Dernières publications de القطوف الندية من الخطب المنبرية (@khutb_saad) sur Telegram

Publications du canal القطوف الندية من الخطب المنبرية

القطوف الندية من الخطب المنبرية
قناة تعنى بخطب الجمعة من جامع مبارك العريمة بوادي الدواسر .. للشيخ / سعد بن سعيد الصفار .
1,979 abonnés
3 photos
487 vidéos
Dernière mise à jour 09.03.2025 02:52

Le dernier contenu partagé par القطوف الندية من الخطب المنبرية sur Telegram

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Mar, 16:21

267

إذا دهَمَتك الأحداثُ فافزَع إلى الصلاة ، فإنها كهفُ الناجين من كيد الكائدين ، ومنارُ السالكين في ليالي الماكرين .
يريد اللهُ منك أن تكونَ على صلةٍ دائمة به ؛ فلذلك شرَع لك في نهارك وليلك فرائضَ تجعلك به موصولًا ، فكلَّما صرفتك همومُ الحياة عنه أعادك الأذانُ إليه .
إن ركنَ الصلاة الأعظمَ ومقصودَها الأكبر هو ما يُتلى فيها من القرآن الكريم ، ولمَّا كانت صلاة الفجر أطولَ قراءةً سمَّاها قرآنًا .
كم غافلٍ عن صلاة الفجر فاته هذا المشهدُ العظيم الذي تشهده ملائكةُ الليل والنهار ، وكم ينال شاهدُه من الخير والبركة والسعادة !إ
ثم أرشد سبحانه عباده إلى عبادة أخرى من العبادات التي تطهر القلب ، وتسمو بالنفس إلى مراقى الفلاح .. وهي قيام الليل ، فتأسَّ بنبيِّك ﷺ في عبادة قيام الليل ؛ عسى أن يرفعَك اللهُ إلى مقام عظيم ، كما رفع بذلك رسولَك الكريم .
جعلني الله وإياكم منهم ..
القطوف الندية من الخطب المنبرية

28 Feb, 19:46

481

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هنيئا لنا بلوغ رمضان ، فالحمد لله أولا وآخرا .. ونسأله ان يبارك لنا فيه ، وأن يرزق الجميع الإعانة فيه على الخير والهدى ، وأن يكون شهر بركة وعز وأمن على المسلمين ، وأن يختمه بالقبول والعتق من النار ، واسأله صلاح الحال والمآل ، والشفاء لكل مريض ، والرحمة للأحياء والأموات ..
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
القطوف الندية من الخطب المنبرية

28 Feb, 03:42

387

يا لهذا الدِّين العظيم الذي يضبِط حركةَ الإنسان وتصرُّفاته في شؤونه كلِّها ، لتسيرَ حياته وَفقَ شريعة الله ، وتحقِّقَ الغايةَ التي من أجلها خُلِق !!
ليس هناك ما هو أقربُ إلى المرء من لباسه ، وكذلك القربُ بين الزوجين .
وإذا كان اللباسُ للإنسان سِترًا ، فكذلك ينبغي أن يكونَ الزواج ؛ إغناءً عن الحرام ، ورعايةً وصَونًا .
هي النفوس تُراود أصحابها على الخيانة ، وهو الله الكريمُ الرحيم يتوبُ ويعفو .
فما أظلمَ ابنَ آدم ، وما أحلمَ الله !!
من تخفيفه سبحانه على عباده أن جعل ما كان محظورًا عليهم ، سببًا لوصول الخير إليهم ، فمَن قصد بالنكاح تحصينَ نفسِه وزوجه ، وتكثيرَ ذريَّته ، كتب له به الأجر .
وسَّع الله الحلالَ وضيَّق الحرام ، كرمًا منه تعالى وفضلًا ، ومن جملة كرمه سبحانه إثابتُه مَن امتثل الرُّخصةَ وأتى المباح ، فله الحمدُ على ما يسَّره وشرَعه .
وفي الاعتكاف يتحقق التجرُّد الكامل الذي تنقطع فيه النفسُ عن مُتَع الدنيا ، ويَخلُص فيه القلب من شواغل الحياة .
وقد كفَلَت الشريعة الحرِّية للخَلق ، لكنَّها رسمَت حدودَها ؛ فبيَّنت حقَّ الله وحقَّ الناس ، وإن حرِّيةَ الإنسان تنتهي حيث تبدأ حدودُ الله .
الغاية من الصوم الارتقاءُ بالنفس إلى منزلة المتَّقين ، ومن هنا خُتمَت أوَّل آيات الصيام وآخرها بذكر التقوى .
جعلني الله وإياكم من عباده المتقين ..
القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Feb, 20:14

