شاطئ الرغد @sha6ealraghad Channel on Telegram

شاطئ الرغد

@sha6ealraghad


مساحةٌ أرجو بها خيرًا، وأرى في الكلمة رسالة وآمالاً..
كلّ أسبوع يرسو هنا قاربي: قصائد، وخواطر، و وقفاتٌ قرآنية/ نبوية.
أبث حبر قلمي وأشارك الفِكر والفائدة.

رغدة أبوبكر كردي

شاطئ الرغد (Arabic)

شاطئ الرغد هو قناة تليجرام تقدم مساحة للخير والأمل، حيث تقدم القصائد والخواطر والوقفات القرآنية والنبوية كل أسبوع. تدير القناة رغدة أبوبكر كردي، التي تبث حبر قلمها وتشارك الفكر والفائدة مع متابعيها. إذا كنت تبحث عن جرعة من الإلهام والتأمل، فإن شاطئ الرغد هو المكان المناسب لك. انضم إلى هذه القناة لتستمتع بمحتوى ثقافي وروحاني يثري حياتك ويملأ قلبك بالسلام والإيجابية.

شاطئ الرغد

21 Nov, 07:37


آتٍ إليك..

مُسْتسلمًِا جئتُ لا حولٌ ولا مددُ
أنا الضعيفُ وأنتَ الواحدُ الأحدُ

أسيرُ نفْسيَ لا تَنْفَكُّ مِنْ كَبَدٍ
خُلِقْتُ فِيهِ.. وفِيكَ الجُهْدُ والكَبَدُ

فَإنْ حَكَمْتَ فلُطفٌ منكَ يستُرُني
ودونَ عَوْنِكَ رَبِّي لَيسَ لي جَلَدُ

أكادُ أذبلُ مِمَّا جَفَّ في نَفَسِي
وحِينَ أَذْكرُ فَضْلاً مِنْكَ أَسْتَنِدُ

الروحُ تظمأُ والأجسادُ في نهَرٍ
وكلّما شَرِبَتْ سألتْ: متى أرِدُ؟

قصّرتُ لكنّ لي نفسًا تُلاوِمُني
وإن ذكرتُ مقامَ اللهِ أرتعِدُ

ألفَيْتُها زينةَ الدنيا تُهَدْهِدُنَا
وكلَّما فَرِغتْ من فَطْمِنا تَلِدُ

طَرَقْتُ بابكَ صَبْري مَسَّهُ وَهَنٌ
في فِكْرِه رَشَدٌ فِي عَينِهِ رَمَدُ

آتي إليك وَليِّي والخُطا تعِبتْ
حوائجي بَرُدتْ والقلبُ يتّقدُ؟

أطرقتُ منكسرًا والجبْرُ لوّحَ لي
فعَجِلتُ مجتهدًا أدنو فيبتعدُ

ليستْ تُرَاوِدُني باليأسِ أخْيِلَتي
الفألُ أورِدَتي بُستانُها رَغِدُ

ربّاه إنّ يَدِيْ برجائها رُفعتْ
وأيقن القلبُ ما خابتْ إليكَ يدُ

#شعر
#نشيد

https://youtu.be/7mNY0baQUys

شاطئ الرغد

19 Nov, 09:47


في وسط الآلام تأتي تلك المشاهد التي تبذر في أرض الوجدان يقظة..
تعطي نورًا من قبسات
حتى لا يطول السبات..
..
سلِمت جباه الساجدين يقينا
صلّوا على الأنقاض متّحدينا

ما قدّموا الدنيا ولا باعوا لها
أخراهمُ .. صبروا لذاك سنينا

القهر شاخ مع الشهور ففألُهمْ
ما انفكّ في رحم البلاء جنينا

هَبّوا ل"حَيّ على الصلاة" فأفلحوا
وهَبوا لها عُمرًا وعزَّوْا دِينا

ما ضرّ لو قرَض الدمارُ مساجدًا
ورَعى العَمارُ على القلوبِ أمينا

يا خيبة المسعى لمَنْ أنِسَ السّنا
فاختارَ في نَسْيِ الظلام عرينا!

إن حُزتَ في كنفِ الصلاة سكينةً
فالقلبُ يبسُمُ إن بدوتَ حزينا

ربّاه طال العسْر فارحمْ ضعفهم!
بردًا فما برحَ الشعورُ سَخِينا!


