𝔬𝔩𝔱𝔯𝔢 𝔩'𝔢𝔰𝔦𝔰𝔱𝔢𝔫𝔷𝔞

‏«أشكر لك من أعماق قلبي اليأسَ الذي سبّبته لي، وأكره الهدوء الذي كنت أعيش فيه قبل أن أعرفك».

من رسائل الراهبة ماريانا ألكوفورادو.

يا من إذا تضايقت الأمور فتح لنا بابا لم تذهب إليه الأوهام،

بينما كنتَ تعبرُ أمكنةً واسعة
كان ثمَّة شيءٌ يشبهُ الحبّ
يتذكّرك..

أما الآن،
وقد قطعتْ شوارعًا غير مدثرة
وودعت أرصفةً كثيرة.
فالأمل الّذي أراد التحدثُ إليكَ
عندَ كلِّ خطوةٍ يكفُّ عن النداء.

أنتَ،
يا من حسبَ أنَّه عبرَ كلَّ الأشياءِ
جلست وقتًا أطول
في مقهى الماضي!

- وديع سعادة

يُنَفِسُ النَوم عَن مصائب الإستيقاظ، والدَرس الذي يَمنحنا إياهُ الإغماء في الفِراش، يُخفض التشنجات الإجتماعية، ثمة أحياناً شعور يحتلنا، نَشعُر من خلاله بورطة الإستيقاظ المُطولة، خلال ذلكَ الشعور، ذاتنا تنسحبُ إلى الهيَّجان المُحيط بِها "كذات يجب أن تَصحو"، إنَ الصَحو الدائمَ يُسرِع إختفاءَ الراحة، لأنَ التأثُر بالعالَم يجعَل الأنا بوظيفةٍ دائمية، ألا وهيّ أن تتحَمل نفسها، وعالَمها، ومن يقودها، إنَ النوم مرأى للعلاجِ من ضربات الآخر، وهذهِ الديمومة المؤقتة تُقلِصُ في إستخدام المكان، وتجعلُ العَقل أقلَ مقياساً في إحساسهِ للبؤس.

وردة

كان للقنفذين بنت اسمها وردة
وكان ينمو على ساقها الشوك، كوصايا الوالدين
ويخطر ببالها العقوق على شكل مزهريات.

- ميثم راضي

سريع العطب يا ربّ العالمين
سأستدين أعصابا من فولاذ كي أحيط بهذا الزفت اليومي
سأمشي في حفلةٍ من تعتيم
حنجرتي صاحية وروحي تُعاند
يا حرف السين س س سأمدّ روحي إليك
سأعاند سأعاند كي لا أفقد ما تبقّى من أوهام

أصدقائي، لكم أن تتأملوا هذا المقطع مع الأبيات الشعرية لمظفر، وأن تدركوا عظمة هذا الشهيد.

فقدناه .
وتبعنا رائحة الجرأة والدم ..
وجدناه .
حاولنا أن نأخذ بارودته
لم نتمكن ..
هو والبارودة في السهل ..
دفناه .
الحي .. الحي ..
أهلنا كل تراب الأرض ..
فما واراه .
وشوشنا في أذنيه : فلسطين
تلون خداه
وطاب ثراه .
حضرت زيتونات أبيه
وغطته بتقواه .
مازال برغم الموت
جريء القلب ..
ويتقن مرماه .
مازال يدخن
وفق هواه .
إن قال له الخالق :
سلمني البارودة .. يأبى
ويعانقه الله
لأن الله هو الله .

- مظفر

عربيٌّ يبيع
وآخرُ أرخصُ
دونَما ثمنٍ يُشترى
فآهٍ لعدنانَ
آهٍ لقحطانَ
مما جرى
أليست صواريخُكم
أسرَعَ من خطوات الهروبِ
وأصدقَ من صلوات الحروب
وأفصحَ من صرخات العرا..؟!
طفلةٌ في الجنوبِ
تفتّش عن زندها في الثرى…!
غزُّةُ انفرط العقدُ من جيدها
فهووا قسورًا قسورا…!
وجماعيّةٌ كالطيور مقابرُهم
وأبٌ لم يجد في فجيعته ناصرا
نثارٌ من اللحم
زركشَ وجهَ السماء
وسيدُ مملكةٍ لا يَرى
سيّدُ؟
ليس على الأرض من سيّدٍ
غير مَن يتّقي دينُهُ خيبرا
ها هو مرحبُ
قاب خليجٍ
وقابَ عقالٍ
على عرضكم جاسرا
إنّ ذلًّا تلفّون أوجهَكم بنتانته
سوف يمسخكم
فأْمَنوا
قالها البطلُ العلويُّ
ولم تذعنوا
كلُّ زمرتهم من بيوت العناكب أوهنُ
فلا تهنوا
ولا تحزنوا
فتناجسَ أطهرُكم
وتعاهرَ أشرفُكم
وشماتتُكم بشهادته جيّشتْ عسكرا
ليت مظهرَكم خبّأَ الجوهرا
ليت مُقبِلَكم أبدًا أدبرا
أَحضروا في موائدكم حلْوياتِ التشفّي
فلقد فاضت الأرضُ ثانيةً
وغدا دمُنا عنبرا
ولقد أطلقَ اللهُ من سجنِنا (سِنْوَرا)

- عباس نجم عبيد

وأطوَلُ أهلِ الحربِ عُمراً شهيدُها

- تميم البرغوثي

🔺رمت عليه دبابة إسرائيلية أكثر من مرة، استمر بالقتال، فرمى عليه الجنود قاذف صواريخ ماتادور، وعندما حاولوا الاقتحام رمى قنبلتين يدويتين. حتى عندما جاءته المسيّرة وهو جريح مدمى، رماها بعصا بآخر ما تبقى من قواه قبل أن يصيبه قناص.
‏أسدٌ لا يليق به إلا هكذا موت.
‏"إسرائيل" صنعت أسطورة.

