🌸فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين ، و لذة أرواح الموحدين ، و بستان العابدين و لذة نفوس الخاشعين ، و محك أحوال الصادقين ، و ميزان أحوال السالكين ، و هي رحمةُ الله المهداة إلى عباده
🌸الصلاة وُضعت لاستعمال الجوارح جميعها في العبودية تبعاً لقيام القلب بها و هذا رجلٌ عرَف نعمة الله فيما خُلق له من الجوارح و ما أنعم عليه من الآلاء ، و النعم ، فقام بعبوديته ظاهراً و باطناً و استعمل جوارحه في طاعة ربِّه ، و حفظ نفسه و جوارحه عمَّا يُغضب ربه و يشينه عنده.
🍃 سؤال ينبغي أن يسألَه كلُّ محبٍّ صادقٍ في محبته لهذا النبيِّ الكريمِ صلى الله عليه وسلم لنفسه، وهو: 🔹كيف أنصرُ هذا النبيَّ الكريمَ صلى الله عليه وسلم ⁉️
🔹كيف أذبُّ عن عرضِه الشريفِ صلى الله عليه وسلم ⁉️
🔹 وكيف أردُّ على حملاتِ التشويهِ الظالمة، والإساءة الغاشمة، التي يتعرَّض لها شخصُه الكريمُ صلى الله عليه وسلم في الشرق والغرب ⁉️
🔹 وماذا يجبُ عليَّ وفاء بحقه وتأكيدًا لمحبته صلى الله عليه وسلم؟
☼ وقبل أن أجيبك على هذا السؤال؛ لتسأل نفسَك: من اتصف بكل هذه الصفات الرائعة العظيمة التي بلغت الكمال البشري ـ أليس جديرًا بأن يُحَبَّ ⁉️
👌فكيف إذا علمتَ أنه يحبُّك ⁉️
بل كيف إذا علمتَ أنه هو يشتاق لك ويتمنى رؤيتَك ⁉️ بل ويبكي من أجلك خوفًا عليك وشفقةً بك؟! لا أشكُّ لحظةً أنك ستقول من كل قلبِك وكيانِك: بلى، أحبه صلى الله عليه وسلم. عندها سأقول لك👈: إن مجرد محبته صلى الله عليه وسلم لا تكفي وحدها!! بل لابد أن تحقق حقيقة قول نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (البخاري ومسلم).
☼ وهذا هو الجواب على كل الأسئلة المتقدمة: لكي ننصرَ نبيَّنا وحبيبَنا صلى الله عليه وسلم لابدَّ أولاً أن نحقق في أنفسنا حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم، وأن يكون حبُّه صلى الله عليه وسلم أعظمَ في قلوبنا من كلِّ حبٍّ؛ بل أعظمَ من محبتِنا أنفسَنا، وأن نجعلَ ذلك الحبَّ واقعًا ملموسًا مشاهَدًَا لَا زعمًا.
☼ حبَّـًا كذاك الحبِّ الذي ملأ قلبَ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، حتى وجدَ رِيَّ ظمأ حبيبه صلى الله عليه وسلم في جوفه حقيقة لا ادعاء ولا مبالغة؛ فرضي لذلك ‼️
يحكي أبو بكر رضي الله عنه، عن رحلة الهجرة مع حبيبه من مكة إلى المدينة؛ فيقول: «مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ فَحَلَبْتُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فِي قَدَحٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ...» (البخاري ومسلم). و(الكُثْبَةُ): الجُرْعَة في الإِناءِ. والمقصود: كمية قليلة. يالله ما أعظم وأصدق هذا الحب! «فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ»!! وكيف يرضى الصِّدِّيق إلا وقد ذهب العطش عن حبيبه صلى الله عليه وسلم⁉️ وكأَنَّ أبا بكر رضي الله عنه، هو الذي ارتوى؛ فذهب عطشُه، والصِّدِّيق الذي جاء بالصدق وصدَّق به، لا يبالغ في حديثه، ولا يقول إلا ما وجده حقيقة!!
☼ وهو نفسُه الحبُّ الذي ملأ كيان هذا الصحابي كلَّه؛ حتى لا يكاد يصبرُ على فراق حبيبه صلى الله عليه وسلم، فيرجع لينظر إلى وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم؛ بل إن هذا الشوق يتجاوز حدود الزمان والمكان؛ ليمتد إلى يوم القيامة، حتى وهو في الجنة!! فيقول له: يا رسول الله، والله إنك لأحبُّ إليَّ من نفسي، وإنك لأحبُّ إليَّ من أهلي، وأحبُّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك؛ فما أصبر حتى آتيك؛ فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتَك؛ عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنةَ رُفعتَ مع النبيين، وإني إذا دخلتُ الجنةَ خشيتُ ألَّا أراك... (الطبراني)!!
☼ وهو نفسُه الحبُّ الذي ملأ قلب ⁉️‼️ تابعونا ................