في أعماق الكتابة @ketaba19 Channel on Telegram

في أعماق الكتابة

@ketaba19


اقتباسات وخواطر في الكتابة.
الهدف: تحفيز نفسي وكل مشترك في القناة على التقدم في ميدان الكتابة وذوقِ أفراحِها..


صاحب القناة : منصور الحذيفي
قناتي الشخصية على التيلجرام:
https://t.me/mansour2519

حسابي على تويتر: @mansour1917
(في أعماق الكتابة): @ketaba19

في أعماق الكتابة (Arabic)

إذا كنت تعشق الكتابة وتسعى للتحفيز والإلهام، فقناة "في أعماق الكتابة" هي المكان المثالي بالنسبة لك! تقدم لك هذه القناة مجموعة من الاقتباسات والخواطر التي تلهمك وتدفعك لتحسين مهاراتك في الكتابة. الهدف من القناة هو تحفيز كل فرد يشارك فيها على التقدم في عالم الكتابة واكتشاف جمالياتها. صاحب القناة هو منصور الحذيفي، ويمكنك الاطلاع على قناته الشخصية على تطبيق تليجرام لمزيد من المحتوى الملهم. كما يمكنك متابعته على تويتر عبر حسابه @mansour1917. انضم إلى قناة "في أعماق الكتابة" الآن وابدأ رحلتك نحو تحسين مهاراتك الكتابية واستكشاف إبداعك الذاتي!

في أعماق الكتابة

20 Feb, 15:12


ذكر أحمد محفوظ سكرتير أحمد شوقي، في كتابه (حياة شوقي) أن حافظ إبراهيم أخبره أنه يحسد شوقي على هذين البيتين من قصيدته لكارنا فون مُكتشف "توت عنخ أمون" وهو أحد الفراعنة:

أفضى إلى خَتمِ الزمانِ ففَضَّهُ
وحبا إلى التاريخ في مِحرابِهِ

وطوى القرونَ القهقرى حتى أتى
فرعونَ بين طعامِهِ وشَرابِهِ

في أعماق الكتابة

18 Feb, 16:15


"أعتقد أن السبب الأقوى في ضياع العلوم العربية، ونفور القوم من الاطلاع عليها، وقلة المشتغلين بها، إنما يرجع إلى اختصار كتبها المطولة في العصور الوسطى والأخيرة، حتى أصبح حظ الطالب من هذه الكتب حفظ ألفاظها، وترديد عباراتها، والإلمام اليسير بالمعاني الفرعية التافهة، دون أن تنفذ بصيرته إلى المعاني الجامعة والأغراض الأصلية التي يرمي إليها كل علم، ويقصد إليها واضعو العلوم.

وهذا هو السر في أنك لا تكاد تجد من المتعلمين عندنا من له ذوق وملكة في علم من العلوم يستطيع بهما أن يفهم من هذا العلم ما لم يكن المُعلِّم قد أفهمه إياه ووقفه عليه، وأن يسبغ على هذا الفنّ من قريحته الفياضة وينبوع ذوقه العذب نضرة الحياة ورونق الشباب، فيزيد في أبوابه وقواعده بهذه الملكة الفنية ما أهمله السابقون، وأغفل ذكره المتقدمون، ويبتدع في التعبير عن مشكلاته وخفاياه ما يقربه إلى أذهان طالبيه، ولا يقلّد غيره في عباراته كالصدى للخطاب، أو النسخة من كتاب".

أحمد الزين رحمه الله - قسطاس البيان ص١٨٧-١٨٨.

في أعماق الكتابة

17 Feb, 18:20


ألا تكتب للخلود؟

في أعماق الكتابة

17 Feb, 15:18


" لا يصلح لتعريب الشعر أو نقله من لغته إلى لغة أخرى إلا شاعر له ما للشعراء من وجدان وعاطفة، كما أنه لا يصلح لتعريب كتاب في فن من الفنون إلا أهله الذين لهم علم بقواعده ومصطلحاته. أما أن يتصدى للتعريب عن الغربيين من لا يعنيه في الأمر إلا أن يضع مكان الكلمة الإفرنجية كلمة عربية فتلك هي الفوضى، والتي نُرْهِف أقلامنا لمحاربتها ودفع شرها عن الأدب وقارئيه".

أحمد الزين

في أعماق الكتابة

17 Feb, 14:48


كتب أحمد الزين -رحمه الله- مقالةً بعنوان "حديث الأدب والنقد.. التعريب والمُعرِّبون"، ينتقد فيها المعرِّبين (المترجمين) وقصور ذوقهم وعلمهم في اللغة التي ينقلون عنها أو التي ينقلون إليها، ومما قاله فيها:

"ثم إنك لترى أصحاب هذه المُعَرَّبات يُسَمُّون ما فيها من الغموض والتعقيد وقصور الألفاظ عن معانيها "تجديدًا" في اللغة، وتنمية لثروتها، وجريًا على سنن الرقي في التعبير، ويجعلون عكس ذلك من رصانة الألفاظ، وجزالة العبارات، وكل ما يعجزون عنه من بيان وإفصاح إغراقًا في الجمود، ورجوعًا إلى القديم، ودعايةً إلى التأخر، ويلقبون جماعتهم بعد ذلك بـ«المدرسة الحديثة» و«دعاة التجديد» و «قادة النهضة الأدبية في الشرق»، وينشرون الدعاية لثقافتهم في كل نادٍ، ويكتبون بأيديهم ثناءً على أعمالهم في كل صحيفة، ويضعون بين يدي مُعَرَّباتهم مقدماتٍ بعيدة الأطراف في تعظيم شأن ما عربوه، ونفاسة ما اشتمل عليه من المعاني والأغراض ، ويُغرِقون في وصف الإعجاب من أهل لغته وآثار صاحبه ومنزلته بين أمته، ثم ينعون على شعراء الشرق وكتابه قصورهم عن بلوغ هذا المدى، وضعفهم عن الوثوب إلى هذا المستوى، ووقوفهم على القديم البالي من المعاني، والرث المرذول من الألفاظ.

ولا يزالون آخذين في ذلك وأشباهه حتى يخيلوا للقارئ أن سعادة الأمم وعظمتها في مطالعة ما عرَّبوا، وأن حرية الشعوب واستقلالها معضلتان لا يحلهما إلا تتبع ما كتبوا، وأن أمارة النضوج العقلي ليست غير الشغف بما ينشرون على الناس من كتب ورسائل.

فإذا وصلت بعد هذه المقدّمات الطويلة إلى القصيدة أو الرسالة المُعرَّبة وصلت إلى ما لا تُحِسُّ له في نفسك بالأثر الذي كنت توهمتَه، ولا تشعر بفقده إذا فقدته، ولا يسد حاجتك إلى المثل الأعلى من الجمال الفني إذا تطلّعتَ إليه.

ولستُ بهذا أجحد للأدب الغربي أثرَه في نفوس قارئيه، واستكماله لعناصر القوة، ودقة معانيه وأغراضه، ولكنَّ ضَعف المُعرِّبين عندنا قد جنى عليه، وعدم الكفايات في نقله إلينا قد شوهه ونقص من جماله".

قسطاس البيان ص١٧٢-١٧٣.

في أعماق الكتابة

13 Feb, 19:02


كلامٌ تروعك بلاغته ويأسرك مبنى ومعنى!

في أعماق الكتابة

13 Feb, 19:02


"لا يحسن بالشاعر أن يفسِّر شعرَه؛ لأنَّه الصائح المحكي، وسواه الصَّدى، فعليه أن يقول، وعلى الناس أن يتأوَّلوا. والشاعر إنما يقول وهو في غمرات الشعور، حتى ينفصمَ عنه الوحي ببيت أو قطعة أو قصيدة، فربما قال ما يعجب الناس من مثله، وهو لا يدري كيف أُجري على لسانه، فلا غَرْو أن يغلبه العِيُّ إذا طُولب بتبيان شعره وفَسْرِه، ولذا كان المتنبي إذا سُئل عن شيء من شعره أحال على ابن جنِّي، وقال: ابن جنِّي أعلم بشعري منِّي.
ثم إنَّ الكلام كالإبل السائمة أيَّان يَعْدِل بها المرعى تنزِلْ، فإذا نطق الشاعر عن خواطر الناس رجع منه كلُّ سامعٍ بحاجةٍ غير حاجة صاحبه، وكلّهم يقول: إنما يعنيني! فلو أنَّ الشاعر فسَّر مرادَه لهم لقيَّد سائمةَ شعره بعد إطلاقها، وحبسَها بعد سَوْمِها، وبخَّل قصيدته بعد أن كانت كريمة لا تردُّ يد سائل".

ما سبق قُلت أكثره بلفظه في منامي البارحة 😅 وقد رأيت أنَّي في مسجد وفيه رجالٌ قيام قد صفُّوا كما يصفُّ المصلّون وقد أنشد أحدهم بيتًا قال إنه لي، ثم ذكر أن شطرَيه ينقض بعضهما بعضًا، فطلب مني أن أجيب عن وجه ذلك، فكان هذا جُمَلَ ما قلتُه، فقيَّدت ما أذكره منه، وما نسيته تمَّمته بما أظنُّ أني لا أقول سواه.

في أعماق الكتابة

12 Feb, 19:04


لا شيء كالإقبال الطويل الصادق في التعبد أو التعلم: يُحدثُ الفرق، ويُعمّق الأثر، ويُنضج الثمر، بعد توفيق الله تعالى.

في أعماق الكتابة

12 Feb, 16:05


يمدح البحتري أحد الأبطال الكرام، فيصفه بأنه كالكوكب الدرّي في الليل المظلم، لا يزيده تكاثُفُ الظلمات إلا توهُّجًا وضوءًا والتماعا:

"كما الليلُ إن تَزْدَدْ لعينيكَ ظُلمةً
حَنادِسُهُ تَزدادُ ضوءًا كواكِبُهْ".

في أعماق الكتابة

11 Feb, 16:35


أثرُ الحَرِّ وشدة القيظ في فتور الكاتب وسآمته😄

كتب ذلك الناقد الأديب أحمد الزين -رحمه الله- (والنص من كتاب: قسطاس البيان).

في أعماق الكتابة

10 Feb, 15:05


لا تكتب ما كتبه غيرك، ولا تكتب ما يمكن أن يكتبه غيرك، ثم إذا كتبت فلا تنتظر أثرًا مباشرا لما تكتب، بل اكتب ما ترى فيه الفائدة العاجلة أو الآجلة.

اكتب للذي لا تراه، وللذي لم يأت بعد؛ لأن هذا هو الباقي.

أما الذي يكتب وعينه على الناس (ماذا سيقولون عنه)، فإنه يضيع وقته، وينتظر ما لا يُنتظر .

