حنان سعيد. 💙 @hanansaid15 Channel on Telegram

حنان سعيد. 💙

@hanansaid15


لم يُدفئني نور العالم، بل قول أحدهم لي أني ذات يومٍ أضأتُ نورًا في قلبه.
-أنسي الحاج.

حنان سعيد (Arabic)

حنان سعيد هو قناة تيليجرام تهدف إلى نشر الإيجابية والسعادة في حياة المشتركين. يديرها المستخدم @hanansaid15 الذي يشارك يومياً أفكار ونصائح لتحسين الحياة اليومية وزيادة السعادة الداخلية. سواء كنت بحاجة إلى دفعة من الإلهام أو ببساطة ترغب في مشاركة الإيجابية مع الآخرين، فإن قناة حنان سعيد هي المكان المثالي لك. انضم اليوم وابدأ رحلتك نحو حياة أكثر سعادة وإشراق.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


- كتر خير البلد والله بس الناس بتموت من الجوع، في طبقة تحت ماتعرفوش عنها حاجة.
- أنا مقدر زعلك، بس الوضع أسوأ من اللي بتتكلمي فيه.
قولت وأنا بقف أمشي - نجيب مسئولين غيركم يعني ولا إيه، ما أنتوا ماسكينها تعدلوها، مش قادرين عليها امشوا.

في العربية ساكتين، راكنها وساكت، قفل الشبابيك علشان الدوشة، بص تجاهي بسرعة لما عيطت فجأة بصوت عالي، كل شيء أصعب مما أتخيل، إيدي مابقتش قادرة تحرك كل ده، أنا بجري لإيه؟
ماعرفش فضلنا ساكتين قد إيه، ماحاولش يكلمني، سابني لحد ما هديت.
قلت بهدوء قبل ما يتكلم - هسافر معاك.

أنا فهمت يا أحمد إحساس إنك تكتشف فجأة إن ده لا طريقك ولا نافعك، وإن كلام الشعارات ما بيوصلش لشيء.
القلم سيبته للي عنده قدرة يكمل، لكن أنا .. أنا رجلي تعبت من الجري.
عاوزة أعيش بهدوء، أحب وأتحب، أصحى الصبح شايلة هموم خفيفة، أولع بخور وأستقبل نور، أزرع ورد في بلكونتي وأحب الحياة.
كذا شهر بفكر في قراري، حاسة إن في ألف شيء في عقلي، مش هلتفت.
اتصلت بيه يرتب لي الدوشة اللي في دماغي كالعادة.
- كنت لسه هتصل بيكِ.
- عاوزة أكلمك في حاجات كتير.
- حنان.
- أيوة.
- أنا بحبك.
أحمد خطبني من شهرين ولحد النهاردة ماقالش الكلمة دي، أنا كنت خلاص مشيت حياتي إنه هيفضل طول عمره يتكسف يتكلم عن الحاجات دي، كان كافيني اهتمامه.
- مالك؟
- عاوز نتجوز قبل ما نسافر.
- السفر الأسبوع الجاي أنت بتقول إيه؟
- إيه يعني، نكتب الكتاب وسطهم هنا وبعدها بيومين نسافر.
كنت بكلمك ترتب لي الدوشة مش تسكتها خالص، سألته وأنا ببتسم - عارفني بقالك قد إيه؟
- خلاص هنكمل القرن سوا أهو.
- بواخة، وبتحبني من امتى؟
- من أول ما رفعت لك كتبك.
زعقت قبل ما أقفل في وشه - ولسه فاكر تقولهالي دلوقت!

أنا حقي أعيش في مكان يقدرني، في مكان يحترم إنسانيتي مش أحارب علشان أثبت إني إنسانة.
هسافر وأعيش معاه هناك، وأطلب من ربنا يرزقني أطفال حلوين أديهم حب العالم كله، أنا مش مطالبة بكل ده، يكفيني حياتي.
في المطار ودعناهم، والد أحمد ماجاش، أسماء رفضت تيجي لأنها لسه مش متقبلة موضوع سفري.
كنا لسه هنتحرك وندخل سمعت صوتها، بصيت ورايا لقيتها بتنزل من تاكسي هي والست جملات.
دخلت في حضني - جالك قلب تمشي من غير ما تحضنيني؟
ابتسمت وأنا بحضنها - كنت عارفة إنك هتيجي.
بصيت للست جملات، قولتلها وصوتي خرج مكسور - حاولت والله.
- هتسيبينا لمين؟

لرب كريم.
ليا وليكِ رب.
اتحركت علشان أمشي، أنا وأحمد كنا بنبص لبعض، في دماغنا نفس التفكير، عيني دمعت، سألته بعيني خفت أنطق.
حرك الشنط الجهة التانية علشان نرجعلهم، قال - شكلها مافيش مفر يا حنان.
مسكت دراعه بإيدي الاتنين كإني بترجاه - هنفضل؟
- علشان أنتِ عاوزة تفضلي.
- كذاب، أنت بتحبها.
- وبحبك.
قبل ما نقرب منهم قال وهو متعصب - دا حبها لعنة، دا طلع بلادي وإن جارت عليا عزيزة يا جدع.
كان بيحاول يضحكني علشان ما عيطش، قال - عارفة لو قولتِ يوم واحد إنك ندمتِ إننا ما سافرناش، هعملك زعافة سقف.
- وأهون؟
- بلاش البصة اللي بتضعف دي.
- جوزي بقى براحتي.
وقف فجأة كإنه افتكر - أنتِ عمرك ما قولتِ إنك بتحبني!
- دا عقابك علشان تتأخر أوي.

الست جملات قربت مننا - هتحاولي تاني يا أستاذة؟

وأهلي وإن ضنوا عليا كرامُ.

"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا".

#أسميته_أحمد.
#حنان_سعيد.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


- بجد والله، ما كنتش مصدق الموضوع ده غير بعد ما مشيت.
- وليه مشيت؟
انتبهت من السؤال، قولت - آسفة ماقصدش.
مش عارفة ليه قرب إيده وفتحها، خبطته على إيده بإزازة المية - أنت عبيط!
- يا ستي مش همسكها، أنا مسلم والله.
- ..
- حنان.
يا سيدي قلب حنان وروحها - نعمين.
- في حاجات أكبر من الإنسان، فاهمة؟ يعني الإنسان مش بالقوة اللي هو معتقدها، هيفضل يجري ويحارب ويروح ويصرخ، إحساس وحش أوي لما يجري كل ده ويطلع طريق غلط.
- ماكنش غلط يا أحمد.
- ممكن، بس أنا ضعيف، شيفاني؟ في كسور في وشي، ظاهرة؟
قلبي وجعني - يا أحمد بالله ما تتكلم كده.
- بابا رافضني، والبلد كمان، أنا ماكنش ليا فيها غيرك، وقولت إني إنسان فاشل، ينفعك شخص تاني أفضل، بس لو كنتِ فكرتِ تشوفي اللي نافعك ده كنت هموتك، وبعدين قولت حتى لو مش هنفعها وهضرها، مش مهم، هضرها وأفضل معاها.
كان بيحاول يهزر، قولت برخامة - تضرني فعلًا؟
- يا رب أموت قبلها.
اتعصبت - يا غبي!
مسح على وشه بإيده - عاوز أتكلم، عاوز أقولك حاجات كتير أوي، عارفة؟ بعيد فكرت في كلام والدي كتير أوي، لقيت إنه عنده حق، أنا مش مالك حق التغيير، هي البلد كده وهتفضل كده، بس مالك أهاجر وأمشي، شوفت ڤيديوهات قديمة لناس بتشتكي من حال البلد، ڤيديوهات في التسعينات وبعدها، الهم ده من سنين وهيفضل، أي حد بينجح معروف مصيره فين، طب وأنا أبذل جهدي كله في شيء ولما أنجح فيه يضيع ليه يا حنان؟ هي سنة بره، اتقدرت، اتشفت شخص ناجح، حتى لما كنت بقع كانوا بيشجعوني، عملت فلوس تعيشني سعيد، أيوة في مساوئ، ماحدش بيحبك فعلًا، مش أرضك، مش مكانك، بس كل شيء له عيوبه ومميزاته، ماكنش ناقصني غيرك، كنت عاوز أرجعلك بفلوسي مش فلوسه، أرجع أقنعك نسافر.
اتحركت بالكرسي لورا - مين قالك إني ممكن أسافر! بقولك في ناس في رقبتي! ألف مرة أقولك أنا مش زيك، أنا ماقدرش ألاقي حد متعشم فيا وأسيبه، يا سيدي دي أسوأ بلاد المسلمين، بس بلدي، أرضي يا أحمد، ناسي وحشين، بس أهلي، أنا ماقدرش أمشي، ولو فاكر إني مستنياك كل ده تبقى غلطان، هو زي ما قولت، اللي بيني وبينك مش مفهوم، وممكن أعيش بيه طول حياتي حتى لو مش هتفضل معايا، الله يسهلك.
- ممكن تهدي؟ فكري بجد، فكري في ولادك بعدين.
- قولتلك الله يسهلك طريقك.
- ليكِ، يسهله ليكِ.

أنا بدور في دايرة مافيش فيها مخرج، المحامي الكبير الوحيد اللي وافق على النوع ده من القضايا رفض يكمل، الجمعية اللي كانت هتساعدنا في خروج الغارمة قالت مش هتساعد غارمات، شايفين إنهم اللي عملوا في نفسهم كده، بلف في أوضتي من وقتها، جوايا غضب مش مخليني عارفة أعيط حتى، أوقات بحس الأمور أكبر مني.
- عاوزة تسجنينا؟ إيه المقال ده!
بصيت للرسالة شوية، رديت - ماله يا أستاذ خالد؟
- فيه رسايل مبطنة يا حنان، وقولتلك بلاش النوعية دي، أنتِ عارفة رأيي في اللي بتكتبيه، وعارفة إني من أكتر الناس اللي مستعد يشجعوكِ، بس أنا آسف، شغل تاني مع بعض لأ.

رميت الموبايل من إيدي على السرير.
قعدت وحركت رجلي بحاول أهدى، المكتب راح، صوت رسالة تاني، مسكت الموبايل بسرعة وأنا بدعي يرجع في رأيه، كان أحمد - لقيت حد ممكن يساعدنا نستخرج ورق للكشك اللي عاوزاه.
كنت عاوزة أعيطله الأول وبعدين نشوف الموضوع ده، يعني أقوله خسرت كل حاجة، قولتله - مين؟
- تعالي معايا نروحله، البسي وأنزلي يلا.

طول الطريق جنبه في العربية ساكتة، كنت براقب الطريق والناس، مديت إيدي من شباك العربية ألمس الهوا.
- نشوف حوار الراجل ده وبعدين نشوف الحلو زعلان ليه.
بصيت له - أحمد هو أنت معتقد إنك بتكلم البنت اللي كان عندها 18 سنة! أنا كبرت وما بقاش يصح كلامك ده.
- دا أنا زي أبوكِ.
ابتسمت - بص قدامك لنروح فيها.
- طالما سوا خلاص.
- هو بقى أنت غيرت رأيك ليه، مش قولت مش هتساعدني في حاجة.
- في كل حاجة، شوفي عاوزة نحاول في إيه ونحاول، الطريق اللي عاوزاه همشي معاكِ فيه.
- دا إيه الرضى ده.
- عاوزك سعيدة ومبسوطة، وبصراحة عندي أمل تغيري رأيك نسافر.
قولت بتعب - المكتب هيتقفل.
- دا ليه!
- نتكلم وإحنا راجعين.

طلعنا مع بعض للراجل اللي قال عليه، كان صديق والده تقريبًا مافهمتش العلاقة، لا يا سيدي مش مراته بس أتمنى الحقيقة ربنا يسمع منك، يا سيدي والده بخير خليك في حوارنا إحنا بقى، دا وقت تحكي فيه عن إنجازاتك؟ أكلت دماغ ماما، تمام شكرًا على القهوة اللي ما تتشربش، بقولك.
قال كإنه بينهي المقابلة - طبعًا هنشوف الموضوع ده.
قولت - هنشوف دي معناها هيتركن ولا إيه، أنا بقالي 3 شهور بجري على ورقها، الست مالهاش مصدر تاكل منه.
أحمد بص لي علشان أسكت، الراجل أتكلم - عاوزة الحقيقة؟ دا الطلب المليون لتصريح كشك، في ناس عاجزة أولى منها، أنا عارف إنك مش هتتقبلي الكلام، بس قوليلي أنتِ، مليون كشك يتصرح بيهم إزاي، مين هيتكفل بده.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


كنت بقول لما الغايب يعود هرتاح، هفرح.
بس الشعور أغرب، عشت!
بعدت كل شيء من قدامي، والله؟ إحنا مش كنا قررنا نسيب اللي فات ده وننساه تمامًا؟ نركز في حياتنا.
لأ بجد في حاجات مهمة أوي ورايا، مثلًا القضية اللي ماشية وراها بقالي شهرين، إن كشك الست جملات اللي كانت فتحاه قريب من المكتب يرجع لها تاني، والمقالات المهمة اللي كنت مأجلاها، فلوس محامي غارمة أعرفها اللي بنجمع فيها بقالنا شهور، الرواية اللي بكتب فيها بقالي سنتين ومش عارفة أخلصها أو أقتنع باللي اتكتب فيها، في حاجات كتير أوي يا حنان، أحمد مش ضمنهم.
بالظبط، مش ضمنهم علشان أهمهم، مش هنضحك على بعض.
منك لله رجعت ليه؟
أقصد اتأخرت ليه!

- وقالك إيه؟ وقولتيله إيه؟ وقولتوا إيه؟ احكي من الأول.
كنا ماشيين رايحين للمحامي نحاول معاه يقلل المبلغ، قالت تاني - ما تتكلمي بقى!
- اطلعي من دماغي بجد مش فايقة.
- طب والله قلبك هيخرج من مكانه من الفرحة.
ابتسمت - أكذب عليكِ؟ فرحانة فعلًا إني شوفته بخير.
- لعلمك أحمد روحه فيكِ.
وقفت مكاني - مين قالك!
- دا مش بيتقال، المهم احكيلي بقى.
- ماحصلش حاجة صدقيني، اتلكمنا شوية ومشي.
- بس!
- وبعت لي رسالة امبارح.
- ها.
كنت مكسوفة أوي وأنا بقول - قالي احلويتِ.
- الكلام المشمحترم اللي بحبه.
وقفت تاني - أسماء، أنا بضيع.
- كلنا ضايعين، طالما مبسوطة كملي.
- امبارح طول الليل كنت عاوزة أكلمه، ماردتش عليه، بس كنت عاوزة أقوله حاجات كتير أوي، ماعرفش زي إيه، بس أقوله مشيت ليه، وعملت فيا كده ليه، ورجعت ليه، حبيت هناك ولا لأ، كام بنت عجبتك هناك، حاولت تقرب من حد؟ افتكرت حنان كام مرة؟ أحمد أكبر من كونه شخص بحبه، أنا كبرت معاه، فاهمة؟

عربية وقفت قدامنا فجأة كانت هتخبط أسماء.
أسماء شتمت وهي بتخبطها برجليها - لو فرحان بيها أكسرهالك.
خرج راسه من الشباك - دا أنا اللي هكسر دماغك على طول لسانك ده.
- أبو حميد؟ مش تقول إنك ما بتعرفش تسوق أعلمك.
- هنزلك يا أسماء أفشفش دماغك.
- كنت هتكسر لي رجلي يا سطا، بس فداك.
- طب تعالوا اركبوا أوصلكم.
كانت بتتحرك ناحيته، فشديت إيدها وكملت مشي - لأ شكرًا.
فتح الباب وخرج - حيث كده أركنها وأمشي معاكم.
اتنهدت - لأ.
مشي جنبنا - مش علشانك على فكرة، أسماء حلوة أوي النهاردة وأخاف حد يعاكسها.
- وأنت بقى اللي هتجيب لها حقها؟ أنت بقيت بسكوتة يا أحمد، أي حد يسافر بره بيبقى بسكوتة.
- حنان أنتِ عمالة تهزأي فيا من امبارح وساكتلك.
- شوفت؟ زمان كنت بتعملني زعافة سقف، دلوقت بتتكلم برقة إزاي.
- قصدك بقيت أرقى، أصل أنتوا كشعب ناس همجية، هناك الناس بتتعامل برقي.
- إحنا كشعب؟ والباشمهندس من حواري لندن؟
- معايا جنسية غيركم خلاص، يعني لو عاوزة تخرجي من القرف ده، ممكن أسمح لك تتجوزيني.
كنت بتكلم بكل جدية - أنا مش هتجوز غير مصري، واحد بيحبها فعلًا، دمه حامي يا أبو دم خفيف وراقي.
- طب لعلمك بقى أنا مصري وأبويا مصري.
أسماء ضحكت - اتجوزيه دمه خفيف.
اتعصبت - جماعة بجد رايحة مشوار مهم، والله ما فاضية للدلع ده.
- رايحة لمحمود المحامي، هو سر.
- عرفت منين؟
مش عارفة إزاي قرب مني فجأة كده - حنان أنا عارف كل شيء عنك خطوة بخطوة، اللي عملتيه واللي هتعمليه واللي لسه ماجاش في بالك تعمليه.

طب ما أنا كده هدوب يا عم الجميل أنت.
اتعصبت أكتر وأنا ببعد - دمك تقيل تُقل.
شدني من الشنطة وسبق بخطوته علشان أمشي معاه، شاور لأسماء بإيده - سلام يا سمسم، خدي بالك وأنتِ ماشية لا حد يعاكسك.
كنا بعدنا عنها، شديت الشنطة من إيده - بتعمل إيه! كده أسماء هتزعل.
- هتزعل إيه ما هي اللي قيلالي هتمشوا منين وأنتوا رايحين للمحامي.
- يا غتاتتك أنت وهي.
- تعالي نقعد ونتكلم.
- مش فاضية والله يا أحمد، في مصالح ناس في رقبتي، أنا مش زيك هقدر أسيب الدنيا وأمشي.
- ..
مش عارفة ليه النظرة اللي شوفتها في عيونه خلتني أشاور على أقرب مكان - بس ممكن نقعد نص ساعة تقول عاوز إيه.

يا أحمد إزاي الأحلام بتتحقق، وإزاي لما بتتحقق بيتنسي ألم انتظارها بالشكل ده.
يعني أنت قدامي دلوقت، الشمس بتحضن عيونك، دقنك حلقتها مش عارفة ليه، وسمعاك وشيفاك، وبرضو عاوزة أتأكد من وجودك.
سألت وأنا مترددة - أهلك فرحوا؟
بص جهة المية - ماما بس، بابا سلم عليا كده، عارفة السلام اللي كده؟
غيرت الموضوع - الجو تلج!
- يعني إيه تلج دا حر.
قولت برخامة - يعني ice.
- آيس تو ميت يو.
ضحكت - دا أنت دمك بقى أتقل من أتقل حاجة شوفتها في حياتي.
ضحك هو كمان - والله نكتة زي دي لو قولتها بره ما هيفهموها، دي السيئة الوحيدة للغربة، الناس دمها تقيل.
- إحنا هنا في مصر اللي دمنا خفيف.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


الباب اتفتح وأسماء دخلت وهي بتتنفس بصعوبة من الجري.
سيبت القلم من إيدي وسألت - مالك!
قالت وهي بتحاول تاخد نفسها - أحمد رجع من سفره.

كلمتك مرة عن إزاي بتمطر فجأة؟ إزاي الفجر بيفرض نفسه على الليل؟ إزاي بتشرق بعد غروب؟ أحمد رجع!

كنت بجري بسرعة علشان ألحق أول محاضرة، أنا خرجت بدري بس لولا موقف الأتوبيس ده وإن كتبي وقعت والشنطة كمان اتقطعت مني ووقفت شوية في الطريق بحاول أجمع أنا رايحة فين، كان زماني وصلت بدري، وكمان أسماء نامت ورفضت تنزل النهاردة، يمكن كل ده بسبب إنها ماجتش معايا.
- حاسبي!
وقفت فجأة أمنع نفسي من إني أقع، الكتب على الأرض والشنطة كمان، أخدت نفس وقعدت على الكرسي اللي قدامي، ماكنتش قادرة حتى أرفع الكتب، بصيت للمدرج اللي كان بيني وبينه مسافة، قولت بحزن - ضاعت المحاضرة.
- أنتِ بخير؟

رفعت راسي للكتب، لأ للي ماسك الكتب، كنت بحاول أجمع، هو ماسك كتبي وشنطتي ليه!
- خير؟
- أنتِ، أنتِ اللي بخير؟
- الحمد لله، خير بقى؟
- كتبك.
- ما أنا عارفة، ماسكهم ليه!
- كانوا على الأرض.
- طب وشيلتهم ليه؟
سابهم جنبي وهو بيتنهد - دا أنتِ غريبة!

يعني أنا صحيت واتبهدلت في المواصلات وفي الآخر مش هدخل المحاضرة يعني ولا إيه.
أنا اكتشفت فجأة إني مش بعرف أمشي من غير أسماء، وطول الطريق كنت ساكتة، حسيت الطريق أطول وأبوخ، كان بيعدي بسرعة بضحكتين منها.
أخدت الكتب واتحركت، مش عارفة أروح فين، التفت لما سمعت صوت عالي، شباب كتير واقفين، مظاهرة دي!
في صوت عالي بينهم بيقول - إسكاتنا تاني صعب، إحنا السلطة وإحنا الشعب.

إسكات إيه يا حبيبي هو إحنا بنتكلم أصلًا؟
بس هنتكلم على إيه تحديدًا، لا بجد هما زعلانين من إيه دلوقت حالًا؟ ماشي في حاجات كتير تزعل، بس في إيه حالًا بقى؟
أنا رايحة هناك ليه! رجلي وخداني وماشية تجاههم بجد، يا أسماء، يا ماما، يا أي حد.
دا الولد اللي أخد كتبي، زعلان ليه، خلاص خد الكتب تاني ماتزعلش.
أنا عمالة أهزر بس أنا قلبي موجوع ونظرتي تايهة وأفكار كتير وخداني والبلد ذاتها عاوزة أخدها في حضني مش عارفة ليه، بحس أحيانًا إنها ماتستاهلش ده ولا إحنا.
زي ما توقعت التجمع اتفك بتهديد، في ناس اتجرحت، بيتخانقوا مع أمن الجامعة، وأنا واقفة بجد مش عارفة أروح فين، المفروض أبعد بس رجلي ثابتة مش عارفة أتحرك.
فجأة اتشديت من إيدي، اتسحبت وسيبت نفسي أتحرك، نظرتي للشباب وجسمي ماشي في جهة تانية.
- أنتِ في حاجة في دماغك؟
- ..
- واقفة في نص الخناق كده إزاي، افرضي حصل لك حاجة؟
- ..
- خدي كتبك اللي عمالة تقع منك من الصبح دي وروحي بيتك طالما تعبانة.
سألته بهمس - هو إحنا السلطة والشعب فعلًا؟
سكت شوية بيبص لي، اتحرجت لما ابتسم، قال ببراءة - والبلد نفسها كمان لو تحبي.

