لنا : تفضلوا أيّها السَّادة لأنقلكم حيث تشاؤون . ركبنا السَّيارة وأخبرناه بمقصدنا .
وفي الطَّريق قلت لابن عمي : الحمد لله الَّذي وجدنا أخيراً في طهران
سائقاً مسلماً رق قلبه لحالنا وأقلنا .
لما سمع السائق كلامي قال : أيُّها السَّادة في الحقيقة أنا لست مسلماً ، بل أرمني .
قلت : اذن فلم اهتممت لحالنا ؟
قال : مع اني لست مسلماً لكني أعتقد بعلماء الإسلام ومن يلبس لباس
أهل العلم ، وأعتقد ان إحترامهم واجب لما رأيت منهم .
قلت : وما رأيت منهم ؟
قال : عندما حُكم على الشيخ (( صادق مجتهد التبريزي )) بالنفي من تبريز إلى طهران تم نقله بسيارتي ، وفي الطريق اقتربنا من شجرة ونبع ماء ، فقال لي
الشيخ : توقف بجنبهما لأصلي الظهر والعصر . لكن الضابط الذي كان مكلفاً بمرافقته حتى منفاه قال لي : لا تعتن بكلامه وتابع سيرك . وهكذا فعلت ، وعندما وصلنا بمحاذاة الماء توقفت السيارة لوحدها ، ونزلت لأحاول تشغيلها ومعرفة علة توقفها فلم أهتدٍ ولم أوفق . عندها قال الشيخ للضابط : ما دامت السيارة متوقفة فدعني أصلي . سكت الضابط وترجل الشيخ وصلى ، وانشغلت بالبحث عن علة توقف السيارة ، وبعد أن فرغ الشيخ من صلاته إشتغلت السيارة لوحدها . ومنذ ذلك الحين علمت أن لأهل هذا اللباس إحتراماً وكرامة عند رب العالم .
📚 القصص العجيبة للشهيد عبد الحسين دستغيب قدس سره