يوميات مُنتَصَف الليل | ™.¹²

لم تفقد الأيام لذتها
فقط أنتِ وجدتِ من يتفنن في إضحاكك ونسيت الحروب التي قِيمت لأجلك، ونسيت قائدها.
وأنا ما زلتُ حيًا، واسعى نحو احلامي المطمورة،
وهذا كل شيء.
–لؤي سيف

لا يزال جميعنا قادرًا على المسير، ولكن تنقصنا الدلالات والطرقات
وكما قد حلم آبائنا من قبل؛
نتمنى منذ ولادتنا إمتلاك خريطة واحدة
والمؤلم في حكايتنا أننا شعبٌ يُجيد الإنتحار
كل مواطن في بلدي يقتل نفسه بتعدد التهمات
يموت، ويؤيد قاتليه، يجوع ويُقبل يد الوالي،
يضل أُميًا ويشكر الأطفال على تشغيل الهاتف له
كل مواطن في بلدي يمشي على قدميه ويعيش،
لكن بجوفٍ فارغ، بعقلٍ مجرد، بقلبٍ مكسورٍ، ومعدةٍ خاوية
الحي في بلدي ينادي في العراء ولا يُجاب
الحي في بلدي يحشر في متاهات الغياب
ويزج به في وفد التآمر والخيانة، كي يلقى لكونه -حيًا- كل أنواع العذاب
الحُر في بلدي؛ الحُر!!
أويوجد حُرٌ في بلدي؟! لا
ففي بلدي نأخذ أقل الأولويات، ونُستهلك بشدةٍ، ثم نُعامل كانفايات، ونُحرق،
نحن القذارات بالنسبة لهم، فهم ينفوننا بحجة النظافة
لذا لا حُر في بلدي فنحن جميعنا قومٌ يحب تكرار المشاهد
ويحب التواجد في ركامات المقابر والخراب
وأيقنت الآن حقًا بأنه لا يوجد حُرٌ في بلدي،
فجميع الأحرار خلعوا سراويلهم عندما وقفت في وجه الفجر مناجيق الظلام،
جميعهم خلعوا عندما سمعوا صوت ثغاء الخِراف القائدة في الصف الأمامي للقطيع.
–لؤي سيف

همهمات قلب 16

"ذكرياتُ "الغد"..... تكتبها؛ رويدا البعداني"

عزيز.....العزيز........كيف أنت؟! الشتاء أيها العزيز حبيبٌ لقلبي ومقلقٌ له، قلقةٌ عليك من بيتك المتهالك، وخشيتي عليك من البرد، هواجسي عليك تنْفُذُ إلى التفاصيل الدقيقة لحياتك أيها العزيز. سيصلك قريبًا معطفك الصُّوفي الرمادي؛ فقد اخترته رمادي اللون يحاكي مشاعرك !! ابتعته وشحنته أواخر الخريف حتى يصلك قبل البرد، اعتنِ بصحتك عزيز تحرّز من البرد.

رسائلي إليك مشروع ٌ أستمتع بالتحضير له، وأستمتع بتنفيذه، تجدني أمسح الكلمات تارةً وأُثبتها تارةً أخرى، هذه اللفظة لم تفِ بقصدي، وتلك أكثر بلاغةً، وهذه أكثر رِقّةً..الخ.
ربما حُمَّى الأشواق هي السبب أيها العزيز تسهُل علَيَّ الكتابة حينًا وتصعبُ حينًا آخر؛ إنهُ الشتاء ياعزيز ذلك الفصل الذي تُحِبُّهُ وأحببْتُهُ كذلك لحبّك إياه حبًا مركبًّا.
ها قد عاد بأنوائهِ وتبعاته وذاكرته أيضًا.

في خضم زمهريره كُنت أجمع ذكرى الأمس حطبًا فيحتويني دِفئُها، وأُكحّلُ ناظِرَيّ بذلك الكرنڤال التي تُكلّلهُ الغيوم على صفحات السماء، قوس قزح، خيوط الشمس الذهبية التي تتخلل قِطع الغيوم؛ كل هذا يشي بذكراك وطيفك وأناقتك.

إن همّكَ حالي وشغلكَ أمري فسأخبرُك بأني لاأعلم عني شيئا!! مااعلمهُ أني أجاهدُ الأيام بثباتٍ لم أعهدْهُ من نفسي ربما أستمدُّ ذلك منكَ وباللاشعور! أنتصبُ أمام المرآة دبرَ كل يوم وأجدني بماهية مختلفة، وهالةٍ جديدة.

بتُّ ألملم مايعتلج بصدري طورًا بالموسيقى وتارةً بالعمل الشاق، أجْهَدُ نفسي كثيرًا كي يطغى تعب الجسد على تعب الروح ياعزيز! وهذا سبَّبَ لي آلامَ مبرحة لجسدي النحيل.
مساءُ الغد سأسافرُ إلى المدينة للعلاج، سأخبرك بالنتائج وأطلعك على التفاصيل سيظل طيفُك عزائي الوحيد في هذه الدنيا....والسلام لقلبك...ولا عزاء للشعوب التي ترزح تحت نير الحروب والاقتتال....

"‏قال: عمومًا،
كل ما أعرفه عن منزلكم
أنكِ حديقته. "

صنعاء يا أمي
أنا آتٍ الى عينيكِ من سفح التلال
أنا راجعٌ في صبح يومٍ مشرقٍ،
لا يُرى فيه الظلال
صنعاء يا بنت الشقاء،
كيف قالوا أنكِ ذاتَ يومٍ قد نزلتِ من السماء.
–لؤي سيف

🤍🤍

شاركوني شيء ع ذوقكم ببداية السنة الجديدة

أحد صاحي || @BNsife_BOT

وأحبكم جدا 🤍🤍

كل عام وأنتم بخير يا أصدقاء
لعل القادم أفضل
لعل هذا العام المكلوم يرحل بكل شضاياه

خطيئتي
أنني حينما أحببتكِ أصبحت طفلًا
والحب للعقلاء
لمن لا يسرفون بأرواحهم خشية الإملاق
لكنني وببذخٍ يغضب الإله وزعت عليك نفسي،
وتلقيت منك أنين الندم
لم تكوني نزوةً لحبٍ عابر
لم تكوني قمرًا مطمورًا ولا نجمةً آفله
لقد كنتِ عمري، ولم يكن عمري بضاعة
ولم تكن أيامي خالية من الأعمال
ولا جيوبي فارغة،
لكنكِ أتيتِ نعم أتيتِ
وافرغتني من كل شيء
وأخذتِ عمري، وما العمر بقليل.
–لؤي سيف

في المساء
تُعلن الحشرات ثورتها ضد سكون الليل
وتُمَرَّغُ وجوهنا بالندم،
في المساء
نعلن عن نتائج الخيبات
ونجمع حطام حواسنا
من الأرصفة.
–لؤي سيف

في حقل الليل الملغوم،
تنشب قلوبنا كالنار،
ونختار خطواتنا بالتخاطر،
ونتشظى في كل الجهات.

