إرهاق.

‏ويبكي وحيدًا ، لا شيء يدري غير الوسادة.

كُنت أصمت طوال الوقت تقريبًا ، كُنت أريد أن أهرب من حزني فينتهي الأمر بالكتمان، ظننت انها أيام وستمر ولكن الوضع يزداد سوءً هُنا.

⁣-

أريدُ أن أتحدث بهدوءٍ لساعاتٍ طويلة، حديثٌ أشرح فيه كُل شيء، أن أسمعَ صوتيَّ وهو يقول الكلمات التي يخافُها،وتِلكَ التي يخجلُ ظهورها للعلَن، أن يقولَ أكثر الكلمات التي شعر بِها وصمت عن الإعتراف بها لأسباب تتعلقُ باليأس، أُريدُ أن أتحدث، أن يخرُج هذا الكلام الذي تعفنَ داخلي دون أن يسمعَهُ أحد.

كان يُقسم أنه بخير ، وقلبه يَستغفر باكيًا.

أفتقدُكِ بشدّة.

أكرهُ الإنتظار لكنني أنتظرتكِ، أنتظرتُ لساعاتٍ طويله ، أنتظرت كثيرًا حتى بات الإنتظار يمُل مني ، تحطمت ويأست علمتُ بأنكِ لن تأتي كما تصورت ، لن تأتين لي راكضه كما حصل في خيالي، لن تعودي إليّ بعدما أدرتي لي ظهركِ، رحلتِ تاركتًا خلفكِ روحًا باهته لا تُبهج الا بوجودك رحلتِ متناسيه أنها ستتأذى لغيابك، رحلتِ دون وِداع او إبتسامه، رحلتِ كما يهُب الريح فجأه فيحملُ معهُ أوراقاً لا أعلم إلى أين تذهب ولن تعود للأبد.

تركتِني وحيدًا في وقت أخبرتكِ بأنك الملجأ من كل شيء.

إن روحي تتمزق من الكتّمان.

لقد أهلَك الحُزن روحي، دمرها بالكامل.

لماذا لا تكتبين لي ، أعلم أن الرسائل التي تبدأ بسؤال مريرة، لكنني لن أعتذر على حنيني، وأعتذر على هذه الجراءة التي كانت أمرًا واردًا بيننا، إلا أن صمتك الطويل جعلها في نظري ذنبًا، فأنا كما تعرفينني كنت وما زلت أفهم حدودي وحدود الآخرين فلا أتعداها ولا يتعدى حدودي أحد، إنما أنتِ مني وفيّ، وهذا ما كان يزيح عناء التكلف بالأمسّ، لكنه اليوم يؤرقني وأسهر أتساءل ما الذي حال بيننا، لماذا لا تأتين، هل مات ساعي البريدّ، أم مات حنينك إليّ، كنت أنتظر منكِ حتى رسالة فارغة، يكفي أنها تحمل حنّينك، يكفي أن أطمئن، لأنني منذ عدة أيام أحاول ان أكتب لكِ، أن أخبركِ عن هذه العواصف لكنني لا أجد ما أقوله، لقد بدأت أشعر أن الحديث معكِ باتَ صرخةً في الفراغ، وأن أمري لم يعد يهمكِ، وهذا ما يجعلني أختنق بكلماتي، أختنق وأعجز عن الحديث تمامًا، حتى هذه الرسالة لم أكتبها، لقد نزفتها نزفاً من دمي، لم أكن أعلم أن صمتكِ جارح إلى هذا الحدّ، لو كنت أعلم لما اتخذت من حَديثكِ ضمادة لرُوحي .

هذا الحزن يقُتلني ببطئ شديد،لا أشعرأنني بخير،فقط أشعر بالتعب،أشعر أنني مُرهق ولا طاقة لي للعيش،أشعر أنني تعيس ولا مجال للسعادة بداخلي،أتألم وكل جزء من داخلي يُعاني.

أفتقدكِ، وهذا اليقين يوجعني طيلة الأيام الماضية ويجعل باقِ طرقات الحياة شكلًا آخر لأبواب الموت.

