اقتناص

فسقة العلماء في كل زمان

لقد كبرت همةٌ اللهُ مطلوبُها، وشرُفت نفسٌ اللهُ محبوبُها.

ابن رجب

كان سيد الخلق محمد ﷺ يمازح الأطفال ويأخذ الماء بفمه ويمجّه في وجه الطفل.

كيف بكِ إن نجوا وهلكتِ؟

«ولقد جلست يومًا، فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف، ما فيهم إلا من قد رَقّ قلبه أو دمعت عينه، فقلت لنفسي:كيف بكِ إن نَجوا وهلكتِ؟ فصحتُ بلسان وجدي:
‏إلٰهي وسيّدي! إن قضيتَ عليّ بالعذاب غدًا، فلا تُعلِمْهم بعذابي، صيانةً لكرمك، لا لأجلي؛ لئلا يقولوا: عَذّبَ من دلّ عليه».

[صيد الخاطر لابن الجوزي]

من العجيب الغريب المحزن المقلق:
عدم الاهتمام من شعب مصر بصلاة الاستسقاء، أصبحت نظرية فضلا عن أن الكثير لا يعرفها أصلا.

نور الحقيقة للنجار القزويني

بسم الله

من الله وإلى الله وبالله وعلى الله

فحق على كل من ادعى أنه فهم وأنه تعلم فعلم بالاشتغال.. تدبر معاني كلام من أوتي جوامع الكلم؛ ليكون ممن أوتي رشده فنعم، ولا يشتغل بسيرة البطال فيكون ممن طُرِد وحُرم.


والله أسأل أن يتقبل مني ومنكم أجمعين وأن يغفر لي وأن يتم علي الكتاب على خير وأن ينفع به.

هذا الكتاب مفيد للحفظة في بلوغ المرام

يذكر الشيخ الحديث
قد يذكر بعض المعاني للألفاظ ثم يذكر الأحكام في الكتاب
الشرح مختصر جدا.


لكن الشرح مفيد جدا في الجملة لا سيما للحفظة.

بالمناسبة شرح الشيخ الزحيلي

جيد وسهل ومفيد وجميل جدا

طال عليك بلوغ المرام؟
لم تجد شرحا له؟!

خذ شرح شيخ الإسلام فتح العلام، فالشيخ رحمه الله اختصره في الإلمام ثم جعل شرحا له، وناهيك بشيخ الإسلام زكرياء من شارح ومختصر.

وعلى تفنن واصفيه بوصفه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف.

الكلام على نبينا ﷺ

مسألة الاصطدام (الحوادث) أوصل صورها الشيخ الشرقاوي في حاشيته 918 صوره.

الإمام العراقي حكى عن نفسه في حديث المجامع في نهار رمضان أنه استخرج منه ألف مسألة ومسألة. :)

بسم الله

من الله وإلى الله وعلى الله

هذا جمع شرح مختصر لطيف على البلغة في أحاديث الأحكام لابن الملقن بدأت فيه بأحكام الصيام -أنشرها قريبًا بإذن الله-.

قصدت فيه الاختصار والوضوح أشرح الحديث بشرح مزجي، ثم أذكر بعض الفوائد في نهاية الحديث.

راجيا من الله تمامه وقبوله؛ ليكون أول شرح على البلغة.
وهو كتاب مختصر في أحاديث الأحكام من الصحيحين وغالبا ما يذكر فيه المؤلف لفظ مسلم.

قصدت فيه الاختصار ليناسب المرحلة الأولى ولا أتوسع فيه كثيرا إلا ما ندر، ليسهل أخذه ومذاكرته.

ليس لي فيه إلا الجمع، وما أنا إلا متطفل على مائدة العلماء، فإن التشبه بهم فلاح.

وحسبي الله ونعم الوكيل.

بسم الله
الظفر والانتصار ليس من عندنا، بل من عند الله تعالى، وإذا ظننا يوما أن النصر من عندنا ونسينا غايتنا التي نقاتل من أجلها ولطخنا جهادنا بالغنائم وحب الجاه والشهرة.. فسوف ينكس الله رؤسنا ولن ينصرنا.
من أقوال الغازي أرطغرل بن سليمان شاه، من كتاب " تاريخ سياسي دولت علية عثمانية "
#قواعد_الانبعاث

‏أنشد الحُطيئة عند عمر:

مَن يفعل الخيرَ لا يَعدِم جَازيه
لا يهلك العُرف بين الله والناس

فقال كعب الأحبار: إنَّ بيته الذي قال لمكتوبٌ في التوراة، فقال له عمر: وكيف ذلك؟ قال: في التوراة مكتوب: «من يفعل الخير لا يضير له عندي، لا يذهب الخير بيني وبين عبدي».

قال شيخ الإسلام في تحفة الطلاب:
ويحب القود -القصاص- على المُكرِه -بكسر الراء- بغير حق؛ بأن قال: اقتل هذا، وإلا قتلتك.
فأشبه ما لو رماه بسهمٍ فقتله.

قال العراقي في التنقيح: وكذا المُكرَهُ في الأظهر؛ لأنه قَتَلَهُ عمدًا عُدوانًا لاستبقاءِ نفسِهِ، كما لو قَتَلَه المُضطرُّ ليأكلَه.

قال في حاشية الشرقاوي: قوله: (وعلى المكرِه بكسر الراء) ولو إمامًا أو متغلبًا، ومنه إمام خيف من سطوته؛ لاعتياده فعل ما يحصل به الإكراه لو خولف فأمره كالإكراه.
وكذا يجب القود على مكرَه بفتح الراء؛ لأنه المباشر.
وفي هذا استوى المباشرة والسبب.

وإنما وجب القود عليهما؛ لأن الإكراه يؤكد داعية القتل في المكره غالبًا؛ ليدفع الهلاك عن نفسه وقد آثرها بالبقاء فهما شريكان في القتل، فإن عفي على دية.. وزعت عليهما.

قبل رمضان:
لا يفوتك مدارسة كتاب الصيام.
لا يفوتك أن تمر على كتاب في أحاديث الأحكام (باب الصيام)؛ أقلها العمدة، أو الإعلام لشيخ الإسلام زكرياء الأنصاري، أو البلغة لابن الملقن (يمتاز البلغة بأنه مرتب على أبواب المنهاج).
وإن رمت التوسع فعليك بالبلوغ يكفيك في النبوغ.

ولا يفوتك الترغيب والترهيب للمنذري مع أيهما أردت.

الأحاديث التي ذكرها قاضي القضاة، شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي بن تمام السبكي رحمه الله في باب رفع اليدين في الصلاة.
هذه الورقة محفوظة في مكتبة آيا صوفيا برقم (783) ضمن صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه.

من أكثر من الاجتماع بالناس هان قدره عندهم.
ومن خرج من بيته عرّض نفسه لكل بلاء.
والسلامة في العزلة.

فلينظر المفتي بجدٍّ واجتهاد ... وليخش بطش ربه يوم المعاد
فليس يجسر على الأحكام ... سوى شقي خاسر المرام

[ابن عابدين]

إن أخذنا بأقوال إمامنا ليس تقليدا شرعيا لكونه عن دليل شرعي، إنما هو تقليد عرفي لعدم معرفتنا بالدليل التفصيلي
أما التقليد الحقيقي فلا مساغ له في الشرع وهو المراد في كل ما ورد في ذم التقليد،
والجهال الضلال يلبسون على العوام فيحملونه على التقليد العرفي الذي هو فرض شرعي على كل من لم يبلغ رتبة الاجتهاد.
[أحمد رضا خان الحنفي]

‏من وصايا الثوري لعليّ بن الحسن:

ولا تأخذنّ دينك إلا مِمَّن هو مُشفِق علىٰ دينِه، فإنّ مثل الذي هو غير مُشفِق علىٰ دينِه كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يُعالِج داءَ نفسِه وينصح لنفسه، كيف يُعالِج داءَ الناسِ وينصح لهم؟
فهذا الذي لا يُشفِق علىٰ دينِه كيف يُشفِق علىٰ دينك؟ ويا أخي إنّما دينك لحمك ودمك.

- حلية الأولياء

الموت يأتي بغتة.

شيخ الإسلام مصطفى صبري

الشيخ عبدالحميد قدس

الحقيقة والشريعة:
قال ابن حجر الهيتمي:
فالشريعةُ هِيَ الأصلُ، وَمِنْ ثَمَّ شُبِّهَتْ بِالبحرِ وَالمعدِنِ وَاللَّبَنِ وَالشجرةِ.
والحقيقةُ هِيَ الفرعُ المُستخرَجُ مِنَ الشريعةِ، وَمِن ثَمَّ شُبِّهَتْ بِالدُّرِّ وَالتِّبرِ وَالزُّبْدِ وَالثَّمرةِ.

[الفتاوى الحديثية]

التفكر في النعم يؤدي إلى مزيد الخضوع للحق، والتواضع للخلق والرجوع إلى الله بالذلة والانكسار، وإدامة ‌التوسل إليه آناء الليل وأطراف النهار، أن لا يحرمه مزيد فضله ونعمه ولا يسلبه واسع جوده وكرمه، فإن الإعراض عن تفكر النعم عاقبته الوخيمة، وغايته المشؤومة سلب النعم وإذاقة النقم والطرد عن أبواب الكريم.

[الفتاوى الحديثية لابن حجر]

ثم قال: اكتبوا:

أُدَاوِمُ في عهدِي لمن لا يَدُومُ لِي ... وَأَنَّى لَكُم مِثلِي عَلَى العَهدِ أَدوَمُ
فَكَم قَد جَهِلتُم ثُمَّ عُدنَا بِحِلمِنَا .... أَأَحبابَنَا كَم تجهلُونَ ونحلُمُ!!