على موبايلي رقم اتسجل واتصل عليه من موبايلي، قال علشان يضيفني في جروب واتساب للاتفاق على المكان الجاي للمظاهرة.
سألني - كويسة بجد ولا أوصلك؟
- توصلني ليه أنا أعرفك؟
- عندك حق، أنا أحمد، طالب حقوق هنا، والكتكوتة سنة أولى صح؟
- كتكوتة في عينك!
- ششش، اسمك إيه؟
- أكيد مش هقولك اسمي.
- ليه هو اسمك عيب؟
- أهو أنت اللي اسمك عيب.
- مابحبش لماضة البنات.
- ولا لماضة البنات بتحبك.
ابتسم - طب يلا يا تدخلي المحاضرة يا تروّحي، بلاش تقفي كده.
بصيت بطرف عيني وسيبته ومشيت.
إيه الدنيا دي، إيه العالم ده، إيه المجتمع ده، فين أسماء!
تقريبًا دي قصة مغامرات في أعماق البحار وأنا كنت بحلم وهصحى الصبح على صوت أسماء نروح المحاضرة عادي.

- ها يا كتكوتة روحتِ؟
بصيت للرسالة وأنا على السرير، أحمد الجميل القمور! إيه الاسم الغريب ده وإزاي أسجل حد بالاسم د ..
يا ربي! دا الأهطل اللي قابلته النهاردة! يعني مش كفاية سجلت اسمك على موبايلي، كمان بتعاكس نفسك من خلالي!
- هو أنت عبيط ولا إيه في يومك ده؟
- ضيفتك في الجروب، عيشي بقى، بس ماتبعتيش رسايل علشان دا كلام رجالة.
ضحكت جامد - والله؟
- أيوة.
- أنت جميل وقمور؟ يعني بأي عقل تسجل نفسك كده عندي.
- طب ما أنا سجلتك عندي التايهة، عادي.
- تايهة! اسمي حنان على فكرة.
- يبقى حنان التايهة ولا يهمك.

في أوضة أسماء، عقرب الساعة الصوت الوحيد المسموع، بنبص لبعض في هدوء، قامت فجأة واتحركت في الأوضة كإنها بتفكر.
- اممم، يعني أنتِ عاوزة تشتركي في مظاهرات؟
- ..
- شيء جميل الحقيقة.
بصت لي فجأة لدرجة إني اتخضيت، قالت بابتسامة مفتعلة - ولكن في حد قال للحلوة إنها بتخاف من خيالها ولا مخبين عليها؟
- ..
- اسمه أحمد بقى قولتيلي.
- ..
- وشكله كمان لافف وداير وبتاع بنات، يعني مش هتاخدي في إيده غلوة.
- ..

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


- حلو بقى على كده أحمد ده؟
كنت لسه هتكلم فقاطعتني - والمظاهرة دي بقى إيه سببها؟
- يعني ..
- بالظبط، عندكم حق.
- يا أسماء أنا..
قربت وشها مني - أنتِ عاوزة تاخدي على دماغك يا روحي، أغيب يوم، يوم واحد ألاقيكِ بقيتِ فدائية ووطنية وعارفة واحد؟ على كده لو نقلت كلية تانية، الأستاذة هتتجه في طريق غير معلوم النهاية.
- ما هو يا أسماء ..
- حد قالك عليا إني هسمحلك تكملي في الطريق الأهبل ده؟
وقفت وأنا متعصبة - هي دي مش بلدي ولا إيه!
- بلدك في الروايات بس يا حبيبتي.
- دا بلدي غصب عنك وغصب عن اللكلوك اللي لبساه ده.
- هو مسح عقلك ولا إيه!
سكتت شوية وقالت - هو شايفك لقمة سائغة.
- يعني إيه؟
- يعني هو شكله داير ولافف وعارف يتعامل مع البنات، وأنتِ .. أنتِ يا حبيبتي عمرك ما كلمتِ ولد، يعني هيتضحك عليكِ بكلمة وربع.

بحس الشتا أنسب وقت للقرب من ربنا، ماقصدش كوقت لإن كل الأوقات أبوابها مفتوحة، بس هو كفصل لايق أوي على التأمل، كإن كل شيء بيدفعك إنك تقرب، شكل السما غير أي وقت، هدوء وسكينة، البرد بليل، والليل لوحده قصة، طوله مساعد للخلوة.
واقفة بتأمل السما قبل الفجر، حاسة بسعادة لا توصف من تخيل فكرة إنه يراني، أنا حنان يا رب، وببتسم براحة بال إنه يدري، أنا حنان يا رب، بتتقال بكسر أحيانًا، بألم أحيانًا، وبحب مالي قلبي تجاهه أحيانًا.
الله أكبر .. الله أكبر.

رد على الاستوري - تعرفي رغم إنها نفس السما، بس مش هتحسي بيها بالشكل ده لو على أرض تانية.
- يعني إيه؟
- كلنا جذور، لو خرجنا من أرضنا بنموت.
- طب ما ده أي شخص هيحسه تجاه بلده.
- بس إحساسنا زايد، كمسلمين، حب الأرض متعظم عندنا أكتر.

سكت براقب السما وهي بتنور بهدوء، اتفاجئت برسالته - الشتا غنيمة المسلمين، كصيام وعبادة.
قولتله بسرعة - كنت لسه بفكر في ده!
- ما علينا، في مظاهرة تاني في الكلية بكرة، ما تجيش.
ضحكت وأنا بكتب - هو إيه اللي في مظاهرة وماتجيش دي.
- أيوة افرضي حصل حاجة.
- ما يحصل!
- مش نافعة للبهدلة.
- شوفت اتفاقكم على الجروب على فكرة، كده كده كنت ناوية أنزل.

"مصر التي في خاطري وفي فمي، أحبها من كل روحي ودمي".
بقرأ رسايلهم على الجروب، أنا عمري ما شوفت شعب بيحب بلده زي المصريين، ولا شعب ماليه الشجن والحب بالشكل ده سوا زي المصريين، حتى اللي في لحظة غضب بيقرر يسافر علشان يعيش، بس يعيش، بيفضل جواه جزء بيسحبه لهنا.
قلبت في الرسايل علشان أقرأ رسايله هو تحديدًا، الرسالة المُثبتة في الجروب، مين علي محمود اللي بيتكلموا عنه؟ تمام بتحاولوا تصلحوا الوضع، وضع إيه بقى علشان مش فاهمة.

- هو مين علي محمود ده؟
بعت الرسالة في الشات بيني وبينه وبعدها ندمت إني بعتها خصوصًا لما ماردش عليا وكمل كلام في الجروب، كنت لسه هسيب الموبايل لقيته بيرد - واحد صاحبنا، اختفى فجأة ومش عارفين نوصله.
- أيوة علشان كده عاملين هاشتاج علشانه، معلش هو أنا ممكن أفهم أنتوا عاوزين إيه؟
سكت شوية وبعدين سألني - بتعرفي تكتبي؟
- وبقرأ.
- يا بنتي ما أنا عارف ما أنتِ طالبة جامعية، أقصد تكتبي مقالات.
- عن إيه؟
- هبقى أفهمك.

أحمد كان بالنسبة لي الشعلة المتقدة، الشاب المثالي زي ما بيقولوا، متفوق في دراسته، بيشتغل مع الدراسة رغم إنه من عيلة غنية ومش محتاج ده، دمه خفيف ولذيذ، شايل هموم ماحدش يعرف مصدرها، طموح وجواه شرارة.
أسماء كان عندها حق، الفرق بيني وبينه كبير، أنا لسه بفتح باب الدنيا وبحاول أرمي عليها السلام، أحمد جوه سابقني بطُرق، فاهم وعارف، لما قالتلي هتحبيه، علشان عيني قالت لها كده، وأنا ماحاولتش أكذبها.

كنت بحرك القلم على الورقة الفاضية قدامي، بشخبط، براقب الطلاب وقدامي عصير، اتحججت إني هخرج أذاكر، بس كل اللي بعمله إني سرحانة وبخرج اللعبكة اللي جوايا على الورقة.
كتب اتحطت قدامي جامد، اتخضيت وأنا برفع راسي، كان هو، واقف رافع حاجبه وبيبتسم، ابتسمت أنا كمان وأنا بقوله - ليه بترميها كده؟
- لقيتك سرحانة.
- فقولت تخضني؟
- سرحانة في إيه؟ في المقال اللي طلبته منك؟
اتنهدت - أنا أصلًا مش فهماكم.
قعد قدامي وهو بيتكلم - بصي يا ستي، كملخص كده، إحنا كنا 7 شباب عارفين بعض من أول يوم في الجامعة، مع بعض بقالنا 4 سنين، مننا علي محمود اللي كلمتك عنه.
- اللي اختفى ده.
- بالظبط، علي مختفي بقاله 3 شهور، ماسبناش مكان ما دورناش فيه، أقسام، مستشفيات، كل اللي يخطر في بالك.
سألت وأنا مترددة - وإيه يخليكم تشكوا إنه ..
فهمني - من اللي كان بيكتبه، مافيش أي إجابات غير اللي في بالك ده.
- وأنتم بقى عاوزين توصلوا لإيه؟
- عاوزين علي يرجع لأهله، والطريق اللي ضايقهم علشان علي ماشي فيه، قررنا كلنا نمشي فيه، أنا مش عامل جروب واحد، إحنا عددنا قرب يوصل للألفين.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


- طب ولو اختفيتوا زي علي!
- لو عندهم أماكن تكفينا كلنا ياخدونا، وسيبوها بقى صحرا.
سكت بكمل شخبطة، رفعت عيني لما لقيته بيشرب من العصير بتاعي، سألته - إيه جابرك على كده، يعني اللي عرفته إن حياتك كويسة، ما تخليك في حالك وعيش.
رفع كتفه بلامبالاة - بحبها.
- ما كلنا بنحبها.
- حب عن حب يفرق يا حنان، أنا بحبها للدرجة اللي عاوز أشوفها أجمل شيء في العالم، هي جميلة وماتستحقش السيء اللي فيها، عاوز أعيش من غير ما أطالب بحقوقي.
- وحقوق إيه اللي عاوزها! سيبت إيه للمعدمين بقى؟
- لما يلاقوني بتكلم هيتكلموا.
- وأنت معتقد إنك قادر تغير شيء؟
- على الأقل لو ماعرفتش هقول لنفسي أنا حاولت.
- ما تسافر بجد، يعني فرصك بره أفضل طالما المكان مش عاجبك.
- بره هعيش أفضل لكن هتفضل طول عمرها مش أرضي، هنا يمكن الأرض بور، بس ملكي، اليوم اللي هقرر أسافر فيه هكون خلاص وصلت لنتيجة مش عاوزها، أو .. أو صدقتها.

العالم كان بسيط جوايا، عاوزة أعيش بهدوء، أشوف الشمس وابتسم، أستنى الشتا كل سنة وأحضن مطره، أمشي في الشوارع فاتحة إيدي بضم الهوا أو الناس، بحب، بتحب، بعبر وبحلم وبوصل أو بفرح.
ليه فجأة كل ده يتبدل، وقعت في قصص كتير مش شبهي، البلد اللي كنت مقتنعة إنها شيلاني أصبحت شيلاها فجأة، بلد مريضة يا عالم، مش طالبة غير علاج.
رسم أحلامه جوايا، كنت بسمعه في كل مرة بيتكلم، وكل مرة بكون عاوزة أقوله هنصلحها، عينه بتدمع لما بيتكلم عن صاحبه.
- كنت بتحبه أوي؟
- الموضوع له أبعاد تانية يا حنان.
- زي إيه؟
رفع حاجبه وهو بيبص قدامه - زي مثلًا أسئلة كتير، إن ليه شاب علشان نطق اختفى، إن ليه مش من حقي أعيش بشكل طبيعي، إن ليه الناس بتجاهد علشان تعيش بس، ماتعرفش شيء عن الرفاهيات، و ..
قاطعته - بتكلم عن صاحبك.
- أيوة، ما هو حقه يتكلم ويعيش.
ابتسمت - أنت محروج تقول إنك كنت بتحبه؟
بص لي كتير لدرجة إني اتوترت، قال - مش محروج، بس يعني، .. أخدتِ بالك إزاي!
- هو عيب تكون بتحب!
- مش كده، بس يعني دا راجع لعوامل نفسية أنتِ مش هتفهميها.
- تقصد بقى راجل شرقي وكده مايصحش يتكلم عن مشاعره.
دافع عن نفسه - طب لعلمك بقى أنا مع التعبير عن المشاعر.
صوته هدي شوية - بس يعني، أقصد، يا ستي إحنا مش زيكم، الوضع عندكم سهل.

لما بشوفه بيتكلم قدام الشباب، ببتسم من اتزانه وهدوئه، بس لما الموضوع بيدخل في مشاعر وحب، بيتوتر، بيكون أرق إنسان في الدنيا.
أنا عرفته إزاي الواد ده!
سنة يا أحمد، أنت خلصت كلية، أنا في سنة تانية، ما زلت بتيجي علشاني، سنة عرفت فيها كل شيء في حياتك، بدخلها بهدوء، بقرب وأنا عارفة عواقب الأمور، أو مش عارفاها إيه هيفرق، كله شايفك من بره، أنا الوحيدة اللي دخلت، أنا الوحيدة اللي شوفتك مرة وأنت بتعيط لما الكلام وصل عند أهلك، قولتلي وقتها أرّق جملة ممكن أسمعها في حياتي: "ما تلمسيش كسري يا حنان"، كان في عينيك يومها رجاء وخوف وأمل وحب.
سنة ماحاولتش أبعد فيها لحظة، أنا حياتي هنا، مش مهم العواقب إيه.

- دا ماكنش مقال ده اللي بتكتبي فيه من وقت ما اتولدتِ.
بصيت بطرف عيني - سيبني بقى أطلع روح الكاتبة اللي جوايا.
- كاتبة على ما تفرج.
- طب لعلمك اكتشفت إني بعرف أكتب.
ضحك بصوت عالي لدرجة إنه عينه دمعت.
قولت بعصبية - بتضحك ليه!
- علشان الكلمة دي بتضحك، هو إيه اللي اكتشفت إني بعرف أكتب، ما هو يا موهبة معاكِ من زمان يا لأ، يا قرأتِ كتير فده ساعدك تكتبي يا لأ، لكن إيه اكتشفتِ دي، كلام مراهقين.
- ما تتريقش عليا.
- واحد صاحبي كل ما يلاقي حد عنده موهبة يتأثر بيه شوية ويقولي اكتشفت إني عندي الموهبة دي.
- ولما إحنا بقى مش عاجبينك مصاحبنا ليه.
- مين قالك إني مصاحبك؟
- والله! أومال إحنا إيه بقى؟
- يا كذابة بقى أنتِ شيفاني صاحبك برضو؟
رمشت بعيني كذا مرة، يا حيوان!
قربت العصير منه - اشرب وأنت ساكت.
- ماشي يا اللي اكتشفتِ إنك أحسن كاتبة في الدنيا، خلصي المقال بقى.
سكت شوية وبعدين قولتله - ممكن في يوم تسافر؟
- ليه موضوع السفر شاغل عقلك أوي كده.
لعبت في ضوافري واتكلمت بلامبالاة - أصله نهاية اللي زيك.
- تقصدي إيه بكلمة اللي زيك دي؟
- يعني لو عاوز تسافر من بكرة هتسافر، غيرك هيحوش سنين علشان يعملها.
ابتسم - مش هسافر ماتقلقيش، مش علشان الفلوس، ومش علشان متاح، علشان هناك مش هكون مالك غير الفلوس بس.
- وحياة أفضل.
- وبنت تحبني؟
اتعصبت - أحمد أنت بقيت تتكلم كتير عن الموضوع ده، بس بقى.
- هبس حاضر.

رغم وجودي معاه سنتين، إلا إني عمري ما اقتنعت بمنطقهم، أنا مش عاوزة أحارب يا أحمد، عاوزة أمد إيدي وأزرع وردة، فاهمني؟ أقصد يعني ..

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


- أنت فاهمني مش كده؟
كان نايم بجسمه على الترابيزة اللي بينا، عيونه بتبتسم - ها، كملي.
- بس، أنت ليه بتبص لي كده؟
- علشان هبلة.
- هشتمك.
- عاوز أقول علشان حلوة بس ما ينفعش.
ابتسمت - الله يسترك.
اتعدل بجسمه واتكلم بجد - أنا ممكن أزرع وردة وتُدهس يا حنان، ممكن أبني بيت ويُهدم، فاهمة؟ القوة لازمها قوة، والسلام مش هيتحقق بالطلب، السلام بيتفرض، مبدأ الحب واللين ده لما تبقى أرضك ملكك، ازرعيها، لكن لما تبقى في إيد غيرك زرعك هما هياخدوه.
- ..
- يمكن ده بيحصل علشان اللي زيك، علشان يعيشوا.
- ..
- ويمكن علشان صاحبنا، علشان يعيش هو كمان.
- ..
- عينيكِ مدمعة ليه؟ أنا كويس والله.
السؤال خرج بكل حب - كويس بجد؟
رجع بضهره يسند على الكرسي، حاول يضحك - شكلي كده الابن العاق في العيلة دي.
- ماحاولتش لسه تتكلم معاهم؟
حرك راسه إنه لأ، قال - أصل أنا فاهم الليلة دي، خايف على شكله ومنصبه، هو خلاص قرر إن اللي بعمله هيضره، عاوزني أعيش زي ما هو عاوزني أعيش.
شاور على نفسه - بس أنا إنسان، ليا عقل، ليا قلب، تفكيري ممكن يكون مختلف عنه، دا مش عيب، قالي لو ماوقفتش اللي بعمله مش هيتدخل لي في مشاكل تاني، يقصد المرة اللي حل موضوع التحقيق ده فيها.
عيونه دمعت - أنا مش مسنود زي ما معتقدة، زي ما الكل معتقد، فاكرين إني بتصرف كده علشان ورايا أب ممكن يدفع، أنا مش ورايا حد يا حنان، أنا ضهري فاضي.
- ..
- مافيش حد في ضهري.
ضحكتله - ولا حد في ضهرك؟ ولا حد؟
- يا ستي اقعدي دا أنا طولك مرتين.
- بس لعلمك بقى بعرف أسند.
أخد الشاي من الوايتر، قرب مني واحد ومسك التاني يدفي بيه إيده - أما الحب ده طلع عليه حاجات.
- على أساس تعرف الحب يعني!
- إلا أعرفه، دا أنا أصلًا حبيب.
- ليه، حبيت كام مرة؟
شرب من الشاي في إيده وهو بيقول - 3 مرات.
سيبت الشاي من إيدي علشان كان هيقع من الضحك، قال وهو بيضحك معايا - بتضحكي كده على إيه؟
- علشان الناس في الطبيعي بتجاوب على السؤال ده بعمق وبتقول مرة واحدة في حياتي، أنت 3!
- يعني هو القلب اللي حب مرة، هيتكسف يحب تاني، ما يحب عادي.
- يا أحمد مش كده، بس يعني بيبقى في حب مميز مش بنلاقي زيه.
- يا أختي بنلاقي زيه عادي أنتِ مش فاهمة حاجة، يعني هلاقي بنت لذيذة وحلوة ودمها خفيف ومش هحبها ليه؟
سألته بتردد - طب وأنا؟
- أنتِ إيه؟
- دمي خفيف؟
سكت شوية كإنه أول مرة يفكر في السؤال، قال بهدوء - أحيانًا.
- امتى؟
- لما بتتكلمي.
- ولذيذة؟
- أحيانًا برضو.
- امتى؟
- لما حبك بيبان في عينيكِ زي دلوقت.
- بس أنا ..
- بتحبيني، أنتِ بتحبيني.

كإني ارتكبت ذنب كبير، الكلية خلصت، سنة كاملة بعدها وشهرين من غيره، ضيعت عليك كام سنة يا أحمد؟ كام سنة هنا وكام سنة غايب؟
صحيت الصبح لقيتك اختفيت، مش موجود، كنت بحاول أفهم الكلمة ذاتها، لحد النهاردة عاوزة أشرحها ومش عارفة.
"أنا هسافر".
لما فتحت عيني لقيتها، وبعتلك قولتلك صباح الخير، كإني مش مستوعبة معنى الكلمة.
كنت بكتب المقال مش عارفة رقم كام، على مكتبي اللي كنا بخطط له سوا، إنسانة كبيرة غير اللي سيبتها.
لما مشيت، كل موقف كان بيحصل كنت بفهم وجهة نظرك فيه، كإني كنت بعيد أوي، صغيرة أوي.
أسماء قدامي، لسه بتتكلم، مش سمعاها كويس، هزتني بإيدها - أنتِ سمعاني؟ بقولك أحمد رجع.

كنت عارفة إنك هتسافر، قولتهالك مرة، اللي زيك وقت ما يتعب بيهرب، كلنا أنت، عندنا طموح، عاوزين نغير ونبدل، بنحب البلد حب غريب، بس مع أول وقعة بنفوق، بنعرف إن المركب دي مش إحنا اللي هنمشيها، وأنت سيبتها ماشية ومشيت.
لما شوفت رسالتك خرجت وروحت لأسماء، فتحت الشات قدامها علشان تقرأ، أنا بالفعل ماكنتش عارفة أقرأها أو أفهمها، ماحدش فاهم إنك كنت كل شيء، أنا كبرت معاك، كل أفكاري في الحياة أخدتها منك، ماكنتش عارفة أحدد علاقتي بيك، أحيانًا أخ، أب، صاحب، أو أكتر من كل ده، حبيب.
ماكنتش سر يا أحمد، أنا كنت بفتح إيدي قدام الكل وأحكي، أنت ذنب أنا مش هجادل في النقطة دي، غلط ارتكبته، بس كنت صغيرة ومش فاهمة، ولما كبرت وفهمت ماعرفتش أعمل شيء.
- أنتِ كويسة؟ كنت متوقعة إنك هتفرحي لما يرجع، أول ما عرفت جيتلك بسرعة أقولك.
مسكت القلم تاني - عطلتيني يا أسماء، المقال ده المفروض يتسلم النهاردة.
قالت بتردد - أحمد رجع بقولك.
- بلده ونورها يا ستي.

