وأسوأ من ذلك أن تنكر على من أخذ بالعزيمة وأنكر ذلك المنكر!
أمر عجيب والله، ياله من زمان الغرائب! تدع المنكر الصريح القبيح وتنشغل بالإنكار على من أنكر؟!
اصمت خيرٌ لك، إن جبنت.
هذا من إلباس العجز والكسل والخور جُبّة الحكمة، فيخرج ليخاطب الناس بحكمته، والناس يضلون بصمت أهل الفضل عن الإنكار.
وتأثير ضلال السلطة شديد على المجتمعات، فالناس على دين ملوكهم.
وهذا من الإفك والبهتان على مذهب السلف، فالسلف لم يكونوا يسكتون عن منكر عام، نعم لهم مسالك في توجيه النصح للسطان (الشرعي) مختلفة وليست ضرباً واحداً فأحياناً يعلنون وأحياناً يسرون حسب المصلحة التقديرية، هذا أمرٌ آخر.
أما المنكر العام وإنكاره لئلا يضل الناس فهذا منطوق القرآن، ومربط خيرية هذه الأمة، والذي لولاه لمُسخ الدين في الناس كما لُعن بنو إسرائيل الذين كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، وسبحان الله أن يأتي زمان تبين للناس ضرورة هذا الأصل العظيم في الدين!
ومن هنا تعلم لماذا ارتفع شأن الإمام أحمد في الناس، فقد قام مقاماً عجز عنه أكثر أهل زمانه فحفظ الله به الدين من تغول السلطة وتحريفها كما حرفت الرومانية المسيحية من قبل.