سلسلة العلم والدين

تم بحمد الله وفضله.

سلسلة العلم والدين pinned «مؤشرات الحلقات 1- بداية تعليقات الحلقة الأولى - لحظة جاليليو 2- بداية تعليقات الحلقة الثانية - سندريلا تشاغب أينشتاين 3- بداية تعليقات الحلقة الثالثة- توافق لا صراع 4 -بداية تعليقات الحلقة الرابعة- أكاذيب الصراع 5-بداية تعليقات الحلقة الخامسة - النماذج…»

مؤشرات الحلقات

1- بداية تعليقات الحلقة الأولى - لحظة جاليليو

2- بداية تعليقات الحلقة الثانية - سندريلا تشاغب أينشتاين

3- بداية تعليقات الحلقة الثالثة- توافق لا صراع

4 -بداية تعليقات الحلقة الرابعة- أكاذيب الصراع

5-بداية تعليقات الحلقة الخامسة - النماذج الثلاثة بين المعيارية والوصفية

6- بداية تعليقات الحلقة السادسة - نموذج الانفصال ومفهوم الكتابين

7- بداية تعليقات الحلقة السابعة - الأساس النفسي للرؤية الجديدة للعالم

8- بداية تعليقات الحلقة الثامنة - نموذج الفصل ومعايير العلمية

9- بداية تعليقات الحلقة التاسعة - التأثر العلمي بين المنطق والسيكولوجيا

10 - بداية تعليقات الحلقة العاشرة - نموذج التكامل واللاهوت الطبيعي

11- بداية تعليقات الحلقة الحادية عشر- لاهوت الطبيعة والتوليف النظامي

12- بداية تعليقات الحلقة الثانية عشر- مدارس لا أشخاص
13- بداية تعليقات الحلقة الثالثة عشر -المدرسة الإرثية

14- 15 بداية تعليقات الحلقة الرابعة عشر والخامسة عشر- سيد حسين نصر والعلم المقدس وانفثاء البالون

16- بداية تعليقات الحلقة السادسة عشر -ضياء الدين سردار

17 - بداية تعليقات الحلقة السابعة عشر-إسلامية المعرفة وإسماعيل الفاروقي

18-بداية تعليقات الحلقة الثامنة عشر والأخيرة-الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الكتب المذكورة في السبع حلقات الأخيرة

1- تاريخ العلم لجورج سارتون
2- كتاب كيف صنع الإسلام العالم الحديث(هام)
3- كتاب تاريخ العلماء المسلمين لسيد حسين نصر
4- كتاب أزمة العالم الحديث لعبد الواحد يحيى
5- كتاب الشرق والغرب لعبد الواحد يحيى
6-كتاب المدرسة الشاذلية لعبد الحليم محمود
7- سؤال الإسلام الكمي لدكتور نضال قسوم
8- كتاب في العوالم المُهتزة لماليزيا ومصر لدكتور منى أباظة
9- كتاب العرب والعلم والتقانة لـ أنطوان زحلان
10- الجواهر في تفسير القرآن لطنطاوي جوهري
11- كتاب الإسلام والعلم والأصولية الدينية لعلي بيود
12- كتاب نحو علم مقدس لسيد حسين نصر
13- محاضرات جيفورد المعرفة والمقدس لسيد حسين نصر
14- كتاب الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية لأبي الحسن الندوي
15-كتاب فصل المقال مابين الشريعة والحكمة من اتصال لابن رشد الحفيد
16- سلسلة الإسلام واحدا ومتعددا لعبد المجيد الشرفي

سلسلة العلم والدين pinned «ما سيناقش كما هو عنوان الحلقة في الحلقات التالية ليس آراء الأشخاص أو بعض العلماء المسلمين -وهم كثر- في قضية العلم والدين وإنما سيكون آراء الأشخاص التي كونت تيارات ومدارس كمدرسة سيد حسين نصر ومدرسة ضياء الدين سردار ومدرسة إسماعيل الفاروقي ومدرسة الإعجاز…»

مناقشة كلمة الإعجاز العلمي

الكلمة تتسم بالتناقض لأن شرط الإعجاز هو



1- الآنية الراهنية

وليس بعد مائة أو ألف سنة
لذلك يجب أن يكون واضحا وظاهرا أمام العرب الأقحاح ولذلك الإعجاز له كان بلاغيا بيانيا

