أنتِ بِالفعل راحِلة !
دونَ جَنائز، وأعقاب سَجائر
تَرثي أنفاسيّ الأخيرّة معكِ
دونَ تِلكَ الأغاني العابِرّة
لِتُذكرني برحيلكِ ..
راحِلةٌ فَحسب !
الَطريقُ إلى السَماء
مُعَبدٌ بِالنجوم حَبيبتي
ولستُ مَلاكًا بِما يَكفي لأُحلّق ورائكِ
كَما تَعرُفين إنني كنتُ شرير قصّتك
ذلكَ الوغد الّذي ..
لَم يُبقي مِنَ الدَمِ قَطرةً لِيسفُكها
المَعتوه الّذي ..
يَخلِقُ مِنَ اللا شيء سَببًا للغضب !
لَمْ يضع الله هذا في الحسبان عبثًا
لَطالما كانَ هُناكَ شيء مِن إبليس
يَحتمي في جوف مَلامحي!
يُذكِرُني بِالعذاب الّذي اجهلهُ
في مذابح القدّاس
حيثُ يَنشطِرُ عُمريّ ببرود
وأنا أُطاوِعُ رحيلكِ المُهين !
اليَوم أُدرِكُ إنني مَنبوذ
في كُل بقاع الأرضِ
وحَقيقة الأمر إنَّ هذا النُبذَ
لا يَعني شَيئًا في حضرة نِسيّانكِ لي.
ذاتَ يَومٍ حينما كُنا نَتسامر الحَديث
أخبرتُكِ بلكنتي المُتعبة
الّتي تَختبئُ حولها كُلَ مَخاوفي
أخبرتُكِ إنَّ حَياتي
لا تَعني شَيئًا مِن دونكِ !
وها أنا اليوم أُعِدَ شراع سَفينتي
لأُبحِرَ وحيدًا في هذا الطَوفان
مِنْ دونَكِ، يا مَنْ كُنتِ
طَوق نَجاتي في رحلة الهَلعِ.
- مُرتجىٰ حَيدّر