د. سعد مصلوح

في أعماق الكتابة

09 Feb, 07:52


التلقّي المرهف للأدب، للشعر، لتجليات الطبيعة، لأحداث الحياة، هو الذي يصنع الأديب، لا القراءة الآلية الجافة، ولا حرث الكتب والعَبّ من حروفها فقط.. التلقي المرهف الحسّاس هذا هو ما يُخلّد أثر الأدب في النفس، فتُنتج هي بدورها أدباً مؤثراً خالداً.. كما أن التداعي للخواطر الأدبية، الذي هو من أعمدة الكتابة الإبداعية، والإلهام الذي هو الومضات التي يمشي في ضوئها الأديب= هما صنيعةُ هذا التلقي الدؤوب للجمال ولما تقوله الحياة والكتب.

في أعماق الكتابة

06 Feb, 20:05


أشاهد الآن:
هذه الحلقة من بودكاست محفوف مع الرحالة السعودي إبراهيم سرحان..
هذا الرحالة الشاب الهادئ المثقف الذي أتابعه من سنين طويلة، وهو ولوع بالسفر إلى أماكن من العالم قلّما يعرفها أكثر الناس، ولديه فلسفته الخاصة في السفر ونظراته الأصيلة في ثقافة الارتحال، وعلى قناته في اليوتيوب تجد رحلاته إلى بلدان مثل كوريا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية والقطب الشمالي وغيرها كثير من الجهات المنسية على هذا الكوكب المتنوع العجيب..

وهو هنا يتكلم عن العجز عن شكر المُحسن، وكيف أن الإحسان قد يقطع الصلة بين المحسِن والمحسَن إليه، ويستشهد ببيتين جميلين للبحتري في هذا المعنى.

في أعماق الكتابة

06 Feb, 12:30


وغَداً تنسى.. ويجتاحُ الحشا همٌّ جديدُ
لا يدومُ الحزن في قلبٍ، ولا يخلُدُ عِيدُ

في أعماق الكتابة

04 Feb, 21:24


من عيون شعر حافظ إبراهيم -رحمه الله- هذه الأبيات الحزينة المتبرِّمة، وهي التي قال عنها الناقد الأديب أحمد الزين -رحمه الله- -كما في (قسطاس البيان) ص١٣٣-: "من الشعر الخالد"، يقول حافظ:

سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَّما
وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما

لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ
تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما

إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم
فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما

سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما

في أعماق الكتابة

04 Feb, 21:24


تَنَمّرَت ليلى، فطلّقها أوس..

فإياك والتنمّر!

في أعماق الكتابة

04 Feb, 07:55


"الموهبة وحدها لا تصنع الكاتب. فكل كتاب وراءه شخص مُجِدّ"

رالف إيمرسون

في أعماق الكتابة

02 Feb, 18:39


جاء في مقدمة كتاب "عيون الأخبار" لخطيب أهل السنة ابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) -رحمه الله-:

"وسينتهي بك كتابنا هذا إلى باب المزاح والفكاهة وما روي عن الأشراف والأئمة فيهما، فإذا مرَّ بك، أيها المتزمِّت، حديث تستخفه أو تستحسنه أو تعجب منه أو تضحك له فاعرف المذهب فيه وما أردنا به.
واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخَّص فيما تشدَّدت فيه محتاج إليه، وإنَّ الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيّأ على ظاهر محبتك، ولو وقع فيه توقّي المتزمّتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك.
وإنما مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوات الآكلين".

في أعماق الكتابة

02 Feb, 17:43


تنبيه مهم

أيها القارئ الفاضل

جُلّ ما أسجله في كتاباتي من إعجابٍ بالكتب التي أقرؤها= إنما يتناول أسلوبها لا أفكارها.. باعتبار أن كثيراً منها: كتب أدبية في أصلها، لا فكرية، وإن كانت ولا بد تحتوي أفكارَ واعتقاداتِ كُتّابها.. لكني حين أقرأ هذا النوع من الكتب أتفقد روح الكاتب في حروفه، وأتلمّس ذوقه وجماله في أسلوبه، وطرائق إبانته عن نفسه، وأتعاطف مع ضعفه أمام تحديات الحياة، وغفلته عن الأقدار المحدقة به، وقد أرثي لسقطاته الفكرية وعَماه عن بدهيات الدين والعقل، وقلة حظه من أنوار الهداية، لكني لا أشير إلى تلك السقطات في كل ما أكتب، ولا أجد ذلك واجباً علي، لأنه من المعلوم أنه لا يخلو كتابٌ -في الغالب- منها، لذلك فنحن نُظهِر الميزات لأنها هي التي تُقرأ من أجلها الكتب ويُستفاد منها، أما العيوب فهي سجية بشرية تعتري كل عملٍ إنساني، فإذا ما أحسن بعضُ القراء الظنَّ بي وسألني عن الكتاب من الناحية الفكرية فلن أبخل عليه بما عرفته في ذلك.

وقد نبّهتُ على هذا لأن بعض الإخوة الكرام يستنكرون الثناء على بعض الكتب التي قد تحتوي مخالفات شرعية، فهذه هي وجهة نظري في هذا الشأن، والله يهدينا وإياكم سبل السلام.

في أعماق الكتابة

02 Feb, 17:02


في الحقيقة وأنا أختم الآن كتاب (حياتي) لأحمد أمين -رحمه الله- أتحسّر على انقطاع هذا التدفق الأدبي، بكل ما فيه من صدق وحكمة وعذوبة وسهولة، وأقول لنفسي: لا أدري هل سأحظى في كتبه الأخرى بمثل هذا الأسلوب الحميم المتصل بالروح، أم أني سأُحرم منه لاختلاف طبيعة التناول بين حديث النفس وغيره.. كان صديقي في الأيام الماضية، وأرجو أن يبقى صديقاً لي وأنا أقرأ كتبه القادمة بإذن الله تعالى.
رحمه الله ورفع منزلته

في أعماق الكتابة

22 Jan, 16:25


أما ماذا تقرأون؟ فمسألةٌ يرجع الأمر فيها إلى الغايات، ولكني أوجز فأقول: إن القاعدة هي الآداب، وليكن المرء طبيبًا، أو مهندسًا، أو سياسيًّا، أو غير هذا وذاك، فإن الواجب أن يبدأ بالاطلاع على الأدب اطلاعًا كافيًا؛ لأن الأدب هو تفسير الإنسان للحياة، وهو يعمِّق النفس، ويوسِّع الأفق؛ فلا غنى بأحدٍ عنه، إلا إذا كان يريد أن يستغني عن فهم الحياة.

إبراهيم المازني رحمه الله

في أعماق الكتابة

22 Jan, 10:38


يعلمك الارتحال ما لا تعلمك الكتب..
‏نصٌ من (عالم الأمس) مذكرات الأديب النمساوي ستيفان زفايغ، تعليقاً على رحلته من أوروبا للهند.

في أعماق الكتابة

21 Jan, 06:10


أصحَبُ في هذه الأيام هذا الكتاب الممتع خفيف الظل، ومما راقني فيه عبارةٌ لأحمد أمين -رحمه الله- وهو يصف أحدَ أصدقائه ممن كان يجالسه ويحاوره في شؤون العلم والأدب، وأخذ يحكي خِصالَه حتى قال عنه: "يتحدثُ فيُوْدِعُ قلبَه حديثَه".
وما أجمل هذه الصفة، فالحديث يعذُب من المتحدث بأن يمُدَّه بمددٍ من روحه، ويُودعه قلبه، ويكون صادق الأخذ للعلم والمعرفة والأدب، صادق التأثر به، فيتكلم أو يكتب في ذلك بعد أن يمتزج بروحه وإحساسه ويلتهب بوقود مشاعره.
ويسمي الأستاذ عارف حجاوي هذا النوع من الكلام في جانبه الكتابيّ: "الكتابة الودودة"، كما أفاد بذلك عنه الأستاذ محمد عبد العزيز في كتابه (مودة الغرباء) على ما أذكر.

في أعماق الكتابة

17 Jan, 14:05


https://gohodhod.com/@aboanas94558/issues/9959?utm_campaign=post&utm_source=telegram

قرأت+للتو:+معترك+الكتابة++-+العدد+#13+من+نشرة+عبدالله+الشهري+البريدية

في أعماق الكتابة

15 Jan, 17:43


يُشرَع سجود الشكر عند:
تجدد النِّعَم
واندفاع النِّقم

في أعماق الكتابة

15 Jan, 17:43


لا كلمات تصف، ولا لسان يُبين في مثل هذه المواقف
جبر الله قلوبكم يا أهل غزة جبراً عظيما وأقر أعينكم في أنفسكم وأهليكم ودياركم

في أعماق الكتابة

15 Jan, 07:45


"وكأيِّن من كاتب ظن أنه إن وضع القاموس على يمينه والمنفلوطي على شماله كتب مثل الجاحظ .. هيهات! كلما نضب معين الكاتب ازدادت كلماته غرابة".

‏• عارف حجاوي | حبر عتيق.

في أعماق الكتابة

15 Jan, 07:07


الحب والأمل في زمن الحرب

طلبت من (chatGPT) أن يزودني برسائل الجنود إلى ذويهم أيام الحرب العالمية الثانية، (دائما تستهويني كثيراً مثل هذه الرسائل التي تُكتب في اللحظات الحرجة وتكون نابضة بالصدق)، فترجم لي عدة رسائل وعلق عليها تعليقاً جميلاً معبراً:

"رسائل الجنود أثناء الحرب العالمية الثانية تحمل في طياتها مشاعر عميقة من الألم، الحنين، الأمل، والخوف. كانت هذه الرسائل وسيلة للتواصل بين الجنود وعائلاتهم في ظل ظروف قاسية. إليك مقتطفات من بعض الرسائل الحقيقية التي كتبها الجنود خلال تلك الفترة، مترجمة إلى العربية:

1. رسالة جندي بريطاني إلى زوجته:

“عزيزتي ماري،
أكتب لك من خندقنا الموحل هنا. الطقس بارد، والطعام قليل، لكن كل ذلك يهون حين أفكر فيكِ وفي الأطفال. حلمت الليلة الماضية بأنني كنت في المنزل، أسمع ضحكات الصغار وألمس يديكِ. لا أعلم متى ستنتهي هذه الحرب، لكنني أعدكِ أنني سأعود. أخبريني عن كل جديد، فأنا أعيش على رسائلكِ. أحبكِ دائمًا.”

2. رسالة جندي أمريكي إلى والدته:

“أمي الحبيبة،
لقد مرت ثلاثة أشهر منذ أن رأيت وجهك آخر مرة، وكل يوم أشعر بالاشتياق أكثر. نحن في فرنسا الآن، ونحاول التقدم نحو الألمان. لقد فقدت الكثير من أصدقائي هنا، وهذا يثقل على قلبي. لكنني أجد القوة في دعائكِ. أرجوكِ لا تقلقي عليّ، سأكون بخير، وأتمنى أن أعود قريبًا لأحضنكِ.”