يقول أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في قوله تعالى: ﴿وَأَوفوا بِعَهدي أوفِ بِعَهدِكُم﴾
يقول: فوا لي بطاعته.. أوفِ لكم برضاي وجنتي.

ما شيءٌ أضعف من عالم ترك الناس علمه؛ لفساد طريقته.
وجاهل أخذ الناس بجهله؛ لنظرهم لعبادته.

الخطيب البغدادي

قال ابن عباس: أحب إخواني إلي الذي إذا أتيته قبلني وإذا غبت عنه عذرني.

ما قولكم في أخذ المكس ونحوه على شخص نفسه هل يمنع الاستطاعة للحج كما جرت به عادة أهل جدة ومكة المشرفة في أخذهم ذلك من أهل بلداننا عمان وغيرها أم لا؟
وإذا قلتم بأنه مانع للاستطاعة؛ فهل يجوز لأقارب الهالك الإحجاج عنه من رأس ماله من ماله من غير رضى الورثة أم لا؟
الجواب:
من شروط وجوب الحج الاستطاعة كما نص عليها الكتاب العزيز والسنة النبوية وإجماع المسلمين؛ فمن لم يستطع لا يجب عليه النسك، ومن لم يجب عليه لا يجب عليه الإحجاج أو الاعتمار عنه على أحد من وصيه أو ورثته، ويجوز ذلك عنه من وارث، أو أجنبي ولو بغير إذن الوارث تبرعًا، ولا يجوز من ماله، لا من الثلث، ولا من رأس المال بغير إذن جميع الورثة؛ بشرط كونهم مطلقي التصرف.
ومن شرط الاستطاعة ظن الأمن اللائق بالسفر لا الحضر على نفسه، وما يحتاج لاستصحابه لا على ما معه من الزائد على ما يحتاجه في طريقه إن أمن عليه في بلده.
قال في «التحفة»: (ولو اختَصَّ الخوفُ به.. لم يَستَقِرَّ فِي ذمَّتِه كما بَيَّنتُهُ فِي الحاشية). انتهى.
فإذا خافوا من رصدي يرقبهم في الطريق والقرى لأخذ شيء منهم ظلمًا.. لا يلزمهم الحج، قال أئمتنا رحمهم الله تعالى: (وإن قل المال)، وفي «المغني» للخطيب رحمه الله تعالى في مبحث الاستطاعة: (ولو يسيرًا) وكذا في شرحه على «التنبيه»، وفي موضع آخر من «المغني»: أن نحو الدرهمين والثلاثة.. لا يتحلل من أجله. انتهى.
وكأنه يفرق بين ما قبل الإحرام؛ فيمنع الوجوب وإن قل، وبين ما بعده؛ فلا يتحلل من أجله، أو أنه أراد باليسير ما فوق نحو الدرهمين والثلاث، فتكون القلة نسبية، وليحمل المطلق في كلامه على المقيد.
قال العلامة العناني في «حاشية شرح التحرير»: (وعليه فيطلب الفرق بين وبين ما في التيمم من أنه لو وجد الماء يباع بأزيد من ثمن مثله.. لا يلزمه بذل الزيادة وإن كانت يسيرة جدًا كفلس؛ بأن للوضوء بدلًا وهو التيمم، ولا كذلك الحج؛ لضيق فيه من هذه الجهة، وبأن موضع الحج المال؛ لأنه مُركب من بدنٍ ومالٍ، ولا كذلك الوضوء؛ فإنه عبادة بدنية فقط، فلا يشق فيه بذل الزائد إن قل، وبأن الحج ليس مقدمة لغيره، ووسيلة إليه، بل هو أولى مستقل في نفسه، والوضوء بخلاف ذلك؛ فروعي [جانبه] بالبذل دون الوضوء؛ لأنه أقوى من الوضوء وأعظم بسبب استقلاله، وبأن وجوب الوضوء يتكرر؛ فلو كلفناه ببذل الزيادة لاجتمع فيها ما قد لا يكلف بذله في غير الحج، ولا كذلك الحج؛ فإن وجوبه لا يتكرر بل يجب علينا في العمر مرة واحدة؛ فمثل هذه الزيادة في العمر في غاية الحقارة. انتهى كلام العناني.
ويمكن أن يجاب عما أورده العناني من جهة الجمهور: بأن ما زاد من ثمن الماء يؤخذ في ضمن عقد صحيح بطيب نفس من كل البائع والمشتري، والرصدي يأخذ المال قهرًا ظلمًا يشق على النفوس وإن قل أضعاف ما يشق عليها من بذل الزائد عن ثمن المثل في شراء الماء بطيب نفس.
وأيضًا: ففي إعطاء الرضي ما ذلك إعانة على معصية، ولا كذلك في شراء الماء، وهذا وإن لم أقف على من صرح به، لكنه ظاهر جدًا.
وفي «شرح الإيضاح» لابن الجمَّال ما نصه: (وقيَّده -أي: وجوب دفع القليل بعض إخواننا رحمه الله تعالى بما إذا قدر عليها، وزادت على مؤنة ممونه، ولو بطريق العرض؛ كمضطر لها في ركبه مثلًا؛ لتعين دفعها إليه، وأن تكون قلتها بالنسبة إلى الشخص الدافع، فلو كان شديد الفقر بحيث لا يملك غيره، أو تقع موقعًا من مملوكه؛ بأن تكون نصفه، أو ربعه.. فالظاهر عدم الوجوب، وجواز التحلل؛ لأن مشقة ذلك عنده كمشقة الكثير عند غيره من المكثرين بل أشق، سيما إن كان شحيحًا، وأنت قد علمت أن منقول المذهب: عدم ذلك القيد، وتعليلهم بقولهم؛ إذ لا يجب احتمال الظلم في أداء النسك صريح فيه أيضًا، وفي أصل «الروضة» ما نصه: (فإن احتاجوا إلى مال يسير؛ فإن كان المانعون مسلمين.. فلهم التحلل، ولا يلزمهم القتال، وإن كانوا كفارًا؛ فقد حكم الغزالي بوجوبه إذا لم يزد عدد الكفار على الضعف)، إلى أن قال: وأنت إذا فحصت عن كتب الأكثرين وجدتهم يقولون لا يجب القتال، وإن كان العدو كفارًا. انتهى.
والحاصل: أن الذي يقتضيه صنيعهم أن كل مانع وجوب أداء النسك.. مُجوّز للخروج منه. والله أعلم. انتهى كلام «شرح الإيضاح» لابن الجمَّال بحروفه.

وقال المناوي في «إتحاف الناسك»: (وأما المال فمن خاف على مال يحتاجه لسفره لا لتجارته حتى رصد يرصدون بقليل.. لم يلزمه عند الشافعي، وأوجب الحنابلة والمالكية: بذل قليل لا يجحف، قال المالكية: بشرط أن الظالم الآخذ لا ينكث، وعند الحنفية: خلاف في المسألة، قال الكرماني من أئمتهم، قال بعض أصحابنا: وهو عذر، حتى أنهم قالوا يأثم بدفع ذلك إلى الظالم، ونقله في «القنية» عن الوبري، وقال غير الوبري: يجب الحج وإن علم أنه يؤخذ منه المكس، قاله صاحب القنية، وعليه الاعتماد، وفي «المنهاج» -من كتبهم- وعليه الفتوى، وقال ابن الهمام: الإثم في ذلك على الآخذ لا على المعطي، فلا يترك لمعصية عاص، قال في «فيض الأنهر» -من كتبهم- يجب على هذا في الفاضل عن الحوائج الأصلية: القدرة على ما يؤخذ منه من المكس كما نص عليه الكرماني. انتهى.
والحاصل: أن المعتمد المنقول في مذهب الشافعي: عدم الوجوب، وإن قَلَّ المأخوذ، لكن بشرط أن لا يكون هناك طريق آخر خال عن المكس، أما إذا كان هناك طريق آخر خال عن المكس، ولو كان أبعد من الأول، ولو على عشر سنين من مكة.. لزمه سلوكه لأداء نسكه حيث كان واجدًا لمؤنة ذلك الطريق كما هو مصرح به في المتون.
والله أعلم.

فتوى العالم العلامة الشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني رحمه الله تعالى.

الطالب يكتسب من أخلاق شيخه، فلينظر أحدكم عمن يأخذ ويتعلم.

فتوى شبيهة بواقعنا

ما قولكم في أخذ المكس ونحوه على شخص نفسه؛ هل يمنع الاستطاعة للحج كما جرت به عادة أهل جدة ومكة المشرفة في أخذهم ذلك من أهل بلداننا عمان وغيرها أم لا؟

نرفق الجواب عنها ليلا نعمل فيها الفكر سويا

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ
«من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ.. جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ.
ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ.. جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ».

غريب عجيب!!

قال سيدي على الخواص: علامة الشيخ الذي يجب الأدب معه أن يكون:
عارفًا بالكتاب والسنة،
قائلًا بهما في ظاهره، متحققًا بهما في سره.
يراعي حدود الله، ويوفي بعهد الله.
لا يتأول في الورع بل يأخذ بالاحتياط في سائر أحواله.
يشفق على جميع الأمة.
لا يمقت أحدًا من العصاة، بل يتلطف به، ويدعوه إلى الخير برحمة ورفق.
جوده مطلق على:
البر والفاجر
والشاكر والجاحد.
كأن جميع الخلق عائلته.

