- فَترةُ امتحاناتٍ شديدة تمرُّ على قلبي، ولعلّ مايجعلها قاسية أكثر هو اجتماعُ امتحاناتي مع بعضها في كِلا التّخصصين، وللآن أعيشُ فترةَ تخبُطٍ بينَ أفكارٍ عَديدة، هل أجري الامتحانات أم لا؟، هل أفعلُ بعضاً منها وأتركُ بعضها الآخر للدور الثّاني؟، أم اتركها كُلّها؟ ..
و أفكارٌ كَثيرة في جانبِ الدّراسة وغيرها ممّا خفيَ عليكم يجعلني في حالة كَدرٍ عَجيب!
سببُ انشغالي وانقطاعي عنِ النّاسِ هكذا ليسَ لأنني ألتهمُ الكُتب والدّفاتر طِيلة يومي، فقد انقطعُ عنِ الدّراسة يوماً ويومان ولا أفعلُ فيه شيئاً غير التأمل في حالي ولأخذِ استراحة من ليالٍ مُرهقة مليئة بسماعِ المُحاضراتِ ومحاولة الأخذِ من كلّ جانب.
لكنّي في وضعٍ كهذا انحصرُ بينَ كومةِ أفكارٍ وشعورِ خوفٍ وترقب لما سيأتي، فأُصابُ بحالةِ انعزالِ تّام حتّى أنَّ الشخص يُحدثني عن أمرٍ مَا، فلا استطيعُ الالتقاطَ من كلامهِ إلاّ بعض الكلماتِ والعبارات، يختفي تركيزي كُليّاً!
قبل يومينِ تقريباً كنت اتحدّثُ مع رفيقةٍ في الكُليّة، تلاقينا صدفةً في مُصلى الكُليّة وبَدأتْ تتحدثُ عن أحداثٍ وأمورٌ مشوّقة حَدثت معاها الأيّام المَاضية، وفي حديثها كُلّه لم التقط إلاّ كلماتٍ قليلة فأخترتُ لها ردًا مُحايدًا بين "الله المُستعان"، "سبحان الله"، "اممم"، "اهاا"، ولعلّ بعضها كان لا يُناسب الحَديث الشيّق الذي كانت ترويه، استحيتُ من نفسي جدًا، ولكنني أعيشُ وضعاً يُرهقني تبريرُه، وأخجلُ جدًا عند التّعامُلِ معه، فـلا أرى لنفسي غيرَ الابتعادِ مؤقتاً حتّى يأذنَ الله لي بفرجٍ قَريب.
الشّاهدُ من كلامي هذا ليسَ ذكرًا لمُعاناتي، فأعلمُ من هم يُعانونَ بشكلٍ اسوء حتّى يصلَ بهم الأمرُ إلى المُستشفياتِ والإبر، إذن اضطرابي هذا أدنى درجاتِ المُعاناةِ صحيح")؟
ولكن الشيء الأهم الذي أُريد ذكرهُ وإيضاحه أن تلتمسوا لِي العُذر هذهِ الأيّام، قد انشر وأكتُب-لأنني كما قُلت لا ادرسُ طِيلة يَومي-، لكنني لا استطيعُ التّركيز في غالبِ الأحاديث التّي تُروى صَوتيًا ناهيكم عن التّي تُكتب، والأمرُ جديًا ليسَ في يدي.
ادعوا لِي فقط، ولو بـ "اللهمّ وفقها وسَددها"، و الأهمُ من ذلك أنْ تعذروني، فما أحببتُ أنْ أكونَ كمن يأخذُ وضع المُتجاهل للرسائل- مع أنّي أعملُ جاهدة على التّركيز والردّ-، ولكنَّ المَحبة تقتضي ضرورة ذكرِ السّبب والتّوضيح، ولأجلِ ذلكَ فعلت.
ثُمّ أُحبكم في الله وفقط.🌱
