ج / قال الإمام الشافعي – رحمة الله تعالى – بعبارة موجزة فقال
"إنما العلم علمان : علم الدين وعلم الدنيا . فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب"
الموضوع وما فيه يتعلق بما تريده أنت … أو بالأحرى، لمَ دخلت كلية الطب من الأساس … فهذا يوفر لنا الكثير .
وفي الحقيقه ياصديقي ، دعني أخبرك شيئا عن الطب
من أراد أن يطلب رضا الله ، وجده في الطب بسهوله ، إذ أن الطب هو شعار الإنسانية … كما أنه يقربك كثيراً من معرفة عظمة الخالق ، ومدى الإتقان اللامتناهي في هذا الجسم العظيم.
من أراد أن يشعر بالرضا النفسي ، وجد في الطب ما يسر عينية برؤية مرضاه وقد رُسمت الابتسامة علي وجوههم بتخفيف ألمهم بفضل الله.
من أراد المال ، وجد في الطب مالاً كثيراً بفضل الله ، حيث أنه لا يعتمد علي نفاد السلع! أو غلو الأسعار… فالناس دائما مرضى ، وسيظلون في هذه الحاله إلي قيام الساعه ، فالمرض نقص ، والكمال لله وحده.
من أراد منه مقاماً بين الناس وجده " البرستيج" ، فالطب معلوم عنه بقيمة صاحبه بين الناس ، وهذا فضل من الله (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) .
من أراد به سبيلاً للسفر وجده ، فمعلوم أن الأطباء من أكثر الوظائف تردداً علي المؤتمرات العلميه ، وكذلك أيضاً إذا أردت السفر للعمل ، فهو سهل مقارنة بباقي الوظائف وفي هذا تفصيل.
ولكن مع هذا كله ، يظل الطب مجهداً للروح والبدن … مؤرق للعيون …فيه كثير من التعب ، يحتاج إلي الاستمرارية و الاطلاع الدائم ، يحتاج إلي عدم التوقف عن طلب العلم وتعلم الجديد ، فكل يوم فيه تقنيه جديده …وفيه تغلب علي النفس بأن تجعل شعارها طلب رضا الله حتي وأن كنت عالماً ، وفيه اعتزال لكثير من الأمور التي تحدث حولك ، إذ أنه لا وقت لذلك من صلة رحم أو قضاء الوقت مع الأصحاب ، فهذه نوادر.
لكن بفضل الله الأمر يسير ، وكل الوظائف فيها أمثال هذه الأمور ، فالكل يتعب ويكد ، والعمل فيه رضاً لله إذا أُخلصت النية له سبحانه.
طه زيدان .