على شواطئ المالديف، والبيت الصّغير جداً أثمن من قصور الدُّنيا ما دام لم يسقط على رؤوس ساكنيه!

. علّمتنا غزَّة أنَّ أشباه الصَّحابة يعيشون بيننا، أحفاد خالد بن الوليد يقتحمون صفوف الأعداء بشراسة، وأحفاد سعد بن أبي وقاص يرمون بدقّة، وأحفاد عكرمة ما زالوا يتبايعون على الموت، وأحفاد القعقاع صوتهم في الجيش يخلع القلب من مكانه، سمعناهم يقولون: باسم الله الغالب!

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


تذكروا يا أهل غزة سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة المكرمة إلى الطائف لعله أن يجد معيناً له وناصراً لتبليغ رسالته، وردَّه أهل الطائف شرَّ ردٍّ، ودعا صلى الله عليه وسلم بالدعاء المعروف عند أصحاب القلوب المنكسرة من أهل غزة: (اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْته أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنْ عَافِيَتُك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ، مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُك، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلا بِك) رواه الطبراني. يا أهل غزة قولوا لربنا عز وجل: (إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا).

تذكروا يا أهل غزة عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة ووقف على أبواب مكة كيف سيدخل مكة؟ ويسأل سيدنا زيد رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى متى؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً وإن الله مظهر دينه وناصر نبيه).

يا من غدوت يؤوساً من إزالتها
ما بين غمضت عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حال

يا أهل غزة إن الله جاعل لما نرى وترون فرجاً ومخرجاً، وأسأل الله أن يعجّل في ذلك.

تذكروا يا أهل غزة أصحاب سيدنا موسى عليه السلام عندما قالوا: {إِنَّا لَمُدْرَكُون}. فقال لهم سيدنا موسى عليه السلام: {كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين}.

يا أهل غزة: المحن تجعل رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تجعل عباداً لله توكُّلُهم عليه، تجعل صناديداً للوقوف أمام هؤلاء الطغاة.

يا أهل غزة: أرجو الله عز وجل أن تكونوا أنتم السبب في قتل اليهود الذين قُطِّعوا في الأرض أُمماً كما قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}، فإذا أراد الله إهلاكهم جميعاً جاء بهم لفيفاً، وبعث عليهم عبادا له أولي بأس شديد...يستأصلوا شأفتهم ويبيدوا خضراءهم.

- كما قال تعالى: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم....
قلت ماسمعتم وأستغفرالله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...

الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده...والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
اماااابعد:
أقول:
يا حكَّام العرب والمسلمين:

أما أنتم يا حكام العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: فهلا تساءلتم فيما بينكم وبين أنفسكم لماذا أعطاكم الله السلطان وآتاكم الملك لأنه هو القائل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}؟

لماذا آتاكم الله الملك وآتاكم السيادة والريادة، وجعل ممتلكات الأرض تحت أياديكم؟ لماذا آتاكم الله ذلك؟

هل أعطاكم السلطان وآتاكم الملك وجعلكم ملوكاً ورؤساء، وجعل الممتلكات تحت أيديكم من أجل أن تجنّدوا كل ذلك في خدمتكم الشخصية ولحمايتكم من القتل أو الموت؟

كونوا على ثقة يا حكام العرب والمسلمين: بقول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}.
- وبقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}.

كونوا على ثقة بأن المُلك لن يدوم لكم..وإن دام لكم فلن تدوموا له.

كونوا على ثقة بأنه ليس لكم من ملككم إلا ما أكلتم فأفنيتم، ولبستم فأبليتم، وتصدقتم فأبقيتم.

يا حكام العرب والمسلمين: ستسألون يوم القيامة أمام الله عز وجل: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون}.

ستسألون يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري ومسلم.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


. علّمتنا غزّة أن الخنساء لم تمُتْ، وأن عشرات آلاف النُّسخ منها ما زلنَ يعِشْنَ بيننا، يُقدِّمنَ أولادهُنَّ في سبيل الله صابراتٍ محتسباتٍ ولسان حالهنَّ: اللهُمَّ خذ من دماء أولادنا حتى ترضى!

