حديثٌ وشرحُه @everydayahadith Channel on Telegram

حديثٌ وشرحُه

@everydayahadith


كل يوم حديث صحيح مع شرحه

حديثٌ وشرحُه (Arabic)

تعتبر قناة "حديثٌ وشرحُه" على تطبيق تلغرام وجهة مثالية لكل من يرغب في تعميق معرفته بالحديث النبوي الشريف. تهدف هذه القناة إلى نشر وشرح الأحاديث النبوية الصحيحة والموثقة، لتزويد المتابعين بمعلومات دينية قيمة وصحيحة. تقدم القناة حديثًا مختارًا يوميًا، مع شرح مفصل لمعانيه وفوائده، ليتسنى للجميع فهمه بشكل أفضل. مع تنوع الأحاديث المقدمة، يمكن للمتابعين الاستفادة من معلومات دينية موثوقة ومفيدة في حياتهم اليومية. إذا كنت تبحث عن مكان يقدم لك معلومات دينية دقيقة وموثوقة بشكل يومي، فإن قناة "حديثٌ وشرحُه" هي الوجهة المثالية لك. انضم إلينا اليوم لتكون جزءًا من هذه المجتمع الديني المتميز.

حديثٌ وشرحُه

10 Jan, 02:41


#شرح_الحديث : 🍃

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كريمَ الخُلُقِ، سَهْلَ المعشَرِ، وخاصَّةً مع أهلِ المدينةِ كِبارًا وصِغارًا. وفي هذا الحَديثِ يروي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ الأَمَةَ -وهي غَيرُ الحُرَّةِ- مِن إماءِ أهلِ المدينة، كانت لَتأخذُ بيَدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَنطلِقُ به حيث شاءَتْ مِن الأمكنةِ، ولو كانت حاجتُها خارجَ المدينةِ. والمقصودُ من الأخذِ بيَدِه لازِمُه، وهو الرِّفقُ والانقيادُ، يعني: كان خُلُقُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذه المرتبةِ مِنَ الرِّفعةِ والتواضُعِ، وأنه لو كان لأَمَةٍ حاجةٌ في بعض مواضِعِ المدينةِ، وتلتَمِسُ منه مساعدتَها في تلك الحاجةِ، واحتاج بأن يمشِيَ معها لقضائِها؛ لما تخَلَّف عن ذلك حتى يقضِيَ حاجَتَها. وفي الحَديثِ: عَظيمُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَراءتُه مِن جَميعِ أنواعِ الكِبْرِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

09 Jan, 02:56


#شرح_الحديث :🍃

خَيرُ أجْيالِ هذه الأمَّةِ أصْحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أتْباعُ الصَّحابةِ، ثمَّ أتْباعُ التَّابِعينَ، وهكذا كُلَّما اقتَرَبْنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانتِ الأجْيالُ أقرَبَ للخَيرِ، إلى أنْ تَقومَ السَّاعةُ على شِرارِ الخَلقِ، أو على قَومٍ لا يَعبُدونَ اللهَ عزَّ وجلَّ ألبَتَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَر أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقبِضُ الصَّالِحينَ ويَذهَبُ بهم مِن على وَجهِ الأرْضِ أوَّلًا فأوَّلًا، ثمَّ تَبْقى حُفالةٌ -أي: رُذالةٌ منَ النَّاسِ- كَحُفالةِ التَّمرِ والشَّعيرِ، وهو الرَّدِيءُ، لا يُبالي اللهُ بهم شَيئًا، ولا يَكتَرِثُ بهم، ولا يَرفَعُ لهم قَدرًا، ولا يُقيمُ لهم وَزنًا. وفي الحَديثِ: أنَّ مَوتَ الصَّالِحينَ مِن أشْراطِ السَّاعةِ. وفيه: النَّدبُ إلى الاقْتِداءِ بأهلِ الخَيرِ، والتَّحْذيرُ مِن مُخالَفَتِهم خَشْيةَ أنْ يَصيرَ مَن خالَفَهم ممَّن لا يَعْبأُ اللهُ به.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

08 Jan, 02:46


#شرح_الحديث :🍃

للأذانِ والمؤذِّنِينَ فَضائلُ كثيرةٌ، ومنها ما أخْبَرَ به أبو سعيدٍ الخدْريُّ رَضيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ، حيثُ قال للتابعيِّ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبى صَعْصَعةَ -وكان له غنَمٌ يَرْعاها-: إنِّي أراكَ تحِبُّ الغنَمَ والباديةَ، يعني: تحِبُّ رعْيَ الغنَمِ في الصَّحراءِ؛ إشارةً إلى أنَّه يكونُ بمُفْرَدِه، ورُبَّما تأتي عليه مواقيتُ الصَّلَواتِ، فأمَرَه رَضيَ اللهُ عنه أنَّه إذا أتى عليه وقتُ الصَّلاةِ وهو على تلك الحالِ أن يَرفَعَ صَوتَه بِالأذانِ، ثُمَّ أخبرَه بحديثِ رسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه: أنَّه لا يَسمعُ هذا الأذانَ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شَيءٌ إلَّا شَهِدَ يَومَ القيامةِ لِلمؤذِّنِ بذلك؛ وإنَّما أمَرَه برفْعِ صوتِه بالنِّداء؛ ليَسمعَه مَن بَعُدَ منه، فيكثُرَ الشُّهداءُ له يَومَ القِيامةِ، وذلك بأنْ يَشتهِرَ يَومَ القيامةِ فيما بيْنَ الشاهدِينَ بالفضلِ وعُلوِّ الدَّرجةِ، فكما أنَّ اللهَ تعالَى يُهينُ قَومًا ويَفضَحُهم بشَهادةِ الشاهِدينَ، فكذلك يُكرِمُ قومًا؛ تكميلًا لسرورِهم، وتَطييبًا لقُلوبِهم.وفي الحَديثِ: فَضلُ الإعلانِ بالسُّننِ وإظهارِ أُمورِ الدِّينِ، حتَّى ولو في الباديةِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

07 Jan, 07:24


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَظيمَ أجْرِ قارئِ آخِرِ آيَتَينِ من سُورةِ البَقَرةِ، وهما قولُه تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285، 286]، حيث أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قَرَأهما في لَيلةٍ حَفِظَتاه مِن الشَّرِّ، ووَقَتاه مِن المَكْروهِ، وقيلَ: أغْنَتاه عن قيامِ اللَّيلِ؛ وذلك لِمَا فيهما مِن مَعاني الإيمانِ، والإسْلامِ، والالْتِجاءِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، والاسْتِعانةِ به، والتَّوكُّلِ عليه، وطلَبِ المَغفِرةِ والرَّحْمةِ منه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

06 Jan, 02:51


#شرح_الحديث :🍃

في هَذا الحديثِ كُلَّ ضَعيفٍ مُتَضعِّفٍ، أي: مُتواضعٍ خاضعٍ للهِ تعالَى، مُذِلٍّ نفْسَه له، حتَّى إنَّ بعضَ النَّاسِ يَسْتضعِفونه ويَحتقِرونَه، وهذا المتذَلِّلُ للهِ تعالَى لو أقْسَمَ باللهِ يَمينًا طَمعًا في كرَمِ اللهِ تعالَى، لَأبرَّه اللهُ، وحقَّقَ له ما أقسَمَ عليه وأجابَ طلَبَه ودُعاءَه. وأمَّا أهلُ النَّارِ فهمْ كلُّ «عُتُلٍّ» وهو الفَظُّ الغليظُ شَديدُ الخُصومةِ، أو الفاحشُ الذي لا ينقادُ لخيرٍ، «جَوَّاظٍ» وهو المتكبِّرُ صاحبُ الجَسدِ الضَّخمِ، المختالُ في مِشْيتِه، وقيلَ: سَيِّئُ الخُلُقِ، «مُستَكبِر» على النَّاسِ بغيرِ حَقٍّ؛ فاستحَقَّ النَّارَ. قيل: إنَّ أغلَبَ أهلِ الجنَّةِ هؤلاء، كما أنَّ أغلَبَ أهلِ النَّارِ القِسمُ الآخَرُ، وليس المرادُ الاستيعابَ في الطَّرَفينِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التواضُعِ للهِ عزَّ وجَلَّ. وفيه: أنَّ اللهَ سُبحانَه مع أوليائِه ينصُرُهم ويُعينُهم ويَبَرُّ قَسَمَهم. وفيه: التحذيرُ من الصِّفاتِ السَّيِّئةِ التي تؤدِّي بصاحِبِها إلى النَّارِ، كالكِبْرِ ونَحْوِه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

05 Jan, 03:32


#شرح_الحديث :🍃

نظَّم الشَّرعُ الشَّريفُ أُمورَ النَّاسِ بما فيه صلاحُهم ونَفْعُهم، وبما يُبعِدُ عنهم الضَّرَرَ والأذى. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو موسى الأشعريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُدِّثَ بشَأنِ بيْتٍ احتَرَق في المدينةِ علَى أهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فنبَّهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ضَررِ النَّار وخطَرِها إذا لم تُحفَظْ وتُراعَ، حتَّى سمَّاها عَدُوًّا للناسِ، ومعنى كَونِها عدُوًّا لنا: أنَّها إذا ظَفِرتْ بنا في أيِّ وقتٍ وأيِّ مكانٍ، تَمكَّنَت مِن كلِّ شَيءٍ حتى تُحرِقَه وتَجعَلَه رَمادًا؛ ولذا أمَرهم بأنْ يُطفِئوا النَّارَ عندَ إرادةِ النَّومِ؛ حتَّى لا تَنتشِرَ في غَفلةٍ منهم، ويَدخُلُ في ذلك تَرْكُها مُشتعِلةً، وليس هناك مَن يَرْعاها ويَتنبَّهُ لها؛ للانشغالِ أو الغيابِ عنها. وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الأخذِ بأسبابِ الوِقايةِ مِنَ المخاطِرِ والمهالِكِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

04 Jan, 02:33


#شرح_الحديث : 🍃

في هذا الحديثِ يُخبِرُ وَحْشيُّ بنُ حربٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قالوا: "يا رسولَ اللهِ، إنَّا نأكُلُ"، أي: نَأكُلُ كثيرًا، أو نَشْكو قِلَّةَ الطَّعامِ، "ولا نَشبَعُ"، أي: ولا يتَحقَّقُ لنا الشِّبَعُ، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فلَعلَّكم تأكُلون مُتفرِّقين؟"، أي: تتَفرَّقون عندَ الأكلِ بأنَّ كلَّ واحدٍ مِن أهلِ البيتِ يَأكُلُ وحْدَه، وفيه أنَّهم يُجزِّئون الطَّعامَ على بَعضِهم، "قالوا: نعَم، قال: فاجتَمِعوا على طعامِكم"، أي: وكُلوه جَميعًا غيرَ مُتفرِّقين، "واذكُروا اسْمَ اللهِ عليه، يُبارَكْ لكُم فيه" وبذِكْرِ اسْمِ اللهِ على الطَّعامِ فيه طلَبٌ لِمَزيدٍ مِن البرَكةِ الَّتي تُؤدِّي إلى الشِّبَعِ والرِّضا. وأمَّا قولُه تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: 61]، فمَحْمولٌ على الرُّخصَةِ أو دَفْعًا للحرَجِ على الشَّخصِ إذا كان وحْدَه.وفي الحديثِ: الحثُّ على الْتِماسِ أسبابِ البرَكةِ في الطَّعامِ، ومنها الاجتِماعُ عليه. وفيه: تربيةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه وأمَّتِه على التَّآلُفِ والمَحبَّةِ والاجتِماعِ وعدَمِ التَّفرُّقِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

