لَستُ أَنسَى الأحبابَ ما دمتُ حيَّا
مُذ نأوا للنَّوى مَكانا قصيَّا
وتلـوا آيـةَ الـوداع فـخـرّوا
خيـفـةَ البيـن سجـدا وبُكيَّـا
ولذكـراهـمُ تسيـحُ دمـوعـي
كلَّمـا اشتَقـت بكـرةً وعشيَّـا
وأُناجي الإله مـن فـرط وجـدي
كمـنـاجـاةِ عبـدهِ زكـريَّـا
وهنَ العظـمُ بالبعـاد فهَـب لِـي
ربّ باللطـف مـن لدُنـكَ وليَّـا
واستجب فِي الهَوَى دعائـي فإنِّـي
لَـم أَكُـن بالدُّعـاء ربِّ شقيَّـا
قَد فَـرَى قلبِـيَ الفـراق وحقّـاً
كـان يـومُ الفِـراقِ شيئـاً فريَّـا
واختفَى نُورُهُـم فَناديـتُ ربِّـي
فِي ظـلامِ الدُّجـى نِـداءً خَفيَّـا
لَم يَكُ البعـد باختيـاري ولكـن
كـان امـراً مـقـدّراً مقضـيَّـا
يـا خليلـيَّ خليانِـي ووجـدي
أنا أولَـى بِنَـارِ وجـدي صليَّـا