من وصية جعفر الصادق رضي الله عنه لسفيان الثوري:
لا مروءة لكذوبٍ، ولا راحة لحسودٍ، ولا حيلة لبخيل، ولا إخاء لملولٍ، ولا سؤدد لسيئ الخلق.

كُفَّ عن محارم الله.. تكن عابدًا، وارض بما قسم الله.. تكن مسلمًا، واصحب الناس بما تُحِبُّ أن يصحبوكَ به.. تكن مؤمنًا، ولا تصحب الفاجر فيُعلِّمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله.

من أراد عزًّا بلا عشيرةٍ، وهيبةً بلا سلطانٍ فليخرج من ذُلِّ معصية الله إلى طاعة الله.

من يصحب صاحبَ السوءِ.. لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوءِ.. يُتّهم، ومن لا يملك لسانه.. يندم.

عوِّد لسانَكَ قولَ الخيرِ تحظَ بِهِ ..... إنَّ اللِّسانَ لِمَا عوَّدتَ مُعتادُ
موكّلٌ بتقاضي ما سننت له .... في الخيرِ والشرِّ فانظر كيف ترتادُ

إنما يُتَّقى حاسد نعمةٍ، أو شامت مصيبة، أو حامل نميمةٍ.

﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ اللهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكونُ عَلَيهِم وَكيلًا﴾

جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر -أي: رجب- وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.

ابن رجب

فأما صلاة التسبيح فقد أوردها الثقات وهي صلاة مباركة فيها ثواب عظيم ومنافع كثيرة

الإمام التمرتاشي

بيض صحيفتك السوداء في رجب ... بصالح العمل المنجي من اللهب

شهر حرام أتي من أشهر حرم ... إذا دعا الله داع فيه لم يخب

طوبى لعبد زكى فيه له عمل ... فكف فيه عن الفحشاء والريب

*انتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة.*

يا عبد أقبل منيبا واغتنم رجبا ... فإن عفوي عمن تاب قد وجبا

في هذه الأشهر الأبواب قد فتحت ... للتائبين فكل نحونا هربا

حطوا الركائب في أبواب رحمتنا ... بحسن ظن فكل نال ما طلبا

وقد نثرنا عليهم من تعطفنا ... نثار حسن قبول فاز من نهبا

[ابن رجب الحنبلي]

خلاف الأولى وخلاف الأفضل:
قال الرشيدي:
خلاف الأولى باصطلاح الأصوليين.. صار اسمًا للمنهي عنه، لكن بنهي غير خاص.. فهو المعبر عنه بالمكروه كراهة خفيفة.
وأما خلاف الأفضل: فمعناه أنه لا نهي فيه بل فيه فضل.

عن أبي قلابة قال: في الجنة قصرٌ لِصُوَّام رجب.

انهى سيّدي الشيخ الفقيه محمد حسن هيتو الشافعي حفظه الله وأطال عمره مع الصحة والعافية من المجلد الثامن والخمسين من موسوعة الفقه الشافعي

انتهى من كتابته في اليوم ٨/١٢/٢٠١٤

وهو يوم معارك غيِّر فيه تاريخ الأمة...

ويجب أن لا يترك اجتهاده في أناء الليل والنهار ، حتى يتعلم مقدار ما تجزئ به الصلاة، فإن قصّر؛ لم يعذر عند الله تعالى.

الإمام التمرتاشي الحنفي

ليس فتى الفتيان من كل همِّه ** صبوح وإن أمسى ففضل غبوق

ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا ** لضرِّ عدُوٍّ أو لنفع صديق

«خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ» .. رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه.
وكان يقول الإمام الشافعي بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال... إلخ.

الإمام الشعراني

يسر الشريعة كلها في المذاهب الأربعة؛ فمن خرج عنهما
إما أن يخرج إلى تشدد مقيت، أو إلى ميوعة في الدين؛ وكلاهما يؤدي إلى خروج الناس عن ربقة الدين.

وبعد
فإن العلوم أصنافٌ وأصحابها أخيافٌ -أي: مختلفون-، وأجلُّها خطرًا وقدرًا، وأعظمه شرفًا وذِكرًا.. عِلمُ الدينِ.

ثم هو منقسم إلى قسمين:
علم الأصول، وعلم الفروع.
فعلم الأصول يُعلم ليُعلَمَ -أي: ليُعتقد ويُربَط عليه القلب-، وعلم الفروع يُعلمُ ليُعمل به، والعلمُ بالقلب، والعمل بالبدن، فبحسب تفاضل القلب على البدنِ.. تفاضل علم الأصولِ على علم الفروعِ.

وأجلُّ ما في علم الأصول.. العلم بالله سبحانه؛ لأنه زبدة الحقائق، وعمدة العقائد، وخلاصة العلوم، والمعلوم به أشرفُ كل معلومٍ؛ إذ العلومُ كلّها في ضرب المثال كصورةٍ ممثَّلةٍ: عِلمُ الدين رأسها، وعلم الأصول عين الرأس وعلم التوحيد ناظر العين.

[أبو محمد طاهر القزويني المعروف بالنجار]

نقل الإمام الشعراني عن سيدي يوسف العجمي رحمه الله: أن طريق القوم مبنية على الستر، بخلاف الشريعة المطهرة؛ فلا ينبغي لأحد من أهل الطريق أن يتكلم بالحقيقة عند من لا يؤمن بها؛ خوفًا أن ينكرها فيمقت.
-واستدل لكلامه بحديث عند الإمام أحمد وغيره-.

الواقع وما نراه لو رآه الإمام الشعراني لمات كمدًا.

لطلاب الماجستير:
بحث فقهي لطلاب الفقه، وبحث عقدي لطلاب العقيدة:
مخالفة الأزاهرة من بعد محمد عبده إلى اليوم للمذاهب الأربعة.
مخالفة الأزاهرة من بعد محمد عبده إلى اليوم لعقيدة أهل السنة والجماعة (الأشاعرة -عقيدة الأزهر- مثلًا).

من ضمن أجنحة الأزهر الثلاثة:
أنه مذاهبي (المذاهب الأربعة) إلا في تهنئة النــ،ـصارى يخالف المذاهب الأربعة 😄

قال الهيتمي:
ولولا ابتلي الناس بهؤلاء الكذابين الذين لا مسكة لهم ولا دين؛ لاتضح الحق وظهر الصدق

فإن الحكمة الإلهية اقتضت ذلك

ليظهر المحق من المبطل

ويتحلى كل برداء صدقه أو كذبه يوم العرض الأكبر، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه آمين.

أما نشر العلم فهو أفضل الأعمال إذا صحت فيه النية بأن يكون خالصا لله تعالي

لأن العلم من عمل القلب، بخلاف غيره من بقية الأعمال فإنه من عمل الجوارح، ومعلوم أن عمل القلب أفضل من النوافل
وهذا يكاد يكون مجمعا عليه

فإن كل واحد من الأئمة المجتهدين قال: إن طلب العلم أفضل من صلاة النوافل اذا صحت فيه النية.
📖 الفوائد المكية

بسم الله
تحقيق التراث عملية تكميلية، وما أنا إلا محاول لتتميم ما قام به من سبقني، فمن سبقني له قدم السبق وكم ترك الأول للآخر، وله فضل في أنه تقدم.

وعملية تحقيق التراث تحتاج إلى تكاتف من الجميع، إلا من عمل بقصد التجارة؛ فيغضب أن عمل أحد على عمله أو استدرك عليه.
النقد مطلوب في عملية التحقيق، وقبله النصح وهو الأهم لتتحد الجهود، فلو أنكرت على عمل لك إنما هو ليصل للجودة الأحسن المطلوبة، وليس للحقد والحسد والغيرة كما يشاع؛ وما تلبس الناس واتهامهم بالحقد إلا لضعف في نفوسهم، وضعف في أعمالهم فلذا يرون كل نقد حقد وحسد.

وأنا أستحلف كل أخ قرأ شيئا خرج لي ألا يترك النصح؛ فالعلم لا يعرف المحاباة، والعلم رحم بين أهله، والدين النصيحة.
ويحسن في كتب الدراسة أن تتنوع طبعاتها لتنتشر بين الناس، ويمتنع المتعالمون من التجاسر على التراث، ويكون الكتاب في يد الطلبة بسهولة للتنافس بين الدور، فلذا في كثرة نشر بعض الكتب إفادة ونفع.

فنسأل الله منا القبول، وأن يتمم على كل منا مقصده وعمله وأن يجزي كل ناشر للتراث خير الجزاء، لا سيما أصحاب الهم والدعوى الحقيقة، وأن ينفي خبث التجار -محققين، ودور- عن طلاب العلم.

بسم الله
#صدر_حديثا بحمد الله وتوفيقه متن «صفوة الزبد» للعلامة ابن رسلان الشافعي، على نسخة لم يحقق الكتاب عليها من قبل وهي أقدم ما وقفنا عليه، مع مقابلتها على نسخ أخرى ومقابلتها على شروح الرمليين والناظم والفشني، مع نسخة للشيخ الجرداني كتبها بخطه، ونسخة كانت في ملك شيخه الباجوري، وهي نسخة شيخه الفضالي.

والكتاب صدر بفضل الله بحجمين:
نسخة في حجم الجيب.
ونسخة بحجم أكبر فيها تعليقات للشيخ الجرداني منتقاة من شروح الزبد، لا سيما «الفشني»، و«فتح الرحمن» للرملي الكبير.
وقد بيَّن في بعض الأبيات المعتمد من دونه، وكذا الخلاف في نسخ الشراح لا سيما الرملي والفشني.

