القطوف الندية من الخطب المنبرية @khutb_saad Channel on Telegram

القطوف الندية من الخطب المنبرية

@khutb_saad


قناة تعنى بخطب الجمعة من جامع مبارك العريمة بوادي الدواسر .. للشيخ / سعد بن سعيد الصفار .

القطوف الندية من الخطب المنبرية (Arabic)

تعتبر قناة "القطوف الندية من الخطب المنبرية" على تطبيق تليجرام واحدة من أهم القنوات التي تهتم بنشر خطب الجمعة من جامع مبارك العريمة في وادي الدواسر، بالمملكة العربية السعودية. تدير هذه القناة الشيخ سعد بن سعيد الصفار، وهو من الدعاة المعروفين بتواجدهم في مختلف المنابر الدينية لنشر الخير والعلم. يستطيع متابعو هذه القناة الاستماع إلى خطب الجمعة المليئة بالحكم والعبر والتوجيهات الدينية التي يقدمها الشيخ سعد الصفار بأسلوبه الرائع والمميز. فهو يسعى من خلال هذه القناة إلى نشر الوعي الديني والتثقيف الإسلامي بين المسلمين، وتوجيههم على الطريق الصحيح للتقرب إلى الله وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق وموثوق للاستماع إلى خطب الجمعة الملهمة والمفيدة، فإن قناة "القطوف الندية من الخطب المنبرية" هي الخيار الأمثل لك. انضم إلينا الآن واستمتع بتجربة فريدة وثرية من العلم والخير.

القطوف الندية من الخطب المنبرية

10 Feb, 03:15


ما أحوجنا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشرور وتنوعت ، وتعددت أساليب الإيذاء واختلفت ، وظهرت فنون الجريمة وانتشرت ..
نعم ما أشد حاجتنا إلى مولانا نلتجأ ونعتصم ونلوذ به سبحانه ، من كل مخوف ظاهر أو باطن ، مجهول أو معلوم .. يحوطنا برعايته ، ويكلؤنا بحفظه ، ويجيرنا من كل سوء وشر ، ويبعد عنا كيد الكائدين ، وعيون الحاسدين ، وشعوذة السحرة المشعوذين ، وغدر الغادرين ..
إننا أمام أخطار كبيرة ، تؤثر في مسيرة الحياة والعبادة ، وتنعكس على الإنسان في دينه وبدنه وصحته ..
عندها لن يجد العبد أعظم من التعوذ مما انزله الله على نبيه المعوذتين الفلق والناس ، وماتعوذ متعوذ بمثلهما ..
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ .. ) ..
إنها آيات بينات تذكر الداء والدواء ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

09 Feb, 03:18


سورة الإخلاص : أربع آيات ، لكنها غاية في الإيجاز والإعجاز ، قليلة المباني عظيمة المعاني ، دقيقة الأسرار ، لخصت وأجملت أصل الاعتقاد والتوحيد الذي هو روح الإسلام ولباب القرآن .
من قرأها تطهر قلبه ، وتحرر عقله من كل وهم في معرفة ذات الله وصفاته ؛ وتخلص من التعلق بأي شيء سوى الواحد الأحد .
لقد نزلت هذه السورة لتعلن التوحيد الخالص ، وأن الله واحد لا شريك له ، وأنه مستغن عن أي احد ، وأن الخلق محتاجون مفتقرون إليه في كل وقت ..
فمن أراد أن يحبه الرحمن ، وأن يدخل جنة الرضوان ، وأن يعصمه الله من الشيطان ، وأن يزداد من الهدى والإيمان ، فليكثر من قراءة سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد .. ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

08 Feb, 03:24


إذا حصل الأمنُ كان على إثره الطُّمَأنينة والسَّكينة ، وإذا نبتَ الخوفُ في النفس نتَجَ عنه الاضطرابُ والقلق .
تأمل : بدأ الله بنعمة الأمن ، ثم الرزق ، ثم ذكر سبحانه عند العقوبة الجوع ثم الخوف ..
إذا ذهب الأمن فقد الإنسان استقراره الداخلي والخارجي ..
فكما أن المعاصيَ تُوصِلُ إلى العذاب بالخوف والجوع ، فإن الطاعاتِ توصلُ إلى التنعُّم بالأمن والكفاية .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Feb, 03:14


كلُّ طريقٍ سوى طريقه ﷺ مسدود ، وكلُّ عملٍ سوى ما سنَّه مردود .
بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله ، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه .
بمتابعة النبيِّ ﷺ يحصل المرء على أجلِّ مرغوب ، وأعظم محبوب ، وهو الفوز بمحبَّة الله جلَّ وعلا ، مع مغفرة الآثام والذنوب ، فيا لها من غنيمة !!
اللهم نسألك كمال المحبة ، وحسن الاتباع ..
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Feb, 03:15


وإن تعجب فعجب ممن يرى البراهين القاطعة على وحدانية الله وألوهيته وقدرته ، ثم يعبد غير الله من أصنام وأوثان وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى ، ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة ، ما لا يليق إلا بالله وحده .
والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لآلهتهم ؛ لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله ، ولأنهم أحبوا من يستحق المحبة على الحقيقة ، الذي محبته هي عين صلاح العبد وسعادته وفوزه ، والمشركون أحبوا من لا يستحق من الحب شيئا ، ومحبته عين شقاء العبد وفساده ، وتشتت أمره .
ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك ، حين يشاهدون عذاب الآخرة ، أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا ، وأن الله شديد العذاب ، لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه ، ويتقربون بهم إليه .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Feb, 18:28


ومن خصائصِ يومِ الجمعةِ ، أنه لا يُخصُّ بصيامٍ لقولِه - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " لا يَصومنَّ أحدُكم يومَ الجمعةِ إلا أن يصومَ يَومًا قبلَهُ أو يومًا بعدهُ " ، ودخلَ يوماً على جُوَيريةَ بنتِ الحارثِ - رضيَ اللهُ عنها - يومَ الجمعةِ وهي صائمةٌ فقال : " أَصُمْتِ أَمْسِ ؟! " ، قالت : لا ، قال : " فتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا ؟!" ، يعني : يومَ السبتِ ، قالتْ : لا ، قال : " فَأَفْطِرِي " . ولكن إن صامَه من غيرِ تخصيصٍ له - كالذي يَصومُ يومًا ويُفطرُ يومًا فيصادفُ صومُه يومَ الجمعةِ ، أو أن تكونَ الجمعةُ يومَ عرفةَ أو يومَ عاشوراءَ - فإن هذا لا بأسَ به ، لقولِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - حين نهى عن صومِه : " إلا أن يكونَ في صومٍ يصومُه أحدُكُم " .
وفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ ، وقد جاءَ فيها حديثُ ابنِ عمرَ - رضيَ اللهُ عنهما – أنها : " ‏مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ " ، وجاءَ في حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضيَ اللهُ عنه -: " هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " ، فمن دعا بينَ الخُطبتينِ وفي صلاةِ الجمعةِ ، وفي آخرِ ساعةٍ من يومِ الجمعةِ حتى يُؤذِّنَ للمغربِ فإنه يُصيبُ بإذن الله هذه الساعةِ التي يٌستجابُ فيها الدعاءُ .
حتى الموت في يومِ الجمعةِ له مَزيَّةٌ على غيرِه من الأيامِ ، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " .
ومن سنن الجمعة : كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : " إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ؛ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ " .
اللهم صلِّ وسلم على عبدِك ورسولِك محمدٍ ، اللهم ارزقنا محبتَه واتباعَه ظاهراً وباطناً ، اللهم توَّفنا على ملتِه واحشرنا في زمرتِه ، اللهم اسقنا من حوضِه ، اللهم أدخلنا في شفاعتِه يا ربَّ العالمينَ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Feb, 18:28


عبادَ اللهِ : لقد اعتنى الشرعُ بصلاةِ الجمعةِ عنايةً عظيمةً ، فأمرَ اللهُ تعالى بالسعيِ لها وتركَ الدُنيا إذا أذَّنَ المؤذنُ ، كما في قولِه سبحانَه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ، وجاءَ الوعيدُ الشديدُ على مَن فرَّطَ فيها ، وفي الحديث " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ - أي تَركِهم - الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ " ، وجاءَ في الحديثِ الآخرِ أن هذه العقوبةَ فيمن تركَ ثلاثَ جُمَعٍ ، كما في قولِه - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ " ، فالحذارِ الحذارِ .
فإذا جاءَ المسجدَ ، صلى ما شاءَ اللهُ أن يصليَ ، وليسَ للجمعةِ سُنةٌ قَبْليِّةٌ ، بل كما جاءَ في الحديثِ : " ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ " ، ثم يقرأُ سورةَ الكهفِ ، فقد جاءَ في فضلِ قراءتِها يومَ الجمعةِ قولُه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَرَأَ سُوَرَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ " .
فإذا جاءَ المُصلّي والمؤذِّنُ يؤذِّنُ بعد دخولِ الإمامِ ، فإنه يُصلي ركعتينِ ولا ينتظرُ انتهاءَ المؤذِّنِ ، وذلك لينتهيَ من صلاتِه قبلَ الخُطبَةِ ؛ لأن الترديدَ خلفَ المؤذِّنِ سُنَّةٌ ، وسماعَ الخُطبَةِ واجبٌ ، وإن دخلَ والإمامُ يخطبُ ، فإنه يُصلي ركعتينِ خفيفتينِ ، جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَخْطُبُ ، فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ : " يَا سُلَيْكُ : قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا " . أي يُخفِّفْهما .
ومن آدابِ الجُمُعةِ : الإنصاتُ لخُطبةِ الإمامِ وعدمِ الكلامِ ، فعن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ : أَنْصِتْ ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ، فَقَدْ لَغَوْتَ " ، وهذا في الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ وحتى في ردِّ السلامِ وتشميتِ العاطسِ ، فكيفَ بغيرِه من الكلامِ ؟! بل ولا يجوزُ حتى الانشغال بما يصرفُ تركيزَ المُستمعِ عن الاستفادةِ من الخُطبةِ من اللَّعبِ بالسُبْحةِ أو الجوَّالِ ونحوه ، كما جاءَ في الحديثِ : " وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا " .
وأما من جاءَ مُتأخراً ، فإن أدركَ ركعةً مع الإمامِ فقد أدركَ الجُمُعةَ فيضيفُ إليها ركعةً واحدةً ، كما قالَ - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " من أدركَ ركعةً من الجُمُعةِ أو غيرها فلْيُضفْ إليها أخرى وقد تمتْ صلاتُه " ، ومن جاءَ بعد الركعةِ الثانيةِ فإنه لم يُدركْ الجُمُعةَ ، فيدخلُ مع الإمامِ ويُتِمُّها أربعاً بنيةِ صلاةِ الظُهرِ .
وإذا دعا الإمامُ في خُطبتِه فلا يُشرعُ له ولا للمستمعينَ أن يرفعوا الْيَدَيْنِ ، فعَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ - رضيَ اللهُ عنه -: أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فَقَالَ : " قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ ؛ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا ". وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ . وإنما يُشيرُ بأصبعِه فقط ، وأما إذا استسقى الإمامُ في خُطبةِ الجمعةِ ، شُرعَ له وللمأمومينَ رفعُ اليدينِ .
ثم إذا انتهى من صلاةِ الجمعةِ فإنه يصلي سُنَّةَ الجمعةِ أربعاً إذا صلاها في المسجدِ ، لحديثِ : " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا " ، ويُصليها اثنتينِ إذا صلاها في بيتِه ، كما في حديثِ ابْنِ عُمَرَ - رضيَ اللهُ عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - " كَانَ لاَ يُصَلِّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ ، فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ " .
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه ، إنه هو الغفورُ الرحيمُ .



الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ الذي خلقَ الزمانَ وفضَّلَ بعضَه على بعضٍ : ( وربُّكَ يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ ) ، والصلاةُ على المصطفى المختارِ وعلى آلِه وصحبِه الأخيارِ . أما بعد :

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Feb, 18:28


اخوكم / سعد الصفار .

الخطبة الأولى : أفضل أيامكم !! 8/7/1446
الحَمدُ للهِ شَرَعَ لنَا الجُمَعَ والجَمَاعَاتِ ، لِيَرفَعَ لنا الدَّرَجَاتِ ، جَعَلَ يَومَنَا هذا خيرَ الأيَّامِ وأَفضَلَهَا وسيِّدَهَا ، أَشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ , وَأَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، خَيرُ الْمُرسَلِينَ ، وَإمَامُ المُتَّقِينَ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلى جَمِيعِ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ .
أمَّا بعدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ ، فَإنَّ تَقوَاهُ عِصْمَةٌ مِن الضَّلالَةِ ، وَسَلامَةٌ مِن الغِوَايَةِ ، وَسَبِيلٌ لِلسَّعَادَةِ ، وَنَجَاةٌ يَومَ القِيَامَةِ .
حديثنا اليوم عن يوم عبادة وعيد ، في تعظيمه وعد ، وفي ودعه وعيد ، حديث عن اليوم الذي حسدتنا عليه يهود حينما أضلهم الله عنه وهدانا إليه ، إنه يوم المزيد يتجلى الله فيه للمؤمنين في الجنة كما في الحديث الصحيح .
إنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة ، وفيه أغلى ساعة حيث تستجاب فيه الدعوة .
حديثُنا اليومَ عن خَيْرِ الأيامِ ، وهو الذي قالَ عنه النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلمَ -: "‏ خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ ‌‏آدَمُ ، ‌‏وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا " ، والذي يبدأُ بأحبِّ الصلواتِ عندَ اللهِ - عزَّ وجلَّ - كما في الحديثِ : " أَفضَلُ الصَّلَواتِ عِندَ الله - عَزَّ وجَلَّ - صَلاةُ الصُّبحِ يَومَ الجُمُعَةِ فِي جَماعَةٍ " .
وفي صباحِ كلِّ جمعةٍ يكونُ للمخلوقاتٍ شأنٌ غَريبٌ ، وتَرَقُّبٌ عجيبٌ ، يقولُ - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " وما من دابةٍ إلَّا و هيَ مُصيخةٌ - مُستَمعةٌ مُصغيةٌ - يومَ الجمُعةِ من حينِ تُصبحُ ، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ ، إلَّا الإنسَ والجنَّ " ، لماذا ؟! " شفَقًا من السَّاعةِ " ؛ لأنه قد جاءَ في الحديثِ : " وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ " .
إنَّ يومَ الجمعةِ هو عيدُ الأسبوعِ ، فقد قالَ - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ " ، لذلك جاءَ الأجرُ الوفيرِ على من استعدَّ له بالاغتسالِ والطيبِ ولبسِ أحسنِ الثيابِ ، كما قالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ ، حَتَّى يُصَلِّيَ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى " . وقد يُزادُ له في الأجرِ لكمالِ إنصاتِه ، وعدمِ تخطيِه لرقابِ المسلمينَ ، كما جاءَ في الحديثِ : " وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا ، وَزِيَادَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ – يَقُولُ : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " .
في يومِ الجمعةِ ، وعندَ بابِ كلِ جامعٍ تُقامُ فيه صلاةُ الجمعةِ ، يقفُ ملائكةٌ كِرامٌ معَهم صُحُفٌ يكتبونَ فيها ، فيا تُرى ماذا يكتبونَ ؟! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضيَ اللهُ عنه – قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ - أي المُبَكِّرِ - كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ، ثُمَّ كَبْشًا ، ثُمَّ دَجَاجَةً ، ثُمَّ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " . فهل قدمتَ اليومَ بدنةً أم بيضةً ؟! أم أن الملائكةَ طَوتْ صُحُفَها قبل أن تأتي ولم تُقدِّمْ شيئاً ؟! بل قد جاءَ في أجرِ التبكيرِ إلى الجمعةِ ما لم يأتِ في غيرِه من الأعمالِ ، اسمع إلى قولِه - عليه الصلاةُ والسلامُ -: " مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " ، ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Feb, 18:27


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Feb, 03:18


تصور هذه الآيات مشهد من مشاهد يوم القيامة التي يتبين فيها عظمة ربنا سبحانه وكمال عدله ، فكل أنوار الدنيا ستختفي وتضحمل ، فالشمس قد كورت ، والقمر خسف ، والنجوم اندثرت ، وحينها يكون الناس في ظلمة دامسة لا يرى فيها شيئا ، عندها يتجلى ربنا جل في علاه ، وينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته ، للفصل بين الخلق ، وإذا بالأرض تشرق بنور ربها سبحانه وتعالى ..
حينها تنشر الملائكة صحيفة كل فرد ليقرأ كتابه ، وجيء بالنبيين ليسألهم الله عن التبليغ وعما أجابتهم به أممهم ، وجيء بالشهود من الملائكة والاعضاء والارض ، وقضى ربُّ العالمين بين العباد بالعدل التام ، وهم لا يُظلمون شيئًا بنقص ثواب ، أو زيادة عقاب ، لأنه حساب صادر ممن لا يظلم مثقال ذرة ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

04 Feb, 03:19


عند وقوع المشاكلَ والأزمات ، والبلايا والفتن ، و الأمراض والأوجاع ، وإرجاف المرجفين .. يجب أن تتعلق القلوب بالله ، وأن يزداد المؤمن ارتباطا بربه تعالى ، وقربا إليه ، وإيمانا بوعده ، فالإيمان بالله تعالى ، وصدق التوكل عليه ، يملأان القلب طُّمَأنينة ويقينا .
وأن نُعنى بكلمةِ ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ، وأن نعيش مع هذه الكلمة العظيمة المباركة ، مُتأملين معناها ، متدبرين دلالتها .. فلا عاصم ولا كافي ولا منجي من ذلك كله إلا الله تعالى ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

03 Feb, 03:21


قَد يَعجِز المَرءُ عَن عَمَلِ الخَيرِ ، لاعتِلالِ صِحَّتِهِ ، أو لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَضَعفِ حِيلَتِهِ ، لَكِنَّ العَلِيم الخَبِير المُطَّلِعَ عَلَى خَبَايَا النُّفُوسِ وَخَفَايَا الصُّدُورِ ، يَرفَع أَصحَابَ النِّيَّاتِ الصَّادِقَةِ إِلى مَا تَمَنَّوهُ تَبَعًا لِطِيبِ مَقَاصِدِهِم وَإِن ضَعُفَت وَسَائِلُهُم ، وَعَلَى قَدرِ النِّيَّاتِ تَكُونُ الأُعطِيَاتُ ، وَمَن نَظَّفَ قَلبَهُ ، وَحَرِصَ عَلَى سَلامَةِ صَدرِهِ ، وَصَفَّى نَيِّتَهُ ، وَأَصلَحَ قَصدَهُ ، وأحسن الظَّنَّ بِرَبِّهِ ، وترك ماتحبه نفسه لله عوضه الله خيرا مما ترك ، وفَتَحَ لَهُ أَبوَاب التيسير ، وغفر له .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

02 Feb, 03:17


عندما تتلو هذه الآيات ، أو تسمعها ، فكأنك ترى مريم عليها السلام مشحونة بمشاعر الخوف والأسى ، فهي تحمل في بطنها جنيناً في موقف مهول مرعب ، فتنزوي مفكِّرة بأي وجه ستقابل مجتمعها ، فتعذبها الآلآم النفسية ، وتواجه الآلآم الجسدية ، آلآم الوضع وهي بِكرٌ وحيدة غريبة ، لاطعام ولا شراب ، فماذا تراها تنطق في مثل هذا الموقف المفزع ؟
إنها تطلق عبارات تبلغ القمة في تصوير ما تحس به من شتى الأحاسيس ، ولذلك لم تقف عند أمنية الموت عند قولها ( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ) ، بل بالغت في أمنية الموت قائلة ( وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) ، وبذلك رصدت هذه العبارة حالتها النفسية المحطمة ..
ومع ذلك كله قيل لها " كلي واشربي وقري عينا " ، عش حياتك ، ولا ترهق نفسك بالتفكير ، فالله عنده حسن التدبير .. فنشر الطمأنينة ، وقرب الفرج في ساعات القلق ، منهج إلهي ونبوي ..
فكن كما يحب الله في أقداره ، وأبشر بلطفه فيما تكره .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Feb, 03:16


الإنسان مهما ارتقت درجته في العبادة والطاعة فهو معرض للزلل بغواية الشيطان التي تبتدئ بأفكار ووساوس وقناعات ورغبات يلقيها الشيطان في قلب الانسان وعقله ، سمّتها الآية بطائف الشيطان فالآية وصفتهم ببلوغ درجة المتقين والشيطان لم يتركهم ، ولا ينجو من مكائد الشيطان الا من عصمه الله ..
فإذا ما خطر في بالك من الشيطان خاطر ، فسارع إلى ربِّك ؛ فإن الخواطر إذا أُمهِلت استحكمت ، ثم تصير عزمًا ثم عملًا .
وفي قوله إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ إشعار بعلو منزلتهم ، وقوة إيمانهم ، وسلامة يقينهم ، لأنهم بمجرد أن تطوف بهم وساوس الشيطان ، أو بمجرد أن يمسهم شيء منه ، فإنهم يتذكرون عداوته ، فيرجعون سريعا إلى حمى ربهم يستجيرون به ، ويتوبون إليه ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

