تفرعت الوعود مني كالأغصان
وانهمرت عليكِ بغزارتي كالمطر
لكن العصف المشبوب بتيار البركان
يطلي ضلوعي بماغما الحمم
فأنا أشتاقكِ وأنصهر، ثم أشتاقك
وأحرق الحقول من حولي
وحين تخمد جمرتي،
تتجمع حشرات الضوء فوق رأسي
وتخبرني بأحداثٍ مباشرة من شباككِ
وعن فستانكِ الشفاف وقميص نومك
وعن التمرد وشطحات الجنون،
تحاول تهدأتي؛ فأزداد توقًا إليك
واحضن أذرعي التي صارت جمادًا.
وأنا أهفو إليكِ الآن تخرسني أصوات الحشرات المسائية،
وتذبحني جدائلكِ من أناملي، وأكتب لكنني حقيقةً لا أكتب،
فلست أنا الحاضر معي الآن،
فأنتِ هنا أكثر، لمَ تتحكمين بأقلامي؟!
وكيف لك أن تهذرين بلغتي بهذا الشكل؟!..
حين يلُجُّ بيّ الشوق، أتجول في سراديبكِ الدامسة،
وأبحث عن يديكِ بكل ملامحي ولا أراها،
وتتحول الوعود التي نسجتها لي من لعابك،
إلى العابٍ نارية، تُعبر عن فرحتكِ بالرحيل،
وعن موتي الذي تلى حفلة التفاهة تلك.
وأنا أصبوا إليكِ تتهمني الغابات بأنني فأس،
وأحاول أقناعها بأنني مجرد رجل مشتاق،
لكنها تنعتني بالعدائي،
فتتشابك الأغصان في طريقي،
وتمنعني من الإتجاة نحو الشجرة التي جمعتنا معًا في طفولتنا.
أنا كنتُ ذات يومٍ بهيّ الهيئة، مُشرق الملامح،
واليوم عيناي من شوقي إليكِ مغارة ضباع جائعة،
أنا لم أعد جناح فراشة لامع، ولا حجر بلور يصدر وهجًا مقدس،
أنا نارٌ سوداء تزيد العتمة عتمةً، ولا تدل صغار الجن على المساجد لإستماع القرآن،
أنا تخليت عن كوني نجمة منذ عقود، وتحولت إلى قلمٍ في يد شاعر،
فأنا في داخلي شاعرٌ وفي خارجي طفل خراب،
أنا لا أنتمي لي، وأنتمي لي أيضًا،
درب طويل من تناقضي بسببكِ، وشدة في ثباتكِ لأنني من شكلتُ جمالك،
فهذا الحب حُبكِ؛
لم يكن حبًا أبدًا بل سلسلة متكررة من وفائي، وخيانتك،
وتكرارٌ لمشاهد قتلٍ اعتدتِ عليها في حيواتكِ السابقة.
–لؤي سيف