دخلَ النبيُّ ﷺ مكةَ وهو مطأطِئُ الرأسِ تواضُعًا وخشوعًا للهِ، وذلك لأنه خرَجَ منها متخفيًا طريدًا، ورجَعَ إليها سيدًا فاتحًا، مع كثرة الأتباع، وأخرج ابن إسحاق -وعنه ابن المبارك في (الزهد)- قال محمد بن إسحاق: «حدثني عبد الله بن أبي بكر، وابن أبي نجيح، ويحيى بنُ عبادٍ، قالوا: أقبَلَ رسولُ الله ﷺ حتى وقف بذي طَوًى، وهو مُعْتَجِرٌ ببُرْدٍ حِبَرَةٍ، فلما اجتمعت عليه خيولُهُ ورأى ما أكرَمَهُ الله به، تواضَعَ لله حتى إن عُثْنُونَهُ لَتمَس واسطةَ رَحْلِهِ».
وروى البيهقي؛ من حديث جعفر بن سُلَيمان، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: «دخَلَ رسولُ اللهِ ﷺ مَكَّةَ يومَ الفتحِ وذَقَنُهُ على رحلِهِ متخشِّعًا».
التفسير والبيان لأحكام القرآن (٧٠/١)
✧ t.me/Tarifiabdulaziz