وعلى الله القبول وحسن الاعتماد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وكان التحقيق بمعاونة أخي الحبيب عمر حسام الدين

مسألة من سلاسل الذهب:
أجمعوا على أنه لا يحل لمن قرأ شيئًا من العلم أن يفتي، واختلفوا فيما لو عرف الرجل مذهب إمام وتبحر فيه ولم يبلغ مبلغ المجتهدين؛ هل له أن يفتي؟
فيه قولان؛ أصحهما، واختاره القفال: يجوز.
والثاني: المنع، وأصل القولين أن تقليد المستفتي؛ هل هو لذلك المفتي أو لذلك الميت -أي: صاحب المذهب-؛ وجهان.
فإن قلنا للميت: فله أن يفتي.
وإن قلنا: للمفتي.. فليس له ذلك. والله أعلم.

#طرر_المخطوطات

من لم يشغل الملائكة.. أشغلته الشياطين.

#طرر_المخطوطات

عز الدنيا بالمال
وعز الآخرة بالأعمال

#طرر_المخطوطات

فائدة جليلة في موانع النكاح؛ خمسة عشر:
أن تكون المرأة مزوجة.
أو معتدة من غيره.
أن يطلقها ثلاثًا ولم تنكح غيره.
أن تكون ملاعنة.
أن تكون مرتدة.
أن تكون غير كتابية؛ كوثنية، أو مجوسية، وزنديقة، أو تكون كتابية لكنها دخلت في دينهم بعد تبديلهم، أو بلغها مبعث رسول الله ﷺ.
أن تكون أمة والناكح حرًّا يجد كول حرة، أو غير خائف العنت.
أن يكون كلها أو بعضها ملكًا للناكح، أو لابنه، أو لمكاتبه.
أن تكون محرمًا له بنسب أو رضاع أو مصاهرة.
أن تكون خامسة.
أن تكون في نحاكه أختها، أو عمتها، أو خالتها.
أن تكون مُحرمة بحجٍ أو عمرة إحرامًا صحيحًا، أو فاسدًا، أو يكون هو محرمًا كذلك.
أن تكون بنتًا صغيرة.
أن تكون بكرًا صغيرة لا أب لها ولا جد.
أن تكون مشتبهة بنسوة محصورات، أو غير محصورات فيهن محرم له أو زوجة الغير، ولا يحل الاجتهاد ولا العقد على واحدة منهما؛ لاحتمال وقوعه في محرمه، أو زوجة الغير. والله أعلم. 

#طرر_المخطوطات

لو أراد البعض ضبطها فليضبطها ويرسلها أعدلها وننشرها مرة أخرى.

#طرر_المخطوطات

عَنْ سعد بن أبي وقاص قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَ نَزَلَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللهَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَدَعَا اللهَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا -ذَكَرَهُ أَحْمَدُ ثَلَاثًا- قَالَ: "إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّي،
ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي شُكْرًا،
ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الْآخِرَ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي".

كانت سيدتنا فاطمة بنت سيدنا رسول الله ﷺ تُكنى بأمِّ أبيها ❤

اللهم عجل بحمص ودمشق.

واعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار.. الذكر بعد صلاة الصبح.

ابن حجر

كَانَ رَسول الله ﷺ أَحبّ إلينَا مِن أَموالنَا وَأولادِنا وَآبائنَا وأمَّهاتنَا، ومِن المَاء البَاردِ على الظَّمأ.

• سيدنا عليّ بن أبي طالبٍ |رضيَ الله عنه|

عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى، ثم قال: «يا إخواني لمثل هذا فأعدوا»

قال عمر بن عبد العزيز: «لا أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور، وأمن من عذاب الله عز وجل»

ولما احتضر معاوية، قال: «اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فما وراءك مذهب»، ثم أنشد:

هو الموت لا منجى من الموت والذي
نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع.

#فائدة_شافعية
قيء الأطفال والكبار نجس = فيجب غسله ولا يكفي مسحه.

لا يشقى مُخلصٌ صادقٌ بدعاء الله؛ ولهذا تعلَّقت قلوب الملائكةِ والنبيين والصديقين بالدعاء، وكان مِن أفضل ما يتواصلون به مع الحق:
- لتقوية تذللهم، وإعلان فقرهم واحتياجهم إليه
- واستفراده سبحانه وتعالى بالأمر تقديمًا وتأخيرًا، ونفعًا وضرًا، ورفعًا وخفضًا.

الحبيب عمر بن حفيظ

من هدي النبي ﷺ أنه كان يصرح بحبه لمن يحبه وندبنا إلى ذلك
وكذا الحلم إذا رأى لأحد رؤيا أخبره بها وبشرها به

وهذه من الأشياء التي تبلدت فيها مشاعرنا بحجج كثيرة، وفي التصريح يها زيادة محبة وألفة وتقارب الذي يؤدي للاعتصام.

‏جاء رجلٌ من الأنصار إلى رسول الله ﷺ فقال: لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي، ولولا أنِّي آتيكَ فأراك، لظننتُ أني سأموت، وبكى.

لو قال (الله) فقط.. فهل يضر الصلاة أو لا؟

فيه نظر:
والأقرب: أنه إن قصد به التعجُّبُ.. ضر.
وإن لم يقصد ذلك؛ بأن قصد الثناء.. لم يضر.

وإن أطلق: فإن كان ثَمّ قرينةٌ تدلُّ على التعجب؛ كأن سمع أمرًا غريبًا في القرآن فقال عند سماعه ذلك.. ضر.
وإن لم يكن قرينةٌ.. لم يضر؛ لأنه اسم من أسمائه لا اشتراك فيه.

ووقع السؤال بالدرس: عن شخصٍ يصلي فوضع آخر يده عليه؛ فانزعج لذلك فقال: (الله).
فأجبت عنه: بأن الأقرب فيه: الضرر إذا لم يقصد به الثناء على الله تعالى.
لكن سيأتي أنه لو قال: (السلام) قاصدًا اسم الله تعالى من القرآن..لم تبطل. انتهى.
وقضيته: أنه لو أطلق.. بطلت، وقياسه: أن (الله) مثله. انتهى.

وقال السيد العيدروس: لفظ الجلالة بلا نية شيء، وليكن الوجه الموجَّه: البطلان بها على هذا الوجه -أي: عند الإتيان بلا نية شيء-.

ولا نظر لكونه مثابا عليه؛ لأن كثيرا من الكلام مثابٌ عليه وتبطل به الصلاة.

وقال الشيخ بامخرمة: وكذلك ما شاكل ذلك¹ من مفردات ألفاظ القرآن العزيز إذا لم ينوِ بها القراءة كما ذكرنا².

١. -الله، أكبر، وإله، وسبحان-.

٢. ما ذكر: بطلت صلاته.

فإذا راهق الصبي فينبغي لأبيه أن يزوّجه.. والعجبُ من الوالد كيف لا يذكر حاله عند المراهقة، وما لقي وما عانى بعد البلوغ، أو كان قد وقع في زلّة، فليعلم أنّ ولده مثله.

[ابن الجوزي]

الشيخ الشرقاوي على التحرير

كثرة المعاتبة مهلكة للعاتب والمعاتب، تسير في أواصر العلاقات الوثيقة بالتمزيق والإفساد والتدمير

يقول ابن الجوزي:
(ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب، والعاقل الذكي من لا يدقّق في كل صغيرة وكبيرة، مع أهله، وأحبابه، وأصحابه، وجيرانه، وزملائه، كي تحلو مجالسته، وتصفو عشرته).

إذا قرأ الإمام في الصلاة سورة الفاتحة وعندما سمع المأموم من الإمام ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾.
فقال: (استعنَّا بالله).

إذا قصد الذكر والدعاء.. لا تبطل.
إذا لم يقصد الذكر ولا الدعاء.. تبطل.

#فائدة_شافعية

قلتُ: وكنتُ أسمعها من والدي في الصلاة وأسمعها من بعض عجائز قريتنا عند سماعهم للآية.

الشروع في الذكر يكون عقب السلام؛ لقوله في الحديث الشريف: (إثرَ المغْرِبِ)، و(دُبُرَ)، و(إذَا صلَّيتم.. فقولوا)، قال العراقي: فيه ما يدل على الشروع عقب السلام، فإن فصل يسيرًا بحيث لا يُعدُّ مُعرِضًا عن الإتيان، أو كثيرًا ناسيًا.. فالظاهر: أنه لا يضر، بخلاف ما لو تعمَّدَ ذلك؛ فإنه لا تحصل له السنة المشروعة وإن أُثيبَ عليه من حيثُ الذِّكرُ.
ثم قال: ولا يضرُّ طولُ الفصل كذا بين التسبيحات بغيره من الوارادات. انتهى نقله في الإيعاب.
وقال بعضهم: لا يضر الفصل بالراتبة؛ لأن التعقيب في كل شيء بحسَبه.

الإمام الجرهزي

ما يضرك لو أخطأت أن تعتذر؟!!

ما يضرك لو أحسن لك شخص أن تشكره.

ما يضرك أن تتكلم بالكلمة الحسنة

ما يضرك أن تبتسم في وجه من تلقى

ما يضرك أن تلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

لن تُضر..... بل كتبت لك الحسنات والحسنات

فإنّ أعظم نعم الله على هذه الأمّة إظهار محمد ﷺ لهم وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: ١٦٤].

فإنّ النّعمة على الأمّة بإرساله أعظم من النّعمة عليهم بإيجاد السّماء، والأرض، والشّمس، والقمر، والرّياح، والليل، والنّهار، وإنزال المطر، وإخراج النبات، وغير ذلك؛ فإنّ هذه النّعم كلّها قد عمّت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدّلوا نعمة الله كفرا.

