تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

@tadaburbridges


جمع تدبر القرآن الكريم للمهندس فاضل سليمان

t.me/tadaburBridges


بوت التواصل
@Tadabur_bot

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:33


بعدها سورة النساء

https://youtube.com/playlist?list=PLukAHj56HNKZY5swarKIstifWY0wf5V_b&si=1fzfK0VBiGwLmGr3

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:32


انتهت سورة آل عمران بفضل الله

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:32


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا) الصبر على كل ما ورد في السورة من أوامر ونواهي، وعدم التعامل بالربا، العفو عن الناس، وكل ما ورد، الجهاد في سبيل ﷲ للدفاع عن المظلومين، ولأن الحق يحتاج إلى سيف يحميه، كل هذا صبر، مطلوب منك أن تصبر على أمر الله ونواهيه! لكن الكفار أيضاً سيصبرون في القتال، هل ملّوا بعد بدر ؟! ألم يخرجوا في أحد، وأصروا أن يُقاتلوا؟! فماذا نفعل إذا صبر الكفار؟! (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) المصابرة على وزن مفاعلة، أي الفعل من الطرفين، فإذا صبروا هم فاصبروا أنتم أيضاً، استمروا في الصبر وصابروا، كونوا واعيين ومستعدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا) المرابط: هو الممسك سلاحه وفي وضع الاستعداد، فإذا بدأ العدو بالحرب يتمكن من الرد فوراً. رباط الخيل أي أماكن الخيول، الخيول مربوطة فيها ومستعدة في أي لحظة، فيكون الرباط هو الاستعداد للعدو طوال الوقت، مثل الفلسطينيين الذين في المسجد الأقصى ليل نهار، اسمهم المرابطين، هم لن ينتظروا حتى يهدم الصهاينة المسجد الأقصى ثم بعدها يتحركون، كلا، هم هناك واقفين للدفاع عنه بأرواحهم، يناوبون في الدفاع عنه ليل نهار (وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠) اتقوا ﷲ، قلنا إن الأمر بالصبر والتقوى هما مفتاحي الانتصار، كونوا دائماً حذرين من أن تقعوا في معصية ﷲ، لعلكم تفلحون وتنجحون وتعود عليكم تضحياتكم بالثواب والأجر.
وبذلك تم بفضل ﷲ ختم تدبر سورة آل عمران بما فيها من وقفات تربوية وإيمانية عظيمة جداً، فإن كان خيراً فمن ﷲ، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:32


(لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٩٧)

النبي ﷺ لا يغتر ولا يغره شيء، والكلام موجه للمسلم من خلال توجيهه للنبي ﷺ، إياك أيها المؤمن أن تنخدع عندما ترى الذين كفروا يتنقلون هنا وهناك (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ) تنقل في تجارة، وتنقل في حروب، وتنقل في أساطيل، فهم يتقافزون من مكان إلى مكان، وفي جيوش وفي بنوك، إياك أن تظنّ أن الله ينصرهم بذلك، كلا هذا متاع قليل (مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) سيحاسبهم الله على كفرهم وعلى ظلمهم، إياك أن يغرك حالهم، فهذا استدراج!

(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (١٩٨)

الذين اتقوا ﷲ، حتى لو لم يروا انتصار الإسلام في الدنيا، وماتوا أو قُتلوا فهم خالدين في جنات تجري من تحتها الأنهار. مصعب بن عمير مات في أحد، وحمزة بن عبد المطلب مات في أحد، كل الذين قتلوا في أحد، وكل الذين قتلوا في بدر، لم يروا تأييد ﷲ للمسلمين في الأحزاب، ولم يشهدوا فتح مكة، ولم يشهدوا فتح الروم وفارس، لكن الأفضل هو ما عند الله، كان سيسرهم لو رأوا هذه الانتصارات، ولكنهم فيما هو أفضل من ذلك كله (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) ما عند الله خير من كل ما فاتهم، وتتمنى لو أنهم يروك الآن، ومن قال أنهم لا يرونك الآن؟! ومن قال أنهم ليسوا سعداء؟! ولكن ما هم فيه خير لهم.

(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩٩)

بما أننا تحدثنا عن أهل الكتاب، الذين كفروا وكتموا الحق، فالإنصاف يدعو الكلام أيضاً عن أهل الكتاب، الذين آمنوا بالنبي ﷺ وبالقرآن، ولم يكتموا ما أنزل الله عنه في كتبهم، بل كانت هي سبب إيمانهم به، وحتى اليوم لا نعني من أسلم من يهود المدينة، عبد الله بن سلام وأمثاله، ومن النصارى من أسلم، هو يقول أنني قرأت هذا في كتابنا، واقتنعت أن محمد هو -الباراكليت- أو المُعَزِّي، في الآيات التي تشير للرسول محمد ﷺ في كتبهم، وموجود إلى الآن. ماذا فعل هؤلاء؟! (لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) لم يقوموا بما قام به الذين باعوا دينهم مقابل ماديات الدنيا، أهل الكتاب الذين آمنوا هؤلاء لهم أجرهم عند ربهم (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) هذه الآية ترد على كلام يقوله الكثير من الكفار، أنه حتى لو كان كلام المسلمين صحيح، فأرني متى سيأتي الوقت الذي سيحاسبنا الله به؟! ولا يخافون من الحساب الذي يقولون عنه في يوم القيامة، سيكون هناك مليارات الناس، كيف سنحاسب كلنا؟! (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
سُئل الإمام علي بن أبي طالب كرم ﷲ وجهه، عن هذه الآية قال: [ كما رزق ﷲ العباد كلهم في وقت واحد، فهو قادر على أن يحاسبهم كلهم في وقت واحد ]
ثم تختم السورة بالأمر الأساسي الذي تكرر في السورة، بالصبر والتقوى، جاءت ثلاث مرات في آخر عشر آيات، تُكرر الآن ولكن بأسلوب آخر:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:31


(فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥) وعد الله الجنات التي تجري من تحتها الأنهار للذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم، الذين هاجروا إلى الحبشة والذين اضطروا للخروج من ديارهم إلى المدينة! فهناك هجرتين، وهناك فرق بين هجرة الحبشة والهجرة للمدينة، هجرة الحبشة كانت خطة استراتيجية من النبي ﷺ تدل على التفكير العبقري! لماذا؟! هل الأنبياء ممكن أن يقتلوا أم لا؟ طبعاً من الممكن أن يقتل، لأن هناك أنبياء قُتلوا، والوضع ازداد خطورة في مكة، وازداد التعذيب والقتل، فإن قُتل النبي ﷺ هو وأصحابه فإن الإسلام ينتهي، لأنه آخر نبي! وحفاظاً على دعوة الإسلام، قسَّم الرسول ﷺ المجموعة المومنة معه إلى نصفين، وأرسل نصفهم إلى مكان بعيد، في قارة مختلفة تماماً، بينهم وبينها بحر، والعرب لا يملكون أساطيل بحرية، أرسلهم عند ملك لا يُظلم عنده أحد كما وصفه النبي ﷺ، وأرسل مع هذه المجموعة موارد بشرية تؤهلها للاستمرار، إذا قُتل هو والمجموعة التي معه في مكة فلا يختفي الإسلام ولا يختفي التوحيد، معهم أشخاص متحدثين لبقين ومقاتلين وتجار وأغنياء ونساء وعلماء في القرآن، وأناس عندها القدرة على القيادة، وقال لهم لا ترجعوا حتى أرسل إليكم. فهؤلاء هم الذين هاجروا إلى الحبشة، وليس كما يُدرس للأطفال أنهم فروا بدينهم! من الذي يفر بدينه من بينهم؟! الزبير بن العوام؟! أم جعفر بن أبي طالب؟! هؤلاء فرسان ومقاتلين أشداء. النبي ﷺ كان عنده تفكير استراتيجي، نحن لم يقدم لنا إلا محمد النبي ﷺ، ولكن محمد المُفكر لم يقدم، وكأنه لم يكن يفكر أبداً! وهذا خطر جداً في الواقع، لأنه غير حقيقي. هو ﷺ كان يفكر ويجتهد، يجب أن ندرس كيف كان يفكر، فقسم المجموعة إلى مجموعتين، يكون فيها كل الموارد البشرية والمالية والإدارية بطريقة تؤهلها للاستمرار، ونشر دعوة التوحيد إذا قُتل هو من معه، فهذا تفكير رهيب. (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥) إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، بما أن اللفظ عام، فليس من الضرورة أن الذين هاجروا هم الذين هاجروا الحبشة، ولا أن الذين أخرجوا من ديارهم هم الذين أخرجوا من مكة إلى يثرب، بل الذين يهاجرون على مر الزمان، اللفظ عام، يقبل الهجرة من أجل العيش بحرية وممارسة دينهم والحفاظ عليه، وكي لا يؤذوا في سبيل ﷲ ويقاتلوا ويُقتلوا، كل هذا لا يضيع عند الله، ويُكفر سيئاتهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ولا يوجد ثواب في الدنيا أحسن من ثواب الله، والله عنده حسن الثواب، لماذا؟! لأنه قد يقول شخص: لو لم يخرجوا لما قتلوا كما قال المنافقون، ولكن ثواب الله هو أفضل الثواب (رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤) هذا وعد الله، فلا بد أن يؤتي الله الإنسان ما وعده في الدنيا.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:31


(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتِلوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥)

