……………..
✍🏼 إن أعظم استراتيجية يواجه بها الإنسان ابتلاءات الدنيا تكمن في (ثلاثية الصمود ):
🔸تصحيح التصور
🔸الاتصال بالله
🔸الجهد البدني
✍🏻 إن تصحيح التصور للأحداث هو الذي يحدد طبيعة رؤيتنا لها و تعاملنا معها ، السراج الذي وضعه القرآن في أيدينا لتبديد ظلمة الابتلاء و التغلب على مصاعب الحياة بنجاح يكمن في فهم حقيقة الابتلاء و اعتبار زمنه ، إن تغيير التصور لحقيقة البلاء هو أهم عنصر لتجاوزه بنجاح
الابتلاء يعني الاختبار و ليس الاحتقار ، إنه تطهير لا تدمير ، إنه اليقين بأنه يصطفيك حين يبتليك ، حين تصاب مع أسرتك بحادث سيارة تصاب فيه بالشلل و تفارق فيه زوجتك و ابنتك الحياة فإنك ستنهار ، لأنك رأيت الشلل لا الجائزة المترتبة عليه ، لأنك رأيت في الموت و لم تر فيه الانتقال إلى دار التلاق ،
ماذا لو أخبرك الملك أنك إذا صبرت على ابتلائك العابر الزائل فسيهبك قصرا مشيدا في جزيرة خلابة تنتظرك فيها زوجتك و أولادك بفارغ الصبر ، تتنعمون فيها خالدين بأنواع الملذات و الأفراح ؟
إنه التصور ، يشتعل قلبك غضبا و جسدك ألما حين يضربك عدوك ، و لو ضربك مدربك الرياضي لتقوية جسدك لتقبلت الأمر بصدر رحب ، هو ذات الضرب لكن التصور اختلف فاختلفت معه مشاعرك و سلوكك ،
يستفزك حاقد فتثور غضبا لكنك حين تعلم أنك وقعت ضحية لبرنامج الكاميرا الخفية فإن غضبك سيتحول ضحكا ،
إن تغير التصور للمشكلة يحيلها من مأساة مؤلمة إلى تجربة مثيرة ، و حين أتأمل مصائب الدنيا فإني أجدها محبوسة في قالب زمني يتحول بعد لحظة من واقع إلى ماض لا حقيقة له ، لكننا نرتكب جريمة في حق أنفسنا حين نصطحب معنا ذكريات الآلام إلى اللحظة الآنية لتتحول الذكريات إلى حقيقة من جديد .
✍🏻 و أما الاتصال بالله
عن طريق الصلاة و الدعاء و القرآن و التفكر فهو المدد الذي يفيض على قلبه ليذكره بشرف الجزاء و قرب الوصول .
إن تصحيح التصور وحده لا يكفي لتجاوز قنطرة البلاء لأن ميدانه الفكر ، و الإنسان لا يصل بالفكر وحده ، بل لابد من زاد إيماني يصله بالسماء ، و هو أشد غناءً للروح من الطعام و الشراب للجسد ، إن تأثير هذا الاتصال الروحي الوجداني في إيقاظ القوى الكامنة في النفس أعظم من تأثير الغريزة البشرية و الطبيعة البيولوجية في إفراز حمض الأدرينالين ليمنح الجسد قوة رهيبة في حال الخوف و الغضب .
✍🏻 و أما الجهد البدني فالإنسان يتكون من جسد و روح ، حين يكون الجسد ساكنا خاملا فإن حِمل البلاء ينصب على الروح وحدها ، فإن نشط الجسد و نصب تفرق البلاء عليهما فخفت وطأته على الروح ، و هذا جربته بنفسي
🟧 تتجلى ثلاثية الصمود في قوله تعالى ( فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ)
🔸فالوهن هو خور القلب
🔸و الضعف هو خور الجسد
🔸و الاستكانة هي الخضوع للعدو و هي ناشئة عن التصور الخاطىء و ظن السوء بأن الله لن ينصر دينه و أولياءه.