أما بعد.. فهذهِ رسالةٌ مُعنَّاة ومخصُوصة للأُمهات.. أُختي الأُم القارئة : إن أولادكِ ثمارُ قلبكِ، وعِمادُ ظهركِ، وأجلُ نِعم الله عليكِ، وأنتِ لهُم سماءُ ظليلة، وأرش ذليلة، وبِهم تصولي عِند كُلِ جليلة هُم أشهى ثمراتِ الحياة للإنسان، يعرفُ ذلكَ من ذَاق حلاوتهم، ومن ابتليَ بالحِرمان، هُم زينة الحياة في هذا الوجُود، ويقول ذلكَ ربُّنا المعبُود : ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ فكيفَ بعد هَذا إذا مابدر مِنهم شيء دعيتي عَليهم وهُم هِبة الله لكِ وقُرة عينكِ نعم قد تقُولين أنا لا أدع عليهم مِن قَلب إنما هي ساعة غضب..أُخيتي الأُم! الغَضبُ لا يرفع عنكِ أهلية التكليف، أي أنكِ وإن غضبتِ فأنتِ مسؤولة عن تصرفاتكِ تعلم قصدكِ الإضرار بِهم لا يسوغُ لكِ الدعاءَ عليهم وقَد نهاكِ الرسول
وغيرُها الكَثير الكَثير من القِصصِ فذا أُعيق بدعوة والدته وذا أُفقر وذا تشرد في الجِبال
فباللهِ عليكُن أهكذا تحفظن ودائع الله وهو الذي أوصَاكُن بهم ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ ولو إنكُن أبدلتُنَ دعواتكن بِهَداكم اللهُ وأصلحَكم وألهَمكُم رُشدَكم وأرضاني ببركُم وأنزل رضوانهُ عليكُم فأنتِ أول من سيقطف ثِمار هِدايتهم وصَلاحٍهم ورِضوَان الله عَليهم..