359

• اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءً فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.
• اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.
• اللَّهُمْ انْـصُـرْ جُنُوْدَنَا المُرَابِطِيْنَ، اللَّهُمْ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وانْصُرْهُمْ عَلَى القَوْمِ الظَّالِمينَ.
• اللَّهُمْ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الـشَّـرِيْفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِهِمْ لِلْبِرِّ والتَّقْوَى، اللَّهُمْ وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِيْ رِضَاكَ.
• رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Feb, 20:14

363

الخطبة الأولى: العنوان: (اسْتِقْبَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ 1446هـ)
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوهُ وَاعْبُدُوهُ؛ وَاحْرِصُوا عَلَى اِغْتِنَامِ الْأَزْمِنَةِ الْفَاضِلَةِ؛ فَإِنَّها أَيَّام قَلِيْلَةٌ سَرِيْعٌ مُرُوْرُهَا، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾.
أَيُّهَا النَّاسُ: فَضَّلَ اللَّهُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ شَهْرًا جَعَلَهُ غُرَّةَ شُهُورِ الْعَامِ، وَخَصَّهُ بِمَزِيدٍ مِنَ الْفَضْلِ وَالْإِكْرَامِ؛ فَبَعَثَ فِيهِ رَسُولَهُ ﷺ، وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ، وَفَرَضَ صِيَامَهُ، فِيهِ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ، وَتُكَفَّرُ الْخَطَايَا إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:(الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فِي رمَضَانَ يُؤدِّيْ المسْلِمُوْنَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وهُوْ مَظْهَرٌ عَمَلِيٌ لِعَظَمَةِ هَذَا الدِّيْنِ، وجَمْعِهِ لِكَلِمَةِ المُسْلِمِيْنَ، وفِيْهِ يَتَجَلَّى قَوْلُهُ -تَعَالَى-: ﴿وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾.
وفِي رمَضَانَ يجْتمعُ لِلْمُسْلِمِيْنَ أصُوْلُ العِبَادَاتِ وأكْبَرُهَا؛ فالصَّلاةُ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، وصَلاةُ الرَّجلِ في الجَمَاعةِ واجِبةٌ، وتَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْـرِينَ دَرَجَةً، وَمَنْ نَامَ عَنْ فَرْضِهَا لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَ رَمَضَانَ، وَمَنْ تَكَاسَلَ عَنْ سُنَنِهَا وَرَوَاتِبِهَا فَقَدْ غَفَلَ عَنْ فَضْلِ رَمَضَانَ، وَحَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَعِينََ بِصَوْمِهِ عَلَى صَلَاتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ فِي اللَّيْلِ أَكْبَرُ الْحَظِّ مِنَ الصَّلَاةِ؛ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (أَفْضَلُ صَلَاةِ الْمَرْءِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ: صَلَاةُ اللَّيْلِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فَحَافِظْ عَلَى صَلَاةِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَـرِفَ؛ لِتَتَعَرَّضَ لِنَفَحَاتِ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والزَّكَاةُ والصَّدَقَةُ بُرهانٌ عَلَى الإِيْمَانِ، وطُهْرةٌ للمَالِ وبرَكةٌ فِيْهِ، دَافِعةٌ للبَلاءِ، جَالِبةٌ للرَّخاءِ، وكلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ فِي رَمَضَانَ، فَقَدْ كَانَ مِنْ هَدْيِهِ ﷺ الجُودُ، وكَانَ أجْودَ ما يكُونُ في رمَضَانَ، فَلَهُوَ فِيْهِ أجْودُ من الرِّيْحِ المرْسَلَةِ.
والصِّيامُ أعْظَمُ شَعِيْرةٍ فِي هذا الشَّهْرِ الفَضِيلِ، يَتَزودُ المسْلِمونَ فِيْهِ من التَّقْوى؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثَوَابُه بِلا عَدٍّ ولا حَصْـرٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالى- فِيْ الحَدِيْثِ القُدْسِيِّ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)، وقَالَ ﷺ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
والقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ وحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ، امْتَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾، تِلَاوَتُهُ أجْرٌ وهِدَايةٌ، والعَمَلُ بِه حِصْنٌ وأَمَانٌ، وفِي رمَضَانَ نَزَلَ، فيَتأَكْدُ الإكْثارُ مِنْ قِرَاءَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ وَتَلَمُّسِ هِدَايَاتِهِ؛ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.
القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Feb, 20:14

