إليكَ وحدك،
من تُعيد صياغة قلبي كأنه خريطة جديدة، تتبدل فيها قمم الشوق بانحناءاتٍ لا ترحم، وتتسع هاويات الحنين لتغرقني في أعماقٍ لا قرار لها.
أخطُّ لك رسالتي بدماءٍ تضِّجُ في عروقي، وتحتضن نبضاتك كما لو كانت الحياة لا تبدأ إلا حينما تطوف بي صورتك، كل كلمة هنا تتنفس بشغفٍ، كأنَّ أصابعي تستقي من ظلالك دفء الوجود.
الكتابة أصبحت طقسي المقدس، كل حرفٍ ينساب من قلبي كرحيقٍ نادر لا يُفنى؛ هل تدرك أنكَ في كل زاوية من عالمي؟
ليس ضوء الشمس الذي يتسلل إلى نافذتي بل دفء حضورك الذي يطاردني، ليس حفيف الأوراق بل إيقاع خطواتك الذي يغمر مسامعي، وكأنَّ الكون كله يتآمر ليسكب في أذني همساتك ويزرعها في أحشاءِ ذاكرتي، حتى الهواء الذي أتنفسه يعيد لي شذراتٍ من عطرك، يهمس لي أنك هنا، ولو بعدت آلاف الأميال.
في غيابك يتشَّوه الكون؛ ليلٌ أكثر سوادًا، نهارٌ يثقل كاهله، كأن العالم كله ينتظر، لا يتحرك حتى عودتك، لكنني لا أخشى، شوقي إليك ليس ضعفًا، رغبتي فيك هي الجسر الذي لن ينكسر مهما تكاثرت العواصف؛ أنت الحضور المستمر حتى في غيابك.
أحيانًا حين أغمض عينيَّ، أسرق منك لمسة روح، طيفاً من غيابك يتحول إلى طيفٍ من الحضور، لا أفهم تلك المشاعر المتداخلة إلا حين أحاول فهمك، لستَ مجرد عشقٍ، بل تمثالٌ يتنفس، عشقٌ لا يتقادم، وجهٌ لا يغيب.
مع كل ذكرى لك، تنبت في روحي أجنحة من الفولاذ، جسورٌ تمتد بيني وبينك بقوةٍ لا تلين، تتحدى المسافات وتكسر الغياب؛ أنت الإكسير الذي يوقظني من سُباتِ الأيام الباردة، وفي كل لحظة تحيا في فكرتي، تعيد إليَّ الحياة من جديد.
إليك وحدك…
إلى من لا يعرف النسيان طريقاً إلى قلبي:
“سأظل أحبك حتى تتوقف الأرض عن الدوران.”
#إلى_سيد_قلبي
#إلى_من_يهمه_الأمر
#مبتغى_محمد