أحداث تاريخية فاصلة @mkhtsr_tarekh Channel on Telegram

أحداث تاريخية فاصلة

@mkhtsr_tarekh


قناة متخصصة في نقل ما صح من الأحداث التاريخية الإسلامية الهامة، وبأسلوب واضح ومختصر..

أحداث تاريخية فاصلة (Arabic)

تعتبر قناة أحداث تاريخية فاصلة على تطبيق تيليجرام (Telegram) واحدة من أفضل القنوات المخصصة لنقل الأحداث التاريخية الإسلامية الهامة بأسلوب واضح ومختصر. إذا كنت تبحث عن معلومات دقيقة وشيقة عن التاريخ الإسلامي، فإن هذه القناة هي الخيار الأمثل لك. تقوم القناة بنشر مقاطع فيديو ونصوص تاريخية قصيرة تسلط الضوء على الأحداث ذات الأهمية الكبيرة في تاريخ الإسلام. سواء كنت طالبًا للمعرفة التاريخية أو مجرد مهتمًا بتاريخ العالم الإسلامي، ستجد في هذه القناة ما يلبي احتياجاتك ويثري معرفتك. انضم الآن إلى قناة أحداث تاريخية فاصلة واستمتع بمتابعة أهم وأبرز الأحداث التاريخية التي شكلت ملامح التاريخ الإسلامي.

أحداث تاريخية فاصلة

19 Oct, 19:52


▪️التقى موسى بطارق بالقرب من مدينة (طليطلة) وهناك تم إعادة تقدير موقف القتال ووضع خطة جديدة للفتح حيث انطلق القائدان لفتح شمال اسبانيا، وفي طريقهما وقعت موقعة حاسمة بالقرب من بلدة «تماس» قُتل فيها «لذريق». وتساقطت المدن في أيدي المسلمين تباعًا: ومنها: «سرقسطة، وَشًْقَة، لارِدة، طّرّكًونة، برَْشَلُونة، جليقية، قشتالية». واستمر تقدم الجيوش الإسلامية حتى وصلوا «جبال البرانس» على مشارف فرنسا..! وتم بذلك فتح السواد الأعظم من الأندلس، وجاءت أوامر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بعودة القائدين موسى وطارق..

▪️استكمل المسلمون فتح ما تبقى من المدائن شرقيّ الأندلس، بقيادة عبدالعزيز بن موسى بن نصير، وبذلك تم بسط هيمنة المسلمين على كامل الأندلس (إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا) ماعدا بعض المواقع الجبلية في الركن الشمالي الغربي للأندلس، والتي أصبحت فيما بعد مقرًا لتجمع النصارى وتكوين قوة تشاغب المسلمين وتحاول استعادة ما تم فتحه..

▫️▫️▫️▫️▫️

أحداث تاريخية فاصلة

19 Oct, 19:52


🔲 سلسلة الأحداث الفاصلة في التاريخ الإسلامي

🔳 الحـ(٦)ـدث
((معركة وادي لكة - ٩٢ هجرية))

🔳النتائج —>
«فتح بلاد الأندلس -وتشمل حاليًا:
(إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا)» «استشعار الروم لخطر الزحف الإسلامي باتجاه عقر دارهم في القارة الأوروبية».

🔳المراجع:
١_البداية والنهاية
٢-قادة فتح الأندلس- محمود شيت خطاب
٣-كتب تاريخية موثوقة- كُتّاب معاصرين
٤-دراسات تاريخية منشورة- باحثين معاصرين



◼️تمهيد
▪️تم للمسلمين في العصر الأموي بسط سيطرتهم على شمال قارة أفريقيا ولم يتبقّى إلّا مدينة ((سبتة)) الواقعة على مضيق جبل طارق مقابل بلاد الأندلس، حيث استعصت على الفتح كونها: مدينة حصينة ضاربة في البحر ولتدفق الامداد عليها من الأندلس، وحاكم سبتة يُدعى «يوليان».

▪️كانت -الأندلس- في ذلك الوقت يحكمها «القوط الغربيون - وملكهم يُدعى لذريق» وكان أهلها في تلك الفترة يقاسون ثقل الضرائب، ويعانون شدّة الظلم تحت وطأة الحكم الجائر من لذريق وأركان مملكته..

▪️سمع أهل الأندلس بعدالة الدين الإسلامي، وبرحمة وعدل حكام المسلمين في الشمال الأفريقي وحسن تعاملهم مع الناس، فتطلعوا للدخول تحت حكم المسلمين ليهنئوا بالحرية، وبالحياة الكريمة الهانية المستقرة..

◼️بين يدي الحدث
▪️في العام (٩١ هـ) قام يوليان والي «سبتة» -والذي كان على خلاف مع حاكم أسبانيا لذريق- بإرسال رسالة سرية إلى موسى بن نصير والي أفريقية يعرض عليه تسليم «سبتة» للمسلمين ومساعدتهم في غزو أسبانيا!!

▪️بعد تقصي ودراسة.. أخذ موسى بن نصير الإذن من الخليفة الأموي «الوليد بن عبد الملك» وأرسل قوة مكونة من (٥٠٠) جندي بقيادة طريف بن مالك، واستطاعت القوة عبور البحر إلى أطراف الأندلس وتمكنت من ضرب بعض المواقع والعودة محملة بالغنائم، وكان ذلك في (رمضان - ٩٢ هـ).

◼️ملخص الحدث
▪️في (رجب - ٩٢ هـ) أرسل موسى بن نصير قوة عسكرية مكونة من (٧) ألاف جندي لفتح الأندلس، وجعل القيادة لأميره على طنجه «طارق بن زياد». وركب طارق وجيش المسلمون السفن وعبروا البحر بالتنسيق مع حاكم سبتة «يوليان»،ونزلوا أرض الأندلس مما يلي سبتة، وانطلقوا مجاهدين في سبيل الله، وسقطت في أيديهم المواقع تباعًا حتى أكملوا فتح «الجزيرة الخضراء».

▪️ارتجت الأندلس بتقدم المسلمين، وجُنّ جنون ملك الأسبان (لذريق) وتحرك على رأس جيش بلغ حوالي (١٠٠) ألف جندي! واتجهوا جنوبًا لإيقاف زحف المسلمين.. ولم يكونوا يشكوا في التهامهم لجيش المسلمين القليل عددًا والقادم من الصحراء ولا خبرة له بالقتال في أرض الاندلس الزراعية... وقد حمل جيش الاسبان معهم الحبال الكثيرة لأسر المسلمين وحملهم على عربات خاصة!!.

▪️كتب طارق إلى موسى يخبره بزحف لذريق في جيش كبير، وبقلّة عدد جيش المسلمين، طالبًا المدد، فأرسل إليه موسى مددًا بلغ عددهم (٥) آلاف جندي على رأسهم طريف بن مالك، وبذلك يصبح جيش المسلمين (١٢) ألف مقاتل..

▪️التقى الجيشان في «وادي لكة» بالقرب من مدينة شذونة الواقعة في الجنوب الغربي للأندلس.. واندلع القتال يوم الأحد (٢٨ رمضان ٩٢ هـ) واستمرت المعركة (٨) أيام عانا فيها المسلمون عناءً شديدً، وأبلوا في القتال بلاءً حسنًا، واستشهد منهم ثلث الجيش أي قرابة (٣) آلاف جندي. ورغم ذلك صبروا وثبتوا حتى كتب الله لهم النصر فانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للأسبان، وتم أسر الآلاف منهم في الحبال التي احضروها معهم لأسر المسلمين! وهرب لذريق ومن نجا معه إلى الشمال الغربي للأندلس! وشكلوا قوة مقاومة تسعى لإيقاف زحف المسلمين..

◼️ما بعد الحدث
▪️يُعتبر النصر في «معركة وادي لكة» نصرًا حاسمًا وضربةً قاصمة للأسبان، انطلق بعدها المسلمون يفتحون مدن الأندلس الواحدة تلو الأخرى، رغم ما واجهوا من مقاومة مستميتة من أمراء وجنود تلك المدن! ومن أشهر المدن الاي تم فتحها: «شَذونَة، أشبيلية، قُرطُبَة، مالَقَة، إِلْبِيرة، كورة تُدْمِير، غَرْناطة، أُورْيُولَة، وطُليطِلَة..» وكان أهالي تلك المدن يتلقون المسلمين بالترحيب!! مما سمعوا عن رحمة الإسلام وعدل المسلمين.. وانطلق طارق بن زياد متوغلًا في وسط الأندلس..!

▪️لمّا وصلت الأخبار لموسى بن نصير بانتصارات جيش المسلمين، واستمرار توغله إلى وسط الأندلس: استخلف أحد الأمراء على أفريقية، وتحرك في (رمضان ٩٣ هـ) بجيش قوامه (١٨) ألف جندي عابرًا المضيق إلى الأندلس، ليُسهم في توطيد الفتح الاسلامي لبلاد الأندلس، وليكسر أي تمرد أو محاولة للالتفاف على جيش طارق بن زياد، وللمساهمة في شرف الفتح لهذا البلاد..

