فأهلي صابرون على الزمان كأمِّه..
لكنّني وأنا أقل الناس صبرا
سوف أمدحه وأمدحُ الانتظارَ على مرارة طعمِهِ..
فمرارةُ الصبر التي هي مضربُ الأمثال
مرجعُها إلى أنّ انتظار المرءِ يجعل عمره صوما
فيطلب أن يعوضه الزمان بجنَّةٍ عن صومِهِ..
والدهر ليس جنائنيا
لا ولا غرس النوى من علمِهِ..
من كان ذا حلمٍ وطال به المدى فليحمِهِ..
وليحمِ أيضا نفسه من حلمِهِ..
فالحلم يكبرُ أشهرا في يومِهِ..
ويزيدُ دينَ الدهر حتى يستحيلْ..
فإذا استحالَ ترى ابنَ آدم راضياً
من أيِّ شيءٍ بالقليلْ..
لا تقبلوا بالقبح يا أهلي
مكافأةً على الصبر الجميلْ..
فالصبر طول الدهر خير من خلاصٍ كاذب
ما فيه من صفة الخلاص سوى اسمِهِ..
-تميم البرغوثي