هل كان سيتوافد عليها المسلمون من كل حدب و صوب شوقا لزيارته بأبي هو و أمي ؟؟
هل كانت ستبقى لها تلك المكانة في القلوب ، أم مجرد ذكرى و محطة عابرة في تاريخ المسلمين ؟
أحمد الله على موت النبي ﷺ في المدينة ؛ حتى تظل المدينة حاضرة في أذهاننا ، حتى نظل نتقرب إلى الله بحب الأنصار و نتذكرهم كلما تذكرنا المدينة ، حتى يظل ذكر النبي ﷺ مرتبطا بذكر المدينة و أهلها !
يرجعني مشهد موت النبي ﷺ في المدينة إلى ذاك المشهد ، عند بيعة العقبة الثانية ، حين قلق الأنصار أن يرجع النبي ﷺ إلى قومه بعدما يمكن الله له ، فقام أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : يارسول الله إن بيننا و بين الرجال حبالا و إنا قاطعوها ، فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك و تدعنا ؟؟
فتبسم رسول الله ﷺ ، و قال : بل الدم الدم ، و الهدم الهدم ، أنا منكم و أنتم مني …
و كان ﷺ كلما دعى قوما و طلب منهم النصرة ، إما أن يخافوا الإقدام عليها أو يسألوه الخلافة بعده ، إلا الأنصار ، كل ما كان يهمهم بقاؤه ﷺ معهم !!
يرجعني مشهد موته ﷺ في المدينة إلى ما بعد غزوة حنين ، حين وجد الأنصار في أنفسهم من توزيع النبي ﷺ للغنائم على من أسلموا حديثا ، أما هم فقد وكلهم ﷺ إلى إيمانهم
و لما عرف منهم النبي ﷺ ذلك ؛ قام فيهم خطيبا : كلا ، إني عبد الله و رسوله هاجرت إلى الله و إليكم ، المحيا محياكم ، و الممات مماتكم !!
و كأن موته ﷺ بين ظهرانيهم و على أرضهم مكافأة لهم على نصرته ﷺ، و القيام بحقها على أتم وجه كان ،
و كأن موته ﷺ بين ظهرانيهم و على أرضهم كان وفاءًا من الله لهم بعهد رسوله ﷺ: و الممات مماتكم !
اللهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و كل من يحب الأنصار .