وقلبي ونوره يا أسماء.
أوعى تكون فاهم إني ضيعت كل السنين دي بكاء على الأطلال، العمر بيجري بيا بس مش علشان هبلة ومستنياك، أنا كنت مستنية اللي زيك، ولو كنت لقيته والله لكنت مشيت معاه وكنت هندمك طول عمرك.
أنا كل مشاكلي لحد النهاردة إني مش لاقية زيك، ماحدش فاهمني غيرك، ماحدش عارف اللي هقوله قبل ما أفكر فيه غيرك، كنت مرتاحة أوي من إني برمي كل اللي في دماغي قدامك وأقولك رتبه، وكنت بترتبه.

حنان سعيد. 💙

16 Jan, 18:15


عرفت بعد أسبوع من سفرك إن صاحبك علي مات، وعرفت إنك استحملت ضغط أهلك لسفرك بس ما استحملتش موته، وأنا كنت ماسكة الموبايل طول الأسبوع مستنية مبرر، لما فهمته سيبته.

قالت بصوت بايخ - بلده ونورها يا أسماء؟ طب لعلمك بقى هو جاي ورايا.
وقفت مخضوضة - ما تهزريش! وهو عرف مكاني منين أصلًا، أنتِ عرفتِ هو رجع منين! هو إيه .. مين قالك إني عاوزاه يجي، عارفة لو طلعتِ أنتِ اللي قولتِ على مكاني ه ..
- حيلك حيلك، ماعرفش مني، على أساس المكتب على القمر والعنوان مش معروف! وأيوة بعتلي، هتعملي إيه يعني!

كانت رسالة واحدة اللي اتبعتت منه بعد شهر، شهر كامل على ما افتكر يبعت شيء.
"أنا آسف، كنت بهرب من تعب بس ما خطرش في بالي إن تعب بُعدك أصعب".
وعملت بلوك.
كان اختياره يبعد، وكل شخص فينا لازم يدفع تمن اختياراته.

- واخدة الشنطة ورايحة فين!
حركتها بإيدي علشان تخرج - مش بتقولي جاي؟ همشي.
- دا إيه قلة الذوق دي!
- مش مستعدة يا أسماء.

بفكر أحيانًا إن قراره صح، بره مستقبله أفضل، حياته أفضل، هيتعامل كإنسان له حقوق، أمله مش هيموت جواه، هيعيش.
لكن لما بيجي التفكير ليا بقسى، بفكر إنه سابني بعد ما كان كل يومي، بعد ما ماكنتش بعمل شيء غير وهو فيه.
أنا ما وقفتش كتير، كان لازم أتعمل أرمي ورايا، أجرب كل اللي عاوزاه، أعيش وأحلم وأرسم وأنجح، هو أيوة آخر كل يوم كنت برجع أفتكر وأحس بألم لا يُطاق جوايا، لكن ما وقفتش!

مسكتني من إيدي - عيب والله، دا ماروحش بيته، جاي من سفره على هنا.
شديت إيدي منها وزعقت بدون قصد - بقولك مش هعرف، مش مستعدة أشوفه.
صوته ورايا بيقول بهدوء - عاوزة وقت تمثلي إني مش فارق معاكِ؟ أنا هقف عند الباب لحد ما تهدي وتقوليلي ادخل.

ادخل!
من سنين وأنا كل لحظة من وقت ما فتحت المكتب ده وأنا بتخيل وقفتك دي وأقولك ادخل.
أنت قسمتني يا أحمد، بين واحدة مستنياك أكتر ما بتستنى لحظات سعادتها، وواحدة حاسة بغضب تجاهك على تركك ليها، وواحدة واقفة جهة كرامتها، وواحدة شيفاك كرامتها.
كل مرة كنت بتخيل الموقف، ما توقعتش إنه يوم ما يجي هتقسم لألف جزء.
لحظة واحدة بصيت لك فيها، ابتسمت بدون قصد، إزاي كبرت كده! عيني وقعت على شنطة سفرك، دا طلع إحساس إن الغايب يعود ده ما يوصفهوش شيء.
قولت بهدوء - الحمد لله على سلامتك.
ابتسم هو كمان - يا شيخة!
دخل وساب الشنطة من إيده، أسماء اتحركت وهي بتضحك - شكلها هتولع، بالسلامة أنا بقى.
قالها وهو بيشاور - لا دي شكلها عقلت، مافيش خناق ولا حاجة إن شاء الله.
الباب اتقفل بعد ما خرجت، منعت نفسي بصعوبة إني أتوه في ملامحه، طبقت إيدي قدامي - وهتخانق ليه؟
قعد - صح نسيت، ما أنتِ عملالي بلوكات من كل مكان، فمش فارق معاكِ.
- ما تقولش كده دا أنت كنت أقرب شخص ليا.
- كنت!
ابتسمت - عاوز تبقى أقرب في بعادك كمان! دا أنت طماع.
- لو ما بقتش الأقرب في بعدي يبقى في حاجة غلط.
قعدت على المكتب - سيبك من كلام الروايات ده، اللي بيبعد مالهوش لا مكان ولا تفكير، الحياة مليانة.
- صاحبي أنت اتغيرت.
- لا عقلت يا ناصح.
وقف وقرب مني - أقولك؟ أقسم بالله أنتِ ما نسيتيني، وكنتِ مستنياني.

كان نفسي أوي أقولك ولما أنت عارف إني مستنياك، اتأخرت ليه!
قولت وأنا بلعب في الورق - حاول تروح بيتك علشان ترتاح.
- روحت بيتي وارتحت يا حنان.
رفعت عيني، هو إزاي في حاجات تفضل عايشة طول السنين دي ما تموتش.
لعب في الورق هو كمان، قال - متابع اللي بتكتبيه.
استغربت - متابعه إزاي!
- يعني لما تعملي بلوك مش هعرف أوصلك يعني؟
صوتي خرج بيعاتب - أصل ماكلمتنيش.
عينيه كانت صادقة أوي وهو بيقول - اللي بينك وبيني ماحدش هيفهمه غيرنا، أنتِ عارفة إنها مش بالبعد ولا بالكلام، والدليل إني لحد النهاردة جواكِ، زي ما أنا، ما اتحركتش.

مش عارفة ليه كل مرة بيصر يظهر إني بحبه، ولا مرة قالها، رغم إنها مفهومة من كلامه وتصرفاته، بس أنا ما عرفش أنا بالنسبة له إيه، مش بيقول! لسه بيهرب من الكلام عن المشاعر.
مسك ورقة في إيده - دا المقال الجديد؟ بتتكلمي عن إيه؟
قولت بلامبالاة - طرق للحصول على بشرة صحية.
ضحك - أوباا، دا إحنا بقينا نتكلم في السياسة على المكشوف.
بصيت في عيونه - مش مالكة غير كلام.
- سيبك من الطريق ده، مش هينفعك.
- هيخليني أهرب زيك؟

ساب الورقة من إيده، ابتسمته اختفت وسابني وخرج.
استنى، كان في كلام كتير أوي عاوزة أقوله، كلام كتير عاوزة أسمعه، أنا مستنياك بقالي كتير ومش ده الكلام اللي بتخيل إنه يحصل بينا.
علاقتنا غريبة فعلًا، أنت بالنسبة لي إيه أنا ماعرفش، بس صدقني ده مش حب.
قعدت على الكرسي وأنا بعيط، خرجت كل اللي جوايا، خضتي وخوفي وفرحتي.
رجع ودخل راسه تاني - هبعتلك وردي عليا، وماتعيطيش، والله ما همشي تاني.

حنان سعيد. 💙

07 Jan, 22:46


اغفر لي، لقد قُلت تحت سطوة الألم أنني لن أنساك، ونسيتُ.
لم أحسب للأيام حسابًا، ظننتُ أن جرحي من فرط ما كَبرَ أنه سيظل ينزف، ظننتُ أنّكَ ستبقى حيًا في قلبي لا تموت.
البقاء لله فيك، ولا عزاء لصوتك.
هذا المساء الأول الذي يخلو منك، ولا أقصد غيابك الحقيقي، بل غيابك فيّ، زوال رائحتك، أصبحتَ والعدم واحد.
اغفر لي إذ وعدتك يومًا أنني سأموت إذا غبت، وأنني لا أريد تخيل الحياة دونك.
غبتَ ولم أمت، بقيتُ في الحياة أُرزق.
عزيزي الذي غاب ولم يترك للوعود عذرًا، ولم يترك للقلب عكازًا، إنني زحفتُ كثيرًا، وبكيتُ كثيرًا، سألتُ نفسي ألف سؤال، وجنبّك الله الأسئلة التي لا تحمل إجابة، تكون موجعة، قاتلة. وبعد مرور أكثر من سؤال وأكثر من نزيف، قُلت لنفسي إنه بالفعل رحل، وكأنني كل هذه المدة لم أكن أصدّق.
وهذه الليلة الأولى التي أقتنع فيها بغيابك، بل وأصدقه، وألمسه في يومي، أتقبله بصدرٍ رحب ولا أنكره.
كنتُ فيما قبل أقول إنه رحل وقلبي يُكذّب.
الآن أنت رحلت، أقولها بيقين، وأنا لم أمت.
البقاء لله فيك، وأهلًا بالحياة بدونك.

حنان سعيد. 💙

05 Jan, 18:47


كم مرة أعاد الركض لا يذكر.
لكنه يعرف عدد الخطوات وأماكن الحُفر وحجارة الطريق وآماله وبكاءه وغضبه حين يفشل ودوافعه حين يعيد الركض.

كم مرة سقط لا يذكر.
لكن جروح جسده شواهد.

حنان سعيد. 💙

04 Jan, 03:37


لكي نحب لا بد أن ننسى، أن نضيع.

-لطيفة الزيات.

حنان سعيد. 💙

04 Jan, 03:35


مَن وشوش في أذنك يا حبة العنب الصغيرة أن تتدحرجي لجحر الفأر الجائع؟

-بثينة العيسى.

حنان سعيد. 💙

26 Dec, 17:24


لأن بعض الحكايات لا تقع بصورة كلية، ولا تختفي بشكلٍ واضح، تظل في المنتصف فتقتل على مهلٍ، لكن ليس قتلًا حقيقيًا، نأخذ منه المعنى لا الفعل.
- هل تشعرين بالحياة؟
- ليس تمامًا.
- هل تم قتلك؟
- ليس تمامًا.

حنان سعيد. 💙

17 Dec, 00:25


بعد كل ما حدث، ثمة أمل داخلنا في أن تحنو الحياة ولو قليلًا، أن يمر الشتاء على القرية، أن تصالحنا السماء وتمطر، أن تختفي الخدوش، وأن أحبك مرة أخرى، ولكن هذه المرة بلا ألم!

حنان سعيد. 💙

10 Dec, 20:47


تريد أن تنهار لكنك تتمسك بيقينك أن الله يراك ويسمعك، تحاول أن تستلذ بالمعنى، تنطقه ببطءٍ ليتذوق عقلك معنى أن تكون محل رؤية الله، وأن صوتك يسمعه، ببساطة، هذا قد يجعلك تفكر قبل أن تنطق، وقد يجعلك تفكر إذا كانت نبرة صوتك لائقة.
تريد أن تيأس وتبكي، لكن النور الضئيل الذي خُلق في قلبك من مواقف سابقة أنقذك منها، يجعلك تصمد، ولو قليلًا.

حنان سعيد. 💙

08 Dec, 10:15


تجاعيد التجارب فوق وجهي
إذا أخفيتُ ما في القلبِ .. تُبدي.

- حذيفة العرجي.

حنان سعيد. 💙

05 Dec, 23:04


وكنتُ أقول دائمًا للجميع منعًا للبكاء: "إياكم والعشم"، أشدد على الكلمة، أكررها، لأنني أعلم علم اليقين أنه الطريق الأمثل للموت ببطءٍ شديد، لفقدان الثقة والبكاء مرتين، مرة ندم ومرة ألم.
كنتُ أقول لأنني ظننتُ أن كل تلك التجارب الماضية كافية لتجعلني أحب وأخاف في الوقت ذاته، أرسم بقلمٍ رصاص وبيدي ممحاة، أندفع بكل طاقتي ولا أغلق باب طريق العودة.
أقول لكم ولنفسي:
- لا ترسموا أبدًا بقلمٍ حبر، لأن السبيل الوحيد للتخلص منه هو تمزيق الورق، وكتاب القلب يضعف كلما قلّ.

حنان سعيد. 💙

03 Dec, 21:51


عزيزي السيد المجهول.

البساطة التي قلت لي أنها بابٌ يفتح على قلبك، حدث وأن أسقطتني في الذاكرة، أحاول أن أمحو منها مواقفًا أضحكتني يومًا.
المساء الذي نحبه معًا، جاء بعد غيابٍ ليلتقي بغيابك، وأنا وعدت نفسي أن لا أفعل شيئًا كنا قد اعتدنا أن نفعله معًا، وكأنني بعد كل هذا الفراق ما زلتُ أنتظر عودتك!

رسائلك..
كنت أعرف أنها كما جذبتني من ألمٍ، ستوقعني ذات يومٍ في آخر، هذا فخٌ من القدر، أن تقف أمام الشيء الذي أضحكك، تتوارى بوجهك منه كي لا يراك وأنت تبكي.

زاد معدل تساقط شعري عن المعتاد، ورغم أنني امرأة لا تجيد شيئًا سوى البكاء على كل ما يقع من يدها، حملتُه في يدي وألقيته في السلة وأنا أبتسم، حين تزيد الأسباب، يجب أن نرتب أولويات البكاء.

آخر شيءٍ كنت أتوقعه، أن يمر هذا الشتاء تحديدًا من دونك، وكأنني كنتُ أنتظرك أن تُمطر!

حنان سعيد. 💙

29 Nov, 18:45


تقف في كل مرة وتقول بصورة مفاجئة وكأن الجملة خطرت في بالك حالًا: "اكتبي إليّ، دائمًا، أو مرة واحدة لا يهم".
وأنا في كل مرة أفتح يدي أمامك وأشير: "إنها خالية تمامًا".
أريد أن أكتب إليك، أو أكتبك، أو أكتب ما يحدث لكن قل لي ماذا أفعل إذا فقدنا البوصلة وسرنا في الطريق الذي حذرتنا منه الألسنة فيما قبل، علامَ أكتب وأنت تعرف أنني في كل مرة سأبكي وأقول أن هذا العالم لا يستحقنا أو لا نستحقه، أصبحتُ لا أعرف، وهذا التشتت سيجعلني أركض برأسي إلى الحائط.
أريد أن أتخلص من صوت صراخ الأطفال وأجتاز الفجوة الزمنية ما بين الحرب والحياة العادية، وأن أكتب عن العالم الجميل الذي أصبح لا يسكن شيئًا إلا مخيلتي.
تفتح يدك وتُمسك يدي، تنام في يدك صغيرة وهادئة، ما أهمية الكتابة يا حبيبي إذا كنت سأسير معك وأعيش لحظة كهذه، تنام يدي هادئة، ليحترق العالم!

حنان سعيد. 💙

22 Nov, 15:23


عصفورٌ أكله الغياب، قُلت أنك ستطعمنا الأيام التي أبكتني عقابًا لها، رحلتَ وأكلتني الأيام.
والله لم أقصد أن أظهر لك ألمي، لكن كل ما حولي يغصبني على البكاء، الفراغ حولي يكبر وأنا كما تعرف أصغر من المرات التي تتذكرني فيها، وأخشى أن أختفي، أخشى إن حاولت أن أناديك مرة يضيع صوتي ولا يصل، يفقد طريق أذنيك.
تعالّ هذه المرة فقط ولن أبكي.

حنان سعيد. 💙

19 Nov, 03:15


https://youtube.com/shorts/JgDcpOSkq2s?si=cS93B3hesU7lLmFv

صباح الخير. 💙

حنان سعيد. 💙

18 Nov, 17:21


- إنتِ واثقة في الولد ده؟
- متخافيش يا حنان.
- لأ خايفة والله.
- لأ دا صاحب مصطفى ابن عمي وهو قالي عليه كتير إنه محترم.
- في حد محترم هيوافق على اللي هنطلبه منه ده!
- يوه، مش إنتِ محتاجة حد يساعدك؟
- أنا بصراحة مش مرتاحة للفكرة بتاعتك دي.
وقفت - خلاص يلا نمشي وروحي عيطي على سي خالد بتاعك.
شدتها علشان تقعد - خلاص اقعدي، طب هو اتأخر ليه حضرته!

شوية وفي ولد جه قعد من غير ما يتكلم، قال لأسماء اذيك وماكلمنيش، ساب موبايله قدامه فركزت في الساعة وفي التيشيرت اللي مرفوع عند المعصم.
اتكلم - خير يا أسماء؟
- أنا آسفة الأول إني جبتك كده، أخدت رقمك من موبايل مصطفى لإني محتجالك في موضوع.
- ومصطفى ليه ماجاش معاكِ؟
- ماهو بصراحة مصطفى ماينفعش يعرف الموضوع اللي عاوزينك فيه.
حسيته انتبه لها - طيب أنا معاكِ موضوع ايه؟
قبل ما تتكلم مسكت إيدها علشان تسكت، أنا خلاص قررت مش هعمل كده، مستحيل أعمل اللي هتقول عليه ده.
بعدت إيدي عنها وهي بتبصله وبتكمل - عاوزينك معانا في رحلة لمدة أسبوعين.
- مش فاهم.
- يعني.. أنا كلمتك لإني ما أعرفش ولاد غيرك ممكن أطمن ليهم، يعني علشان مصطفى دايمًا بيشكر فيك، والطلب اللي هطلبه هو غلط، بس مافيش حل غيره.
- طيب فهميني.
بصت ليا قبل ما تتكلم - دي صاحبتي حنان، هي بتحب واحد والمفروض إن خطوبتهم الشهر الجاي، فجأة من غير مبررات قرر يبعد، وفي رحلة كلنا مجبرين نروحها وأنا وهي هنروح، فكنا.. يعني إحنا فكرنا.. يعني إنك تيجي معانا على أساس إنك شخص حنان بتحبه.

3 دقايق صمت بنبص لبعض، كنت بدعي الكرسي يبلعني، الفكرة لما اتنطقت بان غبائها أوي.
سأل - دا علشان؟ يعني ايه السبب؟
- علشان أنا مش حباها تبان إنها لوحدها، يعني إن حياتها ماوقفتش لما مشي، أو علشان لو هيغير ويرجع، مش عارفة.
- أكيد مش مستنياني أقولكم إن ده عك، صح؟
- عارفة إنه غلط.
- ولما هو غلط هتعمليه ليه!
- علشان واثقة فيك.
- أسماء مافيش راجل بيسيب بنت بيحبها، إحنا ما بنصدق نلاقي بنت محترمة وكويسة وبتحبنا وبنحبها، فلما نلاقيها نضيعها! أكيد لأ، وبما إنه ضيعها يبقى مابيحبهاش، يعني مايستاهلش المحاولة.
قولت وأنا دمي بيغلي وبحاول أمنع دموعي بالعافية - لأ بيحبني، خالد بيحبني، إنت تعرف ايه عننا علشان تحكم! أنا اللي كنت بسمع كلامه مش إنت، أنا اللي كنت بشوف تصرفاته، وأنا اللي كنت بشوف في عينه الحب، فماحدش يحكم.

سيبتهم ومشيت، كانت فكرة غبية من الأول، أنا هروح الرحلة وأول لما أشوف خالد هكلمه، هفهم منه، أنا مش محتاجة أعمل حوارات علشان أكلم شخص بحبه وبيحبني.
الصبح الساعة 6 كنا واقفين قدام الاتوبيس مستنين العدد يتجمع كله علشان نطلع، كنت عارفة إن خالد هيروح لوحده ومش هيركب معانا، مش مشكلة لما أوصل هكلمه.
أسماء اتكلمت بصوت واطي - هو اتأخر ليه!
سألتها - هو مين؟
- أحمد.
- ماله إن شاء الله؟
- قالي إنه هيحاول يجي ولو مجاش 6 يبقى مش هيجي.
- يجي فين؟ خلاص أنا مش عاوزة الفكرة دي.
- اسكتي شوية وبطلي غباء بقى.
- هيبقى غباء لو سمعت كلامك، وبعدين الساعة 6 وربع، فكك منه.
بصينا ورانا على صوته - تفكها من مين؟
بصيت قدامي تاني، بعدها مسكت كويس في الشنطة الباك اللي لابساها، دي ورطة دي، بس عادي لو خالد سألني هقوله خطيب أسماء، أنا مالي!
ركبنا سوا، ماحدش اتكلم طول الطريق، فتحت الشات بيني وبين خالد وبدأت أقرأه.
فجأة الزعل راح وابتسمت على كل كلمة قرأتها، دايمًا لما بكون زعلانة منه وأرجع أقرأ كلامنا بنسى الزعل، ولما بقرر ماكلمهوش وأقرأ الشات بحن تاني، علشان كده عارفة إن لو بعد الشر ماحصلش نصيب أول قرار هاخده هو إني أحذف الشات، وأتمنى ماوصلش للقرار ده.
بعدت الموبايل لما لقيت باتية على رجلي، بصيت لأسماء اللي كانت بتاكل أصلًا.
- ايه ده؟
- أكل، لو مش جعانة هاتيه، بالمناسبة ماتتغابيش وتبعتيله حاجة.
- لأ جعانة بس منين؟ ماتخافيش مش هبعت، بس أول ما أوصل همسك في رقبته أخنقه.
- من أحمد.
وسكتت، ماردتش على باقي كلامي، بصيت للكرسي اللي ورايا اللي كان قاعد فيه، كان بيبص من الشباك وسرحان، فبصيت قدامي.
أول ما نزلنا أسماء مسكت إيدي علشان ماتحركش، هي كانت عارفة أنا كنت ناوية أعمل ايه، بس وقفت علشان ماتتكلمش، أول ما الأخ نزل وقف جمب أسماء وسأل - ها ودلوقت ايه المطلوب؟
كنت لسه هتخانق بس أسماء حطت إيدها على بؤي واتكلمت - دلوقت هندخل حاجتنا دي الفندق، إنت حاول أوضتك تكون جمبنا، أنا آسفة يا أحمد والله ماعلش استحملنا، هنشوف خالد الزفت ده فين وعاوزينه يحس إن حنان ارتبطت وهو مش هاممها، مش أكتر.
عضيت إيدها فشالتها وهي بتصرخ، قولت قبل ما أسيبهم وأمشي - أهو إنتِ اللي زفت.