29 Dec, 02:20


#شرح_الحديث :🍃

في ذلك يقولُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "المَسَائِلُ"، أي: سُؤالُ النَّاسِ أموالَهم دونَ وجهِ حَقٍّ "كُدُوحٌ"، أي: جمعُ كَدْحِ، وهو الخَدْشُ، "يَكْدَحُ بها الرجلُ وجهَه"، أي: يَخدِشُ بها وجهَه يومَ القيامة، وقيل: يَذهَبُ بكرامةِ وجهِه وحَيَائِه، "فمَن شاء أبقَى على وجهِه"، أي: أبقَى على كرامتِه وحيائِه، أو حافَظَ عليه يومَ القيامةِ بامتِناعِه عن سؤالِ النَّاسِ، "ومَن شاء ترَك"، أي: ترَك كرامتَه وحياءَه، أو ترَك بوجهِه أثرَ المسألةِ يومَ القيامةِ بسؤالِه النَّاسَ، "إلَّا أن يسألَ الرجلُ"، أي: ويُستَثْنَى للرَّجُلِ أن يَطلُبَ حاجتَه ويَسألَ "ذا سُلطانٍ"، أي: وَلِيَّ أمرٍ، "أو في أمرٍ لا يَجِدُ منه بُدًّا"، أي: أو أن يَطلُبَ حاجتَه مِن الناسِ ولكنْ في أمرٍ لا يَقدِر عليه، ورُبَّما يُوقِعُه في الضَّرَرِ؛ كتحمُّلِه لِدَيْنٍ يُصلِحُ به ذات البَيْنِ، أو أن يكونَ قد أصابه فقرٌ شديدٌ، أو أصابَتْه جَائِحَةٌ أتَتْ على مالِه كلِّه.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن السُّؤالِ لغيرِ حاجةٍ، والحثُّ على أنْ يكونَ المسلمُ عزيزَ النَّفْسِ متعففا يسعى في قوت يومه عن شغل وجهد لا عن طلب وسؤال.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

28 Dec, 07:12


#شرح_الحديث :🍃

كان في بَعضِ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عنهم في أوَّلِ الإسلامِ بعضُ مَوروثاتِ الجاهليَّةِ، والَّتي جاءَ الإسلامُ لِمَنعِها وتحريمِها ونَزْعِها مِن النُّفوسِ، ومِن تلك الموروثاتِ الافتِخارُ بالآباءِ. وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم : "إنَّ اللهَ قد أذهَب عنكم"، أي: أزالَ ورفَع، "عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ"، أي: ما كان مِنها مِن كِبْرٍ، "وفَخْرَها بالآباءِ، إنَّما هو مُؤمِنٌ تقيٌّ، أو فاجرٌ شقيٌّ"، أي: إنَّ المفاضَلةَ بينَ العِبادِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ تكونُ على ما عند الإنسانِ مِن تَقْوى وإيمانٍ باللهِ تعالى، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. "النَّاسُ كلُّهم بَنو آدمَ"، أي: سَواءٌ، "وآدَمُ خُلِق مِن تُرابٍ"، أي: بيانٌ لقَدْرِ المادَّةِ الَّتي خُلِقَ منها الإنسانُ والَّتي لا تُؤسِّسُ للفَخرِ والكِبْرِ، بل للتَّواضعِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

27 Dec, 05:51


#شرح_الحديث :🍃

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسنَ الناسِ تَعليمًا وتربيةً لأصحابِه؛ فكان يُعلِّمُهم بالقولِ والفِعلِ، وقد نقَلَ الصَّحابةُ الكِرامُ هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الموعظةِ.وفي هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مِن شِدَّةِ حِرصِه على انتفاعِ أصحابِه واستفادتِهم مِن وَعْظِه وإرشادِه؛ أنَّه لم يكُنْ يُكثِرُ عليهم مِن ذلك، وإنَّما يَتعهَّدُهم بالمَوعظةِ في بعضِ الأيَّامِ دونَ بعضٍ، ويَتحرَّى الأوقاتَ المناسبةَ، الَّتي هي مَظنَّةُ استعدادِهم النَّفسيِّ لها، وإنَّما كان يَقتصِرُ على الوقتِ المناسبِ خَوفًا على نُفوسِهم مِن الضَّجَرِ والملَلِ، الَّذي يُؤدِّي إلى استثقالِ المَوعظةِ وكَراهتِها ونُفورِها، فلا تَحصُلُ الفائدةُ المَرجوَّةُ.وفي الحديثِ: بيانُ رِفقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعَظيمِ شَفقتِه بأُمَّتِه؛ ليَأخُذوا الأعمالَ بنَشاطٍ وحِرصٍ عليها، لا عن ضَجَرٍ ومَلَلٍ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

26 Dec, 07:52


#شرح_الحديث :☁️

اللهُ سُبحانَه وتعالَى غَفُورٌ رَحِيمٌ، ورَحمتُه سَبَقَتْ غَضَبَه، ومِن حِكمتِه سُبحانَه ورَحمتِه العامَّةِ أنْ رَزَق الكافِرَ في الدُّنيا ونَعَّمه وخَوَّله مُدَّةَ عُمرِه، ومَكَّنَه مِن آمالِه ومَلَاذِّه، مع أنَّه لا يَستحِقُّ بكُفرِه ومُعاندتِه غيرَ أَلِيمِ العذابِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِظَمَ صَبرِ اللهِ تعالَى وحِلمِه، وأنْ ما أحد أصبَرُ وأحلَمُ وأبعَدُ عن الانتقامِ، وأكثَرُ تأخيرًا عن العقوبةِ على شيءٍ يكرَهُه من قولٍ أو فِعلٍ؛ من اللهِ تعالَى؛ فهو يَسمَعُ كَلامَ مَن يَنسُبون له الولدَ كذِبًا وزُورًا، كالنَّصارى واليهودِ، قال تعالَى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم: 88- 92]، ومع سَماعِه وعِلمِه وقُدرتِه، إلَّا أنَّه يَصبِرُ عليهم، بلْ يُعافِيهم في أبْدانِهم وحَياتِهم، ويَرزُقهم مِن فَضلِه ونِعَمِه في الدُّنيا، ويُؤخِّرُ عُقوبةَ مَن لم يَتُبْ منهم إلى الآخِرة.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

25 Dec, 02:28


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشي» قِيلَ: هو إِخْبارٌ عن شخْصٍ في الأُمَّةِ سَيَحْدُثُ له ذلك، وَقِيلَ: هو إِخْبارٌ عَمَّنْ سَبَقَنَا مِن بني إسرائيلَ، «قدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ»، يَعْني هُنا سُرَّ وفَرِحَ حتَّى اسْتَكْبَرَ، والجُمَّةُ هي شَعرُ الرَّأْسِ إذا طال فَوَصَلَ إلى المَنْكِبَيْنِ، وفي رِوايةٍ للبُخاريِّ: «مُرجِّلٌ جُمَّتَه»، وتَرجيلُ الشَّعرِ تَسريحُه ودَهْنُه، «وَبُرْداهُ»، أي: ثِيَابَهُ، والبُردانِ يَشمَلانِ الرِّداءَ والإزارَ، وإعجابُ الرَّجلِ بنفْسِه أو جُمَّتِه أو ثَوبهِ؛ هو مُلاحَظتُه لها بعَينِ الكمالِ واسْتِحسانُها مع نَسيانِ مِنَّةِ اللهِ تعالَى، فإنْ رَفَعَها على الغيرِ واحتَقَرَه فهو الكِبرُ المذمومُ، ولذلك لمَّا مَشى هذا الرَّجلُ مُعجَبًا مَغرورًا بحالِه وهَيئتِه وثِيابِه، كان جَزَاءُ ذلك الكِبْرِ أنْ «خُسِفَ به الأرضُ»، أي: انْهارَتْ به، فَدَخَلَ فيها وغاصَ، «فهو يَتَجَلْجَلُ»، أي: يَتَحَرَّكُ وَيَضْطَرِبُ وهو يَنزِلُ وَيَغوصُ في باطنِ الأرضِ ويَظَلُّ كذلك إلى يومِ القيامةِ، فيَكونُ أبلَغَ في نِكايتِه، وإهانَتِه لكِبْرِه. قِيلَ: هذا العذابُ يَحْدُثُ له في باطنِ الأرضِ وهو حَيٌّ. وَقِيلَ: بلْ لَمَّا انْخَسَفَتْ به الأرضُ دُفِنَ فَماتَ، وَتَجَلْجُلُهُ فيها إلى قِيامِ السَّاعَةِ مِن عَذابِ قَبْرِهِ. وفي الحديثِ: إثباتُ الخَسْفِ لِلْعاصينَ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

24 Dec, 03:02


#شرح_الحديث : 🍃

مِن أسبابِ إجابةِ الدُّعاءِ: أنْ يُلازِمَ العبدُ الطَّلَبَ في دُعائِه، ولا يَيْئَسَ مِن الإجابةِ؛ لِمَا في ذلك مِن الانقِيادِ والاستِسلامِ، وإظهارِ الافتِقارِ للهِ عزَّ وجلّوفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يَزالُ يُستجابُ للعبدِ"، أي: في دُعائِه للهِ عزَّ وجلَّ، "ما لَم يَدْعُ بإثْمٍ"، أي: يدْعو بشيءٍ حرامٍ، "أو قَطيعةِ رَحِمٍ"، كأنْ يَسألَ اللهَ عزَّ وجلَّ المُباعدةَ بينَه وبينَ أقاربِه وذَوِي رَحِمِه، وهو داخلٌ في عُمومِ الإثمِ المذكورِ قبلَه، ولكنَّه خصَّصه بالذِّكرِ؛ تَنبيهًا على عِظَمِ إثْمِ قطيعةِ الرَّحِمِ، "ما لم يَستَعجِلْ؛ يقولُ: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم يُسْتَجَبْ لي"، أي: تَضْعُفُ نفسُه ويتَسخَّطُ انتظارًا لتَحقُّقِ ما دعا به، "فيَسْتَحسِرُ عندَ ذلك، ويَدَعُ الدُّعاءَ"، أي: يَنقطِعُ ويَفتُرُ، ويُصيبُه اليأسُ، فيَترُكُ الدُّعاءَ، وهو ما لا يَنْبغي مِن العَبدِ؛ لأنَّ الدُّعاءَ عِبادةٌ. وتأخيرُ الإجابةِ؛ إمَّا لأنَّه لم يأتِ وقْتُه، أو لأنَّه لم يُقدَّرْ في الأَزَلِ قَبولُ دعائِه في الدُّنيا؛ فيُعطَى في الآخرةِ مِن الثَّوابِ عِوَضَه، أو يُؤخَّرُ دعاؤُه؛ ليُلِحَّ ويُبالِغَ في الدُّعاءِ، أو لعلَّ عَدمَ قَبولِ دُعائِه بالمطلوبِ المُخصَّصِ خَيرٌ له مِن تَحصيلِه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

23 Dec, 02:24


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يُخبِرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، أنَّه لَن يدخُلَ الجنَّةَ إلَّا المؤمِنونَ، فيَقولُ: لا تدْخلونَ الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتى تحابُّوا، أيْ: لا يكتَمِلُ إيمانُكم حتَّى يُحبَّ بعضُكُم بَعضًا، ثمَّ يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أوَ لَا أدُلُّكمْ عَلى شَيءٍ سَهلٍ يَسيرٍ إذا فَعَلْتُموهُ تَحابَبْتم؟ أفْشُوا السَّلامَ بَينكُمْ؛ فاللهُ عزَّ وجَلَّ جعلَ إفْشاءَ السَّلامِ سببًا لِلمَحبَّةِ، والمحَبَّةَ سببًا لِكَمالِ الإيمانِ؛ لأنَّ إفْشاءَ السَّلامِ سبَبٌ للتَّحابِّ والتوَادِّ، وهوَ سببُ الألْفةِ بينَ المسلِمينَ المسبِّبُ لِكمالِ الدِّينِ وإعْلاءِ كَلمةِ الإسلامِ. وفي التَّهاجُرِ والتقاطُعِ والشَّحْناءِ التفرِقةُ بينَ المسلِمينَ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