وأمّا النّعمة بإرسال محمد ﷺ فإنّ بها تمّت مصالح الدّنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.

ابن رجب

يَا خير مَوْلُود تعاظم فخره
وأتى بأشرف مِلَّة وَكتاب

صلى الْإِلَه عَلَيْك يَا خير الورى
مَا انهلَّ فِي الْآفَاق قطر سَحَاب

يَا خير مَبْعُوث إِلَى خير أمة
وَأكْرم من يَدْعُو لسبل صَوَاب

قال الإمام الشافعي: استحب للرجل ألا يأتي عليه شهر إلا اعتمر فيه، وإن قدر أن يعتمر في الشهر مرتين أو ثلاثا.. أحببت له ذلك.

قال في الإيعاب: ويندب كثرة الاعتمار في عامه وشهره، بل ويومه اتفاقا؛ فلا يكره في وقت، ولا يكره عندنا كجمهور السلف والخلف.

نسأل الله أن يرزقنا

لا فرق عندنا في الإسلام بين دم مصري وسوري، ولا فلسطيني وسوداني، ولا فرق لأبيض على أسود، ولا عربي على أعجمي.

وكل من رام الفرق فما أراه إلا قد دخل قلبه ما أراده الاستعمار، كما جعلوه في الحدود يتعصب لأخيه في الوطن -بزعمه- على أخيه في دينه.

فضل الله وكرمه وواسع رحمته ومن عرف مدى ذلك عَلِمَ أن العمل القليل يمكن أن يعطي عليه الكثير ففضله واسع سبحانه ما أكرمه.

يا طالب العلم اتق الله
ولا تغفل
ولا تعصه
اتق الله؛ فإن الله مطلع على سرائرك.

خليك ذوق، خليك محمدي.

يقول الشعراني في وصفه لشيخه الشمس الرملي الصغير:
«ولما كنت أحمله على كتفي وأنا أقرأ على والده العلم في المدرسة الناصرية؛ كنت أرى عليه لوائح الصلاح والتوفيق، وقد حقق الله فيه رجائي؛ فإنه الآن مرجع أهل مصر في تحرير الفتاوى، وأجمعوا على دينه وورعه وحسن خلقه وكرم نفسه».
الإمام الشعراني؛ من هضمه لنفسه درس عليه بعد أن تصدر ووصفه بهذه الأوصاف رغم أن الإمام طلب العلم قبل أن يبدأ فيه الشمس أصلًا؛ فما أعظم هذه النفس والله.

هذا الكتاب كنز حقيقي على «فتح المعين».

يعدُّ هذا الكتاب من أهم ما كتب على هذا الكتاب المبارك «فتح المعين»، وهو شرح ذو فائدة عظيمة.

وهذه الكتاب وضع عليه فكان عمله في كتابه أن وضح فيها المعمَّى، وجلى فيها المغمَّى، وأتحفه بالتعليلات النافعة، ووشحه بالأدلة الصحيحة الساطعة، وكشف فيه النقاب، وذلل لقاصده الصعاب، وفصَّل فيه الأبواب، وأتى بفصل الخطاب، فأصبح جلياً للطلاب.
فهو الشرح الوافي، والبحر المتموج بالفوائد.

وهي حاشية، بل شرح، بل مُعَلِّم صامت يقودك إلى دروب الشرح من غير عناء، ويسلك بك شعاب المسائل بفطنة وذكاء، ويبسط لك الشرح فتجد فيه غناء، ويذكر التعليل والدليل فتجد نفسك على المحجة البيضاء، وبذلك يسد أبواب الجهل والوسواس التي يقع بها الجهلاء.

وتجد في ثنايا هذه الكتاب خلاصة وزبدة الإعانة وما كتب على الفتح؛ يغني عن غيره، ولا يغني غيره عنه.

هذا الكتاب فاتحة خير كبير لمن أراد دراسة فتح المعين؛ فيحسن أن يقرأه قبل فتح المعين وحاشية الإعانة، وهو شرح مختصر لطيف جدا جدا، سيفتح لك إشكالات كثيرة قبل ولوج فتح المعين.

الغُلوُّ أيضًا محسوب من قسم الهوى، وهو قسم رديء؛ لأنه يتعلق بالأديان فيدنسها ويوحشها، ويعتري أرباب الغلو في الدين نوع طيش فيما يحاولونه من تديّنهم؛ فيصير شأنهم الخصام والجدال في الدين، ويصير دأبهم التعصب والبغض لمن خالفهم في مذهبهم، ويصير تدين أحدهم التطلع إلى معايب الناس والانتقاص لهم، والإزراء بهم، وهذا طريق رديء جدًا، متلف لدين العبد، ينبغي أن يحذره أشد الحذر.

فهؤلاء الغلاة يفرطون في تعظيم أئمتهم، ويتهالكون في حبهم، فيخرجون إلى الأمر المنهي عنه؛ إذ المأمور به في محبة الأئمة وأهل الدين التوسط، وترك الغلو؛ قال الفاروق رضي الله عنه: لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا.
وقال علي رضي الله عنه: عليكم بالنمط الأوسط، يتبعهم التالي، ويرجع إليهم الغالي.

فعليك أيها الأخ بطريق الخواص، ودع عنك أمر العوام؛ إذ ليس في أيدي أكثرهم إلا الرسوم والعادات، فقصارى أمورهم مراعاة صور الأعمال، مع إهمال التلميح لأسرارها.

الإمام العيدروس

جانب الهوى ونزِّه نفسك عنه.. فإنه يَشِينُك في دينك ومروءتك؛ كما قيل:
إذا أنت تابعتَ الهوى قادكَ الهوى ...... إلى كلِّ ما فيهِ عليك مقالُ

فإذا نظرتَ في الأشياء وميّزتها.. وجدت الهوى أصلَ كُلِّ فتنةٍ وبليةٍ على اختلاف أحواله؛ لأنه مصدرُ الأباطيل، ومنشأُ الأضاليل، وله حالةٌ شبيهةٌ بالسكرِ تعتري الإنسانَ فتمنعه من التمييز؛ لما قد غَلَب على عقله من نشوة الهوى، فليتنبّه له الفَطِنُ؛ ليحسم مادته بمجاهدةٍ ومخالفةٍ.


الإمام العيدروس

كيف بنا

يارب سلم سلم

ينبغي لطالب العلم أن ينظر للقرآن والسنة نظرة عمل لا نظرة جدال، وسيجد أثر ذلك في حياته.

أنا بشر أصيب وأفعل المصائب
فإذا وجدتني قد ضللت الطريق فخذ بيدي برفق، وستجدني مستمعا متقبلا إذا كانت النصيحة وفق معيار الشرع.

وإذا ما وجدت مني استطالة.. فأمهلني وانصحني في وقت أفضل ولا تكن عونا للشيطان عليّ.

أنا محب للخير لكل مسلم مهما كان، وأسامح الجميع وأجاهد نفسي للوصول لأفضل الأشياء، لا أدعي المثالية، لكن أريد الوصول إليها؛ لأحقق حسن الخلق، لأفوز بمجاورة سيدي سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ، وكما قال قرة عيني رسول الله ﷺ إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، فالأخلاق منها ما هو وهبي ومنها ما هو كسبي، وأنا أريد الفوز والسعادة وأكتسب الأخلاق؛ فأعني على ذلك.

وتذكر ما كان الرفق في شيء إلا زانه.

غفر الله لي وسامحني وهداني لأحسن الأخلاق، وأقوم الطرق.

من آداب طالب العلم:

قال الإمام النووي:
ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل.
وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالًا للقرآن،
وأن يكون مصونًا عن دنيء الاكتساب،
شريف النفس،
مرتفعًا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا،
متواضعًا للصالحين وأهل الخير والمساكين،
وأن يكون متخشعًا ذا سكينة ووقار.

الإسلام بك أو بغيرك سينتصر فكن جندا حقا للدين.. واثبت كالجبل، وكن رجلا

"سِترُ العرشِ مسبولٌ علينا
وعينُ اللهِ ناظرةٌ إلينا

يارب نسألك دوام سترك

عن ‏ابن مسعود رضي الله عنه ‌‏أن رسول الله ‏ﷺ ‏قال: «آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها ألتفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين»

اللهم نجنا من النار.

أنا مُخطىءٌ أنا مُذنبٌ أنا عاصي .. هوَ راحمٌ هو غافرٌ هوَ كافي
قابلتهنّ ثلاثةٌ بثلاثةٍ .. ولتغلبن أوصافُه أوصافي

#فائدة_شافعية

يسن أن يضع المصلي ركبتيه ثم يديه.
قال الإمام الشافعي: فإن خالف الترتيب المذكور.. كرهته ولا إعادة عليه.

وذلك لما روى أصحاب السنن الأربعة عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله ﷺ إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
قال الترمذي: حسن.
وصحح الحديث ابن حبان وشيخه ابن خزيمة، وأومأ الحاكم أنه على شرط مسلم في شريك القاضي.
وعن أنس قال رأيت رسول الله ﷺ كبر وذكر الحديث، وقال: وقال في السجود سبقت ركبتاه يديه.

إن لسيرة النبي ﷺ آثار طيبة في بناء الأمة، وتربية الأولاد، وتنشئة أجيال صالحة صادقة، يتأهل لحمل هذه الرسالة على أكمل وجه، وأتم صورة، وبه ينتشر الأمن والأمان في ربوع الدنيا.