▪️تحرك موسى بن نصير عبر طريقٍ مختلفة عن الطريق التي سلكها طارق بن زياد، وذلك لفتح مواقع جديدة وبسط هيمنة المسلمين على كامل خريطة الأندلس، ففتح في طريقه مدينة (قرمونة)، ثم أعاد فتح (أشبيلية) بعدما نكث أهلها.. وفتح مدينة (ماردة) والتي استشهد قبل فتحها الكثير من جند المسلمين، وفتح كذلك: قَرْمُونة ورعواق ولَقَنْت..

أحداث تاريخية فاصلة

19 Oct, 19:08


◼️ملخص الفتوحات ما قبل الحـ(٦)ـدث ((معركة وادي لكة- ٩٢ هـ)) خلال عصر الدولة الأموية:

استمر حكم الدولة الأموية حوالي (٩١) عاما خلال الفترة (٤١ - ١٣٢ هـ). واستمرت الفتوحات الاسلامية في جميع الاتجهات، وفيما يلي: ملخص ما تم من الفتوحات قبل فتح الأندلس:

▪️فتح بلاد ما وراء النهر للفترة من (٥٤ - ٩٦ هـ) بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي- وقادة آخرين..
تقع بلاد ما وراء النهر بعد خراسان وتحديدًا: «المنطقة الواقعة ماوراء نهر جيحون وما دون نهر سيحون» وشملت الفتوحات: «بلخ، ترمذ، بخارى، بيكند، خوارزم، سمرقند، وغيرها...» ووصلت الفتوحات إلى حدود الصين.
وتعرف بلاد ما وراء النهر «بآسيا الصغرى» وتشمل حاليًا خمس جمهوريات إسلامية وهي: "أوزبكستان" و"طاجيسكتان" و"قازاخستان" و"تركمانستان" و"قرغيزيا".

▪️ فتح بلاد السند (٤٤ - ٩٦ هـ) بقيادة محمد بن القاسم الثقفي، وقادة آخرين..
تمتد السند غرباً من إيران إلى جبال الهمالايا في الشمال الشرقي، وقد سمّيت هذه البلاد بهذا الاسم لاحاطتها بنهر السند، وشملت الفتوحات: «الديبل، البيرون، الراور، ملتان، برهمن آباد، سربيدس، سهبان، سدوسان، مهران،…».
وتشمل حاليًا «معظم دولة باكستان/ الجزء الجنوبي، وبعضًا من دولة الهند».

▪️فتح ما تبقى من شمال أفريقية (٤١ - ٦٣ هـ) بقيادة عقبة بن نافع ، وقادة آخرين..
منطقة شمال أفريقية تمتد من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، وخلال زمن الخلافة الراشدة تم فتح ما يعرف اليوم بمصر والسودان وليبيا. وأمّا الفتوحات في العصر الأموي فانطلقت من «برقة - ليبيا» باتجاه الغرب، وتم فتح؛ «سرت، جرمة، بنزرت، تاهرت، باغاية، تلمسان، إربة، بلاد السوس، ومدن المغرب الأقصى إلى شاطئ المحيط الأطلسي».
وتلك الفتوحات تشمل ما يعرف اليوم بـ: «الجزائر، المغرب، تونس».

▫️▫️▫️▫️▫️

أحداث تاريخية فاصلة

28 Aug, 11:00


والتقى الاسطولان في البحر بالقرب من شاطي كيليكيا عند ميناء فيونكس، وعرض المسلمون على البيزنطيين أن يتم إنزال قواتهم البحرية على الشاطئ والتحول للقتال على البر، ورفض البيزنطيون ذلك الاقتراح، وأصرّوا على المواجهة في البحر لما يمتلكون من قوة ضخمة وخبرة طويلة في القتال البحري.

بدأت المعركة برمي السهام من قِبل المسلمين، ولم تكن هناك مقاومة من الجانب البيزنطي..! حتى نفدت سهام المسلمين.. ثم قام المسلمون بالرمي بالرماح والحجارة حتى نفدت أيضًا..! واكتفى البيزنطيون بالتوقّي والتحصّن تجاه ذلك الوابل من السهام والرماح والحجارة دون أي رمي تجاه المسلمين، وهدفهم من ذلك نفاد قوة الرمي لدى المسلمين ثم القيام بشنّ هجوم كاسح بالرمي بمختلف ما يملكون من ذخائر.

لكنّ المسلمين فاجأوا الروم بصفّ سفنهم وربطها ببعضها البعض ثم الابحار السريع بالسفن باتجاه الأسطول البيزنطي، والرمي بالخطاطيف والكلاليب على سفنهم وجذبها إليهم، ثم القفز إليها والشروع في المواجهة وجهًا لوجه وكأنّها معركة برية، وكان الأمر مباغتًا للروم فارتبكوا، وانتشر فيهم الفزع، وبدء المسلمون في التلاحم والقتال بالسيوف، واشتد القتال بين الطرفين، وأبلى المسلمون بلاءً حسنًا، وكثُر في الروم القتل، وتم قتل قائدهم (قسطنطين) وأصيب الإمبراطور البيزنطي بجراح وفر بسفينته.. وبذلك تم النصر للمسلمين في هذه المعركة البحرية الكبرى التي عُرفت ((بمعركة ذات الصواري)) والتي تعتبر أعظم معركة بحرية في تاريخ المسلمين.

▪️ ما بعد الحدث
بانتصار المسلمين في معركة ذات الصواري، وما سبقها من فتوحات وخصوصًا فتح الإسكندرية وفتح حصن بابليون: تمت السيطرة الكاملة للمسلمين على مصر وأفريقية، وتم ترسيخ قدمهم كقوة بحرية عظمى في البحر المتوسط. وبالتالي تم إنهاء أمل البيزنطيين في استعادة سلطانهم في الشام أو في مصر وأفريقية. بل أصبح طموحهم لا يتعدى الحفاظ على ديارهم على الساحل الجنوبي على البحر الأبيض المتوسط، مع خوفهم وذعرهم من الغزو الإسلامي لهم في عقر دارهم «القسطنطينية».

▫️▫️▫️▫️▫️

أحداث تاريخية فاصلة

28 Aug, 11:00


▪️ تمهيد
سبق البيان -في الحـدث (٢) - أنّ بلاد الشام، وتركيا ومصر وشمال أفريقيا، كانت تخضع في زمن النبي ﷺ لسيطرة "دولة الروم الشرقية" وتُسمّى الدولة البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية. وأمّا "دولة الروم الغربية" فهي تشمل دول أوروبا حاليًا، وعاصمتها روما. والدولتين: دولة الروم الشرقية، ودولة الروم الغربية، تُشكّلان ما يُسمّى بالإمبراطورية الرومانية، وديانتهم النصرانية المحرّفة. وفيما يتعلق بالدولة البيزنطية فقد عاشت حوالي (١٠٠٠) عام للفترة: (٣٢٤م- ١٤٥٣م)، وتعرضت للغزوات المتواصلة من الدول الإسلامية المتعاقبة حتى سقطت كليًا وزالت على يد الدولة العثمانية سنة ١٤٥٣م.

ومن خلال الحلقة الثانية "فتوحات الشام"، والحلقة الرابعة "فتح بيت المقدس" تبيّن لنا أنّ المسلمين تمكنوا من السيطرة على كامل بلاد الشام بما فيها بيت المقدس. وهذا يعني أنّ الدولة البيزنطية قد شُطِرَت إلى شطرين، الشطر الأول: آسيا الصغرى "الأناضول" وفيها عاصمتهم القسطنطينية. والشطر الثاني: مصر وشمال أفريقية. ولم يعد يصل بينهما إلا البحر المتوسط.

▪️ بين يدي الحدث:
تعتبر مصر للبيزنطيين معقلًا أمينًا على البحر المتوسط، وعملوا على ملئها بالحصون المنيعة كحصن الفرما وحصن بلبيس وحصن أم دنين وحصن بابليون، ويملك البيزنطيون جيوشًا كبيرة في مصر وشمال أفريقية، بالإضافة لأسطولٍ ضخم في البحر المتوسط؛ ممّا يهدد أرض الشام وفلسطين والحجاز، ويُمكّنهم من مهاجمتها في أي وقت عن طريق البر أو البحر.

وتعتبر مصر للمسلمين بوابة هامة إلى أفريقية لنشر الإسلام في أرجائها، وقد كان المسلمون في تلك الفترة مُهيؤون لمواصلة الفتوحات، حيث كانوا في أوج قوتهم وفي كامل استعداداتهم بعد فتحهم للشام وبلاد فارس وبيت المقدس. وتحقيق الفتح لمصر يُسهم في استقرار دولة الإسلام وتأمينها من الاعتداءات المتوقعة من البيزنطيين الذين تم طردهم من الشام وبيت المقدس ولا يزالون يأملون ويخططون في استعادة ما سُلب منهم..