..
ذلك الذي فقِه أن البلاء لحكمة وأنّ الله معقبُ الضيق بالفرج
أيقن ألّا ملجأ من الجبار الوليّ إلا إليه؛ يختار للبلاءات الأجدر بالصبر على مثلها، ثم يُعظِم لهم النتائج، ولابن القيّم كلامٌ ملهَم في هذا المعنى إذ يقول:
"وَاللَّهُ- سُبْحَانَهُ- إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا سَقَاهُ دَوَاءً مِنَ الِابْتِلَاءِ وَالِامْتِحَانِ عَلَى قَدْرِ حَالِهِ يَسْتَفْرِغُ بِهِ مِنَ الْأَدْوَاءِ الْمُهْلِكَةِ، حَتَّى إِذَا هَذَّبَهُ وَنَقَّاهُ وَصَفَّاهُ، أَهَّلَهُ لِأَشْرَفِ مَرَاتِبِ الدُّنْيَا، وَهِيَ عُبُودِيَّتُهُ، وَأَرْفَعِ ثَوَابِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ رُؤْيَتُهُ وَقُرْبُهُ".

#شعر
#غزة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

12 Nov, 13:42


ميزان الصواب والخطأ..
وضبابية المعيار!

في موجة غير مسبوقة تعصف بموازيننا يصاحبني سؤال : ما هو المعيار الذي كان بمثابة مسطرة حياة الفرد القِيَميَّة؛ تحتكم إليها كل ما اعترضتها دواعٍ للتغيير؟

هل هي متطلبات الحياة المادية؟
هل هم الناس؟
هل هو الدين؟

مشهد أوّل:
كانت تحتجب لأن الوسط والمجتمع يشجّع على ذلك؛ فلمّا رأت أنّ أقرب الزميلات أفلتت بعد استمساك؛ وخفتت سلطة الأبوين، وأصبح الرأي لها إما تفعل أو تترك، كان الترك -جزئيًا أو كليًّا- خيارًا سهلًا وله تصفق العاطفة والشهوة و انفتاح الحياة.
وتأرجحت السيطرة من قيم الدين إلى قيَم متحرّكة متنقلة، وربما بحثت عن مسوغات لتغيُّرها بقوالب دينية؛ لتكون الإجابة الحقيقية ببساطة:
غاب المعيار! وانكسر الميزان؛ فدخلت الحياة في فوضى ليس لها حد.
"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم…"
الذات تضخمت حتى صارت تفرض ضغوطًا أكبر من مساحة الإيمان؛ لأنّ الذي تقل العناية به يذبل.. يتقلّص..يموت، وفي المقابل الذي تسقيه يكبر وإن كان ضارًا بحديقة روحك ونور قلبك!

ومن المشاهد على ذات القضية: تحوُّل الحياة في كثير من جوانبها إلى علاقة بيع وشراء؛ ومقايضة بالمصالح حتى بين العلاقات البشرية الثابتة إذ بدأت تنساق لتكون نفعية بحتة في تيّار مخيف!
فقيمة البذل والعطاء مثلًا لأجل إدخال السعادة والتخفيف عن الموجوع وغيرها من القيم الرفيعة أصبحت غير مقنعة ويشكك فيها كثير من الناس؛ لكثرة ما يرون من سيطرة العلاقات المادية؛ مثال أعايشه: (تتوقعين زارتني لله والا عندها شي؟)
( هل أرسلت لي هدية لأقوم بتصويرها في تويتر وأدعم مشروعها أم حبًّا ووصلًا؟)
ومثل هذا التفكير داء يفتك بصدق الحب ونقاء المشاعر، ويخنق نوايا الناس، ويحمّلها فوق ما تحتمل، ويعسفها حسب ما يريد.

ومشهد ثالث: يصوّر لنا انتقال صلاحيات التغيير لأذواق المشاهير بدلًا عن القيم؛
لنتفاجأ مثلًا بوجوه منتفخة لعبت فيها الحُقن؛ فتلك تخبرنا في زهو: أنّها سعيدة بمنظرها؛ وأنا أدعو بالرحمة لجمالها الطبيعي التالف الذي أفنته قبل رحيله! وأنظر إليها مستعطفة: ( لقد كنتِ جميلة!) ويشاركني في هذا الشعور كثيرات لكنّها موجة عارمة لجعل كل الوجوه صناعية ومقياس الجمال هو ملامح وجه معينة!
ونُضرة موهومة تنتهي بعد أشهر لتُجبرها على مزيد من الطلب وحثٍّ للسير نحو مضاعفة الخدين والشفتين، وليتهَا راضية!
هذه لم تكن مقتنعة قبل سنوات أن هذا العبث في مظهرها يحِلُّ لها فضلًا عن جماله وكونه الأليق بها! لكنها بعدما أدمنت متابعة بعضهنّ تغيّر الميزان!
"ولآمرنهم فليغيرنّ خلق الله".

ومشهد رابع: تسافر تلك إلى بلد ما فتسرف في استعمال مياه الفنادق؛ وتقوم عائلتها وقد خلّفت أكوامًا من المهملات في كل تنزّه؛ ومبرر ذلك: (هذا ليس بيتي؛ هذه ليست بلدي؛ هذا لا يدين بِديني؟)
ثمّ ماذا ؟
مسطرة النفعية البحتة تتحكّم في هؤلاء دون أن يشعروا؛ (ليكون ردّها: (دفعت لهم ضرائب ليدفعوها لمن ينظّف؟ فلماذا أجتهد في تنظيف المكان) وقائمة من الأعذار المؤلمة تذيب أخلاقيات المسلم السوي الذي يعرف أن الإسراف بنعمة الله سيبقى إسرافًا في أي مكان كنت فيه على وجه الأرض، وأن النظافة من الإيمان في الحل والترحال، وأنك وأنت تتمثّل بدينك في عملك فأنتَ قدوة وأنتَ مأجور عند الله رآك الناس أو لم يفعلوا!
وكل هذا في كفة والأطفال الذين يشاهدون ذلك ويتربون عليه في كفة.

وهذا إن دلّ على شيئ فيدل على أهمية أن نقف مع رصيد احترام الدين وقيَمه ومسلّماته، لأنها إن لم تكن ميزان الحياة التي عليه نقيس معياريّة الصواب والخطأ، ليكون مصدر رقيّنا فنحن نتأخّر كثيرًا كثيرًا من حيث لا نشعر.
كيف بنا ونحن نربي الأجيال على : ( وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى* فإنّ الجنة هي المأوى)
كيف بالأجيال التي ترفع شعار ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)،
هذا المعيار صوتُ مُرَبٍّ لا يخفُت أبدًا !

والحمد الله والشكر على منته وفضله فالمجتمع يعيش في نعمة وخير ونماذج الطيبين لا حصر لها؛ ولكنّها دعوة للتبصّر ومراجعة الذات وتثبيت ميزان الدين أمام المتغيّرات.

ختامًا..
لا تسمح أن يتلاعب الناس بمعايير الصواب والخطأ التي تأسست على جذور من الحق والدين.
وتحدّث بها واسلكها ولا تخجل منها.

لا تُسلّم أحدًا قلبك ليعبث ببشاشة الإيمان التي مكثت هنالك سنينًا، وقل اللهم ثباتًا على دينك حتى ألقاك.

"بالمِلْحِ نُصلِحُ ما نَخْشَى تَغَيُّرَهُ
فكَيْفَ بِالمِلْحِ إِنْ حَلَّتْ بِهِ الغِيَرُ"

#خاطرة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

05 Nov, 11:29


صبرك على خطوات الترقّي، لهثك في مراغمة هواك، بنفسك الكادحة، واحتياجاتك المتراكمة، وعثراتك المتكررة، وطموحاتك العزيزة، ونهضة قلبك التي تسيرُ نحوها رغم كل العائدين من ذلك الطريق، ستجد تلقاءها ربًّا كريمًا جبّارًا وعَد مجيئك إليه بأعظم مما تتصور فارتقب؛ فالذراع بالباع، والمشي بالهرولة.
فامْهَدْ لنفسِك وأبشِر..


﴿…ومَن عَمِلَ صالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمۡهَدُونَ ۝٤٤
لِیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ…﴾ الروم ٤٤- ٤٥.

أقرأُ "يمهدون" فأسمع في وجداني صوت المسؤولية..
قال يحيى بن سلّام:"يوطّئون في الدنيا القرار في الآخرة بالعمل الصالح".
ووصفها ابن عاشور بقوله:"يَجْعَلُونَ مِهادًا، والمِهادُ: الفِراشُ. مُثِّلَتْ حالَةُ المُؤْمِنِينَ في عَمَلِهِمُ الصّالِحِ بِحالِ مَن يَتَطَلَّبُ راحَةَ رُقادِهِ فَيُوَطِّئُ فِراشَهُ ويُسَوِّيهُ لِئَلّا يَتَعَرَّضَ لَهُ في مَضْجَعِهِ مِنَ النُّتُوءِ أوِ اليَبْسِ ما يَسْتَفِزُّ مَنامَهُ".

وأضاف البقاعي مقامًا من رفعة الدنيا للمعنى بقوله: "يُسَوُّونَ ويُوَطِّئُونَ مَنازِلَ في القُبُورِ والجَنَّةِ، بَلْ وفي الدُّنْيا فَإنَّ اللَّهَ يُعِزُّهم بِعِزِّ طاعَتِهِ".

وهم يوطئون الوعورة بمجاهدة حتى يسهل عليهم الطريق بعد ، فهُم-كما لفت الشيخ ابن عثيمين- :"يحسّنون الشيء حتى يكون موطّئًا لهم؛ وذلك لأن الذين يعملون صالحًا يتوصّلون بعملهم الصالح إلى دخول الجنة، فيسهل لهم الطريق الذي يوصلهم إليها".

