"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"
"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ"
فكيف تتدبر ما لا تحفظ؟ وكيف تستحضر آياته في صلاتك وقيامك إن لم تكن محفوظة في صدرك؟ وكيف تتأثر بآياته وأنت لا تستطيع استحضارها؟
وحفظ القرآن هو طريق إصلاح النفس، كما قال تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ"
"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
فعندما تحفظ القرآن، فإنك تعيش معه، يصحبك في يومك وليلك، في صلاتك وقيامك، في سرك وجهرك. وهذه المعايشة تغير النفس وتهذبها، كما قال تعالى: "لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ".
ثم كيف تدعو غيرك وأنت لا تحمل النور في صدرك؟ كيف تقنع الآخرين بكتاب لم تقتنع به أنت بما يكفي لتحفظه؟ قال تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ". وأي حكمة أعظم من كلام الله؟