2- القهرية

وهي عدم القدرة على إتيان ما بمثله وهذا ما جاء في العرب الأقحاح بعدم قدرتهم على الإتيان بمثله


لذلك إعجاز القرآن الكريم من يوم أنزل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إعجازا بلاغيا بيانيا

حلقة الإعجاز العلمي في الميزان

الإسم : مدرسة الإعجاز العلمي

وهي كذلك التيار البراجماتي

أو المدرسة الحداثية بتعبير سيد حسين نصر
وهي أقرب إلى التيار الرابع حيث لا تنظير له مفصلا وإنما بعض الشخصيات التي صدرت عن هذه الفكرة

المؤسسون

حيث جدهم جمال الدين الأفغاني

وجدهم الأسبق السير سيد أحمد خان


عند السير أحمد خان في كتابه نحو إنثربولوجيا إسلامية
ولكنه كان عند المختصصين في هذا العلم من الكتب الهزيلة

كذلك كان من الحداثيين الذين يباركون العلم الغربي ويدعون إلى تأويل النصوص بما يوافق العلم الغربي

دعا إلى تأويل المعجزات مع أن لها معاملتها الخاصة في السياق الديني

وتكون ضمن نطاق اللاهوت وليس العلم لأنها نوع
من الفعل الإلهي

(تمت مناقشة هذا الموضوع في خطبة أين الحصان؟ جدل المعراج والمعجزة)

كذلك الأستاذ محمد عبده ومحمد رشيد رضا كانوا من الذين يباركون العلم ولا يجدون معه مشكلة

ثم أزداد هذا التيار إلى عبد المجيد الزنداني اليمني وزغلول النجار المصري


المبادئ:

بشكل عام ينطلقون من أن نتائج العلم قد سبقها القرآن لذا هذا يصادق أن القرآن من عند الله

النقد:

- نقدهم أبو الحسن الندوي في كتابه الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية

وتختلف هذه المدرسة مع مدرسة أسلمة المعرفة

لأن أسلمة المعرفة تنطلق من إعادة إنتاج العلم بما يتوافق مع القيم والمعطيات الإسلامية

على أنهم لم ينجحوا في ذلك لكن هذه كانت منطلقاتهم

لكن الإعجاز يترك العلم كما هو ولا مشكلة معه لكن بأن القرآن والسنة قد سبقت إلي تقرير هذه الحقائق.

وهنا يتداخل مصطلحين

مصطلح الإعجاز العلمي ومصطلح التفسير العلمي

مصطلح الإعجاز العلمي

يأتي بقطعية ويقينية تفسيره فدل على قهرية إعجازه وتفسيره

وهذا هو مدخل الخطأ في أصحاب الإعجاز العلمي لأنهم بما هم بشر قد يصيبون يخطئون في فهمهم

أما أصحاب التفسير العلمي

فاجتهاد منهم في فهم القرآن ولا يؤيدون قطعية رأيهم وإنما محاولة منهم لفهم القرآن وتدبره

ومنهم طنطاوي جوهري حيث يأتي مثلا في آية
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ

أن يتكلم لك عن الجنات وعن الأعناب والنخيل وأنواعها وطريقة تربيتها وهكذا

وكذلك الدكتور مصطفى محمود وحلقاته العلم والإيمان والتي كانت نظرات تدبرية قي خلق الله

وهذا هو الفرق بين أصحاب الإعجاز العلمي وأصحاب التفسير العلمي


ووجه الإعجاز

يجب أن يكون بطريق التطابق وليس بطريق الإشارة والإيماء والدلالة
لذا ستجد بعضا من آيات القرآن قطعية علميا إلى حد بعيد
ولكن ليس كل ما يأتيه أصحاب الإعجاز العلمي على هذه الطريقة والإعجاز لا يتحقق إلا بالقطعية والتطابق الصريح وليس الإشارة.