-علي جزيني

هناك
في أرضٍ مقدّسة..
لا أحدَ يعرفُ كيف نبتَت
تلك الغابةُ فجأة
وحدها الحربُ تحكّ رأسها
متسائلةً:

أين أزرعُ هذا الشهيد الآن؟

قُلْ لِيَحيى،
خُذْ الكتابَ بقوَّةْ،
فَبِهِ يعرفُ العدوُّ عدوَّهْ.
أنتَ رغمَ الأَنفاق، تصنعُ أفْقاً
وهُمُ، رغمَ أفقِهِمْ،
خلفَ كُوَّةْ.
رَحِمُ الأرضِ يحتويكَ،
ولكنْ،
أنتَ تُعطيْه كِبْرَهُ،
وعُلُوَّهْ.
أنتَ تعلو،
من تحتِ أرضِكَ، صبراً
وهُمُ، الفَوْقَ،
يسقطونَ بِهُوَّةْ.

- عامر عاصي

ولا بَأسَ إذا جَعلتَ تَبكي، بَينَ الحينِ والآخَر،
لِأسبابٍ تافِهةٍ، أو بِلا سَبَبٍ، هَكذا تَبكي،
لِأنَّكَ أَصبَحتَ العِبءَ الذي سَتحمِلُهُ طِيلَةَ
العُمرِ عَلَى كَتفَيك. أَو لِأنَّكَ أَحبَبتَ ولا تَقوى
عَلى العَيشِ لِأجلِ مَن تُحِبّ، لِشدَّةِ ما أَوهَنَكَ
التَّعَب، لِشدَّةِ ما لاشَاكَ وبَدَّدَكَ وغَيَّبَكَ
وجَعَلَكَ رُكامًا. فَكيفَ تَقوى عَلى العَيشِ
حفنة الرّكام؟ لكِنهُ مُجرَّد تَعَب..

أنتِ غائبة، لا ينقطعُ سياقُ التَخاطب. ما يتبدَّل فقط هو أن الصِلة لا تقوم الآن على المُخاطبة بل على المُغايبة، أُغايبُكِ خِلاف أُخاطُبكِ؛ أي أجعلُ من الحوار الداخلّي الذي يُخاطب غايبكِ؛ نسيجاً من الصور والإشارات، ومُعجماً لما يظلُّ أثراً منكِ، ليس التذكار حرفياً وليست الوقائع والملموسات والمُدركات بل المشهد المتواصل لما لم يحدُث بالفعل، الواقع الذي مضى، مُحرَّفاً ومبنيّاً على ما تراهُ الرغبة، على ما يتداركهُ الخوف، فالمُغايبةُ هي إستدراكٌ لزمنٍ ميت لا تكونين انتِ فيه، وهي إستدراجٌ لفترةِ حداد؛ أقبلُها -لشدة ما يخدعُني الواقع- وبإصرار؛ لا أكفّ عن إستدراجِه لخداعي، ذلك أن الغياب هو القبر، ايضاً ..
غيابُكِ هو الذي يجعلني حاضراً في كل شيءٍ إلا في تمام رجائي ورغبتي، لا أصحو منكِ إلا بالنسيان ..

- معجم الأشواق

يا صادقّ الوعدِ ما نامتْ بوارجُهُ
و لا تلجلجَ بينَ القولِ و العملِ

دَع القنابلَ تروي سِفْرَ عازفِها
و اضربْ على الوترِ المشدودِ بالمقَلِ

و قُلْ بألْسِنَةِ البارودِ ما عجزتْ
عن بعضِ أحرفِهِ جعجاعةُ الدّوَلِ

فخيبرُ الآن تستجلي مرابِضَها
و بابُها قابَ قوسٍ من يمينِ علي

رضا السيد جعفر

{ولقد زيّنّا السّماء الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رُجُوماً للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السَّعير.}

هو القدس في عمامة...

‏كان على صواب، وكنتم مخطئين، وما نقمتم عليه إلا ما اضطررتموه إليه حتى لم يجد منه بداً، ولم أجد في سير العرب والعجم رجلاً أشبه آباءه مثله، وإن من يشتمونه أو يشمتون به اليوم مثل من شمتوا بآبائه وشتموهم على المنابر من قبل، هم غبار على شعاع الشمس لا يزيده الا تجلياً، ولا يُلتَفَت إليهم في هزيمة ولا نصر، هو القصة كلها، هو القدس في عمامة، وآيات من القرآن تمشي على قدمين وتبتسم للناس…وعدكم بالنصر، وهو لم يكذب عليكم، فإن صدّقتموه….فبأيديكم أنتم سيصدق وعده لكم…

- تميم البرغوثي

هي هزيمةٌ بقدر ما تسمحَ لنفسِك بأن تنهزِم.

Channel photo updated

وما طعم الحياة بغير عز
سوى موت على قيد الحياة

كفُّوا لسانَ المراثي إنها ترفُ
عن سائرِ الموتِ هذا الموتُ يختلفُ

انا لله وانا اليه راجعون