فغياب هذه السيرة العطرة الكاملة أفقدت الشباب القدوات والبوصلة الصالحة التي يهتدوا بها.

فنسأل الله عفوه وستره.

من عجيب ما ترى؛ حنفي يحقق متن شافعي ويعلق عليه 🤤

أبيات الزبد غاية في المتعة والجمال، بتكرارها يتذوق الإنسان الفقه ويستمتع به، حتى المقدمات الأصولية غاية في السبك، وجودة النظم.

ومن نفيس ما نظم:
من نفسُهُ شريفة أبية ** يربأ عن أموره الدَّنيَّة
ولم يزل يجنح للمعالي ** يسهر في طِلَابِهَا الليالي

وكل خاتمة التصوف؛ كل كلمة فيه تكتب بالذهب وهي جديرة بالاعتناء والقراءة والمذاكرة والحفظ والفهم، والاعتناء.

ينبغي أن يكون طالب العلم أخشى الناس لله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾.

قال الربيع بن أنس: من لم يخش الله فليس بعالم.

قال الواحدي في تفسيره: من كان عالما بالله اشتدت خشيته.

وقال النسفي في تفسيره: من ازداد علما به [أي: بالله] ازداد منه خوفا، ومن كان علمه به أقل كان آمن.
وقال أيضا: وتقديم اسم الله تعالى وتأخير العلماء يؤذن أن معناه أن الذين يخشون الله من عباده العلماء دون غيرهم ولو عكس لكان المعنى أنهم لا يخشون إلا الله كقوله: ﴿وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ الله﴾ [الأحزاب: 39] وبينهما تغاير، ففي الأول بيان أن الخاشين هم العلماء، وفي الثاني بيان أن المخشي منه هو الله تعالى.

﴿إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ أَيْ: عَزِيزٌ فِي مُلْكِهِ غَفُورٌ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ.

الكردي

الكَردي الفارسي صاحب حاشية التحفة، ويكثر النقل عنه من الشرواني في حاشيته.

الكُردي العربي صاحب حواشي المنهج القويم.

المُحبّ لا يملُّ من التقرُّب بالنوافل إلى مَولاه، ولا يأمل إلا قربه ورضاه.

[ابن رجب]

فيض الإله المالك شرح عمدة السالك للبقاعي

شرح مفيد على عمدة السالك، لكن لا يصلح لقارئ الكتاب مجردا؛ فقد فرع الشيخ على مسائل غير معتمدة، وقد لا يأتي بالفرع كاملا ويكون فيما أتى به إشكالات، غالبا يستمد شرحه من شروح الخطيب لا سيما المغني وشرح التنبيه.
لا يصلح أن يقرأه الكتاب مستقلا بدون شيخ.

لذلك؛ لا يصلح الكتاب أثناء دراسة عمدة السالك؛ فالأفضل منه فتح الوهاب المالك.

الكتاب ما زال يحتاج لخدمة عظيمة حتى تحصل الاستفادة الكاملة منه.

من المحزن المؤسف جدًا عدم الاعتناء بشروح ابن حجر الهيتمي الفقهية الأخرى؛ كشروحه على العباب، والإرشاد وغيره المتوفرة بين أيدينا.

حواشي شيخ الجامع الأزهر الشيخ عبد الرحمن الشربيني وتقريراته؛ كنوز ونفائس، شابه الطالب شيخه (الباجوري) تميز بالتحرير والدقة.

من مواقف الشيخ: أنه وقف ضد تيار الإصلاح الذى حمل لواءه الشيخ محمد عبده لجأ إليه الخديو ليقضى على الإصلاح ودعاته بعد أن يئس من الشيوخ السابقين الذين أبوا أن يستجيبوا له.
كان الشيخ الشربيني مشفقا على الأزهر من الانغماس في العلوم الحديثة واهماله لعلومه الأصلية.
وظل متمسكًا بأن يبعد الأزهر عن أهواء الساسة والحكام، ومنع كل محاولات الخديوى للسيطرة على الأزهر الشريف والاستيلاء على أوقافه وأمواله وشئونه من وراء ظهر الشيخ الشربيني، فأبى عليه ذلك، وقدَّم استقالته.

حاشية الجاوي على متن أبي شجاع مهمة لدارس المتن أو فتح القريب، وهي قبل الباجوري أفضل، ولا بد من الباجوري بعد ذلك.

وعلى كل: كل مصنفات الجاوي نفيسة جديرة بالمطالعة، والعمل على إخراجها مرة أخرى بصورة تليق به، خدمة وتصحيحًا وترتيبًا.

حواشي المذهب كنوز وجواهر، لا يزهدك فيها إلا ملول.

اعلم؛ أن الأمر بواجبات الشرع والنهي عن محرَّماته.. واجبٌ على كل مكلَّفٍ؛ من حرٍّ وقِنٍّ، وذكرٍ وأنثى ولو غير مسموع القول.. وجوبَ كفايةٍ، وقد يكون فرض عين؛ كما إذا كان بمحلٍّ لا يعلمُهُ غيرُهُ، أو لا يقدرُ عليه غيره.
وأنه يُنكِرُ باليد، ثم إن عجزَ.. فباللسان، فلو قدرَ واحدٌ باليد وآخرُ باللسان.. تعيَّن على الأول، إلا أن يكون الرجوع لذي اللسان أقرب، أو أنه يُرجَعُ له ظاهرًا وباطنًا، ولا يُرجَعُ لذي اليد إلا ظاهرًا فقط.. فيتعيَّنُ على ذي اللسان.
فعليه أن يغيره بكل وجهٍ أمكنَهُ؛ فلا يكفي الوعظُ ممَّن أمكنَهُ إزالتُهُ باليد، ولا كراهةُ القلبِ لمن قدر على النهي باللِّسان.

فإن عجزَ عن الإنكار باللسان، أو لم يقدر وقدر على التعبيس والهجر والنظر شزرًا.. لزمه ذلك، ولا يكفيه إنكارُ القلبِ.

ولا يسقطُ الإنكارُ بالقلبِ عن مكلِّفٍ أصلًا؛إذ هو كراهةُ المعصية، وهو واجبٌ على كل مكلفٍ، بل ذهبَ جماعةٌ منهم أحمد ابن حنبلٍ: أن ترك الإنكار بالقلبٍ كـ.ـفرٌ، والعياذ بالله.


الإمام المليباري

روى الأصبهاني عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه في الترغيب والترهيب:
«لا تَزَالُ (لا إله إلا الله) تنفع من قالها، وتردُّ عنهم العذابَ والنِّقْمَةَ.. ما لم يستخِفُّوا بِحَقِّها» قالوا: يا رسول الله؛ وما الاستخفافُ بحقها؟ قال: «يظهر العمل بمعاصي الله فلا يُنكَرُ ولا يُغيَّرُ».
وأورد ابن الأثير وعزاه لرزين عن سيدنا أبي رضي الله عنه: «إنَّ الرجل يتعلَّق بالرجل يوم القيامة وهو لا يَعرِفُهُ، فيقول له: ما لك إليَّ، وما بيني وبينك معرِفَةٌ؟ فيقول: كنت تراني على الخطأِ والمنكر ولا تنهاني».

حواشي الكردي على المنهج القويم؛ من نفائس كتب المذهب:

ونفاسة هذه الحاشية في كثرة اطلاع مصنفها على نصوص أئمة المذهب خصوصا المتأخرين ؛ بل إنه متخصص تماما في كتب محقق المذهب ابن حجر الهيتمي ؛ يكاد يكون حافظا لها ؛ وقد أورد كثيرا من نصوص العلامة ابن حجر من مختلف كتبه كالإيعاب والإمداد وفتح الجواد وحاشيته على الإيضاح وخصوصا التحفة ؛ وهو يورد عبارات ابن حجر في التحفة ثم يشرحها أو ينقل حاشية عليها موضحة لها ؛ كحواشي ابن القاسم أو السيد عمر البصري أو الهاتفي وحواشي اخرى عليها لعلها مخطوطة !
فكما قال مشايخنا : من أراد فهم كلام ابن حجر فعليه بالكردي ، فهو المفتاح لكل ما أغلق من عباراته !
وله مباحثات نفيسة واستدراكات على كلام ابن حجر ؛ وقد يذكر ابن حجر قولا يعتمده في شرحه على المقدمة الحضرمية فيأتي العلامة الكردي فينبه على أنه خلاف المعتمد.
وأيضًا يذكر الخلافات بين ابن حجر والرملي ووالده والخطيب وشيخ الإسلام.

له اختيارات في مسائل فاتت أصحاب هذه التصانيف جميعها لن تفوت الطالب بمطالعة هذه الحواشي.
أن في الحواشي فوائد أخرى لا يحلصها الطالب بمطالعة مجموع هذه التصانيف ، فلن يعدم الطالب إيضاح مشكل أو تخصيص عام أو تقييد مطلق أو تحريرًا لمحل الخلاف بين الأصحاب ، وهذه فوائد عزيزة سيعدمها هناك .
أنه ينقل لفظ الأشياخ في الغالب ، فيقول : «وعبارة المغني» أو «وعبارة النهاية» ، وهكذا ، وهو ما يعدمه الطالب في غيرها غالبا.

أيّها المؤمن، إنّ لله بين جنبيك بيتا لو طهّرته لأشرق ذلك البيت بنور ربّه وانشرح وانفسح.