من هم الذين استجاب لهم الله؟! يقول الله عنهم (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) من هم؟ هؤلاء هم أولوا الألباب الذين رأينا صفاتهم وكيف أنهم يتضرعون إلى ﷲ، ويكررون النداء "ربنا" خمس مرات، ويطلبون أن يتوفاهم مع الأبرار، في الآيات ١٩٠ - ١٩٤ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) ما هي صفاتهم؟! (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) هم يذكرون الله على كل أحوالهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض، فينتج عن ذلك تضرع إلى الله، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) أعينهم على منصب يكونون فيه مع الأبرار (رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤) فكيف كانت استجابة ﷲ لهذه المناجاة وهذا الدعاء؟! (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) الفاء تفيد السرعة، لم يقل ثم استجاب، ثم معناها على التراخي، ذكر الفاء تفيد السرعة، فاستجاب لهم (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥) التدبر يقول: إذا أردت أن يستجيب الله لك فلا تكن غبياً وأعمل عقلك وكن من أولي الألباب، كيف ذلك؟! تفكر في خلق السماوات والأرض وكُن من الذين يذكرون ﷲ قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.
وبعد كل هذا تقول إحداهن: لماذا لا يستجب الله لدعائي؟! هل تظنين أنك جالسة في مطعم؟ وتطلبين طلبات، والطعام تأخر عنكِ؟! (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) لا بد أن يكون المسلم من الذين يُستجاب لهم من أولي الألباب، انظر للصفات التي يحبها الله، في الصالحين، وفي العلم، وفي أولوا الألباب، هل هذه الصفات متحققة فيك أم لا؟! هو يجلس ويقول لم لا يستجيب الله لي؟! كأنه في مطعم، ولم تصله الوجبة التي طلبها، فيتأمر على الناس في المطعم!
في بعض الأوقات تأتينا طريقة أسئلة غريبة جداً، منتهى الثقة في النفس، أنني أستحق أن يستجاب لي فوراً.
استجاب الله لدعائهم، وتوفاهم مع الأبرار، وغفر ذنوبهم وكفر عنهم سيئاتهم، وأدخلهم الجنة، أليس هذا معنى فاستجاب لكل هذه الدعوات، وأدخلهم الجنة. لماذا؟ لأنه لا يضيع ثواب أي إنسان (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ) لا يضيع ثواب أي عمل، لا تكتب أعمالك الصالحة بنفسك، لأنها كلها مسجلة عند الله، لاحظ أنه من نعم الله علينا أننا ننسى العمل الصالح، تخيل لو كل إنسان يتذكر كل عمل صالح قام به في حياته، وكل صدقة أعطاها، وكل آية قرأها في القرآن، لتوقف عن الأعمال الصالحة، ولشعر بالتكبر والغرور! لذلك الله ينسيك كي لا تتكبر، والله لا يضيع عمل كل إنسان سواء من ذكر أو أنثى، لا يوجد فرق بينكم بعضكم من بعض، أي كلكم تتساوون، وليس ثواب الرجل أكثر من المرأة، وهذا تمهيد لسورة النساء التي فيها أحكام المواريث، وفي أحكام المواريث سنجد فروق، سورة تنصف النساء اللواتي ظُلمن كثيراً. عند استحقاق الثواب لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة! هل تظنون أن هذا الكلام كان سهلاً على العرب؟ إن هذا ضد الطبيعة العربية والثقافة الذكورية تماماً، لكن الإسلام نزل لكي يغير المجتمع، فنحن اليوم نحاول أن نغير الإسلام ليصلح مع المجتمع، ولكن الإسلام هو الذي يغير ولا يتغير.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:30


فيديو ٨١٣ من مقاطع حظر التجول تدبر آل عمران حلقة ٥٥ الآيات ١٩٥ - ٢٠٠

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

22 Oct, 07:30


https://www.youtube.com/live/MkmFCURezLE?si=TgUxArb10vBPuuZa

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:35


انظر للآية (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) إن الله يعرف هذا، هم لم يأتوا بخبر جديد، ولكنهم يناجون الله، يكلمون الله، ونحن نفتقد هذه النقطة (رَّبَّنَاۤ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِیࣰا یُنَادِی لِلۡإِیمَـٰنِ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ) كل هذا مناجاة، وبعدها (رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَیِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبرار) وهو الدعاء.
(سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ ولم يحمَدِ اللهَ، ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ ﷺ فقالَ: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ، فقالَ: إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ) هذا هو أدب الدعاء.

إن كنت ستطلب من صديقك أن يقرضك بعض المال، هل سترسل له رسالة تقول له: أعطيني ١٠ آلاف جنيه؟! أم تقول له: السلام عليكم أخي فلان، أرجو تكون بخير حال، في الحقيقة لم أطلب منك شيئاً من قبل وتأخرت عني، فمن فضلك أن تقرضني ١٠ آلاف جنيه. يجب أن تتحدث معه في البداية قبل أن تقدم طلبك، فهل يعقل أن يفتح الرسائل ويجدك تطلب منه عشرة آلاف جنيه مباشرة!!
ولو تتبعنا كلمة ربنا في آل عمران، سنجدها أتت مع أولي الألباب دائماً بالطريقة التي يدعون ربنا بها، وتكررت أيضاً من مَن؟! من الراسخين في العلم، اقرأ الآيات ١٥ - ١٧ (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (١٥) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (١٧) هؤلاء هم من يدعون الله بنفس الطريقة، ومع الحواريين الذين آمنوا بعيسى بن مريم ﷺ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣) وفي آخر السورة تكررت كلمة ربنا خمس مرات، فقد تكررت مرات كثيرة جداً، أحد عشر مرة في سورة آل عمران، هذا دليل على أهمية التضرع والتذلل والشعور بالعبودية لله تعالى.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:35


أفضل ما عند ﷲ من ثواب هو للأبرار، جمع بار، لذلك طوال السورة يخاطب الله أولي الألباب ويخبرهم كيف يكونون من الأبرار، لذلك قال في الآية ٩٢ (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) ماذا يعني لن تنالوا البر؟! أي لن تستحقوا لقب الأبرار، أتت في أول السورة سيرة أولي الألباب، فكان هدفهم أن يكونوا من الأبرار، فأخبرهم الله أن لن تنالوا هذه المنزلة إلا بكذا وكذا. وفي نهاية السورة قال لهم (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)

(رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)

