لِيل.

وعليك -يا حبيبي- اعتمادي ومنك تصبّري وفيك..
إن قطعتَ حبلك عنّي، بِحبلِ من أعتصِمُ!

أُوقنُ أن الكفاية منك والشفاء، ووحدك قادر أن ترُد عليّ ضالّتي، وتحيي قلبي بين يديك، وتغفر لي خطيئتي، وترزقني العيش الهَنيّ في رحابك، وتعطينى فأرضى، وتؤنسني فلا أخاف،
وتروّي غِلّتي وتَرمُّ حالي، وتؤمِّن روعتي وتَزيل كربي يا ربّ.

إليك ربي وليس إليّ سواك.

- سُـلَـيّـمَـه.

يجلس وحيدًا في غرفته،
الأوراق مبعثرة حوله، والأقلام صامتة كأنها تشاركه ثقل اللحظة
الكتب تُحدّق به بلا رحمة،
كل صفحة تناديه ليغرق في بحرٍ من التفاصيل المتشابهة والسطور المكررة، صوت عقارب الساعة يطارده، يذكّره أن الوقت يمضي وهو ما زال عالقًا بين سطرٍ لم يفهمه ومعادلةٍ تراوغه.

عينان مرهقتان تلمعان بدمعةٍ مكبوتة، بين رغبته في الهروب وبين واجبه الذي لا يحتمل التأجيل، شعور العجز يتسلل إليه، كأن الحروف تتآمر لتصبح طلاسم، وكأن كل كلمة تُثقِل عقله أكثر.
يسأل نفسه بصوتٍ خافت،
"هل سأنجح؟
هل سأنتهي؟"
لكن الجدران لا تجيب.

وفي وسط هذا الصمت،
يشتعل أمل صغير في قلبه، ربما الغد يحمل معه معنى،
ربما تعب اليوم سيصبح إنجازًا يُذكر.
لكنه الآن،
فقط الآن،
يريد أن تتوقف الأرض عن الدوران، أن يجد لحظة سلام بعيدًا عن كل هذا الصخب الداخلي.

- منى رجب.

لَم تَكُن صُدفةً أبدًا أَن تَلتَقِي بِمَن يُشبهُ قَلبَك، ويَخشى عَلَيهِ مِن هُمُومِ الحياة، يُصلحُ كُسورَ قَلبِك ويُداوي كُل نُدُوبِهِ، يَكُون عَليك أحَن مِن نَفسكَ، ويُهَوِّن عَليك كُل مُرٍ مَرَّ أو سَيمُر عليك، يَحتضنُ قَلبك بالرغمِ مِن قِلةِ القُربِ بَينَكُمَا، يُخبرك أنهُ موجودٌ دائمًا مِن أجلِك ولأجلك.

- ضُحَىٰ عَلَاء.

قد كان يُبكيهِ لكن كان يهواهُ!

هذه هى الأيَّام الَّتي لا يملِك المرءُ فيها حيلةً سِوى أن يرفعَ وجهه للسَّماء تاركًا عيناهُ تبوح!

وأنتَ يا ربّ علِيم.

لا شيء ثابت في هذا العالم.. كل ما يمنحك الأمان بإمكانه أن يبث الخوف فيك، وكل الأشياء التي هربت إليها ستجد نفسك هاربًا منها.
لأنها مرة واحدة فقط.. مرة واحدة يندفع فيها المرء بغزارة، ومن بعدها يصاب بالبرود نحو كل شيء وللأبد.

- أحمد صادق.

تتعجّب منّي حين أخبرها أنها تقول لي بِصَمتها أكثر مما تقول لي بالحديث؛ وهي التي تُمضي ساعاتٍ تذكر لي حلُمًا واحدًا، قد فهمتُه سَلَفًا في تنهيدة، وتمزج الكلمات لتُبدي خوفًا واحدًا، قد أدركتُه جَليًّا بِشُرودها، وتذهب مذاهبَ لذيذةً في تفسير أخطائها، وأنا الذي قد فهم كلّ ذلك في عبارةٍ واحدةٍ صامتة: أنها أصابت بخطئها!

- محمود سلّومة.

وفي الصلاة على النبيﷺفضل عظيم، لا يزهد فيه إلا محروم.

- ابن حزم.

فإنّ ما عند اللّه لا يُنال إلّا بطاعته.

- الرحيق المختوم.

