4

Where do I go
With my sewn mouth
my scattered words
my worn-out soul ?

‏في نهاية طريق الوحدة يشعر المرء بأنهُ اعتاد
غادرتهُ الحاجة إلى الرفقة، إلى الأنس، يتساوى النوم والأرق، يصبح اللقاء بشخصٍ آخر مؤلماً كالغربة .

مع نسائِم الشتاء المبكره
تتغلغل رائحة الشاي في الهواء، تمتزج بروح العزلة كأنها حضن دافئ وسط برودة الصباح اجلس وحيدًا بجوار النافذه المفتوحة، حيث ينساب النسيم البارد بخفه حاملاً معه نُذر الشتاء الذي يقترب شيئًا فشيئًا، في هذه اللحظة التي تجمع كل شيء، رائحة الشاي التي تلف المكان، ونسيم الرياح الخفيفة التي تتلاعب في خديّ، اثناء سماعيَ لصوتٍ قيل فيه
" معرفش ازاي حبيتك " يظهر شبح سُميَ بالذكرى، وسط ذلك الهدوء، بين رشفة وأخرى، يتسلل طيف المنشود الذي رحل في كُل الحروف و الألحان، تملأ العزلة المكان ومعها يعود شعور افتقاده، كأن ذلك النسيم البارد يحمل معه شيئًا من فراغ الفراق، تأخذك رائحة الشاي والبرد العابر إلى تلك اللحظات التي جمعتك بهِ يومًا، إلى دِفء الحديث وحنين اللقاءات الأولى، تشعر بثقل الذكرى، لكنها تُحيي فيك شيئًا من الحنين الذي رفض أن يموت
في عُمق تلك العزله .

ليت الذكرياتِ التي لا تعرف غيرنا
تأتي على مهل، لا فيّاضة و مُلحّه
و من وراء كُل باب .

أيصِلُك ؟

بين اليأس و الابأس
يذكرني الغُروب بالزوال
و يُغريني الشروق بالتجدُد .

نجّني
فأنا منهكٌ تمامًا
وَوحدك تعلم الأسباب .

العواقِب وخيمة، وكذلك شعورها وبيّل
ولكن لاتزال مُحاولاتي عديدة في التمكن من توعُّر الليالي، حتىٰ يصبح الأمرُ مستساغ، فإنني أسعىٰ للوصال ، لا لسلبِ روحي، قد لا أخشىٰ النهايات ولا أخشى المواجهات، ولكنني قد أهابُ من ما منحته لمشاعري من كِفاح وجهاد، فلا أود بأن أتذوق الطعم نفسه من الإناء نفسه، قد لا يخلو الطريق من الصِعاب لوقتٍ طويل، وقد لا يخلو الأنيّن في داخلي من الصراخ المُتعالي، ولكن سأمضي علىٰ أيةِ حال، وسيستمر مابي في النِضال والصراع، رُغم أنني قد أجهل ما يتوجّب فعلهُ لشعوري بينما أنني أسعىٰ للإكتشاف، فأنا أكتفي بما أبذلهُ من سعي تجاهَ ما أستهدفه في رحلتي لا نتيجتي النهائية .

في مثل هذهِ الأيام، بينما يطول الليل
و يملأ السكون الفراغات كما لو كان يحرس سرًا
دُفن في أعماق القلوب، يَقدم الواحد والثلاثين
من أكتوبر علىٰ نهاية غريبة .

ها أنا هُنا، مُحاطٌ بصمت ليلٍ طويل
أحمل داخلي وزر حنينٍ أثقل من قدرة البوح
هو حنينٌ يتسلّل بخفة كنسمةِ باردةٍ، يعانقني
بهدوءٍ مريب، وكأنهُ يعتذر عن الفِراق الذي
فرضتهُ الأيام، كُل زاويةٍ في روحي تحمِل ذِكراه
تلكَ الضِحكات التي كانت تملأ الأرجاء، والنظرات التي تعانِق القلب قبل العيون..كُل لحظةٍ تمُر تفتح بابًا جديدًا للحنين، بابًا يطلُ علىٰ صورٍ لا تتلاشىٰ علىٰ تفاصيلٍ لم يطمِرها النسيان، أراهُ في أحلامي أسمعُ صَوته في الصدىٰ البعيد، أشعر بلمساتِه في البرد الذي يحتضنني، هو حنين ينبض بالعَجز
لا يمل من السؤال " متىٰ يعود " ومع كل جواب
مفقود يتسلل غيثٌ من عيونٍ اشقاها السَهر تُعلن
عَن اشتياق لا يعرف اليأس..أحيانًا أتخيلهُ يعود
فجأة، يحمِلُ الدفءَ الذي سرقتهُ الأيام وكأن كُل شيءٍ كان مجردَ حُلمٍ سيئ، لكن الحقيقة تدهمني في صَمت الليل، تذكرني بأن العودة ليست سِوىٰ حكاية أرويها لنفسي لأحمي قلبي من الانكسار كعصفور جريح يبحث عن مأوىٰ بين أضلع
الاشتياق، مع ذلك يبقىٰ الحنين حيًا
وأن الوقت لم يتمكن من
مَحو الشعور .

‏أجدك بيني وبين الوحدة، بيني وبين
التهور، بيني وبين المساوئ، أجدك حتى
في غيابك الكثيف حاضرًا معي تمهد لي
الليل، وتدخلني إلى الفجر .