ركز هنا، لأن هناك من يمكن أن يقول أن هذا تضارب؟! لماذا؟ أين التضارب؟! يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا به عن طريق رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة، فأنت لا تخلف الوعد الذي وعدت به، أليس في هذا تضارب؟! لماذا يطلبون أن يؤتيهم ما وعدهم على رسله إذا كان لا يخلف الميعاد، أي الوعد؟ عندما تفكر تجدها غريبة! ما هو معناها؟ آتني ما وعدتني به، لأنك لا تخلف الوعد. عندما ترى تضارباً في القرآن، فاعلم أن هذا التضارب في عقلك! فهمك أنت هو الذي فيه تضارب، فهمك هو الذي فيه خلل، إياك أن تدع الشيطان يوهمك أنك تستطيع أن تجد خطأ في القرآن، شُكّ في عقلك، وشكّ في عقول الناس كلها، ولا تشُك أبداً في كلام ﷲ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إذن لنفهم هذه المعضلة، وهي ليست معضلة بالأساس! كيف أن أولوا الألباب يعلمون أن الله لا يخلف الميعاد، ويطلبون منه أن يوفي بوعده لهم؟ (رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤) ما هو هذا الوعد الذي وعدنا الله به؟! أن يدخل الناس كلها الجنة؟! كلا طبعاً، لم يعدنا الله أنه سيدخل كل الناس الجنة، الوعد هو أنه يُدخل من آمنوا وعملوا الصالحات الجنة، فأولي الألباب الذين قلوبهم متعلقة بالله ويعبدون الله ويخشون الله، فليس لديهم ثقة أنهم من أولوا الألباب! هل تظن أن أولوا الألباب يرون أنفسهم من أولي الألباب؟! كلا، بل على العكس، هم يرون أنفسهم عصاة وأنهم لا يستحقون، فيدعون ربهم أنه يكونوا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات الموعودون بالجنة، ويقولون: نعلم أنك لا تخلف الميعاد، وأنك ستدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة كما وعدت، فاجعلنا من الذين ستؤتيهم وعدك، وتوفنا مع الأبرار! أنا يهمني هنا طريقتهم في الدعاء، لماذا تكررت ربنا خمس مرات في هذا المقطع، لذلك هناك من يقول: قل كلمة "ربنا" خمس مرات قبل الدعاء، أنا لست مع هذه الطريقة لتدبر الدعاء، فقد ذكرت كلمة ربنا تقريباً أحد عشر مرة إلى الآن، وكانت على لسان أولوا الألباب أولاً، مع أنه لم يكن وراء كل مرة قالوها دعاء مباشر، وأنا لست مع هذه الطريقة في فهم القرآن، إن تكرار كلمة ربنا كثيراً يدل على أمر آخر، في الآية ١٩١ (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) وجاءت أيضاً في الآيات ٧ - ٩ (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) هم لا يفترون عن استخدام كلمة ربنا، وهذا دليل على أدب الدعاء، دليل على التضرع والتذلل لله وإظهار العبودية لله، لأن العبودية هي التي تطهرك وتحررك من العبودية لكل شيء آخر، لأن العبودية لله هي التي تحررك من الشهوات وتحررك من العبودية لكل شيء آخر، هذه السجدة التي تسجدها لله تمنع عنك أن تسجد لآلاف الطغاة، عبوديتك لله هو ما يحررك من العبودية للطغاة والمجرمين والظالمين وللشهوات ولماديات.

لاحظ أن استخدام كلمة ربنا عند أولي الألباب ليست دائماً في الدعاء، عندما يقولون (رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ) هذه تسمى مناجاة، ثم (فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ) دعاء، لكنهم أولاً قالوا لله: ربنا ما خلقت هذا باطلاً، هل الله لا يعلم هذا؟! طبعاً هو يعلمه، ولكن هذه مناجاة، قبل الدعاء يجب أن يكون هناك مناجاة، نحن نرفع أيدينا ونطلب فوراً، وهذا خطأ، يجب أن نرفع أيدينا ونكلم الله دائماً قبل الدعاء.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:35


ونتيجة الانشغال العقلي والقلبي، ماذا قالوا؟ (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) يا رب لا يمكن كل هذا الخلق والإتقان وهذا الاتساع والتنوع أن يكون باطل، ما خلقت هذا باطلاً، ماذا يعني باطل؟ تتمة الآية ستخبرك (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) باطل يعني أن الحياة الدنيا هي كل شيء، ولا توجد حياة آخرة يحاسب فيها المصلح ويأخذ ثوابه، ويحاسب فيها المجرم ويأخذ عقابه ويعذب بجرائمه، هو هذا الباطل بعينه لو لم تكن هناك آخرة، فإذا قام الإنسان بإعمال عقله وفكر سيجد أن خالق السماوات والأرض متصف بالحكمة، وليس من الحكمة أنه يخلق مخلوقات قادرة على الاختيار بين العدل والظلم، وبين الإصلاح والإفساد، وبعد كل هذا يموت المصلح مظلوماً دون تكريم، ثم لا يكون هناك حياة أخرى يُكرم فيها، فيكون هذا باطل وظلم، ومن الظلم والباطل أن يموت المُفسد وهو مفسد، وقد أفسد حياة الناس وقتل وسرق وظلم، ثم يموت دون عقاب، ولم يعاقب في الدنيا. الباطل هو أن لا يكون هناك حياة أخرى يحاسب فيها ويعاقب ويعذب كما عذب الناس (ربَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

(رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢)

يا ربنا لا تدخلنا النار، فنحن نعوذ بك من الخزي، لأن من يدخل النار فقد أخزيته، والخزي عكس الفوز أي الخسارة، ونحن نبرأ إليك من الظلم والظالمين، لأننا نعلم أن الظالمين لن يساعدهم أحد يوم القيامة، فنعوذ بك أن نكون منهم، ونعوذ بك من خزي الآخرة، هذا معناه أن الظالمين لهم الخزي، وأن الله سيدخل الظالمين النار ويخزيهم.