. علّمتنا غزّة أنَّ الأطفال إذا ربَّتهم المصاعب كبروا قبل أوانهم ، وبلغُوا مبلغ الرَّجال قبل أقرانهم ، وكأنهم صبيُّ الأخدود الذي أحيا دمه قوماً مؤمنين أُحرقوا جميعاً أحياء ولم يرتدُّوا،.... هذا الدَّين تُحييه الدَّماء ....وتُطفئه الدموع،.. فامسحوا دموعكم، وربُّوا جنود و شُهداء الغد!

. علّمتنا غزّة أنَّ العقيدة سلوكٌ لا سُطور ، لم نرَ منهم ساخطاً على قضاء اللهِ،... يجمعون أشلاء أحبائهم ويحمدون ربَّهم، ....يمسحون دموعهم بيد ويُتابعون الجَمع بيد أُخرى ، عقيدتهم امتلأت بها قلوبهم ففاضتْ على جوارحهم!

هؤلاء الرجال لم يتخرجوا في كليات حربية غربية، ولم يدرسوا الاستراتيجيات العسكرية في المعاهد العريقة..

- ولا يعلقون على صدورهم نياشين و أوسِمه ، ولا يضعون على أكتافهم رتبا عسكرية...

- لكنهم تخرجوا في المدرسة المحمدية لصناعة الرجال، ويحملون في صدورهم إرادات تزيل الجبال!!!

- رجال..بل رجال الرجال وأسود النزال....لا ينامون يعملون ليلا نهارا جهادا في سبيل الله ، ما وهنو ولا استكانو،.... لله در رجالا امثالكم يا أبطال القسام ، وجميع الفصائل...وأبناء غزةجميعا....
صنعتم الأمجاد... وبذلتم الأسباب... والله معينكم وناصركم..ومسددكم.

- مجاهدون ..متمسكون بكتاب الله عزوجل.. وسنة نبيه...

- فوربك لينصرنهم الله... "((وكان حقا علينا نصر المؤمنين))..

- هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ... ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم إنانسألك لإخواننا في غزة ، النصر والتمكين والعزة...

اللهم دبرهم في احسن تدبير ويسر لهم كل أمر عسير واجعل اليهود في أيديهم بين قتيل وأسير يامن أنت على كل قدير وبالإجابة جدير...

اللهم أنهم جياع فاطعمهم..عطاش فاسقهم ..عراة فاكسهم...
حفاة فاحملهم...خائفين فأمنهم...مظلومين فانصرهم.
مخذولين من أقرب الأقرباء لهم ومن أبناء جلدتهم فاسندهم وأيدهم ومدهم بمددك وجنود من عندك يارب العالمين...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


🎤
*خطبة جمعة بعنوان*
*فضل.الدعاء.والإستغفار.tt*
*للشيخ / أبو المنذر برهان آل حسان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً)

أما بعــــد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أمــة الإسلام: عنوان خطبتنا لهذا اليوم الإستغفار والـدعـاء سبب لرفع البلاء والوباء

كما تعلمون عباد الله أن الدعاء أمره عظيم وشأنه
كبير
كيف لا؟
والله عزوجل أمرفي كتابه الكريم بأن يدعى ويطلب منه الخير ويرجى منه الخير

يدعي لطلب الخير ويدعى لدفع الشر فالله عزوجل أمر في كتابه الكريم بأن ندعوه *قال تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ) دَاخِرِينَ)* [غافر : 60] -

وقال ربكم ادعوني هذا أمر منه سبحانه وتعالى انظروا كيف أن الله سبحانه تعالى أمر عباده المؤنين بأن يدعوه وما أمرهم إلا ويريد لهم الخير ويريد أن يستجيب لهم

وتوعد الله عزوجل الذي لا يدعوه بجهنم عياذاً بالله

إذن عبدالله سل نفسك كم تدعو الله وكم تتضرع بين يديه
كم تناجيه لاسيما ونحن في هذا الزمان عمت البلوى في الوطن العربي والإسلامي وانتشرت الفتن وارتفعت الأسعار والمواد الغذائية

فالله عزوجل أمرنا أن ندعوه وأن نطلب منه الخير فهو الذي يسر الخير لعباده المؤمنين

عبدالله أمة الله: احذروا ان تكونوا من أصحاب النار
تضرعوا بين يديه وارفعوا أكف الضراعة وقولوا يــارب يا الله ناجوه بقلب صادق مخلص منكسر خاضع
بين يدي جبار السموات والأرض