22 Dec, 02:44


#شرح_الحديث :🍃

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه رضِيَ اللهُ عنهم كيفيَّةَ التَّيمُّمِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ عمَّارُ بنُ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنه: سألْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ التَّيمُّمِ، أي: عن كيفيَّةِ التَّيمُّمِ، قال عمَّارٌ: فأَمَرني ضربةً واحدةً للوجْهِ والكفَّيْنِ، أي: أنْ يَضرِبَ بكفَّيْه في تُرابٍ طاهرٍ، ثمَّ يَنْفُضَهما، ثمَّ يمسَحَ بهما وجْهَه ثمَّ كَفَّيْه.
قيل: قد رُوِيَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه أمَرَ بضربتَيْنِ؛ مرَّةً للوجْهِ، ومرَّةً للكفَّيْنِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

21 Dec, 02:16


#شرح_الحديث :🍃

الأمْرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ من أهمِّ المهمَّاتِ في دِينِ الإسلامِ، وهو مِن أسبابِ خيريَّةِ هذِه الأمَّةِ على غيرِها من الأُممِ، وقد يقَعُ الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عنِ المنكَرِ باليدِ أو اللِّسانِ أو القلبِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "إذا عُمِلتْ الخَطيئةُ في الأرضِ"، أي: إذا فُعِلَ المنكرُ والمعاصِي، "كانَ مَن شَهِدَها"، أي: كانَ الذي حضَرَها وفُعِلَت أمامَه، أو عَلِمَ بها "فكَرِهَها- وقالَ مرَّةً: أنكرَها-"، أي: أنكرَها بيدِه ولِسانِه، أو أنَّه كرِهَها بقَلبِه ولم يرضَ بها، "كمَنْ غابَ عَنها"، أي: كانَ مِن جَزائهِ أنَّه يكونُ في حُكمِ مَن لم يحضُرْها فلَم يقعْ علَيهِ إثمٌ. "ومَن غابَ عَنها فرَضِيَها"، أي: ومَن لم يَقعْ أمامَه مُنكَرٌ أو مَعصيةٌ، ولكنَّه سمِعَ بها ثم أَعجَبتْه ولم يُنكِرْها بقَلبِه. "كانَ كمَنْ شَهِدَها"، أي: كانَ مِن جَزائِه أن يقعَ عليهِ إثمُ مَن شَهِدَ المنكرَ ورَضِيَه ولم يُغيِّرْه معَ قُدرتِه على ذلكَ. وفي الحديثِ: الحثُّ على إنكارِ المنكرِ على كلِّ حالٍ، والاجتهادِ في ذلكَ حتى وإن بعُدَ عنه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

20 Dec, 06:44


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ يَحْكي أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، عن بَعضِ صِفاتِ النَّبيِّ ﷺ فأخْبَرَ أنَّه ﷺ كان «رَبْعةً مِن القَومِ»، أي: مُتوسِّطَ الطُّولِ بيْن الطَّويلِ المُفرِطِ في الطُّولِ، والقَصيرِ الشَّديدِ القِصَرِ، أمَّا لونُ بشَرَتِه فقدْ كان «أزْهَرَ اللَّونِ»، أي: أبْيضَ مُشرَبًا بحُمْرةٍ، ليس بأبْيضَ «أمْهَقَ»، أي: لم يكُنْ خالِصَ البَياضِ كلَونِ الجِيرِ، وهو لَونٌ غيرُ مُحبَّبٍ في البشَرِ، «ولا آدَمَ»، أي: وكذلك لم يكُنْ أسمَرَ اللَّونِ. أمَّا شَعرُه فإنَّه «ليس بجَعْدٍ قَطَطٍ»، أي: ليس شَعرُه خشِنًا شَديدَ الخُشونةِ كشَعرِ الحَبَشةِ، «ولا سَبِطٍ»، أي: ولا ناعِمِ الشَّعرِ شَديدِ النُّعومةِ، ولكنَّه شَعرٌ «رَجِلٌ»، يَعْني: مُنسَرِحًا مُستَرسِلًا، فيه بَعضُ التَّكسُّرِ، ثمَّ أخبَرَ أنَّه ﷺ أُنزِلَ عليه الوَحيُ بالرِّسالةِ وهو ابنُ أربَعينَ سَنةً، فمَكَثَ بمكَّةَ عشْرَ سنينَ، بعدَ نُزولِ الوَحيِ، ومَجيءِ الملَكِ بـقولِه تعالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} المدثر: 1، وإلَّا فإنَّ النَّبيَّ ﷺ مكَثَ ثَلاثةَ عشَرَ عامًا بمكَّةَ مِن أوَّلِ ما جاءَه الملَكُ بالنُّبوَّةِ، وبالمَدينةِ عشْرَ سِنينَ، وقُبِضَ وليس في رَأسِه ولِحْيتِه عِشرونَ شَعرةً بَيضاءَ. قال رَبيعةُ بنُ أبي عبدِ الرَّحمنِ -أحدُ رُواةِ الحديثِ-: «فرَأيْتُ شَعرًا مِن شَعرِه، فإذا هو أحمَرُ، فسألْتُ»، يَحتمِلُ أنَّه سَأَلَ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقيلَ: «احمَرَّ منَ الطِّيبِ»، يَعني: أنَّه لم يَختَضِبْ، وأنَّ الطِّيبَ الَّذي كان يُطيَّبُ به شَعرُ رَسولِ اللهِ ﷺ هو الَّذي غيَّرَ لونَه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

19 Dec, 05:32


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ إخبارٌ عن بَعضِ أوصافِ النَّارِ- أجارَنا اللهُ منها بفَضلِه ورَحمتِه- حيثُ يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اشتَكَتِ النَّارُ إلى ربِّها" وهي شَكوى بلِسانِ المقالِ على الحَقيقةِ، ونظيرُ ذلك في القُرآنِ قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق 30]، حيثُ جعَلَ اللهُ فيها بقُدرتِه إدراكًا حتَّى تَتكلَّمَتْ، "وقالت: أكَلَ بَعضي بَعضًا"؛ مِن شِدَّةِ حرَارَتِها وزَمهرِيرهَا، وما فِيها مِنَ المتضادَّاتِ وأَنواعِ العَذابِ؛ ما يَجعلُها مُزدحمةً مُضْطربةً، "فجعَلَ لها نَفَسينِ" والنَّفَسُ هو النَّفْخَةً وما يخرُجُ من الجوفِ؛ "نفَسًا في الشِّتاءِ، ونفَسًا في الصَّيفِ؛ فأمَّا نفَسُها في الشِّتاءِ فزَمهريرٌ" والمُرادُ بالزَّمهريرِ شِدَّةُ البرْدِ، واسْتُشْكِلَ وُجودُه في النَّارِ ولا إشكالَ؛ لأنَّ المُرادَ بالنَّارِ محَلُّها، وفيها أنواعٌ مِنَ العَذابِ، ومِنه طبَقةٌ زَمهريريَّةٌ، "وأمَّا نفَسُها في الصَّيفِ فسَمومٌ"، وهو أشَدُّ الحرِّ.

حديثٌ وشرحُه

05 Dec, 02:41


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: إذا ابْتَليْتُ عَبْدي المُؤْمِنَ"، أي: إذا ابْتَلَيْتُه بالأَمْراضِ ونَحْوِها، "فلمْ يَشْكُني إلى عُوَّادِهِ" أي لم يَشْكُ أَلَمَهُ وشِدَّةَ ما يَلْقاهُ منه إلى مَن زارَهُ وعادَهُ في مَرَضِهِ، "أَطْلَقْتُهُ مِن إسارِي"، أي: فَكَكْتُهُ من المَرَضِ إنْ لم يحْضُرْ أجَلُهُ؛ لأنَّ المريضَ أَسيرُ اللهِ تعالى، فهو الذي مَلَك نَفْعَه وضُرَّهُ، "ثم أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خيرًا من لَحْمِهِ" أي الذي أَذابَهُ المَرَضُ وأَذْهَبَهُ السَّقَمُ، "وَدَمًا خيرًا مِن دَمِهِ" الذي أنْزَفَتْهُ الحُمَّى وأرَهَقَهُ المَرَضُ، والخَيْرِيَّةُ باعْتِبارِ أنَّ اللَّحْمَ والدَّمَ الجديديْنِ أحَبُّ إلى اللهِ، فإنَّه لَحْمٌ ودَمٌ قد غَسَلَا صاحِبَهُما عن دَرَنِ الذُّنوبِ، وأنَّهما لم يُلابِسَا مَعْصِيةً، أو لأنَّه لَحْمٌ صَحيحٌ، "ثم يَسْتَأْنِفُ العَمَلَ"، أي: فالمَرَضُ يُكفِّرُ عَمَلَهُ السَّيِّئَ، ويَخْرُجُ منه كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ثم يَسْتَأْنِفُ مِنَ الأعْمالِ ما يَكْتَسِبُ بها من الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ غيرَ التي قد غُفِرَتْ له بِمَرَضِهِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

04 Dec, 07:32


#شرح_الحديث : 🍃

في هذا الحديثِ يقولُ التَّابعيُّ عاصمُ بنُ حُمَيدٍ: "سأَلْتُ عائشةَ: ماذا كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفتتِحُ به قِيامَ اللَّيلِ؟"، أي: الدُّعاءُ والذِّكرُ الَّذي كان يَفتتِحُ به صَلاتَه في اللَّيلِ، فقالت له عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "لقد سألْتَني عن شَيءٍ ما سأَلَني عنه أحدٌ قبْلَك"، أي: لم يَسبِقْك أحدٌ إلى سُؤالِه، "كان يُكبِّرُ عَشْرًا"، أي: يقولُ: اللهُ أكبرُ، عشْرَ مرَّاتٍ، "ويحمَدُ عشْرًا"، أي: يقولُ: الحمدُ للهِ، عشْرَ مرَّاتٍ، "ويُسبِّحُ عشْرًا"، أي: يقولُ: سُبحانَ اللهِ، عشْرَ مرَّاتٍ، "ويستغفِرُ عشْرًا"، أي: يقولُ: استِغفِرُ اللهُ، عشْرَ مرَّاتٍ، "ويقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي واهْدِني، وارْزُقني وعافِني، ويتعوَّذُ مِن ضِيقِ المَقامِ يومَ القيامةِ"، أي: الأهوالِ الَّتي تحدُثُ فيه، وهذا الدُّعاءُ هو دُعاءُ الاستفتاحِ، ويَحْتَمِلُ أنَّه كان يقولُه مع تَكبيرةِ التَّحريمِ أو بعدَها، وعندَ مُسلِمٍ عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قالت: كان إذا قام مِن اللَّيلِ افتتَحَ صَلاتَه: "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبرائيلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ، فاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، أنتَ تحكُمُ بينَ عِبادِك فيما كانوا فيه يَختلِفونَ، اهْدِني لِمَا اختُلِفَ فيه مِن الحقِّ بإذنِكَ، إنَّك تَهْدي مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ"، وورَدَ غيرُ ذلك، وهذا مِن التَّنويعِ في الدُّعاءِ؛ فمَرَّةً دَعا بالدُّعاءِ الأوَّلِ، ومَرَّةً أُخرى بالدُّعاءِ الثاني .
وكان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفتتِحُ الصَّلاةَ برَكعتَينِ خَفيفتَينِ؛ لينشَطَ لِمَا بعدَهما مِن الرَّكعاتِ، أي: يبدَأُ الصَّلاةَ برَكعتَينِ خَفيفتَينِ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

