🔹اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 24/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َ* الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِـكِ يَـوْمِ الدِّيـنِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، نبي الأمة، رسول القرآن، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمـات إلـى النـور، ليتلـو عليهـم آياته، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
والصلاة والسلام على أهل بيت رسول الله الذين ساروا بسيرته، وتمسكوا بالثقلين من بعده، ونهجوا نهجه، فوقفوا في وجه الظالمين والكافرين والمستكبرين في كل العصور.
السلام عليكم - أيها الإخوة - ورحمة الله وبركاته
هذه هي الجلسة الثالثة، وفي البداية نقدر لكم حضوركم الكبير، ونبارك لكم الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى على مشاركتكم في اجتماعات نتناول فيها جميعاً مـا يهمنـا كمسلمين، نتناول فيها جميعاً ما يهمنا كمؤمنين من أتباع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) والقرآن الكريم، وعترة المصطفى (صلوات الله عليه وعليهم).
وكما أسلفنا في الجلسة السابقة: ما تمتاز به مثل هذه الاجتماعات هو أن نتناول فيها القضايا من واقع الشعور بالمسؤوليـة بجديـة واهتمـام وعمـل، إن كنـا صادقين في التمسك بالقرآن الكريم والرسول وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم). فالقرآن الكريم كتاب عملي، كتاب يتحرك، كتاب يواكب كل الأحداث والمتغيرات في هذه الدنيا.
والرسول (صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين) كان كذلك نبياً عظيماً يتحرك بحركة القرآن، يتحرك بحركة الوحي الذي يتنزل عليه بين حين وآخر، يتحرك والوحي بعد لم يكتمل إنزاله إليه، فإن كنا من أتباع أهل البيت الذين رأسهم الإمام علي (عليه السلام) الذي قال له الرسول (صلوات الله عليـه وعلـى آلـه): ((ستقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله))، من قال فيه: ((علي مع القرآن والقرآن مع علي))، فكان علي يتحرك بحركة القرآن، بل كان في حياته قرآناً ناطقاً، وكذلك الأئمة الصادقون من أولاده ممن ساروا بسيرته؛ لنقل لأنفسنا وللناس جميعاً من حولنا: يجب أن نستشعر أن علينا أن نستأنف حياة جديدة، وأن نقول لزمن اللا مبالاة، زمن اللا اهتمام، اللا شعور بمسؤولية؛ يجب أن يولي.
نحن - أيها الإخوة - لو سألنا أنفسنا، وسألنا كل واحد منا: هل أنت مسلم؟ هل أنت مؤمن؟ هل أنت مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه؟ هل أنت مؤمن بهذا القرآن العظيم؟ لأجاب كل واحد منا: نعم. ولما رضي أي واحد منا لنفسه أن يقال بأنه غير مؤمن بهذا كله.
فإذا كانت هذه حقيقة نحن نقر بها فإنها ميثاق بيننا وبين الله سبحانه وتعالى: {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} (المائدة: 7) هل أحد منا يمكن أن يقول: سمعنا وعصينا؟ لا. كلنا نقول، وكلنا نشهد على أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نقول إلا سمعنا وأطعنا.
إذاً بين أيدينا الكتاب الكريم، القرآن الكريم، وبين أيدينا في واقع الحياة أحداث كثيرة، هذا الكتاب الكريم يكشف عن حقائقها، ويكشف عن واقعها، لأنه كما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فيه: ((فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم)).
ونحن عندما نجلس في مثل هذا الاجتماع لنتحدث عن أحداث كثيرة من حولنا في هذا العالم إنما لنناقشها على ضوء القرآن الكريم، بعد أن نكون قد قطعنا على أنفسنا عهداً بـأن نلتـزم به، وأن نثق به ككتاب من عند الله سبحانه وتعالى، من عند الله {الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفرقان:6) الـذي يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا، الذي يعلم الغيب والشهادة، أنه كتاب هدى، أنه نور، أنه بيان، أنه شفاء لما في الصدور.
لنعود بجدية إلى التمسك بالقرآن الكريم كما يريد الله سبحانه وتعالى منا إذ يقول: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155) لننظـر هـل القرآن الكريم له نظرة حول ما يحدث؟ هـل لـه موقـف حـول مـا يجـري في هذا العالم؟ هل يريد منا أن نتحمل مسؤولية مـا؟ هـل يريـد منـا أن نعمل عملاً مـا؟ هـل يريـد أن يكون لنا موقف من كل ما يجري؟ من كل ما يحدث؟
كـل ذلـك في إطار قاعدة نريد أن نسير عليها جميعاً هي: أن نهتدي بالقرآن، وأن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، لنبحث الهدى من خلاله، ولندعو إليه، ولنسير على هداه باستقامة وثبات.
t.me/KonoAnsarAllah