فالله عزوجل قريب كما أخبر في كتابه الكريم *قال تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة : 186]*

فالله يجيب دعوات المظلومين ودعوات واليتامى والمساكين فهو الرحيم
ذو الرحمة الواسعة

أين أنت من من هذه العبادة العظيمة ؟

فالدعاء عبادة
ﻭﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : « اﻟﺪﻋﺎء ﻫﻮ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ » ﺛﻢ ﻗﺮﺃ : { ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ اﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﺩاﺧﺮﻳﻦ }
ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ( 3247 ) .

وجاء ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : « ﻟﻴﺲ ﺷﻲء ﺃﻛﺮﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء » . ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻛﻢ ( 1 / 490 )

فالله سبحانه وتعالى أخبر أنه قريب
فلماذا لا ندعوالله عزجل؟

مالذي حال بيننا وبين الدعاء وبين مناجاة الله؟
فالدعاء صلة بين العبد وربه

ولتعلموا عبادالله: أن الله عوجل ينزل إلى السماء الدنيا ويتودد لعباده فيقول كما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : « ﻳﻨﺰﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ اﻵﺧﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ، ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﻋﻄﻴﻪ ، ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻧﻲ ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﻪ » . ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ( 7494 ) ، ﻭﻣﺴﻠﻢ ( 758 ) .

أين نحن من هذه الساعة المباركة

سلوا الذين يسهرون على الجوالات
سلوا الذين هم عاكفون على معاصى الله

سلوهم لماذا لا تدعون الله
مالذي حال بينكم وبين الله سبحانه وتعالى
لا شك أنها الذنوب والمعاصي
نشكوا من غلاء للأسعار ونشكوا من قلة ذات اليد ولا نشكوا من ذنوبنا ومعاصينا
عاكفون ليل نهار على ما يغضب الله

غافلون عن الله إلى متى ونحن في سهوٍ وضياع

المطلوب أننا ندعوا الله

فيـا من يصلي في بيته ولا يأتي إلى بيوت الله

ادعو الله وقل يارب اهدني لصلاة في المسجد وتضرع بين يديه

يا من هو مصاب بالأمراض ارفع أكف الضراعة وقل يا رب

ويا من يشكوا من الظلمه قل يارب

ادعوا الله بقلب صادق

ما عليك إلا أن تتجه إلى مولاك وخالقك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من ذنب فاستغفروه


*الخــطبــة الـثـانـية:*
الحمدلله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا

أما بعد: عباد الله ذكرنا في الخطبة الأولى فضل الدعاء على أنه سلاح فتاك يواجه الطائرات والدبابات لأنه صلة بينك وبين الله تستمد القوة من القوي

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:11


فأنت تناجي القوي والمصرف والمدبر.

كذلك معشر المسلمين: لا ننسى الإستغفار
فالإستغفار سبب لزيادة الأرزاق ونزول الخيرات من السماء وحلول البركات في الأرض *قال الله سبحانه وتعالى تعالى:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)* [نوح : 12] -

أين نحن من الإستغفار

وكم تستغفر الله في اليوم؟

ألم تعلم أن نبيك محمد عليهالصلاة والسلام كان يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة؟
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : « ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ » . ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ( 6307 ) .

انظروا هذا النبي صلى الله وسلم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك يكثر من الإستغفار

فكيف عن أنفسنا ونحن عصاة في الليل والنهار

لماذا لا نستغفر الله لماذا لا نرجع إليه سبحانه وتعالى؟

الإستفغار سبب لتخفيض الأسعار لماذا؟ لأن الله هو المسعر هو المصرف هو المدبر... لنطلب الخير منه سبحانه وتعالى ونلزم الإستغفار

ما يمنعك أن تقول: استغفر الله... استغفر الله .. استغفر الله أنت على سيارتك قل استغفر الله
أنت على متكئك اكثر من الاستغفار أنت في مجلس اكثر من الإستغفار

اتركوا الكلام الذي ليس فيه فائدة ااقبلوا

على الله دعوكم من الكلام الفارغ الذي لا ينفع
*الله سبحان يقول:(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِمُعْرِضُونَ)*[المؤمنون : 3]

