وامتد ذلك إلى الحالة الشرعية التي تسلق كثير من سفهائها وصغارها ليتصدروا مشهد الردود والمزايدات العقدية والمنهجية وإذكاء الصراعات العقيمة واستسهال الوقوع في الأعراض والنيات مما يُنبئ عن رقة في الدين وضمور في العلم وغفلة عن استحضار موقف العرض الأكبر على الله جلّ شأنه.
في ظل ظروف مرحلية حرجة أوجبت غيابا لكثير من العقلاء والمصلحين الذين كان لهم تأثير صالح فيما مضى؛ فخلت الساحة لغيرهم.. إلا بقايا من أهل الرشد يسعون جاهدين لتوجيه الدفة، وتجديد معالم الطريق، وضبط البوصلة، وجمع الكلمة، والتركيز على الغاية، وتقديم الأولويات وزيادة الوعي؛ اللهم فكثّرهم وقوّهم واهدهم وسدّدهم وانصرهم.
وهذا الحال يوجِب على الشباب العقلاء المصلحين أن يكون لهم مزيد اهتمام بشبكات التواصل، وأن يجدّدوا المعايير ويفرضوها بقوة حجتهم وكثرة نشاطهم ومتانة أطروحاتهم وتعاونهم فيما بينهم، وليحتسبوا في ذلك، قاصدين نشر الوعي بسبيل المجرمين ونصرة قضايا المسلمين وبيان طريق الفلاح والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء منهاج النبوة في مختلف شؤون الحياة؛ ابتغاء مرضاة الله تعالى وإعلاء لكلمته.