3. رسالة جندي ألماني إلى حبيبته:

“إيفا العزيزة،
أكتب لك من الجبهة الشرقية، حيث الشتاء قاسٍ والموت حولنا في كل مكان. أحيانًا أتساءل لماذا نحن هنا، ولماذا علينا أن نحارب؟ أشتاق إلى دفء صوتك وضحكتكِ. أعيش على الذكريات التي تحملني بعيدًا عن هذا الجحيم. إذا لم أعد، أرجوكِ أن تتذكري أنني أحببتكِ بكل ما لدي.”

4. رسالة جندي سوفيتي إلى أخيه:

“أخي العزيز،
اليوم مر عام منذ أن غادرت المنزل. الحرب هنا وحشية، ولا يمر يوم دون أن نفقد أحد أصدقائنا. لكنني أقاتل من أجل أرضنا، ومن أجل أن تكون عائلتنا بأمان. أخبر أمي أنني أشتاق إلى طعامها، وأخبر والدي أنني أفعل ما علمني إياه: أن أكون قويًا. سأعود منتصرًا، مهما كلف الأمر.”

5. رسالة جندي فرنسي إلى طفله:

“إلى ابني الحبيب،
قد تكون صغيرًا جدًا لتفهم هذه الرسالة، لكنني أكتبها لتعرف أن والدك يحبك كثيرًا. أريدك أن تكبر لتكون قويًا وشجاعًا، وأن تعيش في عالم أفضل من هذا. الحرب مروعة، يا صغيري، وأنا أقاتل الآن لكي لا تضطر أبدًا إلى رؤية ما أراه. كن دائمًا فخورًا بنفسك وبعائلتنا.”

6. رسالة جندي ياباني إلى والديه:

“أمي وأبي العزيزين،
لقد تلقيت أوامر بالذهاب في مهمة قد لا أعود منها. أريدكما أن تعرفا أنني أؤدي واجبي تجاه وطني، وأنني ممتن لكل ما قدمتماه لي. إذا لم أعد، فاعلما أنني أفكر فيكما دائمًا. أرجوكما أن تسامحاني إذا لم أتمكن من رؤيتكما مرة أخرى.”

هذه الرسائل تعكس إنسانية الجنود الذين عاشوا ظروفًا قاسية. كان لكل كلمة تُكتب فيها معنى كبير، فهي ليست مجرد رسائل، بل نافذة على أرواح أناس عانوا وشعروا وخافوا، لكنهم ظلوا متمسكين بالأمل".

في أعماق الكتابة

14 Jan, 14:39


هنالك حالة غريبة قد تعتري بعض الكتّاب.. يقول عنها فولتير:
"إني عندما أكتب أحس أن إنساناً آخر جاء يكتب عني".
وأظن أن هذا مرتبط بالكتابة الإبداعية حين يكون المبدع أقرب ما يكون من الإلهام، أو في أسمى حالات حضوره الإبداعي، وكأنه يتلقّى عن غيره الألفاظ والمعاني التي يكتبها.. ولعله من أجل ذلك زعم كثيرٌ من الشعراء منذ القِدَم أن لهم شياطين يوحون إليهم شعرهم، وشاعت تلك الأسطورة ولقيَت قبولاً عند كثير من الناس.. وبعض الشعراء والكتّاب حين يعود لنصّه يقول في دهشة: هل حقاً أنا من كتب هذا؟

في أعماق الكتابة

14 Jan, 14:05


أظنكم مثلي تعانون من قلق البطء في القراءة.. دائما أحاول تسريع قراءتي وأشعر بحسرة كلما تعثّرَت عيني وعقلي على الورق بكلمةٍ أو بمعنى معقد أو بنوبات الشرود الذهني.. وفي زحمة القوائم الطويلة للقراءة في الزمن القصير= قليلون من يعترفون ببطئهم وقلة الكتب التي يقرؤونها في نفس المدة.. ونحتاج لمن يُطمئننا من المثقفين الكبار فيقول: كلنا كذلك 😄
‏ومع ذلك، فإني أعتقد أننا نستطيع أن نسرّع قراءتنا أكثر مما هي عليه، ونضاعف تركيزنا مع ذلك، ومن العجيب أن السرعة المعقولة في القراءة تستدعي تركيزاً أكبر، وتجعل النفس تحتشد على المادة المقروءة أكثر، وأنا لا أحب أن أستسلم تماماً للبطء، وأحاول أن أطور من قدرتي في ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الكتب لا تصلح للقراءة السريعة، ولا بد فيها من التروي والاستعادة مرات ومرات.

في أعماق الكتابة

14 Jan, 08:35


"البطل في قصصي هو دائما الإنسان الذي يستسلم للقدر، وفي سيَري هو الشخص الذي لا ينجح بالمعنى الدنيوي، بل بالمعنى الأخلاقي".

‏ستيفان زفايغ -عالم الأمس ص١٣١.

في أعماق الكتابة

14 Jan, 07:54


الكتابة من أعظم ما تكافح به التشتت.. اكتب أهدافك وخطِّط لها، اكتب ما يقلقك، وما تريد أن تفعله في يومك، والمهمات العائلية والاجتماعية اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية ونحو ذلك، اكتب كل شيء في دفتر أو في الملاحظات على جوالك وعرِّج على ذلك المكتوب مِراراً وتكراراً كل يوم..
فرقٌ كبير بين أن تكون أفكارك ومهماتك أمامك، وأن تكون خاضعةً لقدرتك على التذكر والتركيز والضبط، الكتابة حلٌّ ناجع لذلك القلق الناتج عن ضبابية الرؤية والفوضوية والشعور المبهم بكثرة المهمات مع قلة الوقت.. وقد يحمل الإنسان همَّ مشاغله ويشتكي كثرة مهماته، فإذا كتبها وجدها يسيرة لا تستحق كل ذلك القلق، وعجِب من شكواه، وسهُل عليه الإنجاز بإذن الله.

في أعماق الكتابة

13 Jan, 20:54


أنا ولوعٌ بالاطلاع على خفايا اللحظات الإبداعية عند كل مبدع، فها نحن بين يدي الشاعر العظيم أحمد شوقي، نراه بعينَي سكرتيره (أحمد محفوظ) وهو في حضرة الشعر يعاني من نوباته ما يعاني.. فقد وضع محفوظ عنواناً -في الصفحة ١٧٦ من كتابه "حياة شوقي"- يتساءل فيه: (كيف كان ينظم الشعر؟)، والحمد لله أنه لم يذكر في كلامه كله كلمة (طقوس)؛ فقد صارت من الألفاظ المبتذَلة في هذا السياق😄..

اقرأ معي وصفَه الجميل هنا👆🏻

في أعماق الكتابة

13 Jan, 20:54


«.. ولقد ينقطع عن المجلس ، وهو فيه المرتين والثلاث ، فلا يَسمع ولا يَرى ما يدور بين يديه ، فإذا كان على هذه الحال ورأيتَ رأسَه يختلج ، وقد رَشَق ظُفرَ إبهامه بين ثَنِيَّتَيْهِ وراح يهمس بالتناغيم يسلُخها سلخا، فإياك أن تقتحم عليه شأنَه فإنه إنما يتلقى وحيَ القريض! »

- عبدالعزيز البشري عن شوقي

في أعماق الكتابة

13 Jan, 20:30


سبق أن طلبت ممن ينشرون الإعلانات في التعليقات ألّا يفعلوا ذلك دون إذن.. فقد صرتُ الآن أحظر من يفعل ذلك، وعذري أني قدَّمتُ إليهم طلبي فلم يُقدِّروه 😊

في أعماق الكتابة

13 Jan, 09:07


في داخلي تجاه ما أكتب ثلاث أنفس بلاغية:
نفس خالية الذهن، تلتقط وتكتب وفقا للانطباع الأول..
ونفس متسائلة مترددة، تعدّل وتصوّب وتقترح..
ونفس منكرة ناقدة، تشطب وتحذف وتحيل إلى الأرشيف أو سلة المهملات!

د. سعود الصاعدي

في أعماق الكتابة

13 Jan, 07:41


كان الكاتب الإيرلندي الساخر الشهير (جورج برنارد شو) من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قُدّمت له، ووصفها بأنها «طوق نجاة يُلقى به إلى رجلٍ وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر».
ويُروى عنه أنه قال:
"إنني أَغفِر لنوبل أنه اختَرع الديناميت لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل".😄

في أعماق الكتابة

12 Jan, 06:26


من معايير إتقان المتعلِّم في النحو: حسن قراءته للشعر خاصة، وللأدب عامة، من دون أخطاء، وإن حصل منه بعض الخطأ تداركَه وصحَّحَه، على ألّا يكون قد قرأ ذلك النص وأعربه من قبل.. فمن شدا شيئاً من النحو فإن من خير ما يعزز به هذا العلم في نفسه ويدربه عليه= قراءة النصوص الأدبية العالية على أستاذٍ متقِن، يصحح لحنَه، ويقوِّم عِوَجَه، ويلفِت نظره إلى سائر علوم العربية بما يمرّ به من أمثلة وتطبيقات، فهذه الطريقة جامعة للعلم والأدب والتمرّس على البيان، مع ما فيها من إجمامٍ للنفس واسترواح لما تقرؤه من لطائف الأدب، مما يدفع عن المتعلّم الملَل ويحثُّه على الاستمرار والاستزادة.

في أعماق الكتابة

11 Jan, 13:58


لا أثق بمن يقولون إن المرء يكتب لنفسه. هناك شيء واحد تكتبه لنفسك وذلك هو قائمة المشتريات. إنها تساعدك على تذكّر ماتود شراءه … كل شيء آخر تكتبه إنما تكتبه لقول شيء لشخص ما".

أمبرتو إيكو

في أعماق الكتابة

11 Jan, 13:56


من الطرائق المحفزة على القراءة أن يكون الكتاب أمامك أينما حللت من البيت: بجوار رأسك في غرفة نومك، وفي زاويةِ مجلسك، وفي الصالة حيث تجلس مع أولادك، بل حتى لو وضعت كتاباً مناسباً في سيارتك.. وأن تحرص على تناوله وقراءته، ولو كان ما تقرؤه منه صفحة أو صفحتين في كل مرة.. هذه الحياة التي تحُفّها الكتب تصنع -بإذن الله- القارئ الممتاز.