إسماعيل الفاروقي

إسم المدرسة : مدرسة إسلامية المعرفة

المؤسس : اختلفوا في مؤسسها

فادعى نجيب العطاس أو نقيب العطاس أنه هو المؤسس لها وأول من كتب عن ضرورة أسلمة المعرفة وذلك عام 1969 وليس على يد إسماعيل الفاروقي


بدايتها:

كانت عام 1977 في مؤتمر إعلان المدرسة في مكة المكرمة وذلك بحضور إسماعيل الفاروقي وسيد حسين نصر وضياء الدين سردار

وحمل لواء إسلمة المعرفة بعد إسماعيل الفاروقي

الأصولي العراقي الدكتور طه جابر فياض العلَواني

وساعد في إقامة أفكارها مهاتير محمد وهو ليس إسلاميا في العمق بل علمانيا كحداثيا ويؤمن بعلمانية الدولة كأردوغان



الاشتباكات:

كانت المُهتدية الأمريكية اليهودية مريم جميلة في عام 1961 قد كتبت كتاب الإسلام والحداثة لتصف المجتمع الغربي بالوثني

ثم تصاعدت آراء أبو الأعلى المودوي بأن لابد من أسلمة العلوم الغربية

حدث اشتباك بين إسماعيل الفاروقي وبين الإسلاموي الحداثوي ذو النزعة الاشتراكية أنور إبراهيم وأودع في السجن بعدها بقانون الطوارئ

حدث وقتها عام1977 انقلاب الجنرال ضياء الحق وأخد مخنق السلطة سياسيا وعسكريا
وكما قال هودبهوي

بدأت أسلمة المعرفة تنتعش في باكستان في هذه السنة

وكذا بدأت أسلمة المعرفة تحيل إلى أبو الأعلى المودودي منشئ الجماعة الإسلامية في باكستان



المبادئ:

إننا كمسلمين لنا منظورنا العقدية في الخلافة والعمارة والعبادة

نزع الغربنة (من الغرب) عن العلوم


النقد:

الجانب التنظيري في فكرهم

وقد كانت معظم جهودهم في العلوم الإنسانية والاجتماعية وتطرقوا بشكل بسيط في العلوم البحتة الكونية و الطبيعية

ولكن لم يأتوا بنتائج

وهذا ماقاله عالم الاجتماع المصري الراحل السيد ياسين

وهذا ماحصل كذلك في جهودهم في نظرية المعرفة (الإبستمولوجيا)

وكان من بينهم من الشخصيات الواعدة الدكتور نصر محمد عارف في الفكر السياسي الإسلامي

ثم انشق عنهم تغيرت أفكاره وأخد يكتب في نقد الحكم باسم الإسلام كنقده للبشير وأردوغان

مدرسة ضياء الدين سردار

الإسم : المدرسة الإجمالية

ومن الخطأ تسميتها بالجمالية أو نسبتها إلى جمال الدين الأفغاني فهذا خطأ

الإجمالية له علاقة بالجمال، باللفظ العربي أو علاقة بالتعميم. 

فقد رمت إلى أن تستوعب أكبر عدد مُمكن من الإيجابيات، في النظرة للعلم بحيث يكون العلم في أحسن أوضاعه

المباني:

التوجه الأساسي له هو توجه عملي، اجتماعي

. هو ينظر إلى العلم، لا من زاوية ميتافيزيقية

، بقدر ما ينظر إليه من زاوية اجتماعية
واقتصادية ،وسياسية

ونقده على العلم لتأثيراته على مناحي الحياة كالأمن والصحة والأخلاق والبيئة ومستقبل البشرية عموما .



النقد:
مبدئيا حين نتحدث عن الإطار العام


الكلام النظري العام حول القيم مقبول لو سمعه حتى غير مسلم مبدئيا، سيُوافق عليه، لكن حين يكون الإطار الذي تُصوره لنا إطار عمل للعلم غير مُناسب

وحين يكون الإطار واسعا تقريبا لن يشتغل
وإذا كان ضيقا أيضا لن يشتغل وإن اشتغل فشغله مجهوض

لذلك إن اشتغل يجب أن يكون مناسبا ومتنجانسا ومسانخا لموضوع العمل

لذلك حينما تبحث عن إطار عمل لبحث في البيولوجيا الجزئية يكون إطار العمل في سنخه وتناسبه

وهو علم البيولوجيا وليس أوسع أو أضيق من ذلك وإلا لفشل هذا البحث وأصبح كلاما تنظيريا بعيدا عن واقع العلم.

