يُجمعُ السلفُ على أن الجنةَ والنارَ لا تَفْنَيَانِ، وإِنمَا ثَمةَ كَلامٌ قليلٌ لبعضهم في فناءِ النار، وقد ذكَرَ الله أبديةَ النارِ في مواضع من کتابِهِ عز وجل؛ قال تعالى: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى﴾، وقد صح الحديثُ بالإتيانِ بالمَوْتِ في صورة كبشٍ أملَحَ، فيُذبَحُ بين الجنةِ والنار، والقولُ بفَنَاءِ الجنة أعظَمُ مِن القول بفناء النار، وقد جزَمَ أحمدُ بن حنبلٍ بكفرِ من قال بفناء الجَنةِ خاصةً؛ كما في رسالتِه إلى مسدَّد.
المغربية في شرح العقيدة القيروانية (صـ٢٠٦.٢٠٥)
✧ t.me/Tarifiabdulaziz