03 Dec, 06:57


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديث يَصِفُ النَّبيُّ ﷺ أوَّلُ طائفةٍ تدخُلُ الجنَّةَ كالقمرِ ليلةَ البدر، وهي ليلةُ الرَّابعَ عشرَ حين تكمُل استدارتُه، ويَتِمُّ نورُه، فيكون أكثرَ إشراقًا، وأعظَمَ حُسنًا وبهاءً. أمَّا الطَّائفةُ الثَّانية، فإنَّها تُشبِهُ في صورتِها أقْوى الكواكبِ نورًا وضياءً. أمَّا صِفاتُهم النَّفسيَّة والخُلقيَّةُ، فهم كما وصَفَهم صلَّى الله عليه وسلَّم: على قَلْبِ رجُلٍ واحد، أي: في غايةِ الاجتماعِ والاتِّفاق، حتَّى كأنَّ قلوبَهم جميعًا قلبٌ واحد، لا اختِلافَ بينهم ولا تباغُضَ، أي: إنَّ نفوسَهم صافيةٌ نقيَّة خاليةٌ مِن العداوة والبَغضاء، عامرةٌ بالحبِّ والمودَّة. لكلِّ امرئٍ منهم زوجتانِ، أي: لكلِّ واحدٍ منهم زَوجتانِ، يُرى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ اللَّحمِ مِن الحُسن؛ فهي- لِصفاء جسدِها، ورقَّة بَشَرَتِها- جِسمٌ شفَّاف ِيَكشِفُ عمَّا بداخِلِه، فيَرى النَّاظرُ إليها مُخَّ عظامِ ساقِها مِن وراءِ لحمِها. يُسبِّحونَ اللهَ بُكرةً وعشيًّا، أي: في أوَّل النَّهار وآخِرِه، والمراد أنَّهم يُسبِّحونَ في وقتهما، وإلَّا فلا بُكرةَ ثمَّةَ ولا عشيَّةَ. أمَّا هذا التَّسبيحُ، فإنَّه ليس عن تكليف؛ وإنَّما يُلهَمونَه كما يُلهَمونَ النَّفَسَ. لا يَسقَمونَ، أي: لا يَمرَضونَ فيها، ولا يَمْتخِطونَ ولا يَبصُقونَ؛ لأنَّ اللهَ طهَّرَ أهلَ الجنَّةِ مِن هذه الأقذارِ، آنيتُهم الذَّهبُ والفِضَّة، أي: بعضُ أوانيهم فضِّيَّةٌ، وبعضُها ذهبيَّةٌ، وأمشاطُهم الذَّهبُ، أي: مِن الذَّهب الخالِص، وَقُودُ مَجَامِرِهم الأَلُوَّةُ؛ يعني أنَّ بَخُورَهم الذي تتَّقدُ به مجامرُهم هو العُودُ الهنديُّ، الذي هو مِن أطيبِ الطِّيبِ وأَزكى البَخور.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

02 Dec, 07:19


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ حثَّ النَّبيُّ ﷺ وأكَّدَ على المُبادَرةِ بكِتابةِ الوَصيَّةِ قبْلَ مُباغَتةِ الموتِ، وبيَّنَ أنَّه لَيس لائقًا بالمسلمِ -سَواءٌ كان رجُلًا أو امرأةً- وله شَيءٌ يُوصِي فيه مِن الأموالِ، والبَنينَ الصِّغارِ، والحُقوقِ التي له، وعليه؛ مِن دِيونٍ، وكفَّاراتٍ، وزَكَواتٍ فرَّطَ فيها، أنْ تَمضِيَ عليه لَيلتانِ أو أكثرُ؛ إلَّا ووَصيَّتُه بهذا الشَّيءِ مَكتوبةٌ ومَحفوظةٌ عِندَه، فإذا وصَّى بذلك أُخرِجَت الدِّيونُ مِن رَأسِ المالِ، وأُخرِجَ غيرُها مِن ثُلثِه. وذِكرُ وصْفِ «مُسلمٍ» للتَّهييجِ؛ لِتَقَعَ المبادَرةُ لامتثالِه؛ لِما يُشعِرُ به مِن نفْيِ الإسلامِ عن تارِكِ ذلك، أو الوصْفُ خرَجَ مَخرَجَ الغالِبِ. وأخْرَجَ الدَّارميُّ والدَّارقطنيُّ عن أنسٍ قال: هكذا كانوا يُوصُون: هذا ما أَوصى به فلانُ بنُ فلانٍ؛ أنَّه يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شَريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورَسولُه، وأنَّ السَّاعةَ آتيةٌ لا رَيبَ فيها، وأنَّ اللهَ يَبعَثُ مَن في القبورِ، وأَوصى مَن تَرَكَ بعْدَه مِن أهْلِه أنْ يَتَّقوا اللهَ ويُصلِحوا ذاتَ بيْنهم، وأنْ يُطِيعوا اللهَ ورَسولَه إنْ كانوا مُؤمِنين، وأَوصاهم بما أَوصى به إبراهيمُ بَنِيه ويَعقوبُ {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]، وأَوصى إنْ حَدَثَ به حَدَثٌ مِن وَجَعِه هذا: أنَّ حاجتَه كذا وكذا.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

01 Dec, 07:01


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يُخلَّدُ في النَّارِ مَن كان في قلْبِه مِثقالُ ذرَّةٍ مِن إيمانٍ؛ فالمُسلمُ العاصي إذا مات ولم يَتُبْ مِن مَعصيتِه فأمْرُه إلى اللهِ؛ إنْ شاء عَفا عنه، وإنْ شاء عذَّبه، لكنَّه لا يُخلَّدُ في النَّارِ بحالٍ، فيُخرِجُ اللهُ مِن النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وكان في قلْبِه وَزنُ حَبَّةٍ مِن شَعيرٍ أو مِن بُرٍّ، وهو القمحُ، أو حتَّى ذرَّةٍ مِن خَيرٍ، أي: مِن إيمانٍ، كما جاء مُفسَّرًا في رِواياتٍ أُخرى؛ لأنَّ الخيرَ في الحقيقةِ هو ما يُقرِّبُ العبدَ مِن اللهِ تعالى، وما ذاك إلَّا الإيمانُ. والذَّرَّةُ: واحدةُ الذَّرِّ، وهو: صِغارُ النَّملِ، أو هو الهَباءُ الذي يَظهَرُ في شُعاعِ الشَّمسِ مِثلَ رُؤوسِ الإبَرِ، وقدَّمَ الشَّعيرةَ على البُرَّةِ؛ لأنَّها أكبُر جِرْمًا منها، ويَقرُبُ بعضُها مِن بَعضٍ، وأخَّر الذَّرَّة لصِغَرِها، وهذا مِن باب التَّرقِّي في الحُكمِ، وإنْ كان مِن بابِ التَّنزُّلِ في الصُّوَرِ. والحديثُ يدُلُّ على أنَّ مُجرَّدَ قولِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مِن دونِ أنْ يقومَ في القلبِ شَيءٌ مِن الإيمانِ؛ لا ينفَعُ صاحبَه، ولا يُخرِجُه مِن النَّارِ.وفيه: دَلالةٌ واضحةٌ على تَفاوُتِ الإيمانِ وتَفاضُلِه، وأنَّ أهلَ الكَبائرِ مِن المؤمنينَ يَدخُلُ مَن يَدخُلُ منهم النَّارَ، لكنَّهم لا يُخلَّدون فيها.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

30 Nov, 01:54


#شرح_الحديث :🍃

ذِكرُ اللهِ سُبحانَه وتَعالى ممَّا يُؤنسُ الرُّوحَ والقَلبَ، ويَرزُقُ النَّفسَ الطُّمأْنِينةَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَأن أَقولَ: سُبحانَ اللهِ والحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أَكبرُ، أحبُّ إليَّ ممَّا طَلَعتْ عَليهِ الشَّمسُ، يَعني: أحبُّ إليَّ مِن كلِّ الدُّنيا وما فيها منَ الأَموالِ وَغيرِها، وهذا مَحمولٌ على كَلامِ الآدميِّ، وإلَّا فَالقرآنُ أَفضلُ، وَكذا قِراءةُ القُرآنِ أَفضلُ مِن التَّسبيحِ والتَّهليلِ المُطلقِ، فأمَّا المأثورَ في وقتٍ أو حالٍ ونَحوَ ذلكَ، فالاشتِغالُ به أفضلُ. وسُبحانَ اللهِ: تَنزيهٌ للهِ عزَّ وجلَّ عَن كلِّ النَّقائصِ. والحمدُ للهِ: وَصفٌ للمَحمودِ بالكَمالِ معَ المحبَّةِ، والتَّعظيمِ. وَلا إلهَ إلَّا اللهُ، أي: لا مَعبودَ حقٌّ أو بحقٍّ إلَّا اللهُ. واللهُ أكبرُ، أي: إنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى أَكبرُ مِن كلِّ شيءٍ في هذا الوُجودِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

29 Nov, 06:08


#شرح_الحديث :🌿

خَيرُ الهَدْيِ هَدْيُ النبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد علَّمَ أُمَّتَه كلَّ ما يَتَعلَّقُ بأُمورِ الدِّينِ، ومنها الصَّلاةُ وأوقاتُها وهَيئاتُها، وصَلاةُ الجُمعةِ خاصَّةً لها مَكانةٌ وأهمِّيَّةٌ في الشَّرعِ.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا على عَهْدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبكِّرون بالجُمعةِ فيُصَلُّونها في أوَّلِ وَقتِها، فكانوا يَقِيلون بعْدَ صلاةِ الجُمُعةِ، وهذا بخِلافِ ما جَرَتْ به عادتُهم في صَلاةِ الظُّهرِ في الحَرِّ؛ فإنَّهم كانوا يَقِيلون ثُمَّ يُصَلُّون؛ لمَشروعيَّةِ الإبرادِ، وهو تَأخيرُ وَقتِ صَلاةِ الظُّهرِ حتى يَنكسِرَ حرُّ الشَّمسِ، والقَيْلولةُ هي الاستِراحةُ نِصفَ النَّهارِ، وإنْ لم يَكُنْ معها نَومٌ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

24 Nov, 06:52


#شرح_الحديث :🍃

في هَذا الحديثِ يُخبِرُ أبو موسى الأشعريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ بعضَ الصَّحابةِ قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «الرَّجلُ يُحِبُّ القومَ ولَمَّا يَلحقْ بِهمْ»، أي: إنَّ الرَّجلَ يُحِبُّ قومًا صالِحينَ مُجتهِدينَ في العبادةِ ولَكِنَّهُ لا يَستَطيعُ أنْ يَعمَلَ بِمِثلِ عَملِهمْ مِن أَعمالِ البِرِّ والخَيرِ، فَماذا يَفعَلُ يا رَسولَ اللهِ؟ فأجابَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائلًا: «المرءُ معَ مَنْ أَحبَّ»، أيْ: لا تَخَفْ ولا تَجزَعْ؛ فلنْ يَضُرَّكَ سَبْقُهم إيَّاكَ ما دُمتَ تُحِبُّهم وإنْ كنتَ مُقصِّرًا عنْهُمْ في فِعلِ الخَيراتِ؛ فمَن أحَبَّ الصَّالحينَ أُلحِقَ بهم في المكانِ، لكنَّه ليس مِثلَهم في الكرامةِ مِن كلِّ وجهٍ. وعلى العبدِ ألَّا يغتَرَّ بحُبِّ الصَّالحين، ويركَنَ إلى ذلك دون أن يجتَهِدَ في اتِّباعِ آثارِهم؛ فإنَّه لن يكونَ صادِقًا في حُبِّه حتى يتَّبِعَ آثارَهم، ويأخُذَ بهَدْيِهم، ويقتَدِيَ بسُنَّتِهم، حريصًا أن يكونَ منهم، ويَسلُكَ سَبيلَهم، ويأخُذَ طَريقَتَهم، وإن كان مُقَصِّرًا في العَمَلِ. وفي الحَديثِ: أنَّ تَعلُّقَ قُلوبِ الأشخاصِ بعضِها ببَعضٍ في الدُّنيا يكونُ سَببًا في جَمْعِهم معًا في الآخِرَةِ؛ فلْيَخترِ المسلمُ لنَفْسِه مَن أحبَّ أنْ يُحشَرَ معه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