(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣)

يا ربنا نحن سمعنا من نادانا للإيمان (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ) من هذا المنادي؟! معظم المفسرين قالوا النبي ﷺ لكن منهم من قال، بل هو القران، فلم يستمع الناس كلهم للنبي ﷺ ونحن لم نرَ النبي ﷺ إذن هذا المنادي الذي ينادينا للإيمان هو القرآن، وأنا لا أرى أن هناك فارق أصلاً، لأن النبي ﷺ هو مبلغ القرآن، فإذا بلغني القرآن الذي ينادي للإيمان فقد بلغني نداء النبي ﷺ فلا يوجد فرق أيضاً (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا) النبي ﷺ بلغنا هذا القرآن، فيكون هذا المنادي هو النبي ﷺ والمنادي هذا هو القرآن، وإذا كان هو القرآن فهو الله سبحانه وتعالى ينادي الناس للإيمان، كان أحد العلماء يقول: إني سمعت الله يقول (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا (١٩٣) ولم يقل ثم آمنا بل فآمنا، الفاء تفيد السرعة، بمجرد أن سمعنا المنادي ينادي للإيمان آمنا يا رب، دون تلكؤ ودون تأخير (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) قيل الذنوب هي الكبائر، والسيئات هي الصغائر، فيقولون يا رب اغفر لنا ذنوبنا -الكبائر- وكفر عنا سيئاتنا، لأن الله قال في سورة النساء (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١) إذا اجتنبتم الكبائر سنكفر عنكم سيئاتكم -الصغائر- لذلك عندما قالوا (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا) هي الكبائر التي ليس لها مكفرات (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) وكفر عنا سيئاتنا -الصغائر- جاء في الحديث (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ)

سؤال: لماذا هم يبالغوا في طلبهم، لماذا يسألون الله أن يغفر لهم كل شيء، لماذا ليس ٨٠% أو ٦٠% من الذنوب والسيئات؟! ألا يفترض أن يطلب الإنسان طلبات معقولة، لأنهم يطلبون أقصى شيء، بسبب ذكائهم لأنهم أولوا الألباب، والذي يتفكر في خلق الله، يعرف قدر كرم رب العالمين وعظمته، فإذا سألت عظيماً، فاسأل عظيماً! فلا تذهب إلى إنسان ملياردير، وتطلب منه عشر جنيهات! بل اطلب اقصى ما تستطيع، ولله المثل الأعلى (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) ما هو هدفهم؟ (وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) لينالنا الموت بعد أن ننال لقب الأبرار. لماذا الأبرار؟ في الآية ١٩٨ (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (١٩٨)

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:35


الآيات التالية تصف حالة أولي الألباب القلبية، فهم أولوا ألباب، عندهم عقل، وأولوا قلوب، ذاكرة لا تتوقف عن ذكر ﷲ.

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)

هل لاحظت تكرار كلمة ربنا؟! كم مرة تكررت كلمة ربنا في هذه الآيات؟! جاءت خمس مرات هنا، وجاءت عدة مرات في سور أخرى، وكذلك كلمة أولو الألباب، وسنتعلم منهم فن الدعاء.
أولاً نريد أن نعرف ما هو التحدي الذي يواجهني في حياتي، كإنسان مسلم؟! وأنا أريد أن أرضي ربي، في سورة البينة (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) أي خير المخلوقات، بهذا فهمت أنني ممكن أن أكون أفضل من البشر وأفضل من الحيوانات، لكن كيف أكون أفضل من الملائكة الذين يذكرون ﷲ بلا انقطاع، في سورة الأنبياء وصفهم الله (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠) لا يتعبون ولا ينامون، ليل نهار يُسبحون الله، الملائكة مخلوقات نورانية، ليس لديهم شهوات! فالتحدي الذي يواجهك كإنسان مسلم، مخلوق من طين، ومطلوب منه أن يرتقي إلى السماء ليصبح كالملأ الأعلى، بل يصبح أفضل من الملائكة طبقاً لسورة البينة. كيف يكون ذلك؟! وأفضل إنسان في الدنيا، يحتاج أن يأكل وينام ويعمل كي يستلم راتبه في نهاية الشهر، كيف بإمكانه أن يكون أفضل من الملائكة، الذين لا يتوقفون عن ذكر ﷲ لحظة واحدة؟! لن يستطيع أن يعبد الله ويذكره أكثر من ١٢ - ١٥ ساعة كحد أقصى، هذا إن لم يقم بأي عمل إلا الذكر والعبادة، إضافة إلى أن لدينا أجساد، وهذه الأجساد لها مطالب، وهذه المطالب اسمها الشهوات، حتى لو ضبطنا هذه الشهوات عن طريق الشرع بالحلال والحرام، فإن هذا أيضاً سيأخذ وقتاً من العبادة، أنا كمخلوق من طين، فالطين يشدني للأسفل، يشدني للأرض، فأنا مطالب بمقاومة الجزء الطيني هذا، ومقاومة الإسفاف بالتسامي، ومقاومة النسيان بالذكر، ومقاومة الأنانية بالإيثار، الله أوجد لك حل لكل هذا، بأنه جعل وقت العمل عبادة وذكر، فإذا ذكرت الله قبل العمل وبعده، فأنت من الذاكرين، وجعل وقت النوم وقت عبادة وذكر إذا ذكرته قبل النوم وبعده! وجعل وقت الأكل عبادة وذكر، إذا ذكرته قبل الأكل وبعده، إذا لم تكن تحفظ ذكر معين، قل بسم ﷲ قبل أن تنام، إذا لم تكن تحفظ أدعية، قل: بسم الله. وإذا كنت تحفظ الدعاء فقل (بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ) وعندما تستيقظ من النوم تقول الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، فتُكتب من الذاكرين طوال وقت نومك، وكذلك وقت الأكل وكذلك أيضاً وقت العمل، حتى وقت العلاقة الزوجية، قال رسول الله ﷺ (في بُضعِ أحدِكم صدقةٌ قالوا: يا رسولَ اللهِ، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيه أجرٌ؟ فقال: أرأَيْتُم لو وضَعها في الحرامِ أكان عليه فيه وِزرٌ فكذلك إذا وضَعها في الحلالِ كان له أجرٌ) حتى هذه العلاقة عبادة، إذا ذكرت الله قبلها وبعدها.