و هنا أقرأ عبارات أولئك السلف الأكابر حين حكى كلّ منهم نتاج خبرة في طريق الآخرة، فهذا محمد بن المنكدر يقول : كابدت نفسي أربعين عاماً حتى استقامت لي .
وقال ثابت البناني : كابدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة .
وقال عمر بن عبد العزيز : أفضل الأعمال ما أُكرهَت عليه النفوس.
وإنّ التمهيد والتوطئة لتُكلّفك ثم تشرّفك.

ومن أدرك المعنى من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة الطريق الموصل للجنة:
"حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ".
فهِم كثيرًا من واقع البلاء الذي يتعرض له إذا كان العمل لله، والمشاعر في الله، والحياة كلها في سبيل الله..

قال ابن القيم رحمه الله : وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيقه سبحانه وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم ونياتهم ورغبتهم ورهبتهم ، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك .

وجاء في صحيح الترغيب في الحديث القدسي الذي يصف حال العقد على المؤمن التي تُحلّ بالوضوء والصلاة: "فيقول الله عز وجل للذين من وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ، ويسألني ، ما سألني عبدي فهو له ".
فتأمّل جملة "يعالج نفسه"؛ واستشعرها وأنت تمارسها، فإنّ الذي خلقك يعلم خفاياك ويعلم كم تعالج نفسك!

ستواجه ما تكرَه فمهّد لنفسك..
وأحسِن مهادك، وانعم..

" وما النفسُ إلا حيث يجعلها الفتى
فإن أُطمِعتْ تاقتْ وإلّا تَسَلَّتِ

فكم غمرةٍ دافعتها بعد غمرةٍ
تجرّعتُها بالصبرِ حتّى توَلَّتِ"

#وقفة_قرآنية

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

29 Oct, 11:06


شَ وْ قٌ ..
🤍🌧️
مع حكايا السحب تأتي وتروح، تنسكب المشاعر غيثًا، فأذكر كلام الثعالبي في "سحر البلاغة" إذ يقول:
"أهدي له السلام غُصنًا طريًّا، وورداً جنيًّا، وأحمّله أنفاس الشمال؛فطالما تردّدتْ بين محبّ ومحبوب، وأستودعه نسيم الصبا، فنعم السفير بين شائق ومشوق،…أهدي له من السلام ما يفوت العد، ولا يقف عند حد. سلام عليه كأخلاقه العِذَاب، ومحاسنه الرحاب".

فسلام مثله إلى من وُهبناهم ..
وبجميل الإخاء عرفناهم..


سأشربُ الشاي مُرًّا ..سُكّّري الشوقُ
مِن صفحة الكأس حتى صافَحَ العُمْقُ

أذوق ذكرَك والذكرى تسافر بي
الذَّوْقُ خِلّي؛ وما أدراك ما الذّوقُ؟

وكلّما خَلتُ شجْوَ الروحِ منقضيًّا
يُصَبُّ ممتلئًا يغلي به التوْقُ

تضوّر القلب وجدًا يرتجي شَبَهًا
يروم تمْرًا فأرخى كَفّهُ العِذْقُ

الخِلُّ ظلّلني والظِلّ علّلَني
باللطف جلّلني وجلالُه رزْقُ

كم ذا انكفأتُ على بوْحِي أُغَلِّقُهُ
فكان فتْح قصيدٍ هاجَهُ الغَلْقُ!

يا بائع المسك يا رغَدًا لقافيتي
الطّيْفُ فيك لحوحٌ دأبُه الطَّرْقُ

أحبّ طَرْقتَه تحكي طلاقته
في علمه برْقٌ في صوته ودْقُ

صحائف القلب في الأقفاص محبَسُها
الحبُّ يكتبها ويذيعها الشوقُ

إن لم يكن في سماء الوصل متَّسعٌ
فالحُلم يجمعنا والبحر والأفْقُ

أخال لاسمك رسمًا لا يليق به
إلّاك.. نلت حروفًا لي بها عشقُ

أعلّل الروح بالكفين أرفعها
فيها الدعاءُ نَدِيٌّ رَيُّهُ الصِّدقُ

أنت القريبُ وإن بعُدتْ رسائلنا
الخفقُ مشتعلٌ .. هل يُكتَبُ الخفْقُ؟

#شعر رغدة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

22 Oct, 13:18


السِّرّ .. والحبل!
كنتُ أنتظر اللحظة المثالية التي تهبني شعورا غامرًا، وعندما استبطأتُها حاولت القفز إلى حلمي وفكّرتُ كيف يمكنني استباق تلك اللحظة بأن أنسجها بخيالي وأعيشها ألف مرة قبل أن تحدث!
قبل سنوات طويلة.. كنت ألعب بالعرائس.. واليوم ألعب مع عرائسي الحقيقة..