ولذلك معظم هذه النماذج والمدارس تفشل لأن إطار عملها واسع جدا بعيد عن الحس التطبيقي للعلم كما يقول بيير بورديو


ولذلك مثل طلب العلاج للمريض في غير الطب التجريبي يكون مطلوبا و لا إشكال فيه في الإطار الأوسع

وليس في الحالات الخاصة التي تطلب تدخل متخصص في هذا المرض وذاك العلاج

- غياب الحس التطبيقي كذلك
ولذلك كما قال دكتور نضال قسوم في كتابه في التعريف بهم
قد منيت بالخيبة

لمثاليتها المفرطة و تأثرها بالمدرسة الرومانسية في

التعامل مع التجارب والأبحاث العلمية كتحريم التعامل مع الحيوانات أو غيرها .

مدرسة سيد حسين نصر الإرثية

مبانيها
إعادة النظر في الأسس الرؤوية الميتافيزيقية الحاكمة على النشاط العلمي برمته

إعادة تأسيس العلم على الأسس والمباني الإسلامية لأنها في نظره وحسب درايت بالعلم

وبالعالم وبالإسلام، هي الأوفى والأفضل والأكرم والأضمن لمُستقبل العلم ومُستقبل البشرية.

موقفه من العلم:

ليس ضد العلم في ذاته وإنما ضد أن نكتفي به على علاته




الرد والتعقيب عليها :

1- الاهتمام بالعلوم الخفية كالخيمياء والسحر والتنجيم

2- غياب الحس التطبيقي كما سماه عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو Pierre Bourdieu

3- فكرة نزع صفة الغربنة عن العلم ليس هدفا في ذاته لأن العلم قد يكون فعلا قد وجد بشكل الحالي في الغرب وقد أثبتت نجاعتها سواء أطلقنا عليها علم غربي أم لا


4- فكرة أننا بما أننا أصحاب الدين التوحيدي هذا لا يعني أننا أحق بمن يصدر عن العلم الصحيح أو العلم المقدس بتعبير سيد حسين نصر


لأن العلم في ذاته لا يقدس وهو قائم على التجربة والخطأ وعلى مبدأ القابلية للتكذيب


5- علم اجتماع المعرفة، بالأخص علم اجتماع العلم ، يوضح أن الحقائق بالنسبة للعلم ليست ناجزة ومقدسة بهذا الشكل

لا يُمكن أن تُوصف بأنها موضوعية ، بقدر ما يُمكن أن تُوصف بأنها حقائق تُبنى، في سياقات مُحددة، ومرهونة أيضا بالأسئلة التي يُراد منها أن تكون جوابا عنها، قضية جدلية مُعقدة.


6- إذا أردنا أن نستخدم العلم نستخدمه في الأغراض السلمية فقط وتشتغل بمنهجيته التجريبية المعروفة وهذا هو المطلوب منا أما أن تجعله مقدسا أو غير مقدس فهذا ليس شأن العلم


7-هنا ظهر الخلط بين المبادئ التي أنشأها الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي وبين سيد حسين نصر
فمحي الدين ابن عربي اعتبر العلوم الطبيعية من العلوم العقلية فقط

فيما اعتبرها سيد حسين نصر أنها قد يدخل إليها علوم الأسرار وهذا خلط واضح

فالعلوم العقلية لها أدواتها وعلوم الأسرار لها أدواتها ولا يتعدى أحد العلمين على الآخر .

وقد ظهر بسبب هذا الخلط بين وسائل الجانب العلمي والجانب الروحاني بعض الظواهر الغريبة

التي تدعى تسخير الجن وتحديد زاوية الله أو مقياس النفاق عياذا به من الوقوع في هذه الكفريات

8- مما أخده عليه ضياء الدين سردار صاحب المدرسة الإجمالية

أنه إذا كان جانب الروح منفصل على جانب البدن فهل العلم المقدس قابل أن يتعاطى مع عالم الطبيعة أم لا

ولذا التمايز بينهما يقتضي التغاير في وسائلهما

بمعنى أن الوسيلة المعرفية التي يمكن أن تتعاطى مع جانب النفس والروح لن تصلح مع جانب المادة

مثل اكتشاف الحمض النووى منزوع الأكسجين DNA

هذا تم اكتشافه كقضية مادية وليس علم خفي و
مقدس وقس على ذلك باقي الاكتشافات العلمية التجريبية

حتى مع وجود الطب البديل فهو لم ينجز منجزات الطب التجريبي

وإنما تأثيراته على نحو ضيق وليس له القدرة على التأثير بما تفعله عملية جراحية مثلا.

