على الرغم من تلك السنين القليلة التي عاشتها سيِّدةُ النساءِ في دنيانا هذه، فإنَّها قدَّمت للعالم كنوزًا أخلاقيَّة وعباديَّة عظيمة أصبحت محلَّ اقتداء وتأسٍّ للنساء والرجال على مرِّ العصور والدهور، فلو تأمَّلنا تاريخ حياتها الوضَّاء لوجدنا فيه قبساتٍ عظيمةً تُنير دروب السالكينَ، وتعكس جوانب الرقيِّ الإنسانيِّ الأخلاقيِّ، مُعطيةً أروع صور البذل والعطاء والإيثار التي تتجلَّى في رأفتها (عليها السلام) بالمسكين، وعطفها على اليتيم، واهتمامها بالأسير، وتصدُّقها بثوب زفافها ليلةَ عرسِها على فتاة فقيرة من الأنصار، وطحنها الحَبَّ من الحنطة والشعير لفقراء جيرانها الذين يعجزونَ عن الطحن، واستقائِها الماء بقِربة وحملها إيَّاه لضعفاء جيرانها من الذين لا يتمكَّنونَ من الحصول على الماء، وتتعدَّد هذه المواقف الجليلة مُبيِّنة أسمى معاني الإنسانيَّة التي تنبثق من الإحساس بمعاناة الآخرين، والشعور بالمسؤولية تجاههم.
ونحن المُحبُّونَ سيِّدة النساء (صلوات الله تعالى عليها) حريٌّ بنا أن نقتديَ بها، ونسيرَ على خطاها، فننظرَ بعينِ الأخوَّة والتكافل والعون إلى الذين يعانونَ من أهالينا أهالي لبنان الأعزَّاء الذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك منازلهم وأهليهم والنزوح طلبًا للأمان، ونهبَّ إلى مُساعدتهم وتلبية احتياجاتهم رافعينَ شعار الواجب الدينيِّ والإنسانيِّ الذي عبَّدت طريقَهُ حملةُ (مُغِيثٌ لَهُمْ) المُباركة التابعة لفريق يُحبُّهم ويُحبُّونَه الثقافي التي تُعنى بتأمين الدعم المادي لهؤلاء الأعزَّاء، فنُساهمَ في إغاثتهم غير مستصغرينَ ما ننفقه في سبيلهم، فرُبَّ نفقةٍ يسيرةٍ تكون عند الله عزَّ وجلَّ بنِيَّة صاحِبها عظيمة!
✍️ فريق يحبُّهم ويحبُّونَه الثقافي
https://t.me/youhebahm313