قبل أن أجرب الأمومة كنتُ أرقب المشهد المتكرر: أن تخرج الروح وتتلقفها أيدي الأحبة، وضمنًا لا يَسمح هذا المشهد للأم أن تعيش اللحظة في أجمل أربعين يومًا حيث الرابطة الأولى، لأنها في غيبوبة من آلامها ثم رحلة استقبال الناس بالتكلّف في الملبس والهدايا ولا تكاد تهنأ بالروح التي صنعها الله وأخرجها من الضيق إلى السعة بين يدي أنثى تُصنَع أمًّا.

في ذكريات طفلي الأصغر قبل خمس سنوات تعجبتْ أمي إذ أخبرتُها أنني هذه المرة لا أود أن أستقبل زيارات في أول يومين، إنني أزور نفسي وأكتشف الروح الجديدة التي وهبنيها الله ، أتحسس وجهًا جديدًا عاش يشوقني تسعة أشهر بركلاته، بينما أتشظّى حنينًا واشتياقًا، وها هو يعلن حضوره المدهش لينضمّ إلى عالمي ويلتصق فيه إلى الأبد، فأحتاج إلى عزلة مع إحساسي السرّي الفريد.
الأربع والعشرون ساعة الأولى هي عشق لا ينتهي؛ تُخبر فيها المستشفيات العالمية بالقاعدة العاطفية العلاجية لمعاناة تلك الروح الوليدة من الغربة بعد بيئة الرحم الدافئة: "skin to skin” آلية الملامسة بالذات في الساعة الذهبية الأولى من خروج المولود، وهي سحر الاستشفاء للأم وطفلها على حد سواء طوال مدة الرضاع، ثم تُبنى تلك العلاقة التي لا تشبهها أي علاقة في الدنيا حتى تضرب بجذورها في وجدان الطفل إلى أن يكبر مدركًا "أمك ثم أمك ثم أمك".

في كل ولادة تقطع الطبيبة الحبل السري بين المولود وأمه تكون اللحظة التي يُقطع حِسًّا ويبدأ معنى، يُتمّ تعلّقه من الجسد إلى القلب.

وظيفة الأمومة:
بيننا كنتُ ولازلتُ باحثة عن جهة أعمل فيها، وتعمل فيّ، تهبني وأهبها إسعادا ويؤدم بيننا، فلم أخجل يومًا عندما أُسأل: ألم تتوظفي بعد!
أن أجيب -كأي أم-: حتى تجيئ الوظيفة المنتظرة وأثناءها وبعدها. فأنا موظفة في بيتي، براتب معنوي عالٍ في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
وعسى أن تُقدّر هذه الأمانة بحقها ويُحرَس الثغر كما ينبغي.

لا أظن أنّ هناك من لا يستطيع إكمال البيت:
الأمّ مدرسةٌ...
إذا أعددتها..
أعددتَ شعبًا طيب الأعراقِ

ماذا عن إعداد الأم؟
لم توجد بعد وظيفة في العالم توازي أمًّا لا تكلّ في خدمة أسرتها خدمة أرواح لا أجساد، تربية لا تغذية، وتحديدًا في زمان تعلو فيه الشكاية من فوضى الأدوار ؛
الكلّ محترق نفسيًّا..وظيفيًّا، ينسحب من إتمام دوره، غالبنا يريد منطقة الراحة، حيث لا شيء إلا سماع صوت الذات ، الأنا، وهي تأمر والجوارح تنصت، فلا أرى من المناسب أن تشعر الأم بوقت فراغ، لا يوجد فراغ، كل جزيئات الثانية ممتلئة، البركة وحدها هي التي تمدد الوقت حتى يحصل الأبناء على حظّهم من العناية والاهتمام، ثم تجد الأم أنّ جزءا من تغذيتها في وجودهم حولها، فإن كان ثمة فراغ بعد ذلك فهو حتى تملأ رئتيها بالهواء النقي لتُكمل الوظيفة.
من يريد أن يقنع الأم أنّ إنجازاتها الفردية هي السعادة فهذا وهم ومن هنا تخلخلت البيوت وتهاوت مفاهيم الإنجاز وتعطلت العطاءات المتعدية التي هي مسؤولية إجبارية لا اختيارية؛ إذا صارت الأنثى زوجة وأمًّا وجدت إنجازها في نظرة زوج ممتن وفي برّ أبناء حانين، وقد لا يتحقق ذلك بغير إنفاق وقتها طوعًا وكرهًا، وليس كل واجب يُشتهى "فاعبده واصطبر لعبادته".