23 Nov, 06:24


#شرح_الحديث :🍃

في الحديث :

لَمَّا انْتَهى عُقْبةُ من خِدمتِه رَجَع فأَدْرَكَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخْطُبُ النَّاسَ، فسَمِعَه يقولُ: "ما مِنْكم مِن أَحَدٍ يتَوضَّأُ فيُحْسِنُ الوُضوءَ"، أي: يُسْبِغُ وُضوءَه، ويُعْطي كلَّ عضوٍ حقَّه من الماءِ، "ثمَّ يقومُ فيَرْكَعُ"، أي: يُصلِّي "ركعتَينِ، يُقْبِلُ عليهِما بقَلْبِه ووَجْهِه"، أي: يُخْلِصُ ويَخْشَعُ فيهما للهِ، "إلَّا قد أوْجَب"، أي: وَجَبَتْ له الجَنَّةُ، فقال عقبةُ مُعْجَبًا ومُسْتحسِنًا تلك البُشرى: "بَخٍ بَخٍ، ما أجودَ هذه!".
وفي الحديثِ: الحَثُّ على إسباغِ الوُضوءِ.
وفيه: التنبيهُ إلى أهمِّيَّةِ إخلاصِ العبادةِ للهِ عزَّ وجلَّ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

22 Nov, 03:00


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ تُخبرُ أمُّ المؤمنين عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ قام بعَمَلِ شَيءٍ مِن المباحاتِ، ولم يُذكَرْ هذا الشَّيءُ، ورخَّص ﷺ في هذا الشَّيءِ، بمعنى: سَهَّل ويسَّر فيه من غيرِ مَنعٍ، وفِعْلُه ﷺ لهذا الشيءِ يدُلُّ على إباحتِه، غيرَ أنَّ قومًا من الصَّحابةِ الكرامِ تَباعَدوا واحْترَزُوا عنه صِيانةً لدِينهم في ظنِّهم، فبَلَغ ذلك النَّبيَّ ﷺ فخَطَب النَّاسَ لِتَعُمَّ الفائدةُ، «فحَمِد اللهَ تعالَى، ثُمَّ قال: ما بَالُ أقوامٍ»، أي: ما حالُهم؟ ولم يُسمِّهم سَترًا عليهم وتأليفًا لهم، «يَتنَزَّهون عن الشَّيءِ أَصنَعُه؟!» فإنْ كان هذا منْهم لأمرٍ شَرعيٍّ «فواللهِ إنِّي لَأعلَمُهم باللهِ»؛ لأنَّه ﷺ هو رسولُه والمخبِرُ عنه، «وأشَدُّهم له»، أي: أكثرُهم للهِ «خَشْيَةً»، والخَشيةُ: هي الخَوفُ مع العِلم، فلمْ يَبْقَ لهم عُذرٌ في تَرْكِ ما صَنَع نَبِيُّ اللهِ ﷺ وفي الحَديثِ: رِفقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُمَّتِه، وعدَمُ مُواجهتِه بالعِتابِ لِمَن يُعاتِبُه. وفيه: خُطورةُ التَّنقُّصِ مِمَّا ثَبَت عن النَّبيِّ ﷺ فِعلًا وترْكًا. وفيه: أنَّ العِلمَ باللهِ والخَشيةَ منه هي ما يُجنِّبُ المُسلِمَ الزَّلَلَ والضَّلالَ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

21 Nov, 03:03


#شرح_الحديث :🍃

مِن نِعَمِ اللهِ تعالى على عِبادِه أنْ يَسَّرَ للمَدينِ سُبُلَ أدائِه إنْ نوَى، وأرادَ قضاءَ دَينِه؛ فعلى المسلِمِ أنْ يَصدُقَ النيَّةَ قبلَ الاستدانةِ، وأنْ يَجتهدَ دائمًا في وَفاءِ الدَّينِ والحُقوقِ الَّتي عليه. ... وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عُبَيدُ اللهِ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُتْبةَ: "أنَّ مَيْمونةَ زَوجَ النَّبيِّ ﷺ استدانَتْ"، أي: اقترضَتْ مالًا، قيل: وذلك لتَصِلَ به رحِمَها، وتُنفِقَه على المساكينِ، "فقيل لها: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، تَستدِينينَ وليس عندكِ وفاءٌ؟! "، أي: تَقْترضينَ ولا يظهَرُ عندكِ علاماتُ القُدرةِ على السَّدادِ؟ فقالت مَيْمونةُ رَضِي اللهُ عَنها: "إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: مَن أخَذَ دَيْنًا"، أي: اقتَرَضَ مالًا أو ما يَحتاجُه، "وهو يُريدُ أن يُؤدِّيَه، ويَسعى في سَدادِه وقَضائِه لصاحبِه ويأخُذُ بأسبابِ ذلك، "أعانه اللهُ عزَّ وجلَّ"، أي: يَسَّرَ اللهُ له أسبابَ سَدادِه ووفَّقَه لقضائِه. وفي الحديثِ: ارتباطُ التَّوفيقِ وعَدمِه بنيَّةِ العبدِ. وفيه: أنَّ التَّوكُّلَ على اللهِ في جَميعِ الأمورِ يُنجِّي العَبْدَ.

حديثٌ وشرحُه

20 Nov, 01:53


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يَحكِي أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنْه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم دخَل على شابٍّ وهو في الموتِ"، أي: في سَكراتِه، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "كيف تَجِدُك؟"، أي: كيف حالُ قلبِك ونفْسِك؟ فقال الشَّابُّ: "واللهِ، يا رسولَ اللهِ، إنِّي"، أي: حالَ قَلْبي: "أَرْجو اللهَ"، أي: أسألُه رحمتَه وعظيمَ عفوِه، "وإنِّي أخافُ ذُنوبي"، أي: ومعَ تلك الحالةِ أجِدُ نفسي أخافُ ما قدَّمتُ مِن الذُّنوبِ والسَّيِّئاتِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "لا يَجتمِعان"، أي: الرَّجاءُ والخوفُ مِن اللهِ، "في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ"، أي: عندَ قُربِ موتِه، "إلَّا أعطاه اللهُ ما يَرْجو وآمَنه ممَّا يَخافُ"، أي: إنَّ اللهَ يُعطيه ما يَرْجوه مِن عَفْوِه ودخولِ الجنَّةِ، ويُؤمِّنُه ممَّا يَخافُه؛ مِن النَّارِ.
وفي الحديث: بيانُ فَضلِ الخوفِ والرَّجاءِ مِن اللهِ تعالى، وأنَّهما سببٌ للنَّجاةِ من النارِ ودُخولِ الجنَّةِ؛ لأنَّهما يحثَّانِ الإنسانِ على حُسنِ العَملِ مع حُسنِ الاعتقادِ في اللهِ.

.*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

19 Nov, 05:55


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ ﷺ "لو يَعلَمُ الذي يَشرَبُ وهو قائمٌ ما في بطْنِه"، أي: ما يقَعُ له مِن أذًى إذا شرِبَ وهو واقفٌ، وفي هذا إشارةٌ إلى النَّهيِ عن الشُّربِ قائمًا، وقيل: النَّهيُ إنَّما هو مِن جِهَةِ الطِّبِّ؛ مَخافةَ وَقوعِ ضَررٍ به؛ فإنَّ الشُّربَ قاعدًا أمكَنُ وأبعَدُ مِن السَّرفِ، وحُصولِ وجَعِ الكَبِدِ والحلْقِ، وقد لا يأْمَنُ منه مَن شَرِبَ قائمًا على ما لا يَخْفى، "لَاستقاءَ"، أي: تَعمَّدَ القَيءَ؛ وذلك بأنْ يضَعَ إصْبَعَه في فَمِه حتى يُخرِجَ ما شرِبَه؛ مِن شِدَّةِ الضَّررِ الواقعِ به؛ لأنَّ الشُّربَ قائمًا يُحرِّكُ خِلْطًا رَديئًا يكونُ القيءُ دواءَهُ، وقد حمَلَ أهلُ العلْمِ أحاديثَ النَّهيِ عن الشُّربِ قائمًا على أنَّها خِلافُ الأَولى؛ لأنَّه قد ورَدَت أحاديثُ أُخرى تُبِيحُ الشُّربَ قائمًا، كما عندَ النَّسائيِّ عن عائِشةَ رضِيَ اللهُ عنها زَوجِ النَّبيِّ ﷺ أنَّها قالت: "رأَيْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَشرَبُ قائمًا وقاعدًا"، والجَمْعُ بينها: أنَّ أحاديثَ النَّهيِ عن الشُّربِ قائِمًا محمولةٌ على أنَّها خِلافُ الأوْلى؛ فالأَوْلى للإنسانِ أنْ يشرَبَ وهو جالسٌ، فإنْ شرِبَ قائمًا فلا بأسَ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

18 Nov, 06:40


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن استِعمالِ الحَلِفِ والإكْثارِ منه في البَيْعِ مِن أجْلِ تَرويجِ السِّلعةِ؛ فإنَّ الحَلِفَ واليَمينَ -حتَّى ولو كان البائِعُ صادِقًا- مَظِنَّةٌ لرَواجِ السِّلعةِ في الحالِ، لكنَّه مُزيلٌ لبَرَكتِها في المآلِ، بأنْ يُسلِّطَ اللهُ تعالَى عليها وُجوهًا مِن أسبابِ التَّلَفِ؛ إمَّا سَرِقةً، أو حَرْقًا، أو غَرَقًا، أو غَصْبًا، أو نَهْبًا، أو عَوارضَ أُخرى يَتلَفُ بها ما شاءَ اللهُ تعالَى، فيكونُ كَسْبُه وجَمْعُه مُجرَّدَ تَعَبٍ وكَدٍّ، وهو عِقابٌ مِن اللهِ تعالَى على كَثرةِ الحَلِفِ؛ ففي رِوايةِ مُسلمٍ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ الأنصاريِّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إيَّاكم وكَثْرةَ الحَلِفِ في البَيعِ»! أو المرادُ بالحَلِفِ الحلِفُ الكاذبُ، كما في رِوايةِ أحمَدَ: «اليمينُ الكاذبةُ مَنفَقةٌ للسِّلعةِ مَمْحَقةٌ للكسْبِ».
وقولُه: «مُنَفِّقَةٌ» و«مُمْحِقَةٌ» رُوِيَ على وَجهَينِ؛ الأوَّلُ: «مُنَفِّقةٌ» بضَمِّ الميمِ وتَشديدِ الفاءِ المكسورةِ، أي: مُرِّوجةٌ، و«مُمْحِقَةٌ» بضَمِّ الميمِ وكسْرِ الحاءِ، أي: مُذهِبةٌ. والثاني: «مَنفَقةٌ» بفَتْحِ المِيمِ والفاءِ بيْنهما نونٌ ساكِنةٌ- مَفْعَلةٌ مِن النَّفاقِ -بفَتْحِ النُّونِ-وهو الرَّواجُ ضِدُّ الكَسادِ. و«مَمْحَقةٌ» بفتْحِ الميمِ والحاءِ، أي: مَوضِعٌ لنُقصانِ البركةِ، ومَظِنَّةٌ له في المالِ.
وفي الحَديثِ: تَعظيمُ أمْرِ الحَلِفِ باللهِ، وأنَّه لا يكونُ إلَّا لِحاجةٍ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

15 Nov, 10:35


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ حِينَ ماتَ لم يَكُنْ عِندَها طَعامٌ يَأكُلُه ذو كَبِدٍ، أي: كائِنٌ حَيٌّ، إلَّا بَعضَ الشَّعيرِ، وكانت تَضَعُه في رَفٍّ في حُجرَتِها، فكانت تَأكُلُ منه حتَّى طالَتْ مُدَّةُ أكْلِها منه وهو لا يَفنَى، فكالَتْه، أي: وَزَنَتْه وعَرَفتْ مِقدارَه، فعِندَها فَنيَ وانتَهى، فكانَتِ البَرَكةُ فيه مِن أجْلِ جَهْلِها بكَيْلِه، وكانت تَظُنُّ في كُلِّ يَومٍ أنَّه سيَفْنى؛ لِقِلَّةٍ كانت تَتوَهَّمُها فيه؛ فلِذلك طالَ عليها، فلَمَّا كالَتْه عَلِمتْ مُدَّةَ بَقائِه، ففَنيَ عِندَ تَمامِ ذلك الأمَدِ، وقدْ يَكونُ الأمْرُ مُرتَبِطًا ببَرَكةِ النَّبيِّ ﷺ فيما كان عِندَها، فلَمَّا كالَتْه رُفِعتْ تلك البَرَكةُ، وفي الصَّحيحَينِ عن أسماءَ بِنتِ أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال لها: «لا تُوعِي فيُوعِي اللهُ عليكِ»، ومعناهُ: لا تُقدِّري الأشياءَ؛ فإنَّ اللهَ يُوعِي عليكِ، أي: أنَّه يُعامِلُك بحسَبِ ما تُقدِّرين، وعليه: فإذا جَعَلَ الإنسانُ الشَّيءَ مَوكولًا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وأكَلَ منه حتَّى يَفْنى، يكونُ هذا أبْرَكَ له.وفي الحَديثِ: تَغليبُ التَّوَكُّلِ على اللهِ في جَميعِ الأُمورِ. وفيه: دَليلٌ على أنَّ الإنسانَ إذا كال الشَّيءَ، وصار يُلاحِظُ هلْ نَقَصَ؟ هلْ زاد؟ فإنَّ بَرَكَتَه تُنزَعُ.