31 Jan, 03:13


فضيلةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؛ حيث جَمَعَ اللهُ تعالى له بينَ هذه الأوصافِ العظيمةِ فقد وصفه الله تعالى في هذه الآية بعدة أوصافٍ ؛ كلها كمالٌ وجمالٌ وثناءٌ وجلالٌ : النُّبُوَّةِ ، والرِّسالةِ ، والشَّهادةِ ، والبِشارَةِ ، والإنذارِ ، والدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى بإذنِه ؛ وختمها بأنه صلوات الله وسلامه عليه ، هو السراج المنير الذي بدَّد الله به ظلمات الضلال ، ونشر السلام ، وطارد الظلم والظالمين ، وقضى على الشرك والمشركين ، حاملًا مشعل الهداية ، وسراج الإيمان ، ومنارة العدل ..
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Jan, 14:15


إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾. وَلِحِمَايَةِ الْقَلْبِ مِنَ الْهَوَى وَالشُّبُهَاتِ أَمَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- بِالْإِعْرَاضِ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ، وَنَهَى عَنْ مُجَالَسَتِهِمْ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ) مُتَّفَق عليه.
وثَوَابُ اللهِ لِعَبْدِهِ عَظِيْمٌ إِذَا دَافَعَ مَا يَجِدُ فِي قَلْبِهِ مِنْ هَوًى لِشَهْوَةٍ أَوْ شُبْهَةٍ: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: الْقَلْبُ يَمْرَضُ بِالشَّهَوَاتِ كَمَا يَمْرَضُ بِالشُّبُهَاتِ، فَيَمْرَضُ بِهَوَى النِّسَاءِ وَالْمَالِ وَالْجَاهِ: أَمَّا مَرَضُهُ بِهَوَى النِّسَاءِ، فَإِنَّ مَنَافِذَ الْقَلْبِ إِلَيْهِ بالنَّظَرِ إِلَى الْمُحَرَّمَاتِ، وقَدْ اِبْتُلِيَ بِهِ الْعِبَادُ فِي هَذَا الزَّمَنِ ابْتِلَاءً عَظِيْمًا، وَلِاتِّقَاءِ هَذَا الْمَرَضِ أَمَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- بِغَضِّ الْأَبْصَارِ، وَنَهَى عَنِ الْخَلْوَةِ بِالنِّسَاءِ، وَأَمَرَ الْمَرْأَةَ بِالسَّتْرِ وَالْحِجَابِ؛ لِإِغْلَاقِ مَنَافِذِ الْقَلْبِ عَنِ الْفِتْنَةِ بِالنِّسَاءِ، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)، وَقَالَ: (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ.
وَأَمَّا مَرَضُ الْقَلْبِ بِالْمَالِ فَقَدْ يُؤَدِّي إِلَى الْوُقُوعِ فِي الْحَرَامِ لِكَسْبِهِ وَتَنْمِيَتِهِ، أَوْ يَكْنِزُهُ وَيَمْنَعُ حَقَّ اللَّهِ -تَعَالَى- فِيهِ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- يَقُولُ: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ (إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ) مُتَّفَق عليه.
وَأَمَّا مَرَضُ الْقَلْبِ بِالْجَاهِ فَهُوَ أَشَدُّ شَيْءٍ عَلَى الْعَبْدِ؛ فَإِنَّ لِلْجَاهِ سَكْرَةً تَفُوقُ سَكْرَةَ الْخَمْرِ؛ إِذْ يُجْبَى بِهِ الْمَالُ، وَتُنَالُ بِهِ الشُّهْرَةُ، وَيَسْهُلُ الْحُصُولُ عَلَى النِّسَاءِ؛ فَهُوَ مَجْمَعُ اللَّذَّاتِ، وَمَرَضُ الْقَلْبِ بِهِ أَشَدُّ فَتْكًا مِنَ الْمَرَضِ بِغَيْرِهِ، وَفِي إِفْسَادِهِ لِلْعَبْدِ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ).
هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
• اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Jan, 14:15


الخطبة الأولى: العنوان: (ذَمُّ اتِّبَاعِ الهَوَى)
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَاحْذَرُوا الشَّهَوَاتِ وَالشُّبُهَاتِ؛ فَإِنَّهَا مُفْسِدَةُ للْقُلُوبِ، مُذْهِبَةُ للدِّينِ؛ ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾.
أَيُّهَا النَّاسُ: فِي صَلَاحِ الْقَلْبِ صَلَاحُ الْأَعْضَاءِ كُلِّهَا، وَفِي فَسَادِهِ فَسَادُهَا، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ). وَالْهَوَى مِنْ أَشَدِّ الْأَمْرَاضِ فَتْكًا بِالْقَلْبِ، فَإِنَّهُ مَيَلَانُ النَّفْسِ إِلى مَاتَهْوَى وتَشْتَهِيْ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلى حُكْمِ الشَّرْعِ، وَهُوَ يُوقِعُ صَاحِبَهُ فِي الْبِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ، وَلِذَا أُطْلِقَ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ؛ لِأَنَّهُمْ يَتَعَامَلُونَ مَعَ النُّصُوصِ بِأَهْوَائِهِمْ، فَيَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ وَيَتْرُكُونَ الْمُحَكَمَ، وَكَذَلِكَ الْهَوَى يَجُرُّ صَاحِبَهُ إِلَى الْمَعْصِيَةِ حَتَّى يَصِلَ بِهِ إِلَى الْكَبَائِرِ، وَلَرُبَّمَا جَاوَزَ ذَلِكَ إِلَى الْمُجَاهَرَةِ بِهَا وَاسْتِحْلَالِهَا وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهَا، وَحِينَهَا لَا يَنْتَفِعُ بِوَعْدٍ وَتَرْغِيبٍ، وَلَا يَرْدَعُهُ وَعِيدٌ وَتَرْهِيبٌ. وَلِأَنَّ الْهَوَى يَفْتِكُ بِالْقَلْبِ فَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- حَذَّرَ الْعِبَادَ مِنْهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْآيَاتِ؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ وَقَالَ: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾ أَيْ: لَا أَحَدَ أَضَلُّ مِنْهُ، وَقَالَ -تَعَالَى-: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْـرِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: "هُوَ الْمُنَافِقُ لَا يَهْوَى شَيْئًا إِلَّا رَكِبَهُ"، وقَالَ قَتَادَةُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ كُلَّمَا هَوَى شَيْئًا رَكِبَهُ، وكُلَّمَا اشْتَهَى شَيْئًا أَتَاهُ، لَا يَحْجِزُهُ عَنْ ذَلِكَ وَرَعٌ ولَا تَقْوَى فَقَدْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ".
وَالْقَلْبُ مُعَرَّضٌ عَلَى الدَّوَامِ لِلشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَفِي حَدِيثٍ نَبَوِيٍّ عَظِيمٍ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ ﷺ كَيْفَ يَتَسَلَّلُ الْهَوَى إِلَى الْقَلْبِ؛ فَإِمَّا قَاوَمَهُ وَرَفَضَهُ فَصَلَحَ، وَإِمَّا اسْتَسْلَمَ لَهُ وَقَبِلَهُ فَفَسَدَ، قَالَﷺ: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُـرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فَدَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ فِتَنَ الشَّهَوَاتِ وَالشُّبُهَاتِ تُعْرَضُ عَلَى الْقَلْبِ، فَإِذَا أَنْكَرَهَا الْقَلْبُ سَلِمَ، وَإِذَا تَشَرَّبَهَا أَفْسَدَتْهُ حَتَّى تَفْتِكَ بِهِ، وَالْعَبْدُ فِي مُجَاهَدَةٍ دَائِمَةٍ مَعَ مَا يَتَلَقَّاهُ قَلْبُهُ مِنْ فِتَنِ الشَّهَوَاتِ وَالشُّبُهَاتِ.
وَإِذَا مَرِضَ الْقَلْبُ بِالْهَوَى زَاغَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَضَرَبَ الْمُحْكَمَاتِ بِالْمُتَشَابِهَاتِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾، وَلِأَنَّ الْقُلُوبَ بِيَدِ الرَّحْمَنِ -سُبْحَانَهُ- يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ نَاسَبَ أَنْ يُعَقِّبَ عَلَى آيَةِ مَرَضِ الْقُلُوبِ بِالْمُتَشَابِهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ الْمُبَارَكِ: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Jan, 14:15


اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءً فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.
• اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.
• اللَّهُمْ انْـصُـرْ جُنُوْدَنَا المُرَابِطِيْنَ، اللَّهُمْ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وانْصُرْهُمْ عَلَى القَوْمِ الظَّالِمينَ.
• اللَّهُمْ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الـشَّـرِيْفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِهِمْ لِلْبِرِّ والتَّقْوَى، اللَّهُمْ وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِيْ رِضَاكَ.
• رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Jan, 14:15


‏مستند من .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Jan, 03:46


من المعاني الجميلة في هذه الآيات ربط القلب بالله تعالى وحسن الظن به ، والتأدب معه ، وأن توقن بحكمته في تقسيم الأرزاق ، راضية في السراء والضراء ، من أن ينفرط من جراء الخوف على الرزق والمستقبل ، فلقد علمنا الإسلام منهجية السعي وبذل الأسباب في الأرض في طلب الرزق ، ولكن علمنا أن لا نركن للأسباب ونعتقد أنها الموجبة للرزق ، لأن هناك عقيدة أن الرزق بيد الله تعالى ، وان الله تعالى له حكمة في تقديم الرزق وتأخيره ، وله حكمة في تقديره ..
قال أحد السلف : اعبد الله كما أمرك ، يرزقك كما وعدك .
ومن جميل ما روي في ذلك أن أعرابيٱ لما سمع هذه الآيات صاح وقال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله حتى الجئوه إلى اليمين ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

29 Jan, 03:26


لن تجد أجمل من التعبير القرآني اللطيف الرقيق ، وهو يصور العلاقة الزوجية ، تصويرا جميلا بديعا ، وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس : ( لتسكنوا إليها ) . . ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) .. فالمرأة هي السكن الآمن الرحيب لزوجها وأسرتها .. وجعل بين الزوجين مودة وحب ورحمة وشفقة ، فهما يتوادان ويتراحمان ، وما شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما ..
( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقا للآخر ، ملبيا لحاجته الفطرية : النفسية والعقلية والجسدية . بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ؛ ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء ، والمودة والرحمة ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

28 Jan, 03:21


وإنك لتعجب من المرء يحسُد غيرَه على نعمةٍ لم يكن له فيها يدٌ ، وهو يعلم أنه ما حازها إلا بفضلٍ من الله وحدَه ؟! ..
قال عبد الله بن مسعود : لا تعادوا نعم الله . قيل له : ومن يعادي نعم الله ؟ قال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ..
فالحاسد معترض على قضاء الله تعالى وقدره ، ويعارض أمر الله تعالى في قسمته وحكمه جل شأنه ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

27 Jan, 03:27


فرحم الله من كانت له هذه الآيات واعظا وزاجرا عن التخلف عن ركب العاملين ، فأمر ونهى وأتمر بما أمر وانتهى عما عنه نهى .. والله المستعان .
كم يغفل المصابون والمثقلون بالهموم والأحزان والاوجاع عن ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) .. وترى أحدهم يفكر فى الأسباب المحسوسة أكثر من تفكيره بمثل هذه الأسباب الشرعية العظيمة ، وهذا غلط ومخالف الهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفزع إلى الصلاة إذا حزبه أمر ، ويطلب راحته فيها إذا أقلقته هموم الحياة ..
الصبر يعينك على ألا تنخفض ، والصلاة تعينك على أن ترتفع ..
( وإنها لكبيرة إلاعَلَى الخاشعين ) ، كلما قوي يقينك بلقاء ربك بعد موتك ، زاد خشوعك في صلاتك .. فَتَذكّر الآخرة ولقاء الله تعالى من أعظم ما يملأ القلب شوقا ورغبة في الصلاة ..
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

26 Jan, 03:16


وأنت تقرأ هذه الآيات أو تسمعها ، تشعرك بكمية من الراحة والهدوء والسكينة وأنت تتخيل مشهد اهل الجنة وهم يدخلون الجنة ..
فتأمل هذا الجمال لما تم نعيمهم ، وكملت لذتهم ، توجهوا بالثناء لربهم الذي اذهب عنهم كل حزن ، وتعب ، وفتور ، فهم في نعيم ما يرون عليه مزيدا ، وهو في تزايد أبد الآباد .
{ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ } حيث غفر لنا الزلات ، { شَكُورٌ } حيث قبل منا الحسنات وضاعفها ، وأعطانا من فضله ما لم تبلغه أعمالنا ولا أمانينا ، فبمغفرته نجوا من كل مكروه ومرهوب ، وبشكره وفضله حصل لهم كل مرغوب محبوب .
الله اجعلنا من أهل دار المقامة ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

25 Jan, 03:11


مَن سرَّته أحزانُ المؤمنين ، وساءته أفراحُهم ، فليَتَّهم قلبَه .. ومَن حسِب البلاءَ شرًّا في كلِّ حال ، فأقعده ذلك عن فعل صالح الأعمال ، ولم يسلِّم لله تعالى أو يرضَ بقضائه ، ففيه خَصلةٌ من خِصال المنافقين .
ولو تأمَّل المؤمن في قوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ) ، لهانت عليه مصيبتُه ، فإنه سبحانه قال ( لنا ) ولم يقل : ( علينا ) .
ما يُصيب اللهُ جلَّ شأنُه مؤمنًا بمصيبةٍ إلا كانت له لا عليه ، فهي من الله نعمةٌ ومنحة تستحقُّ الشكر ، ولو كانت في ظاهرها محنة .
وكيف يسخَط المؤمنُ من قضاءٍ قضاه الله له ، وهو مولاه الذي يتولَّاه برعايته ، ويمدُّ إليه فضلَ عنايته .
فالحمد لله أولا وآخرا ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

24 Jan, 03:20


إن أمر الكفَّار لعجَب !! كيف يجحدون بالله ؟ وأدلَّةُ عظمته وقدرته في أنفسهم وما يحيط بهم كثيرةٌ ظاهرة .. ( وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ / تدلُّ على أنه واحدُ ) .
فهو الذي يميت ويحيي وإليه تعالى مرجعُ الأوَّلين والآخرين ، فعلامَ يعاند الكافرون ، ويصرُّ المستكبرون ؟! هلَّا رجعوا إلى ربِّهم الحقِّ تائبين منيبين ؟!
فكل ما في هذه الأرض سخره الله للعباد .. والعجب أن بعضنا صار مسخَّرًا لما سُخِّر له !!
وهذا الخلق والتسخير ، وهذه التسوية في سمواته ، كل ذلك يدل على علم محيط دقيق ، وعلى قدرة كاملة ، وأنه هو الواحد الذي لا يصح أن يتوجه إلى غيره ، ولا أن يعبد غيره .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Jan, 03:12


الحمد لله الذي له الكمال والثناء ، فهو مستحقُّ الحمدَ والثناء ، والتعظيمَ والإجلال ، مَن بلغت نعوتُه الغايةَ في حُسنها وكمالها ، الذي تنزَّه عن الولد والشريك ، فهو الغني القوي العظيم الذي لا تكون العباده إلا له وحده لا شريك له .
فمهما أثنيتَ على ربِّك ، واجتهدتَّ في طاعته وحمده ، ونزَّهته ومجَّدتَّه ، فاعلم أنك مقصِّر ، فإن العبدَ لا يُحصي على الله ثناءً .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Jan, 18:27


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Jan, 06:05


ذِكرُ الله شعورٌ يبعث على استحضار عظمَة الله والخوف منه ، والإكثارِ من الخير ، فلا يزال صاحبُه قريبًا من الطاعات ، بعيدًا عن المحرَّمات .
وإذا عَمَرَت القلوبُ بالإيمان ، أصغَت لتلاوة القرآن وتدبرت معانيه ، فوقع أثرُه فيها ، فزاد إيمانُ أصحابها ، فلا يعتمدون إلا على ربهم في جلب مصالحهم ، ودفع مضارهم ، الدينية والدنيوية ، وتراهم مسارعين لما أمرهم ربهم وفيه زكاء أنفسهم من إقامة الصلاة ، وزكاء أموالهم واعطاء كل ذي حقه ..
وهنا جمع الله تعالى بين أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل ، وبين أعمال الجوارح من الصلاة والزكاة ؛ لأنَّ الظاهرَ عنوانُ الباطن ، والباطنُ أساسُ الظَّاهر ، وكما أن الثلاثة الأُوَل أصولُ الأعمال القلبية وملاكُها ، فالأُخريان أصول الأعمال البدنية وعيارُها ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Jan, 03:25


آيات تبعث على الأمل ، وعدم اليأس والقنوط للمؤمنين ، حينما يعلمون أن لهم ربًّا قادرًا ، فهو ذو البطش الشديد ، وهو الذي يبدئ كل شيء ثم يعيده ، وكل شيء منه وإليه ، فهو الذي خلق الخلق وإليه سيعودون ، وسيجازي المحسنين بالحسنى ، والكافرين بالعذاب الشديد .. فيتمسك المؤمن بربه أمام تثبيط المثبطين ، وكلام المخذِّلين والمنافقين ، فيرى دول الاستكبار العالمي اليوم في حجمها الطبيعي ، وأنها أهون على الله من الجِعْلان ، فمهما أوتي البشر من قوة وقدرة على الإهلاك والتدمير والتعذيب ، فذاك مغمور أمام قدرة الله وبطشه المخيف المزلزل للقلوب ، بل للأمم والممالك !

القطوف الندية من الخطب المنبرية

20 Jan, 03:19


حين يطلق الإنسانُ آهاتِه وزفراتِه ؛ فإنك تدرك من عباراته عظيمَ مصيبتِه ، وشدةَ فجيعته ، إنها أعظم شكوى : المشتكي : رسول اللهﷺ الى : اللهﷻ ، على : " هاجر القرآن .. وهي الموضع الوحيد في القرآن الذي نادى فيه نبي ربه بحرف النداء لشدة الهم الذي لحق به !
وفيه دلالة على أن ذلك من أصعب الأمور عليه ، وأبغضها لديه ؟ وأن في حكاية القرآن لهذه الشكوى وَعِيدٌ كبير للهاجرين بإنزال العقاب بهم إجابةً لشكوى نبيه صلى الله عليه وسلم ؟
ومن أنواع الهجر : هجر تلاوته ، أو تدبره ، أو العمل به ، أو تحكيمه والتحاكم إليه ، أو الاستشفاء به .. والناس في هذا الباب بينهم من الفروق كما بين السماء والأرض .
اللهم اجعلنا من اهل القرآن العاملين به التالين له المتدبرين لآياته ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

19 Jan, 03:14


سبحان مَن يتولى أمر عباده الصالحين ، فيلهمهم السداد والرشاد فيما ينفعهم من أمر الدنيا والدين !! فحينما تبلغ الثقة بوعد الله وحفظه مبلغًا لا يخالطه الشك والتردد ، تلقي الأم وليدها في موضع الهلاك من أجل حفظه وبقائه ، فهكذا فعلت أم موسى الواثقةُ بأمر ربها .
إن الله تعالى يهيِّئ لأوليائه من أسباب النجاة ما لا يخطِر على بال ؛ ألا ترى كيف جعل البحرَ للطفل الوليد أكثرَ أمانًا من حِضن أمِّه ؟!
يتلطَّف الله تعالى بأوليائه ، ويرعى مشاعرهم ، ويُطَمئنُهم ، أنه معهم ، يدبِّر أمرهم ، ويختار ما هو خيرٌ لهم ؛ فما أحرى ذلك الصنع الجميل من الخالق ، بالثناء الجزيل من المخلوق !!
فإن الله تعالى لا يُقَدِّر عليه قدرًا إلا أراد له به خيرًا .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

18 Jan, 03:47


في هذه الآيات صرف القلوب إلى الله ، وأن تعتمد عليه ، وتُخلص له العبادة ، وتبتعد عن عبادة ما سواه ، وأن تعلم أنَّه هو الذي بيده تصريف الأمور ، وهو المانع ، المعطي ، الضَّار ، النَّافع ، المالك لكل شيءٍ ، القادر على كل شيءٍ ، حتى تتوجّه القلوب إليه سبحانه ؛ لأنَّه ليس بيد غيره ضرٌّ، ولا نفعٌ ، ولا عطاءٌ ، ولا منعٌ ، ولا ملكٌ ، ولا غيره ، ولا عزٌّ ، ولا ذلٌّ ، فالملك ملكه والأمر أمره سبحانه .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Jan, 03:28


هي عزاء لكل مكلوم ، ولكل مهموم ، ولكل مريض .. آية تدعو إلى ترسيخ التوحيد في النفوس ، من خلال ربط العبد بخالقه ، وهو وحده القادر على جلب النفع ، ودفع الضر .. وتأمل أن الله تعالى علق هداية القلب على الإيمان ؛ ذلك أن الأصل في المؤمن أن يروضه الإيمان على تلقي المصائب ، واتباع ما يأمره الشرع به من البعد عن الجزع والهلع ، متفكراً في أن هذه الحياة لا تخلوا من منغصات ومكدرات .
فإن رُمتَ راحةَ البال ، وطُمَأنينةَ الفؤاد ، فلتوطِّن نفسَك على الرِّضا بقضاء الله ، والتسليم لقدَره ، مع الصَّبر والثبات .
قال إبراهيمُ الحَربيُّ تلميذ الإمام أحمد : ( أجمع عقلاءُ كلِّ ملَّة أنه مَن لم يجرِ مع القدَر لم يهنأ بعَيشه ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

16 Jan, 15:54


مهما واساك البشر في فقد عزيزٍ لك ، أو مصيبةٍ حلَّت بك ، فتلك نقطة في بحر مواساة ربنا الرحيم لنا ..
ولو علمنا كم نغرق في الأجر بعد المحن ، لما تمنينا سرعة الفرج …!!
اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الذاكرين الحامدين ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

15 Jan, 03:20


الْأَخِلَّاءُ : جمع خليل بمعنى صديق .. وسمى الأصدقاء أخلاء ، لأن المودة التي بينهم تخللت قلوبهم واختلطت بنفوسهم .
أى : الأصدقاء في الدنيا ، يصير بعضهم لبعض يوم القيامة أعداء ، لأنهم كانوا يجتمعون على الشرور والآثام في الدنيا ، وكانوا يتواصون بالبقاء على الكفر والفسوق والعصيان ، فلما جاء يوم القيامة ، وانكشفت الحقائق .. انقلبت صداقتهم إلى عداوة .
وأما المتقين الصالحين الذين كانت مودتهم ومحبتهم على الطاعة والهدى والمحبة لله ، فهؤلاء مودتهم باقية في الدنيا وفي الآخرة ..
فالمؤمن يصطفي من أصحابه مَن يكون له عونًا في الدنيا على طاعة الله ، ويكون له أُنسًا وسرورًا يوم القيامة .
فلينظر الرجل من يخالل ويصاحب ؟.

