Postagens do Canal في أعماق الكتابة

"من روائع الأدب السياسي الساخر

سجين طلب كتاباً معيناً من إدارة السجن للمطالعة
وأعطاهم اسم الكتاب ..

ردت عليه إدارة السجن بأن الكتاب المطلوب غير موجود

لكن إذا أردت المؤلف فهو عندنا !!".

المقطع مقتطف من هذه المحاضرة الحديثة لفضيلة الشيخ وهي بعنوان (الشريعة والأدب) كانت في مركز الشيخ عبدالله بن إدريس الثقافي

https://youtu.be/K3Gdm8_vC2c?si=FcR4yucmyfDLykof

ملاحظة دقيقة وحديث جميل من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن أحد الفروق المهمة بين الأدب الروسي والأدب الغربي (الأوروبي والأمريكي).. وهو أن الأدب الغربي يخدم الفلسفة والإيديلوجيا الغربية، والأدب الروسي خالصٌ للإنسان.

زيارة لأبي عثمان الجاحظ بعيون كيليطو
أما عن أبي عثمان الجاحظ فيقول عنه كيليطو "لا أعرف مؤلفا اهتم بالقاريء العدو كما فعل الجاحظ، فهو يشركه في مشاريعه ويدعو له (حفظك الله، أكرمك الله...). وفي كل لحظة يلتف إليه ليتأكد من انتباهه ويذكي اهتمامه." الأدب والارتياب
ويقول في موضع آخر "القاعدة التي يفترضها الجاحظ أن القاريء سرعان ما يدركه السأم، وأن طبيعته مجبولة على التبرم بما يقرأ؛ في كل لحظة قد يعن له أن يطرح الكتاب الذي بين يديه، ولهذا لابد من شد انتباهه بشتى الوسائل، بمخاطبته مراراً والتودد إليه وتنويع المواضيع والمواد المقدمة إليه، بحيث يمكن أن نقول إن الجاحظ أبدع شعرية الاستطراد." لن تتكلم لغتي.

وهذه برقيات من الجاحظ
"إنما الأدب عقل غيرك تزيده في عقلك."
"حكمت وكيل الله عندك -وهو عقلك- على هواك"
"حسن الخلق يوجب المودة."
"إنما حمدت العلماء بحسن التثبت في أوائل الأمور، واستشفافهم بعقولهم ما تجيء به العواقب."
رسائل الجاحظ

اقرأ هذه الفقرة الجميلة لعبد الفتاح كيليطو، ولعدم وجود صديق بجانبي أصدع رأسه بهذه الاقتباسات أشارككم هذا الاقتباس، يقول
"من البدهي أن الذاكرة الأدبية مختلفة عند العربي عنها عند الأوربي،...، فإن ذاكرة العربي تبدو أطول من ذاكرة الأوروبي: إنها تخترق خمسة عشر قرنا وتمتد إلى المعلقات، إلى الشنفري ومهلهل بن ربيعة، بينما لا تتجاوز ذاكرة الأوروبي (اللغوية- الأدبية) خمسة قرون. فبالنسبة إلى الفرنسي مثلاً، يبدأ الأدب الفرنسي المقروء مباشرة مع فيييون، شاعر القرن الخامس عشر، ثم يتواصل مع رابلي ومونتيني،.. أما كتاب القرون الوسطى، فلن يستطيع الفرنسي قراءتهم إلا مترجمين إلى الفرنسية الحديثة، لكن العربي لن يجد صعوبة تذكر عند قراءة ابن المقفع أو التوحيدي. صحيح أن قراءة أبي تمام ليست هينة، بيد أنه عند التدقيق نلاحظ أن هذا الشاعر كان يبدو عسير الفهم حتى لدى معاصريه، ولهذا السبب قام المعري والتبريزي بشرحه فيما بعد. من يستطيع اليوم قراءة نزار قباني يستطيع قراءة العباس بن الأحنف، ومن يقدر على قراءة صلاح عبد الصبور يقدر على قراءة صالح بن عبد القدوس، ومن بوسعه قراءة زقاق المدق بوسعه قراءة كتاب البخلاء. وهذه ظاهرة غريبة عجيبة، قل أن نجد لها مثيلا لدى شعوب أخرى."
لن تتكلم لغتي، عبد الفتاح كيليطو.

محمد عبدالعزيز الهجين

فيا دارَها بالحَزنِ إنّ مزارَها
قريبٌ ولكن دون ذلك أهوالُ

يبدو لي أن عبد القاهر، في كتابيه الأسرار والدلائل، قد غمس ريشته في قارورة عسل يظنها دواة حبر!

د. سعود الصاعدي

كان ذلك الكاتب صامتاً طوال الوقت، أخرس، بل لقد يبدو متبلدَ الإحساس تجاه المواقف والسهام التي تنوشه.. كان لا يحسن تصفية حساباته إلا على الورق! ولا ينتقم من واقعه إلا بأن يغرس في أحشائه سِنَّ قلمه، ولا يغدو ساحرَ البيانِ مِنطيقاً إلا حين يجوس على مكتبه بين الألفاظ والمعاني!

حتى أروع الكتب، قد نجد فيها عشرات الصفحات الجالبة للملل، لكن حين نصل لمواطن الجمال فيها نجدها جرعاتٍ مكثّفة من الفائدة والمتعة، فلا مفرّ إذن من الصبر حتى ونحن نتعامل مع أجمل الأشياء والأحداث.. لنغنمَ ثمارَها ونتزوّد من عطاءاتها، وأيضاً فإن الملل ليس قريناً لعدم الاستفادة، فكثيراً ما يكون كالدواء المُرّ؛ نتجرّعه بصعوبة بالغة، وفيه -بإذن الله- الشفاء وحسن العاقبة.

أقول لنفسي وأنا أقرأ مذكرات زفايغ: لم يكن هذا الرجل يُزخرِف آلامَه وهو يصف انهيار أوروبا -التي عشِقها كثيراً- أمام عينيه، لم يكن يضخِّم وجعه بأسلوبه الأدبي البارع، أو يستعرض قدراته الفنية كما يفعل كثيرٌ من الأدباء حين يتناولون من بعيد معاناةً لم يكتَووا بنارها، لقد كان ثمن آلام زفايغ هو روحه؛ فقد انتحر عام ١٩٤٢م، أي بعد كتابة هذه المذكرات (عالم الأمس) مباشرةً على ما يبدو.. وهكذا فقد منح كلماته كل معاني الصدق والحميمية بهذه النهاية الفاجعة.

منصور

كتب الأديب النمساوي ستيفان زفايغ هنا عن حوارٍ رائعٍ شهِده بين أديبَي بريطانيا الكبيرَين جورج برنارد شو وهربرت جورج ويلز، وذلك إبّان إقامة زفايغ في بريطانيا بعد خروجه من موطنه النمسا مع بدايات الحرب العالمية الثانية وظهور إرهاصات احتلال هتلر للنمسا..
‏لم يذكر موضوع الحوار ولا ما دارَ فيه، واكتفى بوصف ذكاء المتحاورين وأسلوبهما في التعبير عن الآراء.
‏انظر لبراعة وصف زفايغ ولَماحيَته وملاحظته لأدق التعابير وسعادته بتلك اللحظة التي عاشها بكل انتباه، وما أكثر هذا في كتاباته، فهو كثيراً ما يمثّل عين التاريخ الراصدة التي تحسن اقتناص المشاهد المعبّرة بصدق عن زمانها..

‏النص من مذكراته (عالَم الأمس).