*الدرر السنية .

حديثٌ وشرحُه

14 Nov, 06:15


#شرح_الحديث : 🍃

يَحكي عبدُ اللهِ بنُ بُسرٍ أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نزَلَ، أي: ضَيفًا على والِده؛ فقرَّبُوا إليه، أي: وضَعُوا له طعامًا "ووَطْبَةً"، وهو الْحَيْسُ ويَجمعُ التَّمرَ الْبَرْنِيَّ والأَقِطَ المدقوقَ والسَّمْنَ، فَأكلَ منها، ثُمَّ جِيءَ بِتمرٍ فكان يأكلُه ويُلْقِي النَّوى بَيْنَ أُصبعَيْه ويَجمع السَّبَّابةَ، أي: الْمُسبِّحَةَ والوُسْطَى؛ وذلك حتَّى لا يَمسَّه باطنُ الأصابعِ فَتعافَّ النَّفْسُ عَوْدَها إلى الطَّعامِ؛ لِمَا فِيها مِن أثَرِ الرِّيقِ
في الحديثِ: تعليمُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه أدَبَ أكْلِ التَّمرِ. وفيه: أنَّ مِن فِعْلِ الصِّحابةِ تَشييعَ الضَّيفِ إلى البابِ. وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُدارَ الشَّرابُ ونحوُه على اليمينِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

13 Nov, 07:02


#شرح_الحديث :🍃

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم شَديدَ الصِّلةِ برَبِّه في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وكانتْ له أذكارٌ معيَّنةٌ في المُلِمَّاتِ والشَّدائدِ، وقد نقَلها لنا الصَّحابةُ الكِرامُ رِضوانُ اللهِ علَيهِم، ومن ذلك قولُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه في هذا الحَديثِ: "كان النَّبيُّ ﷺ إذا كرَبه أمرٌ"، أي: أصابَه الكَرْبُ والهَمُّ مِن أمرٍ واشتَدَّ عليه شأنُه، "قال"، أي: النَّبيُّ ﷺ
"يا حيُّ"، أي: دائِمُ البقاءِ وَحْدَه، ويَفْنى كلُّ شيءٍ غيرُه "يا قيُّومُ"، أي: القائمُ بذاتِه، الَّذي يَقومُ بتَدبيرِ شُؤونِ غيرِه، والحيُّ والقيُّومُ هما على أكثَرِ الأقوالِ الاسْمُ الأعظَمُ للهِ سبحانه وتعالى، "بِرَحمَتِك أَستغيثُ"، أي: برحمَتِك الَّتي وسِعَت كلَّ شيءٍ أطلُبُ الإعانةَ مِنك يا أَللهُ.
وحياةُ القلبِ تَكونُ بتَخلُّصِه ممَّا سِوى اللهِ تعالى، والكربُ يُنافي ذلك ويَشغَلُ القلبِ؛ لذا تَوسَّلَ النَّبيُّ ﷺ إلى اللهِ باسمِه "الحيِّ"؛ لإزالةِ ما يُضادُّ حياةَ قلبِه، وبالقيُّومِ؛ لإقامةِ القَلبِ على نهْجِ الفَلاحِ. وفي الحديثِ: التَّوسُّلُ بأسماءِ اللهِ وصِفاتِه؛ لرفْعِ الكَربِ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

12 Nov, 03:58


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ يُخْبِرُ عُبادةُ بنُ الصَّامتِ رضِيَ اللهُ عنه: "سمِعْتُ رسولَ اللهِ عليه وسلم يقول: خمْسُ صلواتٍ افترَضَهنَّ اللهُ على عِبادِه"، أي: خمْسُ صلواتٍ في خمْسةِ أوقاتٍ مِن اليومِ واللَّيلةِ، جعَلَهُنَّ اللهُ فرضًا على عِبادِه، ولم يَفترِضْ غيرَهنَّ مثلَ الوتْرِ وغيرِه ممَّا يتطوَّعُ به المُسلِمُ، ولكنْ مَن تطوَّعَ فهو خيرٌ له؛ "فمَن جاء بهنَّ"، أي: مَن أدَّى هذه الصَّلواتِ الخمْسَ كاملاتِ الشُّروطِ والهيئاتِ والأركانِ، وقد أوضَحَتِ الرِّوايةُ الأُخرى ذلك؛ ففيها: "مَن أحسَنَ وُضوءَهنَّ"، أي: بإسباغِ الوُضوءِ وإعطاءِ كلِّ عضْوٍ حقَّه مِن الغَسْلِ والماءِ، "وصَلَّاهنَّ لوقتِهنَّ"، أي: في أوَّلِ وقتِهنَّ، "وأتَمَّ رُكوعَهنَّ وخُشوعَهنَّ"، أي: أتَمَّ أركانَها كاملةً، مع الخُضوعِ للهِ فيها بالقلْبِ أوَّلًا، ثمَّ يسْرِي إلى الجوارِحِ.قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لم يَنتقِصْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ"، أي: ولم يَنتقِصْ مِن ذلك كلِّه شيئًا، ولم تَفُتْه صلاةٌ منهنَّ وهو غيرُ مُبالٍ بهذا النَّقصِ، وهذا احْتِرَازٌ عمَّا إذا انْتَقَصَ مِن هذه الأُمورِ شيئًا سَهْوًا أو نِسيانًا؛ "فإنَّ اللهَ جاعلٌ له يومَ القِيامةِ عهدًا أنْ يُدْخِلَه الجنَّةَ"، أي: كان له ميثاقٌ وأمانٌ مِن اللهِ بإدخالِه الجنَّةَ؛ جزاءً على تِلك الصَّلاةِ؛ فوَعْدُه تعالى بإثابةِ عبْدِه على طاعاتِه عهدٌ موثوقٌ لا يُخْلَفُ، "ومَن جاء بهنَّ قدِ انتقَصَ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ، لم يكُنْ له عندَ اللهِ عهْدٌ؛ إنْ شاء عذَّبَه، وإنْ شاء غفَرَ له"، أي: مَن لم يفعَلْ ما ذُكِرَ مِن المُحافظةِ عليها بل نقَصَها، ولم يُبَالِ بها عمدًا، فليس له على اللهِ عهدٌ بأنْ يغفِرَ له، بل إنْ شاء غفَرَ له، وإنْ شاء عذَّبَه، فوكَلَ أمْرَ التَّاركِ إلى مَشِيئتِه تعالى؛ إنْ شاء عذَّبَه، وإن شاء غفَرَ له، وهذا يَقتضي أنَّ المُحافِظَ على الصَّلواتِ يُوَفَّقُ للصَّالحاتِ بحيثُ يدخُلُ الجنَّةَ ابتداءً، كما قال اللهُ تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

11 Nov, 06:37


#شرح_الحديث : 🍃

في هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان إذا قعَد في التَّشهُّدِ"، أي: جلَس الجِلْسةَ الأخيرةَ في الصَّلاةِ للتَّشهُّدِ والتَّحيَّاتِ، "وضَع كفَّه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى"، وكذلك يَضَع يدَه اليُمنى على فَخِذِه ورُكبَتِه اليُمنى، كما في روايةِ مُسلمٍ: "ووضَع يدَه اليُسرَى على رُكبتِه اليُسرَى، ووضَع يدَه اليُمنَى على فَخِذِه اليُمنى".
وقد ورَد أنَّه كان "يُلْقِمُ كفَّه اليُسرى على رَكبَتِه"، أي: يُدخلُ رُكبتَيْه في راحَةِ كفِّه اليُسرى، حتَّى تَصيرَ رُكبتُه كاللُّقمَةِ في كفِّه، "وأشار بالسَّبَّابةِ" مع ضَمِّ إصْبَعِ الإبهامِ على إصْبَعِ الوُسطَى رافعًا إصْبَعَ السبَّابةِ للإشارةِ بها، كما هو في روايةِ مُسلمٍ: "ووضَع إبهامَه على إصْبَعِه الوُسطَى"، وفي ذلك رمزٌ وإشارةٌ إلى وَحدانيَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، قال ابنُ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما: "لا يُجاوِزُ بصَرُه إشارَتَه"، أي: يَنظرُ بعينِه إلى إصبَعِه السَّبابةِ المرفوعَةِ ولا يُحرِّكُ عَينيِه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

10 Nov, 05:01


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ حثَّ النَّبيُّ ﷺ على ملازمةِ الرِّفقِ في الأعمالِ، والاقتصارِ على ما يُطيقُ العاملُ، ويُمكِنُه المداومةُ عليه، وأنَّ مَن شَادَّ الدِّينَ وتعمَّقَ، انقطَع، وغلَبَه الدِّينُ وقهَرَه، وقد أسَّس ﷺ في أوَّلِ الحديثِ هذا الأصلَ الكبيرَ، فقال: "إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ"، أي: مُيسَّرٌ مُسهَّلٌ في عقائدِه وأخلاقِه، وفي أفعالِه وتُروكِه. ثمَّ وصَّى بالتَّسديدِ والمقارَبةِ، وتقويةِ النُّفوسِ بالبِشارةِ بالخيرِ، وعدمِ اليأسِ، والتَّسديد: هو العملُ بالقصدِ، والتَّوسُّطِ في العبادةِ، فلا يقصِّرُ فيما أُمِر به، ولا يتحمَّلُ منها ما لا يُطِيقه، مِن غيرِ إفراطٍ ولا تفريطٍ. وقوله: وقارِبوا، أي: إن لم تستطيعوا الأخذَ بالأكملِ، فاعمَلوا بما يقرُبُ منه. وقوله: وأبشِروا، أي: بالثَّوابِ على العملِ، وإن قَلَّ. ثمَّ أرشَد ﷺ إلى ما يساعدُ على السَّدادِ والمقارَبةِ، فقال: "واستعِينوا بالغَدْوةِ والرَّوْحةِ، وشيءٍ مِن الدُّلْجةِ"، يعني أنَّ هذه الأوقاتَ الثَّلاثةَ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى الله؛ فالغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلجة: سيرُ آخرِ اللَّيل، وسيرُ آخرِ اللَّيل محمودٌ في سيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سيرِ القلوبِ إلى اللهِ بالأعمال، وقال: وشيءٍ مِن الدُّلجةِ، ولم يقُلْ: والدُّلجة؛ تخفيفًا؛ لمشقَّةِ عملِ اللَّيل.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