ربما لن أبالغ إذا قلت أنّ دور الأم تضاعف كثيرًا عمّا كان، وعليها أن تفتح عينيها جيدًا صوب كل اتجاه وتحصّن المداخل على أبنائها، فالأم قبل سنوات كانت تعتمد على معلم ومنهج وقدوة يدعو الناس إلى الخير، لكنها فجأة أبصرت نفسها في تحدي أن تكون هي المنهج والمعلم والقدوة وألّا تعوّل على أحد، وتلمّ بكل جديد وتكون الطبيب النفسي، وأن تلملم نفسها عند كل انكسار فالأعين متشبثة بها.
تطمح غدًا إذا لفّ ابنها شماغه حول رأسه كبيرًا، لفّ بإحكامٍ داخل خلاياه أفكارًا سامية؛ فلم يكن سفنجة ولا إمعة، ألّا يجلس على منصب يحرّك المال فيه قيَمه، فيتبنى الإرجاف ويتخلّى عن دينه ليملأ جيبه!
مشهد النازحين والمشردين من أوطانهم حولنا لابد أن يكون لنا معه وقفة، بما يتناسب مع العمر والنضج، أما تغييبهم عن الواقع فسيكبرون دون أن يجدوا من ينقل الحقيقة التي عشناها وشربناها في الإذاعة المدرسية والمسرح وموضوع التعبير، ولن تُدفن.
.
.
الحبل "السُرّي"..
هو الحبل "السِّري" بين كل أم وأبنائها.
فيا أيتها السرّ.. والوطن، وثغر الأسرة الباسم
هنيئًا لك..

#خاطرة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

18 Oct, 10:54


إذا ارتفع الأذان يَزينُ حالي
يجُمُّ القلب فيّاض الجمالِ

يدُُكُّ الهمَّ حتى لا أُبالي
يصُبُّ "الله أكبرُ " مِلءَ بالي

وأشهد أنه الباقي متينٌ
وكلّ العالمين إلى زوالِ

وأشهدُ أنّ أحمدَ جاء غيثًا
لأمتنا وبلّغَ في نضالِ

وماتَ أوان مات وظلَّ دينٌ
أبِيٌّ ليس يُعرف بالرجالِ

أتى الصدّيق للفاروقِ يومًا
يهدّئ روعةَ الفقدِ العُضالِ

محمّدُ مات والجبّارُ حيٌّ
هو المعبودُ حقًّا ذو الجلالِ

محمد مات والإسلام باقٍ
رسا في القلب ليسَ على رمالِ

إذا ما ماتَ ورّثَ كنز عِزٍّ
فلا تهِنوا ورأسُ الدين عالي

على نهج الحبيب تجود نفْسٌ
ويبقى الهَدْيُ حيًّا بالوصالِ

يَسيرٌ أن يشيع الحبُّ لفظًا
وإنَّ الحُبَّ ريّانَ الفِعالِ

فقُمْ واغرِسْ وأعلِ الجدِّ وانهَلْ
وسُرَّ محمّدًا يوم النوالِ

وليس الشأن أن تبتاعَ كُحلًا
ولكنْ رَيّ جفنٍ باكتحالِ




#شعر رغدة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

15 Oct, 13:37


ماذا لو كانت يدي؟
ماذا لو أنّ تلك اليد المستنجدة في وسط اللهيب كانت يد من أحب؟
شعور لوهلة ينتزع السكينة نعوذ بالله من القهر والظلم؛ ثم ينبثق صوت من الوجدان يعزّي قائلًا: "والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون".
تفنى العبارات وتتقازم الأوصاف ويشعر المرء بانعدام الدافعية تجاه أعماله، وهو يرى أولئك الذين هربوا من جدران بيوتهم وفرّوا من الموت ونزحوا مرات ومرات يموتون في خيامهم بجوار مستشفى ظنّوا أن يجدوا حولها أمان نسائهم وأبنائهم وأنفسهم!
عندما كنت أقرأ سورة البروج وأحاول تصوّر شعور المؤمنين وهو يقذفون في النار واحدًا تلو آخر ويأتي الوصف القرآني للمشهد: "النار ذات الوقود* إذ هم عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود"؛ كنت أفكّر كيف يمكن لأيّ بشر يحمل مشاعر الإنسانية أن يفعل هذا، يقول ابن عاشور: "فائِدَةُ هَذِهِ الحالِ تَفْظِيعُ ذَلِكَ القُعُودِ وتَعْظِيمُ جُرْمِهِ، إذْ كانُوا يُشاهِدُونَ تَعْذِيبَ المُؤْمِنِينَ لا يَرْأفُونَ في ذَلِكَ ولا يَشْمَئِزُّونَ"، وقال ابن عثيمين: " هؤلاء الذين حفروا الأخاديد وألقوا فيها المؤمنين كانوا -والعياذ بالله- عندهم قسوة وجبروت، يَرَوْن النارَ تَلْتَهم هؤلاء البشر وهم قعودٌ عليها على الأسِرَّة فَكِهون كأنَّ شيئًا لم يكن، وهذا من الجبروت أن يَرى الإنسانُ البشرَ تَلْتهمه النارُ وهو جالسٌ على سريره يتفكَّه بالحديث ولا يبالي".