مبادئ المدرسة الإرثية

أن الحكمة في أصلها إلهية ولذا نقطع بأنها تامة وكاملة وليس شيئا يؤخد بالإستنباط

وهذه الحكمة ظلت تتوارث إلى أن ضحى بها الغرب وداسها وظلت أجزاء منها في التراث
الإسلامي
إلى أن سماها أحد تلاميذه بال المدرسة الإرثية أو الفلسفة الخالدة

خالدة وPerennial وقديمة وعتقية وسوف يبقى يحمل مشعلها، ولو آحاد الناس

وقد اعتبر رينيه جينو René Guénon نفسه منذور القدر ليحمل مشعل هذه الفلسفة.

وقد رفض مشرف الدكتوراه لرينيه جينو رسالته في الدكتوراه عن تراث الهند والهندوسية

وذلك لمخالفتها لطريقتهم العقلانية وقد نشر بالهربية وترجمه المركز المشروع القومي للترجمة بمصر

ولذا كان هناك أيضا الرفض لبعض أفكاره في الوسط الإسلامي
وقد كان من آرائه التراث الهندوسي فيه أكمل الصور الإلهية الخالدة التي نحتاجها والتي نجدها تتكرر بعد ذلك مع موسى وعيسى ومحمد ومع كل العارفين إلر اليوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

مع أنه أسلم بعد ذلك لذلك معناها أنه رأى في أن الإسلام لا يتعارض ولا يتضاد مع هذه الحكمة با هو تمثيل صاف ومركز لها

ولكن هنا شئ وجب التنبيه عليه قد أشار الدكتور إليه وهذا الذي أحجمه في التواصل مع هذه المدرسة طلبا للسلامة

وهو أن هذه المدرسة بعد ذلك بتشعباتها المُختلفة يُلاحظ عليها أو على بعض تشعباتها تساهلا في الناحية الشعائرية والعبادية،

وبأوسع في الناحية الشرعية

وقد أخد على فريتيوف شوان Frithjof Schuon، تلميذ جينو Guénon وأستاذ سيد حُسين نصر، أُخذت عليه مآخذ مسلكية أما فيما عدا ذلك فقد كان يعد معلما روحيا


وفريتيوف شوان Frithjof Schuon، أول الشخصيات الغربية الأوروبية، التي تحولت إلى مشايخ طرق صوفية، تُعطي الإجازة في تاريخ أوروبا لأول مرة

ولكن بشكل عام فقد كانت طريقة عبد الواحد يحيى فرع من فروع الطريقة الشاذلية وكان تلميذه فيها شيخ الأزهر عبد الحليم محمود

وقد كان كلاهما على الطريقة الشاذلية

أما فريتيوف شوان Frithjof Schuon فقد أسس الطريقة المريمية نسبة إلى مريم بعد حادثة رؤيته لها جهارا

ولهذا تختلف طريقة رينيه جينو عن شوان

وقد كان شوان من الباحثين ومن المُعجبين بالديانات الأمريكية الأصلانية، ال Native
أو ال Indigenous، أي Religions
أي ديانات المايا Maya والآزتيك Aztec، والنافاجو Navajo وغيرها


وقد قال سيد حسين نصر هذا الإرث الخالد من الحكمة الخالدة موجود، جُزء منه في التراث الإسلامي.

وهو التراث الحقيقي. 
وجُزء آخر من تراثنا لا يحتوي على هذه الحكمةالخالدة، أو أجزاء منها وهو

الجزء الزائف؛ السودو Pseudo


ولهذا كان تأثير محي الدين ابن عربي وكتابه الفتوحات المكية واضحا في هذه المدرسة وما قبلها
فقد

1- تأثر به مُلا صدر الدين الشيرازي صاحب مدرسة الحكمة المتعالية بنسبة كبيرة

2- تأثر به رينيه جينو وذلك واضح في كتبه لمن قرأ الفتوحات المكية لابن عربي

وقد ظهرت بعض الدراسات في العالم الغربي اليوم وتسمى بالدراسات الأكبرية ومن هنا قد فتحوا

