في صغري، كنت أرى وأسمع الناس يقرأون دعاء الفرج، ويدعون لظهور إمام غائب لا أعرف عنه الكثير، ولا أدرك سبب هذا الشوق والانتظار!
ذات يوم، أخذ بيدي أخي الأكبر، الذي كنت أراه قدوتي في الحياة، وكتب لي على ورقة صغيرة "دعاء الفرج"، وقال لي: "اقرأه قبل نومك وبعد استيقاظك."
شعرت بفرح كبير؛ لأن هذا الأمر أحدث تغييرًا واضحًا في حياتي نحو الأفضل. التزمت بما قاله لي أخي، وشيئًا فشيئًا، شعرت بشيء بداخلي يدفعني نحو حب الإمام والتعلق به، ذلك الإمام الذي أدعو له كل يوم.
هذه المرة، كنت أنا الساعي؛ عدت إلى أخي وطلبت منه أن يعلمني المزيد عن هذا الإمام الغائب. رأيت في وجهه فرحة لا أستطيع وصفها؛ كانت نظراته تقول: "لقد أثمرت جهودي، وها هي النتيجة أمامي."
أعطاني أخي ما استطاع من معلومات ومعرفة، وقال لي جملة لن أنساها: "هذا طريق الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، امشِ فيه."
منذ تلك اللحظة، شعرت بثقل المسؤولية، لكنه كان أجمل وأعذب ثقل في حياتي. بدأت أبحث عن كل شيء يتعلق بالإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وقررت أن أقترب من كل شخص يذكره أو يدلني عليه.
أنشأت مع بعض الإخوة قناة على "التليجرام"، كانت بالنسبة لي منبرًا أتعلم من خلاله وأشارك الآخرين ما أتعلمه. كنت أستفيد من المحاضرات والخطب التي أسمعها وأشاهدها، ورأيت أنني بفضل الله وبتوفيق الإمام (عجل الله فرجه) قد نجحت في التأثير ببعض المقربين مني.
كانت أجمل محطات رحلتي هي مصادقتي لأشخاص أحبوا الإمام (عجل الله فرجه) بصدق؛ كانت صحبتهم تذكرني به، ولقاؤهم ينعش قلبي بحبه. قررت الابتعاد عن كل شخص وكل مكان لا يربطني به.
لكن، كأي إنسان، مررت بضعف، وانجرفت نحو الدنيا ومغرياتها. ابتعدت شيئًا فشيئًا عن قضيتي الكبرى: "التمهيد لدولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)."
حتى جاءني اختبار مفاجئ؛ اختبار أعتقد أن إمامي (عجل الله فرجه) أرسله لي ليعيدني إليه. فشلت في هذا الاختبار فشلًا ذريعًا، وكان أثره أن انكشفت عيوبي أمام أصدقائي.
لكنني لم أستسلم؛ سارعت، وبدعم أصدقائي، ألقيت بنفسي في "حضن الإمام المهدي (عجل الله فرجه)." عدت إليه بقلب مكسور، وروح نادمة، وعدت إلى ذلك الحب الأول والأخير الذي لن أتخلى عنه مرة أخرى.
رسالتي لكم أيها الشباب:
لا تجعلوا شيئًا يتقدم على حب وإرضاء إمامكم (عجل الله فرجه). إن زلت أقدامكم يومًا، عودوا إليه فورًا. هو لا يترك أحباءه أبدًا. ارتموا في أحضانه، وثقوا بأنه سيتكفل برعايتكم حتى تصلوا إلى بر الأمان.
"اللهم عجل لوليك الفرج، واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه."
قناة قصص لقاء صاحب الزمان
https://t.me/mhdar2