في ليل الحب المجنون،
تصبح أفئدتنا براكين مسدودة،
أمام فوهة الوقت.
ونشتاق أن نُخرج من جيوبنا،
خيطًا حريريًا واحد،
سقط من قلب إحدى الفاتنات على المعطف،
فاحتفظنا به جيدًا.

في الحب وتحت الليل،
يردد لنا الصدى بعض النشيد،
قاتل الكلمات، عذب اللحن، عبق المشاعر.
ذاك النشيد الذي أغوى أنثى المدار،
وأسقط في صدر المذنب فتاة النار.
لذا هو يلتهب ويتذبذب في شساعة الفضاء بجنون النيازك، وبتوهج النجوم.
يقول لنا الصدى، بلحن هادئ للأذن،
شديد الإرتجاع في الفؤاد،
أنتم أيها العاشقون تحت وطأة الليل،
انزعوا أغلفتكم المكتسبة مع الخيبات،
وارتدوا حُلة المحار،
صيروا قواقعًا يستمع فيها الأطفال لصوت المحيط،
وأطلقوا من أعينكم مرايا البلور،
وانتَقوا مستقبلًا يليق بالعشاق القادمين،
انتقموا لكل المكسورين من قسوة الليل، وسفسطة القبيلة.

تحت ستر الليل، الحب يتنزع الرداء، يعرينا من ثيابنا ومن جلدنا،
في الليل نسقط أمام كل شيء،
نسقط خليةً خلية،
شفةً شفة،
حاسةً حاسة،
ونثمل من اللا ثمالة.
نتذكر عصور الشعراء،
ونهذر بالقصائد جميعها،
بلا حفظٍ، بلا فهمٍ، بلا معنى،
بل من فرط اللا شعور.

في الليل نجتدي قمرًا ونشتهي قدرًا،
وإذا أتت الخواطر الشبقة نحونا، لُذنا بالفرار.
في الفجر نبكي بأذرعنا، وندس في جيوب الليل ألسنة الشعاع،
ونطلب الصدى أملًا لمواصلة المعيش تحت حكم الليل،
تَنْبَحُّ الحان الصدى وتتلاشى،
ونسترسل بالظمى ونتكلف الانتشاء،
حتى نموت ونظل بإنتظار أن نحيى في ليلٍ آخر،
أطول وأكثر لمعةً من هذه المُحرِقة.

–لؤي سيف

أحبكِ عندما يتكاثف الليل فوق رأسي،
أحبكِ عندما يتساقط في عيني الأرق.
–لؤي سيف

أنا لست النار ولا الحطب
أنا المدخنة حاوية الرماد.
–لؤي سيف

لمَ أنا وحدي من بين الجيمع،
وهبتني يا اللّه قلبًا ملئ جسدي
لأُحَطّم بسهولةٍ كالزجاج.
–لؤي سيف

كالمسيح أنا
يتذكرون ميلادي
وينسون العمود الذي صلبت عليه.
–لؤي سيف

الحياة حلوة يا أصدقاء•

طاوعني قلبي في خوض الموت
ليبعث من جديد، ويمارس التكرار
قلبي الصدأ ينزاح عنه الغشاء بعد كل موت
في ديسمبر تجدد أشجار الميلاد، وتُسرج الأضواء،
وأنطفئ؛ لأبعث بهيئة جديدة في السنة الجديدة
وأموت بشكل باهر بالنسبة لي، وباهت بالنسبة للآخرين، أنا لا أفعل شيئًا صالحًا في حياتي،
غير أنني أمارس الموت كما يمارس الأحياء الحياة.
–لؤي سيف

٢٠٢٥ :
أولُ عامٍ لا أتلقى فيه رصاصٌ من ذكراك
أولُ عامٍ وأنا حـرٌ من ذاكرةٍ لا تنسـاك ✨

https://t.me/RAW_H0NEY

الاطلاع على ⁨مَرجان⁩: ⁨https://t.me/MARJAN_AYADMA46⁩

صنعتكِ لي هُبلًا،
وعكفت عليكِ دهرًا،
وتقربت إليكِ بجميع حواسي،
بقلبي وبمشاعري.
وبالأمس رأيت نبيًا في منامي،
وقد جاءني بالحق.
عزيزتي الجميلة يا هُبَلـ(ي)،
لقد حان وقت تحطيمك،
الوداع يا صنمي،
الوداع يا باطلي الزهوق.
–لؤي سيف

عند العرافة،
إشتعل الندم كالجمر
في فنجاني ثم أنفجر.
فتأملتني بحزن وأردفت قائلة:
"يا ولدي مفقود مفقود مفقود."
–لؤي سيف

أسميتكِ وطنًا
ذات يوم
ونسيت بأنكِ عربية
واوطاننا العربية لا تُدعى سوى منفى.
–لؤي سيف

تُسهرني أغنيةٌ
نَبُتت على شفتيك.
–لؤي سيف

المكان الذي تأتي منه العتمة
ليس بالضرورة أن يكون مُرعبًا
لعل الأمان يكمن هناك؛ فقط اقترب.

–ليلى

صوتكِ موال مبلول
انزلق حين تنادينني.

