٨ _ وَعن أبِي إسحاقَ سَعدِ بن أبي وقّاصٍ _ أحدُ المُبشرينَ بالجنّة _ رضي الله عنهم _ قالَ:
جاءني رسولُ اللهِ ﷺ يَعُودُنِي عامَ حَجّةِ الوداع مِن وجَعٍ اشتدَّ بي،
فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنّي قد بلغَ بي من الوجع ما ترىٰ، وأنا ذو مالٍ، ولا يَرِثُني إلّا ابنةٌ لِي، أفأتَصدَّقُ بِثُلُثَيْ مالي ؟
قال: ( لا ).
قلتُ: فالشّطرُ يا رسولَ الله ؟
فقالَ: ( لا ).
قلتُ: فالثُّلُثُ يا رسولَ الله ؟
قالَ: ( الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كَثيرٌ _ أو: كبيرٌ _ إنَّكَ أنْ تَذَرَ وَرَثَتكَ أغنياءَ خيرٌ من أن تَذَرهُم عالةً يَتَكَفَّفونَ النّاس، وإنّكَ لَن تُنفِقَ نَفَقةً تَبتَغِي بِها وَجهَ الله إلّا أُجِرتَ بها، حتَّىٰ ما تَجعلُ فِي فِيِ امرأتِكَ ).
قالَ: فقلتُ: يا رسولَ الله، أُخَلَّفُ أصحابِي ؟
قالَ: ( إنّكَ لن تُخَلَّفَ فَتَعملَ عملاً تبتغي بهِ وجه الله إلّا ازدَدتَ بِهِ درجةً ورفعةً، ولَعلَّكَ أَن تُخَلَّفَ حتّىٰ يَنتفعَ بِكَ أقوامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخرون.
اللهمَّ أَمضِ لأصحابِي هِجرَتَهُم، ولا تَرُدَّهم علىٰ أعقابِهم، لَكن البّائِسُ سَعدُ بنُ خَولة ). مُتَّفقٌ عليه.
• قالَ النوويُّ عقبَ ذِكرِ الحديث: يَرثِي لهُ رسول الله ﷺ أن ماتَ بِمكّةَ.
• رواهُ البُخاريُّ « ١٢٩٥ »
• رواهُ مُسلمٌ « ١٦٢٨ »
📖 أحاديثُ رياضِ الصّالحين للحافظِ العلّامة النّووي رحمه الله.