مع الوقت، الحلم بتاعه كبر، وصبحي كان شاطر في شغله، وكل خطوة كان بياخدها بحساب. فتح مطعم صغير وبعدها بدأ يكبر، وفي فترة قليلة، اسمه بقى معروف في كل أنحاء القاهرة خصوصًا الكباب والكفتة اللي اتسموا بعد كده باسمه "كباب وكفتة صبحي كابر". صبحي كابر بعد نجاحه في مطعمه الأول قرر إنه يستثمر في جودة المواد الخام اللي بيستخدمها. وكان شايف إن السيطرة على مصادر الأكل اللي بيقدمه لعملائه هتكون خطوة ذكية جدًا لحماية نجاحه وتوفير تكاليف كبيرة في المستقبل.
في بداية مشواره في التوسع، قرر صبحي إنه يدخل مجال الزراعة والتربية، ودي خطوة بنسميها في البيزنس "التكامل العكسي" أو Backward Integration. يعني بدل ما يشتري اللحوم والخضروات من تجار وموردين خارجيين، قرر إنه يملك مزرعة خاصة بيه تضمن ليه جودة اللحوم اللي بيقدمها في المطعم، وتقلل الاعتماد على أي حد تاني. المزرعة دي كانت فكرة عبقرية بالنسبة ليه، لأنه كان دايمًا بيسعى لتقديم منتج عالي الجودة وبأقل تكلفة ممكنة.
صبحي استثمر مبالغ ضخمة في إنشاء مزارع للحيوانات، وبالتحديد الماشية اللي بيستخدم لحومها في الكباب والكفتة اللي عملوا اسمه. المزارع دي كانت مصدر كبير لتوفير اللحوم اللي هو نفسه بيوردها لمطعمه. وكان ده جزء من استراتيجيته في ضمان الجودة واستمرارية نجاحه، لأنه كان شايف إن التحكم في كل خطوة من خطوات الإنتاج هيوفر له ميزة تنافسية قوية.
النجاح في المزارع دي كان سبب إنه يبقى عنده ثقة أكبر في السيطرة على السوق المحلي، لإنه ماكنش بيعتمد على موردين خارجيين اللي ممكن في أي لحظة يرفعوا الأسعار أو يقللوا الجودة. وصبحي كان حريص إنه يفضل بنفس المستوى اللي الناس تعودت عليه.
لكن زي ما بيقولوا، الدنيا ما بتدومش علي حال، وساعات النجاح الكبير بيخلّي الشخص ينسى أساسياته أو يقع في فخ الطمع. وفي حالة صبحي كابر، ده اللي حصل بالظبط.
الحكاية بتبدأ لما نصاب اتواصل مع صبحي وقال له إنه عنده فرصة ما تتفوتش. النصاب ده كان بيقول إنه عنده صفقة ذرة من أوكرانيا، وإن بسبب الحرب اللي شغالة بين أوكرانيا وروسيا، الأسعار هترتفع بشكل جنوني، ودي فرصته الذهبية إنه يضاعف ثروته في وقت قليل. الفكرة دي اغرت صبحي، اللي كان شايف إنه مش بس هينجح في مجال المطاعم، لأ ده ممكن كمان يدخل في مجال جديد ويحقق أرباح ضخمة.
صبحي قرر يدخل الصفقة دي، وكان عليه إنه يجمع مبلغ ضخم جدًا. استلف ٧٥ مليون جنيه عشان يقدر يخش الصفقة دي بكل طاقته. وطبعًا، كان عنده ثقة كاملة إنه هيكسب أضعاف المبلغ ده في وقت قصير جدًا. لكن اللي حصل بعد كده كان صدمة كبيرة ليه.
الصفقة دي طلعت فخ نصب محكم. الذرة اللي كان صبحي فاكر إنها هتبقى منجم ذهب طلعت مجرد وهم، والمبلغ الكبير اللي دفعه كله ضاع في الهوا. الصفقة دي كانت بداية الانهيار.
بعدها مطعمه ولع والديون اتراكمت ووصلت بالفوائد بتاعتها ١٢٥ مليون ، صبحي اضطر ياخد قرارات صعبة جدًا. كان عنده ديون كتير، والضغط المالي عليه كان كبير جدًا، لدرجة إنه اضطر يبيع مطعمه الشهير. المطعم اللي بقاله سنين بيبنيه بإيده بقى ملك لحد تاني، وصبحي بقى مجرد شخص بيشتغل في المطعم ده.
المصيبة الأكبر إن صبحي بقى بيشتغل تحت إدارة المالك الجديد، وبدل ما يبقى "المعلم صبحي" اللي الناس بتسأل عليه، بقى مجرد موظف في المكان اللي كان يوم من الأيام ملكه. وده زاد من إحساسه بالندم والانكسار.
صبحي بكى في أكتر من مناسبة، وقال إنه حاسس بالعجز . ولما الناس سألته إزاي وصل لمرحلة إنه يبيع مطعمه، قال إن الطمع كان السبب الرئيسي، وإنه فقد السيطرة لما صدق إن النجاح ممكن يتحقق بسرعة وبسهولة من خلال صفقة مش مضمونة. اللي حصل مع صبحي كابر كان درس قاسي، مش بس ليه، لكن لأي حد بيطمع في ربح سريع من غير ما يبقى عنده علم أو خبرة كافية في المجال اللي دخله.
وفي النهاية، صبحي نفسه قال إن اللي حصل كان لحكمة من ربنا، وإنه مش هيفقد الأمل، بس الدرس اللي تعلمه كان غالي جدًا. الطمع مش بس بيضيع الفلوس، لكن كمان بيضيع الشرف والتعب السنين اللي فاتت.
🚩 في النهاية كل اللي اتحكي ده العهده عالراوي والله اعلم بالحقايق
خلونا في المهم :الدرس اللي نقدر نتعلمه من قصة صبحي كابر هو إن مافيش حد كبير على الطمع. التعليم والفهم هما السلاح اللي بيحمي أي حد من إنه يقع في فخ زي ده. الطمع دايمًا بيستغل اللحظة اللي تحس فيها إنك مش محتاج تتعلم أكتر، وإنك عارف كل حاجة.