على ضفة أخرى أتذكّر السلوى أسترجع المآلات من رحلة الحياة بمثل ما وردنا من قصة بني مخزوم وهم يخرجون بعمّار بن ياسر وبأبيه وأمّه -وهم نموذج البيت المسلم الأول- إذا حميت الظهيرة، يعذّبونهم برمضاء مكة، فيمرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: "صبرا آل ياسر؛ فإنّ موعدكم الجنة".
صبرًا آل غزة؛ فإنّ الله يبصر ويسمع، ولا يخفى في ملكه عنه شيء، وإنّ المؤمن ما يزال في بصائر بلائه متدثّرًا بإيمانه مستلهمًا الآيات في مواقف حياته كلها حتى يأتي أمر الله.
عندما جاءت إلى المدينة حادثة الإفك فنزل الهمّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين وانقطع الوحي في شأن عائشة رضي الله عنها خمسين يومًا أو تزيد كما قال الشرّاح وذكرت عائشة أنها مذ ذهبت منزل أبويها مكثت شهرًا هناك قبل نزول الوحي في شأنها، والله سبحانه وتعالى لا يعجزه أن ينزل الوحي فينتهي الناس عن الحديث في فراش النبوة وعرض المصطفى وفي أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه؛ ولكنها إرادة الله وتمام حكمته التي قال عنها في سورة النور: "لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم"؛ وفي حكم رؤية هذا الخير حديث وفير في كتب التفاسير.

إنّ التحدّي اليوم كبير على الفرد منّا للحفاظ -مع يقينه العظيم بالله- على حالة شعورية من التضامن وعدم فقدها مع التيه الذي تحمله وسائل التواصل الاجتماعي لمن يتابع الأخبار فيها؛ ففكرة المشاهد السريعة الخاطفة كثيرا ما تنجح في خطفنا من الشعور وشتاتنا، فبينما أنت متعاطف أو ربما باك من احتراق الخيام في دقيقة تحيلك بكل إسفاف على إعلان دورة للرقص الشرقي، أو رحّالة يستعرض صوره على متن سفينة في قلب البحر .
تجاوزنا مرحلة الخوارزميات إلى قذف الدعايات التي لا تتصل بأي من محتويات متابعتنا فصرنا في فوضى، وتعطّلت لدينا إمكانية الاستغراق في اللحظة والسماح للتفكير أن يتحوّل إلى إيجابية واعية في حياتنا إذا ما سمحنا لهذا الكم الهائل من التفاهة أن يجد استجابة لدينا. والفائز من نجا منها.

وجعك ودمعك وأنت ترفع دعواتك وقلبك بين يديك مقدّر عند الله، وهو القائل: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون" الكريم يجزيك على الدمع والاحتراق الذي في قلبك؛ فإنّ المنكر الذي أصاب إخواننا من ألم ونزوح وتجويع وقتل بأبشع الوسائل الذي تقف أمامه بشعور قلبك بالألم والإنكار أنت مأجور عليه؛ وما أعظم كرم الله وجبره لخواطرنا إذ عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكار القلب درجة من التغيير وإن كانت الأضعف" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده … (إلى أن قال) فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، مما قيل في شرحه في عون المعبود: "فبقلبه: بأن لا يرضى به وينكر في باطنه على متعاطيه، فيكون تغييرا معنويًّا إذ ليس في وسعه إلا هذا القدر من التغيير".

ربّاه إنّ يدي برجائها رُفعتْ
وأيقن القلبُ ما خابتْ إليكَ يدُ
-قريبًا في حلّة إنشادية-