–لؤي سيف

••

قل لي، لما هذا الصمت عاصف،
ولما هذا الليل تملئه الكوارث؟
قل لي كيف أن الوقت قد غير ترجمة العقارب،
وكيف أن الصبح مبتور من ضحكات النوارس،
وأن المساء بحرٌ تغرق فيه حلقات الكواكب،
وكيف أن الخرائط تُتِيه من يتبعها، وتتركه فوق أرصفة النسيان.
لما، وكيف، ومن تعاتب؟

قل لي لما تنحدر الأحلام بقسوةٍ كالنيازك،
ولما تهتز ذاكرتي كسيف المحارب؟
وقل من أنت أيضًا، فقد ضعت في البعد مني،
وتدحرجت كحرف جر تخلت عنه الكسرة،
وقل أيضًا من أنا، فحين غرقت فيك أضعت هويتي، وحين أتت القرعة واختارتني، رُميت عن سفينة الدم قلبك، وغرقت في الأيام وفي النسيان، وفي الموت المُحَفَز من تجاهك.

من أنتِ ومن أنا وهل نحن نحن؟
لا؛ أنا في الإشارة غيري، وفي الملامح ترى مستقبلي كشائب.
لا؛ فأنا لا أدل عليّ سوى في هويتي الوطنية وبطاقتي الجامعية.
لا؛ فقد اجتثني الحب من فوق الأرض، ولم تكن جذوري سطحية أبدًا، بل لأنني كنت طروبًا اهتز كالأغصان حين تحضر جميلتي في المساء،
وكانت تهدهدني الألحان قبل منامي.
وقبل منامي في أحد الأيام، تم اقتلاعي بسهولة،
التربة متراخية ومليئة بالنوتات الموسيقية، ومحشوة بسيمفونيات باكية وحزينة،
وكان أحدهم قريبًا، وملاصقًا لقلبي، فاجتثني ولم أكن بالنسبة له شجرة، بل زهرة ذبلت في الكأس، وحان وقت استبدالها.

وهذا الحب تشكل من النور، ثم نفخت فيه الروح، وصُيِّر امرأةً
وأصبحت تُرسل لأصحاب الحب المذكورين في الألواح كعشاق منسيين،
فتاة تأتي لتعلمك كيف تحزن، وكيف تعرف أبواب العرافات بدون دليل،
وكيف تقلب فنجانك وكيف تتكون فيه الأشكال.
فتاة تختفي دهرًا ثم تنبجس من بين الكلمات ومن ذاكرتك كالشيطان،
وترمي لك بالمجرة تلو المجرة، لتسقط فيها كالإشعاع،
ولألف سنة ضوئية لا تطولها لمساتك،
ولألف سنة بشرية تلهث ولا تصلها كلماتك.

من أنتِ يا أنثى السديم، من أنتِ يا بنت الزنابق والشقائق، من أنتِ يا قمرية العينين ويا قوسية الحواجب؟
من أنتِ لكي لا أنساك،
من أنتِ لتقتلني ذكراك،
من أنتِ لتسحقني كالعنكبوت يداك؟
من أنتِ ومن تكونين ومن أي جحيم أتيت، ومن أي طين خلقتِ؟
أمن الوادي المقدس طوى، أم من تل الشيطان؟
فمن أنتِ وما سر التكوين فيك وما العتاقة،
ولما محجلي عيناك يقتسمان روحي كالمخالب؟
من أنتِ يا قديمة الإحساس يا متجددة المواهب؟

بألف طريقة قتلتني، بألف طريقة نشرتني، بألف طريقة أهلكتِ روحي،
والغريب أني لم أمت، بل ازددت إحساسًا وحبًا،
وازداد حجم قلبي كالبالونة فهو ثقيل وخفيف.
من أنتِ أيها الشقراء، يا ذات السلاسل الذهبية، يا ذات الأنوثة القاتلة للإنسان؟
وبالرغم من الأفاعي في أناملك، لم أستطع الامتناع عنك، عندما اجتمعت في فمك ضحكات الصغار،
لم أستطع الابتعاد ولم أقترب أيضًا، بل كنت ضحية الأشهر الثلاثة التي جُعتِ فيها،
فأكلتني من مشاعري، واستفرغت قلبي من الحب ومن الدماء.

واليوم أتساءل ما الابتسامة، ما الفرح، ما اجتماعات الأقارب وما الحب؟
اليوم أسأل في غيابك كل المارة في الشوارع، من أحارب من أطارد؟
من أين أسترجع الحسرة والندم فالمحبة أضحت مستحيلة وأناي القديمة مستحيلة، من أنت؟!!

أنتِ كل القاتلين وأنا كل ساحات المعارك وجميع القتلى،
أنا التربة التي احتضنت الدماء ومن ثم دموع الباكين على الميتين.
آه، لقد تكررت الحلقة كثيرًا،
آه، أريد الخروج من هذا المشهد.

–لؤي سيف

بعد ليلةٍ حافلة بالغزل
قالت بإستغباء :
حديثك غامض .

–لؤي سيف

هنا في الريف،
أمران رئيسيان يمنعانني من الرحيل.
أولهما هو الفتيات مرتجفات الأيدي، ممشوقات القوام كالجياد، مهترئات الثياب، حادات الملامح، المتوردة خدودهن من سفسطة الشتاء وتسللات البرد خلف شقوق الزجاج.
كأنهن ورد جوري تعيس الحظ، تفتح في موسم الرياح، فهو يصفعه ويسلخ جدائله الناعمة، ويَذهبُ رحيقه في الهواء سُدىً.
وهنا
يمسك بي الجمال من خاصرتي لأبقى، وهن كثيرات جدًا وحسناوات، لذا لا أستطيع الرحيل ومغادرة الريف بهذه البساطة.

الأمر الآخر هو أغصان القات المتراكمة والتي تشبه أكف الفتيات، هي أيضًا ذات مذاق رائع ومظهر شتوي ممزق، لكنه مُسكر ويسبب هذرفات ما بعد البنج والعملية.
يتسرب منها الهذيان إلى عقلك مباشرة من فمك، لتبدأ بهدم السماء واستبدالها بسقف إسمنتي كالذي يغطي سطوح المنازل.
وما أن تقوم برميه وغسل أسنانك، تبدأ في التخبط كالملسوع وحتى مطلع الفجر تظل تفكر وتستبصر، تقلب كتب العرافة والتنجيم والكف والفنجان،
تفكر في حب ليلى العامرية الحديثة الضائعة في زمنك،
في الفلسفة القديمة وشعر الصعاليك، وفي التسكع في ممرات الأندلس في زمن الوصل.

