ولكن هل يبقى الإمام على هذه الحالة مستقبل الناس مستدبر القبلة ليقول أذكار الصباح والمساء، أو ليقرأ أوراده، أو ليقرأ القرآن لوحده؟
في ذلك نظر
ولعل الأولى اجتنابه، فإذا أنهى أذكار الصلاة البعديّة تحوّل إلى موضع آخر في المسجد يستقبل فيه القبلة، وينصرف لخاصّة نفْسه، فيكمل أذكاره وأوراده وقراءته، وبه يُدرك الفرق بين بعض الأذكار المشروعة مرة بعد الصلاة وثلاثا في الصباح؛ استئناسا
خاصة؛ إذا كان بقاؤه مشغلا للمصلين بنظره في وجوههم، وتفقّدهم ببصره وتلفّتاته، وربما ابتساماته أو (قفشاته)
وهذا الموضع للإمام بهذه الجلسة؛ إنما استحقه لإمامته الفريضة ويدخل في ذلك ما اتصل بها، فإذا انتهى من ذلك ولم يكن جالسا للتعليم ولا تعبير الرؤى ولا التذكير تحوّل؛ أشار إليه الثعالبي المالكي