ولكن لكلّ واحدٍ فِينا طريقتُه المُفضَّلة للحفظ، عليكَ أن تعرِفها وتدرك نفعها لك، وبالتّالي لا يستطِيع شخص آخر أن يحفظ بمثل طريقتك.
لا يُوجَد سِرّ ولا شيء، الأمر الوحيد الذي يتَّفِق عليه جميع الحُفَّاظ أنّك تحتاج أن تُلزِم نفسَك بِوقت مُعيَّّن كلّ يوم، تنقطع فيه عن كلّ الشَّواغِل، مثلًا بين المغرِب والعشاء لا تفعل أيّ شيء غير ترتِيل القُرآن حِفظًا أو مُراجَعة، أمّا أن تتّبع طرِيقة قراءة الوِرد عشرِين مرّة، أو خمسِين مرّة، أو مائة مرَّة، فهذه لا تصلُح قانُونًا عامًّا لكلِّ أحد، المُهِم هو أن تعطِيه أعزَّ أوقاتِك، ولا يهُمّ أن تحفظ آية أو آيتين أو صفحة أو صفحتين، المُهِمّ أن تُلزِم نفسك بوقتٍ مُعيَّن، ولا تستعجِل الوُصُول!
• روى البيهقي بسنده، إلى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-؛ أنّه حفِظ البقرة في اثنتَي عشرة سنة، ولمّا ختَمها نَحر ناقةً فرحًا بذلك.
ولا تفشل إذا كُنت كبِير السِّن، أعرف شخصِيًّا من حفظ القُرآن بعد الخمسِين، ومنهُم من حفِظه بعد السِّتِّين، وهذا عالِم المدِينة ومحدّثها؛ شيخنا العلّامة عبد المحسن العبّاد حفظه الله وشفاه وعافاه وأمدّ فِي عمرِه، يذكُر عن نفسِه أنَّه ماختم القرآن إلّا وقد ناهز الخمسين، أي ختمه حفظًا!
فتوكّل على الله، واستعِن به، ولا تعجز! وفّقنِي الله وإيَّاك.
.
منقول : غربة القلم .