لذا، فهذا الريف يتوسع في داخلي كالأشجار الممتدة الظل، ويحجب عن عين عقلي الرؤية ولهذا السبب أيضًا قد لا أستطيع الرحيل من هنا ثانية.

أنا شاب هجر شوارع العاصمة الواسعة ذات مساء وسكن المرتفعات،
شاب ريفي لا يحب الفلاحة بل يغدق نفسه بالجميلات وأغصان القات، ويحلم بأن لا يحلم مرة أخرى بأشياء جريئة كهذه التي تطرد علوم الهندسة وتحشو رأسك بالترهات الوردية هه.

–لؤي سيف

فِي صِغري ،
اعتَدنا أَن نَلعبَ بِالرَّملِ المَبلول
تَحت شَمسِ حَارتِنا القَائِظة ،
فَورمَا رأيتُ شُعيراتِكِ
تَدافَعت فِي مُنحنَياتِ أذنَيَّ
أصدَاءُ قَرعِ نِعالِ طُفولتِنا
عَلىٰ أرصِفة الحَارةِ العَجُوز .
رُبَّما الأحِبَّةُ يَستعِيرون البَلاغَة مِن جَمالَاتِ الأشيَاء ،
لَكِنِّي ... عِند استِرجاع هَاتِه الذكرىٰ
لَم أصفكِ بِرملٍ مُتلدِنٍ ...
وَصفتُكِ بالوَطن ،
الضِحكَات ،
وَ أيَّامٍ بِيض
وَلَّت ، وَ هَيهَات تَعُود .

كمن يحاول الحفاظ على يده المكسورة
ويمسك بيده الأخرى عكازًا لعرجته،
هكذا أحملكِ في قلبي
وأعلم أن شيئًا ما سينهار،
وأن خسارتي حتمية.

–لؤي سيف

http://t.me/SY8Bot?start=bibeRbi1b

في رفوف المنسيات
أقف حاجزًا
بلا ماضٍ
ولا أملك ذكرى واحدة
وإن كانت حزينة
في فصول الحكاية
أنا ندبةٌ على الرف
أو ثقبٌ في الإطار
ووجدتني كالظل أيضًا
أزول بلمسة الريح.

–لؤي سيف

خطوات الظل المتقاربة نحوك
حين افرطتِ في غيابك
نبتت بجانب السياج
وأصبحت عمود انارة.

–لؤي سيف

في غيابك
اعتادت السماء أن تمطر
واعتاد قلبي على الطيران
في غيابك
الخريف يمتد من ذاكرة العام إلى العام.

–لؤي سيف

••

أتعلمين ماذا يعني الشوق يا ليلى؟!
أن تبحث بيديك بملامحك وبحواسك أن تبحث بقلبك،
فتظهر على جميع ما فيك علامات التعب ولا ترى أحدًا،
الشوق يا ليلى أن اُقلب كل المساءات، لأُفتش عن شعاعاتكِ التي كانت تنيرها حينما كنا معًا فلا أراك، وأرى ليلاتي معتمة،
اظنها كانت كذلك دومًا ووحدهُ خيالكِ من كان يستبيح حرمة هذا الظلام وينير.
لِما قد إنسحب الضياء يا ليلى؟!
ولِما قد تركتني كالغريب؟!
الدار يا ليلى هذا الدار قبري، وصوتكِ ملائكة العذاب،
الجدران يا ليلى متاهة، وصوركِ عليها كالحلم البعيد، لا أستطيع الوصول إليها ولو بنظري ولو خلسةً يا ليلى ولا تطولها روحي،

لِما تبتعدين يا ليلى؟!
لمَ تتركين وجهي يُعفر في غيابكِ بالشحوب،
ولِما تدعين القلب يُهجر في غيابك كالكهف القديم تملئهُ العناكب،
من يسكن قلبي الخراب يا ليلى، بل أين قلبي، طائر الأيك يا ليلى ينشر الحانًا حزينةً في سمائي، ينسج من منقارهُ الأنين وقد استبدله بناي عتيق،
والحنين مبتورٌ بدونكِ يا ليلى فأنا لا أستطيع حتى رؤية خيالاتكِ وأنتِ منخرطةٌ في بعدك ورحيلك،
حرمتني منك يا ليلى وحرمتني مني
ما الحرية يا ليلى؟!
وكيف ينام في الليل اليتيم؟!
ما القيد، ما التكبيل يا ليلى، وما هذا الذي يطوق روحي ويحبس قلبي في زنازين الشعور،
وأين مفاتحكِ القديمة، بل أين يديكِ ولمساتكِ الطروبة الحانية،
خدعتني ثم تركتني أجثوا على قلبي من التعب، من الشجو ومن العشق الحرام.

وأنا اشتاقكِ يا ليلى
وهذا الشوق يشبُه البكاء بدون دموع،
يشبه الحضن بدون ذراعين
أنا أشعر بكِ وحدكِ يا ليلى ثم لا أستطيع الشعور ثانيةً،

الشوق يا ليلى يدفنني حيًا بين الميتين ثم يميتني بين الاحياء،
من أنتِ يا ليلى؟! من أنتِ يا حزني ويا خوفي،
من أنتِ يا متوردة الملامح ويا حادةَ اليدين ويا فتاكةَ النظرات، من أنتِ ومن أي أرضٍ قدمتي؟!
ليلى تأتي فقط لترحل، ليلى تُزهر دومًا في حقولي لأضمحل وأذبل،
أنتِ قتلةُ الروح ونزعةُ الكبرياء يا ليلى ،

أتدرين يا ليلى
لم تمت أمي قط، ولم يقتل أبي في الحرب، ولم يسقط علينا سقف منزلنا،
فقط هدمتني اليدين اللتان قبلتهما يومًا
وشنقتني الظفائر الطويلة، تلك التي رممتها لكِ يومًا عندما كنتِ صغيرةً تلعبين بهدب عيناي وأنا أرسمك،
لِما يا ليلى، لِما أنا اليوم تائة النظرات شارد
لِما لم تأتين، ومن أين ارجع أنا
فقد قَسّمت روحي في جهاتكِ ولم القاك،
وكسرت وجهي كالمرايا لأرى انعكاسكِ ولم أراك،
أين أنتِ اليوم يا ليلى وأين قلبي وكيف أُحِب وأنا بقايا بقايا،

أين أنتِ يا ليلى؟!
أحقًا لن تأتين

أمي تهدهدني وقد أخذتني الحمى، وصرت اهذي بليلى،
أستيقظ يا بني أستيقظ وتناول مهدئاتك فليلى الخيالية لن تعود.