في أعماق الكتابة

11 Jan, 11:38


أولى خطوات التجديد في البحث العلمي كسر النموذج الغربي المهيمن على الدراسات العلمية بدعوى الصرامة والموضوعية، وتجاوزه إلى نموذج أرحب يتجاوز ما يسمّى بالعقل إلى ماوراء العقل، والمنطق الصوري إلى المنطق الكوني، وسببية الأحداث إلى شعريتها الكامنة في روح الأشياء!

د. سعود الصاعدي

في أعماق الكتابة

11 Jan, 11:31


نوعٌ آخر من الامتلاك في الكتابة:

"... ليعلم طلاب الأدب أن الذي يخرج من القلب هو الذي يقع في القلب، وأن من يمتلكه المعنى الذي يكتب فيه هو الذي يمتلك به الذين يقرؤونه، أما الذي ينحت الألفاظ من أعماق القاموس بالمعول ليكوّمها على الورق بالمجرفة، فهو عامل في إصلاح الطرق وليس صائغًا لجواهر الكلام!".

صور وخواطر، علي الطنطاوي -رحمه الله-.

في أعماق الكتابة

11 Jan, 09:57


واحتسبِ الأجر في إيناس إخوانك بما تكتب، فما أجمل أن يجد المؤمنُ على الخير والمروءة أعوانا!
والكتابة الأسمى ليست فقط فوائد تُنتقى، بل هي مع ذلك عواطف تمتدّ لتصل بين القلوب.. على نحو قول الشاعر:
حديثُ الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوبُ بلا عناءِ

في أعماق الكتابة

11 Jan, 09:35


لا تزالُ تَنظرُ في الفكر الدَّقيق حتى تكون من صُنَّاع الفكر الدَّقيق، ولا تزالُ تَنظرُ في عمل الكِبار حتى تكون من الكِبار.

أ.د. محمد أبو موسى

في أعماق الكتابة

10 Jan, 16:02


طلب بعض الإخوة رابط النشرات المذكورة

هذه هي:

-نشرة ثُلث من نديم

https://nadiim.com/newsletter//

-نشرة مُلهِم

https://gohodhod.com/@nashrat_molhem

-نشرة عبدالله الشهري

https://gohodhod.com/@aboanas94558

في أعماق الكتابة

09 Jan, 09:44


على حافة الإفريز العالي .. لم يكن سوى البحر

فتحت جهازي لأكتب إيميلات اعتذار لعملاء المتجر ممن تأخرت شحناتهم في الخروج من المكتبة يومًا إضافيًا؛ بسبب تعذر وصول شركات الشحن إلينا إثر الأمطار التي نزلت أمس الإثنين في مكة. ولكن وجدتني مدفوعًا لإحالة هذا إلى حكاية أرويها لكل رفاق المتجر

منذ أن أدرت مكتبة وأنا أهرع عند كل قطرة مطر إلى المستودع وأرابط عليه؛ لأتأكد من حصانة كل منافذه. ولمست مع الأيام أني أتعامل مع شيء في غاية الرهافة؛ يغرق من الماء، ويحترق من اللهب، ويجف حتى يتفكك صمغه عند الجفاف والحر، ويفسد ويتبقع ورقه عند الرطوبة العالية، كما يتمزق وينخلع غلافه عند سوء الصف والترتيب. المفارقة هي أننا نستمد الصلابة أحيانًا في مواجهة الحياة من شيء بكل هذه الرهافة

ولكل هذا، صرت أكثر مراعاة في تعاملي مع المكتبة: أكثر مراعاة في انتقاء الكتب، وفي تخزينها، وفي إخبار الناس عنها، ثم أكثر مراعاة وحرصًا في وصولها إليهم. ومع الوقت، انتقلت الرهافة لتدخل بيني وبين القراء. اليوم يرسل لي صديق للمكتبة من مملكة البحرين يطمئن على أحوالنا حين شاهد مقاطع الأمطار في وسائل التواصل. أخبرته أننا بخير والأحوال جيدة، ولكني لم أخبره أننا بعد انتهاء المطر وجدنا كتابًا وحيدًا قد غرق.
نظرت إلى الكتاب الغارق متأسفًا، فحاول زميلي في المكتبة تعزيتي قائلًا: “أشوا أنه بـ 9 ريال”، ولكني مدفوعًا بالرعاية قلت: “لكنه كتاب!”. أعجز أن أتصور خسائر الكتب بلغة الأسعار والأرقام، ويؤسفني كل كتاب يصلنا تالفًا أو يتلف نتيجة النقل والتخزين. تجمع لدي مع الوقت عشرات الكتب من هذا النوع، أحدها نالته ضربة مشرط في وجهه، والآخر جاء من بيروت إلى السعودية محشورًا على جنبه فتمزعت أكتافه، وآخر تبلل بزيت لا أعرف من أين وصل إليه.

تزايدوا عندي على مدى 8 سنوات، وصرت أسميهم (النبلاء قليلي الحظ). قد يأتي ذلك اليوم الذي أجمعهم جميعًا في قسم منفرد على صفحة المتجر وأعرضها للناس دون أن أبخسها ثمنها، وأتركها لمن يأخذها كما هي، بدون شروط، مثلما يؤخذ الحب.

فالكم المطر والرحمة، وحفظ الله كتبكم من كل سوء وضرر.

كتبها لكم: وراق - راعي الكتب

في أعماق الكتابة

09 Jan, 09:44


من بريدي الإلكتروني

في هذه الأيام صار دخولي لبريدي الإلكتروني ذا طعمٍ مختلف، ووهَجٍ مُبهِج، فقد زيَّنَته عدةُ نشرَات اشتركتُ فيها في مُدَدٍ متباعدة، وتأتيني أيضاً بعض الرسائل اللذيذة من المواقع والمكتبات التي سبق لي أن تعاملتُ معها..
أما النشرات فآخرها النشرة المتميزة التي تأتي إلى بريدي على شكل مصابيح معرفية ساطعة، أو باقات وردٍ أخاذة من بستان العلم الثقافة وهي نشرة الدكتور عبدالله الشهري ، فهو مشعل ثقافة واستبصار ومِسعَر هممٍ ومواهب، أحسن الله إليه وجزاه عنا خير الجزاء..
ومن النشرات الجميلة الأخرى: نشرة (ثُلث) القادمة من شركة نديم التي يديرها الأستاذ الفاضل عبيد الظاهري، ونشرة (مُلهِم) التي يكتبها الشيخ المتفنن صاحب الأسلوب الرشيق والنظرات العميقة: د. سليمان العبودي.

ولفت نظري اليوم وأنا أتصفح البريد رسالةٌ لطيفةٌ من متجر (وراق) الإلكتروني للكتب، متجر وراق عنوانها:
(على حافة الإفريز العالي .. لم يكن سوى البحر)

سأضع نصها كاملاً بين يديك بعد هذه الرسالة

في أعماق الكتابة

05 Jan, 11:32


"منذ كنت في الثانوية، كانت جماعتنا الأدبية كلها تتصيد الشعراء والممثلين والمغنين للحصول على الكتابات اليدوية بروح القطيع ذاتها التي كنا نكتب بها الشعر. ومع أن معظمنا قد أقلع عن هذه التسلية، كما أقلعنا عن كتابة الشعر عندما غادرنا المدرسة، فإن التعلق بهذه الظلال المادية التي تخص عباقرة قد زادت كثافتها في الحال التي أنا فيها. لم تكن التواقيع تعني شيئاً لي، ولا شهرة الشخص الدولية أو قيمته، بل نُسخ القصائد و المقالات الأصلية، أو مسوداتها ، لأن ما استرعى اهتمامي أكثر من أي شيء آخر هو مسألة خلق العمل الفني سواء من الناحية النفسية أو الناحية المتعلقة بالسيرة الشخصية، تلك اللحظة الغامضة التي ينبثق فيها مقطع شعري، أو لحن، من المحجوب، أو من رؤيا العبقري وحدسه، ثم تثبتها الكتابة في صورة مادية. أين يمكن فحص تلك اللحظة ومراقبتها إلا في مخطوطة الفنان المشوهة، ووليدة النشوة؟ إن معرفتي بالفنان غير كافية إذ اطلعت فقط على عمله المنجَز، وأنا أتفق مع غوته تماماً عندما يقول: لكي يفهم المرء الإبداعات العظيمة فهماً تاماً عليه ألا يراها في اكتمالها فقط، بل أن يتقصى عملية إبداعها أيضاً".

ستيفان زفايغ- عالم الأمس ص١٢٦.

في أعماق الكتابة

05 Dec, 18:42


هذه الزيادات وضعها الدكتور عبدالرحمن قائد في ملفٍ خاص، إهداءً منه لمن قرأ طبعة من الطبعات السابقة للكتاب ، فجزاه الله خيرا


https://archive.org/download/2_20241205_20241205_1817/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9%20%282%29.pdf

في أعماق الكتابة

05 Dec, 18:39


ويقول القاص الكبير محمود تيمور : "ولغة المازني تتفرد بين لغات الكتّاب بأنها تُطوِّع البيان العربي الأصيل لمطالب التعبير العصري، في مَنحى كأنه حديثُ مجلس، وفكاهة سامر. وبأنها كذلك تطوّع اللهجة العامية الصميمة للتعبير الفصيح بين طوايا المقال، ففيما يجري به قلمه تنساب تلك الكلمة الجزلة المختارة والكلمة العامية الطريفة في نسقٍ بديع، تحسبه بادئ بدء هينا ميسورا، وهو عند الممارسة تَقْصُر دونه همم الأقلام".

نقله الدكتور عبدالرحمن قائد عن كتاب (ملامح وغصون) لمحمود تيمور..
وذلك في زياداته على الطبعة الثالثة من كتاب "العمر الذاهب".

في أعماق الكتابة

02 Dec, 11:28


ظهر لي هذا المقطع في اليوتيوب فجأة..
‏فحرّكَ الأشواق..
‏وأحيا لواعجَ الذكريات
‏وأثار دهشتي من مرور هذه السنين الأربع في سرعة عجيبة.
‏ولقد صار من أغلى المُنى عندي وعند غيري من محبي أستاذنا الأديب الكريم ⁦ عبد الرحمن قائد⁩ أن يجدِّدَ العهد بتلك المسرات، ويُخفِّفَ عنا عناءَ السفَرِ بأحاديثه المُؤنِسات..
ولسانُ حال الواحد منا كما قال الشاعر ابن عثيمين رحمه الله:

‏أَعِد عَلَيَّ حَديثَ المُنحَنى أَعِدِ
‏ فَقَد ذَكَرتَ فَشَنِّف مِسمَعي وَزِدِ
‏فَهوَ الحَديثُ الذي تَجلو بَشاشَتُهُ
‏ عَن قَلبِ كُلِّ تَقِيٍّ طِخيَةَ الكَمَدِ

في أعماق الكتابة

02 Dec, 11:10


"غير أن هذا الحزن عذب أيضًا، ففي الساعات التي ينوء فيها القلب بعبء الشقاء، حين تستبد كآبةٌ ثقيلة بالنفس التي صارت من المحن في ظلام، تأتي الذكريات فتنعش النفس وتحييها، مثلها كمثل تلك القطرات من الندى التي تضعها رطوبة المساء على الأزهار بعد نهار خانق، فتبعث الحياة في هذه الأوراق الحزينة، التي كادت تمحوها أشعة الشمس المحرقة".