اقرأ ١٩١ وشاهد أول صفة من صفات أولي الألباب (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) يذكرون ﷲ على كل حال، وعند الوقوف والقيام والنوم، سواء قيام الليل أو قياماً وهو واقف، وفي الجلوس يذكر الله، وهو نائم مستلقي، وهذا يصف لك الحالة القلبية لهم، قلوبهم ومشاعرهم متعلقة بالله.
أنا في إحدى مرات السفر، شاهدت شخصاً يذكر الله وهو نائم، القلوب معلقة بالله (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) هذا يصف لك الحالة العقلية لعقلهم، يفكرون في خلق السماوات والأرض، لأن عقله وقلبه مع ﷲ، هو ليس إنسان بسيط ساذج، بل عقله دائماً يفكر في خلق السماوات والأرض، يفكر بالله، يحب أن يتكلم مع الله.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:34


فيديو ٨١٢ من مقاطع حظر التجول تدبر آل عمران حلقة ٥٤ الآيات ١٩١ - ١٩٤

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

21 Oct, 15:34


https://www.youtube.com/live/dP1bFr9lwk4?si=9ygvv8-PFGSdXGaK

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:58


لا تدل على وجود الخالق فقط، بل على الخالق بكل صفاته، وجوده وقدرته وحكمته وعلمه ورحمته! واختلاف الليل والنهار، كيف يدخل الليل في النهار والنهار في الليل، كان من الممكن أن يكون نظام النور والظلام في الأرض ON/OFF فجأة يصبح الجو مضيئاً، والناس بعد الظلام تكون غير قادرة أن تفتح عيونها إلى أن تعود العين على النور، وكذلك فجأة نصبح في ظلام دامس بعد ضوء شديد، والناس تضطرب وتحصل الحوادث، لكن تكوير الليل على النهار والنهار على الليل شيء معجز، في سورة الزمر (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ (٥) تكوير، كرة تدخل في كرة (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) آيات: معجزات وآيات، يعني إشارات دالة تدل الإنسان، لكن ليس أي إنسان يستفيد منها؛ فقط الذين يملكون العقل (لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) جمال هذه الآية هو أنها يلتقي فيها القرآن المسطور والقرآن المنظور، قرآن في السطور وهو آيات الوحي من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، وقرآن منظور تراه حولك في الكون، تراه في السماوات والأرض، ونحن لم نتكلم بعد عن الأرض وما فيها من تنوع، ولن أقول انظر في الورود والأزهار فهي وحدها آية، بل أقول: انظر في أوراق الشجر والتنوع الذي فيها، من أحجام وأشكال وألوان، وفي النهاية هو ورق شجر! هل تعرف أن الطاقة التي في جسمك والحرارة التي فيه من الشمس أصلاً؟! معظم الطاقة التي على وجه الأرض من الشمس، فكيف تنتقل الطاقة من الشمس إلى الإنسان؟ عن طريق أوراق الشجر التي تحول الضوء إلى طاقة بمادة الكلوروفيل، ثم تأكلها الحيوانات، ونحن نأكل لحوم الحيوانات، فتنتقل إلينا الطاقة الشمسية، وكذلك نحن نأكل بعض النباتات (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) آيات الوحي في القرآن المسطور تصف آيات قدرة ﷲ في القرآن المنظور، هذه الآية لا يمكن تدبرها في عدة أسطر، هذا مستحيل! السماوات وما فيها من اتساع، وما تحمله كلمات الآية نفسها من معاني وأسرار، لا يمكن للإنسان أن يُلم بما فيها، والأرض ليست مجرد ورق شجر وأزهار، الأرض وما فيها من معادن ونفط وألماس وذهب وأنهار ورمال... الخ، تدل على قدرة الله وحكمته وقوته وعلمه، المسألة كبيرة جداً، ولن يدرك هذه الآيات التي تدل على ﷲ إلا أولوا الألباب، فيدعونا الله أن نكون من أولوا الألباب.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:58


دعوا ﷲ ألا يزيغ قلوبهم بعد الهداية، وألا يكفروا بعد إيمان، وكي لا ينافقوا بعد إخلاص، وطالما أن الله هو الوهاب طلبوا منه أن يهب لهم الرحمة، فبين الله لنا أن الخطر كله يأتي من شهوات النفس (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (١٤) وأن الطريق للسيطرة على هذه الشهوات هو بالذكر، وتذكر أن ﷲ هو (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٢٧) تذكر أن الله مالك الملك، فتسيطر على شهواتك.