–لؤي سيف

منذ سنين هذي طاولتي
يـقـرأني من يرغب
حسب ثقافته في العشق
ومن يخطئ لا أستـاءُ
وأغادرُ.

–مظفر النواب

كما أن هناك زهورًا بلا عطر، هناك جميلات بلا حظ.

–محمود درويش

الجنونُ أُستاذُ الفلاسفةِ، وَهو ذاتهُ شجرةٌ فروعهُا العُقلاء، وَأصولها الفن

إِسراء حُسَين || مُ. عَ

سنلتقي قريبًا
بعد جيلٍ آخر من الزهور
بعد التقاء الطيور المهاجرة مع فصل الربيع
سنلتقي بعد إنتهاء الشواطئ من ترتيب
الموج وتوضيب الرمال
وحين تنتهي الشهب من رمي الشياطين
المتسللة وراء الحجب
جميعها حوادثٌ كونية مستمرة لا تنتهي
وأنا وأنتِ خطان متوازيان، نستمر بمتابعة بعضنا
نستمر بالرؤية والمحاولة لكننا لا نلتقي أبدًا
وتلوح لي الأبدية وتتثنى، وتُعلن اللانهايات
فأرجعِ ويأسي غيمة قاحلة، لا تبعث المطر
بل تحجب الشمس وتسبب الظل المميت.

–لؤي سيف

الفرق بين ضمة اللقاء وضمة الفراق
الأمر متروك لكم هذه المرة
فقد عجزت عن الوصف حقًا.

قد نمرض ونشقى، لكننا لا نموت
نقع بين خيالين يدعون الحياة والموت
ونعيش في عالمٍ موازي
ونستمر بقول أن الحياة حلوة
ونعيش حياتنا بدون حياة
من نحن إذًا
إن لم نكن كائنات ظِلاليةً
تمقت النور وتدنو بخفةٍ من الظلام
وتحب اكتمال القمر.

–لؤي سيف

حين تتكالب عليَّ ذاتي
وتهدمني الأمراض خليةً خليةً
أتذكركِ وحدك، بشكلٍ فياض
واتمنى لمستك
ولا أراك، فتحط فراشةٌ بهيةٌ
فوق ذراعي وتداعب احدى اناملي
وتملئها بكحل جناحيها
وتصبغها ببعض الألوان
ما الأمر يا وجعي
لما تأتي ذكراكِ عند السهاد،
وعند المرض، وعند الموت؟!
لما أتذكركِ في كل شقاء؟!
لِما يا جرحي ويا غصة الكلمات بين خلجات السطور؟!
لِما يا اعمق ندبٍ في بقايا الذاكرة؟!
لِما لم أنساكِ، قتلتني أنتِ ثم نسيتني
ولم أقتلكِ، فشرعتِ بهدم بنياني
وتركتني للريح تعصف بي كبقايا السعف المأكول،
ليتني قد اجهزت عليك من سنين،
لكنني لم استطع قتل جسدك العصفور
حين استلقى بين ذراعيّ
حين وضعت رأسك على كتفي
حين دخلتُ تحت جلدك
وفجأةً شيءٌ ما يلامس قلبي
يدٌ شفافةٌ من تحتها تخضر الحقول
هي نفسها من أنزلت في القلب المطر
ومن سببت ضحكات الطيور
وهي نفسها أيضًا من شققت كبدي
هي نفسها من سببت أناتي
قتلتني، ولم أمت
بل اضحيت القتيل الذي ما زال يستطيع المشي
والتحدث مع الجدران والأرصفة.
أنا شهيدكِ في الهوى
وأنتِ وجعي
وهذا كل شيء.

–لؤي سيف

"كلام اللّه اقفال علينا، وعين اللّه ناظرةٌ إلينا، ملائكةُ اللّه حراس علينا، اعدائُنا لا يصلوا إلينا، بحولِ الله لا يُقدر علينا".

اللهم عافية تدفع عنا السقم والبلاء يا اللّه.

في بلدي
يلتهمون النساء بشراهة كما يلتهمون العجول،
في بلدي لا تُرى المرأة كقديسة بل كقطعة لحم،
في بلدي المرأة مجرد قطعة تباع في مزاد
من يدفع الأكثر يأخذ الأجمل،
في بلدي يتدخل ما يدعى النصيب في إفساد العلاقات،
نصيب الجبناء
الذين يتركون حبيباتهم يذهبن إلى الغير ويصبن بالإكتئاب،
في بلدي تقاد النساء وتدار بمقود الشهوات ولا يتم النظر إليهن كروح أبدًا،
في بلدي يوجد أناس كالأنعام بل أضل سبيلا.
متى يفقهون الحب متى يمتهنون الغرام
متى يؤمنون بتوحيد المرأة في الحب، كما توحيد الألوهية في الديانة
متى ينبع من موطني قبانيون كثيرون، يرسمون المرأة كالسماوات وكالبحار وكالحقول،
ويمزجونها بطبائع الأرض الأربعة،
ويخرجون لنا بدرةٍ تصدر منها النبوة كشعاع
درةٌ تفتيك في رؤياك بمجرد النظر فيها،
متى سيشرق من جبين صنعاء أحد العاشقين المجددين، ليعتلي منبر الحب ويرشد الناس نحو سامية العشق العظمى،
ويأخذ بيدهم نحو القداسة والعتاقة،
يعود بهم نحو حقب الحب الماضية، ويمر بهم نحو نحور الشعراء المتشحرجة بأعذب الأغنيات
متى يا وطني، متى سننتهي من احصاء ضحايا الحب والنفسانيين،
فكل هؤلاء قُدِموا أُضحية للنصيب، ولم يذكر اسم اللَّه عليهم.
وهنا تحديدًا يشطرني تساؤل صاخب؛
ما النصيب؟!

–لؤي سيف

ألمس يدك
فتستيقظ لدي حاسة سابعة
وتنتقلين عبر اصابعي إلى الشرايين
المتصل خيطها مع عبثيتي وجنوني
لذا أستطيع كتابتك في خيالي
أكثر مما قد أكتبك على الورق
وأكون بهذا حاستك الثامنة
لذا ترينني في مستقبلك
وقد تملكك الوجد وشتت بك الرغبة.