فيودور دوستويفسكي | الفقراء

في أعماق الكتابة

02 Dec, 06:52


العبقري يبالغ في استنطاق ما يرى، واستيحاءِ ما يسمع، لا يكتفي بالنظرة العابرة، يقف طويلاً عند الشيء الذي يمرُّ به أكثرُ الناسِ سِراعا، يُحسِن استثمارَ القليل المتاح من الظواهر والمُقَدَّرات، يصنع من اللمحة عالَماً من الأفكار والمعاني، يعيش بيننا، لكنه في نفس اللحظة يحُلُم طوالَ الوقت في العوالمِ الممتلئة بطموحه وفُضوله وشغفه..
والعبقرية وإن كانت نادرة، إلا أن مما يُطمعنا فيها أنها -كما قيل-:
" 1% إلهام و99% جهد".
بل الإلهام نفسه -الذي هو نُدرةٌ من نُدرة- من الممكن أن نقبض عليه ونتسَبَّبَ إليه! إذ تقول الكاتبة ‏هيلاري مانتل: “في رأيي: الإلهام هو اليقظة الدائمة والبقاء في حالة ترقُّبٍ للمادة التي تكتسبها ليلاً أو نهارًا، في النوم أو اليقظة”. ولقد صدقَت!

في أعماق الكتابة

01 Dec, 03:18


ومن غمَرَاتِ الإلفِ يا رب نجِّنا
ومن دهشة الأطفال أترِع قلوبنا

في أعماق الكتابة

30 Nov, 19:21


عُوران الترادُف

كنت أرسلت مقالةً إلى إحدى المجلات الثقافية العريقة، فأبدَوا الموافقةَ على نشرها، ثم تواصل معي الأخُ المحرِّر فيها، وأعلمني أنهم أجرَوا تعديلًا في المقالة يتطلَّب إقراري قبل نشرها.
فإذا به سلَّمه الله قد أجحَفَ بالمقالة إجحافًا، وتصرَّف فيها تصرُّفًا، بحذف كل ما كان من مترادفات ومزاوجات، ظنًّا منه أن ذلك كلَّه محضُ حشوٍ لا طائل منه!
ولمَّا أبديت اعتراضي لدى رئيس التحرير أنصفَني وأقرَّني، ونشر المقالة بتمامها كما وضعتُها، مع الثناء عليها فكرةً ولغةً وأسلوبًا، شكر الله له وجزاه عني خيرًا.

[لا أجد داعيًا لإيراد أمثلة من تصرُّف المحرر في المقالة؛ فالغرض ليس التشهير به، وإنما إيصال الفكرة الآتية في كلام الرافعي]

وقد وقفتُ اليوم على نصٍّ جليل لإمام أدباء العربية مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه النفيس (تاريخ آداب العرب) في فصل منه بعنوان (أسلوب القرآن) 2/ 205، عرَّج فيه على أساليب الفصحاء، وما يتوخَّاه بلغاء العربية في تصاريف ألفاظهم، وتمكين أسلوبهم، واجتناب الضعف والقلق. ثم ذكر من سِمات البلاغة في بيانهم:
(التوكيد للمعنى بالمترادفات المتباينة في صورها، ثم الاستعانة بالمعطوفات على النسَق، وبالأسجاع على الأسلوب، وبوجوه الصنعة البيانية على كل ذلك.
فلا تقرأ سطرًا من كلامهم إلا أصبتَ ماء ورونقًا، ولا تمرُّ فيه حتى يُقبلَ عليك بالصنعة من وجهها المصقول، وحتى يُبادركَ أنه التنقيحُ والتهذيب بين الكلمة وأختها، والجملة وضريبتها).

ثم علَّق الرافعي تعليقًا طريفًا في الهامش قائلًا:
(يَعِيبُ بعضُ علمائنا الجهَلة المُستَحْمِقين ممَّن يسمُّون أنفسَهم مجدِّدين ما يرَون في الكتابة العربية من الترادف! ولو كانوا عُورًا للفَتْناهم إلى أن أصل الخِلقة أن يكونَ في الوجه عينانِ لا عينٌ واحدة، ولكنهم قومٌ يجهلون!).
قلت: لله دَرُّه ما أحذقَه، وما أبدعَ قوله: (علمائنا الجهلة)! فهم علماءُ عند أنفسهم وعند المغترِّين بهم، وما هم في الحقيقة سوى جهَلةٍ حمقى!

وقبل أن أختمَ منشوري أرى من المفيد إيرادُ تعليق آخرَ للرافعي على عبارته: (حتى يُبادركَ أنه التنقيحُ والتهذيب بين الكلمة وأختها، والجملة وضريبتها).
قال في الهامش:
(ثبت أن كاتب فرنسا العظيم أناتول فرانس الذي كان آيةً في حُسن الأسلوب الكتابي، كان يبلغ من التنقيح أن يُعيدَ كتابةَ العبارة ثماني مرات أحيانًا، وأنه لم يكن يكتب إلا على هذه الطريقة).

فليتأمَّل الذين يتعجَّلون بنشر ما يكتبون، دون إعادة نظر ولا تأمُّل ولا تثبُّت!

ورحم الله ابنَ الرومي إذ يقول:
نارُ الرَّوِيَّةِ نارٌ جِدُّ مُنضِجةٍ = وللبَديهةِ نارٌ ذاتُ تَلويحِ
وقد يُفضِّلُها قَومٌ لعاجِلِها = لكنَّهُ عاجِلٌ يمضي معَ الرِّيحِ

وما أكثرَ ما تذروه الريحُ من فَطير الرأي والقول!

وكتب
أبو أحمد الميداني
أيمن بن أحمد ذو الغنى
الرياض 23 من شعبان 1441هـ

في أعماق الكتابة

30 Nov, 18:42


سِرْ يا مِداد..

ذكرياتٌ وأبيات

في أعماق الكتابة

30 Nov, 13:52


هذا كلامٌ نفيس وحكمة بليغة فانهلْ من معانيه وعُلّ..
تأمل قول الدكتور عبدالله بن غليس:

والسبب في رأيي أن كل شيء عزيز آجله خيرٌ من عاجله، ولذته مؤجلة وإن كانت مرارته مُعجّلة، بعكس الأمور التي لذتها معجّلة فإن مرارتها مؤجّلة ولو لم يكن من مرارتها إلا ضياع الوقت!

في أعماق الكتابة

30 Nov, 13:52


..
.
هذه مقولة عظيمة للشيخ عبدالله الهدلق، ولا يفهمها تمام الفهم إلا مَن طبّقها، والقراءة بشكل عام وفي مختلف الظروف نعمةٌ من أكبر النعم، يشغل الإنسان وقته فيما ينفعه، وتُبعده عن سخط مجالس العامة ولغط المجتمع، وترفع فكرة ونفسه وتُزيل وحشته، وتفتق ذهنه وتعلمه الطريقة الصحيحة للتفكير والحكم على الأشياء.. فلا يروّعه شيء ولا تطغيه نعمه، لأنه قرأ وعرف من تجارب السابقين وأقوالهم ما يجعله يفهم هذه الحياة فهماً صحيحاً، ويتوقّع تقلّبها ويوطّن نفسه على مفاجاءتها، ويتعزّى بما حلّ على من هم أفضل منه من نكباتها إذا لم توافقه فيما يريد، ولا يفرح كثيراً إذا أصاب من نعيمها. لذلك جعل الله القراءة صعبة ومبغّضة لأكثر الناس، حتى إن كثيراً من القرّاء والباحثين يُكره نفسه على القراءة إكراهاً! وهذا أمر لا يعرفه كثير من الناس، والسبب في رأيي أن كل شيء عزيز آجله خيرٌ من عاجله، ولذته مؤجلة وإن كانت مرارته مُعجّلة، بعكس الأمور التي لذتها معجّلة فإن مرارتها مؤجّلة ولو لم يكن من مرارتها إلا ضياع الوقت!
..
.
كتبه: عبدالله غليس، السبت، 30 نوفمبر 2024

في أعماق الكتابة

29 Nov, 21:15


أيها الكاتب، لا تحفَلْ بمن يزهّدك في تجانُسِ الألفاظ، وتناسُقِ التراكيب، وحلاوة العبارة، ووفرة المخزون اللغوي، ويزعم أن الأهم هو المعنى، وهذا من أغرب الآراء وأقربها إلى العبث؛ فنحن إنما نتوصل إلى المعنى ونلِجُ إلى حِماه ونزيد إحساساً به= إذا كان الكاتب بليغاً؛ يُولِي الألفاظ من الاهتمام ما يُولِي المعاني، وقديماً شبَّه النقّادُ الألفاظ بالأجساد، والمعاني بالأرواح.. والمعنى ما دام كالروح، فالروح خفية، مبهَمة، وجُلّ ما يتفاضلُ فيه الكاتبون هو أسلوب التعبير عن تلك المعاني وتجسيدها حتى تكاد تُلمَس وتُرى وتُشَمّ..
بل إن تأثُّرَ الإنسان في أكثره يأتي من جهة العاطفة لا العقل، فالبيان الذي يؤثر فينا أكثر هو الذي يهز عواطفنا، وإذا تحرّكت العاطفة استيقظت الحواسّ وتلقّت المعاني وأحسنَت استيعابها، ثم يأتي العقلُ بعد ذلك ليرُدَّ ويَقبل، ويختار ويُصفّي.. وأثر الجمال في النفس الإنسانية لا يخفى، وانظر إلى براعة التركيب القرآني المعجز وأثره العجيب في النفوس ترَ هذه الحقيقة ماثلةً كالشمس في كبد السماء، ولو كان يوجد بيان يستغني عن هذه الجمالية في التركيب لكان بيان القرآن؛ إذ هو كلام الله جل وعلا! وحسبه أن يكون كلام الله، لكن الذي تكلمَ به -سبحانه- يعلم من خلق: (ألا يعلم من خلَقَ وهو اللطيف الخبير)؟!

في أعماق الكتابة

29 Nov, 19:41


مع المشي

عمر أبو ريشة رحمه الله .. والنهايات المفاجئة!

