:
❂ يُحدّثُنا كافورُ الخادم يقول (كانَ يونسُ النقاش (أحد أصحاب إمامِنا الهادي) يَغشى سيّدنا الإمام الهادي صلواتُ الله عليه ويخدِمُهُ، فجـاءَ يونس يَوماً يَرعدُ، فقال للإمام: يا سيّدي أُوصيكَ بأهلي خيراً. فقـالَ لهُ الإمـامُ عليهِ السلام وما الخَبَـر؟ قـال يُونس عَزمتُ على الرحيل قـال الإمام وهو يبتسّم ولِمَ يا يُونس؟ قـال يُونس وجّهَ إليَّ ابنُ بُغا (أحد قواد المُتوكّل العبّاسي) بفُصٍّ ليسَ لهُ قيمة (أي أنّهُ فصٌّ ثمين جدّاً لا يتمكّن مِن تَحديد قيمته) فأقبلتُ أنقُشُهُ فكسرْته باثنين! ومَوعده غــد، وهو (موسى بن بُغا) إمَّا ألفُ سَوطٍ أو القتْل..! فقـال الإمامُ عليهِ السلام امْضِ إلى مَنزلكَ إلى غد فما يكونُ إلّا خيرا فلمَّا كانَ مِن الغَـد وافـاه بُكْرة (أي صباحاً) يَرعَد خائفاً فقـال للإمام: قد جاءَ الرسولُ يلتمسُ الفُصَّ فقـال الإمام: امْضِ إليهِ فلنْ ترى إلاَّ خَيرًا قـال يونس: وما أقولُ لهُ يا سيّدي..؟ فتبسَّم الإمام وقـال: امضِ إليهِ واسمعْ ما يُخْبِركَ بهِ، فلا يكونُ إلّا خيراً. فمَضى يونس وعاد، وقـال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمنَ.. فيُمكنُُكَ أن تَجعلَهُ فُصّين حتّى نُغنيـك؟ فقـالَ الإمامُ عليهِ السلام: الَّلهُمَّ لكَ الحمدُ إذْ جَعَلتنــا ممَّن يحمَدُك حَقَّــاً، فأيُّ شيءٍ قُلْتَ له؟ قــال يونس: قلْتُ لهُ: أمهلني حتَّى أتأمَّل أمْره؟ فقــال عليهِ السلام: أصبتْ) [بحار الأنوار-ج50]
[توضيحات]
موقفٌ عصيب جدّاً مَرَّ بهِ يُونس النقّاش ولكن بِمُجرّد أن تَوجّهَ إلى إمامِ زَمانِهِ وأخبرهُ بالحال انكشفتْ كُربتُهُ وعادَ مَسروراً ثَلِجَ الفؤاد وهذا دَرسٌ لنـا نَحنُ الشيعة أن نَتوجّهَ لإمامِ زمانِنا في كُلّ أحوالنا في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة كما في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة إذْ نقول (ومُقدّمُكم أمامَ طَلِبَتي وحَوائجي وإرادَتي في كلِّ أحوالي وأُموري..)
إمامُ زمانِنا هُو كهفُ الأمان وسفينةُ النجاة كما نُخاطبُهُ صلواتُ الله عليه في زيارتِهِ الشريفة في يوم الجمعة: (السلامُ عليكَ يا سفينة النجاة، السلامُ عليكَ يا عين الحياة) وبإمام زمانِنا وحدهُ دُونَ سِواه تُكْشَفُ هَذهِ الغُمّةَ عن هذهِ الأُمّة، كما نقرأ في دُعاء العهد الشريف (الَّلهُمَّ اكشفْ هذهِ الغُمَّةَ عن هذهِ الأُمةِ بحُضُورهِ..)
●➼┅═❧═┅┅───┄