▪️ ملخص الحدث:
كتب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص حين فرغ من الشام كلها أن يسير إلى مصر بجنده. فانطلق عمرو بن العاص من بيت المقدس لفتح مصر بجيش يصل عدده إلى حوالي (٤ آلاف)، وسار عبر صحراء سيناء وعلى الطريق الساحلي حتى وصل الى العريش في (١٩ هجرية) ووجدها خالية من القوات البيزنطية ودخلها دون مقاومة، ثم تحرك جنوبًا حتى أتى حصن "الفرما"، ففتحه المسلمون بعد قتالٍ شديد مع الروم استمر حوالي شهر. ثم تقدم عمرو بن العاص حتى أتى حصن "بلبيس" ففتحه المسلمون بعد قتالٍ شديد مع الروم استمر أيضًا حوالي شهر. ثم مضى عمرو حتى أتى حصن "أم دنين" فطال حصاره، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يطلب منه المدد، فأمده بحوالي (٤ آلاف)، على كل ألف "رجل بمقام الألف من الرجال" الأول: الزبير بن العوام، والثاني: المقداد بن الأسود، والثالث: عبادة بن الصامت، والرابع: مسلمة بن مخلد، وقيل: خارجة بن حذافة. وبذلك يُصبح عدد جيش المسلمين (٨ آلاف) تحت قيادة عمرو بن العاص... وتم بعد ذلك فتح حصن "أم دنين".

ثم تحرك المسلمون حتى وصلوا حصن بابليون، فحاصروه حصارا شديدا، وأرسل المقوقس -وهو ملك القبط والمفوض من هرقل الروم على مصر- أرسل رُسلًا إلى عمرو بن العاص للتفاوض، وعندما عاد رُسله إليه قال لهم: كيف رأيتموهم؟ فقالوا: رأينا قوما، الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إليه من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة، ولا نهمة، إنما جلوسهم على التراب، وأكلهم على ركبهم، وأجيرهم كواحد منهم، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد منهم من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها أحد منهم، يغسلون أطرافهم بالماء، ويتخشعون بصلاتهم. فقال المقوقس: لو أنّ هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد. وطلب المقوقس من عمرو بن العاص أن يُرسل إليه وفدًا يتفاوض معهم، لكن المفاوضات لم يُكتب لها النجاح، لأسباب منها رفض هرقل الروم مبدأ الصلح مع المسلمين.

استمر حصار حصن بابليون سبعة أشهر حتى تمكن الزبير بن العوام مع نفر من المسلمين في (٢٠ هجرية) من اعتلاء سور الحصن والتكبير مما جعل حرس الحصن يظنون انّ المسلمين قد دخلوا الحصن ففروا هاربين تاركين مواقعهم ليتمكن الزبير بن العوام ومن معه من فتح أبواب الحصن، وأتى من بداخل الحصن مسارعين يطلبون الصلح، وتم عقد الصلح معهم، وتم بذلك فتح حصن بابليون.

تُعتبر "معركة حصن بابليون" من المعارك الإسلامية الحاسمة في الفتح الإسلامي، نظرًا لما ترتب عليها من تتابع تهاوي الحصون وسقوط مدن الجزء الجنوبي من مصر في أيدي المسلمين، فقد كانت قوة البيزنطيين تتركز في حصن بابليون، والمدن التي تم فتحها بعد ذلك هي: "عين شمس، الفيوم، الأشمونين، إخميم، البشرودات، قرى الصعيد، تنيس، ودمياط، تونة، دميرة، شطا، دقهلة، بنا، بوصير، وسائر قرى أسفل مصر". وبذلك تم فتح أغلب مصر «وسطها وجنوبها».

أحداث تاريخية فاصلة

28 Aug, 11:00


بعدما بسط المسلمون سيطرتهم المباركة على معظم الديار المصرية، كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب، يستأذنه في الزحف إلى الإسكندرية -وتعتبر عاصمة الروم في الديار المصرية، وآخر معاقلهم- فأذن له عمر بذلك. وتتميّز الإسكندرية: بموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر المتوسط، وبكثافة سكانها، وبقوة تحصينها، وعلى شواطئها يتمركز الأسطول البيزنطي، ويبلغ جيش الروم فيها ما يزيد على (٥٠) ألف.

سار المسلمون بقيادة عمرو بن العاص إلى الإسكندرية، وفي طريقهم إليها فتحوا "ترنوط، سنـطيس، والكريون" وطاردوا الروم حتى بلغوا الإسكندرية وفرضوا الحصار عليها، ولمّا سمع ملك الروم في القسطنطينية بذلك: أرسل المدد إلى الإسكندرية بمراكب كثيرة محمّلة بالجنود والعتاد، وأمر بإعداد مركبه الخاص وتجهيزه للخروج إلى الإسكندرية حتى يشرف على القتال بنفسه، وقال: "ما بقاء الروم بعد الإسكندرية!... لئن ظهرت العرب على الإسكندرية إنّ ذلك انقطاع ملك الروم وهلاكهم...". لكنّ الأجل باغته قبل المسير للإسكندرية، وكانت وفاته سنة (٢٠ هجرية).

واستمر المسلمون في حصار الإسكندرية وتأخّر فتحها، ممّا جعل عمر بن الخطاب يرسل كتابًا إلى عمرو بن العاص، جاء فيه: "أما بعد: فقد عجبت لإبطائكم في فتح مصـر! إنكم تقاتلونهم منذ سنتين، وما ذاك إلا لـما أحدثتم، وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإنّ الله تبارك وتعالى لا ينصر قوما إلّا بصدق نياتهم.. وقد كنت وجهت إليك أربعة نفـر، وأعلمتـك أن الرجـل منهم مقام ألف رجـل، على ما كنت أعرف، إلا أن يكون غيرهم ما غير غيرهم، فإذا أتاك كتابي هـذا، فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية، وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، ومر الناس جميعا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الـجمعة، فإنها ساعة تنزل الرحمة ووقت الإجابة، وليعج الناس إلى الله، ويسألوه النصر على عدوه".

فجمع عمرو بن العاص الناس، وقرأ عليهم كتاب عمر بن الخطاب، وأمر بتطبيق ما جاء فيه من توجيهات، وارتفعت معنويات المسلمين، وقويت عزائمهم، واشتدّ القتال على أبواب وأسوار الاسكندرية، وعندها أرسل المقوقس إلى عمرو، يعرض عليه الصلح والمهادنة مدةً معينة، فأبى عمرو بن العاص، واستمر الحصار والقتال الشديد حتى تم النصر والفتح بفضل الله تعالى.

وكان فتح الاسكندرية سنة (٢١ هجرية) بعد أكثر من (٦ أشهر) من بدء الحصار، وهرب البيزنطيون في كل اتجاه، وبقي الأقباط -وهم السكان الأصليين لمصر-وصالحهم المسلمون وأعطوهم الأمان على أنفسهم وذراريهم وأموالهم. وبفتح الاسكندرية وما تبعها من وقائع صغيرة في منطقة الصعيد والدلتا: تمت السيطرة الكاملة على مصر، وتم انهاء حكم البيزنطيين في مصر بلا رجعة.

بعد فتح الاسكندرية واستقرار الاوضاع في مصر: سار عمرو بن العاص في (٢٢ هجرية) من الإسكندرية إلى «برقة» وهي في ذلك الوقت تحت سيطرة البيزنطيين، وأهلها من البربر، وهي منطقة تشمل العديد من المدن والقرى الوقعة في المنطقة الفاصلة بين مصر وأفريقية، وتُمثّل حاليًا "الجزء الشرقي من دولة ليبيا" وقد تم فتحها سنة (٢٣ هجرية). وتمّ في نفس السنة فتح «طرابلس» وهي عاصمة ليبيا حاليًا وتقع في الجزء الغربي على ساحل البحر المتوسط.

وفي خلافة عثمان سنة (٢٧ هجرية) تم عزل عمرو بن العاص، واستأنف الفتوحات بعده عبد الله بن أبي سرح حيث توجّه إلى «أفريقية» وتمثل حاليًا: تونس والجزائر وأجزاء من ليبيا. وكانت أفريقية في ذلك الوقت تحت سيطرة البيزنطيين، والذين حشدوا جيشًا بلغ عدده حوالي (١٢٠ ألف) بقيادة جرجيوس، واحتدم القتال دون تفوق واضح للطرفين حتى أرسل عثمان بن عفان مددًا بقيادة عبد الله بن الزبير، فكانت الغلبة للمسلمين وتم قتل جرجيوس.

بعد انتصارات المسلمين المتتابعة، والمهددة للوجود البيزنطي على ساحل البحر المتوسط، والمنذرة بمتابعة التمدد تجاه القسطنطينية، سارع الروم في استنفار قواهم وقاموا بحشد جيشًا بحريًا يهدفون منه تحطيم قوة المسلمين وإيقاف زحفهم. وعندها أصدر عثمان بن عفان أوامره لوالي الشام معاوية بن أبي سفيان بالإعداد والتجهيز لتسيير "حملة برية-بحرية" تتحرك لمواجهة الروم، فجهّز معاوية قوة برية ضخمة من الشام قادها بنفسه وخرج بها في (٣١ هجرية). وأبحرت قوة بحرية من ميناء طرابلس بقيادة بسر بن أرطأة. وأبحرت قوة بحرية أخرى من ميناء الإسكندرية بقيادة عبد الله بن أبي سرح. وتمّ اجتماع الاسطولين على ساحل مدينة عكا، وبلغت قوة الاسطول البحري الاسلامي أكثر من (٢٠٠ سفينة) محملة بالأجناد والعتاد، وتم التحرك باتجاه الشمال لملاقاة الاسطول البحري البيزنطي الذي بلغت قوته ما يقارب (١٠٠٠ سفينة) في حشد بحري ضخم لم يسبق له مثيل، وتحت قيادة الإمبراطور البيزنطي بنفسه.. واقترب المسلمون في تحركهم البحري من الساحل الجنوبي لآسيا الصغرى، في حين وصل معاوية بالقوة البرية إلى مدينة قيصرية.