أعين الغرب على تراث الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي

وهنا يظهر التأثر بالأفلاطونية المحدثة

والمدرسة الإشراقية التابعة لشهاب الدين السهروردي المقتول

ففلسفة الإشراق

هي تطهير الباطن من الخزايا والدنايا والسفاسف والمعاصى فأن فعلت ذلك يصبح القلب كالمرآة تعكس الحقيقة


وفي مقدمة الفتوحات المكية يذكر الشيخ الأكبر ثلاث مراتب للعلم

أولها العلوم العقلية

وتؤخد بالتعليم والتعلم كالمنطق والفلسفة والعلوم الطبيعية

وفيها طرق الاستنباط والاستقراء والفهم والرواية

ثانيها علم الأحوال

وهو الذي لا يصاب إلا بالتجربة الشخصية

والتي تسمى تجربة الوعي Consciousness
وهذا بالمسألة الصعبة كما يقول chalmers
وهي الكواليا كما وضحنا سابقا

كتجربة اللون الأحمر وأن كل منا يراه بتجربته الخاصة حتى وإن كان عالما في اللون الأحمر من دون أن يراه يكون هناك نقصا في علمه

كما يقول إرفين شرودنغر Erwin Schrödinger، حين قال في كتابه الطبيعة والإغريق والعلم والمذهب الإنساني

العلم الثالث
علوم الأسرار

وهي العلوم الإلهية اللدنية من لدن الله مباشرة بغير معلم ولا يعطاها إلا لمن يستحقها

وهذه العلوم يقينية قطعية لايدخلها الشك أبدا
وهذا العلم -علم الأسرار- هو جوهر الفلسفة الخالدة وليس غيره.

المدرسة الأولى

الإسم : المدرسة الإرثية

المؤسس: رينيه جينو

ثم الإيراني سيد حسين نصر
وهو الإيراني الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية

وفي أثناء ذلك ألقى الفيلسوف برتراند راسل محاضرته والتي بين فيها أن غرض العلم ليس الكشف عن الواقع
فهو أعجز من أن يفعل ذلك

وإنما العلم يطرح أسئلة، تحكي نطاق الجهل والتساؤل لديك ،ثم يُحاول بآلياته التقصوية أن يُجيب عنها،
فقط لو طرحت أسئلة مُختلفة، أضيق أو أوسع، فسيُجيب العلم، وستختلف الصورة

ولكن الواقع كموضوع نهائي غير موجود أي غير متيقن

وهذا نفس منظور
فيرنر هايزنبيرغ Werner Heisenberg
وكلامهما متأثران بفيزياء الكم
وكذلك فلسفة كانط كما وضحنا سابقا في أننا غير مؤهلين للوصول إلى الأشياء في ذواتها

وبعد هذه المحاضرة قرر سيد حسين نصر الجمع بين العلم المحض من رياضيات وفيزياء وبين فلسفة العلم

ولذلك درس الفيزياء في MIT وحصل على الدكتوراه من هارفارد
وألف كتابه تاريخ العلوم في الإسلام

وقد انتمى سيد حسين نصر إلى مدرسة قبله وهي مدرسة الفلسفة الخالدة
Perennial philosophy
أو المدرسة التراثية أو الإرثية

وصاحبها رينيه جينو René Guénon
المهتدي إلى الإسلام و قد سمى نفسه عبد الواحد يحيى

وهو صاحب الآراء النقدية للحضارة الغربية
والذي كان يرى أن الحضارة الغربية من لحظة ما يُسمى بال Renaissance أو النهضة بدأت في الانحدار أي من بدايتها

خلافا لأوسفالد شبينغلر Oswald Spengler والآخرين الذين ظنوا أنها تنحدر من القرن التاسع عشر مثلا

وقد ترجمت أعماله على يد الأستاذ عبد الباقي مفتاح الجزائري

والأستاذ أحمد شفيع السيد رحمه الله عليه المتوفى إثر إصابته بكورونا

ما سيناقش كما هو عنوان الحلقة في الحلقات التالية

ليس آراء الأشخاص أو بعض العلماء المسلمين -وهم كثر- في قضية العلم والدين

وإنما سيكون آراء الأشخاص التي كونت تيارات ومدارس

كمدرسة سيد حسين نصر
ومدرسة ضياء الدين سردار
ومدرسة إسماعيل الفاروقي
ومدرسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
وكل مدرسة سيوضح
ما اسمها؟ ما مبانيها؟ ما طريقتها في التعامل مع العلم؟.
لتشعب الكلام في المدارس في كل حلقة لذلك سيجمع كل على حدة ثم يذكر المصادر المذكورة في الحلقات