القطوف الندية من الخطب المنبرية

14 Jan, 03:23


من اعجاز الله تعالى في القرآن الكريم أﻥ جعله : “ ﺷِﻔﺎء ” ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺩﻭﺍﺀ !؟
ﻷﻥَّ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻗﺪ ﻳﺸﻔﻲ ﻭﻗﺪ ﻻﻳﺸﻔِﻲ ..
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم ﻓﻬﻮ ﺷﻔﺎﺀٌ لِما في قُلوبِ المُؤمِنينَ مِن الشُّبُهاتِ والشَّهَواتِ ، وشِفاءٌ لِما في أبدانِهم مِن الأمراضِ والاوجاع ، ورحمةٌ للمؤمنينَ العاملينَ بما فيه ، يكونُ سببَ نجاتِهم مِن العذابِ ، ودخولِهم الجنةَ ، ونيلِ السعادةِ الأبديةِ ..
اﻟﻠّﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺭﺑﻴﻊ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ، ﻭﻧﻮﺭ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ، ﻭﺟﻼﺀ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ ، ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺃﺣﺰﺍﻧﻨﺎ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

13 Jan, 03:21


يُخْبِرُ - تَعَالَى - عَنْ إِهْلَاكِهِ الْأُمَمِ الْعَاتِيَةِ ، وَالْقُرُونِ الْمُكَذِّبَةِ لِلرُّسُلِ ، وَأَنَّ كَثْرَتَهُمْ وَقُوَّتَهُمْ لَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا ، حِينَ جَاءَهُمُ الْحِسَابُ الشَّدِيدُ وَالْعَذَابُ الْأَلِيمُ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ مَا هُوَ مُوجِبُ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ .
وَمَعَ عَذَابِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابًا شَدِيدًا ، { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ } أَيْ : يَا ذَوِي الْعُقُولِ الَّتِي تَفْهَمُ عَنِ اللَّهِ آيَاتِهِ وَعِبَرَهُ ، وَأَنَّ الَّذِي أَهْلَكَ الْقُرُونَ الْمَاضِيَةَ بِتَكْذِيبِهِمْ ، أَنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ مِثْلُهُمْ لَا فَرْقَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ .
فما اهون الخلق على الله إن هم عصوه وخالفوا امره واتبعوا غير سبيله ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

12 Jan, 03:25


عجبا للإنسان !! الله سبحانه وتعالى جعل كل ما في الكون مسخراً من أجله !!
فكيف قابل هذا الإكرام ؟!
هل قابله بالشكر أم بالجحود ؟ هل قابله بطاعته ام بمعصيته ؟
فما اعظم وأكثر نعم الله علينا ، ولكن .. ( إن الإنسان لظلوم كفار ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

11 Jan, 03:44


لو بريت أشجار الدنيا كلها أقلاما ، ومدت بماء البحار بحر من بعده بحر ليكون لها حبرا ، حتى تكتب كلمات الله التامة لنفدت وتكسرت الأشجار والبحار ، ومانفدت كلمات الله .. حينها يقف القلب البشري خاشعا أمام جلال الخالق الذي لا يتحول ولا يتبدل ولا يغيب ؛ وأمام قدرة الخالق القوي المدبر الحكيم : إنَّ الله عزيز حكيم ..
سبحانك ربنا لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

09 Jan, 18:36


نسبوا الفضل لله تعالى في هدايتهم ، فأكرمهم بجنته ودخولهم في رحمته ، ولا سبَب في الوصول إلى نَعيم الله تَعالى غير فَضلِه وكرَمِه في الأُولى والأُخْرى ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

08 Jan, 15:57


إذا أظلمت عليك الدنيا ، وتراكمت عليك الهموم والاحزان ، وأغلقت في وجهك الأبواب .. فتضرع إلى من بيده مفاتيح الفرج ، وقدم بين يدي تضرعك تعظيما وتنزيها لرب العالمين ، وتوبة واستغفارا .. وقل : { لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } .. فكان هذا الدعاء مفتاح النجاة لنبي الله يونس عليه السلام ، وهو دعاء عظيم الفضل لكل مسلم ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Jan, 21:06


وَيَذَرُ الآخِرَةَ ، يَفزَعُ لِفَوَاتِ مَكسَبٍ دُنيَوِيٍّ يَسِيرٍ ، أَو غَبنٍ في مَتَاعٍ قَلِيلٍ ، وَلا يَتَحَرَّكُ لَهُ سَاكِنٌ وَقَد فَاتَتهُ رَكعَتا الفَجرِ اللَّتانِ هُمَا خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وَمَا فِيها ، وَلا يَحزَنُ لأَنَّهُ لم يُكمِلْ خَمسَ صَلَواتٍ مَعَ المُسلِمِينَ في الجَماعَةِ ، وَلا يَشعُرُ بِالنَّقصِ وَهُوَ مُهمِلٌ لِلسُّنَنِ الرَّواتِبِ تَارِكٌ لِلوِترِ ، لَيسَ لَهُ حَظٌّ مِن صَلاِةِ الضُّحى ، وَلا يَأسى وَلا يَأسَفُ لأَنَّهُ أَخَذَ حَقَّ مُسلِمٍ ، أَو ظَلَمَهُ ، أَو هَضَمَهُ ، أَوِ احتَقَرَهُ ، أَو كَذَبَ عَلَيهِ ، أَو بَهَتَهُ ، أَوِ استَهزَأَ بِهِ ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَلْنَصدُقْ فِيما عَاهَدنا رَبَّنا عَلَيهِ ، فَإِنَّ جَزاءَ الصَّادِقِينَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ ، وَمَن لم يَكُنْ مِنَ المُؤمِنِينَ الصَّادِقِينَ ، فَيُخشَى أَن يَدخُلَ في حِزبِ المُنافِقِينَ المُعَذَّبِينَ ، قَالَ تَعَالى : " مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلًا . لِيَجزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدقِهِم وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : " قَالَ اللهُ هَذَا يَومُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدقُهُم لَهُم جَنَّاتٌ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ " وَقَالَ سُبحَانَهُ : " وَإِذْ أَخَذنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُم وَمِنكَ وَمِن نُوحٍ وَإِبرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ وَأَخَذنَا مِنهُم مِيثَاقًا غَلِيظًا . لِيَسأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدقِهِم وَأَعَدَّ لِلكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا " .
أَجَلْ أَيُّها المُسلِمونَ ، إِنَّ نُصُوصَ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ الَّتي نَقرَؤُها وَنَسمَعُها ، لَيسَت لِلتِّلاوةِ وَالقِراءَةِ وَكَفَى ، إِنَّها نُصُوصٌ رَبَّانِيَّةٌ مُبارَكَةٌ ، نَزَلَت مِن عِندِ خَالِقِنا وَالخَبِيرِ بما فِيهِ صَلاحُ شَأنِنا ، فَيَجِبُ أَن تَكُونَ مَعَنَا في كُلِّ لَحظَةٍ وَخَطوَةٍ ، تَعِيها قُلُوبُنا ، وَتَتَعَاطَفُ مَعَهَا نُفُوسُنا ، وَتَستَجِيبُ لها جَوَارِحُنا ، وَنَحُلُّ بها مُشكِلاتِنا ، وَنَستَنِيرُ بها في طُرُقِنا ، وَنَرسِمُ بها اتِّجاهَنا ، وَنُحَدِّدُ مَقاصِدَنا وَغَايَاتِنا ، مُوقِنِينَ يَقِينًا جَازِمًا بِأَنَّها حَقٌّ وَصِدقٌ ، وَأَنَّنا إِنِ اتَّبَعنا الهُدَى فَلَن نَضِلَّ وَلَن نَشقَى ، وَإِن أَعرَضَ مِنَّا مَن أَعرَضَ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ، قَالَ سُبحَانَهُ : " قَالَ اهبِطَا مِنهَا جَمِيعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقَى . وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمَى وَقَد كُنتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسَى . وَكَذَلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقَى " .
ألا فاستغفروا ربكم إنه كان بكم رحيما .

الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى حَقَّ التَّقوَى ، وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروَةِ الوُثقَى ، وَاعمَلُوا صَالِحًا يُنجِيكُم مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في نِيَّاتِهِم ، كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في أَقوَالِهِم ، كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في أَفعَالِهِم ، كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في تَعَامُلِهِم وَأَخذِهِم وَعَطائِهِم ، كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في أَخلاقِهِم ، اُصدُقُوا اللهَ يَصدُقْكُم وَيُوَفِّقْكُم وَيَكُنْ مَعَكُم ، كُونُوا مَعَ الصَّفوَةِ المُختَارَةِ مِن عِبادِ اللهِ السَّابِقِينَ إِلى كُلِّ خَيرٍ ، اِتَّبِعوا مَن مَضَى مِنَ المُؤمِنِينَ بِإِحسَانٍ ، وَلا يُزَلزِلَنَّ إِيمانَكُم تَقَلُّباتُ الحَياةِ بِيُسرِهَا وَعُسرِهَا ، بَل كُونُوا من الشَّاكِرِينَ في السَّرَّاءِ ، الصَّابِرِينَ في الضَّرَّاءِ ، المُستَغفِرِينَ عِندَ الذُّنوبِ وَالأَخطاءِ ، فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ السَّعادَةُ الَّتي يَنشُدُها النَّاسُ وَيَطلُبُونها ، لَكِنَّ كَثِيرًا مِنهُم لم يَجِدْها وَلا ذَاقَها ؛ لأَنَّهُ جَانَبَ طَرِيقَها وَحَادَ عَن سَبِيلِهَا " وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا . وَإِذًا لآتَينَاهُم مِن لَدُنَّا أَجرًا عَظِيمًا . وَلَهَدَينَاهُم صِرَاطًا مُستَقِيمًا .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Jan, 21:06


وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا . ذَلِكَ الفَضلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا " .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Jan, 21:06


https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : بهيمة الأنام 10/ 7 / 1446
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ "
أَيُّها المُسلِمونَ : كُلُّنا يَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ محمدًا رَسولُ اللهِ ، فَهَل وَعَينا قَدرَ هَاتَينِ الشَّهادَتَينِ العَظِيمَتَينِ حَقًّا ؟! هَل عَلِمنَا أَنَّ مَن شَهِدَهُما فَقَد عَاهَدَ رَبَّهُ عَهدًا لَهُ شُروطٌ لا بُدَّ مِن تَحَقُّقِها ، وَلَوَازِمَ لا بُدَّ مِن مُراعَاتِها ، وَمَوانِعَ يَجِبُ اجتِنابُها وَالتَّخَلُّصُ مِنها ، لِيَكونَ بِذَلِكَ مُسلِمًا حَقًّا ، وَلِيَرقى لِدَرَجَةٍ يَستَحِقُّ بها بَعدَ رَحمَةِ اللهِ دُخُولَ الجَنَّةِ ؟! قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : " مَن مَاتَ وَهُوَ يَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِن قَلبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ " وَصَحَّحَهُ الأَلبانيُّ .
إِنَّ مُجَرَّدَ النُّطقِ بِالشَّهادَتَينِ وَقَولِهِمَا بِاللِّسانِ وَإِن كَانَ يُدخِلُ صَاحِبَهُ في الإِسلامِ ، وَيُصبِحُ بِهِ مَعصُومَ الدَّمِ وَالمَالِ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَكِي يَنفَعَهُ وَيَرفَعَهُ ، لا بُدَّ أَن يُصَدِّقَهُ العَمَلُ ، بَعدَ أَن يَصدُقَ القَلبُ في اعتِقادِهِ .
وَلِنَقِيسَ ذَلِكَ الصِّدقَ وَنَختَبِرَ مُستَواهُ ، فَلْنَنظُرْ في الوَاقِعِ إِلى مَن يَشهَدُ تِلكُمُ الشَّهادَتَينِ ، ثم هُوَ يَقَعُ صَباحًا وَمَسَاءً في مُخالَفَاتٍ ظَاهِرَةٍ وَمُتَكَرِّرَةٍ ، لا يَتُوبُ مِنها وَلا يُنيبُ ، وَلا يَتراجَعُ عَنها وَلا يَتَوَقَّفُ ، يَدَّعي أَنَّهُ يَعبُدُ اللهَ وَيُطِيعُ رَسُولَهُ ، وَهُوَ في الحَقِيقَةِ عَبدٌ لِهَواهُ ، مُطِيعٌ لِنَفسِهِ ، يَسُوقُهُ مِزاجُهُ ، وَتَدفَعُهُ شَهوَتُهُ ، وَيَمنَعُهُ تَكَاسُلُهُ ، وَيُؤَخِّرُهُ تَبَاطُؤُهُ .
وَلا تَستَعجِلُوا وَتَقولُوا لَيسَ هَذا بِمَعقُولٍ وَلا هُوَ بِمَوجُودٍ في مُجتَمَعِنا ، بَل إِنَّهُ مَوجُودٌ عَمَلِيًّا في بُيُوتِنا ، وَيُمارِسُهُ أَقوَامٌ مِن بَينِنا ، وَنَراهُ في أُناسٍ لا يُظَنُّ بهم في الظَّاهِرِ إِلاَّ الخَيرُ ، في تَصَرُّفاتٍ تَحارُ العُقُولُ السَّلِيمَةُ في فَهمِها ، وَانحِرافاتٍ عَنِ الصِّراطِ المُستَقيمِ لا يَكادُ يُعرَفُ سَبَبُها ، وَإِلاَّ فَهَل مِنَ الصِّدقِ في الإِيمانِ أَن يَنامَ مُسلِمٌ عَن صلاةِ الفَجرِ بِالأَيَّامِ وَالأَسابِيعِ وَلا يَشهَدَها مَعَ الجَماعَةِ ؟! هَل مِنَ الصِّدقِ أَلا يَهتَمَّ بِأَداءِ سَائِرِ الصَّلَواتِ الخَمسِ في المَسجِدِ ؟! هَل مِنَ الصِّدقِ أَن يَتَباطَأَ عَنها بَعدَ سَماعِ الأَذانِ وَلا يَأتيَ إِلاَّ مُتَأَخِّرًا ، ثم يُرَى أَوَّلَ الخَارِجِينَ مِنَ المَسجِدِ بَعدَ انقِضائِها ؟! هَل مِنَ الصِّدقِ أَن يَنامَ قَرِيرَ العَينِ هُوَ وَجَميعُ مَن في بَيتِهِ ، وَلا يُفتَحَ لهم بابٌ إِلاَّ لأَعمَالِهِمُ الدُّنيَوِيَّةِ وَطَلَبِ أَرزَاقِهِمُ العَاجِلَةِ ؟! وَهَكَذا لَو نَظَرنا إِلى كَثيرٍ مِن شُؤونِ حَياتِنا اليَومِيَّةِ ، لَوَجَدنا مُخالَفاتٍ عَمَلِيَّةً لِمَا تَقُولُهُ الأَلسِنَةُ ، وَهَل يَكُونُ صَادِقًا في قَولِ الشَّهادَتَينِ مَن يُقَدِّمُ عَصَبِيَّتَهُ أَيًّا كَانَت عَلَى أُخُوَّةِ الإِسلامِ ؟! هَل يَكونُ صَادِقًا فِيها مَن يَغُشُّ في بَيعِهِ وَشِرائِهِ وَيَخدَعُ وَيَكذِبُ في تَعَامُلِهِ ؟! هَل يُعَدُّ صَادِقًا فِيها مَن يَعُقُّ وَالِدَيهِ ، وَيَقطَعُ رَحِمَهُ ، وَيُؤذِي جِيرَانَهُ ، وَيَحتَقِرُ إِخوانَهُ ؟! إِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِمَّن يَقولُ الشَّهادَتَينِ بِلِسانِهِ ، وَهُوَ يُخالِفُهُما بِأَفعَالِهِ وَتَعَامُلِهِ وَأَخذِهِ وَعَطائِهِ إِلاَّ فِيما تَشتَهِيهِ نَفسُهُ ، إِنَّهُ في الحَقِيقَةِ بَهِيمَةٌ في صُورَةِ إِنسانٍ ، وَفِيهِ وَأَمثالِهِ يَصدُقُ قَولُ الشَّاعِرِ :
أَبُنَيَّ إِنَّ مِنَ الأَنامِ بَهِيمَةً في صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ المُبصِرِ
فَطِنٌ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ في مَالِهِ فَإِذا أُصِيبَ بِدِينِهِ لم يَشعُرِ
يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ أَلاَّ يَكُونَ لِلمَرءِ هَمٌّ إِلاَّ الدُّنيَا وَطَلَبُها ، وَتَحسِينُ حَالِهِ وَصُورَتِهِ فِيها ، وَتَعَلُّمُ طُرُقِ كَسبِها وَتَحصِيلِها وَتَنمِيَتِها ، لا يُقِيمُهُ إِلاَّ البَحثُ عَنها ، وَلا يُقعِدُهُ إِلاَّ فَوَاتُها ، مَشغُولٌ بها طُولَ وَقتِهِ ، مَفتُونٌ بِزَخارِفِها عَامَّةَ زَمانِهِ ، حَرِيصٌ عَلَى جَمعِها وَمَنعِها ، هِيَ هَمُّهُ في لَيلِهِ وَنَهارِهِ ، وَغَايَتُهُ في سِرِّهِ وَجَهارِهِ ، ثم هُوَ إِلى الآخِرَةِ بَطِيءٌ مُتَثاقِلٌ ، زاهِدٌ فِيها غَافِلٌ عَنها مُتَغافِلٌ ، يُحِبُّ العاجِلَةَ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Jan, 21:05


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

07 Jan, 04:39


أنت لا تستطيع أن تجعل أمرًا تريده أن يتحقق ، لكنك تستطيع أن تقول «يارب » فيحقق لك ماتريد ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Jan, 15:43


إنها الصلاة !! ..
المطر يهطل ، والشارع يجري ، ولا واقي من ذلك كله ، ومع ذلك ما تركوا الصلاة ..!!
ونحن مساجدنا معمورة احسن عمارة ، ومفروشة باحسن فرش ، ومكيفة بأفضل تكييف ، وبعضنا يكون جارا للمسجد ، والناس تصلي ولا يصلي ..
فإن لم يكن هذا هو المحروم فمن المحروم إذن ؟!.