وأنا هُنا
من زاويةٍ لا يراني فيها غيرُك، وقلبٍ خالٍ إلا منك
أشكو إليك ضُعف قوّتي، وقلة حيلتيِ
أنت ربُّ المستضعفين
وأنتَ ربيِ..

يا رب يا واسع.

لا أعرف شيئًا عن الوصول، ولا أعرف كيف يبدو فَرح الإنسَان
حين يُلامس غَاياته، حتى تضيقُ جُدران غُرفته بأجنحته سعادةً..

لكنني أعرف جيدًا ثقل الكتمان، وعُقدة البوح، أعرفُ ذلك الشُعور حين يخلدُ المرء إلى النوم وقلبه مُثقل بالدموع والأعباء..

هُنا، في هذه المساحة الباهتة من الغرفة، تقبع ذاتي المُنهكة، حيث ينتهي طَريقي وأعودُ أدراجي، أحمِلُ قَلبي باكيًا على خَيبتي.

#bad_shifts.

وتخيب الآمال لأننا عندما نقترب نبالغُ جدًا في الإقتراب حتى تُعجَن أرواحُنا بمن نُحب.. فإذا افترقنا، كُنا مثل قطعتيّ صلصال،
لا تذهب إلا بذهاب بعضِك مع الآخر!

ـ الشيخ بدر آل مرعي.

أكتب عن الحب..
لكنني طرفٌ وحيد من حبل مشنقته.

أكتب عن العناق
كوصيةٍ دافئة، لكنني مجرد جثة باردة تنتظر في محطةٍ مهجورة.

أكتب عن اللقاء
كآخرِ أطواق النجاة، لكنني لست من الناجين ولن أكون يومًا منهم.

كيف أسامحك علي الإنتظار؟
علي الرسالة التي لم تأتِ
والكلمات البسيطة التي
كانت ستحل كل شيء.

قال رسول الله ﷺ:

«لا يَحِلّ لمؤمنٍ أن يُشِير إلى أخِيهِ بنظرةٍ تُؤذِيه»

حتى النظرة؟ حتى النظرة.

‏عندما أموت
ستكونين أنتِ أجمل شيء لم يحدث لي،
لو تعلمين فقط
كم الأشياء الجميلة التي لم تحدث لي.

- قيس عبد المغني.

أُنَاجيكَ في قاعِ الحَيرة حيث يجثو الهمّ ويستَحكم في فؤادي.. أُناجيكَ وقد تمكَّن الخوفُ من سويداء قلبي ولا مًلجأ لي إلَّا أنتَ..

الطُف بنا كما تلطَّفت من قبل!

يا ربّ!

- لا تتحدث عن ضرورة السعي والأخـذ بالأسباب ويومك وليلك يمضيان دون أذكـار الصباح والمساء!

من تأمل أذكار الصباح والمساء لوجد فيها جوامع الخير كله، والحصن الحصين دون الشر كله.

هذا اليوم الذي ترجو خيره وتتخوف من شره كل ما فيه بيد الله، فكيف تسعى فيه دون كلمات الله المباركات؟!

حقًا لا يفرط فيها إلا محروم!
وليس شرطاً أن تذكرها كلها، لو حافظت على ذكرين أو ثلاثة فهو خـير، ومع مرور الأيام ستزيد فيها بتوفيق الله دون أن تشعر لما ستجده فيها من خير وبركة.

عَينِي المُترقّبة دومًا، الممتد بصرها في الأفق، تلومُني على إهمال ما بين يداي من تحديات الرحلة، وتحثّني على الاستمتاع بالشقاءِ كما يُستمتعُ بالنعيم..
تقول لي: لو أني أفنيت بصري في الترّقُبِ، مضىٰ العمرُ ولم نَعِش منه سوى الخوف والوچل، وما يفسدان من ملاحظة الأسرار..

أقبل ولا تخف، لعل السر في الإقبال -ولو لمرة- دون خوف!

تائهَة وأتمنّى أن أعود من غُربتي،
على أمل أن ألتقي بقلبي مرَّة أُخرى،
أراه سالـِمًا مُطمئِنًّا لا يخدشـهُ القليل
أن يعود كل شيء مثلما كان،
أن تلتئم الجروح ولا تفزعني صغائر الحديث والنَظر وإطالة التفكير،
أنْ يعي قلبي السعي والاستمرار بهِ ولا يلتفت وراءه،
على أمل أن أعود من غُربتي ونلتقي سويًّا أنا وأحلامي.

- مريم ربيـع.