الفرق بين الأسترولوجي Astrology بالأسترونومي Astronomy

الأسترولوجي Astrology
وهو التنجيم وهو المحرم

بالأسترونومي Astronomy
علم الفلك وهو فرع من فروع علم الفيزياء

الموقف الغربي من المنجزات العلمية الإسلامية

الموقف الغربي كان إلى مطلع القرن العشرين مُعتصما بالجحود والنُكران

فالمسلمون -في رأيهم- لم يكونوا أكثر من ساعي بريد

قاموا بترجمة العلوم اليونانية وقام الغرب بالاستفادة منها منتهجين منهجا آخر مختلف عن مناهج المسلمين.

وكان من الذين تبنوا هذا الرأي وكيل الوضعية المنطقية في العالم العربي
زكي نجيب محمود حتى في المرحلة الإصلاحية الثانية في حياته

فلم تزد العلوم العربية عنده سوى زيادة تعاليق وحواش على المتون

وكان من الذين ردوا عليه في هذا الباب مؤرخ العلوم وصاحب الموسوعة في تاريخ العلم عند المسلمين الدكتور رشدي راشد

ملقيا اللوم على ذكي نجيب محمود في الحديث في غير فنه.

وكان من ضمن هذه المدارس

في القرن التاسع عشر بالذات في أوروبا
المدرسة الفرنسية
وكان الأب لها المؤرخ العنصري إرنست رينان Ernest Renan،
وغوبينو Gobineau،
توماس كارليل Thomas Carlyle

وقد أيد العنصري رينان أن العقل عقلان

العقل الآري وهو بطبيعته عقل مبدع، فلسفي ، عقلاني ،منطقي وواقعي

العقل السامي بطبيعته عقل غير علمي، وغير فلسفي، وغير قادر على التحليل والتركيب والاختراع Symbolic، وSpiritual.
أي عقل روحاني ورمزي

وقد حصل على إثر ذلك في باريس المحاورة بين العلم والدين بين جمال الدين الأفغاني
وإرنست رينان



مع منتصف القرن العشرين

تغير المشهد إلى ما هو منصف للمسلمين

مع المؤرخ الأمريكي جورج سارتون واصفا منجزاتهم بالمعجزة في موسوعته تاريخ العلم في ملجداته الستة

وكذلك المؤرخ جوزيف نيدهام Joseph Needham
تاريخ العلم والحضارة في الصين

ومن الكتب التي تشرح في هذا المقام لهذا الغرض
كتاب' كيف صنع الإسلام العالم الحديث؟'

الحلقة الثانية عشر - مدارس لا أشخاص

من الأفضل الاستماع للحلقة فقط لأن بها بعض الاشكالات التي يصعب شرحها كتابة


نموذج التكامل بين العلم والدين وفقا لإيان بربور

النسخة الأولى: اللاهوت الطبيعي وهو العلم وليس النص الديني أو الطبيعي

النسخة الثانية: لاهوت الطبيعة ونقطة انطلاقا هي الخبرة الدينية عبر العصور لدى المتدينين.

لاهوت الطبيعة يرنو إلى إعادة فهم اللاهوت النظامي (لاهوت الوحي) وفق ما انتهى إليه العلم
ولذلك المسعى يكون مستمر لأن العلم مسعاه مستمر

القضاء نوعان: قضاء مبرم: وهو القدر الأزلي، وهو لا يتغير
القضاء المعلق: وهو معلق على فعل أمر معين

والرب في هذا اللاهوت؛ لاهوت الطبيعة، الرب هو الُمحِدد النهائي الأخير، أي determiner Ultimate
كل مظاهر اللا تحديد في الطبيعة
ال Determiner ال Ultimate لها

وفد فهموا هذا من فكرة اللا تحديد، اللا حتمية، في العالم الفيزيائي،
على الأقل إلى الآن.

الحلقة الحادية عشر - نموذج التكامل لاهوت الطبيعة والتوليف النظامي