أعترف بأنني في بعض الأوقات كنت عنيدة ولم أتحلَّ بالصبر الكافي. كان يسافر، وكنت أرغب في السفر إليه، لكنه لم يكن مستقرًا في عمله، وكان يقول لي دائمًا: "سأرسل لكِ، لكن ليس الآن."
كانت هناك مواقف مثل طلبه مني زيارة والدته، فكنت أذهب أحيانًا وأرفض أحيانًا أخرى، لأن حماتي لم تكن تعاملني بلطف، وكانت تأخذ مني موقفًا دائمًا، سواء بسبب أو بدون سبب. لم أكن أعرف كيف أتعامل معها أو "أكسب ودها"، كما يقولون.
توفيت والدتي، ولم يكن لدي خبرة أو من ينصحني، فكنت أشعر أن الحياة تصطدم بي من كل الجهات. كان زوجي يغضب مني ويتشاجر معي بشدة، فأعاند أنا بدوري، وأخبر أهلي، مما يزيد الخلافات سوءًا.
وفي أحد الأيام، اشتكى زوجي لوالدي، فاحتدّ والدي عليه وقرر أنني لن أعود إلى المنزل مجددًا، فتعقدت الأمور أكثر. وهكذا، ضاعت كل الذكريات الجميلة وسط زحام المشاكل، ووجدت نفسي في بيت أهلي، ومعي ابنتي التي قاربت على إتمام عامها الرابع، في انتظار الطلاق الرسمي.
خلال الفترة التي قضيتها في بيت والدي، كان أي موقف يضايقني، حتى لو لم يكن مقصودًا، يجعلني ألوم نفسي على ما وصلت إليه. كنت أقول لنفسي: "كان بإمكاني تجاوز أي مشكلة والاستمرار في حياتي." كنت أزداد يقينًا يومًا بعد يوم بأن وجودي في بيت أهلي قبل الزواج ليس كوجودي فيه بعده.
كنت أدعو الله في كل صلاة أن يريح قلبي، وكنت أقول: "يا رب، أيًّا كان ما كتبته لي، فارضني به." والله، لم أطلب من الله سوى ذلك.
منذ حوالي شهر، عاد زوجي، وبدأت مساعٍ لإنهاء الطلاق وديًا. تم الاتفاق على لقاء لمناقشة الإجراءات، وكان اللقاء في بيت خالي، حيث حضرتُ أنا أيضًا. في البداية، سأل عن ابنتنا ورغب في رؤيتها، ثم قال: "أريدكم فقط أن تسألوها للمرة الأخيرة، هل هي حقًا تريد الطلاق؟"
سمعتُ كلامه بأذني، وعندما سألني خالي، لم أستطع الرد، ودخلت في نوبة بكاء. رأيت دموع خالي وهو ينظر إليَّ قائلًا: "إذا كنتِ ترغبين في العودة، فقولي ذلك، ولا تهتمي برأي والدكِ أو أي شخص آخر. إن كنتِ تريدينه أن يعود إليكِ، سأحضره هنا."
خرج خالي، ثم عاد ومعه زوجي. دخل مبتسمًا وسألني: "هل أصبحتِ أكثر عقلانية أم لا تزالين كما أنتِ؟" ثم جلسنا لنتعاتب، فتحدثتُ قليلًا، وبكيتُ قليلًا، فاحتضنني وقال لي: "لا أريد أن أترككِ، ولا أريد الطلاق."
تحولت الأجواء تمامًا، وكان والدي صامتًا، لكن ملامحه أظهرت رضا واضحًا عمّا يحدث، كما أن أخي لم يتدخل. تصافح الجميع، وانتهى الحديث بقراري العودة إلى بيتي يومها. الحمد لله، عدتُ لأن هذا كان اختيار الله لي.
عدتُ إلى نعمة الحياة العادية، التي كنت أنام وأحلم بها.
كتبتُ هذه القصة لوجه الله، لعلها تفيد غيري. أي امرأة تمرُّ بما مررت به، إذا كانت ترى أن الأمر يستحق العودة، فلترجع، فلا أحد سينفعها غير زوجها، والله العظيم، هذا عن تجربة. كنتُ على حافة الطلاق، لكن الله كتب لي شيئًا آخر لم يكن في حساباتي.
ادعوا لي أن يصلح الله حالي، ويسهل لي ولَكُم الأمور.
الكاتبة سارة العقاري. Sarah Alaakary
عن قصة حقيقة.
https://t.me/Stories110