أحداث تاريخية فاصلة

28 Aug, 10:57


🔳 الحـ(٥)ـدث
((معركة ذات الصواري (٣١) هجرية)) وما قبلها من الفتوح في مصر خصوصًا:

((فتح حصن بابليون (٢٠) هجرية)).
((فتح الاسكندرية (٢١) هجرية)).

🔳النتائج —>
«فتح مصر» «فتح افريقية: تونس وأجزاء من ليبيا والجزائر» «انهاء سيطرة الروم على البحر المتوسط»

🔳المراجع:
١_فتوح البلدان البلاذري
٢-البداية والنهاية
٣-الكامل لابن الأثير
٤-كتب تاريخية موثوقة- كُتّاب معاصرين
٥-دراسات تاريخية منشورة- باحثين معاصرين

أحداث تاريخية فاصلة

09 Jul, 13:48


◾️تمهيد:
سبق البيان في الحـ(٢)ـدث: أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قسّم الجيوش الاسلامية بالشام على أربع جبهات، جبهة دمشق: وعليها يزيد بن أبي سفيان. وجبهة فلسطين: وعليها عمرو بن العاص وجبهة الأردن: وعليها شرحبيل بن حسنة وجبهة حمص: وعليها أبو عبيدة عامر بن الجراح. وقوة احتياط بقيادة عكرمة بن أبي جهل تتحرك خلف الجيوش الأربعة المقاتلة..

وسبق أيضًا الحديث عن معركة اليرموك، وما تم فيها من نصرٍ عظيم للمسلمين، وهزيمةٍ تاريخية ماحقة للروم، ثم ما تحقق بعدها من الانتصارات والفتوحات بشكل متسارع لمدن وضواحي الشام. وبعد تلك الانتصارات والفتوحات كان الموقف العام على الجبهة الشامية على النحو التالي:
١-استلام أبو عبيدة بن الجراح -في خلافة عمر بن الخطاب- القيادة العامة لجبهة الشام.
٢-انجاز الجيوش الأربعة بالشام لمهامها بشكل كبير ما عدا بعض المدن والحصون، وخصوصًا على «الجبهة الفلسطينية».

◾️بين يدي الحدث:
بعد تحقيق عمرو بن العاص للعديد من الانتصارات وفتحه للحصون والمدن الفلسطينية؛ توجّه إلى أجنادين، والتي يحتشد فيها جمعٌ عظيمٌ من الروم بقيادة الأرطبون، الذي كان أدهى الروم وأشدّهم في الحرب، وكان واليًا على فلسطين..
«والأرطبون: لقب يُطلق على القائد الذي يلي الامبراطور».

فرض عمرو بن العاص الحصار على أجنادين، وطال الحصار، وتم تسيير الرسل بين الجيشين، ولم يخرج عمرو بن العاص بنتيجة من الأرطبون، فسار إليه بنفسه، فدخل عليه كأنه رسول، فارتاب الأرطبون وشك لما رأى من رجاحة عقله ورزانة حديثة وتمكنه وجرأته في الحوار؛ وقال في نفسه: لا شك أن هذا هو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه، فأمر أحد الحرس أن يقعد على طريقه ليقتله إذا مر به..!!

فطن عمرو بن العاص أن هناك مكيدةً..! فبادر قائلًا للأرطبون: لقد سمعتَ منِّي وسمعتُ منك، وقد وقع قولك منِّي موقعا، وأنا واحد من عشرة، بعثنا الخليفة «عمر بن الخطاب» إلى هذا الأمير «عمرو بن العاص» لنقف بجانبه ونؤازره، فسأرجع فآتيك بأولئك العشرة الآن، فإن رأوا الذي عرضت عليّ مناسبًا؛ فسيأخذ الأمير وأهل العسكر برأينا ومشورتنا، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم..!

أيد الأرطبون تلك المبادرة طمعًا في قتل العشرة! وأسر ّإلى أحد حراسه بابلاغ الجندي المكلّف بقتل عمرو بالكفّ عن ذلك. فخرج عمرو من عنده، وعلم الأرطبون بعد ذلك أنّ ذلك الرسول هو «عمرو بن العاص» وأنّه قد خدعة!! فقال: هذا أدهى الخلق!. وبلغت قصة الخديعة عمر بن الخطاب فقال: لله در عمرو!

ثمّ آلت الأمور بعد ذلك إلى نشوب القتال في أجنادين بين المسلمين والروم، وكان قتالا شديدًا، ومعركةً عظيمة، أشبه ما تكون بمعركة اليرموك، وكثُر فيها القتل، وانتهت بهزيمة الروم وانتصار المسلمين، وفرّ الارطبون وفلول جيشه إلى إيلياء «بيت المقدس» واستطاع دخولها هو ومن نجا معه من جنده.

أصبحت مدينة «بيت المقدس» مركزًا لتجمع فلول الروم الذين فرو من المواقع والمعارك التي هُزمت فيها جيوشهم مثل: قنسرين، حمص، اليرموك، وأجنادين، وغيرها، وكانت أيضًا ملاذًا وملجئًا للذين خرجوا من المدن التي فتحها المسلمون ورفضوا البقاء فيها مثل دمشق..

أحداث تاريخية فاصلة

09 Jul, 13:48


◾️ملخص الحدث:
تحرك عمرو بن العاص -قائد الجبهة الفلسطينية- بعد معركة أجنادين إلى بيت المقدس، وفرض عليها الحصار، وعرض على أهلها إمّا الإسلام، وإمّا دفع الجزية، وإمّا القتال؟ فاختار أهلها التحصّن والمقاومة بقيادة الارطبون. فتقدم المسلمون بكل شجاعة إلى أسوار بيت المقدس، وكلّهم عزيمة وإصرار على الفتح، وكانت الأسوار حصينة ومنيعة، واستخدم الروم المنجنيق، فتضرر المسلمون منه، وصاحب ذلك أجواء قاسية جدا: فالبرد كان شديدًا، مع هطول الأمطار بغزارة، وتساقط الثلوج بشكل كثيف.

واستمر القتال على ذلك الحال لمدة (١١) يومًا من الصباح إلى غروب الشمس. فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يطلعه على أوضاع المعركة، ويطلب إمداده بالجنود والعتاد. فكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة -القائد العام لجيوش المسلمين بالشام - يأمره بالتحرك من شمال الشام إلى بيت المقدس لإمداد عمرو بن العاص.

وصل أبو عبيدة بن الجراح في اليوم الحادي عشر، وكان على رأس جيشه خالد بن الوليد ويزيد بن سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر، وغيرهم من فرسان المسلمين، ودب الهلع في قلوب الروم، إلّا أنّهم آثروا المقاومة ورفضوا الإستسلام، فاستمر الحصار بعد ذلك قرابة أربعة أشهر، وما من يوم الا وجرى فيه قتال شديد، والمسلمون صابرون على البرد والمطر والثلج، مصرّون على تحقيق النصر وفتح المدينة.

فلمّا ذاق الروم مرارة الحصار، ورأوا قوة وثبات المسلمين، ورأوا أنّهم معزولين عن أي مدد أو دعم، رضخوا وفوّضوا بطريرك القدس «صفرونيوس» بطلب الصلح من المسلمين، واشترطوا قدوم الخليفة عمر بن الخطاب لتوقيع عقد الصلح واستلام مفاتيح القدس. وأمّا الأرطبون فتمكّن هو وثلّة من جنده من الفرار إلى مصر.

كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب يخبره بطلب الروم للصلح، فسُرّ عمر بذلك، وقدم من المدينة إلى الشام، واستخلف عليها علي بن أبي طالب، وكتب إلى أمراء الأجناد بالشام أن يستخلفوا على أعمالهم، ويأتوا للقائه بالجابية «وهي قرية تقع شمال محافظة درعا، وعلى بعد حوالي ٨٥ كم عن دمشق».

عندما وصل عمر إلى الجابية تلقاه أبو عبيدة وأمراء الجيوش، ولم يتخلّف سوى عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة لضرورة بقائهم في ميدان المواجهة مع الروم. وألقى عمر بالجابية خطبة طويلة بليغة منها: «أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تُكْفَوا أمر دنياكم، …ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن…».

وحين سمع أهل بيت المقدس بوصول عمر إلى الجابية أرسلوا له الوفد المخوّل بالتفاوض.. وتمّ كتابة وثيقة الصلح، وفيها: العهد بالأمان لهم، وألّا يُجْبَروا على ترك دينهم، وأن لهم الخيار فمن شاء بقى في ذمّة المسلمين ويدفع الجزية، ومن شاء لحِق بالروم وهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه، وتم توقيع وثيقة الصلح، وشهد عليها: خالد بن الوليد، عمرو بن العاص، عبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وسُمّيت تلك الوثيقة بـ «العهدة العُمَريّة».