ابن رجب

ابن حجر في كتبه.
والخطيب في: المغني، وشرح التنبيه، والإقناع.
وشيخ الإسلام في: الأسنى، ولكن في شرحي البهجة، وشرح المنهج.
الرملي في كتبه.
هذا بعض من كل؛ وهذا في الوسطى؛ فما بالك بالكبرى 🙂

الكردي وهو يكتب حواشيه على المنهج؛ كأنه جمع كتب ابن حجر وحواشي التحفة أمام عينه وهو يكتب حاشيته؛ ليتها تمت وكملت.

وما الله بغافل عما تعملون.

رضي الله عن القائد ورجاله

هذا وأرجو الله أن يمنحنا ... عند السؤال مطلقا حجتنا

"ستفضح هذهِ المدينة كل المُطبّعين وستُخزي كل المُنسقين وستكشف حقيقة كل المُفرطّين".

رضي الله عن القائد ‏يحيى

وهل أفسد الدين إلا الملوك
وأحـبار سـوء ورهبانها
فباعوا النفوس ولم يربحوا
ولم تغل في البيع أثمانها
لقــد رتــع القــوم في جيفـة
يبين لـذي العقل أنتانها

السنوار يُحطم الرقم القياسي في الشِّعر العربي
...
منذ استشهاد السنوار عكفتُ على جمع قصائد الرثاء التي نُظمت وقيلت فيه، ولساعات كثيرة يوميا لمدة أسبوع كامل، استطعت جمع أكثر من 125 قصيدة من الشعر العمودي الفصيح، دون احتساب التفعيلة والشعر النبطي والشعبي، وهو عدد لم يثبت تاريخيا لأي شخصية سياسية أو عسكرية أو دينية، وبالأخص في العصر الحديث والمعاصر، لأنه في العصر القديم ربما لم تتوفر الإمكانات حينها لعمل الإحصاءات الدقيقة، وما وصلنا من التراث الشعري لم يوثق لنا هذا العدد من قصائد الرثاء في شخص واحد.
وعليه فالسنوار هو أكثر شخصيةٍ في العالم نالت قصائد الرثاء في أقل مدة (125 قصيدة من أكثر من 110 شاعر في أسبوع واحد -والعدد قابل للزيادة)
...
الرقم القياسي الثاني هو أنه توافق أكثر من 28 شاعرا من مختلف مناطق الوطن العربي ودون اتفاق مسبق طبعا، على بحر القصيدة وقافيتها في رثائهم للسنوار، وهو بحر الكامل والقافية الرائية المضمومة المردفة بألف المد، ويعود ذلك أساسا لارتباط القافية بالاسم (سنوارُ).
ورغم أن كل الشعراء عبر كل العصور يحاولون اتباع اسم المرثي وترصيع قوافيهم به، إلا أن السنوار كان له الحظ الأوفر والصعيد الأول، فأصبح الشخصية الوحيدة في تاريخ الشعر العربي التي نُظمت فيها 28 قصيدة ل28 شاعرا ( على نفس البحر والقافية).
...
الخلاصة أن استشهاد السنوار أحدث ثورة في الشعر العربي، وفجر قرائح الشعراء بشكل متزامن فأحدثت لنا طفرة إبداعية متسارعة نتجت عنها مدونةٌ شعرية لم تحدث من قبلُ بهذه الغزارة والصدق الشعوري والاتساع الجغرافي.
وهذا يؤكد مرة أخرى أن هذا الرجل لم يكن شخصية عادية، ولكنه كان رمزا عربيا إسلاميا ألهمَ وسيُلهم الملايين من أحرار العرب والمسلمين عبر الأجيال.
وسننشر لاحقا القصائد كاملةً مع بعض المعطيات والتحاليل المتعلقة بها.
بقلم أ.د. أحمد سعدون

بخصوص الزبد

كنت ذكرت أنني سأذكر الضعيف فيها ملونًا وأذكر المعتمد.
ثم شرعت في تلوين المسائل الضعيفة وفعلت نصف المسائل ثم رأيت شيئًا جعلني همتي تنصرف عن التكملة ليبقى الكتاب على ما ذكره المصنف؛ ولا أدري ما سبب هذا الأمر، وشعرت بضيق شديد وتوقفت عنه.

فلن أذكره، كذلك التلوين بأكثر من لون سيجعل السعر يزداد فأعرضت عنها تمامًا.

خاصة وأنه يصعب أن تحاكم الشيخ للرملي أو ابن حجر؛ ففي بعض المسائل يقرر ابن حجر ما ذكره، وفي بعضها يقرر الرملي ما ذكره؛ فأقرب شيئًا في ذلك يمكن تطبيق عليه قاعدة السيد عمر البصري بشأن الفتوى أهما يقدم الرملي أو ابن حجر، كما في الفوائد المكية والفوائد المدنية؛ فسيكون العمل مقتصرًا على ذكر ما لم يشرح من الشراح فقط.

والكتاب سيكون بين يدي الدار خلال هذا الأسبوع وينزل بإذن الله المعرض بنسختين
نسخة بحجم الجيب للحفظ، لا تعليقات ولا أي شيء فيها؛ مقدمة للفقير مختصرة، بالإضافة لترجمة بخط الجرداني.
ونسخة أكبر فيه تعليقات بخط الإمام الجرداني مأخوذة من نسخته الخاصة، مع ذكر أهم الخلافات، مع ذكر خلافات النسخ المذكورة في الشروح، والإبيات التي لم تشرح، وترجمة مزيدة بخط الجرداني وبعض العلماء المتقدمين ممن شرح الزبد وكتب شيئًا في ترجمته.

الحمدلله بعد أن وفقنا الله وانتهينا من تحقيق
الزبد وشرحيه للرملي والفشني،

كنت ذكرت أنه مع دقة شروح الزبد إلا أنه لا يوجد عليها حواشي وهذا من النادر أن تجد متنا ليس على شروحه حواشي، خاصة بوجود علمين كالرمليين شرحا الكتاب وليس على شروحهما أي حاشية.

فالحمدلله وقفت على حاشية نفيسة على شرح متداول مشهور بين الطلبة بإذن الله أخرجها للنور وتخرج لأول مرة بفضل الله.
فالله أسأل أن ييسر لي ذلك.

يا ربِّ قد أَصبحْتُ أَرجو كَرَمَكْ *** يا ربِّ ما أَكثرَ عِندي نِعَمَكْ
يا ربِّ عن إِساءَتي ما أحلمَكْ *** يا ربِّ سُبحانَكَ بي ما أرحَمَكْ

قال أبو الفيض ذو النون الإخميمي:
ثلاثةٌ موجودةٌ، وثلاثةٌ مفقودةٌ:
العلم موجود.. والعمل به مفقود.
والعمل موجود.. والإخلاص فيه مفقود.
والحب موجود.. والصدق فيه مفقود.

من خصائص مشايخ السمنة: لا يترحّم على المبتدعة أذناب إيران، ولكن يقف في صف الضالين والمغضوب عليهم !

من خصائص مشايخ السمنة: الترحم على الملاحدة بقول القليوبي -زعما- ولكن المخالفين لهم سياسيا لا ترحم ولا كلمة.

من خصائص مشايخ السمنة: تفصيل الدين لهوى الحكام، وليس العكس؛ فاحذروهم 😊

دراسة القواعد الفقهية حلقة للأسف فقدت في كثير من الدرس الفقهي مؤخرا مع أهميتها لطالب الفقه والمفتي.

دراستها لا تكون إلا بعد إتقان مرحلتين للفقه، وفهم واستيعاب وتصور لجميع أبواب الفقه، لوجود الأمثلة من كل أبواب الفقه.

لا يدرسها الطالب المبتدئ ولو كانت الدراسة للخمس الكبرى فقط.

رحم الله علمائنا ومشايخنا ومن علمونا وأخذوا بأيدينا لطريقه، وجعلنا الله من المخلصين ويغفر لنا التقصير.

سيدنا محمد ﷺ
لا منة علينا لأحد بعد الله كما لهذا النبي الكريم، ولا فضل لبشر سواه علينا كفضله العميم، إذ به هدانا الله إلى الصراط المستقيم، ووقانا من حر نار الجحيم.
قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)128التوبة: 128
به حصلت لنا مصالح الدنيا والأخرة، وأسبغ الله علينا نعمه باطنة وظاهرة، وبصرنا بعد العمى، وهدانا بعد الضلال، وعلمنا بعد الجهل، وبه إن شاء الله نرجو الأمن بعد الخوف.
اختبأ لنا دعوته شفاعة لنا يوم القيامة، وسأل الله لنا ما لا تبلغه أمنيتنا من أنواع الكرامة، فكيف نقوم بشكره؟! أو نقوم من واجب حقه بمعشار عشره!
فلذلك ولما له عند الله من المرتبة العلية أوجب علينا تعظيمه وتوقيره ونصرته ومحبته والأدب معه، فقال تعالى: (إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) [الفتح: 8 – 9]
وقال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله) [التوبة: 40].
وقال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) [الأحزاب: 6].
وقال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) [الحجرات: 2 – 3]
وقال تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا) [الأحزاب: 56]
وقال تعالى: (وإن تظاهروا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا) [التحريم: 4]
وقال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم) [آل عمران: 164]
ومن تأمل القرآن كله وجده طافحًا بتعظيم عظيم لقدر النبي ﷺ.
وإن الله تعالى كما أخذ علينا لنفسه، مع التصديق به وبوحدانيته، واجبات:
في قلوبنا: من التعظيم والإجلال والمهابة والخوف والرضى والتوكل والشكر.
وفي ألسنتنا: مِنَ الثناء والذكر والحمد والقراءة.
وفي جوارحنا: من الصلاة وغيرها من الواجبات.
كذلك أوجب لنبيه ، مع التصديق به وبرسالته ـ واجبات:
في قلوبنا: من التوقير والتعظيم والمحبة.
وفي ألسنتنا: من الصلاة والشهادة في الأذان والصلاة والخطبة.
وفي جوارحنا: بأن نقدمه على أنفسنا ونبذل مهجنا بين يديه، إلى غير ذلك مما أوجبه الله له، هذا زيادة على ما يجب بتبليغه من جهة الرسالة.
فإن ذلك عام في كل رسول من حيث الرسالة، وهذا قدر زائد تعظيمًا لخصوصه زيادة على التبليغ.
وقال ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
وقال عمر: يا رسول الله، أنت أحب إلي من كل أحد إلا نفسي، قال: "لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك"، قال: أنت أحب إلي من نفسي، قال: "فالآن".
وكذلك حرم الله سبحانه وتعالى علينا أمورًا لتعظيم النبي ﷺ فقال تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذالكم كان عند الله عظيما) [الأحزاب: 53]
وقال تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذابًا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا ) [الأحزاب: 57 – 58]

