- أنا مقدر زعلك، بس الوضع أسوأ من اللي بتتكلمي فيه.
قولت وأنا بقف أمشي - نجيب مسئولين غيركم يعني ولا إيه، ما أنتوا ماسكينها تعدلوها، مش قادرين عليها امشوا.
في العربية ساكتين، راكنها وساكت، قفل الشبابيك علشان الدوشة، بص تجاهي بسرعة لما عيطت فجأة بصوت عالي، كل شيء أصعب مما أتخيل، إيدي مابقتش قادرة تحرك كل ده، أنا بجري لإيه؟
ماعرفش فضلنا ساكتين قد إيه، ماحاولش يكلمني، سابني لحد ما هديت.
قلت بهدوء قبل ما يتكلم - هسافر معاك.
أنا فهمت يا أحمد إحساس إنك تكتشف فجأة إن ده لا طريقك ولا نافعك، وإن كلام الشعارات ما بيوصلش لشيء.
القلم سيبته للي عنده قدرة يكمل، لكن أنا .. أنا رجلي تعبت من الجري.
عاوزة أعيش بهدوء، أحب وأتحب، أصحى الصبح شايلة هموم خفيفة، أولع بخور وأستقبل نور، أزرع ورد في بلكونتي وأحب الحياة.
كذا شهر بفكر في قراري، حاسة إن في ألف شيء في عقلي، مش هلتفت.
اتصلت بيه يرتب لي الدوشة اللي في دماغي كالعادة.
- كنت لسه هتصل بيكِ.
- عاوزة أكلمك في حاجات كتير.
- حنان.
- أيوة.
- أنا بحبك.
أحمد خطبني من شهرين ولحد النهاردة ماقالش الكلمة دي، أنا كنت خلاص مشيت حياتي إنه هيفضل طول عمره يتكسف يتكلم عن الحاجات دي، كان كافيني اهتمامه.
- مالك؟
- عاوز نتجوز قبل ما نسافر.
- السفر الأسبوع الجاي أنت بتقول إيه؟
- إيه يعني، نكتب الكتاب وسطهم هنا وبعدها بيومين نسافر.
كنت بكلمك ترتب لي الدوشة مش تسكتها خالص، سألته وأنا ببتسم - عارفني بقالك قد إيه؟
- خلاص هنكمل القرن سوا أهو.
- بواخة، وبتحبني من امتى؟
- من أول ما رفعت لك كتبك.
زعقت قبل ما أقفل في وشه - ولسه فاكر تقولهالي دلوقت!
أنا حقي أعيش في مكان يقدرني، في مكان يحترم إنسانيتي مش أحارب علشان أثبت إني إنسانة.
هسافر وأعيش معاه هناك، وأطلب من ربنا يرزقني أطفال حلوين أديهم حب العالم كله، أنا مش مطالبة بكل ده، يكفيني حياتي.
في المطار ودعناهم، والد أحمد ماجاش، أسماء رفضت تيجي لأنها لسه مش متقبلة موضوع سفري.
كنا لسه هنتحرك وندخل سمعت صوتها، بصيت ورايا لقيتها بتنزل من تاكسي هي والست جملات.
دخلت في حضني - جالك قلب تمشي من غير ما تحضنيني؟
ابتسمت وأنا بحضنها - كنت عارفة إنك هتيجي.
بصيت للست جملات، قولتلها وصوتي خرج مكسور - حاولت والله.
- هتسيبينا لمين؟
لرب كريم.
ليا وليكِ رب.
اتحركت علشان أمشي، أنا وأحمد كنا بنبص لبعض، في دماغنا نفس التفكير، عيني دمعت، سألته بعيني خفت أنطق.
حرك الشنط الجهة التانية علشان نرجعلهم، قال - شكلها مافيش مفر يا حنان.
مسكت دراعه بإيدي الاتنين كإني بترجاه - هنفضل؟
- علشان أنتِ عاوزة تفضلي.
- كذاب، أنت بتحبها.
- وبحبك.
قبل ما نقرب منهم قال وهو متعصب - دا حبها لعنة، دا طلع بلادي وإن جارت عليا عزيزة يا جدع.
كان بيحاول يضحكني علشان ما عيطش، قال - عارفة لو قولتِ يوم واحد إنك ندمتِ إننا ما سافرناش، هعملك زعافة سقف.
- وأهون؟
- بلاش البصة اللي بتضعف دي.
- جوزي بقى براحتي.
وقف فجأة كإنه افتكر - أنتِ عمرك ما قولتِ إنك بتحبني!
- دا عقابك علشان تتأخر أوي.
الست جملات قربت مننا - هتحاولي تاني يا أستاذة؟
وأهلي وإن ضنوا عليا كرامُ.
"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا".
#أسميته_أحمد.
#حنان_سعيد.