ثم سار «عمر بن الخطاب» من مقره في الجابية إلى بيت المقدس، ففُتحت له المدينة واستقبله أهلها وبطاركتها، ودخل المسلمون المسجد الأقصى أفواجا في مشهدٍ مهيب وفي يومٍ تاريخي عظيم من أيام الله تعالى.. وكان الفتح سنة (١٥ هـ) وقيل سنة (١٦هـ).

وظَلَّ المسجد الأقصى تحت حكم المسلمين حوالي (٥٠٠) عام إلى أن استولى عليه الصليبيون سنة (٤٩٢ هـ)، ومكث في أيدي الصليبيين حوالي (٩٠) سنةً، ثُمَّ استردَّه المسلمون في حكم الأيوبيين سنة (٥٨٣ هـ)، وظل في كنف المسلمين أَكْثَرَ من (٨٠٠) عام، إلى عصر الاستعمار الذي قسم العالم الإسلامي سنة (١٣٤١ هـ) بعد سقوط الخلافة العثمانية، وتم تسليم فلسطين لليهود سنة (١٣٦٦ هـ)، وبعد أحداث دامية احتل اليهود المسجد الأقصى سنة (١٣٨٧ هـ).

أحداث تاريخية فاصلة

25 Jun, 02:38


سلسلة الأحداث الفاصلة في التاريخ الإسلامي
🔳 الحـ(٤)ـدث
((فتح بيت المقدس (١٥) هجرية))
📍الفتح الأول - في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

◾️المراجع
١-البداية والنهاية- ابن كثير
٢-الكامل في التاريخ- ابن الأثير
٣- فتوح البلدان البلاذري
٤-كتب تاريخية موثوقة- كُتّاب معاصرين
٥-دراسات تاريخية منشورة- باحثين معاصرين

أحداث تاريخية فاصلة

31 May, 19:11


▪️التحوّل من «المذهب السني» إلى «المذهب الشيعي الإثني عشري» في «بلاد فارس- إيران» :

منذ الفتح الإسلامي لبلاد فارس والذي اكتمل عقده بمقتل يزدجر الثالث آخر الملوك الساسانيين لدولة الفرس سنة (٣١هـ)، وسقوط إمبراطورية فارس للأبد سنة (٣٣هـ): أقبلت الشعوب الفارسية على الدخول في الإسلام، حيث أُعجبوا بما فيه من العدل والمساواة والرحمة واليسر، بعكس ما كانوا عليه في ظل المجوسية!! وانتشر الإسلام انتشاراً واسعًا، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ومما ساهم في انتشار الإسلام هجرة كثير من القبائل العربية إلى بلاد فارس والإقامة فيها واختلاطهم بالفرس. واستمرت فارس «كدولة مسلمة سنيّة» تتبع لخليفة المسلمين في زمن عمر بن الخطاب، وزمن من بعده من الخلفاء الراشدين، ثم في زمن الخلافة الأموية وزمن الخلافة العباسية.

وفي آخر زمن الخلافة العباسية -عصر الضعف- وتحديدًا عام (٢٠٥هـ) وما بعده: نشأت بعض الدول المستقلّة عن الدولة العباسية، وحكمت بلاد فارس وما يتبعها من أقاليم، واستمرت تلك الدول على مذهب أهل السنّة والجماعة، وهي تباعًا: الدولة الطاهرية، الدولة الصفارية، الدولة السامانية، الدولة الغزنوية، دولة السلاجقة، الدولة الخوارزمية، ثمّ دولة المغول (التتار) الذين أسقطوا "الدولة الخوارزمية" سنة (٦٢٨هـ) الموافق (١٢٣١م). ثم توسعوا في حربهم حتى تمكنوا من إسقاط الخلافة العباسية في بغداد سنة (٦٥٦هـ) الموافق (١٢٥٨م)، وأصبح المغول بذلك يسيطرون على إيران والعراق سيطرة تامة.

وظلت الصبغة السّنية غالبة على المسلمين في بلاد فارس رغم أنّ المغول وثنيون، ثم تأثر المغول بما رأوا من محاسن الإسلام؛ وغيروا من عاداتهم وأخلاقهم، ودخل بعضهم إلى الإسلام. وفي سنة (٦٨٠هـ) الموافق (١٢٨١م) اعتنق أحد حكام المغول الإسلام وغيّر اسمه من "تكودار" إلى "أحمد" ثم أصبح حكام المغول من بعده مسلمين، وأصبحوا حماة ورعاة للحضارة الإسلامية السنيّة. وبعد سقوط دولة المغول خلفهم في السيطرة على إيران: التيموريين، ثم قبيلة القرة قيونلو، وقبيلة آلاق قيونلو، وكانوا جميعًا من القبائل التركية المسلمة.

لقد ظلت بلاد الفرس تنعم بنور الإسلام خلال أزمنة تلك الدول: وقد خرّجت أرض فارس جهابذة العلماء، أمثال: البخاريّ، مسلم، أبو داوود، الترمذي، الطّبريّ، البغوي، الرّازي، الزمخشري، أبو حنيفة، سيبويه، نفطويه، وابن الجزري.. وغيرهم من علماء السنة في مختلف الفنون، رحمهم الله جميعًا. وظلت الصبغة السنيّة ظاهرة على بلاد فارس لمدة "تسعة قرون" حتى سنة (٩٠٧هـ) الموافق (١٥٠١م) عندما استطاع "الصفويون" استغلال الصراع بين تلك القبائل والانتصار عليهم، ثم استلام حكم فارس، وقاموا بفرض مذهبهم الشيعي الإثني عشري بالقوة..!

إِذَن: بدأ التحول المذهبي من السنّة إلى الشيعة الإثني عشرية في بلاد فارس بنشأة "الدولة الصفوية" والدول الصفوية أسسها إسماعيل الصفوي، ولَقَب (الصفوي) نسبة إلى صفي الدين الأردبيلي -أحد أجداد إسماعيل- وكان صفي الدين يتزعّم طريقة صوفية تتبنى الكثير من مبادئ التشيع الباطني المغالي. واتخذ إسماعيل لقب "الشّاه" أي الملك، وقد أصبح هذا اللقب يطلق على حكام بلاد فارس «إيران» منذ ذلك الوقت حتى قيام ثورة الخميني سنة (١٣٩٩هـ) الموافق (١٩٧٩م).

وبدأت الدولة الصفوية تاريخها بسفك الدماء! حيث أسرف الشاه إسماعيل في قتل السنّة بوحشية وانتقام وحقد واجرام. وهو ديدن حكام الدولة الصفوية عبر تاريخها، حيث نكّلوا بالسنّة وما رسوا تجاههم أبشع أنواع القتل، من حرق وتدمير وتعذيب واغتصاب، وتقطيع الأوصال، والتمثيل بالجثث! وقال قطب الدين الحنفي في كتابه -الإعلام بأعلام بيت الله الحرام- واصفًا الشاه إسماعيل بقوله: "إنه قتل زيادة على ألف ألف نفس -يعني مليون- بحيث لا يُعهد في الجاهلية ولا في الإسلام ولا في الأمم السابقة من قبلُ في قتل النفوس مثل ما قتله شاه إسماعيل، وقتل من تمكّن منه من العلماء…، وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم... وكاد أن يدعي الربوبية! وكان يسجد له عسكرُه ويأتمرون بأمره".

وقام الشاه إسماعيل مع بداية حكمه بالسعي بكل ما أوتي من سلطة وقوة لتحريف الإسلام، وروج هو وأتباعه ومعممي الشيعة: بأنّ الخلافة كانت يجب أن تؤول إلى علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي ﷺ، وأن "الخلفاء الراشدين الثلاثة، وخلفاء الدولة الأموية، وخلفاء الدولة العباسية" غاصبون للخلافة من علي بن أبي طالب ومن بنيه..! وزوروا القصص الكاذبة التي تحكي الظلم والاضطهاد لآل البيت من قِبَل السنة.. وزرعوا بذلك البغضاء والحقد في نفوس أتباعهم تجاه أهل السنة. وأفتوا بتكفير الصحابة وادّعوا بأنهم ارتدوا جميعًا عن الإسلام ما عدا سبعة فقط!! وأمروا الناس بالتقرب إلى الله بسب الخلفاء الراشدين -أبو بكر وعمر وعثمان- وسب عموم أصحاب النبي ﷺ وشتمهم ولعنهم! وهو الأمر الذي ما يزال مستمراً إلى اليوم.

أحداث تاريخية فاصلة

31 May, 19:11


وأمر الشاه اسماعيل بتنظيم الاحتفال السنوي بذكرى مقتل "الحسين رضي الله عنه في العاشر من محرم"، وبِلِبْس السواد منذ بداية شهر محرم حتى اليوم العاشر، وبِلطم الوجوه وضرب الصدور، وبجرح الرؤوس وتشقيق الأجساد لتسيل الدماء في ذكرى عاشوراء. ومنع الزواج في شهر محرم، وأضاف "أشهد أن علياً ولي الله" في الأذان، وأمر بدفن الموتى في النجف، وتغيير اتجاه القبلة في مساجد إيران، باعتبار أن قبلة أهل السنة خاطئة. وأفتى معممي الشيعة بمنع الصلاة في مساجد السنة أو خلف إمام سني، وحثوا الناس بالحجّ إلى مدينة مشهد -التي فيها قبور بعض أئمتهم- وأفتوا بأن ذلك يغني عن الحج إلى بيت الله الحرام.

وقد تحالف الصفويون مع الغرب لمحاربة الخلافة العثمانية، وفعلوا الأفاعيل من المكر والكيد لإشغال العثمانيين عن الفتوحات!! وأظهروا الود والموالاة للدول الأوروبية النصرانية وللنصارى المقيمين في بلاد فارس، وقامت السياسة الصفوية على هذا الأساس طوال مدة حكمهم لأكثر من قرنين من الزمان!! بالإضافة لتحريفهم لدين الإسلام تحريفًا عظيمًا في أعين أتباعهم، وتشويهم لتاريخ المسلمين تشويهًا كبيرًا!!

وبعد انهيار الدولة الصفوية سنة (١١٣٥هـ) الموافق (١٧٣٥م) قامت على أنقاضها دول شيعية متتابعة هي: الدولة الأفشارية، الدولة الزندية، الدولة القاجارية، وصولا الى الدولة البهلوية والتي قام رئيسها الشاه رضا بهلوي بتغيير اسم الدولة من «فارس» الى «إيران» ليستمر حكم الدولة البهلوية من عام (١٣٤٣هـ) الموافق (١٩٢٥م) الى العام (١٣٩٩هـ) الموافق (١٩٧٩م)، وهو العام الذي أسقط فيه الإيرانيون حكم الشاه محمد رضا بهلوي، ليبدأ عهد الدولة الخمينية الفارسية الشيعية!؟. والتي تسمّت كذبًا بـــ: (جمهورية إيران الإسلامية)

كان الخميني قبل استلامه لمقاليد حكم إيران: منفيا (١٤) سنة خارج إيران، بسبب معارضته للنظام، وقيل عاش منفاه في العراق ثم فرنسا. وطبق الخميني "سياسة الاجرام الصفوي" على سنّة إيران والبالغ عددهم "١٥ مليوناً"، وتمّ بشكل ممنهج تنفيذ سياسة الإعدامات اليومية وبتهم كاذبة، ومنع السنة من بناء المساجد ومن ممارسة شعائرهم الدينية. وفي (١٤٠٩هـ) الموافق (١٩٨٩م) كانت وفاة الخميني، وتم تعين الخامنئي خلفًا له، وسار على خطى الخميني مذهبًا وسياسةً وإجرامًا، ولا زال الحال كذلك إلى اليوم!!

وفي الختام يتبيّن بوضوح ما يلي:
١-بدأ التحول من المذهب السنّي إلى المذهب الشيعي في بلاد فارس: مع بداية حكم الدولة الصفوية سنة (٩٠٧هـ).
٢-تم التحول عبر سنين طويلة من الظلم والإجرام وسفك دماء السنّة وهدم المساجد وقتل العلماء وتحريف الدين، وبغطاء مظلم من الكذب والافتراء على الصحابة رضي الله عنهم، واستغفال عامّة الشيعة الذين يسير أكثرهم على نهج المعممين دون وعي ودون بحث عن الحقيقة والصواب!
٣-انطلقت جهود التحول من حقدٍ دفين على الصحابة، وخصوصًا الفاتحين لبلاد فارس، وبالأخص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي تمت الفتوحات في عصره، ممّا يؤكد أن المشروع الصفوي منذ انطلاقته وحتى يومنا هذا ما هو إلّا: مشروع فارسي مجوسي بغطاء شيعي وخداع بتقمّص حب آل البيت..
٤-النهج «الصفوي الفارسي المجوسي» الحاقد على الإسلام والمحارب لأهل الإسلام: هو سمة من سمات كل الدول التي قامت في إيران منذ قيام الدولة الصفوية إلى اليوم. وظل التعصب المذهبي «الشيعي الإمامي الاثني عشري» المُبتَدَع كذبًا وزورًا: هو الذي يوجه سياسة البلاد داخلياً وخارجياً.

وملخص المذهب "الشيعي الإمامي الإثني عشري" هو:

اعتقادهم بأنّ الأحق بالخلافة بعد النبي ﷺ عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، ثم في ذريته، ومن غلاة الشيعة من يتهمون جبريل عليه السلام بالخيانة! ويقولون أن الرسالة بالنبوّة كانت لعلي بن أبي طالب، وليست لمحمد ﷺ!!! ومن أصول مذهبهم «الإمامية» وهي أنّ الإمامة في (١٢) رجلّا من آل البيت، أولهم علي رضي الله عنه، وآخرهم محمد بن العسكري الذي يزعمون أنّه دخل سرداب سامرّاء في منتصف القرن الثالث الهجري، وأنّه لا يزال حيًا بداخله وينتظرون خروجه..!! ويزعم الشيعة في مذهبهم الضال أن مهديهم المسردب عندما يخرج سيسرف في قتل وإبادة العرب حتى يُقال أنّه لم يخرج إلّا لذلك. ولمّا طال انتظار خروجه، ابتدعوا أصلًا جديدًا في مذهبهم وهو «ولاية الفقيه» وجعلوا الفقيه نائبًا للإمام الثاني عشر إلى أن يخرج! وأول من تسمّى بتلك البدعة -ولاية الفقيه- الخميني ثم خَلَفَهُ الخامنئي.. ويرفع غلاة الشيعة منزلة الإمام والولي فوق منزلة الأنبياء، بل وصل بهم الضلال إلى الإشراك بالله سبحانه وتعالى، وذلك مسموع ومشاهد في دعائهم: يا عليّ! يا حسين!. وانحرافات الشيعة وبدعهم الشركية كثيرة لا يسع المقال لذكرها، نعوذ بالله من الضلال..

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 17:16


🔴 السؤال الهام والجوهري الذي يتبادر إلى الأذهان:

متى وكيف ولماذا: تحولت بلاد فارس «إيران» ممّا كانت عليه بعد الفتح الإسلامي «دولة مسلمة على المذهب السنّي» لتصبح دولة تعتمد المذهب الشيعي الإثني عشري «وتمتهن: سبّ الصحابة، ومحاربة أهل السنّة بحقد وعداء بغيض» ⁉️

🟢 الإجابة بالتفصيل 👇

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:54


◾️ ما بعد الحدث
بعد النصر العظيم في معركة القادسية، تم التحرك إلى عاصمة امبراطورية فارس -المدائن- وفتح المسلون في طريقهم بابل وبهرسير. ولما اقتربوا من المدائن لاح لهم القصر الأبيض حيث لا يفصل بينهم وبينه إلا النهر، فركب المسلمون النهر، وكان النهر في حالة فيضان كبير، ومع ذلك عبره المسلمون وتجاوزوه، فانخذل الفرس وامتلأت قلوبهم رهبة وغشيهم الخوف، ففرّ ملك الفرس "يزدجرد" وفر معه أهل المدائن إلى جلولاء وحلوان، ولم يبقى في المدائن غير قلة من الناس، فقام سلمان الفارسي بدعوتهم إلى الإسلام فأسلموا، وبذلك تم فتح عاصمة الفرس "المدائن" بدون مقاومة سنة (١٦هـ).

ودخل المسلمون "القصر الأبيض" قصر كسرى ملك الفرس، وقرأ سعد عند دخوله قول الله تعالى: [كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ* كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ* فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ] [الدخان: ٢٥-٢٩]. وفرح المسلمون فرحًا عظيمًا بتحقق وعد النبي ﷺ على أيديهم: حيث قال ﷺ لعدي بن حاتم: ((…ولَئِنْ طالَتْ بكَ حَياةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرى، قُلتُ: كِسْرى بنِ هُرْمُزَ؟ قالَ: كِسْرى بنِ هُرْمُزَ…)) •أخرجه البخاري (٣٥٩٥)، ومسلم (١٠١٦). وقال ﷺ ((لَتَفتَحَنَّ لكم كُنوزَ كِسرى الأبيضِ -أو الَّذي في الأبيضِ- عِصابةٌ مِنَ المسْلِمين)) •المستدرك على الصحيحين (٨٧٩٨)•

وغنم المسلمون من خزائن كنوز كسرى غنائم هائلة، وكان سقوط "المدائن" بمثابة الايذان بانهيار الإمبراطورية الفارسية. حيث انطلقت كتائب المسلمين تفتح المدن الواحدة تلو الأخرى: جلولا، حلوان، تكريت، نينوى، الموصل، ماسبذان، قرقيسياء، الأهواز، رامهرمز، تستر، السوس، جنديسابور، واصطخر. وكان ملك الفرس "يزدجرد" يفر من مدينة إلى مدينة عندما يسمع بمقدم المسلمين ويضع على المدن التي يفر منها من يقود القتال...!!