حنان سعيد. 💙

18 Nov, 17:21


أنا مش هنام معاها في نفس الأوضة، ومش هكلمها تاني بجد، رميت الشنطة على السرير، كنت متعصبة مش عارفة ليه، فتحت الستاير جامد لدرجة إنهم كانوا هيتشدوا في إيدي، طبقت إيدي قدامي ووقفت، نزلتها تاني بسرعة لما شوفت خالد تحت، قفلت الستاير ونزلت، كنت بجري زي الطفلة اللي شافت حاجة بتحبها، مافكرتش، قابلت أسماء وأحمد وهما طالعين بس ماردتش لما نادت وسألت بجري ليه، أنا مش محتاجة أعمل أفلام، دا حبيبي وهو بيحبني، يعني مش محتاجة أكذب وأمثل، وببساطة أقوله إني محتاجاه ومش عاوزاه يبعد.
قربت منه، حاولت أتنفس كويس قبل ما أناديله، بس هو التفت وشافني، ابتسمت، قربت خطوة، كلمة إذيك سمعتها، أنا بخير علشان شوفته.
قولت - أنا الحمد لله، إنت عامل ايه؟
- توقعتك مش هتيجي، مبسوط يعني إنك قررتِ تيجي.
- وليه ماجيش؟
- علشان يعني اللي حصل، بس أنا كنت عارف إنك قوية وهتكملي.
- مش فاهمة أكمل ايه؟
- يعني..
سكت لما واحدة جت وقفت جمبه، كانت بتبص ليا باتهام أو نظرة بتقول مين دي، بس أنا اللي المفروض أقول مين دي.
هو اتكلم قبل ما واحدة فينا تسأل، شاور عليا - حنان زميلة ليا وتقدري تقولي مُقربة يعني هتحبيها لما تكلميها.
شاور عليها - أميرة، خطوبتنا كمان شهرين.
- خطوبة مين؟
سمعت صوت أسماء ورايا - ألف مبروك يا خالد، أصلًا لما عرفنا كنا جايين نباركلك بس حنان سبقت من فرحتها، هو دايمًا الأخبار الحلوة بتيجي مرة واحدة، دا أحمد، خطيب حنان، يلا يا حبايبي ربنا يتمم لكم على خير، هنمشي إحنا بقى علشان مانعطلكوش.

أنا اتشديت، أسماء شدتني ومشيت بس أنا كنت واقفة، حسيت إني مش بتحرك رغم إنها اتحركت بيا ومشينا وقعدنا احنا التلاتة في مكان بعيد لوحدنا.
ضحكت فجأة - أسماء دا بيقول خطوبة.
- طب أنا عاوزة شهادة حق، دا راجل ويتزعل عليه! يا شيخة حتى لو ماكنش بيحبك يحترم مشاعرك شوية، يعني نقول حقه؟ كسر حقه يا حنان، وأقسم بالله لو سمعت كلمة دفاع عنه لاكسر دماغك.
- بس هو قال خطوبة، يعني هيخطبها.
- ربنا يعينها على مابتلاها.
- ماشي، وأنا؟
- إنتِ بقيتِ ضعيفة كده ليه؟

مانمتش، أسماء طفت النور وأنا نمت جمبها وأنا حاضنة نفسي، بس فضلت صاحية ماسكة الموبايل وفاتحة الشات، بفكر في إن بجد بقيت ضعيفة، بس هضطر أكمل في مسلسل خطيبي ده علشان باقي كرامتي مش أكتر، أسماء عندها حق، حتى لو مش بيحبني كان يحترم مشاعري، فجأة بعت رسالة - اتخطبتِ امتى؟
صرخت من الخضة فأسماء صحيت.
- في ايه!
بعدت الموبايل ورا ضهري وأنا بقولها - مفيش.
قعدت - وريني الموبايل.
- مش معايا الموبايل.
- بقول هاتي بدل ما صوتي يعلى.
مديت إيدي بيه وأنا بوريها الرسالة، ابتسمت وهي بتقرأها، لقيتها بتكتب - الاسبوع اللي فات.
رد - وليه ماقولتيش!
- أقول لمين؟
- ليا!
- هو أنا المفروض أمشي أعرف كل زمايلي عن حياتي؟
- زمايلك؟
- ..
- بتعملي سين ومش بتردي ليه!
-..
- حنان إنتٍ عارفة إن الحركة دي بتعصبني.
-..
- ردي.
-..
- حنان!
- آسفة يا خالد، بس أحمد كان بيتصل بيشوفني نمت ولا لأ، زمايل طبعًا، زمايل مقربين، بس ماعلش هي جت فجأة كده، عامةً بجد فرحنالك من قلبي، تصبح على خير.

قفلت الموبايل وهي بتبصلي - ها انطقي علشان اضربك، يلا قوليلي رديتِ كده ليه علشان أقوم أجيبك من شعرك.
شديت دراعها ونمت عليه وأنا بحضنها - أسماء أنا قلبي واجعني، حساه بيعيط.
- هو مايستاهلش وإنتِ عارفة.
- بس هو معنى كده إنه غيران؟
- يولع، المهم دلوقت أقول ايه لأحمد؟ خلاص إحنا كده مش محتاجينه.
قومت بسرعة - لأ إزاي، خليه شكلي هيبقى وحش أوي لو خالد عرف إني بكذب.

قعدت معاه، كان لازم اعتذر له علشان أسلوبي، بس والله ماكان في نيتي إنه علشان يفضل وإني بستغله وكده، بس حسيت إن وجود أحمد مهم وإني ماكنش ينفع أكلمه كده، المشكلة إنه كان قاعد بيسمع وبس.
بصيت لأسماذ اللي كانت قاعدة بعيد عننا واتكلمت تاني - مش متضايق مني صح؟
-..
- هو لما حد بيكون مقرر حاجة وعارف إنها غلط، مش بيحب حد يقوله إنت غلط.
-..
- بس برضو ماكنش ينفع أكلمك كده.
- كنتِ بتعيطي إمبارح؟ عيونك منفخة.
- ليه مُصر تخليني أكلمك وحش!
- يعني..
وقفت أول ما شوفت خالد جاي تجاهنا، وقف قدامنا بالظبط - حنان أنا عاوز أتكلم معاكِ.
اتحركت خطوة علشان أمشي معاه لقيت أحمد بيشدني من شنطتي - هو إنتِ هبلة! إنتِ رايحة فين!

يادي المصيبة! أنا نسيت الأستاذ أحمد ده خالص، يا عم مش وقتك مش وقتك.
اضطريت أكلمه كويس - مفيش كنت هتنقل للكرسي اللي جمبك علشان خالد يقعد ويقول اللي عاوزه.
سحبني بالشنطة زي البوبي كده وقعدني جمبه، والله لأربيك على اللي بتعمله ده حاضر.
خالد اتكلم - إنتوا مش مخطوبين، ولا لابسين دبل حتى، صح؟
أحمد رد - وايه يخص حضرتك؟
- حنان زميلتي ومن حقي أسأل.
- وهو في حد يسأل عن زميلته ببجاحة كده؟ وبعدين لأ ما تسألش.

بجاحة! يا نهارك زي وشك؟ بتقول لخالد بجاحة! ايه ده لحظة ما خالد نفسه هيخطب، أيوة هزأه وزعله.
- خلاص يا أحمد هو مايقصدش.
- اسكتي إنتِ.
- حاضر.

حنان سعيد. 💙

18 Nov, 17:21


أول ما خالد مشي وقفت وأنا بصاله - قوم اقف بقى علشان إنت يومك مش هيعدي، مين دي اللي هبلة! وأنا تسحبني بالشكل ده! وبتقوله بجاحة بتاع ايه أصلًا إنت مالك!
سند على الكرسي برخامة - تشربي ايه؟
- والله العظيم؟
- بصي أنا مش بمزاجك، ومش جاي سفر دا كله علشان لعب العيال ده، طلبتوا مني حاجة وجيت أعملها، فسيبني أشوف شغلي بقى، وبالمناسبة ابقي احترمي إنك قاعدة مع راجل، كنتِ رايحة فين وهو بيناديلك!
حسيت بإحراج فقولت - ماكنتش رايحة.
- طيب عاوزة تروحي لأسماء روحي، عاوزك بس تعرفي إن خالد مش غيران عليكِ، هو غيران على نفسه، مش مستوعب إنك نسيتيه، حاسس إن رجولته اتخدشت بإنه مايستاهلش أقل من شهر علشان يتنسي، فزعله وغيرته علشان نفسه.

وقفت بليل لوحدي، الهاند فري في ودني ومغمضة عيني، كنت عارفة إن أسماء واقفة تطمن عليا من فوق فكنت متطمنة.
فتحت عيني على صوت رسالة من خالد - عاوز أتكلم معاكِ.
- اتكلم.
- دا مش خطيبك صح؟
- صح.
- كنت عارف، أكيد مش هتلحقي تعملي دا في شهر، إنتِ لسه بتحبيني؟

وقفت شوية عند السؤال، أحمد عنده حق، خالد زعلان على نفسه، وأنا كمان المفروض أزعل على نفسي، على غبائي وإني جيت مسافة طويلة علشان إنسان مأخدش خطوة واحدة تجاهي، كلمة أسماء في إني إزاي بقيت ضعيفة كده في ودني ومش عاوزة تخرج، أنا مش ضعيفة والله، أنا بس غبية.
- الساعة 1 بليل، واقفة لوحدك كده ليه؟
مابصتش، كنت عارفة إنه أحمد، عرفته من صوته، أخد الهاند فري من ودني، فبصيت بعصبية، كان لابس تيشرت أبيض وفوقه قميص مفتوح، بحب الاستايل ده أوي.
اتكلم - اهدي، أنا كنت جاي أعتذر، اتدخلت في اللي ماليش فيه صح؟
- لأ أنا اللي آسفة على كل ده، إنت كان عندك حق من الأول، دا عك، بس ماعلش لو تفضل معايا للآخر علشان شكلي هيبقى مش حلو قدامهم.
- معاكِ؟
- قصدي تفضل، إنت ليه وافقت؟
اتنهد - والله ما عارف، غباء تقريبًا، صليت استخارة ولقيتني هنا، مش عارف ايه يخليني أشارك في حاجة زي دي.
ابتسمت - الظاهر إن كلنا أغبيا.
- كنتِ بتعيطي برضو؟ لو على نفسك فعيطي براحتك، لو عليه فهيبقى زيادة غباء.
- هو وحش؟
- لأ، بس اللي يضيع من إيده حاجة حلوة يبقى غبي.
ضحكت - حتى هو كمان طلع غبي!
مد إيده بسماعة ليا وأخد هو التانية، بصيت بطرف عيني للحركة اللي عملها، أخد الموبايل مني - وريني عندك ايه يتسمع.

عندي جراح تتشاف، ماتاخدلك شوية.

شهقت لما الفجر أذن، أخدت السماعة من ودنه جامد - هو إنت بتهزر! الفجر بيأذن!
- طيب يلا نصلي.
- نصلي ايه بقى، حد يقعد كل ده!
- الله وأنا مالي ماركزتش في الساعة.
- ما أنت بقالك كذا ساعة بتتكلم لحد ما أنا كمان مأخدتش بالي.
- أنا برضو؟ ولا أنتِ اللي حكيتِ قصة حياتك من وقت ما كنتِ علقة في الرحم.
ضحكت غصب عني - إنت مستفز على فكرة، وبعدين أنا بحب أتكلم وما بصدق ألاقي حد يسمع.
- خلاص نبقى نقعد بكرة تكملي حكاية الفستان الأسود بتاعك اللي اتقطع في المواصلات.
- يا ربي! هي كمان وصلت إني حكيت على فساتيني!
- يا ريتها وصلت لحد هنا، دا أنتِ حكيتِ كمان عن..
غمضت عيني - اسكت خلاص.
مشينا وإحنا بنضحك، لطيف أوي، بس برضو ليه إنسان يقعد كذا ساعة مع إنسان مايعرفهوش وهو مش واخد باله، بس نسيت زعلي في الكذا ساعة دول.
همست - شكرًا.
- قولتِ حاجة؟
- بقولك ادعيلي وإنت بتصلي.
وقفنا لما شوفنا خالد قدامنا، كلمني من غير ما يبص لأحمد - مابترديش ليه على كلامي؟ عاوز أتكلم معاكِ، ولوحدك.
أحمد وقف بيني وبينه - هو إنت ليه مُصر تخليني أغلط فيك؟
- لما يبقى بينك وبينها حاجة ابقى اتدخل واتكلم واغلط كمان، لكن حنان قالتلي إن مافيش خطوبة ولا حاجة.
البصة اللي أحمد بصها ليا خلتني أدعي الأرض تبلعني، مسكت في طرف القميص بتاعه وأنا بقول لخالد - أيوة مش مخطوبين، بس بيني وبينه حاجة، والحاجة دي تديله الحق في إنه يعمل اللي هو عاوزه، وأحمد عنده حق، إني زميلتك يعني بيني وبينك حدود عن كده، مش من حقك تسألني عن حاجة.

طول الليل كنت بعيط وأسماء قاعدة تبص ليا، صرخت في وشها - بتبصي كده ليه!
- مبسوطة بيكِ أوي إنك زعقتيله.
- هو أنا ناقصاكِ!
- يعني إنتِ زعلانة إنتِ وخالد؟ طب ما تجيبي رقمه أصلح بينكم، تس تس.
ضحكت وأنا مش رايقة أصلًا - نتقابل في فرحكم بقى.
سكت شوية وبعدين قولتلها - أول مرة آخد بالي إن خالد عيّل أوي كده، مش تصرفات إنسان ناضج وعاقل.
ابتسمت وهي بتبص في الموبايل - ششش، استني أحمد باعت بيسألني عليكِ، هو شكلنا هنحضر فرح فعلًا، بس العريس مختلف.

"قُل للحياةٍ بلا خجلٍ، أنا من طوّحني الهوى!"
- وبتحبي ايه تاني؟
- لأ كفاية كده، إنت ناقص تشوف صورة بطاقتي.
ابتسم - كلامك حلو، قصدي حلوة وإنتِ بتحكي حاجة، فيكِ براءة كده.

حنان سعيد. 💙

18 Nov, 17:21


إيه تحديدًا ومش عاوز أضايقك، تصبحي على خير.

وقفت شوية، وبعدين دخلت، لقيت أسماء في وشي مربعة إيدها قدامها - ها اتفقتوا على ميعاد الفرح!
- أنا عاوزة أنام.
- اتخمدي، بس والله العظيم ما هترجعيله.
- أرجع لمين يا عبيطة إنتِ.
- والله، نسيتيه في أسبوعين!
- لأ يا أسماء، عرفته في أسبوعين، في فرق، أنا عملت كل ده في نفسي علشان كنت معتقدة إنه بيحبني وإنه شخص هقدر أعتمد عليه، لكن هو لا بيحبني ولا هقدر أعتمد عليه، أنا لو زعلانة فزعلي على الفترة اللي ضيعتها عليه مش أكتر.
- أومال مالك زعلانة ليه دلوقت؟
- علشان مش وقته، مش وقته يظهر في حياتي وأنا مش عارفة أحدد أنا عاوزة ايه، علشان هو مايستاهلش يزعل بسببي.
- هو مين ده؟
- مش بقولك محتاجة أنام.

نزلت تاني يوم علشان أقابل خالد، كان لازم أتكلم معاه وأخرج اللي جوايا، مش حابة أمشي وأنا جوايا حاجة مسجونة تجاهه، حذفت الشات قبل ما أنزل.
لقيته مستنيني ودي كانت نادر ما بتحصل، أنا دايمًا اللي بستنى.
لما بدأ يتكلم سرحت في حاجة تانية، كنت بشوف فيه شخص حبيته بس والله مالقيت، شوفت إنسان عاوز كل حاجة لنفسه، وممكن يضيع كل حاجة برضو من غير ما يهتم بوجعها.
- فاهماني يا حنان؟
- فاهمة ايه؟
- اللي بقوله، إني يعني كنت تايه وقتها وماعرفتش أحدد مشاعري تجاهك.
- سنتين مش عارف تحدد فيهم مشاعرك؟ وحددتهم في أسبوعين؟
- علشان حسيتك بتضيعي مني لما دخلتِ حد تاني حياتك.
- إنت كان عندك حق يا خالد في كل كلمة قولتها، إحنا بنضحك على بعض، لا إنت شوفت فيا حنان اللي لازم تتحب، ولا أنا كنت مشغلة عقلي معاك، ماكناش بنحب بعض صدقني، هي بس كانت أول تجربة ليا وماكنتش عارفة أحدد ايه الصالح ليا، أنا كمان ماحبتكش، كنت حابة وجود حد في حياتي بيسمعني، حتى دي إنت كنت مقصر فيها، وفعلًا أنا ماتخطبتش وفعلًا مافيش حاجة بيني وبين أحمد، بس برضو مافيش حاجة بيني وبينك.

لما سيبته أول حد جه في بالي إني أكلمه هو أحمد، ومش عاوزة أضحك على نفسي، مش لسبب تاني غير إنه فعلًا بيحب يسمع، أنا بحس بكده.
بعت رسالة - أنا لو منك أنزل وأقعد معايا.
ابتسمت - لو إنت هناك هجيلك.
- أنا أصلًا اسمي هناك.

روحت وقعدت جمبه - بحب شكل لبسك أوي على فكرة.
- هي بتبدأ بشكل اللبس.
- هي ايه دي؟
- إنتِ ماكنتيش فوق؟
- لأ كنت مع خالد.
بص ليا بسرعة فكملت - طلب يكلمني فروحت.
- ليه؟
- طلب يكلمني ليه، ولا روحت ليه.
- لسه بتحبيه؟
- ماكنتش بحبه.
- أومال ليه عملتِ كل ده؟
- مش ندمانة، لولا اللي عملته كنت هفضل طول عمري غبية.
لما سكت سألته - مش حابب تشوف حاجة نسمعها؟
- الأسبوعين هيخلصوا بكرة.
- أيوة، تعبناك معانا صح؟
- شايفة كده؟
- شايفة إنك ماتستاهلش المرمطة دي.
- حنان هو إنتِ غبية؟
- أيوة غبية مش هنكر، بس بتقول كده ليه؟

ماأعرفش ليه وقف ومشي، وقفت علشان أناديله بس خالد وقف قدامي - قوليلي ايه مضايقك فيا وأنا أغيره.
أحمد رجع تاني وبعده عني من كتفه - يا بني هو إنت غبي؟ مش قولتلك مالكش دعوة بيها؟
- هو إنت بتدخل ليه؟ لا خطيبتك ولا بتحبك.
- أنا بحبها.

أنا كنت حاسة وعارفة، بس ليه كل حاجة بتختلف لما بتتقال صريحة، اتخضيت أول ما قال كده رغم إني كنت عارفة أصلًا، ركزت في شكل عينيه وهو باصص لخالد.
- إنت بتحبها وهي بتحبني.
البصة اللي أحمد بصها ليا، كإنه بيتحايل عليا مااحرجهوش.
مسكت في القميص بتاعه - لأ يا خالد وأنا كمان بحبه.

فضلت ماسكة طرف قميصه في إيدي حتى بعد ما خالد مشي، نسيت أسيبه، أو كنت خايفة أسيبه فيفتح كلام، كنت خايفة أسمع حاجة أو يقول حاجة، أنا حتى والله ما فكرت قبل ما أرد على خالد بكده، أنا مش بحب أحمد ليه قولت كده، مرتحاله أنا عارفة، وبكون مبسوطة وهو معايا، وبتمنى كنت أقابله قبل كل ده، بس حب!
- عاجبك القميص أقلعهولك؟
سيبته - لأ.
- بتسيبي ليه! بتسيبي ليه؟ أنا قولتلك سيبيه؟ اتفضلي يا هانم امسكيه تاني.
ماكنتش عارفة ابتسم، كنت مخضوضة ومتوترة - أنا هطلع بقى لأسماء.
- أنا لو مكانك أقول وأنا كمان بحبه تاني.
- أحمد!
- أوبااا.
- أنا بس اتخضيت فقولت كده.
- ما هو بتبدأ بخضة، تعالي بقى أكملك حكاية الخضة الأولى لما شوفتك.
مد ايده بطرف القميص وهو بيقول - أنا سمعتك كتير، تعالي بقى أحكيلك.
مسكت القميص من إيده ومشيت معاه يحكي.

"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا."

#أسميته_أحمد.
#حنان_سعيد.

حنان سعيد. 💙

18 Nov, 17:21


- طب كويس، كنت خايفة أكون مصدعاك.
- أنا فعلًا صدعت.
ضحكت - أنا آسفة.
- بتعرفي تعملي قهوة؟
- ليه!
- بسأل.
- يعني، مش عارفة طعمها ايه، لإني مش بشربها، فمش عارفة بتبقى مظبوطة ولا لأ.
- ماعيطتيش امبارح.
- عرفت منين؟
- بيبان على عينيكِ.
- حسيت فجأة إني بضيّع دموع على الفاضي.
ضحكت لما قولت الجملة دي، حسيتها غريبة كده، فضحك هو كمان.
- طيب ناوية تعملي ايه؟
- هعمل ايه يعني؟ هلملم جراحي والباقي من كرامتي وأروح لماما أعيطلها.
- غبي أوي خالد ده.
- هو مش غبي، هو بس ماحبش، إنت كان عندك حق، مافيش حد عاقل هيسيب بنت بيحبها، وطالما سابني، يعني ماكنش بيحبني، فأنا أحارب مين أو استنى ايه؟
- المهم تبقي كويسة وماتبقيش في الحالة دي كتير.
- حالة ايه؟ أنا مش حاسة إني فقدت حاجة والله، وحاسة إني مبسوطة.
مد إيده - طيب هاتي الموبايل نشوف عندك ايه يتسمع.

