📝 ومن طريف الذكر والحذف في القرآن الكريم ذكر الاسم الموصول وحذفه ، فقد ذكر القرآن الكريم اﻻسم الموصول في مواطن ، وحذفه في مواطن أخرى
1_فقد قال ﷻ مرة :
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾
[طه :6] بتكرير اﻻسم الموصول
2_وقال مرة أخرى :
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة :116] فلم يكرره
3_وقال مرة أخرى :
﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [العنكبوت :52]
4_وقال مرة :
﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾
[الحشر:1]
5_وقال مرة أخرى :
﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
[الحديد:1]
📝 هناك أسباب للتكرار منها :
1⃣ إذا قصد التنصيص على الأفراد ، ذكر الموصول وذلك نحو قوله ﷻ : ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر:68]
📗 فهنا قصد التنصيص على كل فرد من أفراد السموات والأرض على وجه التخصيص فكرر (من) لذلك
📗 ونحوه قوله ﷻ :
﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه﴾
[النمل:87]
2⃣ إذا كان الموطن دالاً على التفصيل واﻹحاطة كرر الاسم الموصول ، بخلاف ما إذا كان الكلام مجملاً غير مفصل ،
📗 وذلك نحو قوله ﷻ :
﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
[المجادلة:6 -7]
📗 فكرر (ما) قائلاً :
﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ وذلك لأن الموطن موطن إحاطة وتفصيل، فقد ذكر أنه لا يغيب عنه مجلس قل أو كثر ، ثم ينبئ الله أهله يكل ما قالوا وما تناجوا به ، أحصاه الله ونسوه وهو بكل شيء عليم ،
بخلاف قوله ﷻ :
﴿قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾
[العنكبوت :52]
فلم يكرر (ما)
📗 ومن ذلك قوله ﷻ :
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ﴾
[طه :6]
فكرر ( ما ) ﻷنه ذكر أن له (ما في السموات) و (ما في الأرض) و (ما بينهما ) و ( ما تحت الثرى) ،
📗 بخلاف قوله ﷻ :
﴿وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ۚ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾
[النحل: 52] فلم يكرر ( ما )
📗 ونحوه قوله ﷻ :
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾
[سبأ: 1 - 2]
📗 فالتفصيل في هاتين الآيتين واضح ، ولذا كرر اﻻسم الموصول بخلاف قوله ﷻ :
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾
[البقرة 116]
📗 ونحو ذلك قوله ﷻ :
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩﴾
[الرعد: 15]
فلم يكرر الموصول في حين قال : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ﴾ [الحج: 18]
فكرر (من) ههنا بخلاف الآية الأولى .ومقام التفصيل واضح في آية الحج ، فقد ذكر الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس بخلاف آية الرعد . ففي مقام التفصيل كرر وفصل وفي مقام الإجمال أجمل وأوجز
3⃣ وقد يكون إعادة ذكر اﻻسم الموصول لأمر آخر وهو ذكر أمر متعلق بصلته ، فمن المﻻحظ في القرآن الكريم أنه إذا كرر اﻻسم الموصول فقال:(مافي السماوات ومافي اﻷرض) فإنه يريد أن يخص أهل اﻷرض بذكر أمر من اﻷمور ، وإذا لم يكرر (ما) فإنه ﻻيريد أن يذكرهم بأمر خاص بهم.
ويتضح هذا في آيات التسبيح خاصة
(1) وقد تكلمنا عن آيات التسبيح بالتفصيل في لمسة المثال 17 السابقة
📗(1) التعبير القرآني : (ص92 - 93 - 94-95)
#الرجااء المساهمة بنشر رابط القناة ليستفيد الجميع منه ف الدال على الخير كفاعله :
https://t.me/RA12345Rafah