ثم فتح المسلمون نهاوند سنة (١٨هـ)، بعد معركة تاريخية (حامية الوطيس) بقيادة النعمان بن مقرن، والذي استشهد في المعركة قبل نهايتها، واستلم القيادة بعده: حذيفة بن اليمان. وقد خاض المسلمون المعركة بجيش قوامه "ثلاثون ألفا"، في حين بلغ جيش الروم "مائة وخمسون ألفا" قُتِل منهم في المعركة أكثر من "مائة ألف". وسُميّ فتح نهاوند بفتح الفتوح؛ لما ترتب عليه من فتوحات كثيرة في أعماق بلاد فارس؛ حيث واصل المسلمون تقدمهم بعد "نهاوند" على عدة جبهات، وتم لهم فتح: همذان، أصفهان، الري-طهران-، قومس، جرجان، طبرستان، أذربيجان، إقليم فارس، كرمان، سجستان، مكران، خراسان، وكافة الشمال الغربي لبلاد فارس. وتم عقد الصلح مع العديد من المدن الفارسية..

وفي عهد عثمان بن عفان انتفضت بعض المدن الفارسية التي عقدت الصلح مع المسلمين، ثم أعيد فتحها وأخضعها المسلمون، ثم هرب ملك الفرس يزدجر إلى كرمان ثم إلى خراسان وفيها تم قتله سنة (٣١هـ) -واختلف المؤرخون في كيفية قتله على أقوال كثيرة- وبقتله تم اسقاط الإمبراطورية الفارسية إلى الأبد، والتي بلغ عمرها حوالي (٤١٦ عاماً)، وطُوِيت صفحتها من التاريخ، وأصبحت أثرًا بعد عين، واستمرت المعارك إلى عام (٣٣هـ) مع من تبقى من فلول المجوس أو الفرس، ودخل الشعب الفارسي في دين الله أفواجا وأصبحت أرضهم ضمن بلاد الإسلام.

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:52


◾️ ملخص الحدث
بعث عمر إلى سعد بن أبي وقاص، وولَّاه قيادة الجيش في العراق، وسيَّره في أربعة آلاف، وأرسل إلى المثنَّى لكي يَنضمَّ إليه. كما أمر عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح -قائد جبهة الشام- أن يعيد كتيبة خالد بن الوليد التي سبق وأن تحركت من العراق إلى الشام مَددًا لمعركة اليرموك، فحرّك أبو عبيدة "الكتيبة" تحت إمرة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وكان قوام الكتيبة قرابة "ثمانية آلاف". وأمر عمر بن الخطاب بالسماح "لأهل الردَّة الذين تابوا" بالمشاركة في هذه المعركة، وقد مُنعوا من قبل من المشاركة في الفتوحات؛ كما قال قولته المشهورة: "والله لأضربنَّ ملوك العجم بملوك العرب"، فلم يدع رئيسًا ولا ذا رأي أو شرف ولا خطيبًا ولا شاعرًا، إلَّا رمى بهم في المعركة، فكان كل من يريد الجهادَ يُوجِّهه للعراق؛ لذلك كان المدد يأتي إلى سعد بن أبي وقاص بشكل متتابع.

واجتمع لسعد في القادسية أكثر من ثلاثين ألف مقاتل، وكان المثنى قد توفِّي قبل وصول سعد على إثر جراحاته البليغة. وبلغ جيش الفرس المتحرك إلى القادسية قرابة "مائة وعشرون ألفًا" وانضم لجيش الفرس مقاتلون من القبائل العربية المتنصّرة حيث نقضت العهد مع المسلمين، وقيل وصل عدد جيش الفرس إلى "مائتي ألف" ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلًا. وقيل: أنّ رستم كان يسير بجيشه في حذر وبطء شديد، وقيل: أنّه مكث أربعة أشهر منذ خروجه إلى أن لقي سعدًا، وهدفه من ذلك أن يملَّ المسلمون من اللقاء ثم ينصرفوا.

اجتمع الجيشان في القادسية: جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص، وجيش الفرس بقيادة رستم، «والقادسية: موضع يقع في الجنوب الغربي من بغداد ويعتبر البوابة الأساسية لفتح العراق بأكمله» وحدثت بين المسلمين والفرس قبل المعركة مراسلات وحوارات، حيث طلب رستم من سعد بن أبي وقاص أن يرسل إليه وفدًا يتفاوض معهم، ليعرف لماذا قدموا لأرض فارس، وليعرض عليهم من الخيارات السلمية ما يكون حلًا لتجنب الصدام والقتال.

بعث سعد بن أبي وقاص وفدًا على رأسهم: النعمان بن مقرِّن والمغيرة بن شعبة، فقال لهم رستم: ما أقدمكم؟ فقالوا: قدمنا لموعود الله إيانا، أخذ بلادكم وسبي نسائكم وأبنائكم وأخذ أموالكم، ونحن على يقين بذلك.. وممّا قاله رستم: إنّكم جيراننا وكنّا نُحسن إليكم ونكف الأذى عنكم!! فارجعوا إلى بلادكم، ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا. فقال المغيرة: إنّا ليسَ طَلَبُنَا الدنيا، وإنّما هَمُّنا وطَلَبُنَا الآخرة.. ودار نقاش طويل أظهر فيه رستم ميله للإسلام، وعرض ذلك على رؤساء قومه لكنّهم رفضوا الدخول في الإسلام فأخذ برأيهم.

ثم طلب رستم وفدًا آخر للتفاوض معه، فأرسل سعد بن أبي وقاص "ربعي بن عامر"، فقال له رستم: ما جاء بكم؟ فقال ربعي: إنّ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرْسَلَنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قَبِل ذلك قبِلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله. قال رستم: وما موعود الله؟ قال ربعي: الجنّة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بَقِي.

وكان كلَّما ذهب وفدٌ من المسلمين فاوضهم رستم ثم لا يُخرج منهم إلا بنتيجةٍ واحدة: إمّا الإسلام، أو الجزية، أو القتال. ولمّا كان لا بد من الحرب، أرسل رستم إلى سعد يقول: إمَّا أن تَعبر إلينا أو نعبر إليكم، فقال سعد: بل اعبروا إلينا، فعبروا ونزلوا ضفة العتيق -أحد فروع نهر الفرات-.

وكان سعد بن أبي وقاص، قد أصابته دمامل وجروح في جسده، ممّا أعاقة عن نزول ساحة الحرب وعن القيادة المباشرة للمعركة، فأقام سعد في قصر قديم مطل على ميدان القتال، وأناب عنه في القيادة خالد بن عرفطة، وأدار سعد المعركة من فوق القصر: حيث ينظر إلى الجيش ويرسل بأوامره مكتوبة إلى خالد بن عرطفة، وهو يُبلِّغها إلى الأجناد.

بدأت معركة القادسية يوم الأول "الاثنين من المحرم سنة "١٤هـ": باختطاف عدد من جنود الفرس وقتلهم، ثم تلاحم الجيشان، ودارت رحا الحرب، وكان فرسان الفُرْس يركبون على الفِيَلة، فنفرت خيول المسلمين من الفيلة وخافت منها إذ أن خيولهم لم تتعود على رؤيتها فاشتد الأمر على المسلمين وأثّر ذلك على سير المعركة، ثم استهدف المسلمون الفيلة واثخنوا فيها.

وفي اليوم الثاني وصل مَدَدُ الشام للمسلمين، وهم الذين كانوا مع خالد، فعادوا بِناء على أوامر عمر بن الخطَّاب، وفيهم القعقاع بن عمرو وهاشم بن عتبة، وكانوا قرابة ستة آلاف مقاتل، ونشط المسلمون واقتتل الجيشان حتى المساء، وكانت الغَلَبة للمسلمين في هذا اليوم، ولم يقاتل الفرس بالفيلة هذا اليوم نظرًا لأن المسلمين في اليوم الأول قاموا باستهدافها وتشريدها وقتل عدد كبير منها، وقاتل المسلمون في اليوم الثاني بمعنويات كبيرة في ظل غياب الفيَلة.

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:52


وفي اليوم الثالث جلب الفرسُ عددًا من الفيلة، وتَطوَّع القعقاع بن عمرو وعاصم، فشدُّوا مع جماعتهم على الفيل الأبيض وهو أكبرها، ويُسمَّى "فيل سابور" وفقؤوا عينيه بالرِّماح، ثمَّ قطعوا خُرطومَه، وشدَّ آخرون من بني أسد على فيلٍ آخر يُسمّى الأجرب، وفعلوا فيه مِثْل فِعْل القعقاع وعاصم، فارتدَّ الفيلان على جيش الفرس، وتَبِعهما بقيَّة الفيلة، فعبرت النهر هربًا بمن على ظهورها من الجنود، واستمرَّ القتال شديدًا طيلة هذا اليوم، ثمَّ تواصَل حتى الليل.

في اليوم الرابع التحمت الصفوف في الصباح، واشتدّ القتال، وطالت المصاولة حتى الظهيرة، وتقدم المسلمون بقوة وبسالة إلى عمق جيش الفرس، وهبَّت على الفرس رياح شديدة قلعت خيامهم وبددت جموعهم وشتتت صفوفهم ، وقلعتْ الرياح خيمةَ رستم، وحملتها باتجاه النهر، وتقدم القعقاع ومن معه باتجاه مقر رستم، وسبقهم هلال بن علقمة، وحدث الالتحام المباشر، وتمكن رستم من الهرب وألقى بنفسه في النهر، فتَبِعه هلال فجذبه من رجله، وأخرجه للشط وقتلَه، ثم نادى في الناس: قتلتُ رستم وربِّ الكعبة، وكبَّر المسلمون، ثم هرب الفرس يريدون عبور النهر، وسقط المقترِنون بالحديد في النَّهر والمسلمون يطعنونهم بالرِّماح، وانسحب من نجا من الفرس نحو المدائن مركز حكمهم ومقر مَلِكِهِم "يزدجرد"، ويوجد بها القصر الأبيض.

