💐لمسات بيانيةمن سورة التوبة 💐
السؤال رقم 4⃣7⃣ من سورةالتوبة.
الآية رقــــم (58)
(وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ).
لماذا قال"يسخطون"ولم يقل "يغضبون"؟
🍀 الـــجـــواب 🍀
⬅️ الفرق بين "يسخطون" و"يغضبون" دقيق في المعنى، واختيار "يسخطون" في الآية الكريمة دقيق جدًا من حيث البلاغة والمعنى النفسي للمنافقين.
في قوله تعالى:
"وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ" (التوبة: 58).
🌹1ــ السخط أشد من الغضب:
الغضب حالة انفعالية مؤقتة قد تزول بسرعة، بينما السخط هو استياء عميق ودائم يحمل معنى الحقد والاعتراض المستمر، وهو أقرب إلى الكراهية والتمرّد.
⬅️ المنافقون كانوا لا يغضبون فقط، بل كانوا يسخطون، أي يشعرون بحنق دائم وحقد على النبي ﷺ والمؤمنين لأنهم كانوا يريدون المنافع فقط، وليس لديهم ولاء حقيقي.
🌹1ــ السخط مرتبط بعدم الرضا والتمرد:
الله قال "رضوا" عندما حصلوا على المال، لكن عندما لم يُعطَوا، لم يقل إنهم "غضبوا"، بل قال "يسخطون"، لأن السخط يحمل معنى الرفض القاطع وعدم القبول بالأمر، وكأنهم يعترضون على حكم الله نفسه.
⬅️ السخط فيه إشارة إلى النفاق:
المنافق لا يغضب كالمؤمن، بل يحمل ضغينة وحقدًا داخليًا يدفعه إلى الطعن والتشكيك في العدل والإحسان، وهذا هو حالهم مع النبي ﷺ، حيث كانوا يلمزونه ويتهمونه بعدم العدل.
الخلاصة:
"يسخطون" أدق من "يغضبون" لأن المنافقين لم يكن غضبهم مؤقتًا، بل كان حقدًا متأصلًا واعتراضًا دائمًا، يعبر عن كراهيتهم للحق وانحراف نياتهم، ولذلك كان التعبير القرآني في غاية الدقة والبلاغة.
⬇️ تابعونا مع لمسة بيانية جديدة ⬇️