كان بجانبي رجل انهكه المرض ويبدو أنه في أيامه الأخيرة ،
ذات صباح استيقظت على أصوات غريبة تصدر من ذات المريض شعرت بالخوف وكنت أرى المريض بحالة صعبة , تيقنت أن ملك الموت كان يشاركنا الغرفة فأخذت أدعو له أن يهون عليه سكرات الموت .. لم أتجرأ أن أفتح الستار لأراه.
لا أعلم لماذا !! ربما لم أرد أن تتعلق ملامحه وتقاسيم وجهه في ذاكرتي .
فجأة بدأت حشرجة الروح وفي نفس اللحظه كان في الخارج صوت ضجيج وصراخ يعلو ، وإذا برجل يدخل وينادي على إسم فلان هو ذاته من يجاورني فركض نحوه و جثى عليه ويبدو أنه رأى علامات الموت فيه ، جسده تصلب ويداه ثقيلتان وعيناه تنتصب للسماء فشهق هذا الرجل شهقه وسقط مغشيُا فوق المريض الميت ، كل هذا أمامي .
فاستنفر القسم وامتلئت الغرفة بالأطباء والممرضات وبدل أن يخرجوا جثة أخرجوا جثتان ،
وقف شعر جسدي وشعرت ببرودة أطرافي خفت وفي نفس الوقت شدني هذا الرجل الذي دخل فجأه وأخذ يصرخ بأعالي صوته باحثًا عن هذا الميت ،
سبحان الله أحيانًا يساق لك من يضع النقاط على الحروف وإذا برجل الأمن يقول :
سبحان الله هل تعلم ماقصة هذا الرجل والله إنه كان واقفًا عند مدخل الزوار من بزوغ الشمس ومنعته من الدخول بحجه أنه ليس وقت الزيارة وكان يقول :
أرجوك لقد اضناني الشوق وأخشى أن يموت أخي وأنا لم أره ،
قفلت له : ماشاء الله الهذه الدرجة تحب أخوك؟!!! .
قال : .
أنا وأخي كنا على خلاف من عشر سنين لم نكلم بعضنا البعض, وكانت علاقتنا مقطوعة كنت أكابر وأقول هو من يجب أن يبدأ ويعتذر , حتى علمت اليوم أنه مريض فاعتصرني قلبي فلم أشعر بشعور الندم مثل هذه المرة وأريد ان أرى عينيه ..
لم يعلم أن ملك الموت قد سبقه لأخيه ، هنا توقف رجل الأمن ومضى ..
أنا اعيتني حالة هدوء غريبة بعدها اجهشت بالبكاء طلبت من الدكتور أن يغير غرفتي بقيت تلك الغرفة فارغة مطفئة الأنوار لعدة أيام , وكأن كل من بالقسم كره أن يدخلها ،
لا أعلم ما أقول ولكن هل تستحق هذه الدنيا أن تغويني على من هو من لحمي ودمي ؟!!
مهمآ كان حب الزوج،, لن يصبح كالأخ ,,ومهما كان حب الزوجة لن تصبح كلأخت .
الأخوة رابطة وحب فطري .
إن أجملَ وأروع وأنفس وأرقّ ما تملكون هُنّ شقيقاتكم، و أشقاؤكم ، هم لا يعوّضون مهما أحببتم من الناس،
❖ قيل لأعرابي : ماتت زوجتك،
قال : جُدد فراشي .
قالوا : مات ولدك ،
قال : عظم أجري .
قالوا : مات أخوك ،
قال : انكسر ظهري.
حافظوا على إخوانكم ولا تدعوا الشيطان يفرق بينكم مهما كانت المشاكل والأسباب .
أبو محمد
https://t.me/Stories110