في وقت تاني سألني - كان عقلك فين وإنتِ بتفكري في الفكرة دي.
- مش فكرتي والله، دا أسماء هي اللي اقترحت كده، وأنا بقى وقتها ماكنتش بفكر أصلًا فمشيت وراها.
- عارفة أول ما شوفتك معاها حسيت إني اتخضيت مش عارف ليه، واتصرفت بغباء وكلمتها هي وكإني مش شايفك مثلًا فاكلمكم سوا، من التوتر اتصرفت كده.
ركزت معاه وأنا مستغربة - اتخضيت علشان شوفتني! ليه؟
- مش عارف والله.
بص قدامه وأنا ماعرفش ليه ركزت في رموشه، ربنا يعيني على الهطل بتاعي ده.
- فضلت أفكر يومها كتير، ايه يخلي واحدة زيك تتصرف بغباء كده، هو إنتوا لما بتحبوا مش بتشغلوا عقلكم بجد!
- ايه ده؟ يعني إنتوا بتشغلوه؟
- لأ، ما أنا بسأل بشوفكم أغبيا زينا ولا لأ.
- أغبيا اتطمن.
- ما أنا شوفت واتأكدت.
- قصدك ايه!
- ولا حاجة بمدح في ذكائك.
سألته بعد تردد - هو إنت لو مكان خالد، يعني..
- أنا مش مكان حد، الله أعلم بظروفه، ولو حكمت إنه مش بيحبك، فعلشان تصرفاته بتقول كده.
- يعني؟
- يعني هو ممكن أعجب بيكِ وبشخصيتك، لكن حب اللي يخلي إنسان يتمسك بغيره وكإنه الشيء اللي بينقذه من الموت، فلأ، ودلوقت هو هيحس بالندم، علشان ماحدش بيضيع من إيده حاجة نضيفة ومايزعلش عليها بعد ما بيفوق لنفسه، أنا مش مكانه علشان مابحبش أكون موجود في مكان مش متأكد إذا كنت عاوز أكون فيه ولا لأ.
- بس إنت جيت هنا وإنت مش متأكد إذا كنت بتتصرف صح ولا لأ.
- مابتركزيش في الكلام، قولتلك طول اليوم كنت بفكر، أنا جاي بعد تفكير، وكمان صليت استخارة فمشيت وراها.
- أنا غلطت؟
- كلنا بنغلط، عاوز أسألك على حاجة.
- ها.
- ليه مسكتيني من القميص كده؟
بصيت قدامي بسرعة، حسيت إيدي بتترعش، كانت حركة غبية مني أوي بجد - مش عارفة، إنت اتضايقت إني عملت كده؟
- لأ اتخضيت.

قعدت على السرير وحطيت المخدة على رجلي وسندت عليها.
- وبعدين شوفته معاها، بس والله ما زعلت يا أسماء، صعبت عليا نفسي شوية، بس ماتمنتش أكون مكانها، هو فضل باصص لي شوية، حسيته هيسيبها ويجي يكلمني بس أول ما بدأ يتحرك أنا مشيت ولقيت أحمد في وشي وابتسملي، قالي بنت حلال كنت لسه جايلك علشان تكمليلي موضوع الأكلادور اللي وقع على ملاية السرير، فضحكت جامد علشان هو كان جايلي أصلًا.
- وإنتِ كنتِ حكتيله على ملاية السرير كمان!
- ماهو بيقعد ساكت خالص سامعني فالكلام بقى بيشد بعضه كده.
- حيث كده بقى استني أوريكِ باعتلي ايه.
قربت منها - باعت ايه؟
فتحت الموبايل وورتني الشات، كله عبارة عن حنان عاملة ايه، نامت ولا لسه، بتحب ايه، عيطت النهاردة، طب ما تقوليلها إنكم هتنزلوا شوية بس من غير ما تعرفيها إني قولتلك.
سيبت الموبايل من إيدي - جراحي لسه مالمتش والله.
- يا شيخة جراح ايه، استني أوريكِ صورة غفلتها ليه وهو بيبصلك.

مانزلتش يومها زي مابنزل كل يوم، مش خوف عليه هو إنه يتعلق بيا، هما الله يحميهم جرحهم بيلم بسرعة، بس علشان أنا اكتشفت إن غياب خالد مش فارق معايا بسبب وجود أحمد، وإني كويسة الفترة دي لإنه موجود مش أكتر.
خالد اتصل فبصيت لأسماء، قالتلي - ردي.
أول ما فتحت قال - أنا بحبك.
فسيبتها ووقفت ورا الستارة بعيد عنها، مش عارفة ليه اتصرفت كده، أنا مافرحتش، بس مازعلتش، مش عارفة، شوفت أحمد وهو قاعد تحت في المكان اللي بنقعد فيه كل يوم مستنيني، فسيبت خالد يتكلم، ماكنتش مركزة معاه بس اللي سمعته منه إنه بيتمنى نرجع وإنه عارف إني بكذب عليه ومش بحب حد تاني، وإنه هيستناني بكرة نتكلم.

ماردتش على ولا كلمة، بس كنت ناوية أقابله، لسه كنت هدخل لقيت أحمد بعت رسالة وهو باصص ليا من تحت كإنه قاصد يبعتها وأنا هنا.
- عارفة إنتِ يعني ايه إنسان يتخض؟ أو يعني ايه يحس قلبه اتحرك مرة واحدة، كنت بحاول أوصفلك إحساس الحزن اللي حسيته علشان مانزلتيش واللي اتحول لإحساس غريب لما وقفت ولقيتك واقفة وبتبصي تجاهي، نفس الإحساس اللي ماعرفش تفسير ليه لما شوفتك أول مرة، نفس الإحساس اللي حسيته لما مسكتِ القميص بإيدك، حسيتك بتنسبي نفسك ليا، اتمنيت تفضلي ماسكاه، ماتنزليش يا حنان علشان أنا حاسس إني محتاج أتكلم وعارف أنا عاوز أتكلم في

حنان سعيد. 💙

10 Nov, 17:27


شيءٌ ما يُخبرني أن الحياة ستعود قريبًا من غفوتها وأنني سأتنفس كما يفعل الآخرون، أنني قريبًا سأتوقف عن كوني طيفًا ولن أخجل من خلع ثياب قلبي؛ لأنه سيخلع تعرجاته وينبض كما كان يفعل.

حنان سعيد. 💙

08 Nov, 20:48


الخيطُ الذي كان يجمعنا، أرقّع به اليوم جروحي.

حنان سعيد. 💙

06 Nov, 13:40


تظنني جاهلة يا أبو السعود أفندي؟ يا أخي يكفي أني عاشرتك هذا العمر الطويل، ملعون أبو التاريخ الذي أحميه ولا يحميني، الذي يفرض عليّ أن أبقى مدى الحياة مجرد حارسة له.

-نعناع الجناين.

حنان سعيد. 💙

29 Oct, 13:26


ما دام العبد يظن أن في الخلق مَن هو شر منه؛ فهو متكبر.

- حيرة الشاذلي.

حنان سعيد. 💙

28 Oct, 12:52


https://www.instagram.com/p/DBqx-8ptzLG/?igsh=M3JmMTZjMzh3OXli

حنان سعيد. 💙

25 Oct, 20:31


شغوفة بمراقبة الباب الذي يفتحه الله كل مرة تُغلق فيها جميع الأبواب؛ لأنني موقنة أنها كلما أُغلقت من كل جهة، ترك الله جهة كي لا نجن.
ومولعة بمراقبة القلب وهو ينسى ما أقسم أنه لن يتجاوزه، وانتظار اللحظة التي يخرج فيها مَن سُجن داخل نفسه للنور، تلك االلحظة التي تكون عهدًا جديدًا مع الحياة.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


- حاسس إني لقيت اللي ضايع مني، مش قولتلك هنكون حلوين مع بعض؟
- هو أنت ليه مش مهتم تعرف أنا كنت بحب مين؟
صوته اتعصب - يا ستي ما كنتيش بتحبي حد، كنتِ واهمة نفسك زيي بالظبط، كنا موهومين.
- أنا مش طفلة يا أحمد.
- ماشي، كان في شيء أهبل وراح لحاله.
سندت براسي على كتفه - مش عاوزاه يروح لحاله، خليه معايا على طول.
- نعم؟
ضميت دراعه وغمضت عيني - كان فيا شيء هيتكسر لو ماكنتش جيت.
- أنا! كنتِ بتحبيني أنا!
- كنت ولسه.
رفع راسي وهو مصدوم - طب وقولتيلي لأ ليه، وأصلًا أنا إزاي مأخدتش بالي، ماكنش باين عليكِ إزاي.
- بس بقى علشان لما بفتكر ده بتضايق منك.
- قولتيلي لأ علشان كده؟
- كنت بحاول أرضي فيا شيء.
- أنا وجعتك؟
- مش قولتلي دا هو غبي ومش بيحبك ومش هيحس بيكِ وما تقوليش له حاجة.
- الواحد كل ما يفتكر إنه عِقل يلاقي نفسه أهبل لسه وغبي.
- فأنا سمعت كلامك.
- لا تسمعيه إيه ما أنتِ بتجادلي في كل حاجة جت على دي! قوليله يلا، يلا قولي ما تتكسفيش.
- بسمع كلام جوزي معلش.
- يا ستي ما تسمعيه فعلًا وقوليلي يلا.
- قولتلي عمره ما هيحس بيكِ.
ابتسم - دا أنا طلعت مافيش مني اتنين وديناصور منقرض فعلًا.
- ننننننني.
قال وهو بيضحك - يلا قوليلي بقى كنتِ بتحبيني إزاي ولما تخلصي احكي تاني، من الأول يا سلوى أرجوكِ.

"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا".

#أسميته_أحمد.
#حنان_سعيد.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


- لكن معروف دايمًا إن أي علاقة بين اتنين، الخطأ الواقع المخطئ فيه هو الشخص الأعقل.
- ما تزينيش الكلام باسم الدين.
- لسه ماتكلمتش في الدين، اللي بالمناسبة لا يخالف كلامي ده.
- هي غلطت وأنتِ عارفة.
- وأنت أعقل، دورك تحتوي الموقف، مش فاهمة مين السبب في قمص الرجال ده، تحس إن الموضوع انتشر ودي مصيبة.
- ليه محسساني إننا مبنحسش، بنزعل عادي على فكرة.
- دا مش زعل يا أحمد، دا قمص.
- عاوزاني أصالحها صح؟
- لأ، عاوزاك تحل الموضوع بعقلك، ربنا ميزنا بالعاطفة ودا ماينفيش العقل عندنا، وميزكم بالعقل وبرضو دا ماينفيش العاطفة عندكم، حاول تستغل ميزتك دي.
- حنان دي علّت صوتها عليا قدام الناس.
- هي غلطانة، بس مش كانت غيرانة؟
- ودا مبرر؟
- عندك لأ، بس عندنا آه، مش كل البنات بتتحكم في رد فعلها، ثم أنت كنت واقف تضحك مع بنت في الشارع ليه؟
- هو أنا هلاقيها منها ولا منك.
- قوم اتصل بيها يا أحمد وصالحها، وبعدها فهمها إنه مش متاح تعلي صوتها عليك قدام حد.
رجع بضهره لورا على الكرسي - مش عاوز.
- مش بقولك مقموص.
- ماشي ما تصالحني.
- هو أنا بدادي طفل؟ أنت الأعقل والكبير، قوم يلا.

قام وهو متضايق، وأنا قللت نور المكتب وقفلت الباب، قعدت مع نفسي ببص من شباك المكتب للسما.
خبط على الباب تاني ودخل - هو أنا متضايق بصراحة، أكلمها بكرة عادي؟
ابتسمت له - روّح واتصل بيها يا أحمد.

حق الإنسان يتضايق ويزعل، لكن الأمور لها حلول كتير إلا الخصام والسكوت، الصمت بيقتل حاجات كتير، وعمري ما شوفته حل.
حتى حلول إن الطرفين يبعدوا عن بعض شوية، مش بلجأ لها غير في حالة واحدة، لإني شايفة إن غلاوة الشخص لازم تبان في قربه قبل بعده، وجود مسافة بينهم تخلي كل طرف يتصرف لوحده دا يخليهم يعتمدوا على نفسهم فقط، ودا بداية تخلي.

كنت هنام بس بعت لي رسالة، رغم إني كذا مرة قولتله ما يبعتش رسايل بليل أبدًا، مش له تحديدًا، كنت اتكلمت عن ده قدامه وكنت قصداه.
- اتصلت بيها وزعقت تاني، أنا متضايق إني عملت ده، وأنتِ السبب.
- أنت بتتعامل بكرامتك في علاقة حب يا أحمد؟
- الحب ده لازم يحافظ على كرامتي.
- وأنت عندك شك في إنها هتعمل عكس كده؟
- ما هي بتعمل أهو.
- مش أنت قولتلي مرة إنك راضيها وإنها فيها كل اللي أنت عاوزه!
- أيوة، كنت بتكلم عن الصفات الكبيرة، كمجمل يعني.
- ولما هي بتزعق ومش بتحافظ على كرامتك، فين الصفة الكبيرة اللي عجبتك؟ أحمد دا اسمه شغل عيال، أنت اخترت شخص خلوق ومتدين وأسلوبه كويس ولين، فماتخافش على كرامتك معاه لإنه عمره ما هيجرحها، لكن لما شخص يقلل مني يبقى أسلوبه مش كويس ولا حاجة.
- قصدك إيه؟
- قصدي إن الأساسيات اللي حسبت عليها غلط، والبنت مالهاش ذنب في رسمك للشخصية اللي عاوزها.
- هو أنتِ بتدافعي عنها في كل شيء ليه!
- ما بدافعش عن حد، بس مغلطاك، كان من الأول لازم تحدد صفاتك اللي عاوزها.
- وأنا هعرف منين إنها هتطلع عكس ده؟
- كل إنسان بيمر بمرحلة استكشاف قبل ما يدخل في الموضوع جامد زيك كده.
- أنا مش هتكلم معاكِ تاني.
- أنت حر.

عارفة إنه هيبعت لي الصبح يكمل الموضوع، مش هرد كالعادة، هستنى وقت طويل أرد أو هو هيجي المكتب ليا.
كتير حاولت أمنعه يكلمني، بس الصورة اللي واخدها عني أوقات بتغفر له.
- يعني هو ومفهوم شايفك زي أخته، أنتِ بقى؟
- مش شيفاني لابسة نضارة؟ مش بشوف أوي.

أكتر يوم بحاول أمحيه من عقلي هو اليوم اللي عزمني فيه على العشا من سنة، كان جميل أكتر من اللازم، بعت لي رسالة ألطف منه وهو بيضحك، طلب يشوفني علشان يعرفني شيء مهم، فضلت أنا وأسماء يومها نختار شيء حلو عليا، طلبت مني أخلع النضارة وأغيّر شكل لبسي بس رفضت، دا الشكل اللي شافني عليه أول مرة، و..
- سرحانة في إيه؟
عدلت النضارة بإيدي - ولا حاجة يا أسماء، قضية صعبة شوية.
- طب ما تركزي معايا بقى شوية، بقولك نتغدى فين؟

أسماء ماكنتش تعرف أنا رايحة فين، قولتلها ميعاد مهم، وإن كان إحساس البنت دايمًا بيقولها، هي حست بشيء، لكن ولا مرة سألتني عن الموضوع تاني بعد ما سألتني مرة وأنا قفلته.

- تسمحي تقوليلي يا أستاذة، هتبطلي امتى عادة إنك ما ترديش على رسايلي؟
ابتسمت له - اتفضل يا أحمد، ادخل واقف ليه؟
- شايفك مشغولة.
- يبقى مش برد علشان مشغولة.
قعد - هو أنا بقولك حجج تقوليلهالي؟ على العموم الله يوفقك، كنت ماشي قريب من هنا وقولت مافيهاش حاجة يعني لو عزمتك على الغدا.
قلبي اتقبض ووجعني بشكل مش طبيعي - أنا .. أصل مش هينفع، كنت قولت لأسماء هنتغدى سوا.

كنت لابسة يومها فستان أبيض وخمار زهري، زي لون قلبي اللي اتزرع ورد فجأة، أحمد عرفته بسبب قضية، كان المفروض بما إني محامية أعرف اللي جاي بعدين ومابقاش ماشية حياتي مش حسباها كده.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


من توتري كنت كل شوية أعدل النضارة بإيدي حتى لو كانت معدولة، رسمت أحلام كتير في الطريق، قلبي اللي توقعت إنه عمره ما هيدق لحد كان ماشي معايا في الطريق يدندن.
تخيلت الطريقة اللي هيقولي بيها بحبك، وفضلت كتير أفكر في رد فعلي.

- طب مش هقولك إني صالحتها.
رديت عليه - أخيرًا؟ ربنا يسعدكم.
- اتصلت بيها وقولتلها تعتذر، أصل بجد هي اللي غلطانة مش أنا، هو مقتنع بكلامك بس ما قدرتش أعملها.
- في جزء فيك مش مِسلّم لها.
- قصدك بحاول أتأكد لسه إني بحبها؟
- مش بالظبط، بس مفهومي عن العلاقات مختلف عن اللي شيفاه عندك، عاوزاك بس تفهم إن الخلافات دي واردة، فاتعامل معاها على أنها شيء طبيعي.
- ممكن يكون كلامك صح، بس إحنا بنتعرف بنشوف بعض مناسبين ولا لأ، بتسلم عليكِ على فكرة، كانت بتقولي نخرج سوا، وقولتلها هعرض عليكِ تيجي معانا، ما تتحججيش.
اتعصبت - أكيد مش هخرج معاكم!
- ليه؟
- علشان مش فاضية.

ما ستنتش يبعت شيء تاني وقفلت، مسحت وشي بإيدي وحاولت أفوق، كان في صداع غير طبيعي مش قادرة أستحمله.
الفستان الأبيض ده مابقتش ألبسه تاني، مش عارفة الهدوم والأشياء ذنبها إيه الحقيقة، بس كل ما بشوفه بفتكر نفسي وأنا رافعاه شوية بإيدي هو ووجعي وداخلة أوضتي.
لما وصلت لقيته قاعد مع بنت، أميرة اللي بيحبها حاليًا، كان عازمني علشان يعرفني عليها، بالنسبة لي أي شخص بيبني أحلام على شيء مش مضمون يستاهل اللي يشوفه بعد كده.

- هو أنتِ ما بترديش على أحمد ليه؟
- مش فاضية يا أسماء.
- حنان أنا عاوزاكِ تجاوبيني بصراحة، أنتِ لسه حاسة تجاهه حاجة؟
- مش قولنا مرة إن الشخص المتجوز والخاطب والمرتبط، بنشوفه قرد؟
ابتسمت - أصدقك؟
- الموضوع ده اتقفل من سنة.
- ومش بتردي علشان مشغولة فعلًا!
- هو مين قالك ده؟
- هو كلمني وقالي عاوز يتطمن عليكِ، فعرفت.

وقتها وصلت رسالة منه، داريت الموبايل منها وماشوفتهاش، هو بالفعل شايفني شخص جدع بيحكيله مشاكله، وأنا عمري ما اتضايقت من ده، حتى وإن كنت بساعد مرة وببعد بعدها ألف مرة.
- طب تمام، هقوم أنا واقرأيها براحتك.
- دي شغل.
- ماشي هصدقك، على العموم عرض عليا أخرج معاكم علشان تروحي.
- قوليله لأ.
- لأ ليه؟ أنا بحب أكل بره.

لما خرجت فتحت الرسالة، كان بيشتكي منها فمكملتهاش، قررت أقرأها بعدين، فتحت القضايا اللي قدامي وبدأت أقرأها وأنا مش مركزة، في قضية تانية أبسط ومش عارفة أحلها، أو عارفة بصراحة، حذفت الماسنجر والواتس، سيبت واتس الشغل وبيدچ الشغل بس.
حسيت إنه قرار متأخر، كان لازم يتاخد من سنة كاملة، أنا قدامه من 3 سنين، ولا مرة، ولا مرة شافني شخص ينفع يكون معاه، وكذبت على نفسي إني لو اتسحبت بعد ماعرفت إنه بيحب هيبقى واضح السبب، ما يوضح السبب، المهم أنا ومشاعري، ماكنش له داعي أمثل إن الموضوع مش فارق، علشان ماحدش اتأذى غيري في الآخر.
خلصت الشغل اللي قدامي ووقفت استقبال شغل تاني لأسبوع.
- أنا هسافر.
- هتهاجري؟
- أنا مش بهزر على فكرة علشان تتريقي.
- رايحة فين بجد؟
- في أي مكان، أنا محتاجة أفصل شوية.
- طب عرفيني طيب.
- حتى لو عرفت مش هقول، أنا بس بقولك علشان هقفل الموبايل.
- هو أنتِ بتستعبطي؟ هنتطمن عليكِ إزاي؟ استني أنا جيالك.

جهزت الشنطة قبل ما تيجي، ماكنش عندي طاقة لشيء، هو أنا بموڤ أون من علاقة ما دخلتهاش أصلًا؟ لأ وجاية أفتكر ده بعد سنة! هو مش عارف إني عايشة أساسًا وأنا مش فاهمة بحاول أنسى إيه.
- دا أنتِ ما بتهزريش بقى!
فتحت الكتاب وبصيت الجهة التانية، قعدت قدامي - طب دا أنا لما أشوف وشه، همسح بيه السيراميك.
- هو مين ده؟
- ما تبطلي استعباط بقى، فاكراني يعني مش واخدة بالي!
- ممكن ما نفتحش الموضوع ده؟
- طب هاجي معاكِ، بالله عليكِ ما تقولي لأ، استني نختار مكان حلو هنا، بصي أنا هكتب أسماء محافظات في ورق وأطبقه، وأنتِ اختاري ورقة والمكان اللي يطلع نروحه.
ضحكت - طب يلا.

