بمناسبة هالفيديو اللي أفهمه تماماً✨
لما كان عمري ٩ سنوات، كنت حينها بالمدرسة وأذكر كان فصل الشتاء وكانت أيام ممطررررة بغزارة، وصار إنه المعلم تبعي غاب عن الدوام ف طلعنا برا بالساحة نلعب أنا وأطفال فصلي بس، جا وقت الفسحة بعدها وامتلأت الساحة أطفال.. وأنا هنا تنحت حرفياً، شعور عجيب وما أعرف أوصفه، يمكن هذه أكثر لحظة بحياتي جسدت فيها قدر عالي وكثيف جداً جداً من المراقبة والوعي الدهشة!! اندهشت منهم ومن الحياة ومن كل شيء أنا كل يوم كنت أعيشه! حسيت إني انفصلت عن المشهد وصرت أشوفه من فوق بشموليته وبكامل اتصاله، شعرت إني طلعت من الجسد الجمعي واحد سحبني منه وشفته بطريقة مختلللفة، دخلت بِعد مختلف وأنا بكامل يقظتي الحسيّة، هذا المشهد كل ما أدخل حالة تأمل عميقة أشوفه ويتجلى لي و أول كم مرة كنت استغرب، لأن كان من وجهة نظري حينها مشهد عادي، كنت ألعب بالساحة so what! ويتكرر علي ظهوره، إلى أن قررت مرة أغوص فيه و أتذوقه من جديد.. إلا أن استوعبت أنا إيش كنت اختبر!! كنت أحسه عادي لأن كان يصدم الصورة الضخمة اللي اشتريتها عن الوعي، الصورة المزيفة والمحشوة تعقيد، وكان تكراره لي وظهوره العفوي بتأملاتي نداء يحمل الكثير من البركة لي 💓 طفلة عمرها ٩ تستقبل وتتلقى Downloads يقضيها أحد آخر تأمل بالشهور بجبال التبت عشان تنزل عليه!! بس هي جتها وهي قاعدة تلعب؟؟ 🤣
لكن حالياً أدرك الوعي العالي ليس كلمات ولا أفكار وهو حالة أي أحد يقدر يستقبلها، هو حالة تتلبس الإنسان ومرات كثيرة تكون عديمة الكلمة، ومن ثم تنجذب لها الكلمة كـ مترجم يوضح لنا ما نحن عليه.
ليش؟ لحتى نقدر نشارك ونغذي التجربة الأرضية والإنسانية كأرواح🤍
أنا طفولتي مليانة لحظات استنارة، مرات أقول لأني عشت أغلبها بعزلة، على الرغم من إني كنت محاطة بالناس وعائلتي كبيرة ولكني ما أذكر نفسي كطفلة كنت أشعر إنهم انتمائي الوحيد وعائلتي الوحيدة.. بحياتي وعمري ما حسيت بهالشعور، بس بدل الإنتماء التام كنت أشعر بأمر مختلف ألا هو الشعور بالأمانة، كنت أحسهم أمانة عندي وأنا أمانة عندهم 💙و إننا مجتمعين لهدف for a purpose، جايين نخلص شغلة مهمة هنا 🤣 ف تخيلوا أنا من وأنا بالبيضة معايا هالوعي، محد علمني.. ولا كان عندي كلمات أقدر أترجم فيها شعوري هذا، ألا إني كنت أعيش بحضرة الوعي المسرحي.. كنت عارفة ولا زلت إنها مسرحية ولكلٍ دوره، وأنا حقيقةً ما كنت مندمجة بالواقع ولا منغمسة فيه، كان بيني وبين الانغماس التام شعرة.. وهي شعرة " المراقبة" كنت أراقب بعمق.. ومن ثم أغوص واندمج.. وأرجع للسطح.. وهكذا، لا عجب فأنا هيمنة سرطان🤣🤍 بين عمق المحيط واليابسة أتنقل 🦀😂❤️
ليش قاعدة أقولكم هذا الكلام! لأني متأكدة كثير منكم مثلي، كثير منكم مرت عليكم هالتجربة بشكل أو بآخر! إحنا هنا مو جايين نكتسب وعي ولا نبحث عن شيء جديد.. إحنا قاعدين نمر بحالة الترجمة لكل ما اكتسبناه واحتضناه، وكثير أقولها.. إحنا جايين نتذكر💜
هالكلام بالذات موجه للي أجسادهم الفكرية متضخمة وحصروا " الوعي" بالكلمات والإدراكات والمدارس اللي تمر على فلتر العقل، تطالبوا أنفسكم بالوعي لكن حقيقةً تهتوا وضعتوا بكل ترجمات الوعي، وبوجهات نظر المترجمين، بينما هو حالة قبل أن يكون كلمة، والكلمة يا إن تكون مرشد أو مضلل.. يا إن تكون ملهمة حقيقة أو مجرد مخدر مؤقت.
اسألوا أنفسكم.. كم من الوعي اللي تلقيناه وإحنا متجاهلين لفكرة إننا تلقيناه!! ناكرين لحقيقة إننا أصلاً كائنات تستقبل الوعي وإحنا نلعب ونستمتع وعايشين بعفوية اللحظة! و إننا جديرين بكل هذا فقط لكوننا نملك قلب منفتح ونقي!
الوعي بسيط.. لا تعقده، و اللذة الآتية من التعقيد هي ليست العمق، لأن العمق يسلم نفسه لمن هو جدير بتبسيط الأمور وإظهارها على السطح🤍استمتع بمسرحيتك واستمتع بمراقبة الحياة، استمتع ب كونك الشاهد🤍
وبس والله.. دمتم بحب🥰🤍