🔻شرح المقرر الثامن🔻
بَابُ الأَفْعَالِ
📌الفعل ثلاثة أقسام:
1⃣أوَّلُهَا: الفعل الماضي، وهو ما دلَّ على حصولِ شيءٍ قبل زمن التَّكلُّم، نحو ﴿أضاعوا ﴾ في قوله تعالى:﴿أَضَاعُوا الصَّلاة﴾.
2⃣والقسم الثَّاني: الفعل المضارع، وهو ما دلَّ على حصولِ شيءٍ في زمنِ التَّكلُّم -وهو الحاضر-, أو بعده -وهو المُستقبل-دونَ طلبه، ومنه (يحافظون﴾ في قوله تعالى:﴿وَالذين هُم على صلاتِهم يحافظون﴾.
3⃣والقسم الثَّالث: فعل الأمر، وهو ما دلَّ على حصولِ شيءٍ بعد زمنِ التَّكلُّم مع طلبه, نحو ﴿أقِم﴾في قول الله تعالى:﴿أقِم الصّلاة﴾.
📌أحكام الافعال:
1⃣( الفعل الماضي) مفتوح الآخر أبداً؛ أي مبنيٌّ على الفتح دائماً، إمَّا لفظاً نحو "حفظَ", أو تقديراً نحو"دعا" وَ "قالوا" وَ "سمِعنا"، فهُنا بناؤُها على الفتح تقديراً.
2⃣أمَّا (فعل الأمر) فمبنيٌّ على السُّكون دائماً، وعبارةُ المُصنِّف في قوله: (وَالْأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَدَاً) موافقةٌ لقولنا: مبنيٌّ على السُّكون أبداً, وإنَّما جرى في ذلك على عرف الكوفيين الذين يلحقون الأمر بالفعل المضارع،
فحكم الأمر البناءُ على السُّكون دائماً
✏️إمَّا لفظاً مثل: "احفَظْ", أو تقديراً كما في "أقبلَنَّ", وَ"اسعَ" وَ "افهمَا", فإنَّه يُقدَّر على الفعل فيها,
فإنَّه يُقَدَّر على الفعل إذا اتصلت به نون التَّوكيد، أو كان مضارعه مُعتلَّ الآخر، أو من الأمثلة السِّتَّة, ويُبنى في الثاني ("اسعَ" ) على حذف حرف العِلَّة، ويُبنى في الثَّالث ("افهما") على حذف النُّون.
👈🏽ويُعلم بهذا أنَّ (الماضي والأمر) حكمهما البناءُ دائماً، فهُمَا مبنيَّان.
3⃣وأمَّا (الفعلُ المضارع) فإنَّه يدخله الإعراب كما سبق، ولذلك يكون:
🔸مرفوعاً بالضمَّة, 🔸ومنصوباً بالفتحة, 🔸ومجزوماً بالسُّكون, أو بحذف حرف العِلَّة, أو بحذف النُّون بحسب مقامه،
👈🏽فالفعل المضارع حكمه الإعراب وهو مرفوع أبداً ما لم يدخله ناصبٌ أو جازمٌ، فإذا دخله ناصبٌ أو جازمٌ نقلاه عن أصله وهو الرَّفع.
📌قال المصنف رحمه الله:
فَالنَّوَاصِبُ عَشَرَةٌ؛ وَهِيَ أَنْ, وَلَنْ, وَإِذَنْ, وَكَيْ, وَلَامُ كَيْ, وَلَامُ اَلْجُحُودِ, وَحَتَّى, وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ, وَالْوَاوِ, وَأَوْ.
👈🏽و"لامُ كي" تُسمَّى عند النُّحاة "لامَ التَّعليل"، وأُضيفت إلى "كي" لأنَّها تَخْلُفُهَا في إفادة التَّعليل، فإذا رفعت "كي" ثُمَّ وضعت "اللَّام" محلَّها وقعت موقعها,
وقد تكون للعاقبة أو زائدةً للتَّعليل وتعمل عملها.
👈🏽والمراد بـ"لام الجحود" لام النَّفي، وضابطها أن تُسبق بـ"ما كان", أو "لم يكن".
👈🏽وقوله: (وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ, وَالْوَاوِ, وَأَوْ) أراد الفاءَ والواو الواقعتين في أول الجواب، ففي ظاهر عبارته قلب، فالناصبتان هما الواو والفاء الواقعتان في أول الجواب؛ وليس الجواب بالفاء والواو.
🔸ويُشترط في الفاء أن تكون للسببيَّة، وفي الواو أن تكون للمعيَّة, فتفيد الفاء سَبَبِيَّةً، وتفيدُ الواو معيَّةً، وإنَّما يكون المضارع في الجواب منصوباً بها -أي بالفاء والواو- إذا جاء بعد نفي أو طلب, والطَّلبُ ثمانيةُ أشياء: هي الأمرُ, والنَّهي, والدُّعاء, والاستفهام, والعرض, والحض, والتمنِّي, والرَّجاء.
👈🏽ويُشترط في «أو» النَّاصبة أن تكون بمعنى «إلا»، أو تكون بمعنى «إلى».
📌قال المصنف رحمه الله:
وَالْجَوَازِمُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ؛ وَهِيَ لَمْ, وَلَمَّا, وَأَلَمْ, وَأَلَمَّا, وَلَامُ اَلْأَمْرِ وَالدُّعَاءِ, وَ(لَا) فِي اَلنَّهْيِ وَالدُّعَاءِ, وَإِنْ, وَمَا, وَمَنْ, وَمَهْمَا, وَإِذْمَا ، وَأَيٌّ, وَمَتَى, وَأَيْنَ وَأَيَّانَ, وَأَنَّى, وَحَيْثُمَا, وَكَيْفَمَا, وَإِذًا فِي اَلشِّعْرِ خَاصَّةً.
🔷وهذه الجوازم على قسمين:
1⃣القسم الأول: ما يجزمُ فعلاً واحداً, وهي: لم ولمَّا، وألم وألمَّا، ولام الطَّلب, ولا التي للطَّلب، والطَّلب يجمعُ الأمر والنَّهي والدُّعاء.
2⃣والقسم الثَّاني: ما يجزم فعلين, وهي بقية الجوازم التي ذكرها، ويُسمَّى الأول فعلَ الشَّرط, ويُسمَّى الثَّاني جوابَ الشَّرط.
👈🏽وقوله: (وَإِذًا فِي اَلشِّعْرِ خَاصَّةً)؛أي ضرورةً لا اختياراً، في الشِّعر دون النَّثر.
ومنع البصريون الجزم بها وهو الصَّحيح، فلا تُعدُّ من عوامل الجزم.
👈🏽ومما يُنبَّه إليه أنَّ الهمزة في "ألم وألمَّا وألنْ" هي زائدةٌ , وأصلها "لم ولمَّا ولن" وهي همزةُ الاستفهام.
وتعديدُ الجازم بإدخالها لا معنى له، لإمكان زيادتها في غيرها من الجوازم, والأولى تركُ إدخالها وتجريدُها من ذلك لئلا يُكَثَّر العَدُّ.
📎وفائدة معرفة النواصب والجوازم أن ورود أحدها يخرج المضارع عن أصله وهو كونه مرفوعاً الى النصب أو الجزم .