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Jan, 04:44


آية كفيلة بأن تهزم اليأس ، والضعف ، فالله وحده من تكفّل برزقك ومستقبلك ؛ لاتحزن وربك الله ..
فإذا كنت لا تدري ، ففوّض الأمر للذي يدري ، وإن رأيتها انغلقت فظنّ خيرا بمن عنده مفاتح الفرج ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

05 Jan, 03:30


لا يجتمع الدين الحقُّ مع اللعب والباطل ، وحينما لا يدين المرء بالتوحيد ، فإنه يعيش في التَّيه مظلمَ الفكر والروح ، لا يدري ما الحقُّ ؛ لأنه لم يتدبَّره ، ولو فعل لعرفه ، ولو عرفه لاطمأنَّ به وسكن إليه .. ويكفيك شاهدا على ان الله هو المستحق للعبادة ، خلق السموات والارض ومابينهما فهو رب كل شيء جل جلاله .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

04 Jan, 03:34


في خلق الله لهذه النحلة الصغيرة ، التي هداها الله وألهمها هذه الإلهام العجيب ، ويسر لها المراعي ، ثم الرجوع إلى بيوتها التي أصلحتها بتعليم الله لها ، وهدايته لها ، ثم يخرج من بطونها هذا العسل اللذيذ مختلف الألوان بحسب اختلاف أرضها ومراعيها ، فيه شفاء للناس من أمراض عديدة .
فهذا دليل على كمال عناية الله تعالى ، وتمام لطفه بعباده ، وأنه الذي لا ينبغي أن يعبد غيره ، ويدعى سواه .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

03 Jan, 03:27


نعم لاحياة حقيقية للافراد وللأمة إلا باتباع هذا القرآن الكريم ..
فالقرآن روح لكونه سببًا للحياة الطيبة ، والسعادة السرمدية ، ولأن القلوب والأرواح تحيا به ، وذلك لما فيه من الخير الكثير ، والعلم الغزير ، والهداية ، والنور ..
والجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كمثل البيت الخرب ..
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وارفعنا وانفعنا به يارحمن .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Jan, 21:02


الخطبة الأولى : ويل لك يا آكل الميراث !! 3/7/1446
الحمد لله الذي قسم الميراث بنفسه وهو أعدل من قسم ، وهو الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، وأشهد ألا إله إلا اله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته وهو أعلم وأحكم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أصدق البرية لساناً ، وأعلاها مقاماً ، وأعظمها شأناً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً . أما بعد :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ .
أيَّها المؤمنونَ : من جوانب عظمة الإسلام اهتمامه بأحكام الميراث ، فجاءت أحكام الميراث دقيقة وعادلة ، تولى الله تقسيمها وتفصيلها بدقة بالغة ، وبيان بليغ ، وحساب دقيق ، ولم يترك ذلك لأحد من البشر ، مما يستحيل على البشر أن يهتدوا إليه لولا أن هداهم الله : ﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ .
فقد أبانَ اللهُ بنفسه جُلَّ أحكامِ الميراثِ تفصيلًا في كتابهِ الكريمِ ؛ حَسْمًا للنزاعِ المؤدِّي للقطعيةِ والبغضاءِ ، وضمانةٌ لوصولِ الحقِّ وافيًا للورثةِ مع بقاءِ اللُّحْمَةِ والأُلْفَةِ بينهم ، وسلامتِهم مِن شؤمِ التنازعِ ، ومَعَرَّةِ القطعيةِ .
عباد الله : لا مجال في توزيع أنصبة الميراث للمجاملة ، ولا للواسطة ، ولا للرأي ، ولا للهوى ، منعا للنفوس الضعيفة المفتونة بالمال أن تتلاعب بمال الورثة ، إنها شريعة الله ، وحكمة الله ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .
حقا إنها عظمة الإسلام !! عظمة تحمل العدل ، عظمة بين الجاهلية الأولى التي تمنع المرأة من الإرث ، والجاهلية المعاصرة التي تدعو لمساواة المرأة بالرجل في الإرث ، فما أعظم جنايتهم وما أقبح جرأتهم : ( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍۢ وَلَا لِءَابَآئِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ) .
أيها الناس : وإنه برزت في الفترة الأخيرة مشاكل كثيرة تتعلق بالميراث ولابد من المصارحة والمكاشفة في نوعية هذه المشاكل حتى يقضى عليها في مهدها ، ومنعا لامتداد أثرها المزعزع للطمأنينة ، والمثير للبغضاء والعداوة .
ـ من أبرز هذه القضايا : تساهل كثير من الناس بالوصية ، وعدم كتابتها وإيضاح ما لديه من أموال ، وما هي الأموال المشتركة مع آخرين ، فبعد موت المورث قد يدعي أحد الأولاد أنه شريك لوالده أو أمه ، وحينذاك لابد مما يثبت ذلك وإلا فتح على الورثة بابا عريضا من الخلافات والاتهامات . وفي الحديث : " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلا وَعِنْدَهُ وَصِيَّتُهُ " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ـ ومن الأخطاء : تخصيص الوالد أحد أبنائه لمعرفة أملاكه ، والبقية لا يعلمون شيئا ، وقد ينزغ الشيطان الابن لإخفاء بعض الأموال .
ـ ومن الأخطاء المؤدية للنزاع : تأخير قسمة التركة فتمضي الأشهر والسنوات والتركة لم تقسم بعد ، وَكُلَّمَا طَالَ الْوَقْتُ تَعَقَّدَتِ الْأُمُورُ ، وَصَعُبَ بَعْدَهَا حَلُّ الْقَضَايَا الْمَالِيَّةِ اَلْمُتَرَاكِمَة ، وقد يوجد قُصَّر يعيشون فقراً ، ويتكففون الناس ، ويأخذون من أموال الزكوات والصدقات ، والتركة قد تغنيهم عن الحاجة ، فيجب إعطاء القُصَّر حقَّهم ، ويحرم أكل شيء من أموالهم ؛ لقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } .
ـ ومن الأخطاء : أن بعض الأوصياء يتصرفون في التركة ويقسمونها بناء على وجهة نظرهم الشخصية التي قد يخالفه فيها كثير من الورثة لا من حيث التساوي ، ولكن من حيث نوعية الموروث !! كأن يعطى هذا مزرعة ، وهذا أرضاً ، وهذا محلاً تجارياً ، وهذا سيولة مالية وهكذا .. والواجب هو تحري العدل وما أشكل فيرجع فيه إلى الصلح عن طريق أهل العلم ، فإن لم يكن فإلى القاضي .
ـ ومن الأخطاء : أن العديد من الأوصياء لا يعلنون التركة للورثة ، فيعطى كلا نصيبه دون أن يعلم الورثة كم وَرَّث ميتهم ، وهنا تحدث الشكوك والظنون السيئة ، وتبدأ القطيعة بين الأقارب .
ـ ومن الأخطاء : إخفاء الصكوك والمستندات فترة طويلة عن بعض الورثة لكسب مزيد من الوقت لاستغلال بعض العقارات وخاصة المؤجرة ، وهذا أمر محرم شرعاً ، لأن هذا من التعدي على حقوق بقية الورثة ، وحينئذ يكون انتفاع الوارث ببعض التركة كالعقارات والأراضي والمزارع وغيرها من باب الغصب ، وهو من الظلم المحرم والكسب المحرم ، وفي الحديث " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ " .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Jan, 21:02


( وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ ) .

الخطبة الثانية :
الْحَمْدُ للهِ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبد الله ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَّا بَعْدُ :
أيها المسلمون : ثم اعلموا أن من المواضيع الهامة التي يشتكي منها كثير من المسلمين والمسلمات ، ونشاهدها في يعض المجتمعات ، قضية حرمان المرأة ، أو التحايل على أكل ميراثها .
فتجد المرأة المحرومة واقعة بين نارين : نار عداوة إخوانها ، أو أعمامها إن هي طالبت بميراثها ، ونار أخرى هي فقدها لمالها الذي استحقته بورثها ، فأصبحت تقاسي الظلم والحسرة
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
ويرجع استغلال النساء وأكل ميراثهن للأسباب التالية :
ـ ضعف الإيمان : فآكل الميراث ضعيف الإيمان وإن صلى وصام وقرأ القرآن : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .
ـ التقاليد والعادات القبلية الجاهلية ، فبعض الناس لديهم عادات قبيحة ، وجاهلية مقيتة ، لا يورثون المرأة ويَعْتَبِرُونَ إعْطَاءَ الْمَرْأَةِ نَصِيبَهَا مِنَ الْإِرْثِ عَيْبًا وَمَنْقَصَةً ، يقدح في رجولة الرجل ، فَيَحْرِمُونَ الْإِنَاثَ مِنْهُ حِرْمَانًا تَامًّا ، وَيُقَدِّمُونَ أَعْرَافَهُمْ عَلَى شَرْعِ اللهِ ، وَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى حُكْمِ الْإِسْلَامِ ، عِيَاذًا بِاللهِ مِنْ هَذَا الْمُنْكَرِ : فالله يقول : ( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ) ويقول سبحانه ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ .
ـ ومنها : الطَّمَعُ ؛ وهذا الطمع إما لعدم علم المرأة بنصيبها ، وإما لضعفها وحاجتها للرجل ، فَكُلَّمَا زَادَ الْإِنْسَانُ جَشَعًا ؛ ضَعُفَ عِنْدَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللهِ - تَعَالَى -؛ إِذْ يَقُودُهُ حُبُّ الْمَالِ إِلَى الْهَلَكَةِ ، فَلَا يُبَالِي صَاحِبُهُ بِمُخَالَفَةِ شَرْعٍ ، وَلَا يُبَالِي أَنَّ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْكَبَائِرِ الْعَظِيمَةِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ !.
وَمِنَ الْأَسْبَابِ : ضَعْفُ الْمَرْأَةِ ؛ فَالْمَرْأَةُ خُلِقَتْ ضَعِيفَةً لَا تَكَادُ تُطَالِبُ بِحَقِّهَا ، فَإِذَا هُضِمَتْ وَلَمْ تَجِدْ مَنْ يَنْصُرُهَا سَكَتَتْ ؛ وَلِذَلِكَ فَبَعْضُ الْأَقْرِبَاءِ يَسْتَغِلُّ ضَعْفَهَا وَيَتَحَايَلُ عَلَيْهَا بِشَتَّى الْحِيَلِ ؛ لِتَتَنَازَلَ لَهُ عَنْ نَصِيبِهَا مِنَ الْمِيرَاثِ ، فَلَا تَمْلِكُ الْمَرْأَةُ الْمِسْكِينَةُ حِينَذَاكَ إِلَّا الْإِذْعَانَ ؛ خَوْفًا مِنَ الْإِيذَاءِ أَحْيَانًا ، وَاسْتِحْيَاءً أَحْيَانًا ، وَبُعْدًا عَنِ الْمَشَاكِلِ تَارَةً أُخْرَى .
ـ ومن الأسباب : اعتقاد البعض أن المرأة لا تحسن التصرف في مالها ، وادعاءه أنه يحافظ على مصلحتها ، وهنا تكمن مشكلة عدم استفادتها من مالها الذي تكون في أمس الحاجة إليه ، وربما ضياع ميراثها فيما بعد ، خاصة عندما لا يهتم الولي على المال بالكتابة وتحديد ما للمرأة من مال وأين يوجد هذا المال .
ألا فليعلمَ أولئك الأكلة الظلمة الَّذِينَ يَمْنَعُونَ الْمَرْأَةَ مِنْ نَصِيبِهَا بِكَافَّةِ السُّبُلِ وَالْحِيَلِ : سَوَاءً كَانَتْ زَوْجَةً ، أَوْ أُمًّا ، أَوْ بِنْتًا ، أَوْ أُخْتًا ، أنهُمْ ظَلَمَةٌ مُعْتَدُونَ آكِلُونَ مَالًا حَرامًا ، مُعَطِّلُونَ لِحُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ ، بَلْ لَوْ كَرِهَ ذَلِكَ الْحُكْمَ بِقَلْبِهِ ، أَوِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ خَطَأٌ كَانَ ذَلِكَ رِدَّةً عَنِ الْإِسْلَامِ ، عِيَاذًا بِاللهِ !.
وقد توعد الله تعالى في كتابه الكريم من لا يلتزم بقسمة الميراث كما بينها سبحانه بالنار والعذاب الأليم ، قال سبحانه : ﴿ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ * تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Jan, 21:02


ولتعلم أنَّ ما أكلتَ من مال ؛ ستُطوقه يومَ القيامة ويكون عليك نارا ، لو ظلمتها ريالا سيأتي عليك نارًا ، ولو ظلمتها شبرًا من أرضِ فسيأتي حول عنقك يومَ القيامة نارًا من سبع أرضين ، قال الصادق المصدوق ُالذي لا ينطق عن الهوى : " مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنْ الأرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " البخاري .
أيها الناس : الأولى أن الميراث وما خلفه الميت من المال أن يجمع الأسرة ولا يفرقها ، ويقويها ولا يضعفها .
فمن كان يظن أن أخا يشتكي أخاه في المحاكم ؟!
من كان يظن أن الأخوة والأخوات بعد الوصال والحب ، فإذا بهم تهاجروا وتباغضوا من أجل لعاعة من الدنيا ؟!
ترى لو علم والدهم ومورثهم أكان يرضيه ذلك ؟!
فَبَادِرُوا عِبَادَ اللَّهِ بِقِسْمَةِ الْمِيرَاثِ ، وَأَعْطُوْا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، وَاحْذَرُوا الظُّلْمَ ؛ فالأعمار منقضية ، والآجال محتومة . وفي الحديث : " لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ " . رواه مسلم .
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Jan, 21:00


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Jan, 03:37


لَا تَمُدَّنَّ بَصَرَكَ تُقَلِّبُهُ في مُتَابَعَةِ ومُشاهَدَةِ حَياةِ المُتْرَفِينَ ؛ فَإِنَّ مَدَّ البَصَرِ واسْتِمْراءَ النَّظَرِ في حَياةِ المُتْرَفِينَ ، يُورِثُ القَلْبَ قَسْوَةً ، ويُورِثُ النَّفْسَ حَسْرَةً ، ويُورِثُ الحَياةَ شَقاءً ، ويَصْرِفُ القَلْبَ عَنْ العَمَلِ للآخِرَةِ .. فَيَحْتَقِرُ حَياةً هُو فِيها ، ويَزْدَرِي نِعْمَةً يَتَقَلَّبُ فيها ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

25 Dec, 18:17


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

25 Dec, 04:06


هزة وانتفاضة كونية .. فسماء تتفطر ، وأرض تتشقق ، وجبال تزول ، بسبب كلمة نابية يوجهها بعض بني البشر إلى ربهم وخالقهم وملكهم بأن له ولدا تعالى الله .
ثم ترى مع الأسف الشديد بعضا من المسلمين يشاركون القوم شتيمتهم ، فيحتفلون بأعيادهم ، ويهنئون به ، ويشاركون في تقديسه ، بوضع شجرة الميلاد ، وإقامة الأفراح والسهرات ، وهم لا يعلمون عظيم الخطيئة التي وقعوا فيها ..
فإين الغيرة على دينهم ، وعلى ربهم جل في علاه ، حتى باتوا يتفنون في مشاركة القوم يوم شتمهم وسبهم لله سبحانه .
فإلى الله المشتكى ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Dec, 03:29


المرء إذا أصيب بهَمٍّ ، أو غم ، أو حزن .. يحتاج إلى من يواسيه ويسليه ويخفف عنه .. ولن يجد العبد أرحم ولا ألطف ولا اقدر من رب العالمين ..
اللهم اجعلنا ممن يفوضون أمورهم إليك ، فإنه لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Dec, 03:55


ينبغي للمؤمن دائما استحضار آيات الوعيد ، وأن يعلم أن الموت أقرب إليه من شراك نعله ، حتى يكون حاثا له في التزود من الأعمال الصالحة المقربة من الله .
وإن مما يدل على أن الساعة آتية قريبة لا محالة ولا شك في ذلك ، أن من مات فقد قامت قيامته ، فلا ينبغي للمؤمن أن يستبعد مجيء يوم القيامة ، بل عليه أن يستقرب مجيء أجله الذي هو قيامته ونهايته من هذه الحياة الدنيا .
نسأل الله بمنه وكرمه أن يرحمنا أحياءً وأمواتاً ، وأن يستعملنا في طاعته .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Dec, 10:03


أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به ، الاعتماد على ربه ، والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور ، واستِحضار العبدِ رؤية اللهِ له في جَميعِ أحوالِه ، وسَمْعَه لكُلِّ ما ينطِقُ به ، وعِلمَه بما ينطوي عليه قَلبُه مِن الهَمِّ والعَزمِ والنيَّاتِ ، ممَّا يُعينُه على مَنزلةِ الإحسان .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

20 Dec, 03:29


لا تنظر إلى توبتك لله على أنها مجرد " اعتذار " بل هي في حقيقتها طاعة يحبها الله ويحب فاعلها ، فمن عرف الله حقاً لم يملّ من توبته ولو تكررت معصيته ، وخير أيام العبد على الإطلاق يوم توبته إلى الله !!

القطوف الندية من الخطب المنبرية

18 Dec, 04:00


هنيئا والله لمن نافس في عمل الصالحات ، فكان من أولئك المنعمين .. جعلنا منهم ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Dec, 03:30


من أراد أن يعرف حقيقة الدنيا فليسمع هذه الحقيقة ممن خلقلها سبحانه وتعالى ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

16 Dec, 06:14


عجبا ممن ييأس ويحزن وعنده رب على كل شيء مقتدرا ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

14 Dec, 06:06


عند تذكر الموت تهون الدنيا ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Dec, 09:30


خطبة / والله لا يحب الفساد !! .
تاريخ : ٥ / ٦ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك عايض .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

04 Dec, 19:22


والله لا يحب الفساد !!
خطبة جمعة هذا الاسبوع بإذن الله تعالى الموافق /
٤ / ٦ / ١٤٤٦ .
اخوكم / سعد الصفار

https://t.me/Khutb_Saad

الخطبة الأولى :
الحمدُ لله أنعَمَ علينا بالأموالِ ، وفَّق من شاءَ لِكَسْبِها بالحلالِ ، وحذَّرَنا من الفَسَادِ والحَرَامِ ، وجَعَلَ عاقِبَتَهُ الْمَحقَ والنَّكالَ ، أَشهدُ ألا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ذو العظمةِ والجلالِ ، وَأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الْمبعوثُ بأكملِ الشَّرائعِ وأعدَلِ الْخِصَالِ ، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه ، وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ إلى يومٍ الْمآل . أمَّا بعدُ :
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ في أنفسِكم وأعمالِكم وأموالِكم : ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأرْضِ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) .
عباد الله : لو قِيلَ ما هي الكَلمةُ التي يتفِّقُ على قُبحِها جميعُ الأديانِ والمِللِ والأعرافِ ، لكانَ الجوابُ : ( فساد ) .
كلمةٌ لا يُحبُّها أحدٌ ، حتى إِمامَ البَشَرِ في الفَسادِ فِرعونَ الذي قالَ اللهُ تعالى فيه وفي أشباهِه : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ) ، لمَّا أرادَ عُذراً أمامَ قومِه في قتلِ موسى عليه السَّلامُ اتَّهمَه بالفسادِ ، ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) .
عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنَ الْبَلَايَا الَّتِي عَمَّتْ وَاسْتَشَرْتْ فِي أَوْسَاطِ الْمُجْتَمَعَاتِ ، الْفَسَّادُ الَّذِي أَصْبَحَ هَاجِسَاً مُقْلِقَا يَتَنَادَى الْعُقَلَاءُ لدرِئِهِ ، وَفي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ آيَةً كُلَّهَا تُحَذِّرُ مِنَ الْفَسَادِ وَالْإفْسَادِ بِجَمِيعِ صُورِهِ وأَشْكَالِهِ .
وَفِي مَطْلَعِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ كَشَفٌ لِزَيْفِ أهْلِ الْفَسَادِ الَّذِينَ يَزْعَمُونَ الْإِصْلَاحَ ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ فِي شَأْنِ الْمُنَافِقِينَ : ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ .
وَأَعْظَمُ الْفَسَّادِ فَسَادُ الدِّينِ وَالْعَقِيدَةِ : بِالشَّرَكِ ، وَالْبِدَعِ ، وَالْخُرَافَاتِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ . أَيْ : لَا تَشْرِكُوا بِاللهِ فِي الْأرْضِ وَلَا تَعْصُوهُ فِيهَا ، وَذَلِكَ هُوَ الْفَسَادُ فِيهَا .
وَفَسَادُ الْمَعَاصِي خُطُرِهِ جَسِيمٌ ، وَشُؤْمُهُ وَبِيلٌ ، كَمَا فِي التَّنْزِيلِ : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ .
وَسَفْكُ الدَّمِ الْحَرَامِ مِنْ أَشْنَعِ صُورِ الْفَسَادِ ، وَلِذَا قَالَتِ الْمَلَاَئِكَةُ : ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ .
وَمِنْ صُورِ الْفَسَادِ عُقُوقُ الْوَالِدِينِ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، وَإِسَاءَةُ الْجِوَارِ ، ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ .
وَالسَّحَرُ وَالشَّعْوَذَةُ فَسَادٌ وَإفْسَادٌ : ﴿ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ ﴾ ، وَذَلِكَ لَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ فَسَادِ الْأَسْرِ ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ، وَخَرَابِ الْبُيُوتِ .
وَعَضْلُ الْمَرْأَةِ وَمَنْعُهَا مِنْ كَفْئِهَا فَسَادٌ ، قَالَ ﷺ : « إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ » .
وَمِنِ الْفَسَادِ الْاِعْتِدَاءُ عَلَى الْأَمْوَالِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ الْعَامَّةِ ، بالاخْتِلَاَسِ ، والتزويرِ ، واستغلالِ نفوذٍ لكِبارِ الوظائفِ لِلْمَصْلَحَةِ الذَّاتِيَّةِ ، رَشاوى مليونيةٍ ، وعقودٍ وهميةٍ ، مناقصاتٍ للعَلاقاتِ ، وظائفٍ للقَرَاباتِ ، ومصالحٍ للصَّداقاتِ ، غِشُّ فِي الْغِذَاءِ وَالْبِنَاءِ وَالْمُقَاوِلَاتِ .
وَهَذَا كُلُّهُ فَسَادٌ وَخِيَانَةٌ لِلْأمَانَةِ ، والله تعالى يقول : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ، وفي الحديث : « مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ ؛ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

القطوف الندية من الخطب المنبرية

04 Dec, 19:22


وفي الحديث « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أربعٍ ـ وذكر منها ـ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ " ، فكَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تَعَالىَ مَنْ يَسْرِقُونَ ويَغُشُّونَ ؟! كَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تَعَالىَ مَنْ يَستَعمِلُونَ الأَيمَانَ الفَاجِرَةَ ليُنَفِّقُوا السِّلَعَ وَيُغَرِّروا بالْمُشتَرِينَ ؟! كَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تعالى مَنْ تَقَحَّمُوا الحَرَامَ ، وَاجْتَرَؤُا على الأَمْوالِ العَامَّةِ ؟! وصدقَ رسولُ اللهِ حينَ قال : « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، لاَ يُبَالِي المَرْءُ مَا أَخَذَ المالَ ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ » . فاَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ عَنْ شَيْءٍ يَكُونُ فِي مُسْتَقْبَلِ اَلزَّمَانِ وَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ آخِرِ اَلزَّمَانِ أَنَّهُ يَأْتِي أَقْوَامٌ لَا يُبَالُونَ فِيمَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلْمَكَاسِبِ وَالْأَمْوَالِ أَمِنَ حَلَالٍ كَانَتْ وَمِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، أَمْ مِنْ حَرَامٍ وَكَسْبٍ خَبِيثٍ . وَرَسُولُنا قَالَ : " يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ ، إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتِ ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ " .
اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَبِفَضْلِكَ عُمِّنَّ سِوَاكَ ، وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحَقُنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ .
أقوُلُ قَوْلِي هَذَا ، واسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم ولسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ ، فاستغفِرُوهُ ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَحِيمُ .

الخُطبَةُ الثَّانيةُ :
الْحَمْدُ للّهِ وَكَفَى ، وَسَلَاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ، وَبَعدُ ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التَّقْوَى ، وَاِسْتَمْسَكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى .
وَبَعْدُ عِبَادَ اللهِ : فَإِنَّ جَرِيمَةَ الْفَسَادِ مَنْ أَخْطَرِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تَعُودُ سَلْبًا عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ ؛ لَمَّا يُنْتُجُ عَنْهَا مِنْ تَعَطُّلِ الْمُصَالِحِ ، وَالْإهْمَالِ فِي الْمَرَافِقِ ، وَتَهْدِيدِ الْأَخْلَاَقِ ، وَإِسْقَاطِ الْحُقوقِ ، وَالْوَاجِبَ مُحَارِبَةُ الْفَسَادِ ، وَالابْلاغُ عَنْهُ بِالطُّرُقِ الْمُتَاحَةِ ، وَالتَّعَاوُنُ مَعَ الْجِهَاتِ الْمُخْتَصَّةِ فِي ذَلِكَ ، وَتَرْبِيَةُ النَّشْءِ عَلَى النَّزَاهَةِ وَأَدَاءِ الْأمَانَةِ وَمَجَانبةِ الْغِشِّ وَالْخِيَانَةِ ، وَبَذَلُ النَّصْحِ وَالتَّوَاصِي بِالْحَقِّ ، وَإِلَّا أُخِذَ الْعَامَةُ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ ؛ قَالَتْ زَيْنَبُ رَضِّيَّ اللهُ عَنْهَا : « يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ » .
فَمَا أَسْعَدَ مَنْ عَمِلَ طيِّباً وَكَسَبَ طيِّباً ! وَمَا أَتْعَسَ وأَشقَى مَنْ كَسَبَهُ مِن الحَرامِ ، فالنار أولى به !!
أعاذنا الله وإياكم من الحرام .
اللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، ولا إلى النَّار مَصِيرَنَا ، وَقَنِّعنا بما آتيتناَ ، وبارك لنا فيما رَزَقْتَنَا ، اللَّهُمُّ أعزَّ الإسْلامَ وَالمُسلمينَ ، وَاجْعَلْ هَذَا البلدَ آمِنَاً مُطمئنًا وسائرَ بلادِ المُسلمينَ ، وَأعذْنَا مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهِرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، اللَّهُمُّ آمَنَا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلَحِ أئِمَّتِنَا ، وَوُلَاةَ أُمُورِنَا ، وَوفقْ خَادَمَ الحَرَمَينَ الشَرِيفَينَ ، وَوَليَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وَترضَى ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ .
عِبَادَ اللَّهِ : اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا ، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا ، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

04 Dec, 19:18


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

03 Dec, 05:44


هذا من فضل ربي !!
خطبة جمعة هذا الاسبوع بإذن الله تعالى الموافق /
٤ / ٦ / ١٤٤٦
اخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad

الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ الذِي ارتضَى لنَا الإسلامَ دينًا ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ شهادةً أرجو بها فوزًا مبينًا ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولهُ الذِي أرسلَهُ اللهُ رحمةً ونورًا ، ونبيًّا أمينًا ، صلَّى اللهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومنِ اهتدَى بهدْيِهِ واستنَّ بسنَّتِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا . أمَّا بعدُ :
فاتَّقوا اللهَ أيُّها المسلمونَ وكونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا .
عبدَ اللهِ : قلِّبْ نظَركَ في هذَا العالَمِ فَسَتَجِدُ أُمَمًّا حولَكَ في جاهليَّةٍ جهْلاءَ ، وضلالةٍ عمياءَ ، ما بينَ عابدٍ لبقَرٍ ، أو لشجرٍ ، أو حجرٍ ، أو شمسٍ ، أو قمرٍ ، وأنتَ تقفُ شامخًا قد هُدِيتَ إلى دينٍ قويمٍ قدِ ارتضَاهُ اللهُ لكَ دينًا ، فيهِ سعادةُ الدنيا ، والفوزُ في الآخرةِ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) لا بِجُهدِكَ ، ولا بِوجاهَتِكَ ، ولكنْ فضْلًا منِ اللهِ ونعمةً : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) فهلْ أدركتَ السببَ ؟!
وأمامَ قوافلِ المتساقطينَ والمنتكسينَ والزَّائغينَ الذينَ يعبدونَ اللهَ على حرفٍ ، فَفِي كلِّ يومٍ لهمْ منهجٌ ، ومبادِئُهُمْ تتقلَّبُ معَ كلِّ شهوةٍ ، وتتبدَّلُ لأدنى شبهةٍ .. وتجدُ نفسَكَ ثابتًا علَى منهجِكَ ، محافظًا على مبادئِكَ وقِيَمِكَ ، لا تُحَرِّكُكَ الضُّغوطُ ، ولا يَسْتَفِزُّكَ الواقعُ ، ولا تَهُزُّكَ الشَّهَواتِ والشُّبُهَاتِ .. فتذكَّرْ أنَّ ذلكَ ليسَ بِحَوْلِكَ ولا بِطَوْلِكَ : ( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) ، ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ ) فَهَلْ عَرَفْتَ السببَ ؟!
في الهزيعِ الأخيرِ منَ الليلِ ، وبعدَ نِداءِ منادِي اللهِ للصلاةِ والفلاحِ ، تَهْجُرُ فراشَك الوثيرَ ، وتخرجُ من بيتِكَ ، لِتَواجِهَ لَسَعَاتِ البردِ ، لتقفَ بينْ يدَيْ منْ خلقَكَ .. وفي طريقِكَ ستَمُرُّ على بيوتٍ أهلُهَا خامدونَ لا يجيبونَ لله نداءً ، ولا يرجُونَ لله وقارًا ، قدْ بالَ الشيطانُ في آذانِهِمْ ، ورضُوا بأنْ يكونُوا معَ الخَوالِفِ .. وأنتَ تَتَسَامَى علَى مُغْرَيَاتِ الحياةِ ، وتُسَابقُ إلى مغفرةٍ منَ الله ورضوانٍ .. فهلْ أدركْتَ السببَ ؟!
تعيشُ في بلدٍ آمنٍ ، وعيشٍ رغيدٍ ، بينمَا يُتَخَطَّفُ الناسُ منْ حولِكَ يصَارعُونَ الخوفَ ، ويواجهُونَ الفقرَ والجوعَ .. يلتحفُونَ السماءَ ، ويفترشُونَ الغبْراءَ .. فلماذَا أنتَ في نعيمٍ وأممٍ في شقاءٍ .. هل أدركْتَ السببَ ؟!
ستجدُ آباءً وأمهاتٍ قد ابْتُلوا بأبناءَ أو بناتٍ ، قد أرهقُوهُمْ طغيانًا وتمرُّدًا ، وأنتَ تنعَمُ بذريَّةٍ طيِّبةٍ ، يتسابقُونَ إلى برِّكَ ، ويستجيبونَ لأمرِكَ .. فهل تريدُ أنْ تعرفَ السببَ ؟!
تعيشُ المرأةُ المسلمةُ المحتَشِمَةُ وهي ترَى أَصنافًا منَ النِّساءِ المخدوعاتِ اللَّاتِي خَدَعَتْهُنَّ دعاياتُ المنافقينَ ، ووساوسُ شياطينِ الإنسِ والجنِّ ، ممنْ يريدونَ أنْ تميلَ الأمَّةُ ميلًا عظيمًا ، فَتَخَلَّيْنَ عنِ الحجابِ ، وتَجَرَّدْنَ منَ الحياءِ ، وتَمَرَّدْنَ علَى فطرةِ اللهِ التي فطرَ النَّاسَ عليهَا .. وتقفُ تلكَ الشامِخَةُ ثابتةً بإيمانِهَا ، مفاخِرَةً بحِجَابِهَا ، لا تحرِّكُهَا الاستفزازاتُ ، ولا تُغِيَّرُ مسارَهَا الشَّهواتُ .. تُدْرِكَ أنَّ العباءَةَ عبادةٌ ، وحجابَ الوجهِ حجابٌ عنِ النَّارِ .. فمَا السرُّ في هذَا الثباتِ فِي زمنِ الْمُتَغَيِّرَاتِ ؟!
فهلْ تريدُ أنْ تعرِفَ السِّرَّ في هذَا التميّزِّ الذِي تعيشُهُ في دينِكَ ، واستقامَتِكَ ، وثباتِكَ ، وفي كلِّ نعمةٍ تتفيؤُهَا في نفسِكِ وأهلِكِ وبلدِكَ وولدِكَ .. السرُّ هوَ فِي جملةٍ واحدَةٍ : ( هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) ، ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) .
فإذَا سمعَ المسلمونَ هذَا أَحَسُّوا مدَى النعمةِ وقيمةَ المنَّةِ في اختيارِ اللهِ لهُمْ ، واختصاصِهِ إيَّاهُم بهذَا الفضلِ ، واسْتَمْسَكُوا بهِ في إعزازٍ وحرصٍ ، وأخذُوهُ بقوةٍ وعزمٍ ، ودافعُوا عنْهُ في صرامةٍ ويقينٍ ، وتيقَّظُوا لِكَيْدِ الكائدينَ وحقْدِ الحاقدينَ .
إنَّ ما تعيشُه أيَّهُا المسلمُ منْ نعمٍ في دينِكَ ودنياكَ ، إنَّمَا هوَ رحمةٌ منَ اللهِ بكَ ، واللهُ يختصُّ برحمتِهِ منْ يشَاءُ ، فاحمدِ اللهِ علَى أنْ هدِيتَ للإِسْلامِ والسُّنَّةِ ، فلستْ ممنْ يجثُو عندَ صنَمٍ ، ولا ممنْ يتمسَّحُ بِبَقَرٍ ولا شجرٍ ولا قبرٍ ، ولستَ ممنْ ضلَّ سعيُهُمْ في الحياةِ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

03 Dec, 05:44


الدنْيَا وهمْ يحسَبُونَ أنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ، وَجُوهُهُمْ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً .
واسأَلِ اللهَ الثَّبَاتَ ، فإنَّمَا هيَ نعمَةٌ عُظْمَى ومنَّةٌ كبْرَى : ( بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .
فيَا ربُّ أوزِعْنَا أَنَّ نَشْكُرَ نعمتَكَ التِي أنعَمْتَ علَيْنَا وعلَى والدِينَا وأنْ نَعْمَلَ صالِحًا ترضَاهُ ..
أَقُولُ هذَا القولُ وأَستغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ ...

الخطبة الثانية :
أما بَعْدُ :
إنَّ اختصاصَ اللهِ بعضَ عبادِهِ برحمَةٍ منْ رَحَمَاتِهِ ، إنَّمَا هوَ ابتلاءٌ وامتحانٌ لِيَعْلَمَ أَيَشْكُرُونَ أَمْ يَكْفرونَ !!
امتحانٌ خاضَهُ المصطَفَوْنَ الأَخْيارُ فاجْتَازُوهُ .. فهَذَا رسولُ الهُدَى صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ يختصُّهُ اللهُ بِمَغْفِرَةِ ما تقدَّمَ منْ ذنبِهِ وما تأخَّرَ ، فَيُقابِلُ الاصْطِفَاءَ بالخضوعِ لربِّ الأرضِ والسماءِ ، فيقومُ منَ الليلِ حتَّى تتفطَّرَ قدمَاهُ ويقولُ : " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " .
ونَبِيُّ اللهِ سليمَانَ عليهِ السَّلامُ يختصُّهُ ربُّهُ ويُسَخِّرُ لهُ مخلوقاتِهِ حتَّى لَيَأْتِيهِ عرشُ بلقيسَ في طرْفَةِ عينٍ ، فَيِعْلِنَ خضوعَهُ وتذَلُلَهُ لِرَبِّهِ قائلًا : ( قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) .
ومرْيمُ كلَّمَا دخَلَ عليهَا زكريَا المحرابَ وجدَ عندَهَا رزقًا ، ( قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ) فتنْسِبَ الفضلَ لصاحب ِالفضلِ ، قائلةً : ( قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .
إنَّ النَّاسَ في مقابِلِ هذَا الاختصاصِ الربانِّيِّ بينَ فريقينِ .. فريقٌ حداؤُهُ : ( هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) .. وآخرُ شعارُهُ : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ) فَشَتَّانَ بينَ الفريقينِ ( وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .
وإنَّ الهدايةَ والثباتَ منَّةٌ منَ اللهِ ونعمَةٌ ، وشُكْرُهَا بالخضوعِ للحقِّ ، والتواضُعِ للخلقِ ، وليستْ مجالًا للمفاخَرَةِ والمكابَرَةِ والاستعْلاءِ بهَا على الآخرينَ والشماتَةِ بالمذْنبينَ .
فالمهتدِي أرقُّ الناسِ قَلْبًا ، وأكثرُهُمْ بالنَّاسِ رحمةً ، وأعرفَهُمْ بمقدَارِ نفسِهِ وفضْلِ اللهِ عليهِ ، ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
فإذَا اختصَّكَ اللهُ برحمةٍ منْهُ وفضلٍ ، ورأيتَ غيرَكَ محرومًا مِنْهَا ، فَلْيَكُنْ حظَّهُ منْكَ الدَّعَاءُ ، واحذَرِ منَ التَعْيِيرِ والكبرياءِ ، فَلَرُبَّمَا اختصَّهُ اللهُ برحَمْةٍ أخْرَى وحَرَمَكَ منْهَا .
واحذَرْ منْ أنْ يسلِبَ اللهُ منْكَ هذَا الاختصاصَ حينَمَا تُعْرِضُ وَتَتَوَلَّى ، أَوْ تَسْتَغْنِي وَتَطْغَى ، ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ) ، فَكُنْ عَلَى وَجَلٍ دَائِمٍ ، وَدُعَاءٍ بِالثَّبَاتِ لا يَنْقَطِعْ .
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحياةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ، اللَّهُمْ أصلِحْ لنَا دينَنَا الذِي هو عصْمَةُ أمرِنَا ..
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ على نبيِّنَا مُحَمَّدٍ ...

القطوف الندية من الخطب المنبرية

03 Dec, 05:44


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Nov, 09:32


خطبة / شروط لا إله إلا الله !! .
تاريخ : ٢٠ / ٥ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك عايض .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Nov, 02:47


خطبة جمعة ٢٠ / ٥ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : شروط لا إله إلا الله !! 20/5/1446
إنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُه ، ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . أَمَا بَعْدُ :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .
عباد اله : أحدثكم اليوم بحَدِيثٍ عَظيم الشَّأَنِ ، فأصغوا له القلوب والأذان ، فَعَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا ، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً ، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : احْضُرْ وَزْنَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ ، قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ ، وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ " .
وهُنَا قَد يَقُولُ القَائلُ !! وَحقَّ لَهُ أَن يَقُولَ : أَليسَ كُلُّ مَسلِمٍ مَعَهُ هَذِهِ البِطَاقَةُ ؟ فَالجَوابُ : بَلَى ، ولَكِنْ تَتَفَاوتُ البِطَاقَاتُ بمَا كُتِبَ فِيهَا مِنَ الشَّهَادَةِ قُوَّةً وَضَعفَاً ، بِحَسَبِ مَا يَكونُ فِي قَلبِ قَائلِهَا ، وإلا قَد قَالَها المِنَافِقُونَ وَهُم في الدَّركِ الأسفَلِ مِنَ النَّارِ ، يُعَذَّبُونَ تَحتَ مَن جَحَدَ الشَّهَادَتينِ .. إذاً مَا السِّرُ في قُوَّةِ وثِقلِ تِلكَ البِطَاقَةِ ؟.
أيُّهَا الأحبَّةُ : الشَّهَادَةُ هِيَ مِفتَاحُ دُخُولِ الجَنَّةِ ، والنَّجَاةِ مِن النَّارِ ، ولَكِنْ لَهَا شُروطٌ لأَجلِ أَن يَظهَرَ مَا لَهَا مِن آثَارٍ ، قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ‌مِفْتَاحُ ‌الْجَنَّةِ ؟، قَالَ : " بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ " ، فَإذا تَحَقَّقَتْ الشُّروطُ وبَلَغَتْ الكَمَالَ ، جَاءَكَ مِن فَضَائلِهَا مَا لا يَخطَرُ عَلى البَّالِ .. فَمَا هِيَ شُروطُ هَذِهِ الشَّهَادَةِ ؟.
شُروطُ لا إلِهَ إلا اللهُ سَبعَةٌ :
‌الْعِلْمُ ‌وَالْيَقِينُ ‌وَالْقَبُولُ *** وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ *** وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
أَولاً العِلمُ : فَتَعرِفُ مَعنَاهَا وَأَنَّهُ لا مَعبُودَ بِحِقٍّ إلا اللهُ تَعَالى ، وأَن كُلَّ مَا يُعبَدُ مِن دُونِهِ فَهُوَ بَاطلٌ ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى لِنَبيِّهِ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ، وَجَاءَ في الحَدِيثِ : " ‌مَنْ ‌مَاتَ ‌وَهُوَ ‌يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " ، والعَجَبُ أَنَّ الكُفَّارَ أَنكَروهَا لأَنَّهَا تَجتَثُّ الشِّركَ مِنَ الجُذورِ ، وهُنَاكَ مِن المُسلمِينَ مَن يَقولُهَا ويَطُوفُ عَلى القُبورِ .
ثَانيَاً اليَقينُ : فَلا شَكَّ فِيهَا ولا رَيبَ ، كَمَا قَالَ تَعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) ، بَل هُوَ اليَقينُ الجَازِمُ ، والإدرَاكُ العَازِمُ ، والتَّصدِيقُ اللَّازِمُ ، وفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : " مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ‌مُسْتَيْقِنًا ‌بِهَا ‌قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Nov, 02:47


ثَالِثَاً القَبولُ : لَهَا وَعَدَمُ الرَّدِّ والاستِكبَارِ ، فَقَد رَفَضَهَا ورَدَّهَا الكُّفَّارُ ، كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ : ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ) ، فَرَدَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَليهِم فَقَالَ : ( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ) ، وَهَكَذَا قَبولُ أَهلِ الإيمَانِ لَهَا ، لا يُريدونَ بِهَا بَدَلاً ، ولا يَبغُونَ عَنهَا حِولاً .
رَابِعا الانقِيَادُ : التَّامُ لِمَا تَدُّلُ عَليهِ هَذِهِ الكَلِمَةُ العَظِيمَةُ ، والتَّسليمُ الكَامِلُ لِكُلِّ تَشرِيعَاتِها الحَكِيمَةِ ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ، وَهَكَذَا يَكونُ الإيمَانُ الحَقِيقيُّ القَويمُ ، مَعَ التَّحكِيمِ لَهَا ثُمَّ الإذعَانُ الكَاملُ والتَّسليمُ .
أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ، ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ .

الخطبة الثانية :
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، أَمَا بَعْدُ :
خَامِسُ شُروطِ لا إلِهَ إلا اللهُ الصِّدقُ : وَهو مُواطَأةُ القَلبِ لِمَا يَقُولُ اللِّسانُ ، لَيسَ كَالمُنَافقينَ فِي الخِدَاعِ والبُهتَانِ ، كَمَا أَخَبَر سُبحَانَهُ عَنهم : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) ، فَلا يُنجي إلا الصِّدقُ ، وَقَد قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : " ما من أحَدٍ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ ، صِدْقًا مِن قَلْبِه إلَّا حَرَّمَه اللهُ على النَّارِ " .
سَادِسَاً الإخلاصُ : فَلا شِركَ ولا رِياءَ ، وإنَّمَا سَلامَةُ النِّيَةِ والنَّقَاءُ ، قَالَ تَعَالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) ، وَأَسعَدُ النَّاسِ بِالشَّفَاعَةِ يَومَ القِيَامَةِ ، هُم أهلُ الإخلاصِ ، وَفي الحَديثِ : " أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفاعَتِي يَوْمَ القِيامَةِ ، مَنْ قالَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، ‌خالِصًا ‌مِنْ ‌قَلْبِهِ " .
سَابِعَاً المَحَبَّةُ : لِهَذِهِ الكَلِمَةِ الجَليلَةِ الغَاليَّةِ ، ومَا دَلَّتْ عَليهِ مِن المَعَاني العَاليَّةِ ، ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) ، وَهَكَذا يَتَرقَى فِي المَحَبَّةِ حَتى يَكونَ اللهُ تَعالى ، وَرسَولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إليهِ مِن كُلِّ شَيءٍ ، عِندَهَا سَيَجِدُ طَعمَ الإيمَانِ ، كَمَا جَاءَ في الحَديثِ : " ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وَجَد حلاوةَ الإيمانِ : - وَمِنهَا - أن يكونَ اللهُ ورَسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهُمَا " .
هَذِهِ شُروطُ لا إلهَ إلا اللهُ كَمَا دَلَّ عَليهَا الوَحيَانِ ، وبِقُوَّتِهَا تَختَلِفُ ثِقلُ بِطَاقَاتِ النَّاسِ فِي المِيزَانِ .
اللهمَّ مُنَّ عَلينَا وَأَكرِمنَا بِأَنْ نَكونَ مِن عِبادِكَ الموحِّدينَ ، وجَنِّبنَا وَجَنِّبَ أَهلينَا الشِّركَ صَغيرَهُ وَكَبيرَهُ ، اللهمَّ وَفِّق جَميعَ وُلَاةِ أُمورِ المسلمينَ لِلقَضَاءِ عَلى الشِّركِ وَأَسبابِهِ ، اللهمَّ أَعنَّا عَلى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادتِكَ ، اللهمَّ جَنِّبنا الفتنَ مَا ظَهرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ ، اللهمَّ كُنْ لإخوَانِنَا المُسلمينَ المُستضعَفينَ في كُلِّ مَكانٍ ، اللهمَّ ضَمِّدْ جِرَاحَهُم ، واجبرْ كَسرَهم ، وَارحَمْ ضَعفَهُم وَقلَةَ حِيلتَهم ، وَخَفِّفْ عَنهُم وَطَأةَ البَلاءِ ، رَبَّنا لا تُزغْ قُلوبَنَا بَعدَ إذ هَديتَنَا ، وَهَبْ لَنا مِن لَدُنكَ رَحمةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ ...

القطوف الندية من الخطب المنبرية

20 Nov, 18:14


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

08 Nov, 09:36


خطبة / بيوت الاتقياء !! .
تاريخ : ٦ / ٥ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك عايض .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Nov, 03:23


خطبة جمعة ٦ / ٥ / ١٤٤٦
اخوكم / سعد الصفار .

https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : بيوت الأتقياء !! 6/5/1446
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ . أَمَّا بَعْدُ :
أَيُّهَا النَّاسُ : أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ الأَتْقِيَاءِ ، وَمَوْطِنُ الأَنْقِيَاءِ ، وَمُسْتَرَاحُ الصَّالِحِينَ ، وَمَوْضِعُ طُمَأْنِينَةِ الْمُخْلَصِينَ ؛ وَمَحَلُّ نُزُولِ الرَّحَمَاتِ وَالْبَرَكَاتِ ، فَهَنِيئًا لِمَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا ؛ وفي الحديث : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " حَتَّى قَالَ " وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ " .
كَمْ تَخَرَّجَ مِنْهَا مِنْ عُبَّادٍ وُعَلَمَاءَ ، وَمُجَاهِدِينَ أَوْفِيَاءَ ، مِنْهَا يَنْطَلِقُ أَعْظَمُ نِدَاءٍ ؛ نِدَاءِ الشَّهَادَتَيْنِ ، وَالدَّعْوَةِ لِلصَّلاَةِ وَالْفَلاَحِ : ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ .
بُيُوتُ اللهِ هِيَ : أَحَبُّ الأَمَاكِنِ إِلَى اللهِ تَعَالَى ؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا » رواه مسلم .
أَضَافَهَا الْلَّهُ لِنَفْسِهِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ وَتَعْظِيْمِ ، فَقَالَ : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوَا مَعَ الْلَّهِ أَحَدا ) . وقَدْ رَتَّبَ اللهُ تَعَالَى الْفَضْلَ الْعَظِيمَ ، وَالأَجْرَ الْعَمِيمَ ، لِمَنْ دَاوَمَ الذَّهَابَ إِلَيْهَا ، وَجَعَلَهَا مَوْطِنًا لَهُ يَأْلَفُهَا وَيُحِبُّهَا وَيَعْتَادُ الْجُلُوسَ فِيهَا لِلصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ وَالْعِلْمِ وَغَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ إِخْلاَصًا للهِ تَعَالَى ، وَمُتَابَعَةً لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ – الْقَائِلِ : « الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ ، وَتَكَفَّلَ اللهُ لِمَنْ كَانَ الْمَسْجِدُ بَيْتَهُ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ ، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ ، إِلَى الْجنَّةِ » صححه الألباني .
وَقَدْ وَعَدَ اللهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ – أَنَّ مَنْ يَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ صَبَاحًا أَوْ مَسَاءً لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ بِالضِّيَافَةِ الَّتِي لاَ تَخْطُرُ لَهُ عَلَى بَالٍ فِي الْجَنَّةِ ؛ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: « مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ » متفقٌ عَلَيهِ . وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : « مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً ، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً » رواه مسلم .
والمؤمنُ إذ يمشي إلى الصلاةِ فإنَّما هو يمشي إلى نورٍ ، وهو من اللهِ في نور ، وإن غطَّاهُ ظلامٌ دامس ، " بشّرِ المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامّ يوم القيامة " .
وَاللهَ يَفْرَحُ فَرَحًا يَلِيقُ بِجَلاَلِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، بِقُدُومِ عَبْدِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: « مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ ـ أي جعَلَ المسجِدَ كالوطَنِ له يألُفُه ويُقيمُ به ويرتاحُ إليه ـ ، إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ » أي فرِحَ الله به وأقبَلَ عليه وتلقَّاه ببِرِّه وإكْرامِه . صححه الألباني .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Nov, 03:23


أَيُّها المؤْمِنوُنَ : اعْتَنوُا بِبُيوُتِ اللهِ ، وعظموها ، فإنَّ ذلِكَ مِنْ تَعْظيمِ شَعائِرِ اللهِ : ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ ..
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْمُرُ بُيُوتَ اللهِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، اللَّهُمَّ عَلَّقْ قُلُوبَنَا بِهَا ، وَارْزُقْنَا الثَّبَاتَ عَلَى الدِّينِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ..
أَقوُلُ هذا القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ فاسْتَغْفِروُهُ ..

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
الْحَمْدُ للهِ ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .. أَمَّا بَعْدُ :
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى .. واعلموا أنَّ الشرعَ الحنيف رغَّبَ فِي الاهتمامِ بالمساجدِ وعمارتها ، ورتَّبَ علَى ذلكَ ثوابًا عظيمًا ، وأجرًا كبيرًا ؛ فقالَ - سبحانهُ وتعالَى -: ( إِنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ولَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدينَ ) ، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ بَنَى مَسْجِداً لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً في الْجَنَّةِ " .
ومنْ وجوهِ الإعمارِ عِمارَتَها بِالبِناءِ ، وَالصَّيانَةِ ، وَالإِصْلاحِ ، وَالتَّرْميمِ عَلَىَ نَحْوٍ لا إِسْرافَ فِيِهِ وَلا تَفاخُرَ ، لأَنَّ ذَلَكَ وَسيِلَةً للمَقْصوُدِ مِنْ هَذِهِ المساجِدِ ، وَسَبيِلِ يُوُصِلُ لِعِمارَتِها المعْنَوِيَّةِ مِنَ الصَّلاةِ وَالذِّكْرِ ، وَتِلاوَةِ القُرْآنِ وَنَشْرِ العِلْمِ ، وَغَيْرِ ذَلكَ مِنْ أَعْمالِ الطَّاعاتِ ، وَأَلْوانِ الحَسَناتِ وَالقُرُباتِ ، الَّتِي تَكوُنُ في هَذِهِ البِقاعِ الطَّاهِرَةِ المباركَةِ .
أيهَا المؤمنونَ : إنَّ للمساجدِ حرمةً وقدسيةً وآدابًا يجبُ أنْ يراعيَهَا المسلمُ حتَّى يتحققَ لهُ الأجرُ والثوابُ والفضلُ والإحسانُ ، ومنهَا :
أخذُ الزينةِ عندَ الذهابِ إليهَا ، ولبسُ أحسنِ الثيابِ وأجملِهَا وأنظفِهَا ، ولاَ يصحُّ للمسلمِ أنْ يأتِيَ المسجدَ وهوَ يحملُ فِي ثوبِهِ ، أوْ بدنِهِ رائحةً كريهةً تؤذِي إخوانَهُ المصلينَ ؛ كرَائِحَةُ الثُّومِ وَالْبَصَلِ والدخان والعرق ؛ فَإِنَّها أَذِيَّةٌ لِلْمُصَلِّي وَالْملاَئِكَةِ .
وَيُصَانُ الْمَسْجِدُ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ ، أَوِ الْكَلَامِ الَّذِي لَا فَائِدَةَ مِنْهُ ؛ لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يُؤْذِي مَنْ حَوْلَهُ من المصلين ، وَمِمَّا تُصَانُ عَنْهُ الْمَسَاجِدُ نَشْدُ الضَّالَّةِ وَالْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ فيها .
وَمِنَ الإيذَاءِ الذي عمَّ فِي مَسَاجِدِنا وَقَطَعَ عَلى الْمُصَلِّينَ خُشُوعَهُم ، مَا يَصدُرُ مِن الجَوَّالاتِ من نَغَمَاتٍ مُوسِيقِيَّةٍ ، فلا يَجُوزُ أَنْ تُدَنَّسَ بُيُوتَ اللهِ تَعَالى بِهذهِ الأَجْرَاسِ الشَّيطَانِيَّةِ .
وَمِمَّا يُنَبَّهُ عَلَيْهِ : تَجْنِيبُ الْمَسَاجِدِ الْأَطْفَالَ المزعجينَ المؤذين والذينَ يُحضرونَهم أوليائهم بحجةِ تعويدِهم على الصلاةِ ، فهؤلاءِ يُخشَى أن يأثمُوا من حيثُ يُريدونَ الأجرَ .
وَكَذَلِكَ التَّأْكِيدُ عَلَى حُرْمَةِ التَّعَدِّي عَلَى الْمَسَاجِدِ وإِحْدَاثَ الضَّرَرِ بها بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ ، وهو مِنَ الْفَسَادِ وَالْمُنْكَر الَّذي يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَعَاوَنُوا عَلَى مَنْعِه وَالإِبْلاَغِ عَنْه .
عبادَ اللهِ : حافِظُوا علَى قُدْسيةِ المسجدِ ، وحرمتِهِ ، ونظافتِهِ ، وإحياءِ شعائرِهِ ، واعلمُوا أنَّ كلَّ مَا تنفقُونَهُ فِي عمارةِ بيوتِ اللهِ – تعالَى - ورعايتِهَا يضاعفُهُ اللهُ - عزَّ وجلَّ - لكُمْ أضعافا كثيرة ، فقدمُوا الخيرَ لأنفسِكُمْ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً .
هَذَا ، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ : ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، وَقَالَ - ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا » .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

06 Nov, 03:18


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

01 Nov, 09:28


خطبة / يوم الوشاح !! .
تاريخ : ٢٩ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Oct, 18:11


خطبة جمعة ٢٩ / ٤ / ١٤٤٦
اخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : يوم الوشاح !! 29/4/1446
الحَمْدُ للهِ أَحَاطَ بِكِلِّ شَيءٍ عِلماً ، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْرًا ، وَأَسْبَغَ عَلَى الخَلَائِقِ مِنْ حِفْظِهِ سِتْرًا ، أَحْمَدُهُ – سُبْحَانَهُ – وَأَشْكُرُهُ ، وَأَتُوبُ إِلَيهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً عُذْرًا وَنُذْرًا ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ ، وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ ، أَخْلَدَ اللهُ لَهُمْ ذِكْرًا ، وَأَعْظَمَ لَهُمْ أَجْرًا . أما بعد :
فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التَّقْوَى ، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى .
عباد الله : أحدثكم الْيَوْم عَنْ قِصَّةٍ تَتَجَلَّى فِيهَا حِكْمَةُ اللهِ ، وَتَظْهَرُ فِيهَا رَحْمَته ، فَكَمْ مِنْ حَادِثٍ يَمُرُّ بِالْإِنْسَانِ ظَاهِرُهُ الشَّرُّ ، وَبِدَايَتُهُ الْكَرْبُ ، وَباطِنُهُ الرَّحْمَةُ ، وَمَآلُهُ الْفَرَحُ وَالْفَرَجُ وَالْخَيْرُ !.
إنها قِصَّةُ اِمْرَأَةٍ ، لم نَعْرِفْ مِنْ خَبَرِهَا إِلَّا أَنَّهَا كَانَتِ اِمْرَأَةً صَالِحَةً ، وَكَانَتْ أَمَةً سَوْدَاءَ لِبَعْضِ العَرَبِ ، أَسْلَمَتْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَكَانَتْ مِنَ الصَّحَابِيَّاتِ ، وَهَاجَرَتْ لِلْمَدِيْنَةِ ، وَكَانَ لَهَا مَسْكَنٌ صَغِيْرٌ فِي المَسْجِدِ ، وَقَدْ جَرَى عَلَيْهَا اِبْتِلَاءٌ فِيْ يَوْمٍ سَمَّتْهُ يَوْمَ الوِشَاحِ .
كَانَتْ هَذِهِ الصَحَابِيَّةُ الجَلِيْلَةُ صَدِيْقَةً لِعَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -, تَأْتِيْهَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالأُخْرَى وَتَتَحَدَّثُ مَعَهَا ، وَكَانَتْ كُلَمَّا اِنْتَهَتْ مِنْ حَدِيْثِهَا خَتَمَتْهُ بِبَيْتٍ مِنَ الشِعْرِ فَقَالَتْ :
وَيَوْمُ الوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا *** أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجَانِي
قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - كَمَا رَوَاهُ عَنْهَا البُخَارِيُّ : " فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قُلَتُ لَهَا : وَمَا يَوْمُ الْوِشَاحِ ؟! قَالَتْ : خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ ـ أي صبية ـ لِبَعْضِ أَهْلِي ، وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ – أَيْ : جِلْد - فَسَقَطَ مِنْهَا ، " قَالَ القَسْطَلَّانِيُّ فِيْ تَعْرِيفِهِ لِلوِشَاحِ : مَا يُقَدُّ مِنَ الجِلْدِ وَيُرَصَّعُ بِالجَوَاهِرِ ، وَتَشُدُّهُ المَرْأَةُ بَيْنَ عَاتِقَيْهَا " ، قَالَت : فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا ـ أَيْ : طَائِرُ الحِدَأَةُ ـ وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْهُ ـ لأنَّهُ كانَ أحمرُ اللون كأنَّهُ قطعةُ لحمٍ ـ ، فَاتَّهَمُونِي بِهِ ؛ فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي ، ـ أي أنهم فتشوها تفتيشًا دقيقًا حتى نزعوا ملابسها وفحصوها مقبلة ومدبرة في إهانةٍ تنافي حقَّ الإنسان في الاستتارِ وحفظِ الخصوصية ، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي ، إِذْ أَقْبَلَتْ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُؤوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ ، فَأَخَذُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ : هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ " . رواه البخاري .
عباد الله : إِنَّ هَذِهِ المرأةُ الضعيفة تَعَرَّضَتْ لِمِحْنَةٍ عَظِيمَةٍ ، وَتُهْمَةٍ مُؤْلِمَةٍ ، اتُّهِمْتْ بِالسَّرِقَةِ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ، اسْتَغَلُّوا ضَعْفَهَا وَعَدَمَ وُجُودِ نَاصِرٍ لَهَا ، فلَيْسَ لَهَا رُكْنٌ شَدِيدٌ تَأْوِي إِلَيْهِ ، وَعِنْدَمَا فَقَدُوا حَاجَةً لِإِبْنَتِهِمْ ، كَانَ أَيْسَرَ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ الْبَحْثُ عَنْ ضَحِيَّةٍ يَتَّهِمُوْنَه ؛ فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهَا التُّهْمَةُ مِنْ دُونِ قَرَائِنَ ، ، وَلَا حُجَجٍ ، وَلَا بَرَاهِينَ ، حَتَّى أَذَلُّوهَا أَيَّمَا إِذْلَالٍ ، وَفَتَّشُوا عَنْ حَاجَتِهِمْ فِي عَوْرَتِهَا الْمُغَلَّظَةِ ؛ لَعَلَّهُمْ يَعْثُرُونَ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ حَيَاءٍ أَوْ رَحْمَةٍ ، وَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى إِذْلَالِهَا وَقَهْرِهَا جَاءَ الْفَرَجُ مِمَّنْ بِيَدِهِ الْفَرَجُ وَالنَّصْرُ ، فَعَادَتْ الْحِدَأَةُ - فَأَلْقَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَاجَتَهُمُ الَّتِي اتَّهَمُوا بِهَا الْمِسْكِينَةَ .
فَكَانَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ سَبَبًا لِتَرْكِهِمْ لَهَا ، وَنَجَاتِهَا مِنْ قَهْرِهِمْ وَتَسَلُّطِهِمْ ، فَكَانَ مَآلُ هَذِهِ الْحَادِثَةِ الْخَيْرَ الْعَظِيمَ ، وَكَمَا قَالَ -تَعَالَى -: ( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) ، وَقَالَ – تَعَالَى -: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) ، حَيْثُ خَرَجَتْ مِنْ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Oct, 18:11


عِنْدِهِمْ تَبْحَثُ عَنْ مَكَانٍ تَأْوِي إِلَيْهِ ، فَهَدَاهَا اللهُ إِلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ ؛ لِتَلْقَى خَيْرَ الْبَشَرِيَّةِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَسْلَمَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَاتَّخَذَتْ مَكَانًا لَهَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ ، وصرفت وقتها لتنظيف المسجد بعد خروج المصلين والناس منه ، فَكَانَ أهْلُ الْمَدِينَةِ أَهْلَهَا ، فرضى الله عنها وأرضاها .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ..