في أعماق الكتابة

28 Nov, 22:28


تزدحم المشاعر في بعض اللحظات فنحاول أن نستبين وجوهها ونميِّزَ هذا من ذاك فلا نستطيع، ورغمَ شدةِ الحاجة للبوح وعِظَمِ التَّوقِ للكلام فإننا نستسلم لحالة العِيّ هذه، أو نحاول الانتقام منها بالإبانة عنها هي على الأقل، علَّنا نخرج من معركة الإفصاح هذه نصفَ ظافِرين!

في أعماق الكتابة

28 Nov, 20:06


د. عبدالرحمن قائد:

الإغراق في قراءة الأدب المترجم (قصة ورواية وشعرًا) يورث ضعاف قرائه الانفصال عن واقعهم، والذوبان في ثقافة غيرهم، واللهج برموزهم، والإخلاد إلى طرائقهم في التفكير والتعبير.
وقد لقي الزيات الألاقي من غثاء ما كان يأتيه للنشر في "مجلة الرسالة" من أولئك الزعانف.
وقال عن ذلك مرة:
وأديبنا يعمى عن مناظر بلده، ومحاسن طبيعته، ومفاخر قومه، ومآثر شرقه، ثم يفتح عينيه بكلتا يديه ليستشف من خلال السطور السود قناطر (السين) وشعاف (الألب) وخمائل (التيرول)، لأن هذه ذكرها جوته ولامرتين وبيرن، وتلك إنما ذكرها البحتري والرضي وشوقي.
زارني ذات يوم شاعر من شعراء الشباب، وفي يده قصيدة يريد نشرها بالرسالة، وكان موضوع القصيدة كما يقول: تصوير منظر قروي في ريف مصر: مشرق الشمس في القرية أو مغربها لا أذكر. فلما نظرت إلى الصورة - وأنا قرويّ - أنكرتُ ما رسم فيها من الخطوط، ووضع بها من الألوان، وحشد إليها من الطبيعة. فقلت له: يغلب على شعوري أنك ترجمت. فقال وهو يعقد من التيه عنقه: ثق أنها من وحي خاطري وفيض لساني! فقلت له: إذن ما هذه النواقيس التي ترنّ في الأبراج؟ أفي قريتكم كنيسة؟ فقال: كلا، وإنما آثرت رنين الناقوس على أذان المؤذن، لأني أجد للأجراس والأبراج من الروعة والشاعرية ما لا أجده للمئذنة والمسجد! فألطفتُ للفتى في الاعتراض والاعتذار مخافة أن يرميني في سرّه بالجمود والتأخر.
كذلك قدّم إليّ كاتب من ناشئة الكتاب قصة مصرية، سمى أشخاصها: جان، وألبير، ولورا، وهيلين، لأنه يجد هذه الأسماء في الحوار والحديث أرق وأعذب من علي، وإسماعيل، وسعاد، وفاطمة!
فالأدب المصري الحديث كالمجتمع المصري الحديث، يقوم على موت الشخصية، وفناء الذات، ونسيان التاريخ، ونكران الأصل، فهو يستلهم المطابع الأوربية، ويُخضع قريحته للقرائح الأوربية، ويعقد لسانه بالألسن الموهوبة منها، فيحكي ما تقول في لعثمة نكراء من أثر العقدة، وهو لو وضع عن كاهله نير الامتياز، وفهم هذه الكلمة المخزية على المجاز، فأخذ عن طبعه، وترجم عن طبيعته، لفجأ الغرب بأدب قدسي الإلهام، سحري الأنغام، شرقي الروح، مصري الطابع، يحل أهله من أدب العالم ما أحل أدبُ الهند إقبالا وطاغور!

في أعماق الكتابة

27 Nov, 19:54


الاستماع للفصحاء يضبط لسانك، والقراءة للبلغاء تضبط كتابتك، وهذه المهارات تُكتَسَب بالدأب في الزمن المتطاول، وكل هذا الجهد نبذله لنبلغ في لغتنا ولو قدراً يسيراً من سليقةِ العرب الأوائل!

في أعماق الكتابة

27 Nov, 18:45


مع المشي..
فقرة جديدة لعلها تستمر.. 😅

من لطيف شعر عمر بن أبي ربيعة

الذي قال عنه جرير: ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر!

في أعماق الكتابة

27 Nov, 18:36


الكاتب الحقيقي هو الذي ينصرف إلى الكتابة بدلًا من الانصراف إلى الكلام، هو الذي يصرف وقته في القراءة بدلًا من الظهور في وسائل الإعلام.

‏جوليان جراك

في أعماق الكتابة

27 Nov, 05:31


مناسبة البيتين:
"عزل ابنُ الزيات إبراهيمَ بن العباس عن الأهواز، واعتقله بها وآذاه- وكان يؤمل منه أن يسامحه ويطلقه لقديم صحبته له- فكتب إليه :

‏فلو إذ نبا دهرٌ وأُنكِرَ صاحبٌ
‏وسُلّط أعـداءٌ وغـابَ نصيرُ

‏تكون عن الأهواز داري بنجوةٍ
‏ ولكن مقــاديرٌ جــرت وأمـــورُ".


الحمد لله الذي جعل متعتنا في هذا!

في أعماق الكتابة

24 Nov, 13:23


سألت chatgpt -الذكاء الاصطناعي- عن مشكلة التسويف في المهام الكتابية الإبداعية..

وجاء جوابه في الصميم والله
نصائح ثمينة.. فخذوها من غير عاقل (ترددت في كتابة: غير عاقل😅)

يقول:

فهمت! المهام الكتابية الإبداعية قد تكون من أكثر المهام التي يصعب البدء فيها أحيانًا بسبب الحاجة إلى الإلهام أو الخوف من عدم التمكن من التعبير بشكل جيد. إليك بعض الأفكار التي قد تساعدك في التغلب على التسويف في هذه المهام:
1. تقسيم المهمة إلى أجزاء صغيرة: بدلًا من التفكير في المهمة ككل، قسمها إلى خطوات صغيرة. مثلاً، يمكنك البدء بكتابة فقرة أو عنوان رئيسي، وهذا قد يساعد في التغلب على الشعور بالضغط.
2. وضع وقت محدد للكتابة: حدد وقتًا معينًا كل يوم لكتابة ولو لفترة قصيرة (15-30 دقيقة). يمكنك البدء بممارسة الكتابة اليومية حتى لو لم تكن راضيًا عن النتيجة في البداية.
3. إلغاء التشتيت: حاول العمل في بيئة خالية من المشتتات. يمكنك استخدام تطبيقات لمنع الإشعارات أو تخصيص وقت خالٍ من التكنولوجيا أثناء الكتابة.
4. التركيز على العملية وليس النتيجة: اعتمد على فكرة أن الكتابة هي عملية وليست مجرد الوصول إلى منتج نهائي. لا تركز كثيرًا على الكمال في البداية، بل اعمل على تدفق الأفكار، ثم عد لتهذيبها لاحقًا.
5. ابدأ من أي نقطة: إذا كنت تجد صعوبة في البداية، ابدأ بأي جزء من المهمة تشعر براحة في التعامل معه، سواء كان المقدمة أو الخاتمة أو حتى فقرة وسطية. قد يساعدك ذلك في خلق زخم للكتابة.
6. استخدم تقنيات الإبداع: إذا كنت تواجه صعوبة في العثور على أفكار، جرب تقنيات مثل الكتابة الحرة أو العصف الذهني (Brainstorming)، حيث تكتب كل ما يخطر ببالك دون تقييم الأفكار في البداية.
7. تحديد مكافآت بعد الإنجاز: عندما تنجز جزءًا من المهمة أو تكتب عددًا معينًا من الكلمات، يمكنك مكافأة نفسك بنشاط تحبه، مثل الاستراحة أو القيام بشيء ممتع.

في أعماق الكتابة

24 Nov, 07:58


للكاتب متعتان؛ متعة القراءة قبل أن يكتب، ومتعة التأليف بعد أن يغربل ما قرأ من أفكار وآراء، ومتعة الأولى تفوق الثانية بمراحل، بل هي الأساس الذي يشيّد عليها الكاتب بستانه النظري وحديقته المعرفية، عدا ما يتلمّظه أثناء التشييد من متعة التحديق في أفنان العلم وزهور الأدب وثمرات الاستنتاج والمنطق..

علاء أحمد

في أعماق الكتابة

24 Nov, 06:48


(الكتابة تُتعِب، ولكنها تُواسي).

في أعماق الكتابة

20 Nov, 18:40


مأساة إغلاق المكتبات العريقة الواحدة إثرَ الأخرى، وتحولها لمتاجر إلكترونية، تجعلك تشعر بالفرق بين زخم حضور الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني.. فإذا كان الخطبُ في شأن الكتاب الواحد يسيراً عند كثيرين، فانظر إلى البَونِ الشاسع بين مكتبةٍ حية تمشي بين رفوفها الممتلئة بالكتب.. الكتب التي يشترك في الإحساس بها أكثرُ من حاسّة، فأنت تراها وتلمس أوراقها وتشمُّ رائحتها، وتتجول بينها تجوُّلَ المتنزِّهِ المغتبط في بستانٍ مفعمٍ بالزهور، فهو يتأمل نضارتها ويستنشق عبيرها ويتحسس بتلاتها، ويخطُرُ في مباهجها..
‏تأمل البون الشاسع بين ذلك وبين متجر الكتب الإلكترونية..
‏كيف يتحول ذلك الجو الحي وتلك المسرات الكثيرة إلى (أيقونات) مُصمَتة.. إلى صوَرٍ ميتة لكتبٍ، تجسّها ببنانك من وراء حجاب!
‏لذلك نتفهَّم هذه المرارات التي يشعر بها كثيرٌ من عشاق الكتب والمكتبات، عند إغلاق كل مكتبة.

في أعماق الكتابة

20 Nov, 10:18


قاموس المؤلّف
‏.
‏نسمع بهذه الكلمة أحياناً.
‏وقد أشار الجاحظ في «الحيوان» إلى معناها فقال:
‏ولكل قوم ألفاظ حظيتْ عندهم، وكذلك كل بليغ وصاحب كلام منثور، وكل شاعر وصاحب كلام موزون، لا بدّ أن يكون قد لهج وألف ألفاظاً بأعيانها يُديرها في كلامه، وإن كان واسع العلم غزير المعاني كثير اللفظ.

محمد المهنا

في أعماق الكتابة

20 Nov, 10:15


‏الإبداع دائما في التفرّد، لا في جودة المحاكاة ..
ولذا كان على من رام الإبداع في الشأن الكتابي، أن يكرّس جهده وموهبته، ويختطّ لنفسه سبيلا جديدا يبدع فيه، ويقفو أثر من قبله، حين انعتقوا من عباءة أساتذتهم، وحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ .
‏يقول د. سعد مصلوح:
" لا تكتب ما يكتبه غيرك، ولا تكتب - إن استطعت - ما يمكن أن يكتبه غيرك، حاول أن تطأ أرضا جديدة، ولا تسلك الطريق المأنوس".