اقبل على مولاك
اكثر من قول حسبنا الله ونعم الوكيل فهو الكافي *قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)*[الزمر : 36]

المطلوب أننا نكثر من الإستغفار حتى المرأة تكثر من الإستفغار

فنحن نشكوا من غلاء الأسعار
وغلاء الأسعار بسبب ذنوبنا ومعاصينا لأنه مانزلت عقوبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة فلنتوب إلى الله جميعاً رجالاً ونساءَ ونكثر من الإلحاح بالدعاء ونقبل إلى بيوت الله والصلاة فيها ما هو المانع لنا من الإتيان إلى بيوت الله؟ هل نحن مرضى؟

نعم نحن مرضى .. مرضى قلوب ليس مرضى أبدان

إذن لنصلح هذه القلوب بالدعاء والإستغفار والإقبال على الله

نسأل الله عزوجل أن يجعلنا له راغببن وله ذاكرين وشاكرين
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والغنى اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم إنا نسألك العفو والعافيه
*اللهم اصلح قلوبنا اللهم* *اصلح قلوبنا*
*اللهم اصلح البلاد والعباد*

*اللهم عليك بأعداء الإسلام والمسلمين*
*اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ارخص لنا الأسعار ورفع عنا الغلا*
*والزلازل والمحن والأمراض والأسقمة*
*اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حنسة*
*والحمدلله رب العالمين.*

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:10


وتبلغ الدناءة ببعض الناس مبلغا يفاخرون فيه بهذا العمل الحقير، ويعدونه فطنة وكياسة، وبابا من أبواب الكسب، وما هو والله إلا غدر وخيانة، وأكل لأموال الناس بالباطل. ومن فعل ذلك بالناس فلن ير خيرا لا في نفسه ولا أهله وولده، ولا فيما أخذ من أموال بالكذب والمخادعة، بل تكون أمواله وبالا عليه في الدنيا والآخرة.

وهذا واقع مشاهد في كثير ممن أكلوا أموال الناس بالباطل. وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" رواه البخاري.

وعموم الحديث يفيد أن الإتلاف يلحقه في الدنيا والآخرة، نسأل الله تعالى العافية والسلامة، ونعوذ به من موجبات غضبه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [البقرة:196] .

أيها المسلمون: كثير ممن يتخوضون في المال الحرام، ويغصبون الناس حقوقهم، ولا يؤدون لهم ما عليهم؛ لا يدركون خطورة التساهل في حقوق الناس. والواحد قد يعفو عن أخيه، ويُسقط حقه إذا علم عجزه عن السداد. أما إذا رآه يماطل ويخادع فإن نفسه لا تسمح عنه، وإن ترك المطالبة به في الدنيا فإنه سيطالبه به في الآخرة.

ويكفي عذابا في الدنيا لهذا الصنف من الخونة الغدارين: ما يعيشونه من حالة الخوف والترقب والتخفي والاستتار، بسبب ملاحقة الدائنين لهم، وجرهم إلى الشرط والمحاكم، وإهانتهم بقبيح الألفاظ والألقاب، وفضيحتهم في أهلهم وجيرانهم "وليُّ الواجد ظلم يبيح عرضه وعقوبته" فلا بارك الله في مال تكون هذه عاقبته. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الدين" رواه أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

ولفداحة الدين، وما ينتج عنه من مشكلات في الدنيا والآخرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله تعالى منه، ففي حديث عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال عليه الصلاة والسلام: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" رواه البخاري. وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء" رواه النسائي.

وجاء عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: "رق الحر الدين" واشتهر عند الناس أن الدين همٌّ بالليل وذل بالنهار، والسلامة من حقوق الناس سلامة من كل هذه المآثم والإهانات.

فحري بالعاقل أن لا يتوسع في الدين، ولا يلجأَ إليه إلا عند الحاجة، ولا يحملَ نفسه ما لا يقدر على سداده.

فإذا استدان وثَّق ذلك في كتاب، وضمنه وصيته؛ لئلا يفجأه الموت وحقوق الناس في ذمته لا يعلم بها إلا هو.

