" إن علوم الإسلام العظيم، لم تدون على ضفاف الأنهار، وتحت ظلال الأشجار والأثمار، وإنما دونت باللحم والدم وظمأ الهواجر، وسهر الليالى على السراج الذى لا يكاد يضئ نفسه، وفى ظل العرى والجوع وبيع الثياب، وانقطاع النفقة فى بلد الاغتراب، والرحل المتواصلة المتلاحقة، والمشاق الناصبة المتعانقة، والصبر على أهوال الأسفار، وملاقاة الخطوب والأخطار، والتيه فى البيد والغرق فى البحار، وفقد الكتب العزيزة الغالية والأسفار، وحلول الأمراض والأسقام، مع البعد عن الأهل والزوجة والأولاد والدار! ومفارقة الأقارب والأحباب والأصحاب .
فما أثر كل ذلك فى أمانة علم أهلها، وما نقص من متانة دينهم، وما وهن من قوة شكيمتهم، وما خضعتهم الضائقة الخانقة مع قسوتها إلى قبول الذل والهوان "
صفحات من صبر العلماء على الشدائد ص 367 .
د. أحمد قواشتي.