د. عبدالله الشهري

في أعماق الكتابة

18 Nov, 21:18


"العاطفة روح الأدب وحياته، وبدونها يصبح أقرب إلى الكتابة العلمية الجافة، وقد علَّق ابن قتيبة على بيت لبيد بن ربيعة الذي يقول فيه:

ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالحُ

فقال: "هذا وإن كان جيد المعنى والسبك، قليل الماء والرونق".
والنقاد يطلقون على الشعر الذي يخاطب العقل دون العاطفة قليل الماء، بمعنى أنه جاف لا ينبض القلب عند سماعه وإن أدرك العقل معناه..".

أحمد بن حسن الصابطي، من كتابه (صناعة التذوق الأدبي، عوامل وعوائق وإضاءات) ص٧٨-٧٩.

في أعماق الكتابة

18 Nov, 19:51


‏يقول الطنطاوي رحمه الله:

" إنما أشكو فراغًا في النفس لا أعرف مأتاه، وقوًى فيّ لا أجد لها مصرفًا، وحنينًا إلى شيء غامض لا أدري ما هو على التحقيق.."

قلت:
هذا يكون في كثير من النفوس الشفافة مرهفة الحس حية الوجدان.. ويكثر في الأدباء.

في أعماق الكتابة

18 Nov, 19:37


😍😍😍الجديد

حلقة بودكاست فخمة لفخامة الضيف وفخامة الشخصية التي يتكلم عنها

الضيف أ.د عبدالله بن سليم الرشيد حفظه الله

يتكلم عن الأصمعي رحمه الله

وكم لبودكاست جولان من حلقات رائقة ماتعة، فله محبة خاصة في نفسي

الحلقة:

https://youtu.be/9y051Bl1HuI?si=bCoQReRRvDqqhtnk

في أعماق الكتابة

17 Nov, 21:15


القراءة قد تكون مجردَ هروبٍ من الواقع، لكنها قد تكون أيضاً مَنْجاةً من تغوُّله، ومحاولة للابتعاد عنه بالقدر الذي يجعل القارئ يراه بشكلٍ أوضح، ويلاحظ الوشائج والدروب الرابطة بين حقوله، ويسلم من سطوة الغرق في تفاصيله الحاجبة لكامل الصورة.

في أعماق الكتابة

16 Nov, 21:36


«وكان حزينًا، ولكنه أنيس الطلعة، وكان بائسًا، ولكنه سليم الصدر، وكان في ضيق، ولكنه واسع الخُلُق».

مصطفى صادق الرافعي في وصف الشاعر حافظ إبراهيم رحمهما الله.

في أعماق الكتابة

15 Nov, 04:21


"الفن العظيم ينقل إلى كثيرين معنىً سطحيًّا واضحًا، ويحتفظ للقليلين بمجموعة أكمل من الأعماق".

من كتاب (قراءة ثانية لشعرنا القديم) ص١٥٣، للدكتور مصطفى ناصف.

في أعماق الكتابة

13 Nov, 12:13


في حب الفصحى

"وأتذكر قصة حكاها الكاتب نعمان عاشور في كتابه “مع الرواد”، عندما نشر مقالة بعنوان “اللغة العامية من تاني” في جريدة الجمهورية، وإذا به يُفاجأ بمكالمة من طه حسين بنفسه، وقال له إنه لا يحب الكلام في التليفونات، ولكنه لا يستطيع أن يغفر له هذا العنوان السخيف وتطاوله على اللغة الفصحى إلى هذا الحد، لدرجة أن يختار نعمان عنوانًا لمقاله بهذا الشكل، وطلب منه أن يزوره في بيته رامتان بالهرم…
وذهب نعمان يجرجر أذياله كما يقولون… وانقضت ثلاث ساعات تَحدَّث فيها طه حسين عن أهمية الفصحى، وقال له: “أنت لست تلميذي؛ تلاميذي لا يكتبون بالعامية أبدًا، وأعرف جميع الحجج التي تقولها عن اللغة الدرامية، وهذا كلام فارغ”، واتهم نعمان بأنه يكابر وغرّه النجاح الجماهيري".

من مقال الأستاذ محمد عبدالعزيز الذي بعنوان (يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (6).

في أعماق الكتابة

13 Nov, 11:30


المِرَان في البيان أجدى من حفظ ألف قاعدة بلا مزاولة دائبة وقلمٍ مرتاض، ودرهمٌ من طبعٍ مصقول أرجى من قنطار معرفة صمَّاء.
‏لم يكن البارودي عالمًا بدقائق النحو والتصريف والبلاغة والعروض، لكنه عُني بحفظ شعر أمراء القريض، واجتهد في محاكاتهم، فجاء مع طبيعته المواتية شاعرًا مفلقًا.

د. عبدالرحمن قائد

في أعماق الكتابة

12 Nov, 20:13


د. ضيف الله بن محمد الشمراني

في أعماق الكتابة

12 Nov, 19:25


القراءة فسحة لأنها: تفتح فضاءً واسعاً لروحك وأحلامك وخيالك..
ولأنها أيضاً: تمنحك اللغة التي بها تفكِّر وتُعبِّر، وتزيد من رصيد الكلمات والمفاهيم التي بها تنطلق نفسك في ميادين الفهم، وتتحرر من رِبقة الجهل، ومن العِيّ في الإفصاح عن شجونها ورؤاها ومطامحها، وتوسِّع زاوية النظر والتحليل، فتَعَلُّمُ اللغة -من هذا الوجه- هو نوعٌ من أنواع الحرية.

في أعماق الكتابة

12 Nov, 07:37


تتفوق القراءة على الكتابة من جهة أنها بلا مسؤولية؛ فأنت مع الكاتب كالراكب لا يشغلك الطريق بقدر ما تشغلك متعة الضفاف حوله؛،ولذلك تبدو القراءة كمنتجع سياحي يمنحك الاسترخاء الطويل والاتكاءة الحالمة والتحديق في سقف التأملات الليلية المبهجة.
في المقابل تمنحك الكتابة تطهيرا روحيا عميقا لكنها تأخذ منك زفيرا طويلا مقابل النَّفَس الذي تهبه إياك؛ فهي لا تورق لك حتى تؤرّقك، ولا تفتح لك خزائنها حتى تبريك؛ فأنت معها كقلم الرصاص ينتقص من عمره بقدر ما تمضي به السطور وتقضمه الكلمات العابرة على قارعة الطريق!

د. سعود الصاعدي

في أعماق الكتابة

09 Nov, 19:31


يلَذُّ لي أن أحتفظ ببعض مَسَرّاتي، وكثيرٍ من خيباتي في مكان سحيقٍ من نفسي، فلا يسمع همسها أحدٌ سواي!

في أعماق الكتابة

08 Nov, 21:14


مخاض الكتابة ..

في أعماق الكتابة

08 Nov, 13:59


-الشيخ العبودي وفوائد نسخ الكتب

من كتاب (أحكي لكم عن أبي، شيء من حياته، شيء من أعماله).

للأستاذ طارق ابن الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله ورفع منزلته

انتقاء الأستاذ منور الشمري -على منصة x

في أعماق الكتابة

08 Nov, 11:03


أبيات من قصيدةٍ رائعة لتميم الفاطمي:

إذا حان من شمسِ النهار غُروبُ
تذكَّرَ مشتاقٌ وحنّ غَريبُ

أَلا أَبْلِغا القَصْرَيْن فالمَقسَ أنّني
إليهنّ مُذْ فارقتُهن كئيبُ

إلى ساحتَيْ دَيرِ القُصَيْر إلى الرُّبا
فمِصْرِهما حيث الحياةُ تَطيبُ

منازل لم يُلْبَسْ بها العيشُ شاحباً
ولم تُلْفَ فيهنّ الخطوبُ تَنوبُ

هي الوطن النّائي الذي لم تزل لنا
نفوسٌ إليه نُزّعٌ وقلوبُ

وما بلدُ الإنسان إلاّ الذي له
به سَكَنٌ يَشْتاقه وحبيبُ

إلى الله أشكو وَشْكَ بَيْنٍ وفُرقةٍ
لها بين أَثْناء القلوب نُدُوبُ

وما فارَقونا يَرْتَضُون فِراقَنا
ولكنْ مُلِمّاتُ الزمانِ ضُروبُ

لهم أنْفُسٌ مَرْضَى يقطِّعها الأسَى
علينا وأكبادٌ تكادُ تذوبُ

فلِلشَّوق في الأكباد منهنّ رَنّةٌ
وللدّمع في روض الخُدود سُكُوبُ

في أعماق الكتابة

25 Oct, 08:43


"وأنتم أيها الكتّاب والمفكرون -أطال الله في النعمة بقاءكم ـ لا تغفلوا عن حادثة الموت، وأخرجوا ما عندكم من علم ولا تضنوا ببذله لقرائكم أو تلاميذكم، ولا تنتظروا به الفرصة المناسبة والزمن المواتي، فإني أعلم أن بعضكم يدخر الموضوع الفلاني للندوة الفلانية والفكرة الفلانية للمؤتمر الفلاني، وتأملوا قول الله تعالى : (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [نوح : ٤] .

لقد قلتُ غداةَ وفاةِ شيخنا محمود شاكر - برد الله مضجعه – إن الذي دُفن في صدر محمود شاكر معه في قبره من العلم أضعاف ما أخرجه للناس".

محمود الطناحي رحمه الله- من مجموع مقالاته.

في أعماق الكتابة

24 Oct, 16:58


الصحراء جميلةٌ مَهيبة، رائقةٌ في الأصائل، ساحرةٌ في الليالي، حين تُرَصَّعُ سماؤها بالدرر والجواهر، والخُضرةُ في كل مكانٍ جميلة أيضاً، لكنها في الصحراء أجمل وأبهى، مهما كانت محدودة، وتأمل أثرَ الواحة، تلك البقعة الممرعة الخضراء في الصحراء الممتدة الجدباء، حين تبدو للمرتحل، الذي لا يكاد يجد ظلاً يتفيؤه إلا إلى جوار ناقته ورَحلِه.. انظر كيف تُمَثِّل له تلك الواحةُ فسحةَ الأملِ بعد صولاتِ اليأس، وطوقَ النجاة من غمَرات الضياع والهلاك..

وما أكثر الأشياءَ التي تكون في بيئتها ومكانها الطبيعي حَسَنة، وربما اعتادها أهلُها حتى فقدت قيمتَها وأثرَها أو كادت، لكنها في غير بيئتها أحسن مَرأىً، وأغلى ثمناً، وأوقع أثراً، وأدعى للدهشة والإعجاب..

"وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ".

هكذا طُبِع الإنسان، فهو يتشوَّفُ أبداً للنادر من الأشياء، للنازح البعيد، للّقاء بعد الفراق، لكلمة الحب ولمسته الحانية بعد لوعاتِ الهجر وسَوراتِ العِتاب، حتى البشرى غير المنتظرَة، وسجع الأطيار في خلوات القِفار، والنسمة الباردة اللطيفة في غير أوانها، والمعلومة النافعة في غير مَظانِّها، كل ذلك له من العذوبة والإيناس والجاذبية ما ليس لغيره.

خطرت ببالي هذه الخاطرة وأنا أشاهد هذا المقطع، لـ"نُفُودِ الثُّوَيرات" بمحافظة الزلفي وسط المملكة العربية السعودية.

في أعماق الكتابة

23 Oct, 12:06


مثل هذه التنبيهات الرائعة من د. عبدالله الرشيد تدفعني إلى نوع من الوسوسة النافعة المحبَّبة إلى نفسي كلما كتبت.. فأنظر في أعطاف جُملي وأروزُ كلماتي لأنفي عنها الحشْوَ وأصقُلها ما استطعت، وما أكثر الحشو في أحاديثنا وكتاباتنا!

في أعماق الكتابة

23 Oct, 11:54


حَذارِ من الورم اللغوي:
‏تقول: عندنا احتفالية، ومقصدك (احتفال).
‏وتقول: استمرارية النشاط، ومرادك (استمرار).
‏وربما قلت:
‏(على الرغم من وضوح الفكرة إلا أنني سأشرحها)، فإذا استأصلت الورم، صارت الجملة رشيقة هكذا:
‏(سأشرح الفكرة على وضوحها).
‏وقد تظن نفسك مصيبًا، وأنت في مصيبة، إذا قلت:
‏(هناك رأيان في هذه المسألة)
‏والخير لك أن تقول:
‏(في هذه المسألة رأيان).
‏تلك نماذج من الأورام اللغوية، حمى الله ألسنتنا وأقلامنا منها.

أ.د عبدالله بن سليم الرشيد

في أعماق الكتابة

21 Oct, 17:30


كثيراً ما تكون وسائل التواصل متنفساً للإنسان ليمارس نشاطه المحبب وهواياته التي قد لا تجد لها مجالاً في الواقع على الوجه الذي يريد، والذي يحافظ على موهبته وينمّيها، ويربطه بمحيطٍ يشاركه اهتمامه ويؤنسه في طريق أهدافه، كل هذا إذا أحسنَ إدارة وقته فيها وأتقن اختيار الأشخاص والحسابات التي تُفيده وتُثريه، وسلِم من التشتت في هذا الفضاء الشاسع المفتوح بلا نهاية.

في أعماق الكتابة

21 Oct, 07:35


كتاب[الأغاني] من أعظم كتب الأدب، ولكن لا يجوز الاعتماد على صحة أخباره ولا يجوز أن يُنقل منه التاريخ، وصاحبه ـ على جلالة قدره في الأدب ـ رقيق الدين سيئ السمعة بذيء اللسان، لا يوثق بروايته ولا بصدقه. فاقرؤوا كتاب ( الأغاني ) للمتعة الأدبية ولتقويم الملكة البيانية، ولكن لا تصدقوا كل ما يرويه فيه ولا تعتمدوا عليه.
.
[فصول في الثقافة والأدب، علي الطنطاوي :١٠٤ ]

في أعماق الكتابة

21 Oct, 05:19


لقد أوتي والله مع العلم وقوة الحفظ: براعةَ التحدث، وحسن المظهر، وحلاوة النفس، والظَّرف.. ثم هو إلى ذلك يروي قَصَصَ العرب وأيامَهم بلغتهم العالية الصافية المأنوسة.. فلا تسل عن متعة الاستماع له والطرَب لأحاديثه والاستفادة من علومه!

في أعماق الكتابة

19 Oct, 14:33


من أجود ما اقتنيت وقرأت من صيد معرض الكتاب: (قسطاس البيان، آثار الأديب المحقق أحمد الزين).
‏وقد أحسن من جمعها وقدّم لها الدكتور عبدالرحمن بن حسن قايد كلَّ الإحسان، إذ بسط ترجمة للزين لا نجدها عند غيره، ثم ألحق بما جمع من آثاره النثرية فائتَ الديوان.
‏أحمد الزين أديب شاعر ناقد محقق، ولعل في هذا الكتاب إنصافًا له.

أ.د عبدالله بن سليم الرشيد

في أعماق الكتابة

18 Oct, 23:42


نحن غالباً لا نستعيد الذكرى لنستخلص منها الدروس والعِبر، ولا لنتجنّب أخطاءنا التي وقعنا فيها.. نحن لا نذهب إلى الماضي في الغالب إلا لنُشبع حنيننا، ونُروِّي عواطفنا.. وأتصور أن هذا من أعظم أسباب تكرار التعثر، وتَجدُّد الخيبات، والوقوع في نفس الأخطاء..
تأمل وقعَ ما سلف من الأحداث -عامةً كانت أو خاصة- في نفسك، كيف كان عند حدوثها.. ثم تأمل تسلسل الوقائع و(الهزات الارتدادية)! ثم الصورة النهائية لها، وانتقال وعيك من طَورٍ إلى آخر.. تأمل كل ذلك الآن، لتتمهّل غداً.. لتنظر من زوايا متعددة، لتقِلَّ ثقتك في آرائك الفطيرة المرتجَلة، وتُرشِّد تفاعلك الأوّلي مع كل حدث، ليكون عقلك أحظى بالحضور والغلَبة من عاطفتك!

في أعماق الكتابة

17 Oct, 07:30


هكذا يكتب الكاتب النمساوي ستيفان زفايغ..
بهذه الحميمية والصدق والألم..
وقد كانت الحربان العالميتان (الأولى والثانية) والظروف القاهرة التي اكتنفتهما= ثقيلةَ الحِمل على قلبه، محطمةً لبقية آماله في أوروبا، هو وكثير من جيله، حتى انتهى به التطواف في البلاد والاغتراب عن الديار إلى أن انتحر هو وزوجه في 21 فبراير عام 1942م في منزلهما في بتروبوليس بالبرازيل، وذلك بتناول جرعة كبيرة من الأقراض المنومة، بعدما بعث رسائل وداع إلى أصدقائه..
ويا لها من نهاية محزنة لهذا الكاتب المرهف الأسيف..
وسبق أن كتبت عن كتابه الجميل (ساعات القدر)..

وهذا النص أعلاه من مقدمة سيرته (عالم الأمس)..

في أعماق الكتابة

14 Oct, 14:37


إهداء رقيق وظريف افتتح به المازني كتابه
‏( خيوط العنكبوت ) .

انتقاء الأستاذ مشعل بن عبدالرحمن الحربي على منصة (x).

في أعماق الكتابة

14 Oct, 13:53


أثَر الجاحظ في الكُتّاب من بعده:

في كتابه (قراءة التراث الأدبي صُوًى ومعالم) -ص٥٧- قال أ.د عبدالله بن سليم الرشيد:

"والجاحظ ذو أثرٍ في الكتابة والكُتّاب لم ينقطع، وأشهر من سلك مسلكه أبو حيان التوحيدي، في أسلوبه، وأنماط تأليفه، وشُبّه به ابن العميد، فقيل: «الجاحظ الأخير»، وكذلك ما ظهر من أثر كتابه (كتاب النساء)، الذي يُعد من أول ما صُنّف في الحبّ، في الأدب العربي، فقد سار سيرتَه محمد بن داود في (الزهرة)، فابن حزم في (طوق الحمامة)، وظلّ أثر الجاحظ، مادةً وطريقةَ تصنيف وأسلوبًا، ينضح في آثار الكُتّاب حتى يوم الناس هذا".

ثم قال في حاشية الكتاب ص٥٧-٥٨:

"من الكُتّاب المتأثرين بالجاحظ على تفاوت أزمنتهم، والتأثر يكون بالاتباع أو المعارضة، أبو زيد البلخي، الذي نُعِت بأنه يسلك مسلك الجاحظ، ووصف بأنه جاحظ زمانه، والخطيب البغدادي الذي صنّف كتابا في (البخلاء)، وأبو علي التنوخي مصنف كتاب (المستجاد من فعلات الأجواد)، وأبو هلال العسكري الذي صنف كتاب (الكرماء)، ويسمّى (فضل العطاء على العسر)، وابن خلاد الرامهرمزي، وأحمد بن يوسف ابن الداية، ومن الكُتّاب المتأخرين المتأثرين به: عبد العزيز البشري، والمنفلوطي الذي يحتذي أحيانًا نثرَ الجاحظ..".

في أعماق الكتابة

14 Oct, 10:19


كان صامتاً صمتَ تفكّرٍ وتأمل، متنعِّماً بفسحة من الوقت، إلا أنه عنَّت له فكرةٌ، إن لم تكن كدّرَت صفوَ مائه فقد ألقَت فيه حجراً صغيراً أقلقه وأزعج سكونَه.. كانت تلك الفكرة هي: أنه في اللحظة التي يظن أنه وأحبابه يعيشون في سلام، وعلى خير ما يُرام، فإن الوقت يعمل فيه وفيهم، والدنيا تمضي مسرعةً تحت هذا السكون الخادع، وإن لم يسمع ضجيجَ عجلاتها وانسحاق الأحجار من تحتها..
‏إنها لحظة يقظةٍ وإحساس عميق، مهما انطوت عليه من حسرة وعجز.

في أعماق الكتابة

13 Oct, 13:11


"لمّا وقَعَتِ الآكلة في رِجْلِ عروة بن الزبير رحمه الله قُطِعَت ووُضِعَت في الطّسْت، فنظرَ إليها وقال: اللهُ يعلمُ أنّي ما مشيتُ بها إلى معصيةٍ قطّ.
‏ودخَلَ عليه عيسى بن طلحة فقال له: واللهِ ما كنّا نُعِدُّكَ للصراع، ولقد أبقى اللهُ لنا أكثرَك: أبقى لنا سمعَك وبصرَك، ولسانَك وعقلَك، ويديكَ وإحدى رجليْك.
‏فقال عروة: واللهِ يا عيسى ما عزّاني أحدٌ بمثلِ ما عزّيتني به".

من كتاب: المرض والكفّارات لابن أبي الدنيا.

في أعماق الكتابة

12 Oct, 16:29


"والعربية يقع فيها النقل لأدنى ملابسة" | أمين نخلة.

في أعماق الكتابة

11 Oct, 22:50


نكتب لأننا لا نجد دائماً من يستمع إلينا، هذا الفراغ الذي نملؤه بكلماتنا كثيراً ما يكون لنا أذُناً واعية..