فراغ، نعم هذا الوصف الصحيح ، فراغ أشعر ب.. ، حتى هذه الكلمة لا تصف شعوري ، حسنًا أيًا يكن سأكمل ،مع أنني لا أعلم ما اقول، من الصعب أن أقول شيئًا ، بينما كل شي بداخلي يصرخ ، من الصعب أن أصف بشاعة الشعور ، من الصعب أن تفهم ، سكاكين ، سيوف ، لا عزيزي أشعر بأن قلبي يُهرًس ،أشعر بالألم ، ألم فحسب.

‏لقد هُلكت تمامًا، ولكني لا أعرف طريقًا آخر سوى الكِتمانّ.

بعد فترة طويلة، أنا أخرج، هنا أقف وأشعر بالضياع، لا أعرف نفسي، أشعر باللاشيء يملأ دواخلي، لم أعُد أجيد التعبير عن نفسي، أشعر بالألم فقط، الألم وحده يُشعرني بأني ما زلت على قيد الحياة، أشعُر بالفراغ يبتلِعُني ويسكنني لدرجة أنني أستطيع سماع صوت الريح بين أضلُعي.

أحتاجكِ في وقت باهِت كهذا، أنا لستُ بخير.

سأنتظركِ حتى لو ذبلت أوراقي،وتراكمت أحزاني، حتى وإن فقدتُ نفسي مع أملي سأبقى هنا لأجلكِ.

‏لو أنكِ هُنا لكُنت تخلصت قليلاً من هذا العبء،الذي أحمله في داخلي دون أن أتمكن من التحدُثِ بِه أمام أحدهم، من بعدكِ كل الأشياء المؤذية أحملها وحدي بعدما كنت أتقاسمها معكِ.

أكثر مايؤلمني، أنكِ لم ترحلِ عندما كُنت أخشى فقدك،وأتأملك دائمًا بعين الخوف، إنما رحلتِ عندما إنتصرتُ أخيرًا على خوفي، وآمنت بأنك باقٍ للأبد،يقتلني أن رحيلكِ أختار أكثر أوقاتي يقيناً، وتأكداً، يقتلني أني لأول مرة لا أعرف الصواب لأفعله، لأن من كان يقتل حيرتي ، قد رحل.

لقد مرَّ وقتٌ طويل على آخر رِساله بيننا تمنيتُ لو انني أخبرتكِ بالكثير و ودعتك، او لأحصِل على اي وسيلة توصلني اليكِ ، قد مررت بظروف جعلتني اقول في نفسي، هل انا سيئ لهذا الحد لجعل هذه الظروف ان تصبح ضدي، لم أستطع أن أتحمل لقد انهرت حينها،بحثتُ كثيرًا لالتقيكِ ولكن كانت محاولاتي فاشلة، مرَّ على فراقنا وقتٌ طويل وانا الى الان لدي أمل بأن القاكِ، اتيتِ اليّ في منامي لِتُطبطي عليّ كعادتكِ ولكن اين انتي يا تُرى،عوديِ اليّ فقد بات الحزن بقلبي يُنهيني.

بطريقةٍ مؤذيةٍ جدًا إنتهى كُل شيء.

رحلتِ قبل أن أُخبركِ أنكِ الوحيد الذي لم يرحل.

‏أكتب لكِ بين أكوامٍ من الهزائم، لقد كسرني تخليكِ عني ،أحببتكِ حتى كُسر عظمي، إنني افتقدكِ جدًا ،دحرجت العالم تحت أقدامي ليوصلني إليكِ، ولم يفعل.

أفتقدكِ بشدّة.

وحيدًا أردد بعض الألحان الحزينة بأنين يكادُ يخنقني، أودُّ ألا أرى أحد يعرفني ويسألني عنكِ،فأضطّر لإخباره بما آلت آليه الأمور بيننا ، وبالوقت ذاته لن استطع وصف شعوري، لأنه ومهما وصفت فمرارة الخذلان منكِ بحلقي انا،تخنقني أنا،لا فائدة، أيّةُ فائدة من الشكوى.

لا أقوى على تَحمل المَزيد، أنا مُحطَّم بِما يكفي.

وأُقسِم لك أنني امرُ بليالٍ ثقيله مؤلمه،من شدة حزني كُنت أؤمن أنني لن أنجو وربما لن أصحو من نومي إلا وأنا بين يديّ الله، ليالٍ قاسيةٍ كُنت أبكي حتى تتورم عيناي من الدمع ثم انام من شدة التعب ثم أصحو واتخيل أن كل ماحدث كان كابوسًا.