يأتِ بها الله وإن بعُد المنى وتقطعت الأسباب، يأتِ بها الله وإن دنا اليأس وتوارت الآمال، يأتِ بها الله غيثًا ورحمة وإن دنا الجدب وعزّت النضرة، يأت بها الله فجرًا وإشراقًا وإن غاب النور واستبدت الحلكة، يأت بها الله فرجًا من بعد كرب ويُسرًا من بعد عسر وسرورًا من بعد حُزن.
"وإن كبُرَتْ همومكَ لا تُبالِ فلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبرْ ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلباً تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ"
وإذا الشدائدُ أقبلتْ بجنودِهَا والدهرُ من بَعد المسرّةِ أوجعَكْ لا ترجُ شيئًا من أخٍ أو صاحبٍ أرأيت ظلّك في الظلامِ مشى معَكْ؟ وارفعْ يديكَ إلى السَّماءِ ففوقهَا ربٌّ إذا ناديتهُ .. ما ضيَّعَكْ
"لا تدري كيف ستأتي أقدارُ الله ورسائله، لا تعرف كيف سيفتح الأبواب، ويمهّد الطريق.. إن الله إذا أراد شيئًا لا يرده أحد، الله كبير، ولا شيء أكبر منه، وهذا اليقين الذي يغذّي الأيام لتستمر."
وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَك لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ
لأن ليس للإنسان إلَّا ما سعى، ها أنا يا رب أُحاول، فبارك المسعى بالقبول واختم لي بالوصول واجعلني من الشاكرين من قبل ومن بعد، ثُم ألهمني بنعمتك لأُحدِّث .