ثم يجتهد في السداد ولو ضيق على نفسه وولده، فمنعهم ما زاد عن ضروراتهم وحاجاتهم من النفقات، وترك التوسعة عليهم حتى يقضي ما للعباد في ذمته، ويسأل الله تعالى المعونة على ذلك؛ ومن صدق في ذلك أعانه الله تعالى، ومن استعان بالله تعالى أعانه على ما يثقله؛ فإن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:10


اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:10


وروى جابر رضي الله عنه فقال: "توفى رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطى، ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حقَّ الغريمِ وبَرئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن بردت عليه جلده" رواه أحمد.

ولما فتح الله تعالى على المسلمين الفتوح، واغتنوا بعد الحاجة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي مما أفاء الله تعالى عليه ديون الدائنين ويصلي عليهم، وكان هذا الفعل منه عليه الصلاة والسلام سنة لمن بعده من الخلفاء والأمراء أن تقضى ديون المدينين من بيوت المال، روى أبو هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين، فيسألُ: هل ترك لدينه فضلا؟ فإن حُدِّث أنه ترك لدينه وفاء صلى، وإلا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم، فلما فتح الله عليه الفتوح قال عليه الصلاة والسلام: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته" رواه الشيخان.

قال العلماء: في هذه الأحاديث إشعار بصعوبة أمر الدين، وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة، وإنما ترك الصلاة على المدينين ليحرض الناس على قضاء ديونهم في حياتهم، ويبرئوا ذممهم من حقوق الناس؛ لئلا تفوتهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليهم.

وقد يَحبس الدينُ صاحبه عن دخول الجنة مع استحقاقه لها برحمة الله تعالى؛ كما جاء في حديث سمرة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فقال: هاهنا من بني فلان أحد؟ ثلاثا، فقال رجل: أنا، فقال: إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينه" رواه أحمد، وفي رواية لأبي داود قال عليه الصلاة والسلام: "إن صاحبكم مأسور بدينه".
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه".

وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول" رواه أحمد.

وبلغ من خطورة الدين أن الشهيد الذي بذل نفسه وربما ماله في سبيل الله تعالى لا تسقط عنه أموال الناس، بل تبقى في ذمته بعد استشهاده، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الجهاد، ورغبهم فيه، وحثهم عليه، فقال رجل: "أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك" رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.

وجاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" وفي رواية: "القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين" رواه مسلم.

وعن محمد بن جحش رضي الله عنه قال: " كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته ثم قال: سبحان الله! ماذا نُزِّل من التشديد؟ فسكتنا وفزعنا، فلما كان من الغد سألته:يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نُزِّل؟ فقال: والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أُحييَ ثم قتل، ثم أُحييَ ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه" رواه النسائي.

ومن كان للناس عليه حقوق كان وفاؤه يوم القيامة من حسناته وسيئاته، وفي حديث المفلس: أن من أسباب إفلاسه يوم القيامة: وأخذ مال هذا، وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات" رواه أحمد.

وإذا عزم المسلم على وفاء ما عليه من ديون، وأداء ما عليه من حقوق؛ فإن الله عز وجل يكون معه في ذلك، ويعينه عليه وييسره له مهما كثر ما عليه، ولا سيما إذا كانت ديونه عن ضرورة أو حاجة من نفقات واجبة أو مستحبة. بخلاف من يستدين من غير حاجة، أو لأجل المفاخرة بكماليات زائدة عن حاجته، وأقبح منه من يستدين لفعل محرم فإنه لا يعان على سداد ما عليه، عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله تعالى" رواه ابن ماجه, وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يَدَّان دينا فعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه" رواه النسائي.

ومن قبيح الفعل، وعظيم الإثم: أن ينوي المستدين حال استدانته الغدر بأخيه، وعدم الوفاء له، وكم في هذا الفعل من دناءة وخيانة؟! ومقابلة إحسان أخيه إليه بإساءته هو له؟! وكم فيه من إغلاق لأبواب البر والخير بين الناس؟! ولا يفعل ذلك إلا من ضعف دينه، وذهبت مروءته، وانحطت أخلاقه.