حتى عند حضور الشمس
أملك ليلًا كبيرًا في قلبي
وشمسي غائبة.

عندما تحترفين الرحيل
وحين تغادرين حياتي
أمنحيني التفاتتكِ الأخير
ثم انظري اليّ جيدًا
وتأمليني بما تبقى من حنانك
شاهدي حجم الدمار الذي أَحَبْك.

شقاءٌ
أن تعيش الأشياء جميعها
للمرة الأولى
ثم لا تتذوقها ثانيةً إلى الأبد
وتعيش بالذكرى حزين.

وحين تصمتين
يحتدم الصراع بين السماء والأرض
وبين الجدران والمستندين عليها
ولأنك فسحة الطبيعة
يجب عليك أن تبتسمي
وتنهين هذه المهزلة.

واقلق حين أرى وجهي
بدون ملامح
فأتذكر غيابك
واهرع إليك لأستعيد رسومي
ولا أراك
حينها فقط أتذكر بأنني مجرد سراب.

سيأويك دمار قلبي
أكثر من عُمَارِ الأمكنة.

حين مات قلبي وحيدًا
تدلى كالغصن اليابس ثم سقط
ولم يدفن معي.

هل يوجد ليلٌ بداخلنا
أم نحن من نسكن هذا الظلام؟!

••

نحور الشعراء
تُذبح كل يومٍ
لتسيل منها الأغاني.

سُلم الدار القديم
يهتز بإستمرار
متخيلًا خطواتك السابقة

لم تكن قابلةً للتفاوض
لكنها كانت سهلة الإحتلال
واليوم تطلب هدنةً
فتصيبها قُبلاتي القاتلة
وتموت حبًا.

لا تحزني
إن الحزن ممحاة الملامح
والليل مركبٌ فيه الحنين
ونحن شاطئه،
وإن قلبي يدفع البؤس عن عينيك
أتبسم فيك وفي جوفي ألْفُ كَمَدٍ ورَزِيئَة

لا تحزني
إن الشوارع في المدينة يكسوها النفاق
وتحت عمود الضوء شخصٌ وحيدٌ
يبحث في العتمةِ عن رفاق
الأصدقاء تحت الضوء الخافت ليسوا اصدقاء
وأنا أغزل من مأساتي فرحة
تظهر في بسماتي الصباحية عندما القاكِ
عند مفترق الطريق،
وعند العودة ابكي دموعًا معتقة
يثمل منها الوقت فيطول جداً
والشارع العام يَدّخِر جوع الفقراء لليلهِ
الجوع كلبٌ يصدح بالنحيب
يبحثُ عن كسرةِ خبزٍ او زرعٍ فلا يرى
ففي الشارع لا يَنبِتُ إلا الصمت

لا تحزني
فحينما تبكين تلتهبُ في عينيكِ المجرة
وتفقأ دموعكِ عين قلبي
فأحاول رَتْقَ ثقوبهِ بخيطٍ من شموع
فَيَحُولَ قلبي نجمةً ويُشع ضوءً من دموع
وعندما تقفين طويلًا للدعاء في صلاتك
أتوسدُ يديكِ
ويغمرني كَمَّ ثوبك بالدفئ الإلهي
فأدفع بدعواتك نحو السماء
وعند السجود تدحرجتُ على السجادة
فوجدتها مُبْتَلةً
سألتها:
ما السبب؟!
فقالت: دعوتُ اللَّه أيضًا
أن لا يأخذها ويتركني هنا.

-لؤي

هبيني قبل موعد الهلاك
قبلةً
او حضنًا ينفض عن قلبي
حطام الأمنيات
لكي أموت وقد تجردت من تطلعاتي
في العيش معك
لكي أموت وقد نسيتك.

أن تموت لتحيا برزخًا مستقرًا وآمن
هي أمنية العديدين هنا.

الشعر في بلدي مجاعة
أو موت
أو سبب إبتلاء
لا يَنبُغ شاعرٌ من فراغ
هي مواهبٌ مكتسبه
انجبتها الغصص،
وقام بتربيتها الشقاء
في بلدي
الشعراء هم الغاوون.

فقدت وطني الأكبر
فلما قد أتألم لفقد قطعة أرض صغيرة
أو ملجأ.

هي أول الطلقات
من تحدد المنتصر
هي آخر الطلقات من تعلن نهاية الحرب

فقط شُنّي غاراتك
وامنحيني موتًا جسديًا مشتهى
يكون عوضًا عن التمثيل بروحي
وتركها مصلوبةً في مهب الريح.

وانتهى كل الذي قد كان يجمعنا
وضاع مثل الضباب
وبقيت امشي وحيدًا في اعاصير السراب
بلا دليل
وتركت قلبي خلف باب الذكريات
يئن كاليد في جيب اليتيم
وبقيت انتظر الوصول
ونشدتُ كل العصافير عن الدليل
وهاجرت مبتعدًا عن السرب القريب
وحملت روحي في السماء كمثل صندوق البريد
سافرت للزمن البعيد،
وتركت عيني في الفضاء تلقتط الشعاع
ورجعت أعمى إلى منزلنا القديم
اتحسس آثار الطريق
والروح عالقة في جبالٍ من جليد
تحمل بقايا وعودي في رسالة
ضّل عن إيصالها ساعي البريد
البيت يسأل من أنا بعد الرجوع
ودفاتري تطرد الكلمات من بين الدموع
الكل يسأل من أنا بعد الرجوع
كل الكراسي تدفع الجسد النحيل
كل المحابر تلفظ النفس الأخير
ونسيت حتى من أكون
فمن أنا بعد الرجوع؟!