وبذلك انتهت معركة القادسية بنصرٍ تاريخيٍ عظيم، بلغ فيه قتلى الفرس ما يزيد على "خمسين ألفًا"، وشُرِّد ما تبقى من جيشهم، فلم يَصِل منهم إلى المدائن إلا القليل، وقُتِل من المسلمين ما يقارب "ثمانية آلاف وخمسمائة". وغنم المسلمون غنائم هائلة، وأُرسلت بشارة الفتح والنصر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة والذي كان يتقصى أخبار المعركة بنفسه ويخرج خارج المدينة يسأل الركبان والمسافرين عن أخبار المعارك وسيرها حتى أتاه النبأ اليقين والأخبار الحقيقية من أرض المعركة نفسها.

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:51


◾️بين يدي الحدث
بعد الانتهاء من حرب المرتدين في خلافة أبي بكر الصديق سنة (١١هـ) أرسل المثنى بن حارثة الشيباني -وهو من قبيلة بكر بن وائل المحاذية للفرس- بطلب الإذن من أبي بكر الصديق في أن يقوم هو ومن أسلم من قومه بغزو الفرس، فأذِن له الصديق بذلك. وقام المثنى بعددٍ من المناوشات وحقق انتصارات متعددة على أطراف بلاد فارس، فأجلبت الفرس بخيلها ورجلها، فأرسل المثنى إلى أبي بكر الصديق يطلب منه المدد.

فأمر أبو بكر الصديق خالدَ بن الوليد -بعد أنْ فرغ من معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب- بأن يتحرك بجيشه إلى العراق، لإمداد المثنى بن حارثة، على أن يدخلها من جنوبها من جهة جزيرة العرب، وأمر الصديق أيضًا عياض بن غنم الفهري -وكان في الفراض وهو موضع بين اليمامة والبصرة- بالتحرك للعراق ودخولها من شمالها من جهة الشام، وهذا التكتيك يجعل الفرس مضطرّين في الدفاع على جبهتين مما يشتت جهدهم ويضعف قوتهم. ووجّه الصديق بأن تكون القيادة للجيوش في العراق لمن يصل الحيرة أولًا، وأرسل الصديق بمددٍ إضافي لخالد بقيادة القعقاع بن عمرو، وبمددٍ آخر لعياض بقيادة عبد بن عوف الحميري..

انطلق خالد وعياض حسب توجيهات الصديق ودخلوا العراق، وكان خالد بن الوليد أول الواصلين وتكاملت الأمداد واجتمعت الجيوش تحت قيادته سنة (١٢هـ)، ونشب القتال مع الفرس، وفتح المسلمون المراكز والقرى والمدن واحدة تلو الأخرى في معارك متتابعة ومحتدمة: معركة ذات السلاسل، معركة المذار، معركة الولجة، معركة أليس، فتح أمغيشيا، فتح الحيرة، فتح الأنبار، معركة عين التمر، فتح دومة الجندل، معركة الحصيد، معركة الخنافس، فتح المصيخ، فتح الثني والزميل، معركة الفراض.

وبعد تلك الفتوحات المتوالية هدأت الأمور نوعًا ما على جبهة القتال مع الفرس. وجاء كتاب أبو بكر الصديق يأمر فيه خالد بن الوليد بالتحرك بنصف الجيش من العراق إلى الشام لدعم الجيوش المقاتلة في حربها مع الروم، وترتب على ذلك التحرك معركة اليرموك الشهيرة التي انتصر فيها المسلمون على الروم -وقد تم بسط الحديث عنها في الحلقة الماضية.

استغل الفرس تحرك نصف جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد إلى جبهة الروم، فاستنفروا قواهم، وحشدوا جنودهم، وتحركوا في جيش كبير للقاء المسلمين، فاضطر المثنى بن حارثة قائد جبهة العراق إلى الانسحاب من العديد من المناطق المفتوحة والتجمع بالقرب من الحيرة، ثم أرسل بطلب المدد من خليفة المسلمين أبي بكر الصديق، وكان الصديق حينها في مرض الموت، فأوصى عمر بن الخطاب أن يبعث بالمدد للعراق.

بعد وفاة الصديق أرسل عمر بمدد كبيرٍ إلى جبهة العراق بقيادة: أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وأمر المثني أن يدخل بجيشه تحت راية وقيادة أبو عبيد، واستُؤنفت المواجهات من جديد مع الفرس ودارت رحا الحرب، وحقق المسلمون الانتصار في ثلاث معارك على التوالي: معركة النمارق، معركة السقاطية، معركة باقسياثا.

ثم قام ملك الفرس بحشد جيشٍ كبير وتحريكه لقتال المسلمين، فحدثت موقعة الجسر سنة (١٣هـ) حيث عبر المسلمون نهر الفرات على ظهر الجسر، للقاء الفرس وفاجأهم الفرس بالفيلة وكانت أرض المعركة زراعية موحلة، وكان لتلك العوامل الأثر في تفوق الفرس! وبعد الخسارة المؤلمة لجيش المسلمين في معركة الجسر واستشهاد قائدهم: أبو عبيد الثقفي، طلب المثنى بن حارثة المدد من عمر بن الخطاب لإيقاف زحف الفرس والمحافظة على ما تم فتحه.

استنفر عمر بن الخطاب المسلمين، وحشد جيشًا قوامه أربعة آلاف بقيادة جرير بن عبد الله البجلي وحركه إلى العراق، واستمر عمر بن الخطاب في استنفار المسلمين والعمل على حشد ما أمكن من المدد. دخل جرير البجلي بجيشه تحت قيادة المثنى بن حارثة، وحدثت معركة البويب مع الفرس، وانتصر فيها المسلمون نصرًا حاسمًا، فارتفعت معنوياتهم بعد الانكسار الذي تعرضوا له في الجسر. فاشتد ذلك على الفرس فاستنفروا قواهم وحشدوا حشودهم وعزموا على الحرب بكل ما أوتوا من قوة لإيقاف زحف المسلمين. فكتب المثنَّى إلى عمر يُخبِره بذلك، وتراجع بالجيش إلى منطقة مناسبة ونزل في مكان يقال له: ذو قار، وأقام به حتى يأتي المدد المرتقب من خليفة المسلمين عمر.

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:50


◾️تمهيد
من الدول الظاهرة قبل بزوغِ نورِ الإسلام "الإمبراطورية الفارسية"، وقيل أنّ بداية نشأتها كان في عام (٥٥٠ قبل الميلاد) أي قبل الميلاد بستة قرون، وموطنهم الأصلي إقليم فارس وهو جزء: "من خارطة إيران اليوم"، وأخذت الرقعة الجغرافية لدولة فارس في التوسع حتى بلغت في أوجّ قوتها ما يشمل بمسميات اليوم: إيران، العراق، تركيا، مصر، وأجزاء من أفغانستان وباكستان، وغرب الهند، وعدد من جمهوريات آسيا الوسطى وتلك الجمهوريات تُعرف قديمًا بـ "بلاد ما وراء النهر: وهي أوزبكستان، كزاخستان، طاجيكستان، قرغيزستان، تركمانستان". والفرس مشركون مجوس يعبدون النار والأوثان.

وفي زمن النبي ﷺ اقتصر حكم الإمبراطورية الفارسية على: "إيران، العراق، بلاد ما وراء النهر، غرب الشام، خراسان وطبرستان وأذربيجان". وكانت القبائل والممالك العربية في شمال جزيرة العرب توالي الفرس، مثل: "تغلب وبكر وشيبان وربيعة وطي" وأغلب تلك القبائل كانوا قد تنصروا، وكانوا بمثابة خط الحماية للفرس من مناوشات القبائل الأخرى التي تقطن الجزيرة العربية.

وكان الصراع في زمن النبي ﷺ محتدم بين الفرس والروم كأقوى دولتين في ذلك الوقت، وكان مشركو قريش يتمنون أن تكون الغلبة للفرس كونهم مشركين مثلهم، بينما يتمنى المسلمون لو كانت الغلبة للروم كونهم أهل كتاب، قال تعالى: [غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ] [الروم:٢-٥].

أحداث تاريخية فاصلة

22 May, 16:49


🔲 سلسلة الأحداث الفاصلة في التاريخ الإسلامي

🔳 الحـ(٣)ـدث
((معركة القادسية (١٤) هجرية))
—> فتح العراق وفارس

◾️المراجع
١-البداية والنهاية- ابن كثير
٢-الكامل في التاريخ- ابن الأثير
٣-تاريخ الإسلام - الذهبي
٤-التاريخ الإسلامي - محمود شاكر
٥-كتب تاريخية موثوقة- كُتّاب معاصرين
٦-دراسات تاريخية منشورة- باحثين معاصرين

أحداث تاريخية فاصلة

15 Mar, 19:52


✍️ انتظرونا….

•••

اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَر..
ضلَّ قومٌ ليس يَدْرُون الخَبَر..

1,536

subscribers

1

photos

0

videos