#خاطرة

https://t.me/Sha6eAlraghad

شاطئ الرغد

08 Oct, 13:12


"كيف حالك؟"
سؤال يمثّل المقبّلات لأي لقاء عابر، وفي أشهر انتقل إلى أن يكون الطبق الرئيسي الأكثر دسامة.
هذا السؤال بعمقه لا بسياق تداوله كتبتْ حروفه على كل قلب حربُ غزة، وهي تُبثّ علنًا أمامنا سنة كاملة من الألم، لكن ليس من المناسب أن نتحدّث عن ذلك المصاب الذي نشعره جميعًا وتغيب عنّا حقيقة حكمة الله في البعد الكلّي الذي لا تدركه الأبصار.
حرب – برح - رحب، هذا التجانس يسحب معه الأثر المفارق الذي وُلد إلى الساحة على التوالي من جرّاء تناوب الحروف الثلاثة في اتساق عجيب : ح ر ب
نعم جعلت الحرب على غزة آلامنا في نصابها الصحيح، هيّأت لنا نقلًا مباشرًا "للتبريح" حتى لا نحكي لأبنائنا أننا قرأنا، بل أننا شاهدنا وتفاعلنا، وبكينا وتوقّفنا، وحٌبست أنفاسنا، ثم تساءلنا عن موقعنا، وعن همومنا، وعن ترتيب أولوياتنا، وعن وسائل نصرنا، عن وعن..
ومع عصرة ألم لم تفارقنا وجدنا أنفسنا أمام "رحابة" نظرة شمولية عندما أبعدنا العدسة وغيّرنا توجيهها.
ليبقى السؤال النابض في العروق والأكثر أهمية:
"كيف" حالك الآن؟
ما دُمتَ صدقتَ في وسعك المحدود فعلًا، فماذا فعلتَ بالمساحة المٌتاحة؟ هل استثمرتها؟
رحلتك الذاتية أنت إلى الله، سعيك لرفع كلمته في حياتك، التي تمثّل الشرط "إن تنصروا الله ينصركم"
ك ي ف تبدو لك؟
لم تأتِ السرعة والسبق في شيء في القرآن سوى للمغفرة والجنة؛ فهل تُراه تحقق أم أننا رضينا الحبو..؟
"كيف" ترى خطوك؟ تحبو.. تمشي... تهرول.. تسبق؟ في كلٍّ خير؛ والله كريم بالنتائج، لكن الأهم أن لا تكون خطوتك في الاتجاه المعاكس "ولا تتبعوا خطوات الشيطان"! حينها توقّف وعدّل الوجهة.
...
"كيف" حالك؟
طٌرح هذا السؤال علي من عين طفل شارد فقد للتوّ أبويه، وآخر حمل في حقيبته المدرسية أشلاء أخيه، وأخرى رأت عربة المثلجات تحمل جثث عائلتها.
سُئلتُه من أب ينادي من بين الركام اسمًا اسمًا للخمسة الذين ربّاهم واحتضنهم، ثم أخذ حفنة من التراب يجفف بها دمعه، وأمٍّ تبحث في المستشفيات عن ولدها الجميل لتكتشف أن الذي تبقّى منه لفائف شعره الأشقر،
وغيرهم.. وغيرهم..
فضاء جديد من تربية النفس نشكر الإعلام أن قدّمه لنا بإخلاص على طبق من الألم والدموع، مع فيتامينات من اليقظة الشعورية وكأس من بياض الوحي البارد المنسكب على القلب حين تجتمع الثلاثة ونُشاهد الرابعة:
"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين"
"كيف" يملك مثل هؤلاء إكمال حياتهم؟
عامٌ كامل توقّفتُ فيه مرارًا عن العمل في رسالتي الدكتوراه قبل تمامها لأعيد ترتيب روحي، وأحاول أن أجيب عن سؤال: كيف أقف الآن؟
بإمكان كل منّا أن يقف، لكن كيف؟ مطأطئ الرأس أم رافعًا له؟ ناصبًا جذعه أم منكفئًا هزيلًا؟ باسم الثغر أم متجهّمًا؟
سنختار الأكمل ولن نرضى بغير "وأنتم الأعلون" ونكمل السير ..
الناس تكافح وتحيا محاولة في كل اتجاه أن تحسّن جودة الحياة "الدنيا"، لابأس لكن للتكافؤ فقط: "كيف" نحسّن جودة أقدامنا ولياقتنا البدنية للسباق الأخروي؟

كيف حالك؟
ليس سؤالًا للإجابة الفورية أبدًا إنما هو سؤال للتأمّل ثم العمل على إثر دورة تدريبية مكثفة عن الألم أخذتها عن بعد، يحسن أن تزيّن سيرتك الذاتية.
رحمك الله أن جعلها لك درسًا عن بعد؛ ورحم الله إخواننا حين عاشوها عن قرب، ودرّبوها، وقد أوتي كلٌّ حسب وسعه.
تذكرتُ ردًّا على هذا السؤال يحمل وعيا لا جوابا أورده أبوهلال العسكري: "قيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه".
الجواب الدائم هو:
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركًا فيه

وروي عن علي بن أبي طالب:
"ومن قلّت مطامعه تغطّى
من الدنيا بأثواب الأمانِ

وما يدري الفتى ماذا يلاقي
إذا ما عاش من حدَث الزمان"
بعيدًا فوق رمالٍ اعتدتُ أن أبعثرها من فتات أوراق الحياة الذهبية على شاطئ من خيال يجعلني أكتب، هناك نصبت خيمتي أحاول إيجاد الهدأة من زحمة التهافت الذي يعاني منه البشر للوصول للوجهة، كلّنا لاهث، لكن السؤال الحقيقي الحنون لك واسأل عنه، وفيه، وبه نفسك:

كيف حالك؟

#خاطرة
#غزة

https://t.me/Sha6eAlraghad