في خضم الحياة العدمية
ترى كل شيء واضحًا
كذرة غبارٍ واقعةً في قعر كوب ماء.
في خضم الحياة الحقيقة
لا ترى شيء
لا قداسة الروح، لا الإنسانية، لا الضمير
ولا رجال الرجال
فقط ترى الظلال وحده
ترى لتفقد بصرك ويستيقظ فيك غامر من الحزن العتيق المعقد
ذلك النوع من الحزن الذي يُثقل صدرك بهموم البشرية جمعًا،
ويضع الكوكب على كاهلك
أي زمنٍ إفتراضي هو هذا الذي نعيشهُ اليوم؟!
ما الذي حدث، وما الذي قد تغير يا تُرى؟!
أين البشر من هنا، أين الإنسان؟!
ألم يمر أحدهم من طريق السابقين؟!
نهج من إنتهجو، وحذو ومن إحتذو؟!
آه‍ منك يا زمن البشرية الشنعاء المشوهة
آه‍ منك يا أيها الكوكب العبثي، يا حاضنة القمامة.
ليقل لي أحدكم كيف الخلاص!!
وكيف للأنسان أن يصبح إنسانًا!!
البشر هم المخلوقات الأشد فتكًا وخطورةً وسماجةً على هذا الكوكب.

الملامح التي ترونها في وجهي الآن
ليست سوى دلالات على الغياب،
عن الإنفصال عني، وعن قربي من البعيد الماضي،
وبُعدي عن حاضري،
في عيناي جهنمياتٌ كثيرات تفتي بقتل الذكريات،
ومناجلٌ ومحاجلٌ تغوض بعمق في عروقي
وتأتي بتسائلات هجينة؛ يمكن الإجابة عنها بنعم وبلا في نفس اللحظة،
كمن يسئل التابوت بعد الدفن عن الميت كيف مات،
فمي أضاع المفردات، وسرحت أكتب ثم أكتب في باحةٍ عظمى تسمى دواوين،
أنشأتُ عالمي الصغير، فيه ولدت عجوز وفيه أموت رضيعًا كل يوم،
كل يوم ينسدل الستار عن الأحلام أكثر،
كل يوم أتخلى عن خيمتي في ساحة المعتصمين من أجل الوصول، وأكتفي بالصمت الساخط عن حلمي الذي يموت معي في مضجعي في المساء ويستيقظ مرة أخرى لكي لا يتحقق،
من أين آتي بوجهي القديم
أين دلالتي وأين نسيت رسومي،
أين أنا من ذاكرة النسيان التي لا تنسى، بل تُنسيك عبثًا لكي تتذكر أكثر،
برزخٌ من الأيام المالحة يفصلني عن الإختلاط بروحي العذبة الطيبة، أضعت حقيقتي في الطريق
وفي نفس الطريق رأيت دلالة كبرى لكل شيء،
وملاحي سؤال عن سؤال
فمن أين تأتي لي الإجابات، ومن أي صوري القديمة أعود؟!

لماذا تقفين وراء الأبواب؟!
لما لا أرى في دياري غير وجهك؟!

متى سترحل عن فؤادي سلطة الأشواق
متى ستندثر الشجون وتنتهي رحلة حُبي العملاق
متى يعود الليل ليلًا هادئًا،
ويأتي إليّ الصبح ببهجة الإشراق
متى أعود لأنا الفتى،
لتثمر من جديد ضحكتي
ليسطع من جديد بارقي،
لتزهر من جديد واحتي،
ولألتقي الغد المرقوب بقلبي الخفاق،
غدًا ترحل الأحزان عني في دربٍ بعيد
وغدًا الاقي الفجر منتظرًا قدومي كالوليد
وغدًا سيرجع من ضياعه أملي الشريد
وغدًا سينصهر الجليد
غدًا سينصهر الجليد

غيمات روحك وضيعة
ترمي بواكيها على الأنهار
وأنا في عرض الصحراء أذوي
لا ماءٌ أذود به
ولا ظلٌ يقيني من لهيب النار .

في كل يومٍ أرفض فيه تسليم عينيك
لسلطة النسيان
أُبادُ أكثر.

وفي العشرين اكتشفت
أن الحب المرادف للموت لا يعني الحياة
الحب موت والليل عند العاشقين لهيب
رأيت جميلة
هل احببت؛ قالت
فأجبتها نعم احببت
وارتئيت أنها ستنفر مني
وفاجئتني حين همست بعذوبتها الملائكية
عادي بلهجةٍ تعزية اعادتني إلى الماضي
ماضي الحب السابق الذي بدأ بنفس هذا الموقف
لكنه كان تشوةٌ علائقي
وقاطعت غرقي في حاضنة الذكريات
حين قالت لم أُحب أنا من قبل
أتسمحُ لي أن أحبك
كانت فتاةً مخاطرة
أن تُحب فتىً خراب، بلا قلب، بلا عينين
مطموس الملامح، مجهول الهوية
كانت عيناها ككرات البلور تشعان انوثةً وحبًا
وكنت أراها طفلتي فأنا شائبٌ منذ ولادتي
صمتُّ، همدتُ، وأُخرست لغتي،
ولم تداعبني المفردات بفرحٍ ككل مرة كي أَرُدَ عليها
لم أُرِد كسر فتوتها ومشيت نعم مشيت
واستمرت هي بصنع الاقدار بحواسها ويداها اللتان تطولان السماء
واستمرت بتكوين النار المتأججة كالسعير لأجلنا
اليوم أصبحت زوجتي،
لدينا طفلين لكنهما من المشاعر المتينة الصارخة
والعديد من القُبَل المعتقة وطقوس الحب التعبدية
هي تقول بأنها أنا
واقول لنفسي أنا لا أنا
فأُصدق قولها ثم احتضن السراب
آه يا خيالي كم تخلق لك من الأحبة وانت حيث لاين
من أنا، من أنا لأعيش بكل هذا النقصان حولي
أهو الشقاء؟! أم أن الاقدار تحتاج لفتاة جميلة كي تصنعها لأجلك ككوب القهوة
اقداري تستحيل امامي صعبةً وتُمنح للاخرين على مأدبة سمينة
أين أنتِ يا قديستي
هَلُمّي وأشطري سقمي
هَلُمّي وأبعثي من الشقاء أملي
تعالي وأنتشليني من حطام المساءات البعيدة الباردة
ودُسّي السعادة في فمي كقطعة سكر وأذيبيها بقُبَلكِ المليئة بالأكسير،
فأنا غارقٌ فيكِ وفي مستقبلنا الضائع
فهل تاتين؟!