331

والدَّعَاءُ عِبَادةٌ وقُربى، بِه يَصِلُ العبْدُ لِمناهُ، ويُدرِكُ مطْلُوبَه، وأرْجَى الدُّعاءِ ما كَانَ في جَوفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، وإِذَا انْكَسَـرَ العَبْدُ بَيْنَ يَديْ ربِّه أجَابَ اللهُ سُؤْلَهُ، وإِذَا جَاعَتْ النَّفسُ رَقَّ القَلْبُ، ولِلصَّائمِ دعْوةٌ لا تُردُّ، قَالَ ابْنُ رجَبٍ -رَحِمهُ اللهُ-: "الصَّائِمُ في ليْلِه ونهَارِه في عِبَادةٍ، ويُسْتجابُ دُعَاؤُه في صِيَامِهِ وعِنْدَ فِطْرِه، فَهُوَ فِي نَهارِه صَائِمٌ صَابرٌ، وفي ليْلِهِ طَاعِمٌ شَاكِرٌ".
وَالْعُمْرَةُ فِي رَمَضَانَ ثَوَابُهَا عَظِيمٌ، قَالَ النَّبِيُّﷺ:(إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَالتَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-:"أَكْثَرُ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ قَدْرَ التَّوْبَةِ وَلَا حَقِيقَتَهَا"، وَلَا يَحْصُلُ لَلعَبْدِ كَمَالُ قُرْبٍ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بِهَا، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّوْبَةِ لِيَنَالُوا الْفَلَاحَ؛ فَقَالَ: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وبَعْدُ أَيُّهَا المُسلِمُونَ: فَاَلْبِرُّ لا يَكُوْنُ على تَمامِه إلَّا بِمحبَّةٍ تحْدُو بصَاحِبِها إِلى الإِخْلَاصِ، وبِصدْقٍ يَبْعَثُ على حُسْنِ المُتابَعَةِ، والعَمَلُ لا يكُونُ قُرْبَةً حَتَى يَكُونَ البَاعثَ عليه الإيْمانُ، وغَايتُه ثَوابُ اللهِ ومرْضَاتُه، وإِذَا اجْتَمعَ الإيْمانُ والاحْتِسابُ تحَقَّقَ القَبُولُ والغُفْرانُ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: شَرَعَ اللَّهُ صَوْمَ رَمَضَانَ، وَجَعَلَهُ الرُّكْنَ الرَّابِعَ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ؛ لِتَحْقِيقِ التَّقْوَى؛ قَالَ -سُبْحَانَهُ-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فَعَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ، وَيَحْذَرَ مِنْ خَوَارِمِ الصَّوْمِ وَمُفْسِدَاتِهِ، وَلْيَحْفَظْ لِسَانَهُ وَسَمْعَهُ وَبَصَـرَهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ -أَيْ: فِعْلَ الْجُهَّالِ- فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. ومَنْ بُلِيَ بِجَاهِلٍ فَلَا يُقَابِلْهُ بِمِثْلِ سُوئِهِ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "يَنْبَغِي لِلصَّائِمِ أَنْ يَتَعَاهَدَ صَوْمَهُ مِنْ لِسَانِهِ، وَلَا يُمَارِيَ فِي كَلَامِهِ، كَانُوا إِذَا صَامُوا قَعَدُوا فِي الْمَسَاجِدِ، وَقَالُوا: نَحْفَظُ صِيَامَنَا وَلَا نَغْتَابُ أَحَدًا".
وإِنَّ مِنْ أعْظَمِ مَا يُصْلحُ القلْبَ: كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ -تَعَالَى-، والانْطرَاحُ بيْنَ يَدَيْهِ بالدُّعاءِ، ومُلازَمَةُ القُرْآنِ العَظِيمِ، وقِيَامُ اللَّيلِ، وعِبَادَاتُ الخَفَاءِ، وأَكْلُ الحَلَالِ، ومُجَالسَةُ الصَّالِحينَ.
هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Feb, 20:14