في الأتوبيس وإحنا رايحين الغردقة، ملت براسي على كتفها وقولت - مش عيب إن الإنسان يهرب يا أسماء، مش لازم يعمل فيها قوي ويقف قدام الشيء اللي بيألمه ويمثل إنه مش فارق معاه، كان لازم أفهم من فترة طويلة إني محتاجة أبعد علشان أخف، أنا ماطلعتش قوية زي ما أنا معتقدة.
بصينا أنا وهي ورانا على صوته وهو مصدوم وبيقول - بتهزروا!
ماكنتش عارفة أتنفس وقتها، إحنا اللي بنهزر!
سأل - أنتوا رايحين فين!
أسماء طبطبت على كتفي وهي بتهمس - بقترح تعملي موڤ أون في الجنة بقى.

طب أنا مكملة ليه بجد؟ ما أوقف الاتوبيس وننزل، بجد رايحة أعمل إيه.
- أنتِ ما شوفتيش رسالتي؟ أنا بعت لك كتير أوي، بس اتشغلت في كذا حاجة، أنا وأميرة سيبنا بعض، كنت جاي هنا أغير جو، بعت لك قولتلك أصلًا بس مش بتردي.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


كنت ماسكة دماغي وهو بيتكلم، ماكنتش ببص له، مش عارفة عاوزة أسمعله أصلًا ولا لأ، الصدمة مخلياني مش قادرة أحدد.
- طب يا أحمد أنا هرتاح بس شوية وبعدين نتكلم، حاسة إني تعبانة من الطريق.
- طب افتحي موبايلك علشان أبقى أتطمن عليكم، ما تناموش كتير علشان نفطر سوا.

مشي فأسماء شدتني من إيدي - ها نرجع بكرة؟
- بقول مالهاش لازمة وجودي والله.
- سيبك، بيقولك ساب أميرة، يبقى مافيش داعي تتعبي نفسك وتنسيه.
حسيت بوجع فظيع في قلبي - أنا اترفضت مرة، معتقدة إني هدخل ده تاني!
- هو رفضك فين؟ هو كان يعرف أصلًا؟
- مجرد وجودي قدامه ومايختارنيش يبقى رفض.
- بس هي مش بتمشي كده يا حنان، أحيانًا مش بنكون عارفين جوهر اللي قدامنا فمش بنعرف نحكم عليه.
- دا كله مالهوش داعي، أنا هطلع أرتاح.

مانمتش، فكرت كتير وهي حست إني صاحية، عقلي كان شغال، لو في وقت تاني كنت هعتبر وجوده إشارة لشيء، بس الإنسان لازم يكبر وتفكيره يكبر معاه.
لبست ونزلت قبل ما تسألني رايحة فين، أنا نفسي ماكنتش عارفة رايحة فين، وأول مرة أحس بأذى الموضوع بالشكل ده، يمكن علشان أول مرة أعترف قدام نفسي إنه موضوع أصلًا.
في بالي جملة صفوت فوزي: "تستلم لخيالات الذي لا يأتي ولا يرحل، مسكونة السكك بالصمت والعتامة، مزروعة بالخوف كل الدروب".
- ما نمتيش ليه؟
وقفت، ما تكلمتش، لازم اتعود على إنها مش ماشية بحساباتي أنا ليها، ابتسمت وأنا بقعد - ارتحت شوية.
- أنا زعلان منك.
- ليه؟
- علشان أول مرة أحكي لك شيء وما تهتميش، أنتِ حتى ماعلقتيش على إني وأميرة سيبنا بعض، كمان تعبانة وماحكتيش ليا، أنا عارف إنك مش بتحكي، بس أنتِ سمعتيني كتير ولازم أساعدك.
- أنا كويسة، هو بس .. كنت ناوية أسألك أكيد، بس قولت نرتاح شوية.
- لو كويسة ماكنتيش جيتِ هنا، أنا عارفك، كمان مش حابب أحرجك بس أنا سمعت اللي قولتيه لأسماء، أنتِ كان في حد في حياتك؟
- ماكملتش مع أميرة ليه؟
- أحكيلي ممكن أساعدك، هقولك كل حاجة، بس هسمعك المرة دي.
- اتخنقت من الشغل بس.
- وغير الشغل؟
بصيت له وما نزلتش عيني - هو مش موضوع، بس هي مشكلة لما تعتبره موضوع، يعني هو شيء صغير كده ماينفعش تتجاهله، بس هو مش كبير علشان تركز عليه.
- مش هو بيوجع؟ يبقى كبير ونركز عليه.
- برضو مش عارفة أحدد بيوجع ولا لأ، يعني كنت بتجاهل الموضوع وأول ما اعترفت لنفسي بدأ يوجع، ماكنتش حاسة بالوجع ده.
- مش قولتيلي قبل كده نص التعافي هو الاعتراف.
- بس دا في المواضيع اللي ينفع نعترف بيها يا أحمد.
- هو معقد أوي كده؟
- لا بسيطة، كله بيعدي.

هو فعلًا كله بيعدي؟ مش عارفة بس أنا في حاجات من سنين ولسه وجعاني للنهاردة، مش عارفة إيه مفهوم إنها تعدي بس لسه بتوجع كأنها لسه حاصلة.
- أخيرًا فتحتِ الرسايل، تعالي ننزل الجو تحفة.
- معلش يا أحمد مصدعة.
بليل بعت - أنا من وقت ما جيت وأنا بنزل لوحدي، بطلي رخامة بقى، تعالي نتكلم شوية.
- للأسف قررنا هنعمل إيه أنا وأسماء.

سيبت الموبايل وقعدت قصاد أسماء، قربت العصير مني - وقالك إيه تاني؟
- إحنا جايين هنا نتكلم عليه؟
- حنان ما هو سابها يعني في فرصة، بتهربي من إيه بقى؟ وبعدين بقولك اشتكالي امبارح إنه كل ما يكلمك بتقفلي الكلام، أنتِ متخلفة يا حبيبتي؟ ما هو قدامك أهو.
- أسمعه علشان إيه يا أسماء؟
- علشان بتحبيه.
- مش كفاية، حاولي تفهمي، أحمد خارج من علاقة وعاوز يسد الفراغ ده بيا، مش بيا تحديدًا، بأي حد، لو سمعتله هينجذب غصب عنه، بس هيبقى موهوم علشان مافيش حب بيجي كده.
قلت بصوت واطي - أنا حاسة إن كرامتي اتجرحت ودي مش هقدر أسامحه عليها رغم إنه ما غلطش.
- بحسك بتعقدي المواضيع أوقات، ما ينجذب ويحبك ما ده اللي إحنا عاوزينه.
- مش دا اللي أنا عاوزاه، أنا عاوزة أتخلص من وجعي ده وبس.
- أنتِ بتحبيه أوي بجد؟
بصيت لها وحسيت عيني بتدمع - لما شوفته أول مرة عرفت إني هحبه، أحمد شبهي أوي على فكرة، هو بس نظرتنا للحياة مختلفة، حسيته أكتر إنسان مناسب يكون معايا، يعني مش سهل نلاقي شخص قادرين نوصف له كل شيء، نحب نسمعه، أنا بحبه يحكي أوي يا أسماء، بحس إني بدخل جواه وبرتب كركبته دي، وبحس إني شخص مميز علشان اختارني يحكيلي، أوقات بكون عاوزاه يحكي وما يوقفش، يفضل يتكلم وبس.
أنتِ عارفة وجع ده لما الكلام منه يتقلب على بنت تانية؟
حركت القلم في شعرها - طب ما ننزل بوست نكتب فيه كل ده ونعمله منشن ونقول مقصودة، حنان مالك؟ هتموتي مني ولا إيه، خلاص بلاش بوست، نبعتله رسالة على الموبايل ونقوله الحدق يفهم.

تصدقوا القضايا وحشتني، أنا مضطرة أودع الجو اللذيذ ده، بصيت من الإزاز لقيته واقف تحت، والهروب اللذيذ ده كمان، أنا شكلي وأنا بهرب منك اكتشفت إني مش هعرف، يلا نتقابل في موڤ أون تاني نكون أقوى فيه من كده.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


ظبطنا الشنط وقررنا نسافر بكرة، بس قولتلها إني محتاجة اليوم ده لوحدي، بليل هنتعشى سوا وننام بدري.
بعتت لي رسالة لما نزلت - أحمد جايلك على فكرة.
- ومين قاله إني نزلت!
- ما هو سألني وأنا قولتله.
- هو أنتِ يا بنتي ما بتشغليش مخك ده خالص!
- اسكتي أنتِ ما تعرفيش مصلحتك فين.

هو لو في اختيار بين الصداقة والحب هختار إيه، هختار الحب مع شخص أقدر أصاحبه، أصل شيء واحد مش كفاية والحياة صعب تمشي بشيء واحد.
- الجو جميل.
بصيت جنبي لقيته حاطط إيده في جيوب البنطلون وبيبتسم.
- إيه دخلة التسعينات دي.
- تعرفي يا مادموزيل حنان، أنا رائع جدًا في تحديد الجو الجميل.
ضحكت - والله بجد؟
- أينعم، ثم إني ماعنديش مانع أبدًا إني أعلمك إزاي تستمتعي بالجو، إحنا في خدمة الجميلات.
- متشكرة جدًا يا أحمد أفندي، بس أنا ..
- العفو يا حنان هانم، ومن غير بس، إحنا نفطر وبعدين نكمل الفيلم المصري القديم الحلو ده.
اتنهدت - كنت حابة صدقني بس أنا عاوزة أفضل لوحدي شوية.
قعد جنبي - جميل جدًا، اقعدي لوحدك معايا شوية.
بصيت قدامي - مافيش فايدة.
- هو أنتِ ليه بتهربي.
اتخضيت وبصيت له على طول - وههرب منك ليه؟
- ماكنش قصدي مني، قصدي بتهربي بصفة عامة، ليه كمان مش بتحكي اللي مزعلك، أنا طلعت أبسط منك، يعني سهل أقول إني فشلت في علاقة وإني حاولت وفقدت طاقتي، وإني بحاول أستعيد نفسي تاني، سهل أوي، دا يخليني أبقى بخير بسرعة.
حسيت إني محتاجة أكلمه أوي - سهل فعلًا، طب لو هي مش علاقة ولو الطرف التاني مايعرفش ولو أنت حبيت واتوجعت من غير علمه، هتقول دا إزاي؟
- هقول إني توقعت إني لقيت الشخص اللي هحبه، واتضح إنه مش هو الشخص ده، فأنا هحاول أتعافى علشان لما يجي الشخص المناسب أقدر أستقبله.
- ولو هو مناسب؟
- مشكلة برضو، طب ما نحاول معاه، يعني أنا مش هينفع أحاول علشان هي اتقفلت، ليه أنتِ ما تحاوليش؟
بصيت له بعصبية - أنت عاوزني أنا أروح أقول لشخص إني بحبه!
- ماقصدش ده، بس في طُرق تانية كتير، يعني لو أنا أعرف مين ممكن أتكلم عنك قدامه وأفهم هو بيفكر أصلًا أو ممكن يفكر أو لأ.
- وبعدين؟
- وبعدين لو طلع إنه مش بيفكر خالص، يبقى نحاول نتعافى بقى، طلع إنه ينفع، يبقى دي نقطة نستغلها.
- أحمد أنا مفهومي مختلف عنك، أنا بنت، أنا لازم أحس إني مرغوب فيا وإن الشخص جالي بإرادته من غير مؤثر عليه، أنت علشان راجل مش هتفهم كلامي ده، أنا ما قدرش أقلل من نفسي علشان مخلوق حتى لو روحي فيه.
سكت شوية وبعدين سألته - أنت ليه مش زعلان زيي؟ يعني ليه مش منهار كده على علاقة فاتت، ولا أنتوا مش بتحسوا ولا إيه.
ابتسم لي - كنت زعلان فترة طويلة قبل ما تنتهي، ولما انتهت الزعل مشي، أنا اكتشفت أني بدور على شيء مش موجود، في حاجة ناقصة ومش عارف إيه هي، أنا ارتحت أوي أول ما انتهت، أميرة كويسة جدًا على فكرة، بس عارفة لما تحطي مثلث جنب مربع وعاوزاهم يلزقوا في بعض؟ مش هيعرفوا.
اتريقت - لا ينفع، المربع يطلع فوق شوية ويلزق في ضلع المثلث أو العكس.
- حلو، دا في حالة لو في رغبة في التغيير ده.
- طب وما تغيرتش أنت ليه؟
- علشان مش حاسس إني هلاقي تقدير على ده.
- سيبك من حصة الرياضة دي.
- كنتِ فاشلة فيها؟
- يا بني أنا كنت شطورة في كل حاجة، المحامي لازم يكون شاطر في كل حاجة.
- كنتِ قولتيلي مرة إن مش كل شيء بنحبه ممكن يبقى مناسب، بس كل شيء مناسب ممكن نحبه، أنتِ مقتنعة بالجملة دي؟
- بنسبة كبيرة هي صح، المناسب وجوده هيبقى فيه راحة، فبنسبة كبيرة هيبقى في حب، أنا ضد تعميم العبارات، لكن هو لو بيت فيه كل اللي بتمناه ومناسب لشخصيتي وأفكاري، مش هحبه ليه؟
- دا للبيوت، طب والأشخاص؟
- الأشخاص كمان بيوت يا أحمد، طالما بنسكنهم أو يسكنونا نبقى بيوت.
سرح شوية وكنت لسه هقوم، بس لقيت أسماء وصلت لينا، ضغطت على الكلام وهي بتقوله - ها يا حنان، نقوم؟
ماكنتش فاهمة هي بتتكلم كده ليه، هو سألها - رايحين فين؟
قالتله - محتاجين ننسى ونقعد لوحدنا شوية.
كان باين عليه مستغرب كلامها زيي، سألها - تنسوا إيه مش فاهم، أنتِ بتتكلمي كده ليه؟
وقفت جنبي - ما هو أنت لما تبقى تفهم بقى ابقى تعالى اتكلم، لما يكون حد مش عارف بقى يبقى مايتكلمش.
همست لها - بتعملي كده ليه؟
همست زيي - بحاول أفهمه من غير ما نقولها صريحة.
حطيت إيدي على بؤها - يلا قدامي وما تنطقيش كلمة تانية.
هو وقف هو كمان وسألنا - مالكم بجد، في إيه يا أسماء؟
بعدت إيدي بإيدها - هو الإنسان مننا إيه غير عقل؟ وقلب يا أستاذ أحمد بس أنت ما بتشغلهوش، بعد إذنك إحنا مش فاضين.
شدتني من إيدي ومشيت، أنا ماشية وراها مصدومة، ما هو حد يتبرع لها بعقل علشان كده مش نافع.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


- شكلكم قمر مع بعض، على فكرة الواد ده معجب بيكِ والله، عاملة نفسك فاهمة كل حاجة، هو الراجل بيلجأ للبنت ليه يا حنان إلا لو بيحبها.
- ..
- أصل هفهمك، كان ممكن يحكيلي أنا على فكرة، كان ممكن يحكي لواحد صاحبه، بس هو اختارك، دا مش راحة، دا إعجاب وحب صدقيني.
- ..
- هو دلوقت أكيد بيفكر في كلامي وهيفهم، لو مافهمش يبقى غبي.
سكتت شوية وبعدين قالت بصوت عالي - الحقي دا بعت لي رسالة، بيقولي أنزلك بليل وتتعشوا سوا من غير ما أقولك، اعتبريني ما قولتش.

أخدت حباية للصداع علشان الراديو المتنقل ده ماكنش عاوز يفصل، هو بجد دي الأجازة اللي هفصل بيها؟ دا أنا صدعت واتكركبت أكتر، كانت بتقنعني أنزل وإنه آخر يوم، أنا نزلت بس مش علشان آخر يوم، علشان أتخلص من عقدة العشا دي، من وجعي كل ما أفتكر الموقف، أتمنيت يكون ذكرى حلوة تمحي اللي قبلها.
لبست واتخانقت أنا وهي شوية إني أخلع النضارة، بس نزلت بيها، أصل لما أتوتر أحرك إيه غيرها يعني؟ ما هي بتنقذني.

ماشية في طريق برسم نهايته زي ما بتمناها، تايهة، كان وقتها الوجع خفيف وجميل، وجع قادرة أستحمله وأتريق عليه، هو أنا ليه اتعلقت بأحمد كده؟ أحيانًا لما كنت بركز معاه وهو بيتكلم، عقلي كان بيرسم أشياء كتير، مكان هادي كله شجر، مافيش فيه غيرنا، نتكلم أو نسكت، المهم نتشارك، الوحيد اللي حسيت إني عاوزة أمشي معاه طريق طويل.

لما شافني قرب مني وكذب - إيه ده؟ كنت بحسبك نايمة دلوقت.
- طب ما تستعبطش، أسماء قالتلي.
دخل صوابعه في شعره وهو بيبتسم - شكلي وحش صح؟

في وقت تاني دا كان هيكون تحقيق حلم، الحياة أهدى ما يكون دلوقت، وقت جميل، وجو جميل، وحبيب جميل.
قولتله وأنا بقعد - ما أنا قلت أكيد في شيء مهم أوي.
- الحقيقة أيوة، أصل أنا فكرت كتير، قولت لازم أنصحك، أنتِ كتير نصحتيني وبهدلتِ لي حياتي.
- أنا!
- فقولت لازم أنصحك، يعني زعلك، مش شايفك واخدة الحياة ببساطة زيي، ما تزعليش عليه، أصل يعني الحياة مليانة رجالة، ولو كل واحدة زعلت على واحد كتير هتدي فرصة للي بعده إزاي؟ دا تسيّب ماحبهوش.
- وأنت واخدها ببساطة قصدك مش زعلان علشان سيبت أميرة؟
- زعلت على العلاقة ما أنا إنسان عادي.
- طيب ما تسيبني أزعل على العلاقة أنا كمان.
- بس أنتِ قلتِ إنه ما يعرفش، بقت علاقة منين، وعلى فكرة ما يستاهلكيش، أي واحد بيعيط واحدة ما يستاهلهاش.
- طب ما إحنا بنعيط على كل حاجة، هو ذنبه إيه.
- ذنبه إنه ما يعرفش، مابيحسش يعني، هيحس بيكِ بعدين إزاي!
- أيوة ما هو لو عرفني هيحس بيا، بس هو ..
- شايف إنك بتدافعي عنه!
- أيوة علشان مالهوش ذنب في حاجة.
- مش أنا راجل يا بنتي وعارف الصالح من الطالح؟ بقولك دا طالح، حقك عليا أمنعك من العبط ده أصلًا، أنتِ هبلة بتموڤي أون من علاقة مابدأتش أصلًا؟
ضحكت - دا أنت لو عرفت إني مش عارفة كمان هتموت.
- لا ماتقوليش كده، مافيش علاقة ولا حاجة إن شاء الله، أصل بصي هقولك حاجة، فكرت كتير امبارح، في حاجات كتير أوي، كنت عاوز أبعتلك تشوفي كل الكركبة دي وترتبي معايا، بس منعت نفسي، أصل كل حاجة بتحصل باجي أقولك ودا مش حلو، اكتشفت فجأة إنه مش حلو، هو ليه ماينفعش نكون سوا، ما إحنا سوا أصلًا، يعني بجد دماغي فضل يشتغل كتير أوي واللي هو يعني، هو أنتِ ساكتة ليه!
- بسمعك.
- ماشي ما هو مش لاقي كلام، يعني.. أنا والله كنت مجهز حاجات كتير.
- نتمشى؟
وقف لما أنا وقفت، كنت لسه هتحرك بس وقفني - أنا حسيت إني بغلي لما عرفت إن في حد بتفكري فيه، في حاجات كتير باخد بالي منها، يعني مثلًا أنا كنت بغير على أميرة غيرة الراجل الطبيعية على أي شيء معاه، إحنا بنغير على البنات في الشارع اللي ملناش علاقة بيهم، بس إمبارح كان إحساس مختلف، مش مجرد إني متضايق وعاوز ده يقف، حنان أنا عاوز فرصة.

مشيت من غير ما أتكلم، وهو كمان مشي جنبي، تقريبًا بحقق أحلامي كلها في يوم، ممكن أقول بعدين إن الزمن رق ليا يوم كامل، قرّب مني أحلامي وقالي عيشي وماتخافيش.
نسمة برد خفيفة، وسكوته.
كان بيبص لي كل شوية، سألني - اللي بينا ثابت مهما حصل، صح؟
- البحر بيخوف أوي بليل.
- بتخافي من إيه تاني؟
- الضلمة، الأماكن الضيقة، الأماكن العالية، الحيوانات كلها، بداية كل الأشياء، البُعد من غير سبب.
- بتخافي من البُعد؟ بتعملي إيه طيب؟
- أنا بحارب كل شيء بالغياب، ومش بيكون عقاب لحد أو لشيء، على قد ما هو محاولة إني ألاقي نفسي في مكان أفضل أو أرمم نفسي في مكان أهدى.
- طب ما أنتِ بتبعدي أنتِ كمان.
- لا يا أحمد، أنا عمري ما سيبت إيد حد، ولا عمري خوفت حد من بُعدي، أي حد في حياتي متطمن إني هفضل موجودة طالما هو محافظ على ده.
- هو ليه الإنسان يكون قريب من راحته طول الوقت، ويدور عليها في مكان تاني؟
- يدور علشان يتعب ويروح لها تعبان فتريحه.
- أنا كل ما بفكر في شيء بلاقيه فيكِ، ومش عارف والله إذا كان كل شيء عاوزه موجود، أنا تايه وبدوّر بعيد ليه.
- ....
- طيب ردي على طلبي، هتديني فرصة؟
- لأ.