غرفتي تحمل الأسى كقلوب الشعراء
تحتويني كل يومٍ كأنثى مبتورة الذراعين
وتربت على كتفي بعينيها المثقوبة
ترد لي تنهداتي القديمة التي خزنتها فيها،
أيام الفراق والموت وأيام الحب
لتدفئني في ليالي الشتاء
وتجيد الإبتسام أيضًا من زوايها
غرفتي تجيد تغيير حوافها كالطبيعة،
تملك فصولًا أربعة، لكن الغريب يا غرفتي
أن نصفك خريف، تتساقطين عليّ بجدرانك الأربعة
فأسندك وأقف جدارًا خامس
سيأتي الشتاء ستحتويني غرفتي
ولن أفكر أبدًا بما وراء الشتاء
لعل أحدهم يأتي لإيقاظ الزهور مرة أخرى.

أحملق في المرآة الآن
أرى وجوه الآخرين ولا أراني
هل أنا الشاب السراب؟!

في زوايا الحياة حيث تتداخل الألوان وتتلاشى الحدود بين الحقيقة والخيال، يظهر بعض الاشخاص كأشباح تتجول في عقولهم ظلال الشك، ومهما كانت الكلمات صادقة ومهما جاهدت لإظهار الحقائق لهم، فإنهم يصرون على أنني أختلق الاعذار وأعيش في عالم من الأكاذيب، يتسائلون في سرهم مالذي يدفعهُ إلى قول ذلك، وكأن صدق نواياي لغز يستحيل حله، أنني ادرك تمامًا أن صدق نواياي هو سلاحي الوحيد، وأن قلبي المليء بالنور الذي لايمكن أن يطفئهُ ظلام شكوكهم أبدًا، لذا اتجاهل كل ما يتهمونني به، وأتركهم يغوصون في دوامة أفكارهم المظلمه ففي النهاية لا يهمني ما يعتقدونه عني، ما يهمني حقًا هو أن أظل متمسكًا بما أؤمن به، وأعيش بصدقٍ في عالمٍ مليءٍ بالأوهام.

–صلاح الحاج

سلام على من يشاطرني الانتباه إلى
نشوة الضوء، ضوء الفراشة، في
ليل هذا النفق!
سلام على من يقاسمني قدحي
في كثافة ليل يفيض من المقعدين:
سلام على شبحي .!

— محمود درويش

ذات يوم
كان أبي يجلس على مقربةٍ من النافذة
وفجأةً مرت أحد الجميلات
فعاد الزمن بأبي إلى سابق عهده وقال
يا بُني إنهُ أكتوبر شهر الجميلات
نطق أبي بأحد ترهاته التي تشبه الأساطير
ثم استمر بقول أن الجميلات يخلقن في أكتوبر
ويكثرن الخروج والدخول في أكتوبر
ويزددن فتنةً وتنمو صدورهن بشموخ إلى الأمام فيه
على عكس بقية أشهر العام
أبي يعرف كل شيءٍ إذاً
اقتنعت بأقوال أبي
إلى ان أتت فتاة شقية، شبقةٌ،
تسقط الشمس من وجنتيها، وتنبعث من عينيها
الطبيعة، لها يدان تصيرانك خريفًا خاليًا من الذاكرة،
وشفتان تأتيان لك بالربيع من عمق الزهايمر الشتوي
لكي تموت بالتذكار حبًا
هي الطبيعة في تقلبها المقدس المستديم
كانت فتاة لا تنتهي بالوقت ولا بالموت
بل تبدأ كل شيء لتقسم بالذات الإلهية عليه
ليمتد كالصراط نحو القيامة
فتاة دخلت من عيني في يومٍ ما،
ثم استمرت بالتوسع إلى أن طالت جميع حواسي
واستحلت ما تبقى من رفاتي لكي تُعَمِّر الجسد الخراب بمأبرة حياكة الأوهام
وهنا تذكرت أبي نعم، أبي قال لي ذات يوم أن هذا النوع من الفتيات يولد في أكتوبر
-سائلتها من أي عصرٍ أتيت،
ما تأريخ ميلادك؟!
-قالت
حين رأيتني أنتَ ولدتُ.
-ما بكِ يا فتاة أأحبت؟!
ضحكت ثم قالت أنا أكتوبريه
خمدت حواسي فجأة، تذكرت أبي،
آه يا أبي
تُرى كم عرفت من جميلات أكتوبر قبل أمي
آه يا أبي إنه نفس الطريق.

إفتاءًا لبعض الجهلة
وتصحيحًا لمعتقدات البعض أولائك الذين تقودهم اهوائهم في آخر الأمر إلى مناصرة الصهاينة، والوقوف بصفهم،
لذا أقول لهم
هنا يوجد صراط مستقيم خفي، يفصل الكفر عن الإسلام
ومن قُتل مسلم، وكلمة واحدة قد تغير مجرى عقيدتكم وترمي بكم في الجحيم، لذا صححوا عقيدتكم.

لم أستطع تقبُل خبر إستشهاد الأمين العام لحزب اللَّه
السيد حسن نصر اللَّه البتة
ولكن لن تفيدني العاطفة الآن، الأمر متروك للمنطق
والمنطق يقول بأن
الأقلية المناصرة لغزة تقتل وتقصف وتباد
أما المخمورون الداعرون باقي زعماء العرب،
فسوف ينعمون بحياةٍ مديدة.

إسرائيل تنتقي ضحاياها بعناية
إسرائيل تسحق رأس الأمة الإسلامية
إسرائيل تُبقي على الفضلات.

في كل يوم يمر
نرى نتاج كل قمم العهر العربي
ونلمس بأعيننا نخوة العرب المدسوسة
كل يوم نرى لفظ واشنطن أكثر من رؤيتنا لأفراد العائلة
كل يوم ننتظر انتفاضة حكام العرب، ولكن لا فائدة
وما زال كل يومٍ يضاف اسمٌ جديد إلى قائمة حكام العرب،
جيمع حكامنا يفتحون أمامنا النافذة لكي نرى واشنطن واسرائيل وكيف تقودان العرب
وفي الأخبار تظهر لنا أشكال الطرب
فجميع ولاة العرب يردون على الإعتداءات
بإحتضان عاهرةٍ فاجرة من واشنطن
او التنديد بلهجةٍ شديدة من وراء الحُجُب
فأين نحن الآن ومن أنا؟!
وهل يعرف احدكم هيئة المخلوقات التي تدعى العرب؟!.