قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}ص:29
مدح الحق جل وعلا من تدبر وانتفع، فذكر من صفات عباد الرحمن: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا}الفرقان:73
وذم من لا يتدبرون القرآن وأنكر عليهم، فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
قال علي رضى الله عنه: "لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما، أحب إلي من أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا".
وقال ابن مسعود رضى الله عنه: "من أراد علم الأولين والآخرين، فليتدبر القرآن".
وقال ابن القيم رحمه الله: "فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وحلاوة القرآن". اهـ.
وقال: "ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر". اهـ.
واعلم أن التدبر يكون بالتأمل في الآية للاتعاظ بها والاعتبار، فإذا قرأها آمن بمدلولها وحاسب نفسه في العمل بها وتاب من التقصير فيه. قال السيوطي رحمه الله تعالى: "صفة التدبر أن يشغل القارئ قلبه بالتفكر في معنى ما يتلفظ به فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان قصر عنه فيما مضى من عمره اعتذر واستغفر، وإذا مر بآية عذاب أشفق وتعوذ، أو تنزيه نزه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب". اهـ.