09 Nov, 08:08


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ ﷺ «أنَّ قُلوبَ بَني آدمَ كُلَّها» أي: تَصرُّفَها وتَقلُّبَها، «بيْنَ إِصبَعينِ مِن أَصابعِ الرَّحمنِ كَقلبٍ واحدٍ؛ يُصرِّفُه حَيثُ يَشاءُ» فاللهُ سُبحانَه وتَعالَى هو المُتمكِّنُ مِن قُلوبِ العِبادِ كُلِّهم؛ فالعَبدُ ليْس إليه شَيءٌ مِن أَمرِ سَعادتِه، أو شَقاوتِه، بلْ إنَّ الأمرَ كلَّه للهِ؛ فإنِ اهتَدَى فبِهِدايةِ اللهِ تَعالَى إيَّاه، وإنْ ضَلَّ فبِصَرْفِه له بحِكمَتِه وعَدلِه، وعِلمِه السَّابقِ، كما أنَّ ثُبوتَه على الإيمانِ فبتَثبيتِه عَزَّ وجَلَّ، كما قال اللهُ تَعالَى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} [الحجرات: 17]. ثُمَّ دَعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ مُصرِّفَ القُلوبِ» والتَّصريفُ هو التَّغييرُ والتَّقليبُ، أي: يا ربِّ يا مُقلِّبَها إلى ما شاءَ مِن هِدايةٍ أو غِوايةٍ، «صَرِّفْ قُلوبَنا عَلى طاعتِك»، أي: ثَبِّت قُلوبَنا، واصْرِفْها إِلى طاعتِك ومَرضاتِك في كُلِّ ما تُحبُّه منَ الأَقوالِ، والأَعمالِ والأَخلاقِ، وهذا يُبيِّنُ شِدَّةَ خَوفِ النَّبيِّ ﷺ مِن ربِّه عزَّ وجلَّ؛ حيث يَدْعو أنْ يُصرِّفَ اللهُ قَلْبَه على طاعتِه، وذلك مِن شِدَّةِ حِرصِه على تَنبيهِ أُمَّتِه ألَّا يُصِيبَها ذُهولٌ ولا غَفلةٌ عن مُراقَبةِ أعمالِهِم وخَواتيمِها.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

02 Nov, 07:23


#شرح_الحديث : 🍃

في هذا الحَديثِ أنَّ رجُلًا قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : "إنَّ المؤَذِّنين"، وهم الَّذين يرْفَعون الأَذانَ للصَّلواتِ ويُنادونَ بها، "يَفْضُلونَنا"، أي: يَفْضُلون علينا بأجْرِ الأَذانِ وثَوابِه، ويَسبِقونَنا في الفضْلِ؟ فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم "قُل كما يَقولون"، أي: إذا أردْتَ أن تَلحَقَهم في الأجْرِ والثَّوابِ فردِّدْ وراءَ المؤذِّنِ إذا نادَى للصَّلاةِ؛ فبذلك تأخُذُ أجْرًا مثلَ أجرِهم، وتَكونُ معهم في الفضْلِ والثَّوابِ، "فإذا انتَهيْتَ"، أي: فإذا فرَغْتَ من التَّرديدِ وراءَ المؤذِّنِ، "فسَلْ"، أي: فاسأَلِ اللهَ ما تشاءُ بالدُّعاءِ، "تُعْطَه"، أي: يُعطِك اللهُ ما تَسأَلُ، ويستَجبْ لك دُعاءَك.
وفي الحَديثِ: عِظَمُ فضْلِ المؤَذِّنين، وفيهِ: الحَثُّ على التَّرديدِ وراءَ المؤذِّنِ، وفيه: أنَّ الدُّعاءَ عَقِبَ الفراغِ مِن الأذانِ مُستَجابٌ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

01 Nov, 01:33


#شرح_الحديث :🍃

مَحبَّةُ النبيِّ ﷺ مِن أُصولِ الإيمانِ، وهي مَقرونةٌ بمَحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وتَوعَّد اللهُ مَن قدَّم عليها شيئًا مِن الأمورِ المحبوبةِ في الطَّبْعِ؛ مِن الأقاربِ والأموالِ، والأوطان وغيرِ ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} ولا يكونُ المؤمنُ مُؤمنًا كاملًا حتَّى يُقدِّمَ مَحبَّةَ الرَّسولِ ﷺ على مَحبَّةِ جَميعِ الخَلْقِ، ومَحبَّةُ الرَّسولِ ﷺ تابعةٌ لمحبَّةِ مُرسِلِه سُبحانه وتعالَى. والمحبَّةُ الصَّحيحةُ تَقتضي المتابَعةَ والموافَقةَ في حبِّ المَحبوباتِ وبُغضِ المكروهاتِ؛ فالمحبَّةُ هي المُوافَقةُ في جميعِ الأحوالِ، فإذا كان هذا الحبُّ صادقًا فإنَّه لا بدَّ أنْ يَحمِلَ صاحبَه على مُتابَعةِ النبيِّ ﷺ والعَملِ بسُنَّتِه؛ فعَلامةُ مَحبَّةِ الرَّسولِ ﷺ أنَّه عندَ تعارُضِ طاعةِ الرَّسولِ ﷺ في أوامرِه، مع داعٍ آخَرَ يَدْعو إلى غَيرِها مِن هذه الأشياءِ المحبوبةِ، فإنْ قدَّم المرْءُ طاعةَ الرَّسولِ ﷺ وامتثالَ أوامرِه على ذلك الداعي؛ كان ذلك دَليلًا على صِحَّةِ مَحبَّتِه للرَّسولِ ﷺ وإنْ قدَّم على طاعتِه وامتثالِ أوامرِه شيئًا مِن هذه الأشياء المحبوبةِ طَبْعًا، دلَّ ذلك على عدَمِ إتيانِه بالإيمانِ التَّامِّ الواجبِ عليه. ومِن مَحبَّتِه ﷺ نَصرُ سُنَّتِه، والذَّبُّ عن شَريعتِه، وتَمنِّي حُضورِ حَياتِه فيَبذُلَ مالَه ونفْسَه دونَه. ولا تصِحُّ هذه المحبَّةُ إلَّا بتَحقيقِ إعلاءِ قدْرِ النبيِّ ﷺ ومَنزلتِه على كلِّ والدٍ وولَدٍ، ومُحسِنٍ ومُفَضَّلٍ.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

31 Oct, 11:56


#شرح_الحديث :🍃

‎في هذا الحَديثِ بُشرَى عَظيمةٌ لكلِّ مَؤمنٍ، وتَعزيةٌ له فيما أصابَه؛ فقدْ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُصِبْ مِنْهُ»، وقولُه: «يُصِب» رُوِي بوجْهَينِ: بكسر الصَّاد «يُصِب»، وفتْحِها «يُصَب»، وكلاهما صَحيحٌ، ومعنَى «يُصِب» بالكَسرِ: أنَّ اللهَ تعالَى يُقدِّرُ عليه المصائبَ حتَّى يَبتليَه بها؛ أيْصبِرُ أمْ يَضجَرُ؟ ومعنَى «يُصَب منه» بالفَتْحِ: أنَّه يُنالُ منه ولم يُسمَّ الفاعِلُ هنا مِن بابِ مراعاةِ الأدبِ مع الله تعالَى؛ كما في قولِه تعالَى عن خَليلِه إبراهيمَ عليه السَّلامُ أنَّه قالَ: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينَ} [الشعراء: 80]، حيث لم يَنسُبْ المَرضَ إلى اللهِ تعالَى بينما نسَب الشِّفاءَ إليه، مع أنَّه هو سُبحانَه الذي يُقدِّر الكُلَّ.
‎والمصيبةُ: اسمٌ لكُلِّ مكروهٍ يصيبُ أحدًا، وإنَّما كانتِ المُصيبةُ خَيرًا؛ لِما فيها مِن اللُّجوء إلى المَولى عزَّ وجلَّ، ولِما فيها مِن تَكفيرِ السيِّئات أو تَحصيلِ الحَسناتِ، أو هما جميعًا. وقد قال تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، ومعناه أنَّ المسلِمَ يُجزى بمصائِبِ الدُّنيا، فتكونُ له كَفَّارةً؛ فعلى المسلِمِ أن يصبرَ على المصائِبِ ولا يجزَعَ؛ حتى ينالَ الفَضْلَ من اللهِ برَفعِ دَرَجاتِه وتكفيرِ ذُنوبِه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

30 Oct, 08:09


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يَروي جابرُ بنُ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخلَ على أُمِّ السَّائِبِ -أو أُمِّ الْمُسِّيبِ- فَسَألَها: ما لكِ تُزَفْزِفِينَ؟ أي: تَرتَعدِينَ مِنَ البَرْدِ وتَتحرَّكينَ حَركةً شَديدةً؟ فَأجابَتْه: الحُمَّى، وهي الحرارةُ والسُّخونةُ، وهي نوعٌ مِنَ الأمراضِ، وهي أنواعٌ مُتعدِّدةٌ، وتكونُ بِقدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فهو الَّذي يُقدِّرُها وقوعًا ويَرفعُها سُبحانه وتَعالَى، ثمَّ دَعَت على الحُمَّى، فقالت: «لا بارَكَ اللهُ فيها» فنَهاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قَولِها ذلك؛ فهو نوعٌ مِن أنواعِ السُّبابِ الَّذي يُعبِّرُ به صاحبُه عن عدَمِ الرِّضا، ويَدخُلُ في هذا النَّهيِ: كلُّ أنواعِ الأمراضِ الَّتي تُصيبُ الإنسانَ، وعلَّلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك بأنها تَمحو وتُكفِّرُ وتُزيلُ ذُنوبَ بني آدمَ؛ وذلك إذا صَبَر على وَجعِها وألَمِها واحتَسَبَ الأجرَ عندَ اللهِ، كما يُذهِبُ الكِيرُ خَبثَ الحديدِ، أي: وَسخَهُ. وكِيرُ الحدَّادِ: جِهازٌ يَستخدمُه الحدَّادُ لِلنفخِ في النَّارِ لِإذكائِها؛ فإنَّ الحديدَ إذا صُهِرَ على النَّارِ ذَهبَ خبَثُه وبَقِي صافيًا، فكذلك تَفعَلُ الحُمَّى في الإنسانِ تُذهِبُ خَطاياهُ وتُكفِّرُ عنه ذُنوبَه إذا صَبَر عليها ابتغاءَ الأجرِ عندَ اللهِ سُبحانه، ويَشمَلُ ذلك كلَّ مَشقَّةٍ أو شِدَّةٍ يُرْتجى عليها ثَوابٌ؛ فلا يَنْبغي أنْ يُذَمَّ شَيءٌ مِن ذلك ولا يُسَبُّ، وحِكمةُ ذلك أنَّ السَّبَّ إنَّما يَصدُرُ في الغالبِ عن الضَّجرِ، وضَعفِ الصَّبرِ أو عَدمِه، وربَّما يُفْضي بصاحبِه إلى السَّخطِ المحرَّمِ، مع أنَّه لا يُفيدُ ذلك فائدةً ولا يُخفِّفً ألَمًا.
وفي الحديثِ: الرِّضا بِقضاءِ اللهِ وقدَرِه.