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

17 Oct, 19:10


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*القرض والدين(2) خطر الدين*
*للشـيخ / إبراهـيــــم الحـقـــيــل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين؛ خلق عباده فضرب آجالهم، وقدر أرزاقهم، فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الرُّوم:40]

نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم؛ فما من سراء إلا وهو مانحها، ولا من ضراء إلا وهو كاشفها (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل:53]

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ فارق الدنيا حين فارقها ولم يخلف مالا ولا متاعا، ودرعه مرهونة عند يهودي في شيء من شعير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزُّمر:10].

أيها الناس: فاوت الله عز وجل بين عباده في المال والجاه والقوة، وجعل بعضهم في حاجة بعض، فالأقوياء والأغنياء محتاجون إلى الضعفاء والفقراء؛ لإدارة ممالكهم، وتشغيل مصانعهم، ونماء تجاراتهم. والضعفاء والفقراء محتاجون إلى الأقوياء والأغنياء لتشغيلهم وإدارتهم، وتحصيل أرزاقهم منهم، وهكذا جعل الله تعالى رزقه دولة بين الناس يتداولونه بأنواع من الزراعة والتجارة والصناعة والإدارة وغير ذلك.

ومن طبيعة البشر أنهم لا يبذلون المال بلا عوض، ولا ينفقونه من دون عوائد دنيوية أو أخروية يرجونها من وراء إنفاقهم (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) [النحل:71].

ولما كان حال الناس كذلك؛ شرع الله تعالى لهم من الأحكام الشرعية المباحة ما يكون عونا لهم على تبادل المال من البيع والشراء والهبة والإهداء والصدقة والقرض الحسن وغير ذلك مما هو عوض عن التبادل المحرم من الربا والرشا والاحتكار والسرقة والغصب والنهبة وغير ذلك.

والفقير قد يحتاج إلى المال في وقت لا يجده، والغني قد لا يجد من يشتري بضاعته بالعاجل، فأحل الله تعالى المداينة بين الناس، وبيع حاضر بآجل، وفق شروط وضوابط تسد حاجة المحتاجين، وتمنع الوقوع في الحرام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) [البقرة:282] وبفضل هذا التشريع العظيم يسد الفقراء حاجاتهم المستعجلة، ويروج التجار بضائعهم الكاسدة، وتدور الأموال بين الناس.

والقرض الحسن له منزلة من الدين عظيمة، وقد رتب عليه عظيم الأجر والثواب باحتساب إقراضه لأخيه من الصدقات مع أنه لا ينقص من ماله شيء، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة.

ولما كان المال عزيزا على الناس، يعدلونه بنفوسهم، ويستهلكون في تنميته جهدهم وأوقاتهم، ويدافعون عنه بأرواحهم، ومن قتل دون ماله فهو شهيد كما أن من قتل دون نفسه فهو شهيد؛ فإن الشريعة الغراء شرعت ما يحفظ لأهل الحقوق حقوقهم بعقود يجب الوفاء بها، ويعاقب من أخل بها بعقوبات في الدنيا والآخرة.

وبسبب محبة المال، والخوف عليه من الضياع؛ قد يحجم الدائنون عن الدين، والمقرضون عن القرض؛ لما يجدونه من استهانة المدينين والمقترضين بحقوقهم، ومماطلتهم في تسديد ما عليهم، فتغلق أبواب من المنافع والمصالح بين الأغنياء والفقراء، وتزول ثقة بعضهم ببعض، لأجل ذلك جاء في الشريعة وعيد شديد في حق من يضيع حقوق الناس، ويأكل أموالهم بالباطل، وتواردت النصوص على ذلك، وحذرت من التوسع في الدين والقرض لمن لا يجد سدادا فيحمل نفسه ما يعجز عن سداده، ولا يعذر بذلك، بل يبقى في ذمته حتى بعد موته، وقد يحبس عن الجنة بسبب ما عليه من الحقوق.

وبلغ من تشديد النبي صلى الله عليه وسلم في حقوق الناس أنه كان في أول الإسلام يترك الصلاة على من عليه دين ليس له وفاء؛ كما روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليصلي عليها فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتي بجنازة أخرى فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا على صاحبكم، قال أبو قتادة: علي دينه يا رسول الله، فصلى عليه" رواه البخاري.

9,591

subscribers

2

photos

83

videos