"لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لابد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح وإليكم جانبًا من هذه المقومات:
-المقوم الأول: صلاح المرأة:
أن تكون المرأة نفسها صالحة؛ لتكون أسوة حسنة، وقدوة لبنات جنسها...لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم...الشرعي الذي تتلقاه؛ إما من بطون الكتب -إن أمكنها ذلك- وإما من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو من النساء.
وفي عصرنا هذا يسهل كثيرًا أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء؛ وذلك بواسطة الأشرطة -ولله الحمد- لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح إذا استعملت في ذلك.
المقوم الثاني: البيان والفصاحة:
...يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيرًا صادقًا، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني...وبناء على ذلك نسأل: وما الذي يوصل إلى هذا...أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية: نحوها، وصرفها، وبلاغتها؛ حينئذ لابد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة، بحيث...تستطيع به أن توصل المعنى إلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهن.
المقوم الثالث: الحكمة:
أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب...وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل؛ إذا لم تكن هناك حكمة! فمن الحكمة في الدعوة أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به...فالناس على درجات ثلاث: جاهل، وعالم متكاسل، وعالم معاند ولا يمكن أن نسوي كل واحد بالآخر؛ بل لابد أن نُنزل كل إنسان منزلته."
[دور المرأة في إصلاح المجتمع / ابن عثميمن رحمه الله / صـ٧ - ١٠]