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

29 Oct, 06:54


#شرح_الحديث :🍃

هذا حديثٌ جامِعٌ لأَنواعِ الخَيْرِ كُلِّها يَشتَمِلُ على دُعاءٍ شامِلٍ، لِمُتطلَّبَاتِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وهو مِن جَوامعِ الكَلِمِ الَّتي أُوتيَها رَسولُ اللهِ ﷺ وفيه بَدَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأَهَمِّ، وهُو الدعاءُ بإصلاحِ الدِّينُ، ووَصَفَ الدِّين بأنَّه عِصمةُ الأَمْرِ؛ فبِه يَعتَصِمُ الإنسانُ مِن كُلِّ شرٍّ، وصَلاحُ الدِّينِ يَكونُ بِالإخلاصِ لِلهِ والمُتابعَةِ لرَسولِ اللهِ ﷺ ثُمَّ سألَ بَعدَ ذلك إصلاحَ الدُّنيا لَه، ثُمَّ ذَكَرَ العُذْرَ في سُؤالِه إِصْلاحَها؛ بأنْ قالَ: (الَّتي فيها مَعاشِي) يَعنِي: الَّتي أَعيشُ فِيها لأَعْبُدَك، ومِنَ المعاشِ: الكَسْبُ والسَّعيُ في الأَرْضِ لاستِجْلَابِ الرِّزقِ، ويَكونُ ذلك عِبادةً للهِ عزَّ وجلَّ إذا احتَسَب العبدُ الأجْرَ، واستعانَ به على الطَّاعةِ. ثُمَّ قال: (وأَصلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فيها مَعادِي)، فرَتَّبَ ﷺ الآخِرَةَ بَعدَ الدُّنيا، ثُمَّ قال: (واجْعَلِ الحياةَ زِيادةً لي في كُلِّ خيرٍ) اجعْلها سَببَ زِيادةٍ، أزْداد فيها مِن الأَعمالِ الصَّالحةِ، (واجْعَلِ الموتَ راحةً لي مِن كُلِّ شرٍّ)، بأن تَختِمَ لي بالخاتمةِ الحَسنةِ وتَجعَلَ الموتَ خَيرًا مِن الحَياةِ التي لا تَخْلو عَنْ شَرٍّ وبَلاءٍ؛ فأتَخلَّصَ به مِن كلِّ شرِّ الدُّنيا ومَشقَّتِها، ولا يُصيبني شَرُّ عذابِ القبرِ وفِتنته، ولا شَرُّ النارِ، فأستريح في الجَنَّةِ .

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

28 Oct, 12:58


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ ﷺ عَظيمَ عَدلِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يَظلِمُ النَّاسَ شيئًا، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمنًا حَسنةً، والظُّلمُ يُطلَقُ بمعنى النَّقصِ، وحَقيقةُ الظُّلمِ مُستحيلةٌ مِن اللهِ تعالَى؛ فإنَّه سُبحانه لا يَنقُصُ ثَوابَ حَسنةٍ عَمِلَها المؤمنُ، فإنَّه يُعطى بِها في الدُّنيا، بأنْ يُوَسِّعَ عليه رِزقَه ويُرَغِّدَ عَيْشَه في الدُّنيا على طاعتِه، مَع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ؛ فَهُو أَحوَجُ ما يَكونُ لِثوابِ تِلك الحَسنةِ، ولا مانعَ مِن جَزائِه بها في الدُّنيا والآخرةِ، وقد يَحفَظُ الجزاءَ كلَّه له للآخرةِ. ومع المؤمنِ استَعمَلَ لَفظَ الإعطاءِ لِنِعمِ الدُّنيا، ولَفظَ الجزاءِ لِنَعمِ الآخرةِ، وهذا يُشيرُ إلى أنَّ ما يُعطى المؤمنُ مِن النِّعمِ في الدُّنيا ليْس جَزاءً لِحَسناتِه، وإنَّما هو فضْلٌ مِن اللهِ وإحسانٌ إليه، وأنَّ جَزاءَه الأَوفى سيَجِدُه في الآخرةِ. وأمَّا الكافِرُ وقدْ ماتَ على كُفرِه، فيُطعَمُ بِحَسناتِ ما عَمِلَ بِها للهِ في الدُّنيا، أي: بِما فَعَلَه مُتقرِّبًا بِه إلى اللهِ تَعالى مِمَّا لا تَفتَقِرُ صِحَّتُه إلى النِّيَّةِ، كصِلةِ الأَرحامِ والصَّدقةِ والضِّيافَةِ، فإنَّه لا يُقبَلُ منه؛ لأنَّه لا يَتوَفَّرُ لَدَيْه شَرْطُ قَبولِ العَمَلِ، وهُو الإيمانُ باللهِ، ولكنَّ اللهَ لا يَظلِمُه عَمَلَه، فيُكافِئَه عليه في الدُّنيا، فيُطْعِمَه به مِن غِنًى أو صِحَّةٍ أو أولادٍ أو نحْوِ ذلكَ، حتَّى إذا أَفْضى إلى الآخِرَةِ لم يَكُنْ له حَسنةٌ يُجْزَى بِها؛ لأنَّ حَسناتِه الدُّنيويَّةَ مهْما عَظِمَت فعُقوبةُ الكُفرِ أعظَمُ، فلا جنَّةٌ ولا نَعيمٌ. وأمَّا إذا فَعَل الكافرُ الحَسناتِ الَّتي لا تَفتقِرُ إلى النِّيَّةِ -كصِلةِ الرَّحمِ والصَّدقةِ وأمثالِها- ثمَّ أسْلَمَ؛ فإنَّه يُثابُ عليها في الآخرةِ؛ لِما في البُخاريِّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إذا أسلَمَ العبدُ فحَسُنَ إسلامُه، يُكفِّرُ اللهُ عنه كلَّ سيِّئةٍ كان زَلَفَها».

*الدرر السنية .

حديثٌ وشرحُه

27 Oct, 09:11


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالَّذي نَفسُه بِيدِه، لَو لم تُذنِبوا، أَيُّها المُؤمنونَ لَذهَبَ اللهُ بِكمْ، ولَجَاءَ بِقومٍ مِن جِنْسِكم أَوْ مِن غَيرِكم، يُذنِبونَ، فيَستَغفِرون اللهَ فيَغفِرُ لَهم؛ لأنَّ العِبادَ لَو لم يُذنِبوا لَخِيفَ عَليهِم ما هُوَ أَكبرُ مِن ذَلك، أَلا وَهُوَ العُجْبُ. ولَجَاءَ بِقَومٍ يُذنِبونَ؛ وذَلكَ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ يُحِبُّ مِن عَبدِه مَقامَ العُبوديَّةِ الَّذي هُو مُنتَهى الذُّلِّ مَع مُنتَهى الحُبِّ، ولَيسَ في الحديثِ مُواساةٌ للمُنهَمِكينَ في الذُّنوبِ، وإنَّما فيه بَيانُ عَفوِ اللهِ تَعالى وتَجاوزِه عنِ الُمذنِبينَ التَّائبينَ، لِيرْغَبوا في التَّوبةِ إِلى اللهِ فَيَتُوبوا، ويُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانَه كَما يُجازي المُحسنينَ بإحْسانِهم، فإِنَّه يَعفو ويَصفَحُ عنِ الُمذنِبينَ. وفي الحديثِ: بَيانُ رَحمَةِ اللهِ بعِبادِه ومَغفِرتِه لذُنوبِهم، وتَجاوزُه سبحانَه عنِ المُسيءِ.

حديثٌ وشرحُه

26 Oct, 11:23


شرح الحديث :🍃

حمَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ الفَضائلَ، وحثَّتْ علَيها، وحارَبَت كلَّ صُوَرِ الفسادِ وأسبابِه، وما يُضِرُّ بالمجتمَعِ، ويؤدِّي إلى انحِلالِه.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كلُّ عَينٍ زانيةٌ"، أي: إذا نظَرَت إلى امرَأةٍ لا تَحِلُّ له، وقيل: إنْ كان عن شَهوةٍ، "والمرأةُ إذا استَعطَرَت"، أي: وضَعَت الطِّيبَ علَيها ثمَّ خرَجَت مِن بيتِها، "فمرَّت بالمجلِسِ"، أي: الَّذي به رجالٌ، "فهي زانيةٌ"، أي: مُتعرِّضةٌ للزِّنا مُتسبِّبةٌ فيه، حيثُ جعَلَت الرِّجالَ يُشْرِفون للنَّظرِ المحرَّمِ إليها، وهو زِنا النَّظرِ، ولَرُبَّما طُوِّر الأمرُ بعدَها للزِّنا الحقيقيِّ.

*الدرر السنية .

حديثٌ وشرحُه

25 Oct, 05:38


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ سُئلت عائشةَ عن خُلقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أي: عن صِفاتِ خُلقِه، والخُلقُ: مَلكةٌ تصدُرُ بها الأفعالُ بسُهولةٍ من غيرِ تنكُّرٍ ولا تكلُّفٍ، فقالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "لم يكُنْ فاحِشًا" الفُحْشُ: القُبْحُ، وكلُّ سُوءٍ جاوز حدَّه فهو فاحشٌ، أي: لم يكُنْ مُتكلِّمًا بالقَبيحِ أصلًا ولم يكُنْ في طبْعِه، "ولا مُتفَحِّشًا"، أي: بالتَّكلُّفِ، أي: لم يكُنْ فيه الفُحْشُ؛ لا ذاتيًّا ولا عرَضًا، "ولا صخَّابًا في الأسواقِ"، أي: لم يكُنْ صيَّاحًا يرفَعُ صوتَه في الأسواقِ، "ولا يَجْزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولكنْ يَعْفو ويَصفَحُ"، أي: يُعْرِضُ عن صاحِبِ السَّيئةِ، بلْ ويَعْفو عنه؛ لقولِه تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .

*الدرر السنية.

حديثٌ وشرحُه

24 Oct, 02:40


#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يبيِّنُ النَّبيُّ ﷺ أهَمِّيَّةَ صَلاةِ الجَماعةِ، فيقولُ: "ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدْوٍ لا تُقامُ فيهم الصَّلاةُ"، أي: ثلاثةٍ مِن الأشخاصِ المسلِمين الرِّجالِ؛ لأنَّ وُجوبَ الجَماعةِ خاصٌّ بهِم، دونَ النِّساءِ، وتقييدُه بالثَّلاثةِ يُفيدُ أنَّ الأكثرَ مِن ذلك لا بدَّ لهم مِن الجَماعةِ بالأَوْلَى؛ نظرًا إلى أنَّ أقلَّ أهْلِ القريةِ يَكونون كذلك غالِبًا؛ ولأنَّه أقلُّ صُوَرِ الكَمالِ في الجَماعةِ، وإنْ كانتْ تَحصُلُ باثنَينِ، وقولُه: "في قريةٍ" هي الضَّيعةُ، وكلُّ مَكانٍ اتَّصلَت به الأبنِيَةُ، واتُّخِذ قَرارًا للإقامةِ، "ولا بَدْوٍ": أي: ولا في باديةِ الصَّحراءِ، "لا تُقامُ فيهم الصَّلاةُ"، أي: صلاةُ الجَماعةِ، يَعني: أنَّهم لا يُؤدُّون الصَّلاةَ في الجَماعةِ "إلَّا قد استَحوَذ عليهم الشَّيطانُ"، أي: استَولَى عليهم وغلَبَهم، وحوَّلَهم إليه، فيَنْسَوْن ذِكرَ اللهِ تعالى، فيَترُكون الشَّريعةَ، والعمَلَ بها.
ثمَّ أرْشَدَ النبيُّ ﷺ أُمَّتَه بقولِه: "فعليكم بالجَماعةِ"، أي: الْزَموا صَلاةَ الجماعةِ، إذا كان الأمرُ كذلك؛ حتَّى لا يتَسلَّط عليكم الشَّيطانُ، ثمَّ علَّل ذلك بقولِه: "فإنَّما يَأكُلُ الذِّئبُ القاصيَةَ"، أي: الشَّاةَ البَعيدةَ مِن الأغنامِ؛ لِبُعدِها عن راعيها، والمرادُ: أنَّ الشَّيطانَ يتَسلَّطُ على تارِكِ الجَماعةِ الذي اعتادَ الصَّلاةَ مُنفرِدًا ولا يُصلِّي مع الجَماعةِ، كما يتَسلَّطُ الذِّئبُ على الشَّاةِ المنفرِدةِ عن قَطيعِ الغنَمِ.

*الدرر السنية.

1,232

subscribers

2,797

photos

2

videos