ثم ذكر أمثلة للأمم التي ضلت بعد الهداية من أهل الكتاب، فتكلم عن النصارى ومناظرتهم للنبي ﷺ وهروب نصارى نجران من المباهلة، وبعدها تكلم عن يهود المدينة، ومؤامرة الدخول في الإسلام ثم الردة، لعل بعض المسلمين يشكون في دينهم ويرتدون معهم (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) النصارى هربوا من المباهلة وخافوا، واليهود تآمروا (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) ثم بعد ذلك أمر الله بالجهاد، لأن الحق يحتاج إلى سيف يحميه، وأوضح أن النصر في الصبر والتقوى في ثلاثة مواضع، ثم جاءت ٦٠ آية عن غزوة أحد، تعلمنا فيها أهمية الصبر والتقوى وخطورة معصية الرسول ﷺ على الأمة بأكملها، وتخلل التعليق على أحداث أُحد دروس فقهية وتربوية، منها منع التعامل بالربا، والحث على خلق العفو (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠) وخُلق الكرم والعفو (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (١١٠) وخُلق الوحدة وعدم التفرق والاعتصام بحبل ﷲ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (١٠٣) ثم حذرنا من خطورة المنافقين في الصف المسلم ودورهم في أُحد، ثم حثنا على اللين وعدم الفظاظة والغلظة (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (١٥٩) ثم تختم السورة بذكر ﷲ، كما بدأت بذكر ﷲ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) هؤلاء الذين يريدون معجزة حسية، تدل على ﷲ، هل هناك معجزة حسية أكثر من خلق السماوات والأرض، السماوات وما فيها من مجرات، المرصود حتى الآن ١٠٠ مليار مجرة ومتوقع أن يتضاعف العدد إلى ٢٠٠ مليار مجرة، بسبب التقدم الدائم في تكنولوجيا التلسكوبات، مجرتنا اسمها درب اللبانة أو درب التبانة، مجرة واحدة من ١٠٠ مليار مجرة، فيها ١٠٠ مليار كوكب، وهذه الكواكب فقط من غير الشموس، والشموس أيضاً عشرات المليارات، وكل هذه الكواكب والشموس تدور كل واحد منها في مسار ولا تصطدم ببعضها، وإلا سينفجر الكون فوراً (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) إذن خلق السماوات والأرض وحده آية ومعجزة تدل على الخالق (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠)

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:58


(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩)

أنتم في ملكه، وهو يرى ويسمع ويعلم كل شيء في ملكه، نحن وصلنا إلى آخر عشر آيات في السورة، وقلنا في مفاتيح التدبر أنك تجد دائماً علاقة بين آخر السورة وأولها، في أول السورة (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥) لماذا؟! لأنه هو الملك (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩) يعلم ما في ملكه، ويعلم ما يحاول الناس أن يخفوه عن بعض (قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (آل عمران ١٦٧) الله يعلم ما في القلوب، لا يخفى عليه شيء لا في الأرض ولا في السماء، وملك ﷲ ليس دلالة فقط على علم ﷲ بكل ما في الكون، بل أيضاً بقدرة ﷲ على كل ما في الكون، فلما تقول الآية السابقة (فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨) من يُعذِب العذاب الأليم يجب أن يكون قادر عليه، وله سلطة لكي يُعذب هذا العذاب الأليم، فمن له السلطة؟! (فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩) له السلطة وله القدرة، الله عنده Maximum في كل شيء، أي أقصى درجة وأعلاها في كل شيء؛ أقصى رحمة وأقصى مغفرة وأقصى نعمة، وكذلك أقصى عذاب عند الله، فلا يوجد عذاب في الدنيا يقارن بعذاب الآخرة!
ثم تبدأ خواتيم آل عمران في آخر عشر آيات، ورد فيها حديث صحيح (عنْ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ قَالَ لعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهُا: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: فَسَكَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِيِ؛ قَالَ: يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي. قُلْت: وَالله إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّك! قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي) النبي ﷺ استأذن من زوجته كي يقوم الليل، لأن هذا الوقت لها، وتستطيع أن ترفض وتقول له لي حق عليك، لكنه استأذنها في حقها، لأنه كان مشتاق إلى الوقوف بين يدي ﷲ، وقالت له أنا أحب أقعد معك، لكني أحب أنك تكون سعيد بالصلاة، فقام وتوضأ (قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ جَالِسًا فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الأرْضَ! فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ؛ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي؛ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ الله لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِك وَمَا تَأَخَّرَ؟! قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا! ثم قرأ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)
السورة تختم بتعليم القارئ المتدبر دعاء من أدعية أولي الألباب، كما بدأت بتعليم دعاء أولي الألباب أيضاً (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) ثم قالوا (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩)