الخطبة الثانية :
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ :
عِبَادَ الله : وذاتَ يومٍ افتقدَ النبيُّ الكريمُ - عليه الصلاة والسلام - هذه المرأةَ وسألَ عنها ، فقيلَ لهُ : ماتت ، فقال : ألا آذنتموني ؟ لِم لم تقولوا لي أنها ماتت ؟ قالوا : كَرِهنا أنْ نُوقِظَك لَيلًا ، وكأنهم صغروا شأنها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دلوني على قبرها ، فذهب معهم إلى المقابر ، وأشاروا له على قبرها ، فوقف يصلي ، وبعدما صلى قال : إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم ، ووقف عليه مصليًا وداعيًا لها ولأهل القبور .
عِبَادَ اللهِ : إِنَّ فِي خَبَرِ يَوْمِ الْوِشَاحِ لَبُرْهَانًا سَاطِعًا ، وَدَلِيلًا وَاضِحًا ، عَلَى أَنَّ اللهَ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ لَطِيفٌ بِهِمْ ، وَأَنَّ مَآلَاتِ الْفِتَنِ وَثِمارَ الْمِحَنِ لِمَنْ صَبَرَ وَلَمْ يَجْزَعْ خَيْرٌ عَظِيمٌ ، فَإحْسَانُ الظَّنِّ بِاللهِ ، وَحُسْنُ الثِّقَةِ بِهِ يُعَجِّلُ بالْفَرَجَ ، وَيَأْتِي بِالْخَيْرِ ، فَلَا نَجَاةَ إلَّا بِاللُّجُوءِ إِلَى اللهِ ، وَتَفْوِيضِ الْأَمْرِ لَهُ ، فَلَا مَنْجَى وَلَا مَلْجَأَ مِنْهُ إلَّا إِلَيْهِ ، انْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ كُلَّمَا تَذَكَّرَتْ يَوْمَ تُهْمَتِهَا ؛ فَرِحَتْ بِمَا آلَتْ إِلَيْهِ نَتَائِجُ تِلْكَ الْمِحْنَةِ ، وَمَا أَثْمَرَتْهُ عنه تِلْكَ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَعَرَّضَتْ لَهَا ، لَقَدْ أَثْمَرَتْ تِلْكَ الْمِحْنَةُ أَنَّهَا عَرَفَتِ اللهَ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ ، وَقَادَتْهَا تِلْكَ الرَّحْمَةُ الْإلَهِيَّةُ إِلَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وآمنتْ بخاتمِ الأنبياءِ ، وصارتْ مسؤولةً عن نظافةِ إحدى أطهرِ البقاعِ وأكثرها قداسةً وأجرًا ، وأصبحت جليسةً لحبيبةِ رسولِ اللهِ وأمِّ المؤمنين ، ونالت من عنايةِ النبي وسؤالهِ وصلاتهِ ما تُغبط عليه ، وحجزت لها موضعًا في كتبِ السنةِ وعلى رأسها صحيحُ البخاري ، وتفتقت أذهانَ الفقهاءِ عن أحكامٍ وحكمٍ من قصتها ، وخلّد المسلمونَ سيرتها مقرونةً بالترضي عليها إلى قيام الساعة ؛ فأيّ خيرٍ ، وأيّ منحٍ جاءت تسعى إلى إنسانِ ربما زهد فيه عارفوهُ ، أو احتقروهُ في أولِّ حياته .
فَإِلَى كُلِّ مُبْتَلًى وَمَكْرُوبٍ : خُذْ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ الْعِظَةَ وَالْعِبْرَةَ ؛ فَإِنَّ فَرَجَ اللَّهِ قَرِيبٌ ، فَثِقْ بِاللهِ ، وَلَا تَجْزَعْ ، وَلَا تَعْجَلْ ، وَفَوِّضِ الْأَمْرَ إِلَى مَنْ بِيَدِهِ الْأَمْرُ ، أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ .
عِبَادَ اللَّه : وَمِنَ الْفَوَائِدِ الْجَلِيْلَةِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ الْعَجِيبَة : أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَظْلِمُ غَيْرَهُ ، وَلَا يَسْتَغِلَّ ضَعْفَهُ لِإِلْقَاءِ التُّهَمِ عَلَيْهِ بِدُونِ حِجَجٍ وَبَرَاهِين ، وَأَنّ هُنَاكَ - خَاصَّةً مِنْ رَبَّاتِ الْبُيُوت - إذَا فَقَدَتْ شَيْئاً مِنْ مَتَاعِهَا ، بَادَرَت بِاِتِّهَامِ الْعَامِلَاتِ مَعَهَا ، دُونَ أَنْ تَتَثَبَّت ، أَو تَتَبَيَّن ، وَتَزْرَعُ الشَّكَّ فِي هَذِهِ الْعَامِلَة ، وَتَبْدَأُ بِتَفْتِيشِ أَمْتِعَتِهَا ، باسْتِغلالٍ لضَعْفِهَا ، وَبَعْضُ هَذِهِ الْعَامِلَاتِ قَدْ تَكُونُ مِنْ أَصْلَحِ النِّسَاءِ ، ومِنْ أَتْقَى النِّسَاء ، وَلَكِنَّ الضَّعْفَ الَّذِي تُعَانِيه ، وَالْغُرْبَة ، وَاِبْتِعَادُهَا عَنْ أَهْلِهَا ، وَشَظَفُ الْعَيْشِ الَّذِي تُعَانِيْ مِنْهُ ، جَعَلَهَا تَتَحَمَّل هَذَا الظُّلْمُ عَلَى مَضَضٍ !.
فَعَلَيْنَا أَن نَتَّقِيَ اللَّهُ فِي أَنْفُسِنَا ، وَأَنْ لَا نَسْتَغِلَّ ضِعْفَ الضَّعِيف لِنَظْلِمهُ ، وَنَزِيد عَلَيْه الْأَلَم ألماً ، وَالْعَذَاب عَذَابًا ، كَذَلِك عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ اللَّهَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، يَقْبَلُ الدُّعَاءَ مِنَ الْكَافِرِ إذَا كَانَ مَظْلُوماً ، وَمِنَ الْفَاجِرِ وَالْفَاسِقِ إذَا كَانَ مَظْلُوماً ، فَلْنَتقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّ اللهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - قَدْ حَرَّمَ

القطوف الندية من الخطب المنبرية

30 Oct, 18:11


الظُّلْمَ عَلَى نَفْسهِ ، وَجَعَلَهُ بَيْنَ عِبَادِهِ مُحَرَّما ، فَلَا تَظَالَمُوْا .
اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا ، الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن ، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

25 Oct, 09:38


خطبة / القاتل رقم واحد !! .
تاريخ : ٢٢ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Oct, 21:08


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Oct, 21:06


خطبة جمعة ٢٢ / ٤ / ١٤٤٦
اخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad

القاتلُ رقم واحد !! 22/4/1446
الخطبة الأولى :
نحمدُ الله ، ونشكرُه ، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ ، ونشهدُ أن محمدًا عبد اللهُ ورسولهُ ، وصفيهُ وخليلهُ ؛ فصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ ، وعلى آله وأصحابهِ وتابعيهِ ، وتابعي تابعيهِ ، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ نلاقيهِ ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيهِ ، أما بعدُ :
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ .
عبادَ اللهِ: أحدُّثُكمُ اليومَ عنِ القاتلِ رقمِ واحد ، إنَّهُ القاتلُ الأكثرُ ضحايَا على مستَوى العالَمِ كلِّهِ ، بلْ على مستوى التاريخِ أجمع ، لستُ أعنِي الحروبَ ، فالحروبُ وإنِ فَتَكتْ بملايينِ البشرِ فليستْ هيَ القاتلُ رقمُ واحد .
ولستُ أعنِي الأمراضَ ، فالأمراضُ مجتمعةً بما فيها الإيدْزِ والطاعونِ والملاريَا ليستْ هيَ القاتلُ رقمُ واحد .
ولستُ أعنِي الحوادثَ ، فحوادثُ السياراتِ والطائراتِ والسفنِ وجميعِ وسائلِ المواصلاتِ ليستْ هيَ القاتلُ رقمُ واحد .
ولستُ أعنِي الحرائقَ ، فالحرائقُ على كثرةِ أنواعِها واتساعِ ضررِها وفداحةِ خسائِرِها ليستْ هيَ القاتلُ رقمُ واحد .
ولستُ أعنِي الجوعَ والفقرَ ، فالفقرُ وإن كانَ يهدِّدُ ثلثَ شعوبِ الأرضِ فليسَ هوَ القاتلُ رقمُ واحد .
ولستُ أعنِي الكوارثِ الطبيعيَّةِ ، فالزلازلُ والبراكينُ والأعاصيرُ والفيضاناتُ مجتمعةً ليستْ هيَ القاتلُ رقمُ واحد .
أتدرونَ منْ هوَ القاتلُ رقمُ واحدٍ في العالمِ كلِّهِ ؟
إنَّهُ التدخينُ يا عبادَ الله .. نعمْ ، إنهُ التدخينُ ، أكبرُ قاتلٍ في التاريخِ .
والدليلُ أنَّ ضحاياهُ في العامِ الواحدِ أكثرُ منْ خمسةِ ملايينَ مدخنٍ ، وبهذا يكونُ معدَّلُهُ اليوميُّ (14 ألف قتيلٍ يوميًّا ) أيْ أنَّ هناكَ عشْرةَ مدخِّنينَ يموتونُ في كلِّ دقيقةٍ ، ولا تتوقفُ الفاجعةُ عندَ هذا الحدِّ المهولِ ، فالكارثةُ في تسارعٍ رهيبٍ ، وانحدارٍ سحيقٍ ، وعندها ستكونُ المرافقُ الصحيَّةُ في كثيرٍ منَ الدولِ أعجزَ منْ أنْ تواجِهَ هذا الوباءِ فهلْ منْ وقفةٍ جادَّةٍ قبلَ فواتِ الأوانِ .
أيُعْقَلُ - يا عبادَ الله - أنْ يجتمعَ في بلادِنَا الغاليةِ ، أكثرُ منْ ستَّةِ ملايينَ مدخِّن ٍومدخنةٍ ، لينفثُوا في أجوائِنا يوميًّا أكثرَ منْ 132 مليونَ سيجارةٍ ، وليتلِفُوا منْ حرِّ أموالِهم ما يزيدُ على 33 مليون ريالٍ يوميًّا ، أي 12 مليارَ ريالٍ سنويًّا تذهبُ مباشرةً لجيوبِ الأعداءِ ، ليعدُّوا لنَا بها أنواعًا أخرى منَ السمومِ البدنيَّةِ والفكريَّةِ ، ثمُ الحصادُ الأمَرُّ والأكبرُ والأخطرُ ، هوَ أنَّ أكثرَ منْ خمسٍ وعشرينَ ألفَ مدخِّنٍ ومشيِّشٍ منْ سواعدِ الوطن ِوأبنائِهِ يُقتلونَ كلَّ سنةٍ بسببِ التدخينِ ، والنسبةُ في ازديادٍ مهولٍ .
أمَّا تكاليفُ العلاجِ ، فيبلغُ متوسطُها أكثرَ منْ ثلاثةِ أضعافِ ما ينفَقُ على التدخينِ ، وتشيرُ إحصاءاتِ وزارةِ الصحةِ إلى أنَّ (15%) من تكاليفِ الرعايةِ الصحيَّةِ الحكوميَّةِ تذهبُ لمرضى التدخينِ وحدَهُم .
أليسَ هذا جنوناً رسميًا ، وسفَهًا بيِّنًا ، وتبذيرًا صِرْفًا ، كيفَ يجتمعُ هذا العددُ الضخمُ من الناسِ ، ليحرِقوا هذَا الكمَّ الهائلَ منَ السجائرِ ، فيلوِّثُوا هواءَنَا ، ويفسدُوا بيئتَنَا ، ويدمِّرُوا صحَّتَهُم وصحّتَنَا ، ثمَّ نخسرُ هذَا العددَ الهائلَ منْ أبنائِنَا وبناتِنَا.
ولا يظنَّنَّ ظانٌّ أنَّ الشيشةَ أهونُ منَ التَّبغِ ، فرأسٌ واحدٌ منَ الشيشةِ يزيدُ علَى القوَّةِ التدميريَّةِ لخمسٍ وخمسينَ سيجارَةً مجتمعةً ، وأشدُّ من ذلكَ ، وأعظمُ خطرًا ، وأشدُّ سمًّا ، ما يُسمَّى " السيجارةُ الإلكترونيةُ الفِيب " ، التِي أثبتتْ هيَ أيضًا خطورَتَها على صحَّةِ الإنسانِ وهلاكِهِ .. ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ .
إنَّهَا أسلحةُ دمارٍ شاملٍ تفتِكُ بأغلى مقدَّرَاتِنَا ، فإلى أين ؟
وتشيرُ الإحصاءاتُ إلى أنَّ متوسطَ ما ينفقُهُ المدخِّنُ طوالَ حياتِهِ على التدخينِ فقطْ يزيدُ عن الثلاثينَ ألفِ ريالٍ ، فضلًا عنْ أضعافِها لعلاجِ الأمراضِ التي سيسبِّبُها لهُ التدخينُ فيمَا بعدُ ، فإنْ لم يكنْ هذَا هوَ التبذيرُ المذمومُ ، فمَا هوَ إذنْ !.
ليسَ هذَا فحسبُ ، بلْ إنَّ المدخِّنينَ مَبْلِيُّونَ بنوعٍ آخرَ منَ التبذيرِ لا يشاركُهُم فيهِ غيرُهمْ ، وهوَ تبذيرُ الأعمارِ ، فدراساتٌ وإحصاءاتٌ تؤكِّدُ أنَّ تدخينَ سيجارةٍ واحدةٍ يُنقصُ منْ متوسِّطِ عمرِ الفردِ ما لا يقلُّ عنْ خمسِ دقائقَ ، وأنَّ المدخِّنَ الذي يستهلكُ علبةً في اليومِ يُتوقَّعُ بإذنِ اللهِ أن يُنقصَ منْ عمرِهِ وسطيًّا بمقدارِ أربعِ سنواتٍ ، فضلًا عنْ أنَّ سنواتِ عمرِهِ الأخيرةِ ستكونُ كلُّها معاناةٍ معَ الأمراضِ التي سيسبِّبهَا لهُ الاستمرارُ في التدخينِ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Oct, 21:06


وإذَا كنَّا نؤمنُ أنَّ الأعمارَ بيدِ اللهِ ، فهوَ سبحانَهُ الذِي يقولُ : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) .
وأمرٌ آخرَ: تشيرُ التحاليلُ الكيميائةُ لمادتيِ التبغِ والجراكِ ، أنهُ يدخلُ في تكوينِها وتصنيعِها أكثرُ منْ أربعةِ الآفِ مادَّةٍ كيميائيَّةٍ ، منهَا خمسونَ مادةً سامَّةً ، و40 مادةً تسببُ السرطان ، كما أنَّ مجموعةً كبيرةً منْ هذهِ الموادِّ تدخلُ في تصنيع المنظِّفاتِ ، والمطهِّراتِ ، ومزيلاتِ الطلاءِ ، ومبيداتِ الحشراتِ .
وأمرٌ آخرَ ، هناكَ أكثرَ منْ خمسينَ ألفَ بحثٍ علميٍّ ، موثَّقٍ منْ هيئاتٍ رسميةٍ معتمدَةٍ ، من ثمانينَ دولةٍ مختلفةٍ ، كلُّها تدينُ التدخينَ ، وتؤكِّدُ أنَّهُ مدمِّرٌ للصحَّةِ ، وأنَّهُ المسئولُ الوحيدُ عن 98 % من جميعِ حالاتِ سرطانِ الرئةِ ، وعن 90% منْ حالاتِ سرطانِ الحنجرةِ ونسبٍ متقاربةٍ لحالاتِ سرطانِ الفمِ والمريءِ والمثانةِ والمعدةِ والبنكرياسِ والكُليَةِ والدماغِ ، وأنَّهُ المسئولُ الوحيدُ عن ِانسدادِ الرئةِ ، وعنْ 97 % منْ حالاتِ تصلُّبِ الشرايينِ والجلطاتِ والذبحَاتِ وهبوطِ القلبِ ، وأنَّهُ السببُ المباشرِ لضعفِ الشهيَّةِ ، والضعفِ الجنسيِّ ، وضعفِ الذاكرةِ ، وضعفِ البصرِ ، وهشاشةِ العظامِ ، وضعفِ الأعصابِ ، والشيخوخةِ المبكِّرةِ .
ليسَ هذا فحسبُ بلْ وتؤكدُ الدراساتُ أنَّ أذى المدخِّنِ لا يقتصرُ على نفسِهِ ، بلْ يتعدَّاهُ إلى المقرَّبينَ منهُ ، فقدْ جاءَ في أحدِ تقاريرِ منظمةِ الصحةِ العالميةِ أنَّ أكثرَ من 18 ألفٍ طفل يموتونَ بسببِ تدخينِ الوالديْنِ ف ( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) .
أمَّا إحصائياتُ ودراساتُ إداراتُ الدفاعِ المدنيِّ فتؤكدُ أنَّ ثلثَ الحرائقِ سببُهَا أعقابُ السجائرِ .
فتخيلَّوا حجمَ الكارثَةِ ، وتخيَّلوا كم سيوفِّرُ المجتمعُ ، وكمْ سيسعدُ أفرادُه ويصِحُّوا لو توقَّفُوا فقطْ عنِ التدخينِ .
فإِلى كل أسيرٍ لهذِهِ الآفةِ الملعونَةِ : اعتبرْ بغيركَ ، قبلَ أن يعتبرَ بكَ غيرُك .
رجلٌ متوسطُ العمرِ ، موفورُ العافيةِ ، صحيحُ البدنِ ، في البدايةَ أصيبَ بشيءٍ من السعالِ فلم يُلقِ لهُ بالًا ؛ لكنَّهُ ما لبثَ أنْ تفاقمَ وأخذَ يتكرَّرُ طوالَ اليومِ ، ورغمَ ذلكَ فلا يزالُ الرجلُ نشيطًا ولا تزالُ الشهيَّةُ للأكلِ جيدةً إلى حدٍّ ما .
بعدَ عدَّةِ أيامٍ لاحظَ حَمَدُ - وهذَا هوَ اسمُهُ – لاحظَ بعضَ نقاطِ الدمِ تنزِلُ معَ البلغَمِ ، وتأكَّدَ لهُ ذلكَ بعدَ تكرُّرِ المشهَدِ معَ كلِّ نوبَةِ سعالٍ ، أحسَّ بشيءٍ منَ الخوفِ ، فذهبَ إلى الطبيبِ وبعدَ الفحصِ ، طالبَهُ الطبيبُ بالأشعَّةِ ، ولَمَّا تمعَّنَ الطبيبُ فيهَا سألَهُ ، كمْ علبةٍ في اليومِ تدخِّنُ ؟ فأجابَهُ حمدُ : بأنَّهُ يدخِّنُ منْ علبةٍ إلى علبتينِ ، ومنذُ متى وأنتَ تدخِّنُ ؟ أجاب حمدُ : منذُ أنْ كانَ في العشرينَ منْ عمْرِهِ ، بشِّر يا دكتور ، قالَ الطبيبُ : هناكَ اشتباهٌ بوجودِ ورَمٍ في الرئةِ وتحتاجَ إلى المزيدِ منَ الفحوصاتِ : فعُملتْ لهُ الفحوصاتُ اللازمةِ ، وأخيرًا ظهرتِ النتيجةُ بعدَ أسبوعينِ منَ التحاليلِ والفحوصاتِ ... إنهُ سرطانُ الرّئَةِ وقدْ وصلَ إلى مرحلةٍ متأخِّرةٍ وانتشرَ إلى الكبدِ ، وخنقَ الأوردةَ ، وسببَ شللًا في أعصابِ الحبالِ الصوتيةِ والحجابِ الحاجزِ ، وهوَ منَ النوعِ الذِي لا يمكنُ استئصالُهُ جراحيًّا ، كما أنَّ الأشعَّةَ العلاجيةَ قدْ لا تفيدُ فيه شيئًا ، أمَّا علاجُهُ بالأدويةِ الكيميائيةِ فقدْ يساعدُ قليلًا لكنهُ يحملُ أعراضًا جانبيةً خطيرةً .
وبدأتْ رحلةُ العلاجِ المريرةِ ، وأخذَ حَمَدُ يترددُ على جلساتِ الأشعةِ لتقليصِ الورمِ وتخفيفِ ضغطهِ على أوردةِ العنُقِ ، ثم جاءَ دورُ العلاجِ الكيماويِّ وما أدراكمْ ما الكيماويُّ ، معاناةٌ والآمٌ لا توصفُ ، وبعدَ ستةِ أشهرٍ أو أكثرَ بقليلٍ منَ المعاناةِ الشديدةِ ، والأوجاعِ الرهيبةِ ، وفقدانِ الشهيةِ ، وصعوبةِ الأكلِ ، ونقصِ الوزنِ إلى حدِّ العجافِ والهزالِ الشديدِ ، ماتَ حمدٌ .
هذهِ حالةُ مريضٍ واحدٍ فقط معَ التدخينِ.
فيَا أخيِ الغالي : أتريدُ أنْ تكونَ مثلَ حمدٍ لكيْ تشعرَ بخطورةِ التدخينِ ؟
اللهمَّ عافِي مبتلانَا واشفِ مرضانَا ، نستغفرُكُ ربَّنَا ونتوبُ إليكَ ..

الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ وكفى ، وصلاةً وسلامًا على رسولهِ المصطفَى ..
وبعدُ :
فيا منِ ابتليتَ بهذَا الداءِ ؛ تذكَّرْ أنَّ اللهَ يراكَ ، تذكَّرْ أنَّ اللهَ أمرَكَ ونهاكَ : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Oct, 21:06


يا منِ ابتليتَ بهذَا الداءِ الخبيثِ ، تذكَّرْ وصفَ ربِّكَ لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . فهلْ أنتَ منهُمْ ؟!
يا منِ ابتليتَ بهذَا الداءِ القاتلِ ، تذكَّرْ أنَّ اللهَ هوَ القائلُ : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا ) .
يا مَنِ ابتليتَ بهذَا الداءِ المهلِكِ ، تذكرْ نَهْيَ ربِّكَ : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
يا منِ ابتليتَ بهذَا الداءِ السَّامِّ ، تذكرْ قولهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ : " مَنِ احَتَسَى سمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ بِيَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا " .
يَا مَنِ ابْتُلِيتَ بِتَبْذيِرِ مالِكَ وصِحَّتِكَ وَعُمرِكَ ، منْ أجل ِالدخانِ : تذكَّرْ : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
يَا مَنِ ابْتُلِيتَ بهذَا الدَّاءِ المؤذِي لأهلِكَ ومنْ حولَكَ ، اسمعْ لقولِ
ربِّكَ : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) .
أيُّهَا الأحبَّةُ : إني لأرجو بعدَ هذهِ الجولةِ الطويلةِ والمؤلمةِ أنْ يتذكَّرَ النَّاسِي ، ويتَنَبَّهَ الغافِلُ ، ويتعلَّمَ الجاهلُ ، ويتنازلَ المعانِدُ ، ويعزِمَ المتردِّدُ ، إنَّني أدعُو كلَّ مدخِّنٍ للتوبةِ الصادقةِ ، وأنْ يتركَهُ طاعةً للهِ ، وحفاظًا على نفسِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ، ومنْ تركَ شيئًا للهِ عوَّضَهُ اللهُ خيرًا منْهُ .
فاستعنْ باللهِ ولا تعجِزْ ، وتذكَّرْ أنَّ رضَا الرحمنِ والانتصارَ علَى النفسِ والشيطانِ لهُمَا لذَّةٌ أعظمَ منْ لذَّةِ التدخينِ ، أكثِرْ منَ الذِّكْرِ و الدعاءِ ، وابتعِدْ عنْ رفقَاءِ التدخينِ وكلِّ ما يذكِّرُكَ بهِ قدرَ الإِمكانِ ، تسلَّحْ بالصبرِ والإرادةِ ، وبإذنِ اللهِ ستهزمْ هذِهِ العادةِ .. ثم صلَّوا وسلِّمُوا ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

23 Oct, 21:06


من مشكاة النبوة /
ونكمل الحديث عن أصول الاخلاق والآداب في الاحاديث النبوية .
ومع الأصل الرابع /
سلامة القلب :
عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمنُ أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه " ؛ متفق عليه .
يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ الجليلِ - الذي قِيلَ فيه : إنَّه رُبُعُ الإسلامِ ، ومِن أحاديثَ أربعةٍ تَتفرَّعَ عنها جِماعُ آدابِ الخيرِ - أنَّه لا يَتحقَّقُ الإيمانُ الكامِل لأحدٍ مِن المُسلِمينَ - والنفيُ هنا لا يُقصَدُ به نفْيُ أصلِ الإيمانِ ، وإنَّما نفْيُ الكَمالِ - حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنفْسِه مِن الطَّاعاتِ وأنواعِ الخَيراتِ في الدِّينِ والدُّنيا ، ويَكرَهَ له ما يَكرَهُ لنفْسِه ، فإنْ رَأى في أخيه المسلِمِ نَقْصًا في دِينِه ، اجتهَدَ في إصلاحِه ، وإنْ رأَى فيه خيرًا سدَّدَه وأعانَه على الثباتِ عليه والزِّيادةِ منه ؛ فلا يكونُ المؤمنُ مُؤمنًا حقًّا حتَّى يَرضَى للنَّاسِ ما يَرضاهُ لنفْسِه ، وهذا إنَّما يَأتي مِن كَمالِ سَلامةِ الصَّدرِ مِن الغِلِّ والغِشِّ والحسَدِ ؛ فإنَّ الحسَدَ يَقتضي أنْ يَكرَهَ الحاسدُ أن يَفُوقَه أحدٌ في خَيرٍ ، أو يُساويَه فيه ؛ لأنَّه يُحِبُّ أنْ يَمتازَ على النَّاسِ بفَضائلِه ، ويَنفرِدَ بها عنْهم ، والإيمانُ يَقْتضي خِلافَ ذلك ، وهو أنْ يُحبَ الخيرَ للناس ..
رزقنا الله واياكم حسن الخلق وحب الخير للناس ..
وهو الموفق والهادي لسواء السبيل .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Oct, 20:23


من مشكاة النبوة /
ونكمل الحديث عن اصول الاخلاق والآداب في الاحاديث النبوية .
ومع الأصل الثالث /
( ترك الفضول ) :
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم : " مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ " ، والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ ، ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ ، وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ ، وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ ، ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى : الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ، وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحوالِ ؛ فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة ؛ بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ : كحقائقِ الغيبِ ، وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ ، ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ ، أو لا تكادُ تقَعُ ، أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها .
قال الحسن البصري : علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .
وقيل : من سأل عما لا يعنيه ، سمع ما لا يرضيه .
فالحديث أصل عظيم للكمال الخلقي ، وزينة للإنسان بين ذويه وأقرانه .
وللحديث بقية عن الاصل الرابع من اصول الاخلاق ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Oct, 17:40


من مشكاة النبوة /
ونكمل الحديث عن أصول الاخلاق والأداب في الاحاديث النبوية /
ومع الاصل الثاني :
وهو ( ضبط النفس ) ..
فعن ابي هريرة رضى الله عنه ان رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أوْصِنِي ، قالَ : لا تَغْضَبْ . فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ : لا تَغْضَبْ . رواه البخاري .
الغضب غَريزةٌ رَكَّبَها اللهُ في طَبيعةِ الإنسانِ ، وهو : تَغيُّرٌ يَحصُلُ عِندَ فَوَرانِ دَمِ القَلبِ ؛ لِيَحصُلَ عنه التَّشَفِّي في الصَّدرِ ، والنَّاسُ مُتَفاوِتونَ في مَبدَئِه وأثَرِه ؛ ومِن ثَمَّ كان منه ما هو مَحمودٌ ، وما هو مَذمومٌ ؛ فمَن كان غَضَبُه في الحَقِّ ، ولا يَجُرُّه لِمَا يُفسِدُ عليه دِينَه ودُنياه ، فهو غَضَبٌ مَحمودٌ ، ومَن كان غَضوبًا في الباطِلِ ، أو لا يَستَطيعُ التَّحكُّمَ في غَضَبِه إذا غَضِبَ ، ويَجُرُّه الغَضَبُ لِتَجاوُزِ الحَدِّ ، وإفسادِ دِينِه ودُنياهُ ؛ فهذا غَضَبٌ مَذمومٌ .
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رجلًا - اسمُه جاريةُ بنُ قُدامةَ رَضِيَ اللهُ عنه - طلب الوَصِيَّةَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأوصاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يغضَبَ ، وهو مَحمولٌ على الغَضَبِ المَذمومِ . وقيلَ : لَعَلَّ السائِلَ كان غَضوبًا ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنصَحُ كُلَّ واحِدٍ مِن أصحابِه بما هو أَوْلى به ويَحتاجُه ؛ فلهذا اقتَصَرَ في وَصيَّتِه له على تَركِ الغَضَبِ .
وقيلَ : مَعناه : اجتَنِبْ أسبابَ الغَضَبِ ، ولا تَتعَرَّضْ لِمَا يَجلِبُه ، وأمَّا الغَضَبُ نَفْسُه فلا يَتأتَّى النَّهيُ عنه ؛ لِأنَّه أمْرٌ طَبَعيٌّ لا يَزولُ مِنَ الجِبِلَّةِ .
وقيلَ : مَعناه : لا تَغضَبْ ؛ لأنَّ أعظَمَ ما يَنشَأُ عنه الغَضَبُ الكِبْرُ ؛ لكَونِه يَقَعُ عِندَ مُخالَفةِ أمْرٍ يُريدُه ؛ فيَحمِلُه الكِبْرُ على الغَضَبِ ؛ فالذي يَتواضَعُ حتى تَذهَبَ عنه عِزَّةُ النَّفْسِ يَسلَمُ مِن شَرِّ الغَضَبِ .
وقيلَ : معناه : لا تَفعَلْ ما يَأمُرُكَ به الغَضَبُ .
وقد جَمَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قَولِه : « لا تَغضَبْ » خَيْرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ ؛ لأنَّ الغَضَبَ يَؤُولُ إلى التَّقاطُعِ ومَنعِ الرِّفقِ ، ورُبَّما آلَ إلى إيذاءِ المَغضوبِ عليه دون وجه حق .
علاج الغضب :
• أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
• أن يتذكر الإنسان ما جاء في فضل الحِلْم وكَظْم الغيظ .
• أن يتذكر الإنسان ما يترتب على الغضب من مفاسد .
• يغير الحالة التي هو عليها ، فيجلس إن كان واقفًا ، ويضطجع إن كان جالسًا ، ليهدأ عنه الغضب .
• يغتسل أو يتوضأ ؛ إذ الغضب من الشيطان ، والشيطان خُلق من نار ، والماء يطفئ النار .
• يتذكر الإنسان قدرة الله عليه .
• يتذكر الإنسان حِلْمَ الله على عباده .
فهذا الحديث جاء لبيان ضرورة ضبط نوازع النفس البشرية .
وللحديث بقية مع الاصل الثالث من اصول الاخلاق ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

20 Oct, 18:36


من مشكاة النبوة /
أصول الأخلاق والأدب مجتمعة في ميثاق احتوته أربعة أحاديث نبوية ، وهي تغني عن أربع دورات تدريبية لأربع مهارات في غاية الأهمية لمن يلتزم بها .

المهارة الأولى / تتجسد في الحديث النبوي الذي رواه ابو هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا ، أَوْ لِيَصْمُتْ » رواه البخاري ومسلم .
وهذه المهارة تسمى مهارة ضبط اللسان .
والمعنى : مَنْ كان يُؤمِنُ الإيمانَ الكامِلَ المُنْجِي من عذاب الله ، المُوصِل إلى رضوانه ؛ فليقل خيرًا ، أو لِيَصْمُتْ ، وهَذَا مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ كُلَّهُ : إِمَّا خَيْرٌ ، وَإِمَّا شَرٌّ ، وَإِمَّا آيِلٌ إِلَى أَحَدِهِمَا ، فالْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ؛ فَلْيُفَكِّرْ قَبْلَ كَلَامِهِ ، فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ ، وَلَا يَجُرُّ إِلَى مُحَرَّمٍ ، وَلَا مَكْرُوهٍ ؛ فَلْيَتَكَلَّمْ ، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا ، فَالسَّلَامَةُ فِي السُّكُوتِ ؛ لِئَلَّا يَجُرَّ الْمُبَاحُ إِلَى الْمُحَرَّمِ ، وَالْمَكْرُوهِ .
فهذه الوَصِيَّةُ الغاليةُ أصلٌ في حِفظِ اللسان .
قال ابن القيم رحمه الله : وَمِنَ الْعَجَبِ : أَنَّ الْإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ وَالِاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ ، وَالظُّلْمِ ، وَالزِّنَا ، وَالسَّرِقَةِ ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ ، وَمِنَ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ؛ يَنْزِلُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ ؛ وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ !! . والله المستعان .
وللحديث بقية مع المهارة الثانية ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

19 Oct, 17:36


من مشكاة النبوة /
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) . رواه مسلم .
هذا الحديثِ يخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدعُو بعْدَ التشهُّدِ الأخيرِ في الصَّلاةِ وقبْلَ التَّسليمِ ، ويقولُ :
« اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بك » ، أي : أَلْجَأُ إليك وأَعتَصِمُ بك وأَستَجِيرُ بك أنْ تُنَجِّيَنِي .
« مِن عَذابِ القَبرِ » وهو عُقوبَتُه وفِتنتُه ؛ لأنَّه أوَّلُ مَنزِلٍ مِن منازِلِ الآخِرةِ ، ومَن نجَا وخَلُص مِن عذابِ القَبرِ فما بَعدَه مِن مَنازِلِ الآخِرةِ أيسر منه وأسهلُ ؛ لأنَّه لو كان عليه ذَنبٌ لكُفِّرَ بعذابِ القَبرِ .
« ومِن عذابِ النَّارِ » ، وهي النَّارُ التي أعَدَّها اللهُ تعالَى عِقابًا لمَن خالَفَ أمْرَهُ وعصاهُ - أعاذَنا اللهُ منها بفَضلِه ورحمتِه - في الآخِرةِ ، ومِن صِفاتِ المؤمنينَ أصحابِ العُقولِ الصَّحيحةِ ، والقُلوبِ السَّليمةِ : أنَّهم يَسْتَعيذونَ منها دَوْمًا ، ومَن سَلِمَ مِنَ النَّارِ وزُحْزِحَ عنها فإنَّه يَدخُلُ الجنَّةَ ، وذلك هو الفوزُ العظيمُ .
« ومِن فِتْنةِ المَحْيَا والمَمَاتِ » الفِتْنةُ : هي الامتِحانُ والاختِبارُ ، وما مِن عَبدٍ إلَّا وهو مُعرَّضٌ للابتِلاءِ والفِتَن في الدُّنيا والآخرةِ ؛ ولذلك فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد علَّم أُمَّتَه الاستِعاذةَ مِن الفِتَنِ ، وفِتنةُ المَحْيَا يَدخُلُ فيها جميعُ أنواعِ الفِتَنِ الَّتِي يتعرَّضُ لها الإنسانُ في الدُّنيا ؛ كالكُفرِ والبِدَعِ والشَّهَواتِ والفُسوقِ ، وفِتنةُ المَماتِ يدخُل فيها سُوءُ الخاتِمةِ وفِتنةُ القَبْرِ - كسؤالِ الملَكينِ - وغيرُ ذلك .
وقولُه : « ومِن فِتْنةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ » ، أي : أنْ أُصَدِّقَه ، أو أَقَعَ تحتَ إغوائِه ، وهو أعظمُ الفِتَنِ وأخطَرُها في الدُّنيا ؛ ولذلك حذَّرتِ الأنبياءُ جميعًا أُمَمَها مِن شرِّه وفِتْنتِه ؛ ولذلك كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستعِيذُ مِن فِتْنتِه في كلِّ صلاةٍ ، وبيَّنَ أنَّ فِتْنتَه أعظَمُ الفِتَنِ مُنذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ عليه السَّلامُ ، وظُهورُه مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ ، يَبتلي اللهُ به عِبادَه ، وأَقْدَره على أشياءَ مِن مَقدوراتِ الله تعالى : مِن إحياءِ المَيتِ الذي يَقتُلُه ، ومِن ظُهورِ زَهرةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه ، وجَنَّتِه ونارِه ، ونَهْرَيْهِ ، واتِّباعِ كُنوزِ الأرضِ له ، وأمْرِه السَّماءَ أنْ تُمطِرَ فتُمطِرَ ، والأرضَ أن تُنبِتَ فتُنبِتَ ؛ فيَقَعُ كلُّ ذلك بقُدرةِ الله تعالَى ومشيئتِه .
* ويقال هذا الدعاء في الصلاة بعد الانتهاء من التشهد الاخير وقبل التسليم ، سواء كانت فرضا او نفلا .
* وهل هو واجب في الصلاة او مستحب ؟
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
وفي التعوّذ من هذه الأربع في الصلاة قولان :
القول الأول : أنه واجب ، وهو رواية عن الإمام أحمد .
والقول الثاني : أنه سُنَّة ، وبه قال جمهور العلماء .
ولا شَكَّ أنه لا ينبغي الإخلالُ بها ، فإن أخلَّ بها : فهو على خَطَرٍ من أمرين :
1. الإثم .
2. ألا تصح صلاته ، ولهذا كان بعضُ السَّلف يأمر مَنْ لم يتعوَّذ منها بإعادة الصَّلاة .
والأرجح هو قول الجمهور انها سنة مستحبة .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

18 Oct, 09:41


خطبة / الصحة تاج على رؤوس الاصحاء !! .
تاريخ : ١٥ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:13


خطبة جمعة ١٥ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء! 15/4/1446
الْحَمْدُ للهِ سَامِعِ كُلِ شَكْوَى ، وَدَافَعِ كُلِ بَلْوَى ، وَعَالَمِ السِّرِ وَالنَّجْوَى ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِّيكَ لَهُ ، يَبْتَلِي عِبَادَهُ بِالسَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ المُجْتَبى ، وَنَبِيُّهُ الْمُصْطَفَى ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضَى ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، ومن اقتفى . أمَّا بَعدُ :
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -؛ ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ .
عباد الله : شابٌ مشلولٌ لا يتحرك منه إلا رأسه ، فسئلَ عما يَتمناهُ في حياتهِ ، فذكرَ ثلاثَ أمانيَ تُقطِّعُ القلبَ ، قال : أتمنى أن أسجدَ للهِ سجدةً ، ولو لم أقمْ بعدَها حياً ، وأتمنى أن أقلبَ ورقةً واحدةً من المصحفِ ، وأتمنى أن أضمَ والدتيْ في يومِ عيدٍ أو فرحٍ .
نعم يا عباد الله إنَّ نعمةَ الصحةِ والعافيةِ تاجٌ على رؤوسِ الأصحاءِ ، لا يراهُ إلا أهلُ المرضِ والبلاءِ .
وإن تاجَ الصحةِ لهو ثالثُ ثلاثةٍ ، تُمثلُ الحياةَ بحذافِيرِها : الصحةُ والأمنُ والقوتُ ، فقد قَالَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " .
ومع أن المعافاة في الجسد ثلث الدنيا ، وهي التاج والكنز ، لكن الكثير من المغبونين يبيعونها بثمن بخس ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم -: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ " .
ونحن عنها يومَ القيامةِ مسؤولين ، كما قالَ تعالَى : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } . وقَالَ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ ـ أي العبد ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، مِنْ النَّعِيمِ ، أَنْ يُقَالَ لَهُ : أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ ، وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ " .
أيها الحبيب المعافى : إنَّ كلَّ حاسةٍ من الحواس ، وكلَّ نسمةٍ من الهواء ، وكلَّ ذرةٍ من العافية ، لا تقدرُ بثمنٍ ، إنَّ أموالَك كلَّها لا تساوي شربةَ ماءٍ واحدةٍ !! .
ذكرَ أهلُ السيرِ أنَّ ابنَ السَّمَاك دخلَ على هارون الرشيد ، وهو يشرب فقال له : أستحلفك بالله ، لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء ، فبكم كنت تشتريها ؟ قال :‏ بنصف ملكي ، قال : اشرب هنأك الله ، فلما شربَ قال :‏ أستحلفكَ باللهِ – تعالى - لو أنَّكَ مُنعتَ خروجها من جوفكَ بعد هذا ، فبكم كنت تشتريها ؟ قال هارون : بملكي كله . فقال : ‏يا أمير المؤمنين : إنَّ ملكاً قيمتهُ شربةُ ماءٍ ، وبولةٌ واحدة ، لخليقٌ ألا يُنافس فيه . فبكى هارون الرشيد ، حتى ابتلّت لحيته .
فإلى كل معافى نقول : بادر بالتوبة ، واستثمر تاج الصحة في العمل الصالح .. وفي الحديث " اغتنم خمسًا قبل خمس : ـ وذكر منها ـ وصحتك قبل سقمك .. " .
اللهم إنا نعوذ بك مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ .

الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ الذي كفَى ووقىَ وهدَى ، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ الهُدى ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن اهتدَى ، أما بعدُ :
ثمَّ اعلموا أيها المسلمون : أنَّ دوامَ الحالِ من المحال ، وأنَّ عافيةَ الدنيا لا تستمر ولا تدوم ؛ فكانَ لا بد من البلاءِ ، ومَا البَلاءُ إِلا مِيْزَانُ عَدْلٍ وَسَاحَةُ تَمْحِيْص ، فَفائِزٌ أَدْرَكَ بالصَّبرِ بِرّاً ، وَخائِبٌ أَدْرَكَ بالتَّسَخُطِ والإِعْرَاضِ خُسْراً : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } .
ولعلَّ في غروبِ بعضِ العافيةِ خيراً للعبد ، فمن خيرِ ذلك الغروب : أنَّهُ يذكّرهُ بعظمِ هذه النعمة فيشكر الله – تعالى – عليها ، فكم من إنسان لا يعلم فضل الشمس إلا حين تشرق وحين تغيب ، وقد كان يقال : " لا خير في بدن لا يُنكأ ، ولا في مال لا يُرزأ " ، وقيل : " لا يعرِف طعمَ النعمة إلا من نالته يد العلة والبلاء " .
ومن وجوه الخير لذهاب بعض العافية : حصول عبادة الصبر لمن صبر ، فكم لأهل الصبر على البلاء من الأجور العظيمة عند الله – تعالى -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يود أهل العافية يوم القيامة - حين يعطى أهل البلاء الثواب - لو أن جلودهم كانت قُرِضتْ في الدنيا بالمقاريض " ، والله – تعالى – يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:13


لكن هذه الفضيلة لأهل البلاء لا تدعو إلى طلب البلاء وتمنيه ؛ فإن الخير في العافية مع الشكر ، قال مطرف بن عبد الله : " نظرت في العافية والشكر فوجدت فيهما خير الدنيا والآخرة ، ولأن أُعافى فأشكر ؛ أحب إلى من أن أُبتلى فأصبر " .
ومن أسباب بقاء العافية : الإكثار من الدعاء بالعافية ، وفي الحديث " سلوا الله العفو والعافية ؛ فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية " .
ومن أسباب بقاء العافية : الأخذُ بالأسباب الحِسِّيَّة من التَّداوي والعلاج ، واللقحات الموسميةِ كلِقاحِ الإنفلونزا وغيره ، فهذا من استدفاع القَدَر بالقَدَر ، ولا يُنافِي كمالَ التوكُّلَ على الله .
نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والداءَ والوباءَ ، وأنْ يُمتِّعَنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحيانا ، وأنْ يجعلَه الوارثَ منا .
اللهم اجعلنا ممن إذا أُعطيَ شكرَ ، وإذا أذنبَ استغفرَ ، وإذا ابتُليَ صبرَ . اللهم وفَّقْ وليَّ أمرِنا ووليَّ عهدِه لما تحبُّ وترضَى ، وخُذْ بناصيتِهِما للبرِّ والتقوى . وارزقهمْ بِطانةَ الصلاحِ والفلاحِ .
اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:10


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

11 Oct, 09:34


خطبة / وللكبار حقهم وشرفهم !! .
تاريخ : ٨ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

1,910

subscribers

2

photos

471

videos