حنان سعيد. 💙

04 Oct, 22:52


كملت الطريق لوحدي، حابة أحمد ربنا على النعم البسيطة اللي من غير فلوس أو جهد، زي شكل السما والنجوم، زي نسمة البرد بليل، زي ريحة الفجر، زي البحر، ماكنتش عاوزة أطلع لولا إن أسماء اتصلت.
لما طلعت واتكلمنا، قعدت قدامي وهي متعصبة - لا بقى اشرحيلي، هو إيه اللي لأ؟ قولتيله لأ ليه! ما صدقنا نطق.
سندت على السرير علشان أرتاح - كده أقدر أبدأ علاقة مع أحمد وأنا راضية، كرامتي اللي اتجرحت اتداوت.
- حنان ما تهزريش!
- سيبيه يفكر يا أسماء، سيبيه ياخد وقته، أنا خلاص أيقنت إني مش هينفع أكون مع غيره، وإني كمان مش هقدر أجتاز، أنا بديله وقته بس، سيبيني أنا كمان أفرح بمحاولاته، عاوزة أحس إني شخص يستاهل محاولة يا أسماء، دا كتير عليا؟ فاكراني مش فاهمة؟ أنا عارفة إن أحمد معجب بيا من قبل ما يدخل في علاقة أصلًا، هو اللي مش مدرك ده، علشان كده كنت ببعد احترامًا ليها واحترامًا لاختياره، كل مرة بيجي يشتكي بصلّح بينهم علشان أقتل فيا أي شعور تجاهه، أنا حاسة إني تعبت في الوقت ده وماعترفتش ودلوقت بدفع تمن سكوتي، لعلمك أنا مش زعلانة منه، أنا مش هعرف أزعل منه، أنا سيباه يتوه ويتعب، يلف العالم كله ويجيلي في الآخر، هيلاقيني مستنياه عادي، مش علشان أنا مراهقة هبلة بضيع وقتي على شخص، علشان عارفة نفسي وعارفة دماغه هتوصله لفين، أحمد ما يقدرش يكمل من غيري، سيبيه يكتشف ده على مهله.

لبست النضارة ومسكت كتاب أقرأه بابتسامة، قلبي سعيد وبيدق بهدوء وامبساط، ممكن بعدين أقوله إني كنت بحبه هو، ممكن، مش عارفة، علشان احتمال كبير ما قولش.
بعت رسالة - هو كان لازم أحس إن في شخص ممكن يدخل حياتك علشان أدرك كل ده؟ يعني ماكنش ينفع تبقى بسيطة وسهلة من الأول؟ في تفكير أهبل عندي هقولهولك لإني متعود أقولك، حاسس إنه مش هينفع يا حنان، مش هينفع يكون في شخص تاني يكلمك زيي ويجي يشتكي من أقل شيء، يعني أنا وقتها هكون فين؟ أنتِ برضو المفروض تكتشفي ده زيي، هو جواكِ مشاعر تجاهه لسه؟ أنا بجد رأيي إنك ما تحاوليش في العلاقة الهبلة دي، ما هو مش حاسس بيكِ.
وكمان بتقوليلي لأ ليه؟ لأ دي يعني مش هنبقى صحاب حتى؟ أنا أصلًا مابقتش حابب نكون صحاب، أنا مش عاوز ده، مش هغصبك على فكرة، بس ما تفكري، مش عندك عقل زينا؟ فكري، أنا مناسب لدماغك أوي بجد، مش لازم تشوفي ده كفاية أنا شايفه، اقتنعتِ؟ ما تقوليش لأ.
رديت عليه - أنت ما نمتش ليه؟ مش هتسافر معانا بكرة؟
- شايفة مهتمة إزاي؟ اهتمامك بان.
- ..
- طب بلاش هزار بقى بجد، هو سؤال بس وجاوبيني بصراحة، هو أنتِ بتحبيه؟ لو آه صدقيني هبعد.
- أيوة بحبه.
- خلاص هساعدك تنسيه، ما هو ملهاش حلول تانية.
- وافرض ما نستهوش؟
- أيوة كده خلينا نفكر سوا، ومش هتنسيه ليه، يعني هو الديناصور المنقرض! المهم أوعي تعرفيه علشان خاطري، يعني استني كده خدي وقتك.
- أحمد الدنيا مش بالبساطة دي.
- لأ طلعت بالبساطة دي، أنا اللي كنت معقدها وغبي، أنا اللي طريقي قدامي وماشي أجرّب في الطرق اللي حواليا لحد ما تعبت، أنا أصلًا والله ما فاهم إحساسي إزاي مسيطر عليا كده، ما أنتِ قدامي طول الوقت، هو بجد بنحتاج نحرك الأشياء علشان نشوفها؟ علشان ما نألفش وجودها وبس.
- يعني أنت شايف إني ماعرّفهوش؟
- بجد أيوة، صدقيني لو أخدتِ فرصة هتلاقي كل ده اتغير.
- وأنساه؟
- لا أنتِ مش فكراه علشان تنسيه، ما توهميش نفسك.
- وأطلعه بره حياتي؟
- هو دخل؟ تتكسر رجله، لا هو مش جوه علشان يخرج بره.
- أحمد أنت معتقد إن شعورك ده من يوم؟
- أنا عقلي ساحلني تفكير والله، ما هو مستحيل أكون غبي بالشكل ده، ويعني إيه أدخل علاقة وأنا بحب واحدة تانية وأنا مش مدرك، هو أنا مُغيب؟
- مافيش شعور زي ده بيتخلق في يوم.
- إحنا نسيبنا من السفر وننزل نتمشى بعد الفجر، ونتناقش في الموضوع الهام ده، موضوع مهم بجد وعاوزين نتكلم فيه.
- لازم أسافر علشان شغلي.
- ما هو أصلًا مراتي مش هتشتغل، ما تتعبيش نفسك.
- كُل جاتوه.
- في الفرح إن شاء الله.

لحظة اكتشاف إن الشيء الناقص جواك السبب فيه ورد كان في أوضتك مش منتبه له، مسبب لك إحساس جميل بوجوده، بيدبل ويختفي، وتفضل تدور عن سبب اختفاء الإحساس الجميل، لحظة وصولك لأول خطوة في طريق صح بعد ما جريت ألف طريق غلط، اللحظة اللي بتلاقي فيها نفسك بعد ما تاهت منك مدة طويلة.
كنت ماشية معاه، بعد الفجر زي ما طلب، بس المرة دي إيدي سيباها في إيده.
رفع النضارة من على عيني وسابها في إيده.
اتضايقت - ليه!
- بحسك معقدة وأنتِ لبساها وأنتِ أصلًا هبلة.
- قلبي متطمن يا أحمد.
- أكتر شيء بحبه فيكِ هو دخولك بإحساسك مرة واحدة واقتحامك الموقف.
- وأنت؟

حنان سعيد. 💙

29 Sep, 21:11


اللهم لا تدع داعيًا إلا أجبته.
ولا مكسورًا إلا جبرته.
ولا غائبًا إلا رددته.
ولا أسيرًا إلا فككته.
ولا مظلومًا إلا نصرته.
ولا ظالمًا إلا خذلته.
ولا سحرًا إلا أبطلته.
ولا حسدًا إلا أذهبته.
ولا ضرًا إلا كشفته.
يا ملين الحديد، يا مقرب البعيد، يا منجز الوعيد.

حنان سعيد. 💙

08 Sep, 20:03


وأنا مثلك، زلزلتني المواقف وتركت ورائها جسدًا ضئيلًا ينتفض كلما فاجئه طريق لا يعرفه.
لكن ربما لو جمعتنا الظروف يُطفئ الخوف وتُضاء شعلة الأمل من جديد.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


- ولا يا أسماء، أنا متعصبة أوي، هو ما بقاش يرخم عليا ليه؟
- ‏الراجل يضايقك تزعلي، يسيبك في حالك تزعلي، يا شيخة إيه يا شيخة.
قولت بسرعة - لا لا طبعًا مش زعلانة، أنا يعني بس مستغربة مش أكتر وكمان بقاله كذا يوم مش موجود، بسأل عن زميل ليا عادي.
- كنت سماعهم بيقولوا إنه وقع وهو بيلعب كورة ورجله اتكسرت.
قلبي اتقبض - طب ليه ما قولتليش!
- عادي يعني مش موضوع مهم ولا سيادتك ليكِ رأي تاني؟

طب رجله اتكسرت مش إيده اللي اتكسرت ولا لسانه اللي اتقطع، مش بيبعت رسايل ولا ريكوردات ليه يضايقني برضو؟ إيه علاقة إن رجله مكسورة بالموضوع! رجالة بتدلع.

- مش هتقوليله ألف سلامة؟
- ‏أنا! دا أنا لو هموت، أنا أبعتله رسايل؟ عمري.

طب أبعتله أقوله إيه، ما هو أنا مالي؟ وبعدين أحسن علشان أنا بكره الكورة أصلًا.
في إيه يا حنان؟ الموبايل في إيدك ال 24 ساعة، ما يصحش كده يعني.
كل شوية بفتح الشات إني أبعتله وبعدها بقفله، رميت الموبايل بعصبية، يعني لما رجلك تتكسر وتسكت كده، أومال لو مُت بقى هتعمل إيه! هتسكت خالص! دا أنا أروح فيك في داهية.

لقيت رسالة باسمه فصرخت من الخضة، مسكت الموبايل بسرعة.
- الله يسلمك يا ستي، متشكر أوي بجد على سؤالك.

قلبي هدي وبدأ يدق بهدوء عادي، ابتسامة غبية مش عارفة أوقفها، وعنيا حاسة بيها بتلمع.

كتبتله - بس أنا ما قولتش ألف سلامة.
- وما بتقوليش ليه؟
- ‏لسه عارفة من شوية بصراحة.
- ‏والشوية دول مش وقت؟
- ‏كإنك بتعاتبني؟
- ‏عامةً قولت أطمنك، أكيد قاعدة قلقانة ومش على بعضك.
ضحكت - يا سلام؟ ليه يعني من بقية أهلي؟
- لحظة! يعني لو حصل لي حاجة مش هتزعلي؟
- ‏عادي يعني، أكيد هزعل.
- ‏حنان أنا تعبان أوي ومحتاجلك والله.

كان في حاجات كتير بفكر فيها وفي طريقة حدوثها، زي مثلًا فكرت هقابلك إزاي؟ هكون يومها مبسوطة ولا هتكون الشيء اللي هيبسطني وقتها؟ فكرت في اللحظة اللي هسيب فيها خوفي وأقتنع إن نقطة الأمان الوحيدة ليا، في طريقة دخولك جوايا، هحس بيها ولا هتفاجئ في يوم الصبح مثلًا إن جوايا شخص.

- بس، هو علشان كده، حاسس إن ناقصني حاجة كبيرة، كنت متعود ألعب كورة كل يومين تقريبًا، حاليًا بقالي كذا يوم لأ، ولسه قدامي كذا شهر على ما أقدر أعمل ده، مخنوق أوي بجد.
قولت بعصبية - يعني دا اللي مضايقك!
- أيوة، حاسس إنه إدمان كده وبتخلص منه.
مش عارفة ليه قولتله كده، بس كتبتها وخلاص - أحمد أنا مش بحب الكورة.
- أحمد؟
اتحرجت أوي، حاولت أصلح الموقف - ما تسبش المهم وتركز في تفاهات.
- وهو إيه المهم؟
- ‏وأنت مالك؟
- ‏متعصب ليه بس يا نرفوز؟
- ‏يييييي، ما تقوليش يا نرفوز دي.
- ‏حاضر، بس خليكِ معايا.

وبعدين بقى في إحساس الأم اللي طاغي عليا ده، المصيبة إني عاوزة أحضنه وأطبطب عليه، بس بجد زي أم وابنها، مش حاجة تانية، يا شيخ منك لله.

كلمتك قبل كده عن ألطاف بتحصل وقت ما الإنسان بيزهد في الحياة فبتحببه فيها تاني؟ عندك مثلًا أنا عايشة حياتي بحاول أخلّص اليوم علشان أعيش اليوم اللي بعده وفجأة اكتشف صوتك!
أنا أصلًا مش فاهمة يعني إيه الشيء اللي كنت بسمعه عادي ومش بركز، فجأة يتحول لشيء لما بسمعه قلبي بيرتخي، وكإنه أخد نصيبه الحلو فارتاح.
ما توصفش أفكاري بإنها طفولية، أنا أحيانًا بركز في صوتك وأنت صاحي من النوم ومش باخد بالي من الكلام نفسه، عقلي بينسج منه ورد، وبحاول أخبيه جوايا خوف إنه يجي وقت ويختفي.

- أنا بقى عاوز أتحرك وزهقت، أنتِ مش بتيجي معاهم تزوريني ليه صح؟
- ‏أزورك فين!
- ‏على سطح بيتكم.
- ‏خف العسل.
- ‏ما تعرفيش أجر زيارة المريض؟
- ‏علشان تبقى تلعب كورة أوي.
- ‏يا بنتي هي ضرتك؟
- ‏بتعصبنييييي، بكرهها، وما بحبش أي حد بيحبها، حلو كده؟
- ‏على كده بقى لو اتجوزتِ واحد بيحب الكورة هتنتحري؟
- ‏وأتجوز واحد بيحب الكورة ليه!
- ‏إيه هتحطيها شرط!
- ‏بص أنا كائن بيتوتي، بحب البيت وبحب جو البيت وبحب الحاجات اللي بنجهزها علشان نستمتع بجو البيت، أوقات بحب أخرج عادي لكن دا مش كتير، وعاوزة واحد زيي، يكون شايف البيت المكان اللي بيرتاح فيه ويترسم في عقله إنه المكان الوحيد اللي هيسعده، لكن لما يكون مبسوط أكتر وهو بيلعب كورة ولا وهو قاعد مع صحابه، أنا بقى في حياته بعمل إيه!
- ‏مش هيكون مبسوط أكتر، بس حاجة بتفرحه، هتمنعيه عنها كمان، دا أنتِ مفترية.
- ‏ما هو علشان كده بقول يكون مش بيحبها أفضل، علشان ما منعهوش عنها وأبقى مفترية.
سكت كذا ساعة وبعدين بعت - بجد مش عاوزاه بيحب الكورة؟

سيبت الموبايل وأنا بضحك، أوقات بحسه طفل من أسلوب كلامه، والمشكلة إن دا بيخلق فيا عاطفة تجاهه، عاطفة إيه إحنا هنستعبط! دا أنا ماسكة نفسي بالعافية إني أقوله بحبك.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


حبي للصبح زاد، وحبي للحياة نفسها اختلف، بقى عندي شغف لكل حاجة وطاقة لحاجات كتير كنت مأجلاها.
الصبح وصلت وأنا بدندن قصيدة، حاسة إني هغنيلهم النهاردة.
- صباح الخير يا ولا يا سمسم.
ضحكت - ‏يا أختي صباح الورد يا أختي.
- ‏مين هيتعزم على الغدا النهاردة؟
- ‏أوعي تعشميني وتخلي بيا.
- ‏عيب عليك.
- ‏مالك مبسوطة النهاردة؟ هو ما ضايقكيش؟
- ‏بتسألي أسئلة لونها أصفر يا أسماء، ما تبقيش خبيثة.
- ‏بعمل نفسي مش ملاحظة وكده، المهم أستاذ محمد سأل عنك.

روحت له، قابلني وهو بيضحك ومبسوط أوي لدرجة إنه كان هيمد إيده يسلم عليا.
- تعالي اقعدي اقعدي.
- ‏أسماء قالت إن حضرتك عاوزني.
- ‏أيوة، جالنا إعلانين النهاردة بفلوس كتير أوي، منهم مشروع لعمل بريد للرسايل اللي بتقوليها، بس بشكل متحضر شوية.
- ‏طب دا شيء كويس أوي.
- ‏أنا مبسوط جدًا بنجاح البرنامج يا حنان.

فضل يحكيلي عن احتياجه للفلوس دي علشان عملية بنته وإنه كان يائس وربنا حلها من عنده، فكنت ببتسم بجاريه علشان ما يتحرجش وخصوصًا إني فعلًا كنت مبسوطة من لطف الله وإنه جعلني سبب.
لما خلصت روحت لأسماء علشان أحكيلها، لقيتها بتقولي إن أحمد كان هنا وسأل عني.
استغربت - إزاي دا مش بيدوس على رجله أصلًا!
- ما هو كان بعكاز كده، بس كان جاي مبسوط.
- ‏الناس كلها مباسيط النهاردة.

اتصلت بيه كتير بس ما ردش، ولما روحت بعتله رسايل ما ردش عليها برضو، فضلت قلقانة لحد الساعة 11 بليل لما بعت رسالة وقال مافيش، بس!
- هو إيه اللي مافيش؟ كنت فين طول اليوم ومش بترد ليه! وبعدين كنت جاي تسأل عليا ومشيت من غير ما تشوفني.
- ‏عادي.
- ‏لأ أنا ماليش خلق للردود دي، هتسكت هسكت أنا كمان عادي.
- ‏بصي بقى علشان أنا ما ليش في النظام ده، هزارك وضحكك مع رجالة، دا أنا ما قبلهوش، دا كان ناقصكم اتنين ليمون، أنا ما بحبش القرف ده.
- ‏قرف!
- ‏احمدي ربنا إني اتحكمت في أعصابي ومشيت، علشان كنت هسحبك من شعرك.

كان في ردود كتير أوي في بالي، منهم إني أحرق دمه ببساطة وأقوله إن مافيش بيني وبينه حاجة ولا هيبقى في علشان يعلق كده، أو أشتم حتى علشان اتهامه ليا وكلامه معايا بالأسلوب ده، بس الدموع خنقتني وسكت.

شوية وبعت - لو سمحتِ ردي وما تسكتيش.

قفلت الموبايل خالص، المشكلة إني بعد ما هديت من العياط كرهت نفسي علشان ما ردتش وأخدت حقي منه.
الصبح صحيت مصدعة، اتضايقت إني مسكت الموبايل تاني علشان أشوفه بعت حاجة ولا لأ.
لقيت رسايل كتير أوي بيعتذر فيها، بس عنيا وقفت عند كلمة "أنا والله عيطت في الشارع علشان شوفتك بتضحكي معاه كده، حقك عليا".
كنت هرد على الرسالة دي بس وأقوله اتفلق، بس ما عملتش كده، لو دا أسلوبه لما بيتعصب، معنى كده إن كل خناقة هتحصل بينا هيجرحني بالكلام، يبقى بلاش من الأول، عملتله بلوك.
أسبوع حاسة إني مش في وعيي، ما خرجتش علشان عارفة إنه هيروح هناك، أسماء قدمت البرنامج يوم الخميس قراءة لرسايل بس، علشان أنا اللي بكتبه مش نافع يتقال.
الخميس اللي بعده سمعت صوته.
"كام مرة أكتبلك مراسيل ومابتوصلش؟
أنتِ اللي دايمًا بتقولي على الرسايل مراسيل، مشيتِ وسيبتِ كل حاجة منك في إيدي، بقيت أكتبلك كلامك وبرضو رافضة تقرأي.
كان فاضل لسه خطاوي، كان لسه في الحلم باقي، في حاجات كتير حلمت أعملها وماعملتهاش.
ما أنتِ عارفة إن الفيلم مش هيكمل لو وقعت من سطوره البطلة، عارفة إن الطريق مرسوم عليه خطاكِ ومش هينفع يلمس أرضه غيرك، عارفة إني بنطق كلامك ومش حلوة أكتب كلامك لشخص تاني.
أنتِ عارفة كل ده ومشيتِ!
مش عاوز أعرف دي الرسالة الكام، وكل رسالة بقول عليها أول رسالة علشان ماتوجعش، اللي مضايقني إن مفيش ولا رسالة عاتبتك فيها، ما سألتش أنتِ مشيتِ ليه؟ جيتِ ليه طالما هتمشي؟ بتفتكريني؟ طب باجي على بالك وقت ما بتمطر أو حتى وقت ما تضلم؟
حاسس بعجز، بس هو شعور مناسب لإنسان اتساب على رصيف طريق مشيناه سوا، وخايف لو تعرفي!"

أسلوبي في الكلام، وصوته، الاتنين!
أوقات بندم إني مش بعاتب وبتخانق وآخد حقي وأرتاح، ببعد وأنا ساكتة ودا بيتعبني.
فكيت البلوك رغم إنه كان بيبعت من أرقام تانية، حسيت إني عاوزة أعاتبه علشان زعلني بس ما لقتش كلام.
هو اللي بعت - مش كفاية بقى؟
- ..
- ‏أنا غلطت والله بس بعد كده هفكر في الكلام قبل ما أقوله؟ أقولك على حاجة؟ مش هلعب كورة تاني خالص إلا لو أنتِ طلبتِ.
- ‏..
- ‏شوفتيني وأنا بقول رسالة في البرنامج اللي كنت بتريق عليه؟ حاسس نفسي كلاون أوي.
- ‏..
- ‏نونو أنا آسف.
- ‏نونو!!
- ‏شوف بقى هتسيب المهم وتركز في التفاهات.
- ‏احترم نفسك.
- ‏طب نتكلم جد؟ عاتبي وخرجي اللي جواكِ علشان ترتاحي.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


- ‏أنا بكرهك.
- ‏بس كده؟
- ‏أيوة.
- ‏ماشي، وأنا بحبك.
- ‏تعالالي بقى، أنت إزاي تقولي بتضحكي مع رجالة وتقول قرف؟ أنت عبيط ولا إيه!
بعت لي ريكورد وهو بيضحك، تمام أنا كده اتصالحت، أصلًا عليه واحدة نونو يا حبيبي بتخليني دايخة.
- حقك عليا والله، يومها كنت جاي مبسوط أوي لإنه قالي أبدأ أدوس عليها، فقولت أنتِ أول واحدة أشوفها وأعملك مفاجأة، أنا كنت بتحرق من جوه والله، بصي أصلًا مافيش شغل بعد الجواز.
- ‏جواز مين؟ أنت بتحلم.
- ‏هنشوف.
قُلت وأنا بعاند - ‏أنا أتجوزك! دا قرف.
- والله عارف إنك هتمسكي في الكلمة سنتين قدام، سجليني على الموبايل أحمد قرف علشان ترتاحي.

بصيت لاسمه اللي غيرته كده فعلًا.

- سامحتيني؟
- ‏لأ.
- ‏ما أنتِ اغتابتيني وسامحتك.
- ‏علشان أنت قرف فتسامح عادي.
- ‏يا دي الليلة اللي مش هتخلص.

دا ليلة ومش هتخلص فعلًا، بتضايق واحدة بنات زيي! دوق بقى اللي هتشوفه.

- مش هتغيري اسمي دا بقى؟ عيب يعني جوزك وما يصحش.
- ‏لما أسامحك.
- ‏هتسامحيني وإحنا داخلين القبر؟
- ‏أو آخد حقي منك عند ربنا.
- ‏دا كله علشان قولتلك قرف من سنة!
- ‏سنة و3 شهور يا حبيبي.

"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا."