فانظر كيف غاير في الجزاء بين أذى الرسول وأذى غيره من المؤمنين، وحرم أزواجه بعده، ولم تحرم أزواج غيره من المؤمنين بعده.
وقال تعالى: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) [التوبة: 61]
وقال تعالى: (إن ذالكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق) [الأحزاب: 53]
وحرم سبحانه وتعالى التقدم بين يدي الله ورسوله، فلا يحل لأحد أن يتقدم بقوله على النبي ﷺ.
وحرم التخلف عنه، فقال: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) [التوبة: 120]

وحرم نداءه من وراء الحجرات، ونسب من يفعل ذلك إلى عدم العقل.

ولا سبيل إلى أن نستوعب هاهنا الآيات الدالة على ذلك وما فيها من التصريح والإشارة إلى علو قدر النبي ﷺ ومرتبته، ووجوب المبالغة في حفظ الأدب معه، وكذلك الآيات التي فيها ثناء الله تعالى عليه وقسمه بحياته، ونداؤه بالرسول والنبي ولم يناده باسمه بخلاف غيره من الأنبياء ناداهم بأسمائهم، إلى غير ذلك مما يشير إلى إنافة قدرة العلي عنده، وأنه لا مجد يساوي مجده.

فكان تعظيمنا له وبذلنا النفوس والمهج بين يديه، وتوقيرنا إياه ونصرتنا له: عبادة واجبة علينا لامتثال أمر الله تعالى ونفوسنا منقادة إليه لما له علينا من الإحسان، والقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، والمحبة بالقلب، والنصرة باليد واللسان، فإذا عجزت اليد فلا أقل من اللسان.

الإمام السبكي

لو رأيتَ أربابَ القلوبِ والأسرار.. وقد أخذوا أُهْبَةَ التعبد فى الأسحار.. وقاموا فى مقام الخوف على قدم الاعتذار.."يخافون يومًا تتقلَّبُ فيه القلوبُ والأبصار!"

عقدوا عزمَ الصيام، وماجاء النهار! وسجنوا الألسنةَ، وغضُّوا الأبصار!
فانظر مدحهم إلى أين انتهى وصار!

أحزانُهم أحزانُ ثكلى! مالها اصطبار.. ودموعُهم -لولا التحرِّي- لقلتُ: كالأنهار!
ووجوهُهم من الخوف قد علاها الصَّفار! والقلقُ قد أحاط بهم ودار!
"يخافون يومًا تتقلَّبُ فيه القلوبُ والأبصار!"

جَدُّوا فى إنطلاقهم إلى خلَّاقهم، وراضوا أنفسهم بتحسين أخلاقهم، فإذا بهم قد أذابهم كربُ اشتياقهم؛ أتدري ما الذى حبسَك عن لِحَاقِهم؟ حبُّ الدرهم والدينار!
"يخافون يومًا تتقلَّبُ فيه القلوبُ والأبصار!"

(ابن الجوزي رحمه الله)

كتاب تحرير تنقيح اللباب لشيخ الإسلام وشرحه = كتاب عظيم جدا جدا جدا.

من أجود الكتب الفقهية في بابها، يجمع الشيخ المتشابهات في باب ويرتبها للطالب؛ فرضي الله عن الشيخ.

وجزى الله عنا مشايخنا خير الجزاء.

لا ينبغي للطالب أن لا يمر على الكتاب ولو مطالعة سيستفيد منه استفادة عظيمة جدا نادرا ما يجدها في غير الكتاب.

قال الشعبي: مثل الذنب والاستغفار والتوبة، مثل: الداء والدواء والشفاء
فالذنب = هو الداء.
والاستغفار = هو الدواء.
والتوبة = هي الشفاء.

بسم الله
في قصة أصحاب الأخدود تحدى الشاب المؤمن الملك الكافر أن يقتله، وما استطاع قتله، فحاول إغراقه تارة ورميه من فوق الجبل أخرى.
فلما اشتدت رغبة الملك لقتل الغلام.. قال له الغلام: لو أردت أن تقتلني فاجمع الناس جميعا، ثم ضع السهم في القوس، وقل بصوت عال: بسم الله رب الغلام؛ فإنك حينئذ تقتلني.
وقد كان وضحى الغلام بنفسه لنصرة دين الله تعالى (غير أنه بتعبير جماعة من المسلمين الآن: ألقى بنفسه في التهلكة؛ إذ وقف أمام عدو غاشم لا يرحم، وكان يسعه أن يدعو إلى الله سرا، حتى يؤمن الناس شيئا فشيئا من غير تضحيات وعنتريات)

المهم، آمن الناس جميعا، وكفروا بعبادة الملك، فحفر الملك الأخدود وأشعل النار، وهدد: من أصر على الكفر بألوهية الملك.. ألقي في النار.
فكان ماذا؟ الكل احترق، حتى الصبيان الرضع!
====
يا ترى، من الفائز؟ ومن المنتصر الحقيقي؟ ألغلام أو قاتله؟ ألمؤمنون أو قاتلهم؟
النصر عندنا لا يقاس بمعايير دنيوية محضة، بل موت المسلمين بداية لحياة أخرى هي أبقى.
====
أجمع المسلمون على أن الكافر إذا دهم بلاد المسلمين (احتلها).. وجب على كل قادر أن يدفع هذا العدو، سواء في ذلك الرجال والنساء والصبيان الأقوياء، والعبيد والأحرار، بالأسلحة والعصي والأظافر، ولا نظر لما يقع في سبيل ذلك.

بالمعايير الوطنية: هذا الكلام خيانة عظمى للوطن؛ فهو تحريض على ترك الجندية والدفاع عن الأوطان إن وقع - لا سمح الله - احتلال لبلادنا من عدو أقوى من بلادنا.

شيخنا مصطفى عبد النبي نفعنا الله به

بسم الله

هذا عمل الفقير الثاني على الزبد؛ شرح العلامة الفشني على الزبد.

أسأل الله أن يتقبله مني، وأن يغفر لي تقصيري وخطأي.

والحمد لله هو مع الدار الآن، وبإذن الله على وعد أن يخرج في معرض الكتاب.

وقد أخرجت الكتاب على نسخ لم تُعتمد من قبل في نسخة الشيخ الغمراوي، وكذا نسخة قاسم نوري.

وبفضل الله استدركت على العلامة الغمراوي في طبعتنا في بعض النواقص التي كانت في طبعته، وكذا الزيادات التي ليست من الكتاب.
والكتاب بفضل الله اقتصرت فيه على الخلاف المهم، وأعرضت عما دون ذلك بخلاف عملي في غاية البيان.

وفيه تعليقات منتقاة ممن كان على هوامش النسخ الخطية، أو تعليقات مختارة من شرح العلامة أحمد زيني دحلان، وصلت تقريبًا لقرابة الثلاثين نقل، مع تعليقات من الفقير لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

وبإذن الله تكون طبعتنا للكتاب أكمل طبعة للكتاب، وأرجو أن تكون أحسن طبعة للكتاب.

ولا يفوتني أن أذكر أنني استفدت كثيرًا من طبعة الشيخ الغمراوي، بل جعلتها من مصادري في تحقيقي للكتاب.
ولا أنسى ولا أقلل من جهده، فجزاه الله عني وعن طلاب العلم خير الجزاء.

وهذا الكتاب؛ هو أنسب كتاب لمن أراد أن يحفظ الزبد، ففيه فائدة كبيرة جدًا، ليس بالمختصر ولا بالطويل الممل.
وفي الأخير لا أدعي العصمة لكتابي، بل أبى الله الكمال إلا لكتابه.

غفر الله لي، وتجاوز عن خطأي.

وهذه متعلقاته تثبت

المؤكد يقينًا الذي لا مجال للشك فيه: أن البطل السنـ.ـوار.. لم تكن هذه مشاركته الأولى، بل أكاد أجزم أن له صولات وجولات وكان يقدم الصفوف ولا يتأخر خطوة واحدة.

صبرًا بنيّ الكرام ... فما الموتُ إلا قنطرةٌ تعبرُ بكم عن البُؤسِ والضرّاءِ إلى الجنّان الواسعةِ والنّعيمِ الدّائمة، فأيّكم يكرهُ أن ينتقلُ من سجنٍ إلى قصْر؟!

الحُسين بن علي .. مخاطبًا أولادَه وأولاد أخيه وعمومته وهم يُقتلون حوله في كربلاء !

يقول أبو سليمان الداراني: لا تجمع على نفسك همّ يومك وهمّ غدٍ.. حسبُ كل يومٍ همّهُ.