336

‏مستند من .
القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Feb, 03:54

419

فكما أن رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن فهو كذلك شهر الدعاء فقد جاءت هذه الآية في وسط آيات الصيام ، مشعرة بأهمية الدعاء في رمضان وأثره ، وأن الصوم من دواعي الإجابة ..
فعجبًا لعبد يعلم قرب ربِّه منه ، ووعَدَه إيَّاه بإجابة مسألته ، ثم يُعرض عن الدعاء ، ويفرِّط في السؤال !! لا تحتاج في دعاء ربِّك إلى واسطة ، أو شافعٍ يوصلك إلى بابه ، ولكن ادعه يُجِبك ، وسَله يُعطِك ، فما أعظمَها من نعمةٍ تستحقُّ عظيمَ الشكر !!
واستجابة الله تعالى للعباد مرجوَّةٌ حين يستجيبون لأمره ، ويستقيمون على شرعه ، فيمُنُّ عليهم بالرُّشد والهُدى ، والصلاح والتُّقى ، وهو الغنيُّ الحميد .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه ، والانطراح بن يديه ، وكمال التضرع له ، وقوة التوكل عليه ، وأن لا يخيب رجاءنا فيه ، ولا يردنا خائبين بسبب .
القطوف الندية من الخطب المنبرية

26 Feb, 05:26

346

القرآن مشكاةُ أنوار العباد ، ومَشرقُ الهداية والرَّشاد ، فما أجملَ سطوعَه على الأنام ، في شهر الصيام والقيام !! خصَّ الله رمضانَ بنزول القرآن الكريم فيه تشريفا وتكريما ..
ومن توفيق الله لك أن تُقبلَ على القرآن في هذا الشهر المبارك ؛ تلاوةً وتدبُّرًا ، وتجتهدَ فيه ما لا تجتهد في غيره .
إنها القاعدة الكبرى في تكاليف هذا الدِّين ، فهو ميسَّرٌ لا حرَجَ فيه ، وتعاليمه تجعل المؤمن سَمحًا في شتَّى شؤون الحياة ، وتطبع نفسَه بطابَعٍ لا تكلُّفَ فيه ولا تعقيد .
حريٌّ بكلِّ مسلم أن يستشعرَ قيمةَ الهُدى الذي يسَّره الله له في رمضان ، إذ وفَّقَه للاجتهاد في الطاعات ، والتباعُد عن المعاصي والمنكرات ، فليكبِّر الله وليشكُره على تلك المِنَح الجليلة .
القطوف الندية من الخطب المنبرية

25 Feb, 03:51

362

نداء لاهل الإيمان وتنبيههم لأمر عظيم ، وهو أن ربكم قد فرض عليكم الصيام ، كما فرضه على السابقين قبلكم ، فشمِّروا عن ساعد الطاعة ، واستجيبوا لأمر الله كما استجاب الصالحون قبلكم .
والمولى سبحانه لم يُرِد من فرضية الصيام على عباده إجهادهم ، أو تحريم ما أحل لهم ، أو تعذيبهم وإهلاكهم ، بل أراد لهم بهذه المناسبة الشريفة بلوغ أعلى المنازل ، وإدراك أسمى المراتب ، وهو نيل التقوى الجالبة لكل خير ، الصارفة عن كل شر .. فالذي قدر أن يمنع نفسه من المباح ، لهو أقدر أن يمنعها من الحرام ، وهذا سر من أسرار التقوى !
ومن رحمة الله بعباده أن جعل الصيام أياماً معدودات ، فليس فريضة الدهر ، وهي أيام سريعة التقضي ، سريعة الأفول ، فحري بعبد يرجو ما عند الله ألا تفوته هذه الأيام القليلة ، إلا وقد استغل ساعاتها بطاعة الله - عز وجل - .. اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام ومايرضيك عنا ..