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:58


سؤال: كيف نوفق بين آية آل عمران (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) وبين آية سورة النحل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (٩٧) كيف لتبلون؟! وكيف من عمل صالحاً يحيى حياة طيبة؟! إذا كنت تريد أن تفهم سبب "التناقض الظاهر" بين الآيتين، وهو تناقض ظاهر وليس حقيقياً؛ فلا يوجد تناقض في القرآن، ولكي تعرف ذلك، حدد مشكلتك مع أي ألفاظ في كل آية التي ترى فيها تعارضاً، في آل عمران كلمة ”لتبلون“ وآية النحل ”حياة طيبة“ ثم فكر، هل يمكن للإنسان أن يحيا حياة طيبة وهو مبتلى أم لا؟ هل تشك أن النبي ﷺ أحياه ﷲ حياة طيبة، رغم أنه ابتُلي بأكبر الابتلاءات؟! لكن قوة الإيمان في القلب تجعل القلب مطمئناً راضياً هادئاً، حب الناس يجعل الحياة طيبة، تحقيق انتصارات وإنجازات ونجاحات ألا يجعل الحياة طيبة؟! وكل هذا لا يتعارض مع وجود ابتلاءات، وكذلك قد تجد كافراً غير مبتلى في ماله ولا في نفسه ولا صحته، وتجده في عيشة غير طيبة، مليئة بالكآبة وبالكراهية والحقد والغضب والخيانة.

(لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨)

الآية التي قبلها تكلمت عن أهل الكتاب الذين كتموا الحق في كتابهم وأدلة نبوة محمد ﷺ فالله يقول للنبي ﷺ لا تظن أن هؤلاء الفرحين بالجريمة التي عملوها، ويحبون أن يمدحهم الناس ويشكروهم على شيء لم يفعلوه، فلا تظن أنهم بعيدون عن العذاب، بل لهم عذاب أليم (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا) هم عملوا جريمة، حرفوا كتبهم، وغيروا النصوص التي تدل على نبوة محمد ﷺ وهم فرحون وفخورون بأنفسهم بتحريفهم (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) يحبون أن يُقال عنهم أنهم حماة الشريعة والمدافعون عن الدين، وهم عملوا عكس ذلك تماماً، ضيّعوا الدين وضيعوا الشريعة (فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ) المفازة هي الصحراء الواسعة، تسميها العرب مفازة، مشتقة من الفوز، من باب تسمية الشيء بضده على سبيل التفاؤل، العرب تسمي اللديغ الذي لدغته حية أو عقرب فيسموه سليم، تفاؤلاً أنه سيبرأ ولا يموت، الأعمى يسمونه أبا بصير، كذلك الصحراء الواسعة هي مهلكة، ممكن أن يهلك فيها الناس إذا تاهوا أو إذا نفد منهم الماء، فيسموها مفازة من الفوز، مع أنها مهلكة (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ) لا تظن أنهم بعيدون عن العذاب (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨) لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ليس بالضرورة أنها عن أهل الكتاب فقط الذين حرفوا كتابهم، فالمنافقون أيضاً مشمولون بهذا الوصف في الآية (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا) الذين يفرحون بنفاقهم ويفخرون بأنهم لم يخرجوا في الجهاد مع النبي ﷺ، ويقولون عن الذين قُتلوا لو سمعوا كلامنا لما ماتوا (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا) يفخرون بجريمتهم، فتجد المحتال يسمي احتياله على الناس ذكاء! المنافقون في غزوة أحد قال الله عنهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا (آل عمران ١٥٦)
(وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) المنافق يحب أن يمدحه الناس بأشياء لم يعملها أصلاً، ونرى ذلك كثيراً، فنرى شخصاً أعطى لشخص أموال للتبرع بها لملجأ الأيتام، فيتبرع بها على أن الأموال منه بقوله: أريد التبرع بعشرة آلاف جنيه، وهو لم يدفع من أمواله، فيصفق له الناس ويشكروه؛ ويُعرف على أنه رجل البر أبو الأيتام، وهو يحب أنه يحمد بما لم يفعل، هذا نراه بمن يسرق جهد آخرين، ويُقدمه على أنه إنتاجه. فينشر أحدهم قصيدة، وهي أصلاً لشخص آخر غير معروف، فينشرها على أنها له. مثلاً أنا قرأت تفسيراً في كتاب جميل لأحد المفسرين أو سمعت تفسيراً من أحد العلماء، يجب ألا أقدم هذا الكلام على أنه نتيجة تفكيري العميق، والأمانة تقتضي أني أقول للناس أني قرأت في تفسير ابن عاشور والرازي وسيد قطب والبقاعي والقرطبي، وأسمع ياسين رشدي والشعراوي، لماذا أسرق جهد الآخرين؟! المدح أصلاً هو خمر النفس، والإنسان الذي يحب أن يُمدح بأشياء هو عملها يحتاج أن يعالج مسألة الكبر في قلبه، فما بالك بالذي يحب أن يمدح بما ليس فيه أصلاً، فهذا مريض نفسي يحتاج علاج (فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨) هذا تحذير شديد، لا تأخذوا هذا الموضوع ببساطة! إياكم أن تظنوا أن الله لا يعلم ما في نفوسكم وقلوبكم.

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:57


فيديو ٨١١ من مقاطع حظر التجول تدبر آل عمران حلقة ٥٣ الآيات ١٨٨ - ١٩٠

تدبر القرآن الكريم فاضل سليمان

20 Oct, 13:57


https://www.youtube.com/live/fgnX6zHOOLs?si=6MCHXJiZ_p_DSTwy

3,982

subscribers

5

photos

22

videos