#أسميته_أحمد.
#حنان_سعيد.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


هو الحقيقة عندي مشكلة في التعبير بالكلام، بس يعني وقتها هلاقي قصص كتير أوي أحكيها وكلها نهايتها هتبقى أنت، يعني مثلًا ممكن أحكيلك عن قلب وقع في أحلامه مات، بس لما شافك اتحققت فيه رجع يدق تاني، أو أحكيلك عن كف إيد أصغر من العلاقات اللي بتدوم، اتعلم إزاي يتحول لبيت يطمن.
أنا كل مرة بحاول أفوق من أوهام كتير وقعت نفسي فيها، بتيجي لحظة صفا مع نفسي أفكر في إن ممكن تيجي مناسب لأحلامي تمامًا فابتسم وأعرف إني مش هخرج من ده.
مش عاوزاك تعتقد إني خيالية وشايفة الحياة من ثقب إبرة زي ما بيقولوا، أنا بس بحكيلك عن الجانب اللي محتاجك.
أسيبكم دلوقت تسمعوا قصيدة للمتنبي.

رفعت شعرها لفوق وقالت وهي بتحاول ملامحها تبان عميقة - لا السيفُ يفعل بي ما أنتِ فاعلةٌ، ولا لقاء عدوي مثل لقياكِ .. لو بات سهمٌ من الأعداءِ في كبدي، ما نال مني ما نالته عيناكِ.
بصيت ليها بطرف عيني - سرقاه من منتدى فتكات؟
- عرفتِ منين؟
- ‏يا بنتي اتهدي بالله الله يهديكِ.
- ‏لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقى، وللحب ما لم يبقَ مني وما بقي .. وما كنتُ ممن يدخل العشق قلبه، ولكن من يُبصر جفونك يعشقُ.
- ‏الله الله يا ست، قولي كمان أنا جايلك من طنطا.
وقفت على السرير وقالت بصوت عالي - أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم.
- يا شيخة دا أنتِ اللي هتجيبلنا صمم، قومي يا بت روحي بيتكم ما تقرفيناش.
- ‏يعني أنا جيالك أفرغ شحنة العواطف دي عندك، تقومي تطرديني.
- ‏ما هو يا أسماء يا حبيبتي أنتِ كل يومين بتحبي واحد مختلف، بكرة هتنسي ده وتقابلي واحد جديد، يبقى مالهاش لازمة الدراما.
قعدت ومسكت فيا جامد - لا لا يا نونو، المرة دي بجد جامد.
- ما هو المرة اللي فاتت كانت بجد جامد.
- ‏لا والله، المرة اللي فاتت كانت بجد بس.
- ‏يخربيت تقل دمك.
- ‏بصي أنا لسه شيفاه امبارح وماعرفهوش أوي، بس يعني بحثت شوية صغيرين وإليكِ آخر الأنباء.
الاسم .. محمود، السن .. 28 سنة، المهنة .. محاسب، الشكل .. مقبول، الطول .. 175 سم، ال ..
قاطعتها وأنا مصدومة - حيلك حيلك، إيه كل ده! يا شيخة إيه يا شيخة!
- لسه ما خلصتش.
- ‏أنتِ شغالة في المخابرات؟
حطت إيدها على قلبها ونامت وهي بتبتسم - لأ، أنا أعمل لدى كلام في الحب.

أسماء التعريف العملي للبلاء، يعني علشان لو حد محتار.
يا ربنا! نسيت أعرفك على أسماء، بص دي شريكتك في قلبي، هو أيوة يعني حبك أنت مختلف، بس دي حبيبتي حبيبتي، وحبيبتي أنا بس يا كوكو، علشان يعني لو عقلك قالك تهزر معاها، تسلم عليها بالإيد، تضحك حتى، هكسرلك أسنانك وأسنانها هي كمان، الحب شيء ووقت الجد شيء وبنصحك بلاش تخليني ألجأ لوقت الجد ده، هتزعل جامد جمودة.
ودلوقت نسمع قصيدة لأحمد شوقي.

- تعرفي إن وأنا بعدي الطريق وقعت في حبه؟
ما ردتش عليها، سيبتها تتكلم مع نفسها علشان هي عبيطة، كنت هقع بس شدتني من إيدي وهي بتضحك - حاسبي لتقعي.
بعدين قالت بصوت واطي - لتقعي في حبه زي ما أنا وقعت.
- يا بت هضربك على وشك في الشارع وشكلك هيبقى إخيه.
- ‏هو أنتِ متعصبة ليه يا نونو؟
- ‏علشان أنتِ عبيطة، يلا بقى امشي بسرعة علشان نلحق نوصل في الميعاد.
- ‏إيه يعني ما نتأخر، دا مدير عبيط، وأصلًا كده كده البرنامج بيبدأ 11 ودلوقت 11 وخمسة، مش قضية يعني، وبعدين أنا مش قادرة أمشي بسرعة.
وقفت وأنا مخضوضة - ليه يا حبيبي مالك؟
- أصل عقلي طول الليل بيجري من التفكير فيه فتعبت.
- ‏طب والله لأسيبك وأمشي علشان تبقي زي المهزأة لوحدك.
- ‏والله حلوة وبتضحك، ما تضحكي ما تبقيش كشرية.

في بالي بيت شعر، بس مش عارفة أفتكره، لكن حلاوته في بالي، فاهم الإحساس ده؟ تقريبًا نفس إحساسي بيك، إن الإحساس موجود لكن مش عارفة أترجمه علشان أنت مش هنا.
جالي اتصال فوقفت قراءة الرسالة، بصيت بعصبية لأستاذ محمد اللي كان واقف بعيد وبيراقب ملامحي، أكتر من مرة قولتلهم يوصلوا المكالمات لما أخلص الرسالة، بيفصلوني!
رديت بعصبية - أيوة.
- أيوة!
انتبهت إني في برنامج والمفروض أرد كويس، إيه أيوة دي هو بتردي على جوزك اللي مزعلك! - أهلًا بحضرتك، تحب توصل رسالة معينة لحد؟
- أيوة يا ريت.
- ‏لمين؟
- ‏ليكِ، هو مش رسالة، هو سؤال لو تسمحي.
- ‏بعتذر لحضرتك والله بس هو البرنامج للرسايل فقط، مش للأسئلة، تحب تسمع قصيدة معينة؟
- ‏لما أسأل السؤال.
- ‏وبعتذر لأستاذ .. ما قلناش الاسم، الاتصال اتقطع، يا ريت يتصل بينا تاني.

هي ناقصة بواخة على الصبح، وبعدين أسلوبه كان حاد جدًا و .. يا نهار أبيض! دا صوت أحمد الزفت.
خبطت على مكتب أستاذ محمد علشان بالله لتقلب خناقة النهاردة، أنا من وقت ما بدأت برنامج الرسايل ده وأنا بقولهم يبقى الساعة 10 علشان الناس تبدأ يومها بيه وهي مبسوطة، فالأستاذ الأفندي المحترم أخد هو الساعة 10 علشان أخبار عن الكورة، ويقولي الناس هتستفاد إيه من الرسايل! قال يعني الكورة بتأكلهم مم.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


لما دخلت لقيت أحمد معاه جوه، من غير أي حاجة وقفت وأنا بزعق - أنت اللي اتصلت صح!
- إيه الأسلوب ده؟ أيوة أنا اللي اتصلت.
- ‏يا سلام؟ ومبسوط أوي إنك اللي اتصلت، دا أنت قاصد تضايقني بقى.
- ‏يا ستي مُتابع وكنت عاوز أسألك عن حاجة، إيه خلتوها عيب؟
- ‏خفة دم ما بحبش.
- ‏لا لا هتطولي لسانك هنزعل جامد من بعض.
- ‏يا سيدي ما نزعل أنت ابن اختي!
وقف قدامي وبقيت رافعة راسي لفوق زي العبيطة علشان أعرف أبصله، قال وهو بيبتسم - ابن أختك إزاي يعني مش فاهم؟
بعدت ووقفت عند المكتب - يا أستاذ محمد دا مش أسلوب، أخد الميعاد اللي اختارته، وبيسفه من رسايل الناس اللي بتبعتها لبعض، والنهاردة اتصل وكلمني بأسلوب حاد خلاني اتعصبت، ممكن بقى أفهم دا اسمه إيه.
- يا حنان ما حصلش حاجة، هو كان فعلًا بيتصل يبعت رسالة لحد.
- ‏لأ قالي عاوز يسأل سؤال.
- ‏ما هو السؤال إنه يستأذن يبعت لحد.
- ‏الله! دا أنتوا طابخينها سوا بقى، طب جميل، أنا ألف قناة تتمنى إن برنامجي يتذاع عندها، وفي آلاف عاجبهم فكرة البرنامج.
بصيت لأحمد وأنا خارجة - اشبع بالمحطة كلها.

أنا فاهمة إن كل حاجة في الحياة أذواق، لكن طالما مش بضايقك ومش بخالف دين ولا بنشر شيء ممكن يضر المجتمع، فاعتراضك دا إيه لازمته مش فاهمة!
- يعني خلاص كده مش هتروحي يوم الأربع؟
- ‏أيوة، خليه بقى يبقى مبسوط كده ومبسوط يعني إني سيبتهاله، أنا حاسة إني هنفجر.
- ‏طب مش هتردي على الرسالة اللي بعتها؟
- ‏أسماء دا باعت بيضحك، كاتب كلمتين وبيضحك جنبهم، قصده يحرق دمي يعني.
- ‏هاتي أرد أنا.
- ‏هتقوليله إيه؟
- ‏مش هو بيقولك مش هنقدر نعيش من غيرك يا أستاذة حنان؟ هاتي بقى أنا أرد عليه رد عنيف أوي.
- ‏أيوة يعني هتقولي إيه؟
- ‏هقوله قلب أستاذة أسماء.
خبطتها على راسها - هو حد لمسك؟ بتحطي اسمك في النص ليه أنتِ!
- يا بنتي ما المشاكل كلها بتتحل بالحب.
- ‏أنتِ حبيتيه!
- ‏لا لسه على عهدي مع القمر بتاعي.

شعور الإنسان وهو بيمثل إن دمه مش محروق طلع أصعب من غسيل المواعين.
ربع ساعة بالظبط ومسكت الموبايل رديت عليه.
- ما تعيشوش عادي، مش فارق معايا.
رد على طول وهو بيضحك - بجد مش متخيل الإذاعة من غيرك.
- هما بيقبضوك علشان تضايقني؟
- ‏يعني غلطان إني بتطمن على زميلة ليا؟
- ‏لعلمك يعني لو فاكر إني متضايقة تبقى غلطان.
- ‏ولا عاوزة تصرخي في حد؟
- ‏أكيد لأ يعني.
- ‏ولا دمك محروق وعاوزة تمسكي دماغي تفشفشيها؟
كتمت صرختي في المخدة وكتبتله - أنا هشتم على فكرة.
- بنت! عيب.
- ‏ ...
- ‏بتسكتي ليه؟ بتعيطي؟ ارجعي الشغل وبلاش شغل العيال ده.
- ‏ممكن تخليك في حالك؟
- ‏مضطر أقدم نصيحتي طالما ما تعرفيش مصلحتك.
- ‏يعني هو لو قولتلك إن الكورة مش مهمة ومش بتفيد المجتمع ولا لها أي لازمة، مش هتزعل؟
- ‏أزعل؟ دا أنا أقتلك فيها، أنا الكورة دي بتجري في دمي.
- ‏تمام ورغم إنها مش بتفيد حد في حاجة بس أنا ما قللتش منها، يبقى أنت مجبر بقى تحترم اللي بقدمه.
- ‏أنتِ بتقارني الكورة بالرسايل!
طلعت لساني - ‏أيوة بتقارني الكورة بالرسايل.
- ‏طب دخلي لسانك عيب كده.
بصيت حواليا بسبب تعليقه وبعدها ما بعتش حاجة تانية.
بعد شوية لاقيته باعتلي - أنا كنت بهزر معاكِ والله ما تزعليش، وارجعي الشغل ما ينفعش بعد ما حققتِ نجاح في شيء تسيبيه، الهروب مش بيبقى حل.

أول مرة يكلمني بهدوء ويعتذر، بس أصلًا كنت هروح لإن أستاذ محمد كلمني واعتذر.

- يا أهلًا يا أهلًا، أستاذة حنان بنفسها؟

يا دي البواخة، هنبدأ رخامة بقى.
وقف قدامي علشان ما تحركش - طيب قولي أهلًا بيك.
- مش هفضل متحكمة في أعصابي كتير.
- ‏هتعملي إيه يعني؟ هتضربيني؟
- ‏ما توصلنيش لده.
- ‏هتضربيني فعلًا!
- ‏مش كفاية رخامة بقى!
- ‏أنتِ مش متخيلة شكلك بيبقى حلو إزاي وأنتِ متنرفزة، يعني ردودك لوحدها بتبقى نكتة، لما بلاقي نفسي مش رايق بقول آجي أرخم عليكِ.
- ‏على أساس إني بنت أختك بقى وكده.
- ‏نخفّ لماضة.

كنت هرد بعصبية بس لقيت عم سيد بيمد إيده بصنية وهو بيبتسم - شاي بالنعناع للأستاذة.
كنت لسه هاخده فأخده أحمد، شرب منه وهو بيقول - تسلم إيدك يا عم سيد، ابقى قلل السكر شوية معلش.
وسابنا ومشي ولا كإن في حاجة.
أنا في حياتي كلها ما شوفتش بواخة كده.

دخلت المكتب ورميت الشنطة في وش أسماء - قومي بقى هاتيلي الشاي بتاعي طالما مالكيش فايدة في الحياة كده.
سابت ورق الإعداد وهي بتضحك - مالك بس، مين ضايقك على الصبح؟
- مين هيضايقني يعني؟
- ‏ما هو كان لسه معايا من نص ساعة وبيتعامل حلو، أنتِ شكلك وشك اللي بيعصبه.
- ‏أيوة أصل لابسة خمار أحمر.
- ‏ودا إيه علاقته؟
- ‏ما هو اللون ده بيعصب الثور.

حنان سعيد. 💙

01 Sep, 20:57


بليل حسيت بتأنيب ضمير إني قولت ده، يعني هو أنا ناقصة شيل ذنوب.
بعتله رسالة وكانت أول مرة أبعتله - أنا اغتابتك النهاردة، لو هينفع تسامحني.
وسيبت الموبايل ونمت من التعب، هو أي قرار بسيط، بس اليوم اللي بعملها وبنام فيه بدري وبصحى فيه قبل ما الشمس تطلع، بقف من بعيد أراقب لون السما وهو بيتغير، حاضنة في إيدي شاي طالع منه ريحة ورقتين نعناع، لسعة برد خفيفة ونقاء بيغسل القلب.
ممكن كمان علشان بنفكر في قدرة ربنا اللي بيخلق من ظلام نور، واللي في لحظات لون السما بيتبدل فيهم فبنفكر إنه قادر يبدل أحوالنا لأفضل حال، فدا بيخلق جوانا شعور بالطمأنينة والسَكينة.
سمعت صوت رسالة ففتحت الموبايل وسندت على السور، كانت منه.
- تدفعي كام؟
ابتسمت علشان رايقة بس، كنت عاوزة أسأله صاحي بدري ليه بس اتحرجت، بعتله - حتى المسامحة عليها فلوس!
‏- إيه ده؟ إيه مصحيكِ بدري؟
‏- وأنت مالك؟
‏- وعلى كده بقى عندك شغل كتير؟
‏- بقول وأنت مالك؟
‏- ربنا يعينك يا رب، أنا بقى بصحى بدري في أغلب الأيام، أصل الناس اللي بتحب الكورة وبتشجعها وبتلعبها بتلاقيهم حابين الحياة كده.
‏- أنا ما سألتش.
‏- بس كنتِ عاوزة تسألي.
‏- يا سلام!
‏- عبد السلام.
‏كنت لسه هسيب الموبايل علشان ما ضايقش نفسي على الصبح، بس لقيته بيسأل - ها ما قولتيش كنتِ بتتكلمي عني امبارح ليه؟
‏- ما أنا اعتذرت علشان تسامحني.
‏- ولو ما سامحتش؟
‏- يبقى هشيل ذنب وهتحاسب، يرضيك؟
‏- يا بريئة، خلاص سامحتك ما تعيطيش.
‏- بس أنا مش بعيط.
‏- يوه بقى، كفاية هتموتي نفسك، سامحتك خلاص.
‏- قبل ما أقفل بس هقولك حاجة في وشك أهو بدل ما أغتابك، أنت أبوخ إنسان شوفته.
‏- يا ستي الله يكرمك.

أهو قلَب مزاجي وأنا كنت مبسوطة وهكتب كذا رسالة، يكش يمبسط.

تخيل إن الإنسان بيفضل يبني في مبادئ وأفكار وأسوار حواليه، بيرفض الشيء ده وبيتقبل غيره، وبيختار الناس على حسب قناعاته، وبعدها يجي شخص واحد يا يشبه للأفكار دي أو عكسها تمامًا وفي الحالتين بنتقبله وبنعمل له أفكار خاصة بيه، مش بنتضايق أبدًا من إننا نهد كل تفكيرنا ونبدأ نبنيه من الأول، علشان يكون مُناسب للضيف اللي حلّ فجأة، كإننا بنبنيله بيت جوانا خاص بيه، علشان يتحول لمُقيم.

أسماء قالت وهي بتقزقز لب - يعني براحتك يا عمنا.
- إيه؟
- ‏بقولك ملخص كل اللي فوق ده، براحتك يا عمنا، مصدعانا ليه بقى.
- ‏تصدقي صح، أنا مالي مكبرة الحوارات كده ليه، هاتي شوية لب.
- ‏لأ دول استلفتهم من أحمد وأنا داخلة.
- ‏أحمد؟ يبقى مش عاوزة.
- ‏دا عسول يا حنان والله.
- ‏أقولك بجد؟ امبارح ما رخمش عليا وكنت متضايقة أوي، يعني أول مرة آخد بالي إنه عامل جو ودوشة كده.
- ‏تصدقي والله حاسة إنكم هتحبوا بعض!
- ‏نحب بعض إيه يا أسماء، في مشاعر إنسانية كتير، ومش كل شعور هنحسه هنفسره حب يعني، بس إحنا بشر وطبيعي بنتعود، فأنا اتعودت يرخم عليا، بس.
- ‏أيوة كل المشاعر الحلوة حب، ما تعقديش الدنيا.
- ‏دا مين قالك كده بقى؟
- ‏يعني في بنت ساعدتني وحسيتها لطيفة وحبيتها، أقولها أنا حاسة بارتياح تجاهك؟ ما هو ده حب ما أقولها بحبك وخلاص، حتى لو الكمية والشكل مختلفين.
- ‏مش عاجبني التحليل الحقيقة.
- ‏طب قوليلي بيت شعر جميل يلا.
- مش بيت شعر بس من امبارح معلقة معايا جملة غسان كَنفاني "أفتقدُكِ أكثر مما في طَوْرِ رجلٍ واحدٍ أن يفتقدَ امرأةً واحدة".

وأنا بقرأ رسايل الناس، وسيلتهم للتعبير، بيبعتوها قاصدين بيها شخص معين، أحيانًا بيذكروا اسمهم واسمه، وأحيانًا لأ، وأحيانًا بتنتهي بكلمة: "هو هيفهم"، وبفكر وقتها، هو هيفهم فعلًا؟ أو طالما هيحس ويفهم من مجرد كلمات إن هو المقصود، ليه اختارتوا البعد.
قرأت 7 رسايل وبعدين اختارت رسالة عشوائية وقررت إنها هتكون آخر رسالة.
مش مذكور اسم بس أنا عارفة إن دي رسالة الرافعي لماري يَنِّي، ابتسمت وأنا بقرأها.
- رأيت وجهَ فتاةٍ عرفتها قديمًا في ربوة لبنان، ينتهي الوصف إلى جمالها ثم يقف، كنت أرى الشمس كأنما تجري في شعرها ذهبًا، وتتوقَّدُ في خدها ياقوتًا، وتسطع من ثغرها لؤلؤة.
لقيت نفسي برد على الرسالة برسالة كانت بعتتها له
- تكلَّم وأطِل.. فبي شوقٌ إلى سماعِك مهما أطلت!.. إن مقامَك هو لك، فلن ينازعَك فيه منازع. أنا لا أملُّ قط سماعَك.. فهل أنت مثلي؟

وقفلت الحلقة، رغم إن اللي عملته دا مش صح، بس مين ممكن يرفض الجمال.
أسماء سرحت وحطت إيدها على خدها - قوليلي قصتهم الحلوة دي يا حنان.
قولت برخامة - بس يا ستي، قالت الكلمتين دول سنة ٢٥ واتخطبت لإبراهيم أفندي عطا سنة ٢٦.
اتعدلت - يا شيخة منك لله.

هو بقاله كذا يوم مش بيضايقني ليه؟ هو عادي يعني مش في بالي طبعًا، بس أنا مستغربة بس مش قصدي حاجة.

حنان سعيد. 💙

28 Aug, 19:30


الأمل أصبح مؤلمًا، واتضح أن انتظار الأشياء لا يغني عن امتلاكها.
يا رب إن لم تنتشلني برحمتك من آبار قلقي، سأظل في القاع أبكي وأتمزق بين الأمل الذي لا أريد تركه واليأس الذي يدق بعنفٍ على بابي.

حنان سعيد. 💙

13 Aug, 22:19


ماذا أردتُ أن أقول لك؟ بدلًا من أن تُعلمني كيف أحكم الإمساك بالأشياء، قُل للأشياء أن لا تضعني في موقف أترجاها فيه أن تبقى.
إنني حين أحب أضع روحي على يدي وأمنحها عن طيب خاطر، أفتح قلبي على مصراعيه ولا أغلقه أبدًا، لا أدعو دعوة واحدة إلا وأشركت فيها اسم من أحببت، هذا ما أستطيع فعله، لكن أن يتركني على الحافة أناديه ألّا يتركني، أُفضّل السقوط على مناداته.
الحب هو ألّا يجعلني أخاف فقده، أن يزرع الأمان في كل شبر في العلاقة، لا أريد أن أتعلم كيف أتمسك، أريد ألّا أوضع في موقف يجعلني أختار بين التمسك والرحيل.
الجميع حين يخاف يضغط بيده على أي شيء ليطمئن، وأنا حين أخاف أفتحها.
لكن لكي تكون الحقيقة كاملة، أنا حين أفتحها أنتظر أن يُمسكها أحدٌ فيهرب الخوف.