(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا) الصبر على كل ما ورد في السورة من أوامر ونواهي، وعدم التعامل بالربا، العفو عن الناس، وكل ما ورد، الجهاد في سبيل ﷲ للدفاع عن المظلومين، ولأن الحق يحتاج إلى سيف يحميه، كل هذا صبر، مطلوب منك أن تصبر على أمر الله ونواهيه! لكن الكفار أيضاً سيصبرون في القتال، هل ملّوا بعد بدر ؟! ألم يخرجوا في أحد، وأصروا أن يُقاتلوا؟! فماذا نفعل إذا صبر الكفار؟! (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) المصابرة على وزن مفاعلة، أي الفعل من الطرفين، فإذا صبروا هم فاصبروا أنتم أيضاً، استمروا في الصبر وصابروا، كونوا واعيين ومستعدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا) المرابط: هو الممسك سلاحه وفي وضع الاستعداد، فإذا بدأ العدو بالحرب يتمكن من الرد فوراً. رباط الخيل أي أماكن الخيول، الخيول مربوطة فيها ومستعدة في أي لحظة، فيكون الرباط هو الاستعداد للعدو طوال الوقت، مثل الفلسطينيين الذين في المسجد الأقصى ليل نهار، اسمهم المرابطين، هم لن ينتظروا حتى يهدم الصهاينة المسجد الأقصى ثم بعدها يتحركون، كلا، هم هناك واقفين للدفاع عنه بأرواحهم، يناوبون في الدفاع عنه ليل نهار (وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠) اتقوا ﷲ، قلنا إن الأمر بالصبر والتقوى هما مفتاحي الانتصار، كونوا دائماً حذرين من أن تقعوا في معصية ﷲ، لعلكم تفلحون وتنجحون وتعود عليكم تضحياتكم بالثواب والأجر.
وبذلك تم بفضل ﷲ ختم تدبر سورة آل عمران بما فيها من وقفات تربوية وإيمانية عظيمة جداً، فإن كان خيراً فمن ﷲ، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان.